"مؤامرة"

[د. محمد الرمادي]

أعتاد ضعاف العقول والمنظرون السياسيون استخدام تعبير: "مؤامرة"، وصار مصطلحا يستخدم دون أدنى تفكير في كثير من المقالات وكثير من التحليلات السياسية.فإذا حدث ما يضر مصالح شعوبهم صرخوا: "مؤامرة"، وإذا حدث "غزو" فكري أو إستعمار بإسلوب "حديث" للشعوب الفقيرة الجائعة والتي لا تملك إرادتها قيل: "مؤامرة"، وإذا حدث غزو عسكري لإسقاط دكتاتورية الرجل الأوحد والزعيم الخالد، قيل: "مؤامرة" وإذا عُقدت مؤتمرات عالمية/إقليمية/محلية برعاية الدول العظمى أو تمويل أجنبي لبحث مسألة من مسائل العالم الثالث، أو الدول العربية/الإسلامية قيل: "مؤامرة" وبذلك سدوا باب العقل وأغلقوا شباك الفهم بدون وعي وإدراك لفهم المسألة، أيا كان نوعها.
الأنبياء والمرسلون والصالحون لديهم وجهة نظر في الحياة ورسالة عاشوا من أجلها، وضحوا بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق وجهة النظر التي اعتنقوها والتزموا بها وساروا عليها وهي بالقطع تخالف وجهة نظر إبليس ورسالته وما يقوم به أعوانه من الجن والإنس، وما أراه، أنه لا يوجد "مؤامرة" بل كل ما هنالك وجود أفكار/مبادئ/أسس أو أيديولوجية يرافقها جميعا خطة/استراتيجية/قناعة/مفهوم/وجهة نظر في الحياة/رؤية من زاوية خاصة/مشروع/مصالح ومنافع تجلب ومضار تدرء، المحصلة ثقافة، وحضارة انبثقت من كل السابق، وكل من يحمل أي واحدة من المفردات السابقة هذه يعمل فكره ويسخر ما لديه من وسائل وأساليب وقوى لتحقيق ما يريد، ويستخدم أعلى صياغة من التعبير والدعاية والإعلام لإقتاع فئة لتعمل معه.
ويوجد رجال فاعلون وأمة فاعلة وفي المقابل يوجد رجال خاملون وتوجد أمة مفعول بها، والفاقد لمثل هذه الإطروحات يصف ما يُعمل فيه بأنه "مؤامرة"عليه من أتباع الشيطان أو من القوى الإمبرياليه،وأن العدو المستعمر ما فتأ يعيد أسلوب الإستعمار القديم بأشكال حديثة، وحقيقة المفعول به أنه في حالة خوار وضعف نخرتا في العمود الأساسِ لكيان أمةضعفت أو فرد خامل، وعدم وجود الإرادة لتغيير الواقع السئ إلى واقع أفضل قد يكون موجودا ابتداءً في الخيال.
*****
صفحة من كراسة إسكندريات
الرمادي
08 رمضان 1432هــ ~ 08 أغسطس 2011م

[قلم بلا حبر]

من المحتمل ان تكون وجهة نظرك فى مسألة تلقف الانظمه الاستبداديه لكل ما هو مختلف على انه مؤامره

لكن اختلف معك حين انكار فكرة المؤامره نفسها

بالقطع من الممكن ان يقع الانسان فى خطأ من صنع يديه يكون اشمل واعم واكثر ضررا من مؤامرات تحاك له

لكن العلاقات بين الدول لا تخلو من المؤامرات والصفقات ,, وهذا واضح وجلى فى التاريخ

انظر الى الطابور الخامس فى الحرب العالميه الثانيه ,, انظر الى تفكيك الاتحاد السوفيتى

انظر الى فبركة التقارير المخابراتيه لغزو العراق مثلا ,,,

هل ما تشهده السودان من صراعات هو فقط نتاج اندفاع القياده السياسيه هناك ,, ام هنالك مصالح شتى تتعارض مع توجهات الدوله نفسها تحاك من اجلها المؤامرات

دعك من كل ما سبق لانه حديث بشكل واقعى مجرد

اذا نظرت الى المصطلحات نفسها وحاولت ايجاد الترابط بينها ,, فستجد الاختلاف فقط فىالحروف

وانما المعنى والمغزى واحد

بمعنى

عند سعيى الى مصلحة بلدى , فهذا اسمه السعى الى تطوير بلدى

عندما يصادفنى عقبات ,, وطبيعى ان تجد عقبات امام جذب المنفعه والمصلحه لبلدك ,و فى ظل تكالب من حولك ايضا على الاستئثار بها ,, فلا بد ان اقضى عليها حتى استطيع ان احقق النمو والرخاء لبنى وطنى ,,,, وهذا اسمه السعى الى ازالة العقبات امام تقدم واذدهار الدوله

عندما اجد ان هناك داعى شديد لمصلحة ما أو لمنفعة ما وبدونها ستفقد الدوله استقرارها ,,, اذن ففى سبيل هذا لدى الاستعدادا لعقد اى صفقات حتى اجنب الدوله مثل هذا السقوط ,, وهنا تسمى السعى الى القضاء على اسباب تعثر النمو

عندما اجد ان العائق لدى فى جذب استثمارات او استخراج خام هام وتتوقف عليه صناعاتى فى اغلبها ,,, هو دوله وليست جماعه او ظروف بيئيه او مشاكل سياسيه بسيطه ,,, اذن فهنالك حل من اثنين لا ثالث لهما

الاول ان احاول جذب تلك الدوله الى المدار الخاص بى وانتزع ما يسد احتياجاتى من خاماتها او مواقفها المسانده لتوجهاتى ,, بشتى السبل ,, واولاها طبعا الطرق السياسيه ,, والتلويح بوخامة النتائج المترتبه على عدم التعاون عند الرفض او الانصياع فى اتجاه مضد لاتجاهى

الثانى : ان اقوم بتنفيذ التلويح اسابق على مراحل ,, اولاها خلق مشاكل داخليه فى هذا البلد تحاول زعزعة الامور فى البلاد وتنخر استقراره لنجد طلاب الكراسى فى النهايه خوفا على كراسيهم يسعود ركضا خلف ما اريد حفاظا على مناصبهم وحكمهم المستبد ,,,

تلك طريقه وهنالك العديد من من الحيل ,, من بينها تهييج الرأى العام الدولى فى اتجاه تلك الدوله ,, توقيع العقوبات ,, وفى احلك الظروف توجيه ضربه عسكريه

هذه حقائق لا ينبغى ان نهرب منها ,, تحت سطوتنا الفكريه التى تلح باستمرار على الدخول الى عالم الالفيه الثالثه والانفتاح على من سبقونا

اذا كان الاخ يحيك المؤامرات ضد اخيه بسبب ميراث لا يتعدى بضعة الاف ,,, فكيف لدول الا تفعل هذا

الا اذا اعتقدت ان السياسه كتاب مفتوح

للعم فقط ,, متابعتى للاخبار ايا كان المصدر تعتمد على سماع الخبر فقط من هذه القناه او تلك الجريده او ذاك البرنامج ,,,, وربطه باحداث واخبار سابقه فى الماضى لمحاولة الوصول الى (( ما خفى ))

فقذارة السياسه هى ما تجعل القوى الليبراليه المحافظه تنكر على التيارات الاسلاميه تديين الدوله

فالدين اسمى من هذا اللاعيب القذره ,, التى لن تستطيع الابحار فى عالم السياسه بسواها

موضوع مميز وفكر راقى

تحياااااااااااااااااااااتى""""""""

[د. محمد الرمادي]

أسعدني التعليق والعرض الشيق بقلمك الممتلئ حبر
وجهة النظر عندي هو : تعليق كل مشاكل الوطن على شماعة المؤامرة هذا أولا سواء من الحاكم أم النخبة ،
ثانياً : جلب المصالح ودرء المفاسد لكل دولة ، هل نسميه موأمرة أم رعاية شؤون
، رعايةالشؤو ن يستخدم فيها المباح والممنوع كالأمثلة التي ذكرتها حضرتك
شكرأ لحسن التعليق وأستفدتُ من طرحك كثيراً
كما أشكرك أخي الحبيب الصديق على الدعوة إلى الكتابة في يوميات صائم
والوقت عندي هو المشكلة
ــ
محمد .