حقيقة فلسطين واسرائيل والصراع بين المسلمين واليهود (الصهاينة)

[ARAGON]

حقيقة فلسطين واسرائيل والصراع بين المسلمين واليهود (الصهاينة)

هذا الموضوع قرأته في أحد الكتب الدراسية وأعتقد أن الكثيرين منا قد قرأه قبل ذلك فعقدت العزم على كتابته واستغرق مني 6ساعات متقطعة لكتابته عسى الله أن ينفعنا ونعلم الحقيقة به، هذا الموضوع يعرض القليل من الحقائق التاريخية لما حدث في أرض فلسطين وجزانا الله وإياكم.....خير الثواب ووفقنا وإياكم ... لصالح الأعمال..

مشكلة فلسطين ليست مشلكة الفلسطينين فقط بل مشلكة المسلمين جميعا

منذ أن برزت مشكلة فلسطين إلى حيز الوجود والعالم الإسلامي يعيش فترة من أحلك فترات حياته، إنها جرح عميق في جسم الأمة الإسلامية، حيث تسلطت هذه الشرذمة من اليهود الجبناء على أرضنا الإسلامية ، وعاثوا فيها قتلا وتشريدا وتدميرا، إن فلسطين أرض إسلامية فيها أولى القبلتين وثالث المسجدين، الذي جوز الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم شد الرحال إليه، وإن خطورة وجود الدولة اليهودية في فلسطين تكمن في تهديد الدين الإسلامي، فقد عادى اليهود الإسلام ونبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منذ فجر الإسلام، ومازالوا في مقدمة المحاربين له، وإن خطر سيطرتهم على فلسطين، وعلى مدينة القدس بالذات التي أعلنوها عاصمة لهم ، يتمثل في عزمهم هدم المسجد الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم على أنقاضه، لا قدر الله فقد حرقوه وتكررت اعتداءاتهم عليه ، ولن يتورعوا ما لم يوقفوا عن إزالة معالمه.

وحتى نلم بأبعادنا هذه القضية من جوانبها المختلفة، نقدم هذه الصفات لأبنائنا الأعزاء حتى يكونوا على بينة من هذه القضية والله نسأل العون والسداد.
مكانة القدس في الإسلام:
لمدينة القدس مكانة خاصة في قلوب المسلمين ، ومن الأسباب التي جعلت للقدس هذه المكانة ما يلي:
1. أرض الإسراء ومنها كان المعراج:
الإسراء هذه المعجزة الربانية من مكة إلى القدس ، ثم معراج الرسول صلى الله عليه وسلم من القدس إلى السماء حيث فرضت الصلاة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أرضها أقيمت صلاة فريدة من نوعها، فقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إماما بالأنبياء في هذه المدينة المقدسة.
قال تعالى:
"سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه السميع البصير" الإسراء.
2. القبلة الأولى:
فقد اتخذ المسلمون الأوائل المسجد الأقصى قبلة لهم، قبل أن يتحولوا إلى الكعبة، فهي أولى القبلتين ، صلى إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه ستة عشرا شهرا قبل تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة بأمر إلهي.
3. الأحاديث النبوية:
هناك العديد من الأحاديث النبوية المرتبطة بمدينة القدس كحديث شد الرحال الثابت في الصحيحين " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى" رواه مسلم.
المكانة التاريخية: ورد أن فتح المقدس كان يعني للجيش الإسلامي، أكثر مما تعنيه فتوح البلاد الشامية الأخرى، وكان كل أمير من أمراء الفتح يريد أن تفتح هذه المدينة على يديه ، ومما يتصل بتاريخ القدس أيضا تحرير صلاح الدين للمدينة عام 583هـ ، بعد أن بقيت في أيدي الصليبين، ما يقرب من تسعين عاما.
جغرافية فلسطين:
تقع فلسطين في غرب آسيا ، يحدها من الشرق الأردن ، وسوريان ومن الشمال لبنان ومن الغرب البحر المتوسط، ومن الجنوب خليج العقبة ومصر ، وتبلغ مساحتها 27000 كم 2 ويمكن تقسيم مظاهر السطح في فلسطين إلى الأقسام التالية:
1. السهول الساحلية:
وتمتد على البحر المتوسط، بطول 224 كم ، ومن الحدود اللبنانية عند رأس الناقورة شمالا، حتى رفح عند الحدود المصرية جنوبا، وأقصى عرض لها قرب غزة ، وينفرد هذا القسم، فضلا عن استوائه بمزايا جغرافية مهمة منها: مناخه البحري، الذي يتصف باعتدال حرارته صيفا ودفئها شتاءا، والأهم عنصر الأمطار الشتوية الوفيرة، وخاصة في الأجزاء الشمالية ، وكذلك وفرة المياه المخزونة في جوف أرضه، أضف إلى هذه المزايا، التربة العميقة الخصبية التي هي مزية مساحات واسعة من هذا السهل.
لكل هذه المزايا فقد استصلحت معظم الأراضي السهلية القابلة للزراعة ، وأقيمت عليها القرى والمدن ، فتحولت إلى مراكز الثقل السكاني، والعمراني ، والاقتصادي، حيث أن 77% من السكان يقطنون هذا الجزء في الوقت الحالي، وأهم مدن هذا السهل عكا، حيفا، يافا، غزة.
2. المرتفعات الفلسطينية:
مثل جبال الجليل، نابلس ، الخليل، وتتخلل هذه المرتفعات السهول والأودية، وتنحدر هذه المرتفعات بشدة نحو الشرق باتجاه وادي الأردن، وتدريجيا نحو الغرب باتجاه البحر المتوسط، وأهم هذه المدن الواقعة على هذه المرتفعات القدس، بيت لحم ، الخليل ، نابلس.
3. هضبة النقب:
وتمتد في النصف الجنوبي من فلسطين على مساحة تزيد على 100000 كم 2 ، وتتخذ شكل مثلث رأسه على خليج العقبة، وقاعدته ما بين الجزء الجنوبي من البحر الميت شرقا، ومدينة غزة على البحر المتوسط غربا، ويمثل وادي عربة ، وخط الحدود المصرية الفلسطينية ضلعين له، وتوجد في هذه الهضبة الأودية الجافة ، وهناك بعض المنخفضات ، ومن أمثلتها منخفض بئر السبع، والنقب صحراء برية قاحلة تقل فيها الأمطار عموما، ولهذا فإن المستعمرات اليهودية محدودة فيها.
4. إقليم وادي الأردن:
يتكون هذا المنخفض من وادي الأردن الأعلى والأدنى وحوض البحر الميت، ثم وادي عربة وتكون سهول الحولة الجزء الأكبر من الوادي الأعلى، وقد قام اليهود بتجفيف بحيرة الحولة ومن ثم تمت الزراعة الكثيفة المرورية ، وأنشأ اليهود المستعمرات فيه، وأصبحت مأهولة بالسكان، وتنتج كثيرا من الحاصلات الزراعية، وأما الوادي الأدنى فيمتد بين بحيرة طبرية والبحر الميت، ويسمى الغور، ويتسع الوادي عرضا ويزداد انخفاضا عن سطح البحر، كلما اتجه جنوبا حتى يصل إلى أدنى انخفاض له في البحر الميت، حيث يوجد في أعمق بقعة في وادي الأردن.
والبحر الميت عبارة عن بحيرة داخلية تنتهي في مياه نهر الأردن ، ومياه هذا البحر عالية الملوحة ، ولذا يخلو من الحياة المائية، غير أن تلك الأملاح هي أعظم موارده الاقتصادية.
وأما وادي عربة فيمتد بين البحر الميت، وخليج العقبة، وهو عبارة عن أرض قاحلة نظرا لندرة الأمطار فيه.

يتبع

[ARAGON]

وسنتعرض في هذا الجزء على حقيقة الصراع بين المسلمين واليهود:

من يتأمل في طبيعة الصراع بين المسلمين واليهود ، يدرك حقيقة هامة وهو أن هذا الصراع صراع ديني ، فهو ليس خلافا مذهبيا، ولا سياسيا، ولا قوميا، ولا وطنيا، ولا بين جنس وجنس، أو قبيلة وقبيلة، أو من أجل أرض وتراب كما يصوره البعض، إنه عداء مستحكم، إنه صراع الحق والباطل، والتوحيد والشرك، والكفر والإيمان.

كل العداوة قد ترجى مودتها إلا عداوة من عاداك في دينك

ولن تزول هذه العداوة بيننا وبين اليهود إلا بأحد أمرين:
إما أن يدخلوا في ديننا ، فيكونوا مسلمين، وإما أن نرتد نحن عن ديننا والعياذ بالله، قال تعالى:
ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردونكم عن دينكم إن استطاعوا. الآية 217 البقرة.
وقال تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" الآية 120 البقرة.
فهم يحسدوننا أن خاتم الأنبياء كان من العرب ، ولم يكن من بني اسرائيل، وهم يعلمون علم اليقين أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، نبي من عند الله واسمع قول الحق تبارك وتعالى: الذين ءاتينهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون" البقرة.
فإذا علمنا حقيقة هذا الصراع، وأن زوال العداوة مستحيل ، أدركنا مدى التضليل الذي يمارسه البعض في حديثه عن هذا الصراع ، من أنه صراع يمكن تسويته.
لقد بدأ صراعنا مع اليهود بشكل واضح بعد هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حيث بدأت الدسائس ، والمكائد ضد المسلمين الأوائل جهادا طويلا ضدهم، فتم إجلاؤهم من المدينة على مراحل ، فبنو قينقاع، أول من طرد من المدينة بعد حادثة المرأة المسلمة ، ثم بنو النضير بعد محاولتهم قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم بنو قريظة الذين نقضوا عهدهم مع المسلمين، وانضموا للأحزاب يوم الخندق.
وعلى مر التاريخ الإسلامي كان اليهود يعملون على هدم هذا الدين، وإثارة الفتن بين المسلمين، ولا يخفى على أحد ما قام اليهودي عبد الله بن سبأ من فتنة بين المسلمين، في عهد عثمان بن عفان رضى الله عنه.
وفي العصر الحديث ، حيث تغلغل النفوذ اليهودي إلى بعض الدول الغربية وهيمنوا على اقتصادياتها، ووسائل إعلامها، فأصبحت هذه الدول مسخرة لخدمة اليهود، فقد تداخلت مصالح الطرفين للقضاء على الإسلام، فبعد أن وقف السلطان عبد الحميد رحمه الله ، في وجه اليهود ، ورفض عروضهم المغرية مقابل فلسطين، رأى الصليبيون واليهود ضرورة القضاء على الخلافة الإسلامي العثمانية، ليحصل اليهود على فلسطين، ولتتقاسم الدول الاستعمارية العالم الإسلامي.
اليهود:
عندما انحرف اليهود عن الدين الصحيح الذي جاء به موسى عليه السلام لم يستقروا في أرض ، ولم يملكوا وطنا ملكا شرعيا، وإنما كانوا يتنقلون في أصقاع الأرض، فالتشرد من طبيعتهم والتفرق من خصائصهم.
لقد عاش اليهود أقليات مستضعفة في أرجاء المعمورة ، لم يدخلوا بلدا إلا أحدثوا فيها فسادا، ولم يستوطنوا بلد إلا كانوا مصدر للقلاقل والفتن، يستمدون أمنهم من خوف الآخرين، ولذلك كرهتهم الشعوب فقد اشتهروا بالخداع والدسائس والمؤامرات، والقرآن الكريم خير مصدر يعرفنا بشخصيتهم ، وتركيبتهم النفسية ولقد تكررت ألفاظ يهود، وهادوا، وبني إسرائيل ، أكثر من ثلاث وستين مرة في كتاب الله تعالى، فقد كانوا الأمة المستخلفة في الأرض، ولكن الله نزع منهم الخلافة بسبب فسادهم وإفسادهم وقتلهم الأنبياء، وفيما يلي وقفات موجزة من بعض سمات شخصيتهم كما وردت في القرآن الكريم:
1. التطاول على ذات الله تعالى: لم يسلم أحد من أذاهم حتى ذات الله تعالى حيث يقول عز وجل " وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ..." الآية 64 المائدة. وقال تعالى " لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء ..." الآية 181 آل عمران.
2. الإفساد في الأرض: فهم أهل الفساد والإفساد، فقد كانوا يشككون في الدعوة، وينقلون الإشاعات عن نساء الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك أخبار السوء بين المسلمين قال تعالى :" وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ .." الآية 64 المائدة.
3. قتل الأنبياء:قال تعالى :" بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ...". الآية 61 البقرة.
4. الكذب والإرجاف والتزييف والتحريف:فهم أهل الكذب والسماعون له ، والسادة في تزييف الحقائق وتحريفها فحتى وحي الله لم يسلم من تحريفهم ، والتوراة التي بين أيديهم شاهد على ذلك في قوله تعالى: " وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ .... " الآية 41 المائدة.
5. الغش والخداع: قال تعالى عنهم: " قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ ..." الآية 75 آل عمران.
6. المسارعة في الإثم: قال تعالى : " وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ... " الآية 62 المائدة.
7. إيقاد الحروب والفتن: قال تعالى : "كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ..." الآية 64 المائدة.
8.نقض العهود والمواثيق:فهم أكثر الأمم اشتهارا بهذه الصفة، قال تعالى: " فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ ...." الآية 13 المائدة فقد نقضوا عهودهم مع أنبيائهم ومع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، أكثر من مرة وأشهرها حين نقضوا عهدهم مع المسلمين وانضموا إلى المشركين يوم غزوة الأحزاب.
9.النزعة العنصرية واحتقار الآخرين:فهم يعتقدون أنهم شعب الله المختار، قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ......." الآية 18 المائدة.
10.حرصهم على الحياة: أي حياة مهما كانت دنيئة قال تعالى: "وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ..." الآية 96 البقرة.
11.حبهم للمال الحرام:فهم يجمعون المال بأي وسيلة كانت قال تعالى فيهم: " سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ..... " الآية 42 المائدة.
12.التحايل: ويتجلى ذلك في صيدهم للحيتان يوم السبت المحرم عليهم العمل فيه، حيث احتالوا على ذلك بأن نصبوا الشباك قبل يوم السبت ليجمعوها بعده قال تعالى: " واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ....... " الآية 163 الأعراف.
13. الجدل :وتظهر صورة من جدلهم المقيت في قصة البقرة ومراوغتهم في مسألة ذبحها، قال تعالى " وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ {67} قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ...." الآيات 67 – 68 البقرة .
14.كراهيتهم الشديدة للمسلمين:قال تعالى : " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ..... " الآية 82 المائدة.
15.الجبن والخوف:فنفوسهم مسكونة بالخوف والهلع، وعلى وجه الخصوص من المسلمين قال تعالى: " لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ ..." الآية 14 الحشر.
16.الحسد: قال تعالى فيهم " وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم......." الآية 109 البقرة.
17.العناد:وفي هذا يقول الله تعالى عنهم " قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا......." الآية 93 البقرة.

يتبع

[ARAGON]

ادعاءات اليهود بأرض فلسطين:
يدعي اليهود بأحقيتهم بأرض فلسطين، ويستندون في ذلك إلى عدة اعتبارات وهي:
1) السند التاريخي : أنهم سكنوا فلسطين منذ قرابة الألف الأول قبل الميلاد، ولذلك فهم أحق بها.
2) السند الديني: ويعتمدون في ذلك على قول في توراتهم المحرفة التي تذكر أن الله قد منحهم أرض فلسطين إذ قال الرب لإبراهيم " وأعطي لك ولنسلك من بعدك ارض غربتك وكل أرض كنعان " فمن هذا المنطلق يرى اليهود أن فلسطين أعطيت لهم من الرب، ولذلك يسمونها أرض الميعاد.
3) السند القانوني : ويستندون على قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947م ووعد بلفور عام 1917م.
وجميع هذه الاعتبارات والاحتجاجات باطلة، وفيما يلي مناقشة لها.
أ- بخصوص السند التاريخي ، فالعرب الكنعانيون يسبقون الوجود اليهودي في فلسطين بأكثر من ألفي عام ، فالمصادر التاريخية تشير إلى أن الكنعانيون العرب سكنوها قبل الألف الثالث قبل الميلاد، ولقرون قبل أي وجود يهودي في فلسطين، ثم لم يقم لليهود وجود سياسي في فلسطين إلا على ما يقرب نصف مساحتها، في فترة متقطعة خلال 600 سنة، ثم سكنها العرب وأسلافهم وملكوها كاملة منذ حوالي 25 قرنا ، متصلة منذ السبي البابلي لليهود عام 587ق . م وحتى الآن منها 13 قرنا ، في ظل الحكم الإسلامي.
عندما فتح المسلمون القدس على يد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه هل كان هناك سكان يهود فيها؟
ب- وبخصوص السند الديني ، فإذا اعتمد اليهود على سند التوراة الذي يقول "إن الله قد منح إبراهيم ونسله أرض فلسطين" فيمكن دحضه باعتبارات منها: من هم ذرية إبراهيم الخليل عليه السلام؟ وهل اليهود هل نسل إبراهيم الوحيد؟ إن إسماعيل هو ابن إبراهيم كما أشارت بذلك كتبهم ومن هم أبناء إسماعيل إلا العرب ، وهم بإسلامهم أحق بكل ميراث إبراهيم عليه السلام، ولنتأمل قول الحق تعالى " إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ.... " الآية 68 آل عمران.
وإضافة إلى كل ذلك فالمسجد الأقصى على مر التاريخ كان مسجدا إسلاميا، ومن قبل أن يوجد اليهود ومن بعدما وجدوا، وفلسطين أرض الأنبياء ومنهم إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب وعيسى وزكريا ويحيي وغيرهم عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وكلهم مسلمون في قوله تعالى: " إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ... " الآية 19 آل عمران." لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ... " الآية 84 آل عمران.
إذا فلسطين أرض إسلامية ، يملكها من أسلم وجهه لله ، واليهود خرجوا عن دين موسى الصحيح، وحرفوا التوراة، وهم مصدر الفساد والإفساد.
ج- أما السند القانوني: فقرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة غير قانوني ، لأنه مخالف أصلا لميثاق الأمم المتحدة، والتي تحدد مهمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في حفظ السلام، والأمن الدوليين، وليس من صلاحيتها منح أرض شعب قائم لشعب آخر، يجب من أصقاع الأرض، كما أن القرار مخالف من جهة أخرى لميثاق الجمعية العامة والتي تمنع أية جهة من التدخل في شئون بلد عير مستقل كحالة فلسطين حينذاك، أما وعد بلفور فبديهي أنه غير قانوني لأن الوزير البريطاني بلفور وهب أرضا لا يملكها وبريطانيا حينذاك كانت تحتل فلسطين.
دولة اليهود في فلسطين:
لقد قامت دولة لليهود على أرض فلسطين ومن الدعائم التي ساعدت على ذلك ما يلي:
- التخطيط اليهودي الماكر.
- التآمر الدولي.
- ضعف المسلمين وتفرقهم.
أما كيف الدولة اليهودية ففي عام 1897م عقد اليهود أول مؤتمر لهم في العصر الحديث في مدينة بال السويسرية بزعامة مؤسس الصهيونية الحديثة تيودور هرتزل، وطالب اليهود في هذا المؤتمر بضرورة قيام دولة لليهود على أرض فلسطين، ومن القرارات التي اتخذوها في هذا الشأن ما يلي:
- تنظيم هجرة اليهود إلى فلسطين.
- إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية، ويكون لها فروع في بعض الدول، لحث اليهود على الهجرة إلى فلسطين.
وبعد مؤتمر بال توالت الهجرات اليهودية إلى فلسطين بمساعدة بريطانيا، فبلغ عددهم فيها سنة 1914 م نحو مئة ألف، وبلغ عدد مستعمراتهم فيها اثنتى عشرة مستوطنة.
وبدأ اليهود بتحقيق هدفهم بالسيطرة على فلسطين ، التي كانت تحت الحكم العثماني ، فبدؤوا بالاتصال بالسلطان عبد الحميد وعرضوا عليه المغريات من أجل السماح لهم رسميا بالهجرة إلى فلسطين كخطوة لبسط نفوذهم عليها ، ولقد رفض السلطان عبد الحميد رحمه الله، هذه العروض المغرية، ووقف موقفا مشرفا رغم حاجة الدولة الماسة لتلك المساعدات ، وقال قولته الشهيرة: إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض فلو قدر لإمبراطوريتي أن تتمزق فسيأخذون فلسطين دون مقابل ، فليحتفظ اليهود بملايينهم، ولما فشلت محاولات اليهود مع السلطان عبد الحميد، انتقلوا إلى مرحلة أخرى، وهي الإطاحة بالدولة العثمانية التي كانت تعاني أساسا من الضعف والإنهيار، ومن ثم إلغاء الخلافة الإسلامية ، واقتسام الدول الغربية الكبرى – بريطانيا وفرنسا – لتركة هذه الدولة، وفق اتفاقية سايكس بيكو السرية عام 1916م وتقاسمت الدولتان الاستعماريتان بموجب هذه المعاهدة البلاد الإسلامية في الهلال الخصيب بعد أن قسمتها إلى خمسة أجزاء فكان أن وقعت فلسطين تحت الاستعمار البريطاني ، وعملت بعد ذلك على إقامة هذا الكيان والتمكين له، فأصدرت على لسان وزير خارجيتها بلفور عام 1917م وعدا بإنشاء وطن لليهود على أرض فلسطين، وعملت على تنفيذ هذا الوعد فأشركت المنظمة الصهيونية العالمية في رسم حدود فلسطين وعينت يهوديا صهيونيا مندوبا ساميا لها في فلسطين هو هربرت صموئيل، وسلمت قيادة استعمارها لفلسطين إلى يهود بريطانيين عملوا مع صموئيل ، واعتبرت اللغة العبرية لغة رسمية وتركت لليهود حرية أن يستقلوا بإدارة أمورهم، وأرغمت الفلاحين العرب على دفع الضرائب الباهظة لتصادر أراضيهم، وأقطعت اليهود من أراضي فلسطين التي اعتبرتها أملاك الدولة، وفتحت أبواب فلسطين للهجرة اليهودية ، وقمعت بشدة مقاومة الشعب الفلسطيني التي اتصلت بسلسلة من الثورات، واعترفت بالوكالة اليهودية ، التي أصبحت بمثابة حكومة للمستعمرين اليهود في فلسطين، وبعد أن أكملت بريطانيا، وضع البلاد في أحوال الوطن اليهودي ، قامت بإعلان انتدابها ، ونفذت انسحابها بطريقة مكنت اليهود من إعلان قيام دولتهم في 14/5/1948م، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أول دولة تعترف بها وذلك بعد إحدى عشرة دقيقة من إعلان قيامها، وقبل أن تطلبه حكومة الكيان اليهودي ذاتها، واستمرت بريطانيا في القيام بدور فعال والإسهام بالنصيب الأكبر في تحمل وزر إقامة هذا الكيان، وحذت فرنسا حذوها، فشهدت تنامي النفوذ الصهيوني فيها بعد الحرب العالمية الثانية، وانتهج الاتحاد السوفيتي آنذاك ودول أوروبا الشرقية سياسة الاعتراف بالكيان اليهودي، ودعمه بالمهاجرين اليهود وبالسلاح.

[ARAGON]

وسنعرض لكم أهم المواجهات بين المسلمين واليهود:

المواجهة الأولى حرب 1948م وإعلان قيام الكيان اليهودي:
لقد أدى تطور الهجرة اليهودية إلى فلسطين بمساعدة بريطانيا، إلى تعاظم الخطر اليهودي، وكانت بريطانيا قد أعلنت أنها ستنهي انتدابها (احتلالها) لفلسطين في 14/5/1948م ولأجل ضمان تنفيذ وعد بلفور فقد كانت بريطانيا قبل هذا التاريخ تنسحب من المناطق التي يسيطر عليها اليهود وتسلمها بما فيها من آليات عسكرية ومستودعات أسلحة للوكالة اليهودية في حين بقيت المناطق التي يسيطر عليها العرب تحت الاحتلال الانجليزي حتى 14/5/1948م وكانت قضية فلسطين قد برزت على جدول أعمال الدول العربية أثناء التحضير لإنشاء جامعة الدول العربية، فلقد اتفق القادة العرب على أن فلسطين ركن أساسي من أركان البلاد العربية وأنها لا تخص الفلسطينيين وحدهم وحتى يكون بمقدورهم الدفاع عن فلسطين فلابد من التنسيق مع الفلسطينيين بإنشاء قيادة لهم باسم الهيئة العربية العليا وفي الوقت نفسه حذر القادة العرب من تقسيم فلسطين ودعوا إلى حشد الطاقات واتخاذ التدابير التي تضمن إبقاء البلاد عربية، وأعلنت القرارات الآتية:
- وقوف الحكومات العربية وشعوبها مع اهل فلسطين حتى تحقيق استقلال بلادهم.
- رفض مشروع التقسيم.
- خوض المعركة من أجل منع التقسيم.
وتمشيا مع هذه القرارات قررت الدول العربية حشد جيوشها من أجل دخول فلسطين وتحقق استقلالها في يوم 15 أيار (مايو) 1948م ، وبدأت الدول العربية تستعد للحرب وكذلك فعل جيش الجهاد المقدس الذي أنشأته الهيئة العربية بمساعدة الدول العربية بالإضافة إلى جيش الإنقاذ الذي تألف من متطوعين عرب ووضعت هذه الجيوش جميعها تحت قيادة الملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن آنذاك، ولم يأت يوم 14 مايو 1948م وهو اليوم المحدد لإنهاء احتلال بريطانيا لفلسطين ودخول الجيوش العربية إليها إلا والعصابات اليهودية قد احتلت بمساعدة بريطانيا المادية والمعنوية معظم أراضي فلسطين وأخلتها من سكانها العرب فتحقق لبريطانيا ما كانت تسعي لتحقيقه طيلة ثلاثين عاما.
ومع دخول الجيوش العربية إلى فلسطين في هذا اليوم وإعلان قيام الكيان اليهودي نشبت الحرب ، ورغم الحالة السيئة فإن القوات العربية حققت انتصارات جيدة وجاهد بعض أفرادها بإخلاص وتجرد ، وكان جيش المتطوعين أكثر الجيوش فعالية ، وأشدها نكاية بالعدو، ولما رأت بريطانيا حراجة موقف اليهود وتفوق العرب طلبت بريطانيا من مجلس الأمن أن يتدخل لإيقاف القتال لمدة أربعة أسابيع وفعلا قرر مجلس الأمن هدنة بين الطرفين وقد ارتكبت جامعة الدول العربية خطأ فادحا عندما قبلت الهدنة التي استغلها اليهود أحسن استغلال فجلبوا السلاح بأنواعه من أوروبا وأمريكا واستقدموا المدربين والمقاتلين وكان ذلك مخالفا لشروط الهدنة ولما انتهت الأسابيع الأربعة كان الوضع قد تغير وتحول ميزان التفوق لصالح اليهود فاحتلوا المزيد من الأراضي وانكشفت أجنحة بعض الجيوش العربية مما مكن اليهود من ضربها ثم كانت الهدنة الثانية بعد عشرة أيام من الأولى وكانت هذه المرة باقتراح من أمريكا وأيضا استفاد منها اليهود من ضربها ثم كانت الهدنة الثانية بعد عشرة أيام من الأولى وكانت هذه المرة باقتراح من أمريكا وأيضا استفاد منها اليهود باحتلال مواقع جديدة والحصول على المزيد من الإمدادات من الدول الغربية ، أما الجانب العربي فقد ازدادت الخلافات بين قادته مما دفع بعض الجيوش العربية للانسحاب وانتهت الحرب باحتلال اليهود لـ 77% من أراضي فلسطين التي بقى منها الضفة الغربية وضمت للأردن وقطاع غزة التي ضمت إلى مصر.

المواجهة الثانية العدوان الثلاثي على مصر:
في عام 1956م أعلنت مصر إغلاق قناة السويس وخليج العقبة في وجه الملاحة اليهوديةن فنشبت ما يعرف بحرب السويس بين كل من الكيان اليهودي ، وبريطانيا ، وفرنسا من جهة وبين مصر من جهة أخرى، حيث شن الكيان اليهودي هجوما شاملا على شبه جزيرة سيناء ثم أعقبه الهجوم البريطاني والفرنسي وضربت جميع المطارات المصرية، واحتل اليهود غزة وسيناء واحتل الانجليز والفرنسيون بورسعيد.
وأصدر مجلس الأمن قراره بسحب القوات المعتدية وأمر بوضع قوات دولية ترابط بين مصر والكيان اليهودي وكذلك على طول خليج العقبة واستفاد اليهود من العدوان الثلاثي حيث أتاح لهم وجود القوات الدولية حرية الملاحة في خليج العقبة، مما أدى إلى انتعاش اقتصاد الكيان اليهودي في فلسطين، ولقد كانت هذه الحرب قصيرة وحاسمة وكانت بمثابة تمهيد لاحتلال الضفة الغربية وغزة وشبه جزيرة سيناء في حرب 1967م.
المواجهة الثالثة حرب 1967م واحتلال القدس:
لم يحقق الكيان اليهودي في حرب 1956م إلا القليل من أهدافه التي حصرت إجمالا في فتح خليج العقبة أمام الملاحة الصهيونية، ويمكن إجمال الأسباب التي دعت اليهود لشن هذه الحرب إلى ما يلي:
- الرغبة في التوسع: فلم يكن قادة اليهود مقتنعين بأن المساحة التي اغتصبوها عام 1948م كافية لاستيعاب يهود العالم أو غالبيتهم ، ولذا تطلعوا نحو التوسع على الاتجاهات كافة.
- السيطرة على منابع نهر الأردن.
- ظهور المقاومة الفلسطينية، حيث قامت ببعض العمليات العسكرية ضد أهداف يهودية.
وكان العالم العربي قبيل هذا العدوان منقسما على نفسه وقد انعكس هذا بالطبع على التنسيق العسكري في الحرب.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الصهيونية التعبئة العامة يوم الأول من حزيران أما إشعال الحرب نفسها فكان يوم الاثنين الخامس منه وذلك حتى يتاح للجيش الصهيوني ستة أيام كاملة قبل حلول يوم السبت الثاني الذي يمتنع فيه اليهود عن بذل أي نشاط أما العرب فبدؤوا بإطلاق التهديدات لليهود والوعود بقرب تحرير فلسطين وكان اليهود يوظفون هذه التهديدات لكسب تعاطف العالم معهم والظهور بمظهر الضعيف في الوقت الذي كانت فيه الاستعدادات الصهيونية للحرب تجري بصمت.
وبينما كانت الجماهير العربية تنتظر النصر الذي وُعدته بفارغ الصبر قام اليهود الصهاينة بهجوم جوي خاطف على القواعد الجوية المصرية في منطقة الدلتا وسيناء عند الساعة السابعة والنصف من صباح يوم 5 حزيران 1967م ومنذ الساعات الأولى تدمير معظم الطيران المصري حيث ضربت 374 طائرة وهي رابضة في مطاراتها وألحق أضرارا جسيمة بالمطارات فقضت بذلك على العمود الفقري للجيش المصري وقد اختار اليهود الصهاينة الساعة السابعة والنصف صباحا بداية للقصف إذ تشهد الفترة الواقعة بين 8.45 وبين 9.00 صباحا تغيير وردية المناورين الليليين الصباحيين وهي فترة متميز بنوع من الفوضى وانقطاع العمل.
وفي اليوم الثاني استولى اليهود على غزة وبعض الضفة وفي اليوم الثالث سقطت القدس ودخلها اليهود يتقدمهم الحاخام الأكبر وأعلنت الأردن قبولها بقرار وقف إطلاق النار الذي دعا إليه مجلس الأمن في اليوم الثاني من الحرب، ولم يأت اليوم الرابع إلا وقد اعترفت مصر بالخسارة وأعلنت قبولها بقرار وقف إطلاق النار، وفي اليوم الخامس واصل اليهود تقدمهم نحو الجولان وقصفوا دمشق بالقنابل وأعلنت سوريا قبولها قرار وقف إطلاق النار، وفي اليوم السادس أعلن اليهود قبولهم بقرار وقف إطلاق النار بعد أن أكملوا احتلالهم للأراضي التي يريدونها.
نتائج الحرب:
لقد كان لهذه الحرب العديد من النتائج السيئة منها:
1. احتلال اليهود مزيدا من الأراضي العربية كقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها المسجد الأقصى والجولان وشبه جزيرة سيناء.
2. تدمير القوة العسكرية العربية لكل من مصر والأردن وسوريا.
3. أصبح اليهود في وضع أفضل لمهاجمة الدول العربية بعد أن امتلكوا خطوطا دفاعية منيعة.
4. تحقيق اليهود مكاسب اقتصادية باحتلال منابع النفط في سيناء وسيطرتهم على شرم الشيخ وفتح مضائق ثيران أمام سفنهم إضافة إلى هضبة الجولان التي هي من أخصب الأراضي السورية.
5. سيطرة اليهود على منابع نهر الأردن فقد وصلوا إلى جبل الشيخ، حيث منابع النهر وقضوا بذلك على خطر تحويل مياه النهرين (الأردن واليرموك).
6. وصول القوات اليهودية إلى حدود جديدة بعيدة عن الأماكن السكنية تشكل خطوطا دفاعية يمكن أن تدور حولها معارك بعيدة عن المدن والمستوطنات اليهودية.
7. الآثار النفسية الهائلة واستقرار الهزيمة النفسية التي هي من أخطر من الهزيمة العسكرية في وجدان كثير من أبناء الأمة.
8. أعطت زخما كبيرا وشعورا بالتفرق المطلق في نفوس اليهود.
المواجهة الرابعة حرب العاشر من رمضان 1393هـ، 6 أكتوبر 1973م:
بدأت الاستعدادات للحرب بالتنسيق المسبق بين مصر وسوريا وهي الحرب الأولى التي تكون فيها المبادرة من جانب العرب كما أنها الفرصة الأولى للقيادات العسكرية العربية لكي تخطط للحرب.
لقد فاجأت الحرب ما يقرب من ستة آلاف جندي هم مجموع القوة اليهودية في جبهة القناة وكانوا طبقا لأقوال الأسرى في حالة استرخاء كاملة وقت الهجوم ، وكان الجنود الصهاينة يغسلون ثيابهم وكانوا بغير أحذية الميدان ، لقد كانت المفاجأة رهيبة ولم يتمكن هؤلاء الجنود ممن مجرد التقاط أسلحتهم للدفاع عن أنفسهم.
ففي الساعة الثانية من ظهر يوم العاشر من رمضان بدأت الحرب وكانت مفاجأة اليهود أن تنشب على جبهتين في الوقت نفسه، واندفعت القوات العربية لمهاجمة المواقع اليهودية واستطاعت القوات المصرية عبور قناة السويس وعلى الجبهة السورية دكت القوات السورية المواقع اليهودية واحتل الجيش السوري أكثر المواقع تحصينا وسرعان ما كانت القوات السورية تطل على بحيرة طبرية، وقد كان وقع المعارك على اليهود مرعبا بحيث ولوا الأدبار ، لقد فر جنود العدو هاربين من أرض المعركة واندحر جيشها وأصبح الكيان اليهودي على وشك الانهيار كجيش وكدولة، ولهذا توالت صيحات الاستغاثة من زعماء اليهود مستنجدين بالدول الغربية التي هبت لتقديم كافة أشكال الدعم المادي والعسكري.
ونظرا لتلك المساعدات وغيرها استطاع اليهود من تحقيق تقدم على كلا الجبهتين وحاول اليهود احتلال مدينة السويس ولكنهم فشلوا وكان هذا عاملا قويا لقبول مصر وقف إطلاق النار الذي أصدره مجلس الأمن.
وعلى الجبهة السورية تمكن العرب من استعادة ما حررته سوريا من أراض بعد ازدياد ضغط القوات اليهودية عليها، وقد تحقق للعرب بعض المكاسب فتمكنوا من تحرير بعض المدن ، كالإسماعيلية في مصر والقنيطرة في سوريا ورفعت هذه الحرب من معنويات المقاتل العربي المسلم وأضعفت معنوية الجندي اليهودي.

[ARAGON]

قضية فلسطين في الأمم المتحدة:
منذ أن دخلت هذه القضية دهاليز الامم المتحدة وهي لم تر سوى المماطلة والتسويف وتشكيل اللجان التي لا يمتخض عنها شيء ذو بال بل إن المنظمة الدولية هي التي بلورت معالم القضية الفلسطينية وفق برامج ومخططات الصهيونية العالمية لتصبح هذه القضية مغطاة بما يسمى الشرعية الدولية، ولا ننسى بحال من الأحوال أن بريطانيا التي تتحمل الوزر الأكبر في قضية إنشاء وطن لليهود إنما جاءت إلى فلسطين منتدبة لها من قبل الحرب العالمية الأولى ولا ننسى سكوت المنظمة وتغاضيها عن سياسة بريطانيا تجاه تهويد فلسطين فترة انتدابها والسماح بهجرة اليهود ثم قيامها بتدريبهم على السلاح ومساعدة على شراء الأراضي مما مكن اليهود من تنفيذ مخططاتهم والمنظمة هي التي صادقت عام 1947م على قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية وكم كان للمنظمة الدولية من موقف تجاه قضية فلسطين كان له الأثر في تقوية الجانب اليهودي وإضعاف الجانب العربي ولا تزال هذه السياسة هي ديدن هذه المنظمة التي تسيطر عليها القوى الاستعمارية الغربية منذ إنشائها في بداية هذا القرن فلم تنجح ولو لمرة واحدة في وضع حد لتجاوزات وغطرسة هذا الكيان الغاصب في حين أنها تتخذ موقفا مغايرا عندما يكون المتضرر في ذلك هم اليهود.
أسباب هزائمنا مع اليهود:
1. التحاكم إلى غير شريعة الله بتطبيق معظم الدول العربية للقوانين الوضعية بديلا عن شرع الله المطهر، قال تعالى : " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ....... " الآية 50 المائدة. ولا شك أن ما أصابنا على أيدي اليهود هو سبب ابتعادنا عن منهج الله.
2.انتشار كثير من المعاصي بين الناس ، قال تعالى :" وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ.." الآية 30 الشورى.
3.إبعاد الإسلام عن دائرة الصراع مع اليهود وظهور الدعوات والشعارات الباطلة مثل القومية العربية والوطنية والاشتراكية، وجهل الكثير من أبناء الأمة بحقيقة صراعنا مع اليهود الذي هو صراع عقائدي بحت هذا في الوقت الذي كان فيه اليهود يستلهمون تعاليمهم من كتبهم المحرفة ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتمسك بحبله المتين قال تعالى:" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ.... " الآية 103 آل عمران.
4.إبعاد قطاع كبير جدا من أصحاب الشأن عن ميدان الصراع مع اليهود وهم المسلمون من غير العرب بسبب تحويل القضية إلى قضية عربية بحتة فقضية فلسطين للمسلمين جميعا عربهم وعجمهم.
5.الهزيمة النفسية واستقرارها في وجدان كثير من أبناء الأمة وشعورهم بالنقص أمام اليهود على الرغم من وجود المنهج السليم بين أيدينا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ... الحديث"رواه الحاكم.
6. عدم وجود قيادة سياسية موحدة للمسلمين في مواجهة اليهود طوال هذه الحروب بل كانوا دولا متفرقة وأحيانا يكيد بعضها لبعض.
7. الغرور والاستخفاف بقوة العدو والاندفاع نحو المواجهة بدون خطط وهذا خلاف المنهج الشرعي السليم.
8. إهمال دور المتطوعين وعدم الاستفادة منهم في صراعنا مع اليهود رغم ما حققوه من انتصارات وما قدموه من تضحيات خاصة في حرب 1948م.
9.الارتجالية وسوء التخطيط وعدم الأخذ بأسباب القوة عكس ما كان عليه اليهود، وهذا مخالف لأمر الله سبحانه وتعالى حيث قال:" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ... " الآية 60 الأنفال.
10. عدم مساهمة كثير من وسائل الإعلام العربية بالقدر الواجب في ربط الشعوب العربية بالقضايا المصيرية والتعامل معها ومن بينها قضية فلسطين.
11. تفرق المسلمين وضعفهم في توحيد مواقفهم في الصراع وهو من أعظم اسباب الفشل قال تعالى : " وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ......" الآية 46الأنفال
السلام مع اليهود:
تنطلق الصهيونية من مبدأ أن اليهودية ليست دعوة تبشيرية فاليهود لا يعيرون أي اهتمام لإدخال أصحاب الملل الأخرى في عقيدتهم بل هي دعوة تنتقل بالتناسل بما يبقيها داخل فئة محدودة تؤمن بها ومن هنا فإن الصهيونية لا تسعى لكسب ود الآخرين لأنها لا تطمع في انتقالهم إليها، ولذا اتسمت العلاقة اليهود مع الأمم التي عاشوا بين ظهرانيهم بالتوتر وانعدام الاستقرار مما جعل الشعوب تتعاضد ضدهم وتنكل بهم وتذيقهم بأسها وتطردهم.
فمنذ أن كان اليهود أشتاتا متناثرة لم يعرفوا السلام مع أي أمة وذلك بسبب نزوعهم للمكر، والكذب والتأمر، ولا أدل على ذلك من تجربة المسلمين معهم في المدينة حيث أجلاهم الرسول صلى الله عليه وسلم منها، وأصى بإخراجهم من جزيرة العرب وكما حصل لهم في بلدان أخرى كألمانيا وبولندا وأسبانيا، وغيرها.
إن اليهود طوال تاريخهم لا يعيرون السلام أي اهتمام فهم يعتقدون أنه شأن يخص الأمة اليهودية وحدها أما الأمم الأخرى فإن إقامة سلام معها هو ضرب من المستحيل بل إنها تؤمن بأن الأمم المجاورة لها يجب أن تعيش في صراع داخلي ينفي عنها طابع الاستقرار حتى لا تستطيع مواجهتها ولعل ذلك يفسر حرص اليهود على بث الانحلال ونشر الفساد عبر مختلف الوسائل حتى مع الدول التي تدعي وجود ما يسمى بمعاهدة سلام معها.
إن الإستراتيجية الصهيونية ترى أن أي طرح لمبدأ السلام فإنه يعني جمود المشروع الصهيوني عند نقطة محددة وبالتالي تآكله، وأما معاهدات السلام الحالية مع الدول العربية فهي تكتيك مرحلي يوظف في اتجاه المشروع الصهيوني نحو صورته المرسومة نحو صورته المرسومة.
إن الصهاينة لن يكفوا عن أحلامهم وإن أرغمتهم أوضاعهم السياسية أن يقبلوا قدرا من السلام الهزيل الذي يعطيهم أكثر مما يأخذ منهم فإنما هو هدنة على دخن وانحناء للعاصفة حتى تمر ثم يحاربون من جديد، فهم لا يذعنون لقوة المنطق بل لمنطق القوة وهكذا كان تعاملهم حتى مع الله سبحانه وتعالى فقد تمردوا على تعاليمه حتى رفع الطور فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم ولولا هذا التهديد ما رضخوا.
إن فلسطين ملك للمسلمين جميعا وليست ملكا لهذا الجيل من المسلمين وحده بل هي ملك أجيال الأمة الإسلامية كلها إلى أن تقوم الساعة، ولو افترضنا أن هذا الجيل وهن وتخاذل واستكان فليس من حقه أن يفرض هذا الوهن والتخاذل على سائر أجيال الأمة وسيخرج الله من أصلاب هؤلاء الواهنين من يقوم بما قام به نور الدين محمود، وصلاح الدين الأيوبي.

[ARAGON]

الانتفاضة الفلسطينية:
رغم كل عمليات القمع والإرهاب التي يمارسها على أرض فلسطين ورغم كل الدسائس المستمرة من قبل الدول الغربية وغيرها إلا أن كل ذلك لم يطفئ جذوة الإيمان في قلوب المسلمين من أبناء الشعب الفلسطيني ، فظهر جيل جديد ولد في ظل الاحتلال وعانى مرارته وأدرك أن سر القوة كامن في ضمير الأمة وكيانها المعنوي وإن غشاها الصدأ.
ويظهر المعدن الأصيل إذ وجدت الأمة من يخاطبها باسم الله ويقودها بالإيمان فيفجر طاقاتها المخبوءة ويستثير كوامنها المبدعة ، إنها الصحوة الإسلامية تتجسد في هذا الجيل الذي استعصى على الذوبان ورفض الذل والهوان وانطلق من المسجد رافعا المصحف وهاتفا لا إله إلا الله والله أكبر وقيادتها الظاهرة أطفال وشباب دون سن العشرين وأما سلاحهم الغالب فهو الحجارة فكانت بذلك الانتفاضة الفلسطينية المباركة الثانية التي اشتعلت في يوم الخميس الأول من رجب 1421هـ والتي اصطلح على تسميتها باسم انتفاضة الأقصى.
أسباب انتفاضة الأقصى:
تضافرت عدة عوامل أدت لاندلاع هذه الانتفاضة ومن أبرزها:
1) تعرض الشعب الفلسطيني خلال العقود الماضية للعديد من جرائم الظلم والاستبداد.
2) فشل ما يسمى بعملية السلام في تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني.
3) انسحاب اليهود من جنوب لبنان تحت تأثير المقاومة اللبنانية.
4) إصرار الحكومات الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية على تقديم كافة الدعم للكيان اليهودي.
5) عجز منظم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى عن القيام بمهامها في ردع الكيان اليهودي وإيقاف جرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
6) نمو الحس الإسلامي في الشارع الفلسطيني في السنوات الأخيرة.
7) قيام الإرهابي شارون بزيارة المسجد الأقصى مما حرك جذوة الإيمان في نفوس الشعب الفلسطيني بالدعوة إلى الاحتشاد والتصدي لهذا الإجرام ولتجبر شارون على الرحيل وذلك يوم الخميس الأول من رجب 1421هـ وفي اليوم التالي وقعت المجزرة اليهودية فكانت الشرارة التي أشعلت انتفاضة الأقصى.
المكاسب التي حققتها الانتفاضة:
على الرغم من الخسائر البشرية والمادية الكبيرة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني المسلم على أرض فلسطين جراء انتفاضته الباسلة إلا أنه وبحمد الله قد تمكن من تكبيد العدو الصهيوني الغاشم الكثير من الخسائر البشرية والمادية هذا على الرغم من بدائية السلاح المستخدم في الانتفاضة مقابل ترسانة العدو الهائلة من الأسلحة الفتاكة والمدمرة إلا أن الانتفاضة قد أوقعت الكثير من الخسائر في صفوف اليهود ومنها:
1) الخسائر البشرية في صفوف العسكريين والمستوطنين الصهاينة وزيادة الجهد الحكومي المبذول على حركة الجنود والمستوطنين خوفا على حياتهم.
2) أحدثت هزة كبرى في المجتمع اليهودي ، حيث يستطيع اليهود في حالة هلع وخوف وإرباك فوسائل النقل العامة تعرضت للتعطيل والأسواق والأماكن العامة شبه خالية بسبب عمليات المقاومة، وأخذ الكثير منهم يفضل البقاء في منزله عطلة نهاية الأسبوع الذي اعتادوا قضاءها على ساحل بحيرة طبرية أو خليج العقبة أو البحر الميت لأن هذه الأماكن تتعرض لهجمات مسلحة بل إن قذائف الهاون التي وجهت إلى المستوطنات حرمت من هذه الفئة من الراحة حتى في بيوتها ففي دراسة أجريت تبين أن 72% من اليهود قلقون على أمنهم الشخصي وأمن عائلاتهم ، كما أن 70% منهم قلقون على مستقبل وجودهم في فلسطين، 80% من المستوطنين لا ينامون في هذه المستوطنات في حين أن 20% منهم قد غادرها فعلا.
3) استنفار أمني شامل واستدعاء نسبة كبيرة من الاحتياط فلأول مرة منذ قيام هذا الكيان يكلف الجيش بمهمة الدفاع عن الجبهة الداخلية، وتم استدعاء أعداد كبيرة من الضباط وزاد عدد أيام الخدمة دون أن يتبعها زيادة في الأجر.
4) تراجع عدد كبير في الهجرة اليهودية إلى فلسطين حيث بلغت نسبة التراجع عن العام الذي قبله 25% ، يقابل ذلك زيادة في الهجرة المضادة من اليهود في فلسطين إلى دول العالم.
5) هزت الاقتصاد اليهودي مما أدى إلى انهيار أسهم أكثر من 80شركة يهودية وقد بلغت خسائر الاقتصاد اليهودي منذ بداية الانتفاضة وحتى عام من بدئها حوالي ملياري دولار مما أدى إلى حدوث عجز في موازنتهم خلال عام 2001م وهو الأكبر في تاريخ الكيان اليهودي نظرا لارتفاع تكاليف مواجهة الانتفاضة وتخصيص جزء كبير من الموازنة للجيش وقد أثر هذا بالتالي على الإنفاق على التعليم والصحة وغير ذلك.
6) انخفاض أعداد السواح القادمين إلى الكيان الصهيوني بنسبة 50% وتأثر مرفق السياحة وقد أثر ذلك على قطاع الفنادق حيث أجبرت الانتفاضة 25 فندقا على إغلاق أبوابها واضطرت مؤسسات سياحية إلى إقالة 28 ألف موظف يعملون لديها وخسر قطاع السياحة أكثر من 3 مليارات دولار وتعرضت شركة الخطوط اليهودية (العال) إلى خسائر وصلت إلى 109 مليون دولار.
7) ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل من جانب اليهود إذ بلغ ربع مليون شخص، وانخفض الدخل بنسبة 6%.
8) عزوف الأجيال الجديدة من الشباب اليهود عن الانخراط في القوات المسلحة وازدياد ظاهرة التملص من الخدمة العسكرية وتفضيل الزنزانة على الخدمة اليهودية.
9) ارتفاع معدل الجريمة داخل المجتمع اليهودي بشكل مضطرد حيث كشفت الإحصاءات أن 10% من الملفات فتحت ضد والشبيه اليهود إبان الانتفاضة.
انعكاسات الانتفاضة:
كان لهذه الانتفاضة العديد من الانعكاسات الإيجابية على مستوى الفرد والمجتمع داخل فلسطين وخارجها ومن ذلك:
1) صنعت جيلا جديدا يمتاز بالشجاعة والتضحية والثقة بالنفس كما اثرت على الروابط الأسرية وعلاقة الآباء بالأبناء وظهر أثر التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع الواحد والقرية الواحدة من خلال مساعدة الأسر المحتاجة بالإعفاءات من الديون والإيجارات بتخفيضها أو تأجيلها ونشوء روح التضامن الاجتماعي على حساب العصبيات العائلية والتنظيمية والإقليمية.
2) أثرت في تكاتف الشعوب العربية والإسلامية ودعمهم لأهل الانتفاضة وتصاعد الدعوة للجهاد والدعوة للمشاركة في القتال ضد اليهود، وتراجع صوت دعاة التطبيع إن لم يكونوا قد اختفوا تماما.
3) زوال وتغير بعض الأعراف والعادات والتقاليد القديمة مثل الأعراس المقترنة بالبذخ والتباهي واختصارها إلى الحد الأدنى وانخفضت المهور بل وأصبحت بعض الفتيات يطلبن بأن يكون مهرهن بندقية وبات من المألوف زواج الفتاة ذات المستوى المعيشي المرتفع من شاب معتقل أو فقير.
4) كان لعملية القمع اليهودي والمطالبة والإصرار بالسيادة على المسجد الأقصى دور في إدراك حقيقة الصراع اليهودي وأنه صراع ديني وقد كسبت هذه النظرية تجاوبا في الشارع العربي على وجه الخصوص.
5) هزت الانتفاضة ثقة الجندي اليهودي بنفسه وأثارت فيه التناقض الداخلي والاضطراب النفسي وأكدت لليهود استحالة نجاح المشروع الصهيوني واستمرار الوضع الراهن.
6) وضعت الانتفاضة الاقتصاد الصهيوني في وضع حرج جدا لأن ساحة الصراع هي قلب الوجود الصهيوني حيث تنعكس الحرب الدائرة على كل أوجه الحياة الاقتصادية التي تتعرض لحرب استنزاف خطيرة.
7) قضت على حالة اليأس والسلبية لدى افراد المجتمع الفلسطيني.
8) تغير النظرة إلى الحياة والموت والاستشهاد والتضحية بالنفس والمال لدى المجتمع الفلسطيني.

[ARAGON]

وختاما أقول لكم: إن فلسطين ملك للمسلمين جميعا وليست ملكا لهذا الجيل من المسلمين وحده بل هي ملك أجيال الأمة الإسلامية كلها إلى أن تقوم الساعة.
فلا معنى فئة من الناس: دعوا فلسطين للفلسطينيين فلستم أحرص عليها من أهلها فالمسلمون كلهم أهلها والمسجد الأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم بل للمسلمين جميعا.
ولا ننس أن الذين قادوا الدفاع عن فلسطين قديما ضد الصليبيين حتى حرروها لم يكونوا فلسطينيين فحسب ولا عربا فقط بل منهم التركي مثل عماد الدين الزنكي وابنه نور الدين محمود ومنهم الكردي مثل صلاح الدين الأيوبي والبندقداري مثل الظاهر بيبرس.
إننا مؤمنون أن النصر لنا في النهاية فإن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة وعد لنا من الله تعالى إذا آمنا وأصلحنا: " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" الآية 55 النور.
وأخبرنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن المعركة بيننا وبين اليهود مستمرة حتى يحمسها الحق لصالح المسلمين وإنا بوعد الله ورسوله لمؤمنون ولتحقيقه لمنتظرون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
واجبنا كمسلمون في هذه الحقوق "حقوق المسلمين جميعا":
العودة الصادقة إلى الله والثقة به والتوكل عليه من الجميع أفرادا وجماعات حكاما ومحكومين.
بث الدعوة بالشعور بالجسد الواحد وأن نتألم لأحوال إخواننا المسلمين في كل مكان فنعايش آلامهم وآمالهم.
تغيير واقع الغفلة واللهو ورغد العيش والأنانية.
الثقة التامة بنصر الله إذا صدقنا معه ونصرنا دينه قال تعالى : " وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" الآية 40 الحج.
الحذر من اليأس والقنوط مهما طالت الأيام والأعوام لقد مكثت القدس في أيدي الصليبيين ما يقرب من تسعين سنة ومع ذلك لم ييأس المسلمون بل شمروا عن ساعد الجد وسطروا في حطين واحدة من أعظم ملاحم الفخر والشرف.

انتهى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[sooo love]

جزاك الله خيرا
وندعو الله ان يجعلنا من نصرته وينصرنا على القوم الكافرين

[روقة]

شكرا ميدو
ربنا يجعله في ميزان حسناتك يا رب
مرسي كتيــــــــــــــــر

[نور حبى]

شكراااااا على الموضوع الرائع والجميييييييييل والمهم

شكرا مرة اخرى