منذ /10-18-2013, 12:27 PM
|
#10 |
مبدعي المنتدى
| الإيمان أعظم درجة من الإسلام
الإيمان بالله مفتوح بحرية أمام كل عاقل ناظر إلى خلق السموات والأرض والجبال وإلى خلق الإنسان الذي لا يد لبشر فيه وخلق كل شيء حتى الذبابة التي يعجز علماء الأرض جميعاً عن خلقها فهو القناعة التامة بوجود الإله الخالق الغائب عن بصرنا المحدود لحكمة منه والحاضر في قلوبنا وعقولنا وتستسلم النفس البشرية بالعبودية له لأن العبودية لله تعالى عز للإنسان الضعيف وقوة له حيث يستمد قوته من قوة الخالق الجبار القادر على كل شيء . فإذا مرضنا هو الشافي وهو الأمل وإذا تعبنا بالعمل النافع أجرنا على الله لا يضيع إن ضاع من يقدره ويجزيه , وإذا سهرنا ونام الخلق هو معنا في سرنا ونجوانا لأنه الحي القيوم .. إذا غدر بنا الأصحاب والخلان هو الإله الحفيظ الصادق الرؤوف بالأنام .. إذا أخطأنا هو الغفور الرحمن الرحيم .. إذا مللنا هو الصبور الشكور وإذا صبرنا كافأنا وإذا شكرنا وحمدنا رضي عنا وأرضانا . وما أحلى أن يشعر المرء بالرضا والراحة النفسية التي يفتقدها الكافرون .. ما أحلى أن يشعر بالقناعة وبقرب الله منا إذ هو أقرب إلينا من حبل الوريد .. وما أحلى أن يشعر الإنسان بكبر الله وعظمته حيث وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم .
وكثير من الناس يدعي الإيمان ولكن المؤمنين حقاً عرفهم الله تعالى بقوله : " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ2/8الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ3/8أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " سورة الأنفال : 2-4 أي يجب أن يخشع القلب ويحس برهبة الله كلما ذكر وتلاوة آياته يجب أن يستمع لها وينصت لتزيده إيماناً وإذا عزم في أمر يذكر الله ويتوكل عليه وكذلك الذين يطيعون الله بتأدية الصلاة المفروضة عليهم وكذلك الزكاة ولا يقولون نحن مؤمنين ولكن لا نصلي لأن الإيمان بالقلب فلن يعتبرهم الله مؤمنين إلا إذا أطاعوه ليثبتوا عبوديتهم وولاءهم ويقرنوا القول بالعمل وكيف يقول الكريم أنا كريم إذا لم يعطي من ماله ويقرن قوله بعمله وكذلك بطل الأثقال لا يكون بطلاً إذا لم يحمل الأثقال فعلاً . كما قال تعالى يكمل صفات المؤمنين حقاً : " وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " سورة الأنفال : 74 أي يجب أن يكون المؤمن مستعداً للتضحية في سبيل الله إذا طلب منه هذا كأن يترك منزله ووطنه ويسعى جاهداً ويبذل نفسه وماله في سبيل الله ونصرة دينه ويكون عوناً لإخوته المهاجرين ويؤويهم ويساندهم وهذا هو المؤمن حقاً فلا يكون بخيلاً ويقول الله يعطيهم أو يقول هذا بيتي ووطني لن أتركه وأريد أن أتمتع بالراحة وبأموالي وهل يضمن الإنسان حياته إلى الغد وهو تاركها كلها بما فيها ولو كان في بروج مشيدة أو كان على فراشه الوثير وحوله الجند يحرسونه . فلينظر كل إنسان إلى نفسه مهما كان دينه فإذا تحققت عنده هذه الصفات هو مؤمن حقاً ولا يظن المسلمون أنهم أعظم درجة من المؤمنين فمنهم المؤمنون ومنهم من ورث الإسلام عن والديه وعائلته ولكنه لا يطبق شيئاً من تعاليم الله أو يطبق القليل منها ولم يصل بعد لدرجة الإيمان الحقلذلك كل من أراد الهداية عليه أن يدرب نفسه على الصدق أولاً والصدق في كل شيء لأن الصادق لا يسرق ولا يغش ولا يخون ولا يزني هو أساس الإيمان حيث يصبح المرء به واضحاً كالشمس صديقاً مخلصاً أميناً شريفاً ومن لايحب وجود مثل هذا الإنسان في بيته أو في جواره وأقربائه ومن ثم كامل أفراد وطنه ؟ .
: |
|
| |