جريمة قلم

[Words Whisper]

ترفع سماعة الهاتف لتتصل بالشرطة : ( مرحباً .. أود الإبلاغ عن جريمة قتل وأنا القاتل ) ثم تُغلِق السماعة وبكل هدوء بوجه تُغرِقه الدموع تجلس ممسكة بقلمها على حروف جثته !!~ ... في مخفر الشرطة حالة من اضطراب وعلامات استفهام وتعجب على وجوه الجميع يدخل الضابط المكتب حيث تنتظر هي ويقترب منها : ( أستاذة هالة ,, هو على قيد الحياة لقد كلمتُه تواً !! ) ودون أن ترفع بصرها إليه : ( أعلم لكني قتَلتُه !! ) ... ليل مُعتِم ليس به من الحياة سوى صوت المطر خارجا وهي تخالطهم بصورة طبيعية لكنها داخليا داخل قوقعتها وماإن تخلو بنفسها حتى تنهار وجعاً كطير مذبوح ينتفض نزفا تتقلص روحها ... هو الذي أسكَنَتْه داخل قلبها قصراً ومااستحق إلا حجرة !! وجعلته سلطانا بين الرجال ومااستحق إلا كونه مجرد واحد منهم !! وهي التي خانتْها مشاعرها فأهدتْها وجعا !! هي حَاتمية المشاعر حتى أنها تُشفق على قلبه من كل من ستأتين بعدها فلن يكُن إلا عبثا ،، أبداً لن يُرضين قلبه !! كالعظيمة هيرا في هيبتها حتى داخل قوقعة الوجع وكما أحبتْ هيرا بكل كبريائها وشغبها ,, أحبتْه هي وكما أن زيوس كسائر الرجال يُجيد صنع الوجع ,, أوجَع هو ... احتملت حماقاته فأهداها خذلاناً أفقدها الثقة به فسامحته لكن ماعادتْ الثقة ويكفي هذا ليبدأ قصره بالانهدام وعوضاً عن بناء ماكسر تستمر خيباتها فيه ومع انهيار قصره يرتج قلبها فهو من يحمله !! ولأنها اكتفَتْ منه وجعاً وخيبة قررتْ أن تنزع سكينه من داخلها وتمضي في هدوء لكن هذا لايناسبه فاستمر في توجيه طعناته التي تلقتْها صامتة وهو لايكتفي من دمها الذي أنزفه دون قطرة دم !! كدفن حي فلاذرات الأكسجين تكفيه ولا التراب يرحمه !! ... اليوم قررتْ أن تنهي وجعها به أن تنتقم منه وتدفنه حيا كما فعل لكن قلبها لن يسمح لها بطعنه ولاإيجاعه أما يدها فلن تُمانع !! أمسكَتْ قلمها وقتلتْه داخل قصة ثم أحكَمَتْ دفنه دون ألم كلحن لـ"عمر خيرت" مهما بلغَتْ روعته يفيض شجنا !! لكن قلبها لامَها و قلمها ويدها وجثته على الصفحات ودمه داخل الأحرف !! كلهم لاموها كأنما أجرمَتْ بقتل بطل قصة ودفن جثة حرف !! ... تمت بحمد الله .. دمتم بسعادة وخير ..