لا تعلق قلبـك بمن هو مثــلك!

[عاشق الجمال]

الإنســان بطبيعته يحب الخلطة ولا يمكنه العيش بمعزل عن العالم إلا إذا كان شخصا معقدا نفسيا!!

والعلاقات في حياتنا متنوعة

ولكن في نظري أن أجمل علاقة بعد الزواج مباشرة هي علاقة الصداقة إذ لا يوجد شخص (غالبا) إلا وله
مستودع للأسرار..يؤانسه ويجالسه لكن بالرغم من جمال هذه العلاقة فلابد من وضع النقاط على الحروف
حتى لا يتجاوز أي من الطرفين الخط الأحمر!
فإذا تعلق الصديق بصديــقه وأبحر مع هذه المشاعر ماذا سيكون موقفه إذا سمع بانتقاله مثلا إلى بلدة
بعيــدة
كيف سيكمل الطريق دون ذلك الشخص الذي ملك عقله وروحه

بل والأشد من ذلك ماذا ستكون ردة فعله إذا سمع بهادم اللذات قد قضى على هذا الصديق؟
أليس الموت حق وكلنا ميـتون لا محالة!!!

-----------------------------------


وإليكم أيها العشــاق يا من تسهرون الليالي الطوال تذكرون الأحبة لا تفتروا من ذكرهم ماذا جنيتم غير العذاب؟

ولو سمعتم برحيل الحبيب أو موته ماذا سيحصل لكم؟
هل ستقولون لماذا أخذته يارب؟ هل ستنبشون القبر وتلقوا بأنفسكم إلى جانب هذا الحبيب؟؟!!

الذي أصبح جثة هامدة لا تنفع ولا تضــر..

أيها القاريء الكريم قف مع نفسك والنتبه

من البداية راقب قلبك وعش حياتك بطريقه متزنة فديننا دين الوسطية والاعتدال
في كــــل شيء
------------------------------------------------


انا لم و لن أقول لا تحب ولا تكون صداقات إنما المؤمنون إخوة ومثلهم كمثل الجسد

----------------------------------------

طيب ما الحل؟ القلب لا يمكن أن يكون فارغا لابد له من أن يمتلىء بالمحبة فماذا علينا أن نفعل؟الحل
هو أن تحب وتكون صداقات ولكن لا تعلق قلبك بمن هو مثلك تعلقا شديدا
بل تعلق قلبك بمن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير تعلق بمن لا ينام

تتعلق بالحي القيوم الذي لا يموت

تتعلق ببديع السموات والارض
تتعلق بالملك الغني القادر

فإنه معك دائما

احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك

لكن مشكلتنا أننا نبتعد عن الله بكل ما أوتينا من قوة ونريد الحفظ من الله

فيا لله لقد ظلمنا أنفسنا وإن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين

و أكرر و أقول حتى لا يحصل خلل في المفهوم ليس المقصود إلغـاء المحبة أو الجفاء فالمحبة أمر طبيعي موجود في الإنسان لا يلام عليه كحب الأم لابنها والأخت لإختها والصديق لصديقه ولكن لكل شيء حــد ومقدار..

تساؤل آخر: كيف أعرف أنني وصلت لدرجة التعلق المذموم؟!

الجواب:اسـأل نفسك وجاوب على نفسك بصدق ..

ما موقفك عند غياب هذا الشخص؟ أو عند غضبه منك؟ هل تشعر ان الدنيا أظلمت في عينيك وأنك لم تعد قادرا على متابعة الحياة بدونه؟ وأنه إذا رضي عني فقد نلت غاية المنى...

إذا كان الجواب بنعم فلتعلم أيها القاريء الكــريم أنك على خطــر فراجع نفسك..

وهكذ...ا وبما أن الدنيا ابتلاء فأنت كلما تخلصت من متعلق يظهر لك متعلق جديـد فإذا تخرج الصديق وتركك فقد تتزوج وإذا فقدت زوجتك بموت أو طلاق فقد يكون عندك أطفال وهكذا ..

قال تعالى: (ولقد خلقنا الإنسان في كــبد)

وثق تماما أنك بقدر ما تجاهد نفسك على عدم التعلق (المذموم) بقدر ما تصل إلى درجة الإحسان قال تعالى في آخر آية من سورة العنكبوت: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين )..

ولكن هل تظن أن الله سيتركك دون أن يعلمك بأنك تجاوزت الحد الطبيعي لا والله فالله عزوجل لطيف رحيم بعباده ..

مثال على ذلك من الواقع: زوجة تقول منذ أن استيقظت وأنا أجهز نفسي لاستقبال زوجي وفعلت ما بوسعي وأكثر لأهيأ له الجو المناسب.. ولقد استغرقت وقتا طويــلا جدا حتى أدى ذلك إلى الإهمال في الفرائض كالصلاة مثلا.. من لطف الله عزوجل بهذه الزوجة أن يجعل الزوج يقوم بردة فعل غير متوقعة عند رؤيتها.. فتصاب المسكينة بخيبة الأمل ولكن الحقيقة أن الله عزوجل يربيها وينبهها..

وإذا استمرت في طغيانها ولم تفق تركها الله لنفسها.. وهذا من الخذلان والعياذ بالله

أكرر وأقول لم أحرم تزيين المرأة لزوجها بل إن حسن تبعل المرأة من الإيمان ولكن لكل شيء قدره..

وكذا الأم مع أطفالها بل إنني سمعت داعية تقول في الغالب أن الطفل الذي تتعلق به والدته تعلقا شديدا يسبب لها المتاعب سواء كانت متاعب جسدية أو خلقيـة.. فانظر إلى رحمة الله بعباده

وعلى هذا المــثال قس نفسك وحاسبها...

وأود ان أنبه على نقطة مهمة جدااا وحساسه وهي أن هذا لا يعني مثلا أن يجافي الزوج زوجته والصديق يعادي صديقه بحجة الخوف من التعلق فهذا قد يكون من الوسوسة والله أعلم.. والصواب أن يعطي كل ذي حق حقه والتوسط والاعتدال في كل شيء والتعلق بالله أولا وأخيرا

إذا....

الحل التــــوازن والاعتدال وإذا شعر العبد من نفسه أنه بدأ في مرحلة التعلق فليبتعد قليلا.. ويقبل على ربه أكثر وأكثر

ولنجعل هذا الحيث أمام أعيننا : ((من ابتغى رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ومن ابتغى رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس))
طيب قد يخطر هذا السؤال على البال: هل البكاء المرير على الميت يدل على شدة تعلق القلب به؟

الجواب: لقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قبض الله ابنه إبراهيــم ولكن هل تذكر أيها القاريء قول النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك الموقف؟!

لقد قال إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ... لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ... هذا والله تعالى أعلى وأعلم.. وصلى الله وسلم على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعيــن
اللهم علق قلوبنا بك.. اللهم إنا نسألك حبك وحب من بحبك وحب عمل يقرب إلى حبك... اللهم اجعلنا من الذين يرجون رحمتك.. ويخافون عذابك

[đΘόđΘό]

[خالد ابو النجا]

الله عليك
موضوعك فى غاية الروعه
تسلم ايدك
تحياتى لك