النيل العظيم

[يحيى الفضلي السودان]

النيل
بعد غروب شمس هذا اليوم عاد بيا الحنين شاطئ النيل وهذه الرمال الناعمة اللتي تغطي جنبيه مابين الخضرة وفضة المياه
كانت الشمس تتهادى للمغيب والافق بدا ياخذ اللون العسجدي ما بين فروع الاغصان المتدلية وقرص الشمس يميل بخده للمغيب
عادت الطيور الى اوكارها بحثا عن اعشاشها اللتي تحضن صغارها
وفجاة هدات الريح ودب الظلام ولا تسمع الا حفيف الشجر ونقيق الضفادع وبعضا من التماسيح تاخذ اماكنها فوق تلك الرمال الناعمة اللتي تضع عليها بيضها
ولكن تحسست الخطى داخل الغابة المتشابكة اذ باصحابي القردة اللتي حرستني من الذئاب الى ان طلع الفجر بعد ان سكت عواءها وبدات تشقشق العصافير فرحانة بالنور
واخذت الخضرة المبللة بالندى تكسو النيل بهاءا وهيبة حيث الزنابق والاعشاش المتدلية واكتسى المكان بالخضرة الزاهية
وتفتق الزهر مترورقا بالندى وانتثرت على الاغصان حبيبات بلور الندى الرقراق
وكان يوما سعيدا مع صحبة النيل -