مواقف أنيس منصور اليومية بجريدة الأهرام

[الأبتسامة صدقة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوف أقدم لكم مواقف أنيس منصور اليومية بجريدة الأهرام



مواقف أنيس منصور

الثلاثاء 19 مايو 2009 ميلادية


ونحن طلبة صغار كنا نتباري في قراءة الكتب وكنا أربعة‏:‏ المستشار خالد حسونة وضياء الدين بدر ومخالي وأنا‏,‏ وكانت لنا طريقة وهي أن ينفرد كل منا بكتاب علي أن يجئ في اليوم التالي يحدثنا عن الذي قرأ‏,‏ سواء قرأ الكتاب كله أو نصفه المهم أنه قرأ وأننا سمعناه واستمر ذلك زمنا طويلا‏,‏

وكان طريقنا يبدأ من حديقة شجر الدر ـ لاشجرة الدر ـ وانتهاء بحي توريل‏,‏ وكانت لنا اهتمامات مختلفة‏,‏ فالمستشار خالد حسونة قد برع في قراءة التاريخ والمذكرات السياسية‏,‏ وأنا كنت أقرأ الأدب والفلسفة‏,‏ وكان مخالي أقدرنا جميعا علي الكلام عن هوميروس وهيرودوت‏,‏

ولما فكرنا في مستقبلنا قررنا في نفس واحد أن ندخل الأزهر‏,‏ وأن يكون لكل واحد منا رواق‏,‏ وكانت هذه رغبة والدي وثارت أمي وجمعت أشياءها وأنا في يدها إلي اللاعودة‏.‏

وبالأمس جلست إلي عدد من الشباب فأدهشني أن بعضهم لايقرأ فليس عنده وقت ولايريد وجعا للدماغ‏,‏ ولكنهم لايرفعون عيونهم عن الانترنت ـ لابأس‏..‏ أما الكتاب فلا‏.‏

وقد جربت الانترنت وجربت آي ـ بود واستمعت إلي كتب كثيرة بأصوات مؤلفيها‏,‏ وهي فرصة لراحة العينين ولكن لاحظت أنني أجد المتعة في حمل الكتاب بين يدي وفي حقيبتي وتقليب الصفحات وتقديمها وتأخيرها‏..‏ ولامتعة أكبر من تصفح الكتب وعندي منها عشرات الألوف‏.‏

ولا أري أن الأجهزة الالكترونية صورة وصوتا أمتع من الكتب الورقية ولن تقضي عليها‏,‏ أما الإنترنت فلخطف المعلومات بسرعة ولذلك يصعب تثبيتها في الذاكرة‏!‏

المصدر / الأهرام

بتاريخ الثلاثاء 19 مايو 2009 ميلادية

الى اللقاء

[العراق الحر]

مساهمة جميلة

كل الشكر والاعتزاز

لك على هذا المجهود

[الأبتسامة صدقة]

أرق تحياتى لأهل العراق ولك أيها الفاضل العزيز

[noona]

تسلمى اختى الغالية الابتسامة صدقة

حقيقة ان انيس منصور صاحب فكر واسلوب يقدر ويحترم

اشكرك على طرحك المميز

فى انتظار جديدك دائمااااا

دمتى بكل خير

خالص تحياتى ةتقديرى ،،،

[الأبتسامة صدقة]

الأخت الفاضلة / NOONA

أنا مش بنت أنا شاب

أشكرك على تواجدك بالموضوع

تواجدك شرف كبير لى يا مشرفة القسم العام

تحياتى لحضرتك

[noona]

عذرا اخى الفاضل

فالاسم غير واضح منه بنت او ولد

اشكرك مرة اخرى على موضوعك الجميل

نورت المنتدى وفى انتظار نشاطك دائماااا

تحياتى ،،،

[الأبتسامة صدقة]

أشكرك أختى الفاضلة مرة اخرى

تحياتى لحضرتك من جديد

[ســــــــــاندي بيل]

فعلا الاغلبيه مننا مابنتثقفش ولا بنقرا اى كتاب لنستفيد من معلوماته للاسف طبعا

يسلمو ع الموضوع

[الأبتسامة صدقة]

الأخت الفاضلة / ساندى

أشكرك على مرورك الجميل وردك الصريح

أرق تحياتى لحضرتك

[الأبتسامة صدقة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مواقف أنيس منصور






لاحظ المشتغلون بالأدب الانجليزي أن الكتب المدرسية تفسد ذوق الطلبة الصغار‏,‏ فهي تعرض عليهم ذوقا في الاختيار وتضع عناوين وتوصيفا لكل أديب‏..‏ وتختار أبياتا من الشعر عسيرة الفهم‏..‏ فإذا كبر التلميذ واتسعت قدراته علي الاختيار وعلي أن يضع للأشياء والأسماء أوصافها‏,‏ وجد صعوبة‏..‏ فقد ترسخ في دماغه ما غرسه أساتذته‏..‏ ومن الصعب أن يكون للمدرس الذي يعيد ويزيد ما يقوله كل سنة أي ذوق خاص‏..‏ أو فهم للشباب الجديد‏,‏ وما دخل عالمه من أفكار ومن تمرد علي القديم وعلي السلطة ـ سلطة المدرس والأب ورجل الدين‏.‏

وهناك نظرية أن الأدب يجب أن ندرسه نصوصا أولا‏..‏ ونترك للتلميذ أن يختار ما يمتعه وأن يختار الأديب‏..‏

وكان الفيلسوف الوجودي الدنمركي كيركجورد يري أن هدفه هو أن يقض مضاجع أساتذة الجامعة لأنهم تجار علب وصناديق من ورق‏..‏ وكل ما لديهم من قدرة اكتسبوها بمرور الوقت‏..‏ إنها موهبة صناعة الأشكال الورقية‏..‏ وهذه العلب خاوية‏..‏ وكان الفيلسوف يري أن القدر قد وضع تحت يديه وفي يديه أجراسا يجب أن يعلقها في أعناق الأساتذة ثم يصرخ فيهم‏:‏ انهضوا‏..‏ اقفزوا من النوافذ‏..‏ أريحونا‏!!‏

ولابد أن مخاوفه هو الآخر ألا توضع المعاني الجميلة في الفكر الإنساني حبات في خيوط أو في سلاسل‏..‏ فشكلها لافت ولكن المعاني لا وجود لها‏..‏ أي لابد من طريقة أخري لتذوق الأدب والفلسفة والحياة ـ وأن هؤلاء الأساتذة ليسوا أحسن من يفعل ذلك‏!‏

انتهي كلام الفيلسوف الكبير‏..‏ فقد كان في غاية الصراحة والقسوة أيضا‏!‏


المصدر / الأهرام

بتاريخ اليوم 20 مايو 2009 ميلادية


الى اللقاء غدا