شيخ وجنيّ و خمس بيضات:((مسابقة أفضل قصة ))

[مُنـــــايا]

كنت في العاشرة من عمري عندما أعطاني والدي خمس ليرات وأرسلني لأشتري له علبتين دخان ودفتر سيكاره وكبريت المدفع من دكان العم شريف.. بمجرد أن لامس جسدي الخمس ليرات الورقي كفّي شعرت بتيار من الفرح يتغلغل في نفسي هناك في دكان العم شريف كان العديد من أهل القرية ينتظرون دورهم للحصول على حصتهم الشهرية من السكر والرز وفق البطاقة التموينية... ولكن عندما رآني العم شريف لبى طلبي مباشرة وغفل عن مطالبتي بثمن الدخان وتوابعه.. بقيت الخمس ليرات في باطن كفّي تغطّ بنوم عميق تهدهد جسدها الناعم أصابعي الصغيرة.. ومازالت أمواج السعادة تغمرني. خرجت من الدكان ولم ينادني أحد... أعطيت الدخان لوالدي.. ثم ذهبت وجلست بظلّ كومة كبيرة من الحطب كانت تشكلّ الحدّ الفاصل بين منزلنا ومنزل جارنا العم كامل.. وكانت علاقة أهلي بالعم كامل علاقة سيئة... لا كلام بينهم ولا زيارات إضافة لبعض المشاجرات كل حين بين والدتي وزوجة العم كامل الشقراء ذات العيون الزرقاء والقامة الممشوقة والتي تمشي بشكل متمايل كلما رأت والدي وأنا لم أكن أعرف سبب مشيتها تلك... وتحت كومة الحطب كانت والدتي تخفي البيض... وكان هناك خمس بيضات.. كان خيالي منشغل بما سأفعله بالليرات الخمس... ولكن فجأة خطرت على بالي فكرة أنّ الله رآني ولن أُفلت من ناره الحامية... بدأ الخوف يتسلل إلى داخلي ليسكن مكان فرحتي بالنقود... بقيت على نفس الحالة أُفكر بطريقة تخلصني من شعوري بالذنب حتى خرج المصلون من صلاة العشاء فقررت الذهاب لشيخ القرية.. قبل أن أطرق الباب سمعت شيخنا الجليل يخاطب زوجته بصوت الواثق قائلاً: يا امرأة إن لم تنامي بجانبي على فراشي وتلبين كامل رغباتي سيلعنك الله وملائكته حتى الصباح... بعد أن سمعت كلام مولانا الشيخ الفاضل أيقنت أنّ علاقته بالله علاقة قوية وأنّ الله لا يردّ له طلباً.. طرقت الباب وفتح لي الشيخ .. لأوّل مرّة أراه دون جبّته وعمامته.. إنّه يشبه البشر.. قال لي: ماذا تريد؟ هل عاد الجنيّ ليسكن جسد شقيقتك الكبرى مرّة أُخرى؟ ألم أُخرجه في المرة السابقة من أنفها بعد أن نفخت في فمها مدة طويلة.. كان كل يوم مساءً يأتي وينفخ في فم شقيقتي ليخرج الجنيّ طبعاً بشرط عدم وجود أحد معه في الغرفة, ثمّ يخرج والعرق يكلّل جبهته من شدّة النفخ... قلت له: لا لم يعد الجني اللعين لجسد شقيقتي ولكن أتيت لأحكي لك شيئاً حصل معي أنا... وبعد أن شرحت له قصة الخمس ليرات سكت قليلاً ثمّ سألني: أما زالت دجاجاتكم تبيض؟ قلت له نعم.. قال وبكم تبيعون البيضة؟ قلت بليرة واحدة... قال: إذاً آتني بخمس بيضات وأنا سأدعو الله في صلاة الفجر بأن يغفر لك... وسيغفر لك وتصبح الخمس ليرات من حلالك.. خرجت فرحاً من عند الشيخ مسرعا نحو كومة الحطب حيث البيضات الخمس وعدت بهما إليه... لقد تخلصت من ذنبي... مددت الخمس ليرات بجانبي على فراشي الضيّقة ورحت أُداعبها بأطراف أناملي وأشتمّ رائحتها حتى غفوت بجانبها.. وفي الصباح استيقظت على صوت شجار بين والدتي وجارتنا زوجة العم كامل تتهمها بسرقة البيضات وتهددها إن هي لم تعد البيضات ستقتلها... خرج والدي أيضا على الصراخ وقال لوالدتي: جارتنا لم تسرق البيض... قالت له والدتي: وما أدراك أنت... ردّ والدي بأنّ جارتنا لا تحبّ البيض... هنا التفت والدتي إليه وقد وضعت يداها على خصرها وهي تعربد بكلمات غاضبة: وكيف عرفت يا سبعي أنّ الست جارتنا لا تحبّ البيض؟؟!!! أيقنت أنّ الأمور تتجه نحو التصعيد.. خاصة أنّ العم كامل خرج من غرفته والشرر يتطاير من عينيه بعد أن سمع كلام والدتي الأخير... فجأة وجدتني أصيح بصوت عال أنا أعرف !! التفت الجميع نحوي يريدون معرفة ما أعرف.. أكملت حديثي: من يومين كان شيخ الضيعة واقفاً مع والدي وبعض رجال القرية سمعته يقول باستغراب: تصوروا يا شباب أنّ هناك من لا يحب البيض! مجانين هؤلاء.. فسأله والدي ومن لا يحب البيض يا شيخي؟ فقال الشيخ: زوجة جارك كامل... والحاجّة زينب وخليل النجّار.. بعد أن أنهيت كلامي لاحظت الراحة على وجوه الجميع.. فوالدي ردد ورائي: نعم لقد تذكرت... جارنا العم كامل قال: لعنة الله على الشيطان الخناس الوسواس... والدتي اعتذرت من جارتها وطلبت السماح... واجتمعت العائلتان في منزلنا لشرب الشاي وبتنا كعيلة واحدة.. هذا الأمر أسعد والدي كثيراً. ولكن حتى اليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً مازالت والدتي تحقق لتعرف هوية من سرق البيضات الخمس... والدتي الغالية: سأعترف لك في يوم ما عن أمرين... الأوّل من هو سارق البيض... والثاني وهو الأخطر كيف عرف والدي أنّ جارتنا زوجة العم كامل لا تحبّ البيض.. ولكن بشرط أن تمنعي والدي من الموت ولو لأيام. ... monaya

[هادية]

اسلوب مميز جدا لايخرج الا منك انت .. فقط انت

فكرة جميلة واسلوب سرد سلس ورائع

تماسك محكم فى القصة مع مسحة كوميدية بسيطة تعطي نكهة مميزة

حقا انت رااااائعة

تحياتى وتقديري وتمنياتى لك بالفوز ان شاء الله تعالى

[phalsteen]

انا عادة مش بحب اقرأ قصص
بحب اسمعها بس
بس وانا بقرأ القصه حسيت فيها بالتشويق
وكمان اسلوبها جميل يشد القارئ
ومتمليش من التكمله
بحييكي اوي علي القصه
فعلا مميزة موني
تسلمي حببتي
وموفقه بئه

[رآقيہ بأخلاقـى]

القصه جميلة اوى وعنوانها يشد اى حد انه يقراءها
وزى ما قولتلك يا جميل كان المفروض يبقى فى جزء تانى
علشان اشوف اللى هعتمله الزوجه فى زوجها
لما تعرف منين عرف ان جارته مش بتحب البيض
ههههههههههههههههه << عايزة جنازة وتشبع فيها لطم
روعه القصه ومشوقة للقراءه
بحييكى مونتى وبتمنالك التوفيق فى المسابقة

[دفاتر القمر]

اسلوب سرد مشوق
استمتعنا بقراته
هنيئا لكي بهذا التميز
وهنيئا لنا بوجود قلمك الراقي
بانتظار جديدك
بالتوفيق ان شاء الله

[الأميرة رودي]

كنت عاوزه اعرف ازاى عرف والدها ان زوجه العم كامل مش بتحب البيض
قصه جميله ومشوقه
وأتمنى تكملتها فى جزء تاني
تسلمي ياجميله بالتوفيق ان شاءالله

[اميره الشعر الشجين]

ههههههههههه لا حلوه والله يا مانيا المشكله مش فى الا اخد البيض المشكله ان مين هياكلهم ^_^ بالتوفيق ياقمر

[العندليب الاسـمر]

الأروبة

هذا هو الوصف الطبيعي لبطلة قصتنا

لكل موقف مخرج ولكل حدث حديث

لكن اجمل ما فيها

انك تشعر انها تحكي موقف حقيقي دون توابل قصاصين

وهو اسلوب مشوق وواقعي قد يبتعد عن الحبكة القصصية او الاشارات الرمزية لكنه يصل الي القارئ من اقصر الطرق

تحياتي لقلمك وحضورك اخت منايا

[SaMa.]

حلوة وطريقتك مشوقة عاوزة اعرف الباقى كمليها ياريت

[ايمان طلعت]

قصه رائعه منايا
و طريقتك فى سردها ممتعه جدا
تمنياتى لكي بالفوز
تحياتى