حينمايكون القدر

[العاشق الذى لم يتب]

http://forums.banatmisr.com/msryat488141/

align=center]

] لست وحدك حبيبها فأنا مثلك أحبها ربما قبلك رما بعدك ولكنى أحبها إن كنت أدعيت أنك أحببتها وإن نطق لسانك بقولها وإن منحتك قلبها ورددت رنين كلماتك بآذنها فلست أنت وحدك حبيبها فكم فى سجلاتك أمثالها وكم تحمل فى ألبومك صور مثل صورها وإن توهمت أنك عشقتها فإنى قبلك أحببتها وأنا الذى شيدت جدار عرشها إن كنت أدعيت حبها أو أستطعت خداعها وظننت أنك أمتلكت قبلها فلا وألف لافأنا الذى عشقتها وأنا الذى أخلصت لها لست وحدك حبيبها إن وهبتك عقلها وسرقت منها لبها وأسكنت هواك فؤادها فلست أنت وحدك حبيبها فأنا الذى حلقت سماؤها وأنا الذى جاورت نجومها أنا الذى اخترقت مجالها وأبحت مجراتها وركبت أفلاكها لست أنت وحدك حبيبها ولاتظنن أنك أمتلكتها فأنا أيضا حبيبها أنا الذى غرقت فى بحورها وأنا الذى أمتطيت فلكها وأنا الذى بهوائى مزقت أشراعها لست وحدك حبيبها فأنا مثلك أحببتها وإن كنت تمتعت بوصالها فكفانى أنى شممت ريحها وتغنت شفتاى بأسمها نعم أنا أحبببتها ونار بقلبى وقودها عشقهامحفور بالوجدان غرامها ساكن بالشريان ولهها نعم أنا أحبها واليوم أعلن خبرها للطيور أذيعها للأشجار أكتبها على أوراقها حتى الحيتان فى قعربحورها والوحوش فى قفورها والدواب فى جحورها للنجوم للأقمار والشمس عرفتها أنى بالأمس واليوم أحببتها لست وحدك حبيبها فأنا الذى زرفت مقلتى دموع جاريات من أجلها هى كانت دمعتى حرقتى فرحتى بسمتى وأنا الذى الآن أرددترانيم العشق فى محرابها نعم أنا أحببتها أناعشقتها وأنا الحارس أبواب قصرها هى الآن للروح غذاؤها وأبدا لن أهنئ بحياةٍ دونها سأظل أحبها أراقب خطواتها أتحسس همساتها أسعد أعرف أخبارها فإنى أنشادك بعدها وكفاك تألمنى بإدعائك حبها فإنى أحبها إنى أحبها إنى أحبها رفعت [/align]

[/align]

[/QUOTE]

[العاشق الذى لم يتب]

http://forums.banatmisr.com/msryat488166/

حبيبى يامن ملك روحى وكل كيانى فى بعادك مرة الحياة وللقائك كثيرة عندى الدقايق والثوانى أترقب موعد فيه أنظرك تلمس يداى يدك وأغرق فى هناء بحورعيونك وأرتشف رحيق شفتيك ليسرى فى جسدى دفئك وتهدأ دقات قلبى وتسكن وجدانى حبيبتى إنى أنتظرك وأترق مجيئك كم مر من عمرى سنين فيها لم أعرف للسعادة طريق وكم ناجيت خالق الكون وكم أتعبت النجوم بسهرى وكم أتعبت الجفون بسهدى امنيه شافعي عضو فضي علي مهلا يا خطواتي برفقا أخبره يا قلبي بأشواقي عن عشقى الذي أخفق له الفؤاد وتمالكني وتمالك كل ذره بكياني حبيبي أرق من النسمات العابره أرق من أوارق الزهور اليانعه رجل بقلب طفل لا يدرك الا الوفاء ممتزجه دمائه بالنقاء أخشي علي نفسي من الوجود أن لا اتمالك وأرتمي بين جفونك أن تغفو النفس في سبات عميق بين أحضانك دعنى أسرق من الإنظار حلما وأجمع لك فيه كل الأزهار وأبوح لك بكل الأسرار سأنسج ثوب الأمل ليمحو عننا الالم أؤيني بين ضلوعك يا حب ممتد بعروقي أجمعني فروحي بدونك مشتتة أمزج عطرك بمسامي في وجودك تزهوأحلامي وتبهج أيامي ياقلب للخيانة لا يستسلم العاشق الذى لم يتب مشرف الخزعبلات على مهلا قلبى فقد حان موعد اللقاء أخضرت الأرض وفاضت بالنماء أرتوت يابستها وترعرعت بعد الجفاء أورقت أشجارها وأثمرت ودنت قطوفها للوجدان بخيرالغذاء نفتحت زهورها وعبير الورود صعد السماء على مهلا قلبى فالسعادة تعمنى من وفيرها تلألأت النجوم والكون تغنى بالصفاء ياحبيبة جيئت فذهت أحزانى وولى العناء فى القلب لك مرتع وروحى لك فداء على مهلا قلبى ياجميلة يا جليلة يا نبيلة ياخيرالنساء ياجوهرة يادرة يانادرة ياكل العطاء فى عيونك كل الجمال والكمال والهناء تغنينى الطيور تنشدنى الزهور تسمعنى لذيذ اللحن والثناء على مهلا قلبى فاليوم حان اللقاء بقرب وداد وأشواق تلك الحسناء ياحبيبة ياقريبة تعالى نخبرالسعداء أننا نسلك دروب الوجد نحصد غرس الوفاء هيا تعالى نركد كاالمها نعبر البيداء على مهلا قلبى بحبيبة قربها يطفئ لهب الفؤاد لمساتها تمحى درن القلوب والسهاد فاليوم لا مخمصة ولاوصب ولاشقاء ياحبيبة طاب قربها وهزم البعاد يابهية ياصفية يانقية يازينة البهاء نبض قلبى ومهجتى ياخيرالرجاء بسامة ضاحكة بشوشة يامهد الضياء لؤلؤة منثورة جوهرة مصونة حبيبتى حلوة هيفاء على مهلا قلبى فقد حان موعد اللقاء

[/QUOTE]

[العاشق الذى لم يتب]

صراحة صعب اوى
لما تكتشف بعد سنة ولااتنين ولاكتير ولاقليل
انك كنت مصاحب ومصادق رجل خسيس نذل

[العاشق الذى لم يتب]

والاصعب
لما تكون انثى وهى تصادقه او ربما تحبه
واكثر من سنين
ثم تكتشف ايضا
ان هذا الجسد
ماهو الاجسد حيوان
فى صورة بنى آدم

[العاشق الذى لم يتب]

يعنى هذا الشخص
وأنت تتعامل معه
ويبدأك بالسلام
والكلمات المعسولات
ثم المدح والثناء
ثم تجده يردد كلمات
ماينطقها إلا المخلصون حقا
والمغرمون حقا
عنده اسلوب ياسبحان الله
وتسمع منه أيمنات ومواعيد وعهود
وتأكيدات وتطمينات
وماإن أمنت له
إلا وكما الثعبان الذى وجده رجل يكاديموت من البرد
فأخذه ثم أدفئه ثم أطعمه
وماكان من الثعبان إلا أن يلدغه فيموت
وهذا الذى يصنع تلك الرذائل
تجدالخسة هى تسرى فى دمه
يعنى وطول فترة صحبتك ليه
لوكان مرة أدالك هدية
ولو أنت أعطيت مقابلها مليون
عندما تكتشف نذالته
وتخبره أن يبتعد عنك
تجده يقولك
أناعاوز هديتى
ومش كده وبس
يفضل يذيع فى أخبارك وأسرارك
ويألف مواضيع
الخلاصة
هو فقط
يريد أن يشوهك بكل الطرق

[العاشق الذى لم يتب]

دوائرها ترفَّع كلَّ نذلٍ وتخفضُ من له مجدٌ أثيل


وقال أخر يهجو نساء قبيلة



خُلِقنَ نَذالَة وَوَلَدنَ ذُلاً لَئيماتِ المَعاطِسِ وَالخُدودِ


وقيل


الحرّ حرّ وإن تعدّت عليه يوماً يد الزمان

والنذل نذل وإن تكنّى وصار ذا منطق وشان


وقال الشاعر


ولا تُصاحب غيرَ شهمٍ يَرى لكَ مقامَ عِزَّةٍ وافتخار

وجانِبنَّ كلَّ نَذلٍ له صورةُ إنسٍ وطِباعُ الحمار



وأجمل ما قيل



حابِ الصّديقَ بِبَيعِهِ فالغُبْنُ مِن فِعلِ اللّئيمْ

غُبنُ الصّديقِ نَذالَةٌ لا يَرتَضي فيها الكَريمْ





وبعض الابيات التى يقولها بعض الانذال :



1 - لاتحسبنك يوم تقفي بناديك ... بقول لك يوم السعد يوم فرقاك


2 - أحزن إذا شفتك مع الناس مرتاح ،،،، وأفرح إذا ضاقت عليك الوسيعة


3 - احزن ليا شفتك بخير متعافي ... وافرح اذا شفتك مرقد بالاسعاف

4 - لاقلت احبك اشهد اني اجامل ... اضحك عليك وبكره اشوف غيرك

[العاشق الذى لم يتب]

( واقعية الناس لا مثالية المكاتب)

النذالة خلق كريه ما فى ذلك شك وهو ضرب من الخسة والحقارة يسمح لصاحبها بالدون من الفعل دون حرج، فعلا اراديا مع سبق الاصرار، وأفظع من ذلك أن تكون نذلا دون أن تعرف، نذلا بالسليقة(!) مع تصور غير ذلك.والأفظع من الأفظع أن تكون نذلا وتدعى ضد النذالة. لكن، أليس للنذالة وجه آخر؟ واستعمال آخر؟

- 1 -

أول ما انتبهنا الى احتمال وجود هذا الوجه الآخر، كان حين سمعنا من يقول ( من ساقية أبو شعرة)، فى مناسبة جيدة
" عش نذل[1] تموت مستور"
ورفضنا هذا المثل رفضا تقليديا، وحين عدنا الى اعادة النظر تبين لنا أن المسآلة لها – فعلا – وجه آخر، ذلك أن بعد النذالة يمكن أن يكون وقاية محسوبة ضد المثالية المدعاة، أو أنه كشف لغطاء ادعاء عدم النذالة (المصاحب عادة بممارستها فى الخفاء)، أو أنه اعلان لحق أن تحمى نفسك – بالنذالة – فى مجتمع نذل، فما أسهل أن يقولوا لك هذا عيب، وهذا لا يصح، ليمارسوا هم كل ما لا يصح، القوة من احتكار أو ثراء أو سلطة. ويحذق هذه اللعبة بوجه خاص الأقليات التى تعتبر أغلب وجودها ليس الا دفاعا فى حب عنصرية متصلة، فتستعمل النذالة خارج دائرة فصليتها، فى حين أنها قد تتراحم فيما بينها بشكل أو بآخر[2].
أذن، فثمة احتمال أن هذا "المثل الواقعى" لا يدعو بالضرورة الى خسة أو هوان بقدر ما ينبه الى نوع من النصاحة والانتباه، وأن فرط ادعاء الشهامة قد يخرب البيوت، وأن قد يكون من حق الواعى من الناس أن "يستعمل" النذالة بحرص وشجاعة، لا ان يكون نذلا فى سر أو علن، وشتان بين استعمال النذالة من مضطر واع، وبين دونية الوجود النذل المستتب!!

- 2 -

على أن ثمة اقترابا آخر من موضوع النذالة من حيث أن النذل لا يعتمد عليه، ولا ينتظر منه شهامة أو مساعدة أو سند، اذ يقول "المثل الثانى:
النذل ميت وهو حى، ما حد يعمل حسابه:
زى الترمس التى، وجوده يشبه غيابه.
وهذا المثل ضعيف فى تفاصيله، والمناقشة التى تتجاوز ما قيل من أجله تكشف ضعفه هذا بدرجة تجعله محل نقد شديد، ولكنه لا يصح أن نتجاوز به حدودهز اذا لابد أن نأخذ هذا المثل – وغيره – فى حدود ما قيل فيه لاأكثر ولا أقل، فهو ينبه الذى يأمل فى النذل ألا يرجو فيه خيرا، منه أحد ما يعنيه بقوله:" ماحد يعمل حسابه"، أى لا ينبغى أن ينتظر منه أحد شيئا طيبا، ذلك انك اذا ذهبت تستدين منه لم يسعفك، واذا استشرته لم يصدقك... وهكذا. ومع هذا فتعبير، م احد يعمل حسابه، يوحى بالاهمال أكثر من مجرد عدم الترجى، ومن هنا يأتى ضعف آخر فى المثل، لأن المثل عادة ينصح الغافل، لايزيده غفلة. ومن أهم ما ينبغى التوقى منه هو مقالب النذل الجاهزة، ةمن هنا لابد أن يعمل حسابه ألف مرة "لتوقيه"، و"ابطال شره"، "الا"، كما أن التشبيه بلاترمس النى: هو تشبيه قاصر، فضلا عن أن الترمس النى له فوائد حقيقية، فأنه يعد بأن "يستوى" أو حتى أن يرع فينبت، فوجوده يشبه غيابه "حالا"، وليس مستقبلا (والنذل ليس كذلك).

هذا مثل ضعيف، رغم أنه يؤدى واجبه فى حدود ما قيل له...

- 3 -

الا أن ثمة مثلا ثالثا لابد أن يستوقفنا مثل المثل الأول حين يقول:
" النذل يوعد ويوفى، والكريم يوعد ويخلف"
وقد قدرنا أول ما قدرنا أن هذا المثل يدعم راينا فى أنه ليس دائما "يحيا الثبات على المبدأ"، بل أن الثبات على المبدأ مع تغير الظروف قد يكون دليلا على الجمود والغباء، وبالتالى فان "الوفاء" (هذه الفضيلة الجيدة) قد لا تكون دائما صفة حسنة، فهذا هو النذل "يفى" بالوعد لأنه جامد متعصب لا يلين أو يتكيف مع اختلاف الأحوال ما بين وقت الظروف.
أما الكريم فعنده من الشجاعة والوعى ما يسمحان له بإعادة النظر، فهو لو أخلف وعده، فأنما يفعل ذلك لأنه شجاع، لأنه ربما اكتشف حلا افضل، فالمسألة ليست فى أن يقال "وفيا"، ولكن المسألة أن يكون شجاعا كريما واعيا يتغير الظروف دائما ابدا.
وهذا هو ما يمكن أن يخطر بالبال حين يسمع هذا المثل فى بادئ الأمر.
لكننا بتأمل اهدأ، ةمن عمق ىخر، نكتشف أن كلمة يوعد هنا تعنى "يتوعدط، وبالتالى يصبح المعنى المراد أن النذل قلبه اسود، اذا توعد نفذ وعيده (لا"وفى" بوعده) بقسوة ونذالة فلا مجال للسماح فى قلبه (الأسود)، أما الكريم فهو يتوعد ولكنه قادر على السماح والعفو عند القدرة. ومع أن هذا هو المعنى الأصح فأن الغيط لا يفارق السامع وكلمة "يوفى" ترن فى أذنه لأن الانسان لا يفى بالوعيد ، وأنما ينفذه.

- 4 -

فالنذالة جزء لا يتجأ من الحياة، وهى مرفوضة ابتداء، الا أن الوعى بها، ومعاملتها بالمثل أحيانا، هما نوع من اليقظة الواقية والواقعية، ولكن ذلك ابدا لا ينبغى أن يكون تبريرا ولا ديدنا، فلنتشجع أكثر لنرى كيف يفل الحديد الحديد، فثمة امثلة تعملنا كيف نحدد مصالحنا من النذل فى حدود جزئية، فلا نقبله كله، ولا ننسجب أمامه فيخلو له الجو، ذلك أن كون النذل نذلا لا يمنع معاملته بالحذر، بل أنه يمكن أن تكون هذه المعاملة سبيلا الى الحد من نذالته اذا لقى من هو أكثر منه يقظة ومناورة:
خذ بنت النذل وخاصمه
وفى هذا المثل دعوة الى المواجهة الواعية ابتداء، ثم أنه يدعو ألا يؤخذ الابن (البنت) بجريرة أبيه.
وأخيرا فان تجنب اذى النذل – حتى بعد مصاهرته – ممكن، ويتدرج هذا الموقف أمام النذالة (واللؤم) ليس بمجرد التجنب (المخاصمة) وأنما الى المواجهة بالهجوم بعد الحصول على بعض الحق:

" خذ القليل من اللئيم وذمه"

وهى مناورة واقعية ايضا، صلحت حتى فى السياسة مما لا يعجب المثاليين الذين لا يتحركون من أماكنهم تحت عنوان "الكل أو لاشئ" وهو مبدا مثالى خطير فى صراع القوى. فاذا كان مبدأ "الخطوة خطوة" هو مبدا تنازلاتى خطير، فان مبدأ "الكل أو لاشئ" هو مبدأ طفلى لغير الواثق من نفسه ولا من قوته المتنامية، والسياسة الحكيمة قد تضطر الى استعمال كل الأسلحة فى مختلف الأوقات حسب مقتضى الحال، والساسة أعلم.

- 5 -

فاذا تصورنا بعد ذلك أن هذا الموقف (خذ بنت النذل وخاصمه، وكذا: خذ القليل من الليئم ومه) هو موقف هجوم دفاعى واقعى تجاه الأنذال، حتى نكون قدهم وزيادة، فأننا يمكن أن نفسر أمثلة أخرى فى نفس الاتجاه حسب ظروف استعمالها، مثل:

" اللى ييجى منه احسن منه"

وهذا المثل من اصرخ الأمثلة انتهتازية، اذا تصورنا أنه موجه لكل الناس. ولكن اذا تصورنا أنه موجة للئيم والنذل فحسب، فأنه يصبح فى نفس اتجاه الواقعية والهجوم الدفاعى الذى اشرنا إليه، ويؤكد ذلك مثل قريب منه، حد الضمير المتصل فى كلمة منـ ...

شعرة من الخنزير أحسن من دقنه

على أن ثمة وضعا آخر قد يكون لائقا فى ظروف تجعل الهجوم الدفاعى مخاطرة ثمنها أبهظ من مكسبها. وهنا يصح المثل البديل "عتاب الندل اجتنابه" وان كنت فضلت أن أقرأه أحيانا "عقاب الندل اجتنابه"، لكن الندل لا يعاقب لأنه لا يتعلم من الخبرة ولا يخجل ولا ينظر لبعيد بحيث يردعه عقاب او حتى اجتناب، فالاجتناب هنا لصالح المنسحب اذا لم يكن فى مستوى الهجوم بنفس اللغة لعجز عن استعمال النذالة "من الظاهر" مع الترياق المضاد والموقظ خشية التمادى أو التعود فالنسيان.

- 6 -

وهكذا يعلمنا الأدب الشعبى – بحذر شديد – أن التعميم على كل الناس هو أمر غير طموح، لأن الناس تختلف، والمواقف تختلف. كما ينبهنا الى واقع "ضرورة التعامل"، ثم يتقدم خطوة الى تجزئ المواقف، فما كل نذل هو نذل "طول الوقت"، ولا هو نذل فى كل ما يفعل، وكل ما يملك، وكل ما (ومن) ينتمى اليه، وبالتالى فامكانية التعامل مع أجزائه الطيبة، أو خلقه البرئ، أو اعطائه القليل، هو ممكن حتما وواقعا. الا أن الوقاية الحقيقية من الأعيب النذالة لا تكون الا فى القوة الذاتية المتزايدة، فى مواجهة الأنذال واللئام. فثمة اساليب أخرى مطروحة دائما للتعامل مع اللئام، من مركز أقوى ولكنه أصعب - يقول الموال:
خسيس عمل مقبحه رايد بها عندى
عملت أنا الطيبة شوف فرق دى من دى
والله أن كشيت الخسيس حرير من الهندى
يأكل فى خيرك وعند الناس يذم فيك
هلبت ياعين بعد الشرد ما تندى
فالخسيس هنا يرد عليه بالاحسان، ولكن من مركز القوى، ومعرفة أن عامل الطيبة لا ينتظر جزاء، بل لعله ينتظر العكس (انكار الجميل، والتنكر للعطاء) بل ان الملاحظ أن من طبع الخسيس ألا يكتفى بانكار العطاء بل انه يبادر بالهجوم على صاحب الفضل عليه، ومن عمق معين يمكن ان نفهم هذا الهجوم باعتباره نوعا من الدفاع ضد الاعتراف بالضعف والحاجة، وهو موقف عام ليس من صفات الخسيس خاصة، بل أن الأخذ المعلن والمشروط هو أمر شديد الصعوبة حتى على الشخص العادى وخاصة من لم يتجاوز الموقف البارنوى[3]، غير أن الفرق بين الموقف البارنوى المجرد الذى لم يتشوه بانحرافات خلقية هو أن هجوم البارنوى على من يعطيه، يكون مباشرا ومن منلطق رفض العطاء، أو الشك فيه، أو انكاره الحاجة اليه، خوفا من اعلان الضعف فالاستهلاك للاحتواء والتلاشى:
" فبقدر شعورى بحنانك
سوف يكون دفاعى عن حقى فى الغوص الى جوف الكهف
وبقدر شعورى بحنانك
سوف يكون هجومى لأشوه كل الحب وكل الصدق"
فهو هنا (فى الموقف البارنوى) الأخذ مرة بالانسحاب الى عزلته فى حالة من اللاعلاقة، أو بالهجوم المباشر والتشكيك فى الحب والصدق، ولكنه انسحاب وهجوم من واقع رفض موقف الاعتراف بالضعف المبرر للأخذ – وفى نفس الوقت: مع احترام متألم لصدق العطاء وفيض الحنان.
ثم قد يتحور هذا الموقف (البارنوى) ويتلوث ليصبح الهجوم تحت الجزام،و فى غير مواجهة. فالموال هنا يقول "عند الناس" ولا يقول يذمك أو يهاجمك وجها لوجه، ذلك أن الخسيس أذا هاجم صاحب الفضل فثمة احتمال لأن يحرم فضله مبكرا أو كاملا، لكنه يتمسكن او ينتنظر أو يناور حتى يحصل على مطلبه ثم يمارس نوعا نيئا من الهجوم بتشويه صورة الكريم "عند الناس" بالذم وأنكار الجميل

- 7 -

وليس أخيرا، فثمة موقف قد يضطر إليه فى مواجهة اللئيم، خاصة اذا انتقل وضعه من المستذل المتمسكن: الى صاحب السلطة بشكل أو بآخر، هنا يصبح الألم مضاعفا فى معاملته/ فأنت لا تستطيع أن تاخذ منه" شعرة" أحسن من ذقنه، ولا تملك أحيانا أن تخاصمه ، وقد تضطرك الأمور الى معاملته من واقع سلطته، وهنا يصبح الوعى بالموقف شديد الايلام:
الله يلعنك يا زمان وانت بقيت بالهم
والكلب لما حكم قاله الأسد يا عم
وهذه الرؤية ليست تبريرا للنفاق، وأنما هى مواكبة للألم نتيجة للاضطرار، وتراها فى كل موقع سلطوى حين تأتى السلطة نتاجا غير طبيعى لظروف طارئة – ولعل الصورة التى تنشأ فيها هذا المثل – اصلا – كانت – مثلا – صورة عمدة فى قرية هو قاطع طريق، ومحتكر أزراق، واذ يقف أمامه شيخ بلد كريم، أو فقيه فاضل عاقل، يرجو قضاء حاجة له أو لناس المستجيرين به، فيصده بنذالة الأوغد، فيتوالد المثل ويتردد، الا أن هذه الصورة قد اصبح لها ما يقابلها على أعلى مستوى علمى وثقافى، فاحيانا بشعر الأصغر والأكثر أمانة فى مجال مناقشة رسالة علمية، أو حكم على بحث، أو ترشيح لجائزة، يشعر هذا الأصغر أن محكميه أدنى منه، وأن الزمان هو الذى اضطره لقبول هذا الوضع، وأن عليه أن يمضغ ألم الواقع ويصبر ويقول لهم "ياعم".. حتى تنعدل الأمور أو يعدلها.
على أن الأكثر ايلاما ليس فى مجرد أن الأسد صاحب الحاجة (حقه – وقضاؤه معا) يقول لكلب الحاكم يا عم، بل أن الحاكم (الكلب) قد يردده بعد هذا التنازل الواقعى المؤلم والمهين، وقديما سئل أعرابى ما اشق الأمور على النفس قال "وقوف الكريم بباب الئيم ثم يرده".

- 8 -

ونحب أن نؤكد أن دقة هذا الموال وما ارتبط به من تفسير واستشهادات تكمن فى الألم المصاحب للتنازل المؤقت، فأن تلعن الزمان وتشعر بالهم وأنت – الأسد – تقول للكلب يا عم، أمر يختلف تماما عن ما يشير به المثل:
" اللى يتجوز أمى أقوله يا عمى"
الأول ...... اضطرار واقعى مؤلم.
والثانى ....... ذل ارادى انتهازى مستسهل.
وأحسب أننا يمكن أن نتذكر من هذه الاطلالة على بعض اقوال الناس، والتلمذة فى بعض فصولهم، أن الأمثال والمواويل ليست حكما عاما على شعب، ولا هى دلالة على طباع غالبة، بقدر ما هى رؤية مخترقة فى موقف محرر. ولابد أن نشك فى جدوى أية دراسة تعتند على احصاء كمى لاتجاه الأمثال عامة، ما لم تأخذ فى الاعتبار التفرقة النوعية فى توقيت ظهور المثل والمواقف استعماله، وهو أمر يكاد يكون بعيدا عن متناول الدراسات المتعجلة أو المسطحة.
أذن، لتكن رؤيتنا لهذه الأمثال واعادة معايشتها لنا مجرد فتح أبواب احتمالات راجحة فى مواقف بعينها دون تعميم أو تعصب.

[العاشق الذى لم يتب]

[العاشق الذى لم يتب]

دندنات في عشق مصر

غلفيني بمعطف البراعه
وانثريني كوكبا
وانشليني من براثن الوضاعه
علميني التحضر
ثقفيني بالتحرر
فهميني التطور
بالحماسة والشفاعه
اجعلي مني عصفورا اخضر
رغيف خبز طازج
قلم أسطوري
زجاجة برفان فرنسي
ارسميني مدينة غجرية تعانق النماء
وابعدي في الوصف رائعتي صباحا ومساء
والمسي صفحات أحزاني
واقرأي عنواني المعطر بالكبرياء
اجعليني سواحا في الأزهر
مجذوبا في الحسين
درويشا بالسيدة ذينب
ودعيني مع النيل أغني مثل سيد
وحليم
وفريد
وثومة قيثارة الشعر الأكيد
علميني مذهب العشاق في العصر البليد
ثقفيني من جديد
عطري يامصر واحاتي غناء
علميني الشعر حرا
دون قيدا وانحناء
خذي يدي
ضميني
عانقيني
جددي فيا جميع الأشياء
اجعليني ابنا محافظا للنيل
غير ناكرا للجميل
أخرجيني من متاهات الحاضر
رجعيني لعراقة الزمان الجميل
أنثرى حولي مليون بستان ورد
دندني يا مصر أحلى المواويل
صرتي معشوقتي يامصر حتى الثماله
صرت مجنونا بكي مقطوعا نصفين كالبرتقاله
علميني أن أغامر بالكتابه
أكسر اللغة المحاله
انقشي فوق يداي رمزا
للمحبة والسماحة العداله
اجعليني تراث حضاريا جديد
غني لي يا عاشقتي
عاودي الفجر البعيد
جددي الحب الطريد
ارقصي معي
واشدي بالطرب
ارفعي يامصر فوقك بالحنو
كل رايات العرب
علمي العالم معنى الانتماء
علميه الحب من غير انتهاء
اسقيني يا مصر شهدا
واطعميني مسكا ولوزا ووردا
اعشقك يا مصر
وليس للعشق حدا
مجنون أنا
متخلي عن هدوئي مسافرا للجنون
أنتي يا محبوبتي داخل قلبي
أين أكون
أنتي العشاق
الرفاق
الجنود الصابرون
أنتي رمل البحر
ونبع الشعر
وغابات الزيتون
أنتي مصر
وكل العالم لمصر دوما ينظرون
أحبك يا مصر حد الهدوء وحد الضياع وحد السكون
سأبقى عاشق
على العهد عشقي
ولا لن أخون
لا لن أخون ..

[العاشق الذى لم يتب]

حوار مع القمر

أيها القمر القابع في السماء
تحمل النور لكل ظلماء
تملئ الدنيا بريقا
تجعل الليل واحة أضواء
أنت صديق العشاق
وصانع البهاء
أنت عبير البريق
متراقص الخيلاء
أنت واحة السماحه
انت ملهم الشعراء
ايها القمر
يا رائعا كل مساء
وساطعا كل مساء
وجعلتني اكتب لك بناء على توصيه
من صديقة لها تقدير ووفاء
احبك كثيرا أيها القمر
ولن ينتهي عندي لك الاشتهاء
فأنت وستبقى ملهم الشعراء
مسرح الخيلاء
واحة الغناء
احبك كثيرا ايها القمر
العالي دوما
بكل كبرياء