من ثقب الباب ...

[المهاجر 2]

--------------------------------------------------------------------------------

من ثقب الباب

أغلقت كل شبابيك شقتى المتواضعة
إغلاقاَ جيدا هرباَ من لسعات البرد القاسيه
فى إحدى ليالى يناير الباردة .. البرد فى مدينتى لا يعرف الرحمة ..
ألقيت بنفسى فوق سريرى مكوماَ كل الأغطية فوقى ، تاركاَ فتحة صغيرة أنظر من خلالها وأتابع
ما يعرض فى القنوات الفضائية .
أغلقت التليفزيون وهرباَ من البرد قررت النوم تحت هذه الكومة من الأغطية .
فى هذه اليلة الباردة لا أعرف من أين يتسرب إلى هذا البرد الذى يهاجمنى رغم البطاطين الثلاثة التى
دفنت نفسى داخلها .
لف شقتى صمت رهيب بعد إغلاق كل مصادر الصوت ..
لا أعرف كم مر من الوقت بعد دخولى فى نوم عميق حين أبقظنى صوت جرس الباب مرات عديدة
وطرق بقوة على بابى .. نظرت إلى ساعة الحائط التى تشير إلى الرابعة والنصف فجراَ .. تصورت أن أحد
أقاربى قد حضر من سفر فى قطار يصل فى هذا الوقت لكن الفكرة طارت مع تزايد الطرق على الباب
وبقوة .. أقتربت من باب الشقة ومن خلفه قلت : مين ؟
رد على صوت أجش .. أفتح الباب !!
إقتربت من العين السحرية ونظرت من خلالها محاولاَ التعرف على الطارق ..
صدمت عندما رأيت كتيبه من الناس أمام الباب ومنتشرين على السلم وفى
مواجهة الباب شخصين ينتظران ..زاد خوفى ورعبى ..
.. كررت مين ؟ .. رد أيضا إفتح الباب ..
بحثت عن مقبض الباب .. من إرتباكى لم أجده .. وأخيرا فتحت الباب ..وجدت كتيبه من رجال الشرطه
يتقدمهم رجل بلباس مدنى يحمل سلاحا َوضعه بين حزام البطلون وجسده ..
سألنى .. أنت فلان ؟ قلت : لا
قال : أين بطاقتك الشخصية ؟ .. أسرعت بالدخول إلى داخل الشقه أبحث عن بطاقتى التى طلبها
.. ألقيت بكل ملابسى خارج دولابى بحثاَ عن البطاقة الملعونه .. وأخيراَ وبعد جهد جهيد وجدتها ..
قدمتها إليه .. قلبها بين يديه .. نظر إلى طويلاَ وأعطانى إياها .. بعد أن أوصانى
أن أطلب من الشخص المطلوب أن يراجع قسم الشرطه أذا رأيته .
تنفست الصعداء بعد إنصرافهم .. أغلقت شقتى دون أن أعرف سبباَ لهذه الغاره المفاجأه .
ألقيت بنفسى على أقرب كرسى .. جلست حتى الصباح ..
شرحت لجارى ما حدث .. ضحك وقال لى إنهم شرطة تنفيذ الأحكام يبحثون عن شخص كان ضيفاَ عند
الشقه المقابله..وكان صاحب الشقه متقدما بطلب توصيل التيار الكهربى له ..ولأن صاحب الشقه
رجل طيب لم يفهم أنه لابد أن يدفع رشوه للموظف المختص بتوصيل التيار .
. فماطله مما إضطر صاحب الشقه الى سرقة التيار الكهربى لوجود ضيوف لديه..
فى هذا اليوم نزل صاحب الشقه لشراء يعض الطلبات تاركا الضيف فى الشقه الذى تصادف
مرور شرطة الكهرباء .. التى بدورها حررت محضر طبعا باسم الموجود فى الشقه " الضيف "
الذى لا يعلم شيئا عن الموضوع ..فتم عمل قضيه للضيف التى حكم فيها غيابيا بالسجن
أسبوع والغرامه .
سافر الضيف الى مدينته وهو لا يعلم الى الان أنه مطلوب ..
ولازالت شرطة تنفيذ الاحكام تبحث عنه .
عرفت القصة وعرفت من هم زوار الفجر الذين يتركون اللصوص الكبار يهربون بالملايين ويبحثون عن شخص
سرق كهرباء ببضعة جنيهات .. بعد أن تسييوا لى فى شئ ربما
يستدعى زيارة الطبيب المتخصص فى عقم الرجال