« آل عمران »

[د. محمد الرمادي]

يتشرف كاتب هذا البحث :« آل عمران » أن يخص موقع :« بنات مصر » بنشره على صفحاته؛ ويندرج هذا البحث تحت سلسلة :« التصفية والتربية ».
ونَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَرْزُقَنَا قَلْبًا عَقُولًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَيُوَفِّقَنَا لِلسَّدَادِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ‏ .

أعد هذا الملف : ?
الدكتور فَخْرُ الدينِ ؛ مُحَمَّدُ الرَّمَادِيُّ من الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ بِمِصْرَ الْمَحْمِيَّةِ

[د. محمد الرمادي]

[ ١ . ]الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : ] :
" آل عمران "

مدخل للموضوع :

مبدأ «الإصطفاء» ونظرية «الإجتباء» :

خالق الكون والحياة والإنسان وموجدهم ورازقهم ؛ ومالك كل شئ ، ولحكمةٍ نسعى لإدراكها خصَّ الإنسانَ عن بقية المخلوقات بخاصية العقل والإدراك والفهم ، فقال الإمام الرازي :" اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الْبَشَرَ أَفْضَلُ مِنَ الْجِنِّ وَالشَّيَاطِينِ ، وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الْبَشَرَ أَفْضَلُ أَمِ الْمَلَائِكَةَ!؟ " .

قلتُ؛ الرمادي : سأبحث المسألة بمزيد تفصيل عند تأويل الآية الكريمة ٣٤ من السورة التي تذكر فيها البقرة عند قوله تعالى :« اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا » .[آية ٣٤؛ سورة الْبَقَرَةِ :٢]؛ وذلك في يحث التأويل والتفسير لآيات الذكر الحكيم؛ والذي أهديته إلى موقع :" بنات مصر " حصرياً .


ونحن نميل إلى الرأي الذي يقول بأن الإنسان أفضل من الملاك؛ وتضاف إلى هذه الأفضلية مسألة " الإصطفاء" و " الإجتباء" :

[د. محمد الرمادي]

قال مَن تعالى في سماه وتقدست اسماه :
« إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ « آدَمَ » وَ« نُوحًا » وَ « آلَ إِبْرَاهِيمَ » وَ« آلَ عِمْرَانَ » عَلَى الْعَالَمِينَ [آية:٣٣؛ سورة آل عمران:٣] ؛ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » [آية ٣٤؛ سورة آل عمران: 3] . من المسائل الهامة والتي من شأنه هو سبحانه وتعالى دون سواه وتخصه دون منازع ؛ مسألة : الإصطفاء :

[د. محمد الرمادي]

يذكر سبحانه وتعالى أنه اصطفى آدم عليه السلام ؛ ثم اصطفى خالقنا ورازقنا نوحاً ؛ وهو يسمى عند بعض العلماء بـ " آدم الثاني " ؛ والخُلَّص من ذريته المتبعين شرعه الملازمين طاعته ، ثم خصَّ صاحب الأمر والنهي فقال : « وَآلَ إِبْرَاهِيمَ » فدخل فيهم بنو إسماعيل ؛ وبنو إسحاق ، ثم ذكر فضل هذا البيت الطاهر الطيب ؛ وهم « آل عمران » ، فقال صاحب المنار :" وَكَانَ أَرْفَعُهُمْ قَدْرًا وَأَنْبَهُهُمْ ذِكْرًا « آلُ عِمْرَانَ » قَبْلَ أَنْ تُخْتَمَ النُّبُوَّةُ بِوَلَدِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ".
ـــ
المصدر : رضا؛ محمد رشيد، تفسير المنار، عند تفسيره لـ آية رقم 33 من سورة آل عمران، الهيئة المصرية للكتاب، دون ذكر سنة النشر.

[د. محمد الرمادي]

أقوال العلماء في مسألة الأصطفاء :

[د. محمد الرمادي]

[ ١. ] القول الأول

قال الرازي :" ( اصْطَفَى ) فِي اللُّغَةِ « اخْتَار » ، وَيُقَالُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ :
[ أ. ] صَفْوَةٌ ،
وَ
[ ب. ] صُفْوَةٌ ؛
وَ
[ ج. ] صِفْوَةٌ ".

[الرازي؛ الإمام فخرالدين؛ أبوعبدالله محمد بن عمر بن حسين القرشي ؛ الطبرستاني الأصل، التفسير الكبير؛ مفاتيح الغيب، عند تفسيره لـ آية 33؛ من سورة آل عمران، طبعة دار الكتب العلمية بــ بيروت ، سنة النشر :2004م ~ 1425هـ].

[د. محمد الرمادي]

[ ٢. ] القول الثاني :

[د. محمد الرمادي]

قال صاحب لسان العرب :" الصِّفْوَةُ ، بِالْكَسْرِ : « خِيَارُ الشَّيْءِ وَخُلَاصَتُهُ » ، وَمَا صَفَا مِنْهُ ؛ وَ« الصَّفِيُّ » الْخَالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ . اسْتَصْفَى الشَّيْءَ ؛ وَاصْطَفَاهُ : اخْتَارَهُ ."



ثم قال ابن منظور :" وَالِاصْطِفَاءُ : الِاخْتِيَارُ ، افْتِعَالٌ مِنَ الصَّفْوَةِ . وَمِنْهُ : النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَفْوَةُ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَمُصْطَفَاهُ.

وَ الْأَنْبِيَاءُ : الْمُصْطَفَوْنَ ، وَهُمْ مِنَ الْمُصْطَفَيْنَ : إِذَا اخْتِيرُوا ، وَهُمُ الْمُصْطَفُونَ: إِذَا اخْتَارُوا ، وَهَذَا بِضَمِّ الْفَاءِ ." وَصَفِيُّ الْإِنْسَانِ : أَخُوهُ الَّذِي يُصَافِيهِ الْإِخَاءَ " .


وَاسْتَصْفَيْتُ الشَّيْءَ : إِذَا اسْتَخْلَصْتَهُ .

وَمَنْ قَرَأَ : ( فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافِيَ ) بِالْيَاءِ فَتَفْسِيرُهُ أَنَّهَا خَالِصَةٌ لِلَّهِ تَعَالَى يَذْهَبُ بِهَا إِلَى جَمْعِ صَافِيَةٍ ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلضِّيَاعِ الَّتِي يَسْتَخْلِصُهَا السُّلْطَانُ لِخَاصَّتِهِ : الصَّوَافِي .


قَالَ الشَّعْبِيُّ : الصَّفِيُّ عِلْقٌ تَخَيَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْمَغْنَمِ كَانَ مِنْهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ؛ رضي الله تعالى عنها وعن أبيها : كَانَتْ صَفِيَّةُ مِنَ الصَّفَايَا تَعْنِي صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ [1] كَانَتْ مِنْ غَنِيمَةِ خَيْبَرَ .
ــــــ
المصدر :" "ابن منظور"؛ أبوالفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب؛ دار صادر؛ سنة النشر: 2003م .
[1] والسيدة صفية؛ رضي الله تعالى عنها ؛ صارت من أمهات المسلمين؛ بعد أن أمنت وتزوجت بالنبي المصطفى والرسول المجتبى؛ ولي بحثٌ عنها؛ رضي الله عنها ضمن سلسلة :" التربية والتصفية " ؛ أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة.

[د. محمد الرمادي]

يعلق ابن الأثير فــ قال : حَدِيثُ عَائِشَةَ :" كَانَتْ صَفِيَّةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مِنَ الصَّفِيِّ " ؛ تَعْنِي صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَىٍّ ، كَانَتْ مِمَّنِ اصْطَفَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وآله مِنْ غَنِيمَةِ خَيْبَرَ.

ـــ
المصدر : [" ابن الأثير " ؛ مجدالدين أبي السعادات المبارك بن محمد، النهاية في غريب الحديث والأثر؛ حرف الصاد، المكتبةالعلمية؛ دون ذكر سنة النشر ] .

[د. محمد الرمادي]

[ ٣. ] القول الثالث :

قال ابن عاشور :" وَمَعْنَى اصْطِفَاءِ هَؤُلَاءِ عَلَى الْعَالَمِينَ اصْطِفَاءُ الْمَجْمُوعِ عَلَى غَيْرِهِمْ ، أَوِ اصْطِفَاءُ كُلِّ فَاضِلٍ مِنْهُمْ عَلَى أَهْلِ زَمَانِهِ .".

ـــــ

المصدر :" [ابن عاشور؛ محمد الطاهر، " تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد" ؛ واختصر هذا الاسم باسم " التحرير والتنوير من التفسير، عند تفسيره لـ آية رقم 33 من سورة آل عمران، دار سحنون، دون ذكر سنة النشر ].