الحلقة الرابعة الطريق إلى الجنة ( الوازع الديني )

[مِسكُ الشَهادة]

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُل خيراً أو ليصمت، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم جارَه، ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكرِم ضيفَه" ... هذا الحديث الشريف تناول الكثير من الإمور وفق إطار رباني ولكن التركيز الكبير هنا هو الإيمان باليوم الآخر ... اليوم الآخر هو يوم الحساب يوم القيامة يوم لا تنفع نفس ٌ نفسا ً أخرى يوم يفر ُ المرء من أهله من أمه وأبيه من عزوته من أبناءه يوم يبتعد عن المال ويترك الدنيا بما فيها من هناء وشقاء يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم يوم ينهض ُ االناس من قبورهم للحساب يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ... يوم يقف الناس عراة حفاة كما ولدت أمهاتهم والخوف والقلق يعتريهم ... لا يفكر أحد سوى بنفسه بعمله بما قدمت يداه يوم تشهد عليهم ايديهم وارجلهم وعيونهم يوم لا مجال للإنكار ولا وقت للتوبة ولا لحظة للعمل هذا اليوم هو يوم القيامة يوم الجزاء ع العمل وقد تناول القرآن الكريم الحديث عن هذا اليوم تلك الساعة في مضامين كثيرة حيث قال تعالى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}. وقال تعالى {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}. وقال تعالى {فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ}. وقال تعالى {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الارْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ}. وقال تعالى {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا}. وقال تعالى {وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}. صدق الله العلي العظيم إن الإيمان بالله هو الكل وهو الغاية الرئيسية التي لا بد أن نقنع بها وأن لا نسمح لهمزات الشيطان أن تنتصر ع إيماننا وعلى علاقتنا بالله أيها العاصي ... أيها العاق ... يا من تقترف الذنوب يا من تجول الأرض وتتمتع من خيراتها إعلم إن ما أنت فيه هو منحة من الله لك هو هدايا القدر لك إلى متى تغرق في ظلمات نفسك في ويلات جهلك ... متى ستدق ُ باب التوبة قبل أن يقرع جرس الموت متى ستفيق للصلاة قبل أن يصلى عليك ... متى ستصل رحمك قبل أن تبكي عليك فلا يدخل الجنة قاطع رحم ... متى تكف ُ عن الكبائر والصغائر يا من تنهش في أعراض النالس أتحب أن تأكل لحم أخيك ميتا ً إنظر لهذا الوصف ودقق في عظمة المعنى يا من تشرب الخمر ألم تسمع قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) صدق الله العظيم فقد قال رسول الله ص الله ع وسلم من شرب الخمر في الدنيا ومات ولم يتب عنها فلن يشرب من خمر الجنة قد يقول إنسان وما الفرق ما بين خمر الأرض وخمر الجنة سنبسطها خمر الأرض يسبب الصداع بينما قال الله عز وجل عن خمر الجنة لا يصدعون عنها " خمر الأرض تسبب السُكر بينما قال الله عن خمر الجنة و لا ينزفون " أي لا يسكرون خمر الارض يسبب القيئ بينما قال الله عن خمر الجنة " لذة للشاربين " عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ قال : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ " لما يمارس فاحشة الزنا سواء ذكر أم أنثى ألم تسمعوا قوله تعالى (ولاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وسَاءَ سَبِيلاً) صدق الله العظيم (الزّانِيةُ والزّانِي فاجْلِدوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مائةَ جَلْدةً ولاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤمِنونَ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ ولْيَشْهَدْ عَذابَهما طائفةٌ مِنَ المُؤمنينَ صدق الله العظيم الزنا لا شك أنه من الكبائر لما فيه من ويلات تؤدي لتفكك الأسر وإختلاط الأنساب وإنتشار الفاحشة وللأسف بل ومع كل أسف هناك الكثير من الحالات التي تغوص بها مجتمعاتنا فيما حرم الله وتحت عناوين واهية وهمية أهلكت الأسرة وأسرفت في تمزيقها ... لذا حرص الإسلام على الأسر وع تماسكها وع عفتها وشرع الزواج كركن أساسي ومن لم يستطع الزواج فعليه بالصوم والصبر الكبائر كثيرة والويلات عظيمة العادات ممزقة والقيم ع قارعة الطريق وتعاليم الدين في غياهب النسيان الفتاة أصبحت حريتها في التبرج والشاب في العلاقات المحرمة الأسرة تفتخر بحال أبناءها دون ردع أو نصيحة والتعليم أصبح قول فقط دون ممارسة ونهج حياتي المغني أصبح قدوة والشيخ يفتي دون علم الكلمات النابية عادة والذكر في رمضان ورمضان للمسلسلات الجامعة مكان للصداقات لاوقات طويلة والمسجد يشعر بتعب إذا سمع درس ما قتل الإنسان عادي والزنا زواج ( عرفي ) والربا ضرورة والسرقة لتحسين الحال الخلوق مسكين وضعيف والطيب فقير بينما الأهوج محترم ويُحترم وبالطبع هنا لا نعمم فقط ندرج أمثلة في زمن ٍ تغيرت معالمه وإندثرت مبادئه نتذكر الموت وقت المصيبة وننصح الناس وننسى انفسنا الإسلام نهج حياة والحياة تمزق جزء كبير من أركانها السليمة أيها العاصي يا من تبتعد عن نهج الحق وتسير في ركب الشيطان أيها الغافل المسكين االضعيف الموت حين يأتيك لن يطلب إذن ٌ منك ولن يخبرك متى ستفيق من غفوتك المقيتة ... عُد إلى الله في حياتك تائبا ً قبل أن تعود جثة ً هامدة أحرقها الغرور والمتاع ... قف لحظة وتدبر أمرك لا تحزن ولا تبكي على ما فاتك لا تندم ع شيء إيجابي فعلته ولا تذم الناس ولا تذكرهم بسوء ... فالله أقرب إليك من حبل الوريد والله يمهلك ولا يهملك والله رقيب ع قلبك ولسانك ... إلى متى تعتنق حب الدنيا فيما لا يرضي الله وإلى متى تنام وأنت لم ترضي الله بل كيف تنام وكيف تغلق عيونك وكيف تريد أن تكون لماذا فقدت َ معاييرك السليمة ولماذا شبعت من المحرمات ولماذا تنازلت عن أسمى ما تملك أخلاقك فقط لرضا نفسك أو لتملق الآخرين بك ألم تتذكر رضا الله ؟ ألم تقف دقيقة مع نفسك وتسترجع ماضيك طفولتك تريد عظة كفى بالموت موعظة كم قريب كان جليسك والآن تحت التراب ... لماذا لا تضع نفسك مكانه لماذا لا تفكر الان بحالك وحاله ... متى ستعود لربك يا أخي ويا أختي طلقوا شهوات دنياكم وعيشوا لدينكم ترفعوا عن ايذاء الناس فالله قد يسامح في حقه ولكنه لا يسامح في حق عبيده لا تنسوا وانتم تخلدون للنوم انه موت مؤقت فأعملوا للموت الدائم الذي لا إفاقة منه سوى بين أحجار متراصة وتحت اكوام من التراب ... أفيق أيها الغافل أيها البعيد عن ربك ألم تسمع قوله تعالى قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا صدق الله العظيم وقوله تعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده وتوبوا إلى الله جميعًا أيُّه المؤمنون لعلكم تفلحون صدق الله العظيم وقال تعالى عز من قائل في محكم كتابه حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن صدق الله العظيم متى تريد التوبة ... فلا توبة بعد الموت بل هناك رحمة تب قبل مماتك وقبل فوات الاوان فيا أبن آدم عند تولد يؤذن في إذنيك دون صلاة وعندما تموت يصلى عليك دون أذان وكأن حياتك كلها ما بين الأذان والصلاة فقط وأسأل الله أن ينفع بنا جميعا ً وأن يهدينا صراطا ً مستقيما ً وأن يجعل الدنيا شذرة صبر والجنة شجرة لقاء فما أنت أيها الإنسان سوى نطفة ً مذرة ونهايتك جيفة ً قذرة كجسد بينما الروح نسأل الله لها الرغد في الجنة أطع والديك فهي جزء من طاعة الله وأطيعي زوجك فهي جزء من طاعة الله وإرفق بزوجتك فالرفق والحسنى في التعامل هو جزء من طاعة الله إعمل فالعمل عبادة وإن أردت الإنفاق في سبيل الله على شمالك أن لا تعلم ما أنفقت يمينك أي لا بد من السرية الكاملة دون مجاهرة أمام الناس حتى لا تقع في الرياء والعياذ بالله ... إدعو لمن مات من أهلك فلا وسيلة تنفعم سوى دعاءك البكاء لن يعيد شيء ولن يغير شيء بينما الدعاء هي أقرب الوسائل ما بين العبد وربه قم الليل فالله ينزل للسماء الاولى ويقول اين عبدي يدعوني لأستجيب له قم للصلاة في وقتها ولا تستسلم للشيطان في سبيل غضب الرحمن ... لن ينفعك بل سيتبرأ منك يوم القيامة لا تجعل الدنيا همك الاساسي فكر في الجنة ونعيمها وجهنم وجحيمها وقتها فقط ستدرك أن هذة الحياة حقا ً متاع الغرور وأختم حديثي بالصلاة ع سيد المرسلين صلوا عليه وسلموا تسليما صلى الله عليك وسلم يا حبيبي يا محمد يا رسول الله وأنصح نفسي قبلكم بذلك ... والله المستعان

سؤال الحلقة وليس بالإجباري :- برأيك ما أهم الأسس الدينية التي يُعاني منها المجتمع المسلم وما آلية العلاج لذلك وهل تندم ع أخطاءك وكيف تفسر الحياة من وجهة نظرك ؟

[تجملت بالعفآف]

اللهم صلي وسلم علي سيدنا محمد

حلقه جميله ومفيده

والأيمان باليوم الأخر من صفات المؤمنين

واللهم أحرصنا من همزات الشياطين ووسوسته

أستمتعت كثيرا بالحلقه

جزاك الله خير

وجعله في ميزان حسناتك

وفي انتظار حلقاتك القادمه

احترامي لكـ

[على محمد محمود]

سبح يا قلب بِـ حروف يحبها " الرحمن ..
سبْح فَـ الــروح تشــتاق إلى اطمئــنان ..
سبْح بِـ ذكـــر "الغفــــار "التــواب " المــنان ..
سبْح فَـ ذنوبك قد طغت وأعــمت منك العيـــنان ..
سبْح فَـ تقصيرك يزداد و يا ليتك " تسارع قبل فوات الآوان ..

سبحـــان الله وبحمده سبحـــان الله العظيم...

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد
جزاكم الله خير

[محمود الصاروخ]

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

[دمعه حائره]

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
موضوع قيم جدا خالدواهم مشكله بتواجه المجتمع
هى الفهم السطحى والخاطىء لتعاليم الدين
بجانب التشدد فى النصيحه اوقات تنفر بعض الناس من الاقدام على التعمق فى الدين
الوازع الدينى بيبدأ من سن صغير ولازم الاهل ينموه بداخل كل طفل
بحيث يرتبط بكل تصرفاتهم اللى بيه هايحصنه من اى اخطاء
وهايكون هوا رقيب على نفسه
تسلم خالد وجزاك الله كل خير

[العاشق الذى لم يتب]

بارك الله فيك
وجزاك خيرا
وجعله فى موازين حسناتك
تقبلوا تحياتى وودى