المسلسلات العربية، و الفساد الفكري والأخلاقي

[عاشق الجمال]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المسلسلات العربية هذا العالم الذي غزا التلفاز العربي بإنتاجه الغزير والمتنوع، فقد أصبح هناك تنافس شديد في إنتاج هذه المادة الخطيرة، وفي استهلاكها أيضا.
المسلسلات عبارة عن قصص مصورة، والقصص هي عبارة عن أفكار تصاغ بطريقة مميزة، فتصبح مع الموسيقى والصور والإخراج ككل في قالب مميز جذاب ومؤثر بالدرجة الأولى.
وبما أنها عبارة عن أفكار وقيم، فإنها ستمَرّر بطريقة ذكية إلى المشاهد وقد تسكن فيه من دون أن يشعر ويصبح حاملا لهذه الأفكار والقيم وربما مروجا لها، بما أنه اقتنع بها.
وهنا تكمن الخطورة.


فقد أصبحت المسلسلات تعرض من القيم السيئة والمشينة الكثير، أصبحت تصور السفور وقلة الحياء وانعدام الخلق الطيب في حلة مزينة من البراءة، وتصور في المقابل العفاف والتدين -وأركز على كلمة التدين- في أبشع صورة من العنف والتعصب والانغلاق والسلبية.
فتعطي للمشاهد قناعة على عدم جدوى هذه القيم النبيلة في المجتمع وعلى أنها سيئة يجب عليه أن لا يفكر في اعتناقها إذا أراد أن يعيش حياة مثل التي يراها في الأفلام حياة مثالية تلبي له رغباته. وهنا أود التركيز على نوعية المشاهد الذي أعنيه بكلامي، والذي هو المراهق، فهذا السن بالذات هو سن خطير وحساس وحرج، يمكن أن يستغل في الأمور السيئة بكل بساطة، بحيث يسهل التأثير فيه وفي بناء شخصيته، خاصة من الناحية العاطفية والتي تسعى هذه المسلسلات إلى اللّعب على مستواها.


لذا أرى أنه من واجب كل إنسان راشد أن يوجه هذه النوعية من الشباب، ليس فقط بالمواعظ بل حتى بإعطاء البديل قدر الإمكان، بتوفير أي طريقة لملأ وقت أبنائه أو إخوته بشيء مفيد وجذاب يستطيع به أن ينسيه في مثل هذه الملهيات المفسدة للفكر والأخلاق، ومحاولة منعها بطريقة ذكية ومن دون قمع حتى لا يشعر أن ماجاء فيها من تصوير لشخصية الملتزم صحيحة.


في انتظار ما تضيفونه