أسباب كارثة جدة

[أبو المعالي]

أسباب كارثة جدة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القوي العزيزالرحيم الرحمن , و الصلاة و السلام على الهادي البشير و السراج المنير أما بعد ...

الذي حدث , و نزل بنا من مصائب و كوارث , إنما سببها ما كسبت أيدينا و يعف عن كثير , ما أن انتهت فرحة العابثين بخلخلة ثوابت الأمة في جامعة ثول , و دخلوا من خلالها إلى محاذير و منكرات لا نجد لها أعذارا حتى رفعت راية الحرب من قبل الحوثين و بدأ الشر يصل أمن هذا البلد , ثم لم تنتهي أزمة الحوثيين , حتى جاء الطوفان الذي أهلك الحرث و النسل في جدة , و هكذا تستمر المصائب , حتى يتم تصحيح المسار

قال الحافظ ابن القيم رحمه الله :

وهل في الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي ، فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دارِ اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب

وما الذي أخرج إبليسَ من ملكوت السماء ، وطرَدَه ، ولَعَنَه ، ومَسَخ ظاهره وباطنه ، فَجُعِلَتْ صورته أقبح صورة وأشنعها ، وباطنه أقبح من صورته وأشنع ، وبُدِّل بالقرب بُعداً ، وبالرحمة لعنةً ، وبالجمال قبحاً ، وبالجنةِ ناراً تلظى ، وبالإيمان كفراً ، وبموالاتِ الولي الحميد أعظم عداوة ومُشاقة ، وبزَجَل التسبيح والتقديس والتهليل زجَل الكفر والشرك والكذب والزور والفحش ، وبلباس الإيمان لباس الكفر والفسوق والعصيـان ، فهان على الله غاية الهوان ، وسَقَط من عينه غاية السقوط ، وحلَّ عليه غضبُ الربِّ تعالى ، فأهواه ومَقَته أكبر المقت فأرداه ، فصار قوَّاداً لكل فاسق ومجرم رضي لنفسه بالقيادة بعد تلك العبادة والسيادة ، فعياذا بك اللهم من مخالفة أمرك وارتكاب نهيك .

وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماءُ فوق رؤوس الجبال

وما الذي سلَّط الريحَ العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية ، ودمرت مامرَّت عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة

وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قَطَّعَت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم ! .

وما الذي رفَع قرى اللوطية حتى سَمِعت الملائكةُ نبيحَ كلابهم ، ثم قَلَبَها عليهم فجعل عالِيَهَا سافلها فأهلكهم جميعاً ، ثم أتبعهم حجارة من سجيل السماء أمطرها عليهم ، فجَمَع عليهم من العقوبة ما لم يجمعه على أمةٍ غيرهم ، ولإخوانهم أمثالها ..  وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ

وما الذي أرسل على قوم شعيبٍ سحابَ العذابِ كالظُّلل ، فلمَّا صار فوقَ رؤسهم أمطر عليهم ناراً تلظى

وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر ، ثم نُقلت أرواحهم إلى جهنم فالأجساد للغَرَق والأرواح للحرق

وما الذي خَسَف بقارون وداره وماله وأهله

وما الذي أهلك القرونَ من بعد نوح بأنواع العقوبات ودمَّرها تدميراً

وما الذي أهلك قوم صاحبَ يس بالصيحة حتى خمدوا عن آخرهم

وما الذي بعث على بني إسرائيل قوماً أولي بأسٍ شديدٍ ، فجاسوا خلال الديار ، وقتلوا الرجالَ ، وسبوا الذراري والنساء ، وأحرقوا الديار ، ونهبوا الأموال ، ثم بعثهم عليهم مرة ثانية ، فاهلكوا ما قدروا عليه وتَـبَّروا ما عَلَوْ تتبيراً

وما الذي سلَّط عليهم أنواعَ العذاب والعقوبات ، مرةً بالقتل والسبي وخراب البلاد ، ومرةً بجوْرِ الملوك ، ومرة بمسخهم قردة وخنازير ، وآخر ذلك أقسم الرب تبارك وتعالى ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب

قال الإمام أحمد ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا صفوان بن عمر وحدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه ، قال : لما فتحت قبرص فُرِّق بين أهلها ، فبكى بعضهم إلى بعض ، فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي ، فقلت : يا أبا الدرداء .. ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟! ، فقال : " ويحك يا جبير ! ، ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره ، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى
انتهى كلامه رحمه الله


و نحن نعلم أن الله الرحيم الكريم يمهل و يمهل و لا لكنه سبحانه لا يهمل و إذا أخذ فإن أخذه أليم شديد

فقد خذلت غزة و خذل الأقصى و خذل العراق و أفغانستان و أمهل سبحانه و لعل هناك ما يتعذرون به
ان ما يحدث في مدينتي جدة وقد حصل يبكي القلب قبل العين
فلا حول و لا قوة إلا بالله

ذهبت الى الاحياء المنكوبة ورايت الجثث والسيارات في كل مكان
ان ماحدث هو بسبب الفساد والظلم
الفساد الاداري والاخلاقي والمالي
ن ماحصل يحتاج وقفة جادة من الجميع
والرجوع الى الله عز وجل
وانظرو ا ماذا يهدد جدة كارثة بيئية اخرى
نتيجة للتخطيط العشوائي وعدم الاعتبار للناس وارواحهم
وفعلا اضاعة الامانة الا امانة

ادخلوا اليوتيوب وشاهدوا المئاسي
وليس من راى كمن سمع

منعت مخيمات الدعوية والمراكز و الأنشطة الدعوية في جدة و تصدرت صور النساء في الصحف حربا للفضيلة
و قهرا للآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر و قهرا للغيورين حتى أصبح الواحد منا يخاف على نفسه
مما هو قادم و متى يتوقف هذا المد المخالف و المحارب للوحي الطاهر الشريف

فهاهي الكوارث واحدة خلف الأخرى و لا مخرج للأمة إلا بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
حتى لا يأخذنا الله تعالى بما فعل السفهاء منا , فهذه سفينة المجتمع فإن غرقت فلن يسلم أحد إلا أن يشاء الله

فلا بد لأهل العلم من مناصحة المسؤولين , و تذكيرهم بهذه المخالفات الكبيرة و التي جاء بعدها كوارث كبيرة

اللهم خذ بأيدينا للبر و التقوى , و أصلح أحوالنا و أحوال المسلمين

دعواتكم

طريق التوبة