أحببتك رغم بعد المسافات (قصه قصيرة) رومانسى

[Mahmoud Mohie]

ملحوظه : لأول مرة أكتب بهذه الطريقه ,, نوع جديد من طريقه السرد ,, اتمنى ان يعجبكم هذا النوع ,,

"
"




مقدمه ,,

كثيرا ما نسمع او نشاهد قصص الحب , بعضها واقعى والاخر خيالى
او حتى اسطورى ,نستمتع بسماع احاديث العشاق , نرغب فى اقامه علاقه
شريفه مع طرف أخر , فما أجمل تبادل المشاعر وما أجمل الحب الصادق الطاهر
الذى يخلو من اى مصالح , النقى حد السماء , الذى يأخذنا بجاذبيته ويجعلنا
لا نتستطيع العيش بدونه ,شرط ان تكون نهايته الزواج السعيد الذى قال
عنه ربنا سبحانه وتعالى "وجعلنا بينكم مودةً ورحمه"
فتعالوا معى كى أقص عليكم أحدى قصص الحب السعيد ,

مدخل ,,

ميرو شاب مصرى اصيل , من اسرة ميسورة الحال , يهوى الفن بكل أنواعه
وخاصه الشعر , من مواليد برج السرطان , شخصيه محبوبه من الجميع .

فرح فتاة سعوديه أبا عن جد , تعشق المنطق , تهوى الكتابه, من واليد برج الأسد
شخصيه غير مصطنعه وتكره التصنع .

"
"

نشأ ميرو فى بيئه مصريه ; تملؤها الطيبه , يغلب عليها الجد والاجتهاد
الجميع فى بيئته متحابون متعاونون , تعلم منهم الاعتماد على النفس تعلم الصبر
والجلد وايثار النفس وحب الأخرين.

دخل المدرسه كى يتلقى تعليمه لم يكن ميرو ممن الطلبه البارزين فى فصله
علما ولا فكرا , لم يكن يهتم بدراسته ولا حتى بنفسه
كان انظائيا بدرجه كبيرة ,
أما فى المنزل فكان على النقيض من هذا , طفل شيطانى يهوى اللعب
يعشق المقالب محبوب من والدته حد الجنون لا ترفض له طلب ,
أحلامه مجابه وطلباته أوامر .

تلقت فرح تعبيمها فى المدرسه , كانت من أنجب الطالبات , الجميع كان
يقدرها ويحترمها ويحترم فكرها الراقى المميز السابق سنها بمراحل
كانت تحب اللهجه العاميه المصريه , ساعدها على فهمها العمال المصريين
المحيطين بمكان اقامتها .

مرت السنين وقطار العمر معها يسيير ,,
والتحديات الصعبه والكثيرة تواجه بطلا قصتنا ,,,
أصبح ميرو شابا متعلما مثقفا فنانا يكتب الشعر ويعزف على الأورج ,
يفهم فى السياسه ويتحدث فى الرياضه والاقتصاد ,, اصبح على درجه
كبيرة من النضج الفكرى , هذا بجانب عمله الأصلى فقد أصبح ميرو
رجل أعمال ,, نعم ماازال فى بدايه الطريق , لكن المهم انه وضع أقدامه.

وفرح أنهت دراستها فى كليه التربيه قسم الاجتماع , واصبحت اخصائيه اجتماعيه
فى مدرسه بالسعوديه , لكن طبعها الذى يغلب عليه التدين
جعلها تسعى لأن تصبح معلمه تربيه اسلاميه , حقا هذا غريب ,
لكن ليس بغريب على بطلة قصتنا فالبفعل شاء القدر وشاءت الظروف
وتخطت الصعوبات وأصبحت فرح معلمه تربيه اسلاميه فى نفس المدرسه.


" البدايه "

عندما وصل ميرو سن العشرينيات , بدأ يبحث عن فتاة أحلامه ,
كتب فيها كلمات من أشعاره وغنى لها أغنيات من كلماته وعزف لها أجمل
ألحان الحب ,, كل هذا قبل أن يجدها ,, فما بالنا اذا وجدها !!
,,ميرو وجد فتاة أحلامه , يالها من جميله فتاة فى نفس سنه تدعى سمر
خفق قلبه عندما رأاها لأول مرة فى شارعه القديم , كانت سمر من اسرة متوسطه
الحال فتاة انطوائيه لدرجه كبيرة , تكره الانفتاح لكن شاء القدر
أن يجعلها مطلب ميرو , وان يرى فيها مواصفات فتاة أحلامه!
تعجب ميرو كثيرا من نفسه ,, كيف يدق قلبى لهذه ؟ وانا وضعت فى
شريكتى وفتاه أحلامى مواصفات لا اجدها فى سمر ! هل هذا هو الحب؟
هل هذا هو القدر ّ,, صارحها ميرو بحبه لها وعرض عليها الارتباط
وبالعفل بعد أيام معدوده .. نعم أيام معدوده , تمت خطوبه ميرو بسمر
مأجملهما محبين وما أجمل القدر الذى جمع بهذان المتناقضان ,

لكن,,

تحولت السعاده لكأبه وتحولت الخطوبه لمأتم .. هدذ ما حدث ,,
توفيق سمر على اثر حادث مأسوى بالقطار القادم من الصعيد
الى القاهرة , وانتهت قصه الحب الذى جمعتها ب ميرو , فارادة الله كات
أقوى من اى شيئ ,
حزن ميرو كثيرا لفراق حبيبته وشريكته فى حياته , نعم كانت فترة الخطوبه
قليله لكنها ملئته فيها بالحب والحنان , ظل هكذا فترة كبيرة واصبحت
حياته مشتته لا يعرف من اين يبدأ والى أين يذهب ؟

بعد فترة ليست بالقليله عادت لميرو حياته الطبيعيه , وأقر بأن الله
ما أراد بهذا الا خيرا له , وبمرور الوقت نسيها وبدأ عمله ما بين التجارة
والتأليف ,, لم يعتبر ميرو ان التأليف عمل بقدر ما هو هوايه , لكن
احس بان هذه المنحه التى وهبها له الله لابد وان ستغلها فى خدمه الناس ثم نفسه
بدأ بارسال كتاباته واشعاره الى بعض الفنانين ,, البعض يقبلها والأخر يرفضها
وهكذا استمرت حياته ,
لم يفكر فى فتاة احلامه ووعد بأنه لن يضع اى مواصفات لها
وسينتظر القدر الذى سيجمعه بها دون علم أحدهما .

فــرح المعلمه , عاشت بعض من قصص الحب القصيرة , تكاذ تجزم
بأنها مجرد خيالات انثويه ومراهقه من الدرجه الاولى , حب فى الابتدائى , واخر
فى المتوسط واخيرا فى الثانوى ,, لكن بعدما تخطت فرح هذه المرحله واصبحت
ناضجه سنا وفكرا وعقلا , تيقنت ان هذا كله لا يعتبر حب ولا حتى اعجاب
بلا هى فترة الكثير يمر بها , حتى وان كنا مررنا بها مع انفسنا ونسجنا القصص
فقط فى خيالاتنا .
قررت فرح ألا تفكر فى فارس أحلامها لأن ما تعلمته وما تؤمن به أن القدر
سيأتى اليها به دون علمها .

ثورة 25 يناير , التى خرج فيها كل شباب مصر , خروجا على الظلم
والقهر والاستبداد ,, يالله نجحت الثوة , وكان لنجاحها ثمارا كثيرا
ما يهمنا منها أصبح الجميع يعبر عن وجهه نظره بلا قيود وبالطريقه التى يراها
مناسبة له ,, ميرو رأى ان الشعر سلاحه فى التعبير عن وجهه نظره ,
اشترك فى العديد من المنتديات لينشر رسالته ويعبر فيها عن وجهه نظره
كانت رسأله قويه مع ذلك خلت من السب والشتائم ,
فهو يعرف اصول الشعر واصول النقد والاختلاف والفرق بينه وبين الخلاف .

كانت فرح تتابع الثورة المصريه فقط عن طريق الانترنت ,اشتركت هى
الاخرى فى كثير من المنتديات , تريد ان تتعرف على كل وجهات النظر
من على صواب ومن على خطأ ,عبرت عن وجهه نظرها
فهى مثقفه وتتحدث دائما بمنطق العقل ليس الا .

شاء القدر ان يجتمع الاثنان فى منتدى واحد , ليس هذا فحسب بل ان تعجب
بكتاباته واشعاره ويعجب هو بقلمها ووجهه نظرها الصائبه دائما .
كان الاعجاب فقط بالشخصيه الظاهرة أو المنعكسه عن قلم يكتب فى منتدى
لا هو يعرف من وراءه ولا هى تعرف من صاحبه .
ولأن البدايه فى المجتمعات الشرقيه دائما تكون من الرجل وليس المرأة
صارحها ميرو باعجابه الشديد بقلمها الراقى فكرا واسلوبا
هى الأخرى بادلته نفس الشعور .

بمرور الوقت أصبح الحديث بينهما أكثر ,, فعندما تحدث مشكله
خاصه بالمنتدى لأحدهما يخبر الأخر بها وهكذا ,
أصبح دخول أحدهما أى منتدى متوقف على دخول الأخر ,,
أتجه ميرو فى اشعاره الى الرومانسيه والغزل العفيف واحياانا الصريح
واتجهت فرح فى كتاباتها الى وصف الحبيب .

وفى يوم من الأيام طلب منها عنوان بريدها الالكترونى , ولأنها كانت
منتظرة هذا الطلب منذ فترة أعطته اياه ,,

"كيف حالك ,, كثيرا ما رغبت فى الحديث اليكى والتعرف
أكثر على شخصيتك التى قلما وجدت امرأة تمتلكها ,,,, بخير والحمد لله
اسمى فرح فى العشرينيات من العمر .. وايضا معجبه بشخصيتك "

كان هذا ملخص أول لقاء دار بينهما , لكن بعدها اصبح الحديث
شخصى أكثر وتعلق ميرو بفرح وهى الأخرى تعلقت به .

وفى يوم قال لها : انا معجب بكى يا فرح , بل انا احبك
هى : هل جننت , أتعلم انى فى بلد وانت فى أخر ,,بل اتا فى قارة
وانت فى أخرى !!
هو : أهرف عنكى انكى دائما تتحدثين بمنطق تؤمنين به , فهل يمنع
المنطق الحب حتى لو طالت المسافات ؟
هى : اتركنى الأن أرجوك .

بعد فترة جائته رساله من فرح ,,
"كم أحبك يا رجل , أخذنى من محنه الى فرحه
ومن ضيق لسعاده , علمنى اسمى معانى الانسانيه , لن أنظر لمسافات ولن
أفكر الا فى حبك أنت "

كاد ميرو ان يصاب بالجنون فقط من شدة الفرحه التى غمرته وقتها ,
وفورا كتب ردا على رسالته ,
صعب ان أتخيل محتواها ,, لكن اتوقعه لا يمكن وصفه .

كانت علاقتهم كل يوم تزداد ومع مرور الوقت تتصعب الأمور والعقبات تزداد
بين فرح وحزن وسعاده وكأبه ظلوا سويا ,
فالعقبات تتفتت بحبهما والامور السيئه تتحسن بصدقهما
والاخلافات تتبدد بطيب مشاعرهما .

اتفقا سويا على البقاء وعدم الافتراق
على الصدق وعدم الكذب
على الامانه وليس الخيانه
على طاعه الله لا البعد عنه ,
على الاخلاص والتفانى فى حبهما ,
على المشاركه دائما ,,
وأخيراا على الزواج باذن الله .

"النهايه"


الى هنا انتهت قصة ميرو وفرح ,,

أشكركم على حسن المتابعه ,,
وأسف على الاطاله فقد حاولت الاختصار قدر المستطاع ,

شكرااا
14-1-2013
مُحى