أصوات .. مختبئة ! [2]

[روح صامتة]

الجزء الاول

أصوات .. مختبئة !


***


خيارك يابني ادم ..
اعرفه كويس ,,
عش ودور ع الاجابة ,,
ما تخرفش ولا تهيس

,,,

" مش ذنب حد الي احنا فيه ,, "
امال ذنب مين طيب .. ذنب مين ؟

كانت تريد الانتهاء من شعرها ,, حين فصلت الكهرباء عليها

: اووف ,, هعمل شعري ازاي دلوقتي ,, انا لازم اعمل حاجة ,,

دارت في البيت كمجنونة تبحث
عن شمعة بعد ان اضاءت هاتفها ,,

جدتها تناديها بصوت عالي ..

: خلاص ي ندى .. اهدي ي بنتي
مش حلو كل شوية العصبية دي
.. بتاثر على الواحد ..

قدمت اليها وشكلها يبدو كمصاصي الدماء وهي ممسكة
الشمعة وعينها بها خط رفيع من كحل اسود ..

وشعرها نصفه مفرود نصفه مموج بحركات دائرية منسدل على كتفيها ,,

تكلمت بحدة : انا اصلا غلطانة انا نسيت ان الكهربا كل يوم
تقطعلها ساعتين كده ولا بتاع على ما تيجي ..
كنت لفيته كحكة من الاول وخلاص ,,

امسكت شعرها بحركة سريعة ,, لم يعد هناك وقت !
لفته وقامت ترتدي ثيابها ,,

وضعت حجابها لم تصب في ظبطه مع ضوء الشمعة الخافت
امسكت حقيبتها وسلمت على جدتها وهمت بالنزول

صوت الجدة بهدوء

: ما تتاخريش على تسعة تكوني في البيت ي ندى

: تسعة دي هتكون بدري ممكن اجي على 11 كده ..

: لا حداشر متاخر البلد هنا مفهاش امان اخاف حد يجي يقطرك
و لا يعملك حاجة واخاف عليكي من الناس دي ..

: ايوة ايوة الكلمتين بتوع كل مرة .. يا تيتة انا حرة .. والشارع
مش بيحصل فيه حاجة الحمد لله .. هجيلك لما نخلص وان شاء الله
هبقى اطمنك لما اوصل ماشي ,,

: بس تيجي على تسعة ونص ,,

نظرت بتافؤف : عارفة لو ماما كانت هنا كنت قلتلها وخلاص ..


: ما هية عشان ماما مش هنا هية لازم تبقى عارفة رايحة فين
وجاية منين و طلاما معايا يبقى لازم احافظ عليك ِ
بعدين لما تيجي تبقى تتصرف معاك براحتها ..
المهم ترجعي تسعة ونص اهو اخرتلك نص ساعة ..


: مممم ماشي .. خلاص اوك ,,


يلا سلام بقه ..


نزلت بسرعة كانت الساعة السادسة مساء ..

ذهبت الى منزل صديقتها .. شقتها راقية للغاية ..
يحاكي بعضا من خيالها .. يرضي غرورها ..
يمتعها بعيدا عن شوارع الازدحام والضيقة و( الزبالة )

والعيون التي دائما ما تتابع بعضها كل ينظر الى الاخر ..
الا هي .. تنظر لمن ينظر اليها .. باستغراب ,,

الوجوه غريبة .. اذا ركبت ميكروباصا بتلك الملابس المبهرجة
لنظروا اليها باستعجاب .. وكانها ذاهبة الى بار ما ؟

فالميكبروباص وسيلة الطبقة الكادحة .. المتوسطة .. الجامعية
الطلابية .. الشعبية .. كل الشعب غالبا .. سمها ما شئت
في غالب الامر.. كيف لهذه

الفتاة الا ان تدل على المستوى الذي جاءت منه ..

وتبدا شكوك الناس في الاتجاه اليها
( ليه دائما النية مش صافية من جوه )

فتركب التاكسي لانها على عجلة وتريد ان تكون وحدها ..
لا تنفك من حديث السائق .. اللاعن لمظاليم الحياة

والاولاد الخمس الملقون في المنزل ..
تحزن .. تتعاطف بشدة معهم .. ترى انهم اكثر الناس مظلمة ..
ترى من السائقين من حصل على شهادات لم تفلح معه بشيء ..

تعرف ان طريقهم للحياة المبهجة ضيق وقصير ,,
تعرف ان الاساءة لم تظهر عليهم الا باساءة اخرى

وهم اكثر من تلقى الصدمات مع زيادة غلاء البنزين والسولار ..
وقرارات حكومية فاشلة ..

كان يوما قضته بشيء من البهجة .. عندما انطلقت هي ووفاء
الى الحنة ..

رجعت الى المنزل .. تربط البوابة الحديدية سلسلة حديدية
معلق اخرها بقفل كبير يرمي اليها اخوها المفتاح حال رجوعها ..


فقط تنادي : يا سامي ..

حتى تنفتح النافذة ويلقي المفتاح فتمسكه وتحاول الدخول ..

يوم ان رجعت لم تجد الا مكروباصا ,, فركبت
نظرت الى الساعة كانت التاسعة والعشر دقائق .. الشارع كان هادئا

على غير العادة .. والانوار برتقالية تضيء الشارع
الهادئ .. نزلت منه تمشي الى عمارتها

شعرت ان احدا وراءها ,,
نظرت وجدت رجلا ما زال يمشي ,, لا ينظر اليها ..
تذكر ان ذلك الوجه كان جالسا وراءها في المكروباص المحمل ,,


اكملت بسرعة شعرت انه يسرع .. كادت تركض ..
احساس الخطر بدأ يستعر في نبضاتها ,, لا تدري لماذا
دخلت تقاطعا يؤدي الى العمارة .. وصلت
نظرت الى السلسلة الحديدية ونظرت خلفها لم تجده قد اتى وراءها
تذكرت ان المفتاح ليس مع سامي لانه اعطاها اياه قبل ان ينزل
ليلعب الكرة مع رفاقه
وهو في حقيبتها من ساعتها نظرت في حقيبتها وجدته

جاءت لتفتح القفل
وجدت ذلك الرجل مرة اخرى قد اتى من التقاطع الذي

دخلت منه ويقترب .. وينظر اليها كانما سينهشها
فتحت البوابة سريعا

جرت الى الداخل .. لم تغلق وراءها البوابة ..

عله يقتنع انه فقدها
دخل وراءها ..
طلع من بعدها السلم

جرت باقصى ما لديها .. وصلت الى البيت
طرقت الباب طرقات متتابعة .. وهي تشهق وتسمع صت حفيف

القدم وراءها ..

ما ان انفتح الباب وظهر سامي من ورائه حتى تنفست ..
بعمق ,,

نظرت وراءها وجدت ذلك الرجل نزل مسرعا كالقط عندما يخاف

ويهرع منك حينما تقول له (بس) !


تنفست الصعداء .. كانما روحها قد انسحبت الى الداخل ..

حكت الى جدتها القصة .. كانت الصدمة تعتريها ,,

من يكون ؟ وماذا يريد .. كيف تبعها و من اين له تلك الجرأة .. ؟
كانت تعتقد ان الامر عادي .. ان تخرج وحدها ان تقوم بامر الحياة
وشؤونها دون الحاجة لاحد .. لكنها وجدت نفسها هي نفسها


خائفة حين حدث لها هذا الموقف ,, تتخيل لو ان مكروها حدث ,,

كيف كانت ردة الفعل ستكون ,,



كيف كانت لتقول لجدتها ان الشارع آمن ان الحياة وردية
ان الناس زي الفل .. ما زالت الصدمة لا تغتفر لها اثر الامر ,,


حتى انها في اليوم التالي خافت ان تنزل في الصباح للجامعة ..

وتغيبت عن الحضور !



***




كان في معرض الكتاب مع صديقه ..

ينظر الى الكتب وهو يحمل بعضها في يده وبالاخرى يلم اخرين


ويرميهم اذا لم يستلطف مقدمتهم ..

يتحدث مع محمد بصوت متشائم

: والله الواحد حاسس ان معظم الناس دي مجانين .. !



: قصدك على مين ي هشام ..



: الكتاب دول ,, معرفش بحسهم مش مظبوطين كده

وكانهم بيفنوا حياتهم عشان شوية كتب ,,

لا والاحلى بقه لما تلاقي واحد فيهم كاتب بشكل يحسسك

ان مفيش لا دين ولا ادب في الدنيا دي ,,



: مممم ,, ما تكفرش الناس ي عم ..
بس دا اكيد بيخدم العمل القصصي ,,


يعني احنا هنعرف عنهم مثلا ^^



: بردو ,, انا لو مكانهم هراعي الي بكتبه ,,

مش هدخل مشاهد فيها زنا ,, و سرقة .. و اني اتعامل حتى

مع الجرائم انها حاجة عادية كده ,,

ع الاقل اكون بكتب عشان اوصل منها

هدف يخدم البيئة اللي حواليا ,, او هدف يخدم قضية
ويفعل القصة
مش عارف بس حاسس انه دا السائد
الايام دي قليل لماالاقي كتاب
يعجبني مع اني بقرا كتير ,,



: شوف الي يعجبك وجيبه ^^ اهو تستفيد بردو ..

مثلا يعني الكتب الي بتاخد جوايز

دي اكيد اللي كاتبها عنده دماغ يعني




: مش دايما بردو .. حتى اللي بياخدوا عليها جوايز ,,

تعرف ممكن تبقى مليانة حاجات تخليك

مقروف من حياتك ومن الي كتب الكلام دا ,,

بس في نفس الوقت بيدوه الجايزة على النص والسرد ..

مش شرط المبدا ,, عشان كده الواحد بيقرا

باحساسه وبيدمن كاتب معين .. بس عشان الكاتب دا
عايش المجتمع وحاسس بحالته ,,

مش بكمية الجوايز والشهرة عموما !




نظر له بانفعالة صديق مدهش

:تصدق قفلتني ,, خلص خلينا نمشي من المكان الموبوء دا

ي عم انا بقول بردو الواحد حلو يبعد عن الحاجات ^^
بيعيش ملك




***




هكمل كام جزء كده ,, الصورة لسه مش اكتملت في دماغي ,,
بس يعني اخدتو صورة عن الشخصيتين ..
ارق تحياتي