اختلافتنا..... ازاي نحلها ؟؟

[the love rays]

اختلافاتنا .... كيف نحلها ؟؟ يستقبل دماغ الإنسان العديد من المعلومات يوميًا , فيسمح للصحيح بالدخول و التطبيق و يطرد الخاطئ , و يقابل الإنسان يوميًا العديد من الأشخاص الذين لا يوافقونه الرأي و يختلفون معه في نقطةٍ ما , فهذا الاختلاف أمر طبيعي و لا بد من وجوده حتى تستمر حياة الإنسان بشكل طبيعي و يتمكن من التطور بشكل جيد , و أيضًا ليتمكن من تمييز الصحيح من الخاطئ . لكن هل كل اختلاف أمر طبيعي ؟ هناك شخصين –مهما يكونان قريبان من بعضهما – مختلفين في الآراء , فيتناقشان في النقاط الفكرية المختلفة بينهما بهدوء و حجة و هم مقتنعون بأنهم يمكنهم الاستفادة من بعضمها البعض للحصول على شيء جديد و جيد في نفس الوقت , فيأخذ أحدهم الزوايا التي اقتنع بصحتها و يأخذ الآخر ما يعجبه من الأفكار التي تعجبه , و هنا يسمى الاختلاف محمودًا , لكن إذا أتى الأول محاولاً جعل الآخر مقتنعًا بأفكاره , متبعًا لأهوائه بغضب و عناد و تعصب , هنا يسمى الاختلاف مذمومًا , و مهما بلغ الختلاف بالآراء نقاط أبعد فهو أمر طبيعي , قال الله تعالى : ( و جعلناكم شعوبًا و قبائل لتعارفوا ) حاليًا نجد معظم المجتمعات متفككة و متشتتة بسبب هذه الاختلافات المذمومة التي تدفع الإنسان لاتباع مبدأ التسقيط و التهميش و الإقصاء و قتل للفكر و تشويه الصور , و ربما سيفيدنا معرفة كيفية تولده و بداياته طرق التهرب منه و عدم الوقوع في فخه , و من أهم و أبرز الأسباب : التكبر على الحق و الاقتناع بأن فكرنا هو الصحيح لا غير , فيثبت الإنسان على رأيه و لا يغيّره مهما كان خاطئًا , لأنه تكبر على الحق و انحنى للباطل , و لعدم وجود خُلق الاحترام بين الناس دور كبير في هذه الخلافات , فعلى الإنسان أن يحترم الإنسان لأنه إنسان , فلكل إنسان حق على أخيه بأن يحترمه و يحترم رأيه مهما كانت نسبة الخطأ فيه مرتفعة . برأيكم ... ما هو سبب محاولات بعض الأشخاص لتهميش صورة أشخاص آخرون ؟ ما هو سبب الأمراض النفسية التي يُصاب بها الإنسان فيقتل بها أفكار إنسان آخر ؟ لماذا يحاول آخرون إسقاط شخصٍ لأنه لا يوافقهم الرأي ؟ أليس للاختلافات المذمومة دور في الموضوع ؟ هذه الاختلافات المذمومة تسبب أمراضًا نفسية خطيرة للإنسان , فتدفعه لاتباع طرق عديدة للتخلص من الشخص المخالف له بالفكر , فيسعى لتسقيطه و تشويه صورته أمام الناس , فيؤدي ذلك لنشوء أحزاب و فرق في المجتمع أو الشعب الواحد و ينقسم الشعب إلى فريقين و ربما ثلاثة, مؤيد و مخالف و ربما محايد , و إذا وصل المجتمع إلى هذه الحالة , يمكن أن نقول بأن " بعد ما فات الفوت ما يفيد الصوت " . و طبعًأ ليس هناك داء و إلا له دواء , فيمكننا حل هذا الاختلافات التي ربما تتحول إلى نزاعات باللجوء إلى الحوار الهادئ و النقاش المجرد من التعصب و الانحياز , و أيضًا يمكن عدم الوقوع فيها و التهرب منها , فقد علمنا الله تعالى ذلك في قوله : ( و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) , فعندما يتحلى الإنسان بهذه الصفات و الأخلاق سنتمكن من تعدي هذه الختلافات المذمومة بكل سهولة و سرعة . و من هنا .. أدعوا جميع قارئو نشرة الحياة أن يشجعوا أنفسهم و الناس على اللجوء للحوار الهادئ , و أدعوكم أيضًا لفهم أن ربما يكون رأيكم هو الخاطئ و الرأي الآخر هو الصواب و أيضًا أقول : إن انتقام رب العالمين قاسي جدًّّا . و الحمدلله رب العالمين ..