حملة التعايش _المسيحى المصرى.. والمسلم الإندونيسى

[yasmine refat]

لم يزل بعضنا يتربص بقضايا ترفيه ربما تحقق لبعضهم جماهيرية فى التوزيع والتسويق لمطبوعته أو فضائيته التى يعمل بها، ولو كان ذلك على حساب الحقيقة والموضوعية وأمن الوطن واستقراره، وبعضنا الآخر يتمتع بسطحية فى تكوينه الدينى وثقافته الإسلامية لا تمكنه من الإحاطة بصحيح الدين وتدفعه إلى التفريط فى فهم مبادئ وسلوكيات وآداب الإسلام الحنيف.
ربما بدأت بهذا التنكير أسوة بصديقى الكاتب فى نفس الموضوع فى صحيفة صديقة، يكتب بنفس طريقته فى الكلام كأنه يتجرع كأسا من «النشا»، يُسفه آراء مخالفيه بطريقة مستفزة كأنه يملك ناصية الفهم الصحيح وهذه أحد أهم آفات الحوار: العجرفة وامتلاك ناصية الحقيقة والصواب، حين أن السلف كان أحدهم يقول «رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب».
المهم.. قضية تعارض «المصلحة» بين المسيحى المصرى والمسلم الإندونيسى فى اهتمامات المسلم المصرى هى مما باء بإثمها نوعية من المتنطعين الذين يبلغون قيمتهم بقدر ما يحدثونه من جدل مراء، والنهى يحسم الموقف للمسلم فيما يتعلق بالجدل إذا كان مراء لا فائدة منه.
ومن هذه الموضوعات التى اصطادها غُلاة العلمانية فى بلادنا منذ أثار هذا الموضوع الأستاذ مهدى عاكف المرشد السابق للإخوان المسلمين هو طبيعة العلاقة بين المسلمين وبعضهم البعض حيثما كان فى أنحاء المعمورة من الناحية الأممية وعلاقة المسلم بمواطنه القبطىالمسيحى، الرجل تحدث بمفهوم أممى ينظم علاقة المسلمين وأخوتهم فى الدين، واستحضر صفحات قديمة من صفحات الخلافة التى تولى فيها الإمامة العظمى مسلم دان له بالولاء المسلمون فى كل مكان، لا يعنى بالضرورة استنساخ ذلكم النسق من نظام الحكم ليتم تطبيقه فى عصرنا، فأهم مزايا الإسلام الحنيف أنه متطور يراعى متطلبات العصر، مرن يضع عموميات ويترك للبشر فى زمانهم ومكانهم مراعاة واقعهم فى تطبيقاته وفروعه كما يقول علماء الأصول التشريع لله ابتداء وللبشر ابتناء.
ذلك الكاتب الجاهل استشهد بأخوة الأنبياء لمواطنيهم وتلك أخوة الإنسانية، والأنبياء يخاطبون أقوامهم تذكيرا بالآصرة التى تربط بينهم وتهييجا للعواطف لاستقبال الدعوة الجديدة، أما علاقة الإيمان والأخوة فى الدين فتلك تعنى بها كل شريعة وهى تنظم العلاقة بين المؤمنين بها من جهة وبينهم وبين مواطنيهم من جهة أخرى.
أُخوة الإيمان أخبر بها المولى سبحانه بقوله «إنما المؤمنون إخوة» هذا التمايز ندبه ربنا سبحانه «وألف بين قلوبهم، لو أنفقت ما فى الأرض جميعا مّا ألّفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم» علاقة العقيدة علاقة قوية دائمة متجددة، لكن العلاقات الأخرى قد يشوبها عارض يفسدها كأُخوة النسب أو الدم.
علاقة المواطنة بين مكونات المجتمع الدينية والعرقية أمر مختلف يحكمها قواعد الدستور الذى يوصف عادة بأنه العقد الاجتماعى الذى يرتبط به المقيمون على أرض الوطن بينهم وبين السلطة أو الحاكم وبين بعضهم البعض، تلك القواعد تنظم الحقوق والواجبات التى يتساوى فيها الجميع دون تفرقة بسبب الدين أو الجنس أو اللغة، ومن ثم فما تتميز به فكرة المواطنة أنها تباعد عن كل أشكال التحزب والتحيز للدين أو العقيدة أو الطائفة وبالجملة عن كل أشكال العنصرية والتعصب فالمواطنون أمام القانون سواء والإسلام يعزز هذا المفهوم فى إطار الكليات الخمس التى أمر الناس بالمحافظة عليها وهى الدين والعقل والنفس والنسل والمال سواء كان المقيم المواطن مسلما أو غير مسلم.
المواطنة تعنى الوطن أى الإقامة فيه، ومصدر الفعل واطن بمعنى شارك فى المكان إقامة ومولداً والمواطن هو الذى نشأ فى وطن وأقام فيه، أما الوطنية فهى تحمل مشاعر الحب للوطن والارتباط به فهى صفة يشترك فى التمتع بها أبناء الوطن على اختلاف عقيدتهم أو جنسهم أو لونهم وهكذا.
المواطنة تجمع بين كل هؤلاء على قاعدة الولاء للوطن والاحتشاد للدفاع عنه أمام الأعداء فالحروب والمعارك وكل ما يتهدد الوطن، فيشترك المواطنون فى شرف الجندية دفاعا عن حرمة الوطن، ويتعاونون لتحقيق سائر الأغراض السلمية اللازمة لنمو الوطن ورفعته وتقدمه فى أوقات السلم الطبيعية.
وتشير دائرة المعارف البريطانية إلى أن المواطنة علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة متضمنة مرتبة من الحرية وما يصاحبها من مسؤوليات وتسبغ عليه حقوقاً سياسية مثل حقوق الانتخاب وتولى المناصب العامة. وميزت الدائرة بين المواطنة والجنسية التى غالباً ما تستخدم فى إطار الترادف إذ إن الجنسية تضمن بالإضافة إلى المواطنة حقوقاً أخرى مثل الحماية فى الخارج.
الذى لا يعرفه هؤلاء الذين يثيرون مثل هذه النعرات أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر كانت ودامت وستبقى مهما واجهتها من صعوبات وفتن وقلاقل وهذا هو الأهم

منتصر الزيات

[ŅĢM]

شكرا ع الخبر والمتابعه

[Words Whisper]

بلاأدنى شك

ومالايستطيع نفيه أي شخص

وإن كان ممن اتصف بالتعصب الأحمق

أن حق المواطنة أرساه الإسلام ولايميز بين مسلم وغيره ..


راقٍ هو انتقاؤكِ

سلمتِ

ودمتِ بحفظ الرحمن ..

[امنية محمد]

شكرا جزيلا لكم