وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون عن 85 عاما

[Professional]

القدس (رويترز) - قال مسؤول اسرائيلي ان جثمان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون الذي توفي يوم السبت عن 85 عاما سيسجي داخل البرلمان الاسرائيلي يوم الاحد وان مراسم التأبين ستقام هناك صباح الاثنين قبل تشييعه بعد الظهر الي مثواه الاخير قرب مزرعة سيكامور حيث كان يقيم في جنوب اسرائيل.
وتوفي رجل الدولة -الذي شق طريقه كمحارب عنيد وكان مكروها من خصومه العرب على مدى أجيال من الصراع- بعد أن دخل في غيبوبة عميقة قبل ثماني سنوات إثر اصابته بسكتة دماغية.
وترك شارون بصمات كبيرة على الشرق الأوسط كله من خلال الغزو العسكري وبناء مستوطنات على الأرض الفسلطينية المحتلة لكنه اتخذ أيضا قرارا أحاديا صادما بالانسحاب من قطاع غزة.
وأعلن جلعاد نجل شارون وفاة والده في المستشفى حيث كان يرقد في غيبوبة بعد أن أصيب بسكتة دماغية بينما كان في أوج سلطته كرئيس للوزراء في يناير كانون الثاني 2006. وتوقع الأطباء الاسبوع الماضي انه على مشارف الموت بعد ان تدهورت حالته الصحية بشكل حاد.
وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس وهو حليف سياسي سابق لشارون وأصبح بعد وفاة شارون آخر الباقين على الساحة العامة من جيل مؤسسي الدولة "كان أريك جنديا باسلا ورجل دولة شجاعا ساهم بالكثير من أجل أمن وبناء دولة إسرائيل."
واتهم الفلسطينيون شارون بإشعال انتفاضهم الثانية بزيارته المستفزة الي المسجد الأقصى وأثار سخط الكثيرين بالحملات المدمرة التي نفذها الجيش في مناطق الحكم الذاتي في الضفة الغربية في 2002 بعد سلسلة من التفجيرات الانتحارية والحصار الذي فرضه الجيش على مقر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
لكنه فاجأ الكثيرين بسحب الجنود والمستوطنين من قطاع غزة في 2005 ومباشرة الحوار مع الفلسطينيين.
غير أن الانسحاب أدى إلى سقوط قطاع غزة في أيدي حركة حماس التي ترفض سياسة السعي من أجل السلام والتعايش مع إسرائيل التي يتبعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يوجد مقره في الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن حماس أصبحت أكثر ثقة في تحقيق النصر بعد رحيل شارون الذي وصفه بأنه "طاغية".
واضاف أن الشعب الفلسطيني يشعر اليوم بسعادة غامرة برحيل هذا "المجرم الذي تلطخت يداه بدماء" أبناء الشعب الفلسطيني ودماء قيادات حماس في غزة وفي المنفى.
واستقبل الفلسطينيون في قطاع غزة نبأ وفاة شارون بمشاعر الابتهاج ووزعوا الحلوى على المارة.
ونعى وزراء بالحكومة الإسرائيلية اليمينية ورموز من المعارضة السياسية شارون.
وقال وزير الشؤون الإستراتيجية يوفال شتاينتز في بيان "فقدت الأمة الإسرائيلية اليوم رجلا عزيزا وقائدا عظيما ومحاربا جريئا."
وأرسل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت بيان نقل تعازيهما الحارة إلي أسرة شارون والإسرائيليين في "فقدان زعيم كرس حياته لدولة اسرائيل."
وقال أوباما "نعيد تأكيد إلتزامنا الذي لا يتزعزع بأمن اسرائيل وتقديرنا للصداقة الدائمة بين بلدينا وبين شعبينا."
وأضاف أن الولايات المتحدة تواصل سعيها القوي من اجل سلام وأمن دائمين للاسرائيليين "بما في ذلك إلتزامنا بهدف دولتين تعيشان جنبا إلي جنب في سلام وأمن."
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "أرييل شارون واحد من أهم الشخصيات في تاريخ إسرائيل وكرئيس للوزراء اتخذ قرارات شجاعة ومثيرة للجدل في إطار السعي من أجل السلام... إسرائيل فقدت اليوم زعيما مهما."
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في بيان "أرييل شارون... كان لاعبا رئيسيا في تاريخ بلده وبعد تاريخ عسكري وسياسي حافل اختار التحول إلى الحوار مع الفلسطينيين."
ويقود الرئيس الفلسطيني عباس محادثات سلام برعاية أمريكية مع خليفة شارون رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود الذي تركه شارون قبل إصابته بالسكتة الدماغية ليشكل حزب كديما.
وقال واصل ابو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لرويترز "الشعب الفلسطيني يستذكر اليوم ما قام به شارون وما حاول ان يقوم به ضد شعبنا وحلمه باقامة دولته الفلسطينية المستقلة."
وأضاف قائلا "رغم كل ما قام به من حرب ضدنا هنا وفي لبنان وارتكابه جريمة القرن .. مجزرة صبرا وشاتيلا .. اليوم هو يرحل والشعب الفلسطيني باق على ارضه."
وسيتذكر كثير من الإسرائيليين شارون كقائد عسكري متمرد خاض حرب 1948 واشتهر بعدم إطاعته للأوامر وبشجاعته وذكائه في ميدان القتال.