الكرم (تابع لحملة التنشيط )

[ابراهيم دياب]

الكرم (تابع لحملة التنشيط ) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ( (آل عمران:92) ما هو الكرم : الكرم , هذه الكلمة التي انبثقت من اسم من اسماء الله الحسنى وهو [ الكريم ] ومفهومها العطاء في كل شيء نتعامل بها في حياتنا الدنيا بحدود وضوابط . والله تعالى هو اكرم الاكرمين , يكرم عباده الصالحين في الدنيا والاخرة . والانبياء والصديقين هم رمزا للكرم والجود الكرم بين الجاهلية والإسلام إن الكرم من الأخلاق العريقة القديمة التي عرفها منذ الأزل أصحاب النفوس العظيمة فأكبدوها في تعاملاتهم ومدحوا بها ساداتهم وجعلوها دليل الرفعة والفخار وغاية المجد لما فيها من الإيثار وعلو الهمم والأقدار وكانت عندهم نقيض اللؤم والشنار وفى فقدها كل مذمة وعار فالكرم عادة السادات وشيمة الأحرار وعادة السادات سادات العادات وشيمة الأحرار أحرار الشيم . قال أحد الحكماء : أصل المحاسن كلها الكرم وأصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما تملك على الخاص والعام وجميع خصال الخير من فروعه . عوامله وأبعاده الاجتماعية في حياة العرب تقديم الطعام للآخرين ضرورة تفرضها طبيعة الحياة، فالطعام يعد من المقومات الأساسية لاستمرار الحياة، فهو بعد الهواء والماء مما يطلق عليه "أرخص موجود وأعز مفقود"، فالهواء يستنشقه الناس دون مقابل، ولا يستطيع كائن حي أن يعيش بدونه لفترة قصيرة من الزمن، ومثل ذلك يقال عن الماء، وإن كانت الكائنات الحية تستطيع أن تعيش بدونه لفترة أطول من فترة الحاجة إلى الهواء، والطعام يعد ثالث أهم ضروريات الحياة، فلا تستطيع الكائنات أن تستغني عنه لفترة طويلة من الزمن. ولهذا كان تقديم الطعام للآخرين مثل: المسافر والمعدم ضرورة فرضتها طبيعة الحياة في القدم، حيث كان الناس يعتمد بعضهم على بعض بصورة مباشرة، وكل إنسان معرض لأن يكون في حاجة إلى أن يقدم له الآخرون الطعام. ولا أعتقد أن هناك أمة يمكن أن تنافس العرب في هذا الجانب، وقد حفلت الثقافة العربية بعوامل كثيرة تدعم قيمة الكرم وترسخها، وتعد تعاليم الإسلام وقيمه من أبرز تلك العوامل وأهمها، فقد دعا الإسلام إلى إكرام الضيف، وجعله علامة من علامات الإيمان، اتمنى التوفيق من الله لى وجميع المشاركين ابراهيم دياب ا