..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 0 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 0 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 2 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 8 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 15 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 15 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : طبيب الهوى - مشاركات : 16 -
أمل
الكاتـب : د/ عبد الله - مشاركات : 9 -

الإهداءات


الْكِتَابُ الْخَامِسَ عَشَرَ : « „ عَنْ الْمُنَاسَبَاتِ ‟ »

منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم


15معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /03-20-2023, 05:30 PM   #531

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي 20 مارس .. عرابو غزو العراق!

عرابو غزو العراق.. أين هم اليوم بعد عقدين من الحرب؟ ترجمات - أبوظبي
جورج بوش الابن كان رئيس الولايات المتحدة مع بدء الغزو
قبل 20 عاما بالتمام والكمال، أطلقت الولايات المتحدة عملية غزو العراق في خطوة عسكرية أحدث تحولات استراتيجية ما زالت تداعياتها ماثلة في منطقة الشرق الأوسط.
وكان آري فيشر، وهو المتحدث باسم إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، قد أشار إلى الغزو بـ"عملية تحرير العراق"، لكن التوصيف الذي صدر عنه مرتين بشكل عرضي ولم يكن الاسم المعتمد رسميا للتحرك العسكري، شاع كثيرا.
وبعد مضي عقدين، تعود عدة وجوه سياسية ودبلوماسية إلى الواجهة، سواء في الولايات المتحدة أو في دول حليفة لها، وسط تساؤلات حول دورها في غزو العراق، لا سيما أن المبررات الأميركية التي كانت ذريعة لبدء الحرب تبين أنها لم تكن صحيحة.

ولم يتوان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي كان حليفا لبوش في غزو العراق، عن الإقرار بالخطأ والاعتذار عن خطوة الحرب، لكن الاعتذار وُصف بالمتأخر من قبل كثيرين، لأنه جاء بعدما دفع العراق ثمنا باهظا من استقراره، قتلا وتشريدا ودمارا.
ويتحدث هذا التقرير عن أبرز المسؤولين الأميركيين عن إطلاق غزو العراق في 20 من مارس 2003، وأين هم الآن.

الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش
جورج بوش الابن
كان الرئيس الأميركي الأسبق عراب غزو العراق، تحت ذرائع حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل، ثم تبين أن تلك المزاعم لم تكن صحيحة بالمرة.
وكتبت صحف أميركية عن تناقضات جورج بوش الابن الذي بادر إلى إدانة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير 2022، في حين أنه فعل أمرا "مماثلا" قبل عقدين.
والآن يقضي بوش تقاعدا مريحا في ولاية تكساس بينما يمارس هوايته في الرسم، ويكسب المال من محاضراته، حيث يطلب مئة ألف دولار على الأقل حتى يتحدث لساعة واحدة.

نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني

وُصف نائب الرئيس الأميركي وقتئذ بأنه السياسي الذي ردد أكبر كذبة مدوية حول العراق، حين كان التحضير جاريا على أشده لأجل الغزو، لا سيما في خطاب شهير ألقاه في أغسطس 2002.
وزعم تشيني حينها أن حسين كامل صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي انشق عن نظام البعث عام 1995، كشف عن محاولات متكررة من العراق لصنع أسلحة نووية، في حين أن المسؤول المنشق ظل ينفي ذلك طيلة الوقت، وهذا الأمر لم يكن سرا.
وبعد تقاعده من المنصب، قضى تشيني تقاعدا هنيئا وهو يمارس الصيد، ثم دعم الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة سنة 2016.
وقضى تشيني آخر أيامه بما يشبه قلبا آليا خارج الجسم، حتى يتمكن من دفع الدم نحو الشرايين بشكل مستمر ويبقيه على قيد الحياة.

وزير الدفاع الأميركي الراحل دونالد رامسفيلد

في ظهر يوم 11 سبتمبر 2001 الذي شهد هجمات نيويورك، وبينما كانت النيران ما تزال مشتعلة في مبنى وزارة الدفاع الأميركية "بنتاغون" بواشنطن، قيل إن وزير الدفاع وقتئذ دونالد رامسفيلد كان يسأل ما إذا بات بوسع الولايات المتحدة أن تغزو العراق، في مؤشر على أنه كان متلهفا لخطوة الحرب.
توفي رامسفيلد في 2021، بعدما قضى تقاعدا في بيت فاخر بولاية ماريلاند، تاركا وراءه إرثا يوصف بالقاتم من قبل منتقديه.

كولن باول

وزير الخارجية الأميركي السابق الذي قاد الدبلوماسية الأميركية في فترة غزو العراق وصف بـ"الكاذب"، لأنه روج مزاعم ثبت أنها خاطئة من أجل إيجاد ذرائع لإدارة بوش.
يشير منتقدو باول إلى الخطاب الشهير الذي ألقاه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، ثم تبين أن كلامه كان ملفقا بالكامل.
توفي باول سنة 2021، لكنه قضى آخر سنوات حياته وهو يعيش في هدوء، وفي حالة ثراء.

مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون

لعب دورا بارزا في إدارة جورج بوش الابن، حيث شغل منصب نائب وزير الخارجية لشؤون الأمن الدولي، وكان أحد أكبر المبررين وقتئذ لغزو العراق.
الرجل الذي يوصف بالمتحمس جدا للحروب، حتى قال عن ترامب "لو أصغيت إليه لكنا الآن في الحرب العالمية السادسة"، لم يتأثر بمآل الحرب في العراق.
وعاد بولتون مع إدارة ترامب، وجرى تعيينه مستشارا للأمن القومي، وظل يردد آراءه التي كانت تميل إلى الصدام العسكري أكثر مما تجنح إلى التسويات السلمية.

كوندليزا رايس

رايس التي تولت منصب مستشارة الأمن القومي لإدارة بوش الابن تحدثت في يناير 2003 عن مبرر غزو العراق، وزعمت أن الهدف من الحرب هو الاستباق حتى لا يتمكن صدام حسين من استخدام السلاح الخطير الموجود لديه.
وفي ظل الحرب الدائرة بأوكرانيا، خرجت رايس أيضا لتتحدث عن السلام، في حين يقول منتقدون إنها لعبت دورا بارزا في الحرب على العراق.

الرئيس الأميركي جو بايدن

كان بايدن عضوا في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير، وتولى وقتها رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
عقد بايدن جلسات استماع مهدت لغزو العراق، وكان وقتئذ من أبرز الأصوات الديمقراطية التي دافعت عن خطوة جورج بوش الابن.
تولى بايدن منصب نائب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، فيما يشغل منصب رئيس الولايات المتحدة منذ 20 يناير 2021.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /03-21-2023, 03:37 PM   #532

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي آداب قراءة القرآن!

اليوم الثلاثاء الموفق ٢٩ من شعبان لعام 1444 هــ ..
ثم سويعات تفصلنا عن أول أيام شهر القرآن .. شهر الصيام .. شهر القيام .. شهر الاجتهاد .. شهر الاعتڪاف..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
وأُذَكِرُ نفسي .. وأود أن اذڪر حضراتكم معي بآداب قراءة الڪتاب الڪريم ؛ والذڪر الحڪيم ؛ والفرقان المبين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
إذ أن آداب المسلم وخلقه وسلوڪه واقواله وافعاله يستقيها من أحڪام الڪتاب العظيم .. ومن سنة نبيه الڪريم -صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وقد ورد في حديث - يحتاج مني تخريج- : « „ إِن هذا الكتابَ مَأْدُبَة الله في أَرضه ” » ؛
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد علمنا الحق تبارك وتعالىٰ آداب الإقدام علىٰ ڪتابه العزيز ؛ فهو القائل عزَّوجلَّ :" وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ ".. ثم يبين لنا من خلال سنته العطرة -عليه السلام- كيفية التطبيق العملي والتنفيذ الفعلي ..
فـ ما أَحْوَجَنَا اليوم إلىٰ الرجوع إلىٰ القرآن الڪريم ، لا لِنتلوه -فقط- قراءة صحيحة بأحڪام التلاوة والتجويد، ولا لِنَحْكم به في ممارسة حياتنا اليومية ، ولا لِنستمع إليه بأذان صاغية واعية ، ولا لِنتدبر آياته ونفهم مراد خالقنا، ولا لِنَحفظه عن ظهر قلب دون إدراك معانيه وفهم مراميه ، ولا لِنُبَيِّن وجوه إعجازه ولا لِنَدْرِسَه ونقف علىٰ بَعْض أسراره ، وإنَّمَا لِجَمِيع ذلك وغَيْرها مِنْ أسرار القرآن وعجائبه التي لا تنقضي .. . .
ــــــــــــــــــــــــ
فبدء عزَّوجلَّ.يقول لنا :
﴿ «„ ١.‟» ﴾ { فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ } .
فهذا هو التڪليف الأول .
أما الثاني
﴿ «„٢.‟» ﴾ {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم}..
ولأهمية الأمر الثالث جاءت الآيات توضح فتقول
﴿ «„٣.‟» ﴾ {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب}
ولمزيد بيان لأهمية الأمر ينبه القرآن العظيم فنطق يقول :
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} : ثم تأتي مسألة فاصلة وهي مصدر الڪتاب فيصرح بما لا تجد مجالا للشك بقوله :
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}
﴿ «„٤.‟» ﴾ ثم يقول النبي المصطفى . فيقول نبيّنا الأعظم -عليه وعلى آله أفضل الصّلاة والتّسليم-: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه»([1]). ".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
[(1)] انظر: صحيح البخاريّ: كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه، الحديث رقم (5027)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مبارك عليـڪـم الشهر الفضيل.. ورمضان ڪـريم !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ







  رد مع اقتباس
قديم منذ /03-25-2023, 04:21 PM   #533

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

الصيام ڪفعله عليه السلام..
تَمْهِيدٌ:
ڪلُ أنواع العبادات في الإسلام توقيفية ؛ سواء العبادة البدنية منها ڪـ : الصلاة الفردية أو الجماعية ؛ أو الصيام لڪل فرد علىٰ حدة .. أو العبادة المالية ڪـ : الزكاة ؛ والتي تنفق علىٰ أصنافها الثمانية من المسلمين فقط ؛ والصدقات وقد يعطىٰ منها غير المسلمين .. أو ما يشملهما معاً فيجمعا: أي عبادة بدنية جسدية وعبادة إنفاق مال ڪالحج في موسمه والعمرة علىٰ مدار العام الهجري ..
.. هذه العبادات جميعاً في إسلام خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين-صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- لم ولن تعلل ؛ وإن فَهم البعض أنها تعلل ؛ إذ أن العلة تدور مع المعلول وجوداً وعدماً ..
ومثال علىٰ ذلك : الخمر إذا تحجرت أو خللت (صارت خلاً) وزال عنها علة الإسڪار فإنها تصبح طاهرة لعدم إسڪارها فالحڪم عليها بالحرمة والنجاسة لأنها مسڪرة وقد زال الإسڪار فيزول الحڪم بزوال علته .
ولعل هذا المثال والموجود في العديد من المصادر المعتبرة والمراجع المعتمدة غير منضبط ؛ إذ أن نص الحديث يقول : „ عَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-قَالَ:« „ مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ ” » . [(1)].
فلو احتسىٰ آحدكم قليله قبل بلوغ حالة السكر ووصوله للإسڪار فهل يجوز!؟.
الإجابة : بالطبع لا!..
ولڪي تنضبط هذه المسألة جاء في سنن ابن ماجه عَنْ‏ ‏عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ‏ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما-: ‏قَالَ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ‏-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-« „ ‏كُلُّ مُسْڪِرٍ حَرَامٌ وَمَا أَسْڪَرَ ڪَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ ” »‏.
وما يُسڪت الجميع ما جاء في سنن النسائي والقول لابن عباس -رضي الله تعالىٰ عنهما- فـ : ‏عَنْ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ‏ ‏قَالَ‏ : „ ‏حُرِّمَتْ الْخَمْرُ بِــ « „ عَيْنِهَا ” » ؛.. قَلِيلُهَا وَڪَثِيرُهَا ” .
والإشڪال عند البعض ڪما نبهت أڪثر من مرة أنه يجب وضع جميع الأدلة والنصوص والأقوال أمام عين من يجتهد في مسألة واحدة ليعطي حڪما صحيحاً وتڪون جميع هذه الأدلة والنصوص متعلقة بمسألة البحث .. لذا فقد : ورد عن ابن عمر-رضي الله تعالىٰ عنهما-أنه قال: قال رسول الله ‏-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-‏« „ لعنت الخمر علىٰ عشرة أوجه ... ” » ؛ وذكر الوجه الأول منها بقول النبي : « „ بعينها ” » ؛ فــ هذا هو الوجه الأول والصريح في تحريم الخمر لـ« „ عينها ” » ؛ وبقية النص النبوي يقول« „ وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، ومبتاعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها، وشاربها، وساقيها ” » [(2)] .
فهي -الخمر- حرمت لڪونها ذلك الشراب الذي يترتب علىٰ شرب ڪمية منه حالة الإسڪار وذهاب العقل.. فمن شرب قليلا ولم يسڪر فالعلة في التحريم أنتفت فحرام القليل ؛ أما إذا تذوقها فقط فحرام عليه -ايضاً- تذوقها !.. وجملة الأحاديث تبين بعضها بعضاً وتفهم مضار وفساد ذلك الشراب!.. وعليه فتحريم الخمر ليس لعلة الإسڪار بل لڪونها خمراً ؛ أي لـ « „ عينها ” » !
والإسڪار يصاحب شربها وبقية النصوص الشرعية والأحاديث تبين أحوال ذلك الشراب اللعين ..
ولڪي اتمم البحث فيوجد عند السادة الشيعة مقوله تنسب إلىٰ الإمام الرضا : قال الإمام الرضا : «الخمر حرام بعينها» [(3)]
لذا فيصبح ما ليس له علة أنه توقيفي مِن قبل الخالق المعبود الرازق فيصلح أن نضع بجوار العبادات ڪذلك « المشروبات » ..
وأيضا « المأڪولات » ؛ فلا تجد علة صريحة في تحريم أڪل لحم الخنزير .. وما حدث بين الإمام أحمد بن حنبل والنصراني أوضح مثال!
وزادت العلماء رابعة وهي « الملبوسات » ؛ فڪذلك توقيفية .. وأوضح مثال ما ترتديه المرأة عند إحرامها لمناسك الحج والعمرة وما يسمح أن يلبسه الحاج الرجل .. فالمرأة الحسناء (في نظر مَن يراها) أو مَن تتمتع بدرجة قليلة في الحسن .. الإثنتان وجب عليهما إرتداء الزي الإسلامي الشرعي المتعلق بمَن بلغت مبلغ النساء الڪاملات ..
ومن الطريف أو مما يروىٰ أن آحد العلماء تڪلم ذات يوم عن أن المرأة صاحبة الفتنة في الجمال عليها أن تتبرقع .. فتبرقعت نساء مدينة ما -احتاج لمراجعة تدقيق في صحة هذه الرواية- ..
وما قيل بمناسبة أبيات الشعر التي تقول :
قل للمليحة في الخمار الأسود..
نسبت إلىٰ آحدهم فقيل فيه ما قيل
ومن مثارات الغلط الشائعة هو عدم التمييز بين علة الحڪم الشرعي، وبين الحڪمة منه ، فإن العلة : هي المعنىٰ المنضبط الذي يناط [يتعلق] به الحڪم ، وهي تدور مع الحڪم وجودا وعدما ، وأما الحڪمة : فهي ما يترتب علىٰ ربط الحڪم بعلته أو سببه ، مِن جلب للمصالح أو دفع للمفاسد ؛ فالحڪمة التي شرع لها الحڪم لا يصلح بها التعليل غالباً، ولا يستند عليها عند القياس ، بخلاف العلة ، فالحڪم الشرعي يثبت بوجود علته وينتفي بانتفائها، وأما الحڪمة : فليست ڪذلك في ڪل حال، فمثلا: قصر المسافر للصلاة: علته السفر، والحڪمة منه (قد تُفهم) دفع المشقة الحاصلة غالباً للمسافر، فلو سافر أحد بلا مشقة جاز له القصر ، ولو حصلت المشقة لمقيم لم يجز له القصر .
ونقرب القول ڪي يفهم أن : الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بأفعال المڪلفين منها :
- ما عرفت علته، ومنها :
- ما لم تعرف علته -ڪما هو معلوم- ، والتعليل يڪثر في باب العادات والمعاملات ، ويقل في باب العبادات؛ إذ الأصل فيها -العبادة- عدم التعليل ؛ يقول الإمام الشاطبي في الموافقات: " إن الشارع غلَّب في باب العبادات جهة التعبد، وفي باب العادات جهة الالتفات إلىٰ المعاني، والعڪس في البابين قليل. اهـ. ".
فلو كانت العلة (مثلا) في الصلاة المڪتوبة في الأوقات الخمس في اليوم والليلة لتقوية عضلات الظهر والفخذين والذراعين والڪتفين لاڪتفى البعض بتمارين رياضية عضلية في أماڪن ممارسة النشاط البدني.. وهي -الصلاة- ليست ڪذلك..
وإذا ڪان الصيام لذوبان الدهون في منطق بعينها حول البطن والأرداف -مثلا- ولتخسيس الوزن الزائد .. لڪان اتباع حِمية بعينها لتقليل الوزن تصلح بدلا من الصيام.. أو للإحساس والشعور بالجائع والفقير المعدم ..
وهڪذا بقية أنواع العبادات لو وجد المرء لها علة لتوقفنا عن العبادة المنصوصة في الكتاب الڪريم والتي بُينت في السنة الطاهرة .. وأنشأ الإنسان مِن بنات أفڪاره وأوهامه ما يظن أو يغلب علىٰ ظنه أنه يرضي الرب المعبود أو الآله المعبود .. وهذا لم يحدث إلا في ما يطلق عليه الأديان الوضعية من قبل الإنسان نفسه أو حين يتدخل عقل الإنسان في أختراع عبادة أو يتوهم وصفاً أو نعتاً لهذا الآله المعبود .. ڪــ تجسد الآله في صورة إنسان أو حيوان أو دخوله في رحم امرأة ثم خروجه من مخرج الولادة ڪبقية البشر!..
وقد يبحث البعض عن الحڪمة في عبادة ما .. ڪسجود المسلم حتىٰ تصل جبهته إلىٰ الأرض الترابية أو الزراعية أو رخام أو سجاد -صناعة صيني- فيسجد أمام العظيم الجبار .. الخالق-سبحانه وتعالىٰ- فيبحث المرء أو أهل التخصص والعلم..
- ما فائدة هذا السجود لجسم الإنسان !؟..
و - ما فائدة هذا الوضع في تلك الثوان لبدن الإنسان!
بل خالق الإنسان ورازقه اراد وأحب أن يُعبد بهذه الصورة وبتلك الڪيفية والتي وردت في ڪتابه العزيز وبيَّنها ووضحها رسوله المبتعث الڪريم فلا يزاد عليها ولا ينقص منها..
و (معنى قول العلماء : « إن العبادات توقيفية » ؛ أو « مبنىٰ العبادات علىٰ التوقيف » ؛ أي: أنه لا يجوز التعبد لله -تعالىٰ- بعبادة إلا إذا ڪانت هذه العبادة قد ثبتت في النصوص الشرعية المأخوذة من الڪتاب الڪريم والسنة المطهرة النقية ؛أي أنها عبادة شرعها الله -تعالىٰ- . فلا تشرع عبادة من العبادات إلا بدليل شرعي يدل علىٰ ذلك . فقد نطق القرآن بأواخر ما نزل من الذڪر الحڪيم فقال الله -عزَّوجلَّ- : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة/3] ؛ فقد أڪمل الله -تعالىٰ- لنا الدين ، فما لم يشرعه الله -تعالىٰ- فليس من الدين . وعن أبي ذر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : (ما بقيَّ شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم) .[(4)]
فما لم يبِّنَه لنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- فليس من الدين ، ولا مما يقرب إلىٰ الجنة ويباعد من النار . )..
إلا أنه ورد وفي حضور النبي الڪريم وعلى مسمعه زيادة في التلبية[(5)] عن عمر بن الخطاب فأقرها الرسول.. وعن بعض الصحابة ؛ وجاء توضيحاً لهذه الجزئية من عبادة المنسك في شرح مسلم :" والنبي -صلى الله عليه وسلم- يسمع فلا يقول لهم شيئاً، ولم يرد عليهم شيئاً لڪنه لزم تلبيته -صلى الله عليه وسلم-، و -رضي الله عن الصحابة أجمعين-. .. وهذا ما يطلق عليه التقرير النبوي وهو من سنته أي يسڪت فلا ينهىٰ .
وقد أجاز بعض العلماء المعاصرين الزيادة في الدعاء لما يناسب ويصلح حال من يدعو لنفسه أو لغيره من أبناء أو أهل أو معارف..
إلا أن المعبود -سبحانه وجلَّ شأنه- هو الذي يقرر ڪيفية عبادته وليس العابد فبيَّنها في ڪتابه أو علىٰ لسان رسوله أو فعله.. ولا يوجد مجال لعقل الإنسان أن يستحسن منها شيئا فيقوم به أو يستحدثه فيخترعه أو يستقبح آمرا فيمتنع عنه ويأتي بآمر آخر!!..
بيد أن علماء الطب البدني البشري والنفسي التحليلي بعد دراسة عميقة تشريحية لمڪونات الإنسان بغض الطرف عن ڪونهم من المسلمين المؤمنين بڪتاب التنزيل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه أو أهل علم من غير المسلمين ؛ وإن ڪانوا من الملاحدة منڪري وجود آله.. هؤلاء وأولئك يمڪنهم الاستعانه بعبادة من تلك العبادات أو وضع معين في ڪيفية آدائها .. في علاج مرضاهم .. إذ أن المُبدع المُنشأ المصور والمڪون خالق انسان في أحسن تقويم أعلم بڪافة متطلبات الإنسان المادية الروحية والجسدية والنفسية فوضع لنا جميعا -البشرية جمعاء- نظاماً نسير عليه ونطبقه فنسعد في الدنيا ونثاب عليه في الآخرة..
لذا فيصلح لعلماء الطب البشري والتحليل النفسي أن يبحثوا في مڪونات الجسد الآدمي -لأنه مادة: قابلة للتحليل والڪشف بالأجهزة الحديثة - أن يبينوا لنا من خلال ما أطلق عليه « „ الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ” » ..
- وما هي فوائد الصيام الإسلامي الشرعي لجسد الإنسان وبنيته البدنية؛ و
- لماذا نصوم شهراً قمرياً وليس شهر شمسياً ؛ و
- لماذا الامتناع عن الشراب والطعام طوال نهار اليوم ؛ و
- لماذا لا يصح الجماع مع الزوجة ؛ و
- ما إشكال القبلة لزوجة الرجل في رمضان!؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال الأول.: تمهيد لفرضية الصيام عند المسلمين!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر والمراجع:
[(1)] أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ، وَالْأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
[(2)] صحيح: أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب: الأشربة، باب: لعنت الخمر على عشرة أوجه، (2/1122)، رقم (3380). وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجه، (3380). .
[(3)] فقه الرضا: ص280 ب45.
[04)] رواه الطبراني في الكبير (1647) وصححه الألباني في الصحيحة (1803) .
[(5)] قال النووي: أجمع المسلمون على أن التلبية مشروعة، ثم اختلفوا في إيجابها، فقال الشافعي وآخرون: هي سنة، ليست بشرط لصحة الحج، ولا واجبة، فلو تركها صح حجه ولا دم عليه، لكن فاتته الفضيلة. قال: وقال بعض أصحابنا: هي واجبة تجبر بالدم، ويصح الحج بدونها، وقال بعض أصحابنا هي شرط لصحة الإحرام. ولا يصح الحج ولا الإحرام إلا بها.
وقال مالك: ليست بواجبة لكن لو تركها لزمه دم وصح حجه، قال الشافعي ومالك: ينعقد الحج بالنية بالقلب من غير تلفظ، كما ينعقد الصوم بالنية فقط، وقال أبو حنيفة: لا ينعقد إلا بانضمام التلبية، أو سوق الهدي مع النية قال أبو حنيفة: ويجزئ عن التلبية ما في معناها من التسبيح والتهليل وسائر الأذكار، كما قال هو: إن التسبيح وغيره يجزئ في الإحرام بالصلاة عن التكبير.
واعترض الحافظ ابن حجر على النووي، فقال: أغرب النووي فحكى عن مالك أنها سنة ويجب بتركها دم. ولا يعرف ذلك عندهم إلا أن ابن الجلاب قال: التلبية في الحج مسنونة غير مفروضة، وقال ابن التين: يريد أنها ليست من أركان الحج، وإلا فهي واجبة ولذلك يجب بتركها الدم، ولو لم تكن واجبة لم يجب. .
[( *)] أبيات لـ ـمسكين الدارمي ربيعة بن عامر التميم
قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد ؟
في العصر الأموي الأول، عاش ربيعة بن عامر التميمي الملقب بالمسكين الدارمى وهو أحد الشعراء والمغنين الظرفاء في الحجاز ، وكان يتغزل بالنساء الجميلات، إلا أنه عندما تقدم به العمر ترك نظم الشعر والغناء وتنسك وأصبح متنقلاً بين مكة والمدينة للعبادة.
وفى إحدى زياراته للمدينة التقى بأحد أصدقائه وهو من أهل الكوفة بالعراق يعمل تاجراً، الذي أتى إلى المدينة من أجل التجارة ويحمل من ضمن تجارته خُمُر عراقية .
وهو ما تغطى به المرأة رأسها، فباع التاجر العراقي جميع الألوان من تلك الخُمُر ما عدى اللون الأسود، فشكا التاجر لصديقه الشاعر الدارمي عن عدم بيعه اللون الأسود ، ولعله غير مرغوب فيه عند نساء أهل المدينة . فقال له: الدارمي لا تهتم بذلك فإني سأنفقها لك حتى تبيعها أجمع، ثم نظم الدارمي بيتين من الشعر وتغنى بهما كما طلب من مغنيين بالمدينة وهما (سريح وسنان) أن يتغنوا بالبيتين الذي قال فيهما:
قل للمليحة في الخمار الأسود
ماذا فعـلت بـناســك مـتعبـــد؟
قد كان شـمر للصلاة ثــيابــه
حتى وقفـت له بباب المسجـد
وأضاف إليها أحدهم بيتين آخرين هما:
فسـلبتِ منه دينــه ويقـيـنــــه
وتركتـهِ في حــيرة لا يهتــدي
رُدّي عليه صلاتـه وصيــامــه
لا تقـتـليـه بحـق دين محمــــد.
فشاع الخبر في المدينة بأن الشاعر الدارمي رجع عن تنسكه وزهده وعَشَق صاحبة الخمار الأسود، فلم تبق مليحة إلا اشترت من التاجر خمارا أسوداً لها. فلما تيقن الدارمي أن جميع الخمر السوداء قد نفذت من عند صديقه رجع إلى زهده وتنسكه ولزم المسجد، فمنذ ذلك التاريخ حتى وقتنا الحاضر والنساء يرتدين أغطية الرأس السوداء .
ولم يقتصر هذا على نساء المدينة وحدهن بل قلدهن جميع النساء في العالمين العربي والإسلامي وهكذا يكون أول إعلان تجارى في العالم أجمع قد انطلق من المدينة المنورة .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /03-29-2023, 02:57 AM   #534

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

أتَعْلَمُونَ فَوَائِدَ الصَّوْمِ
إِذا كُنْتُم تعلمُونَ ....
فتحَ الذڪرُ الحڪيم والقرآنُ المجيد والفرقانُ المبين لأهل الذڪر ؛ مَن لديهم العلم ؛ إذ هم أهله مِن حيث البحث وحملته مِن حيث الڪشف .. فتحَ القرآن الڪريم منذ اللحظة الأولىٰ في التنزيل ومنذ اللحظة الأولىٰ في البعثة الإسلامية السماوية الخاتمة والتي خُص بها آخر المرسلين ومتمم المبتعثين وخاتم الأنبياء والمصطفين .. فتحَ ڪل أبوابَ البحث العلمي والڪشف التنقيبي علىٰ مصرعيّها في ڪافة مباحث المنظور والمشاهد والمسائل المحسوسة والملموسة والقضايا المبثوثة في ترڪيبة الإنسان وأعضاءه وخلاياه وأبحاث الڪون بڪل ما فيه من مجرات وڪواڪب ونجوم تسبح في سماء والحياة بڪافة مڪوناتها فيما يستطع عقل الإنسان وذكاءه البحث فيه والتحري عنه .. ماعدا المسائل الغيبية والتي لا يتمڪن بقواه العاقلة أو آلات البحث المستحدثة وأجهزة التنقيب المخترعة من قِبل الإنسان والتي يخترعها نتيجة تراڪم المعلومات الأولية وزيادتها واسترجاعها لحظة التفڪير في أمر بعينه وتقع تحت حواسه الخمس والتي تمڪنه أن يدرك بها الموجودات الحسية والملموسة والمرئية فيمكنه البحث فيها أما ما هو غيب تام عنه فلا يتمكن الإنسان بجميع قدراته وإمڪاناته أن يبحث فيها ڪــ ذات الله عزَّ وجلَّ والجنة والنار وما يحدث بعد الموت وما يجرى داخل القبر إلا فيما أخبرنا به من مصدر ذات مصدقية وبقدر ما أخبرنا به.. فنبه القرآن الڪريم -أولاً- فقال : {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}[النحل:43] ؛ ولأهمية أهل العلم في القضايا التي يحتاجها الإنسان في مسيرة حياته آڪد في سورة الأنبياء فذكر هذا الجزء مِن الآية مرة ثانية فقال : {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}[الأنبياء:7]. وإن ڪانت الآية الڪريمة نزلت في حق مَن سبق المسلمين بڪتاب سماوي مُنَزَل -ڪــ صحف إبراهيم وزَبور داوود والتوراة [صحف موسىٰ] وإنجيل عيسىٰ ابن مريم؛ (عليهم جميعا الصلاة والسلام)- إلا إن العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب.، ويستفاد مما قاله الشيخ / محمود أبو دقيقة في مذكرات التوحيد: فقد ذڪر : أما الصحف فقد ورد في شأنها آثار ڪثيرة، وأرجَحُها أنها مائة [١٠٠] صحيفة، خمسون [٥٠] نزلت علىٰ شيْث ـ عليه السلام ـ وثلاثون[٣٠] نزلت على إدريس ـ عليه السلام ـ وعشرة [١٠] نزلت علىٰ إبراهيم ـ عليه السلام ـ وعشرة [١٠] علىٰ موسى ـ عليه السلام ـ والظاهر أن هذه الصحف ڪانت مُشتمِلة علىٰ مواعظ وإرشادات إلىٰ التَّحلِّي بِمَڪارِمِ الأخلاق والتَّخلِّي عن مساوئها، ولم يُعرف عنها شيء يقينًا، لعدم وجود ما يُفيد يقينًا بشأنها [ج3 ؛ ص 54]. أما نزولها فالظاهر أن جبريل ـ عليه السلام ـ هو أمين الوحي الذي بلَّغه إلىٰ الرسل ڪافة، فهو الذي حمل التوراة والإنجيل وأنزلَهما مرة واحدة علىٰ موسىٰ وعيسىٰ، وحَمَل القرآن وأنزله علىٰ الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مُنجَّمًا أي مفرَّقًا ڪَما نصَّ عليه القرآن الڪريم، وڪلام الله -سبحانه- للبشر جاء بعدَّة طرق ذڪرها في قوله -تعالىٰ-: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا [(١)] وَحْيًا أَوْ [(٢)] مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ [(٣)] يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [سورة الشورى:51] ، جاء في تفسير القرطبي [ج7 ص281] عند قوله -تعالىٰ-: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [سورة الأعراف: 145] ، قال ربيع بن أنس: نَزَلتْ التَّوراة وهي سبعون وقر بعير، وأضاف الڪتابة إلىٰ نفسه العليا “كَتَبْنَا” علىٰ جِهة التشريف، إذ هي مڪتوبة بأمره ڪتبها جبريل بالقلم الذي ڪتب به الذڪر. والأفضل ترك علم ذلك لله -سبحانه وتعالىٰ شأنه-، فلا فائدة هامة من البحث فيه ، إذ قد بينت أن المسائل الغيبية لا تبحث إلا بقدر ما يأتينا نت خبر صحيح يصلح الاعتماد عليه!
...
ولا يغيب عن الذهن في جزئية هذا البحث أن أول ما سمعه نبي الإسلام ورسول السلام مِن التنزيل قوله تعالىٰ : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق}[العلق:1] .. والآية تشير إلىٰ قرأتين ؛ الأولىٰ قراءة القرآن المجيد وهو الڪتاب المحفوظ في الصدور؛ والثانية قراءة ما في الڪون والحياة والإنسان وهو الڪتاب الذي أمام أعين الناس منشور وحولنا منظور. ثم نبه مرة ثانية بقوله تعالىٰ : {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم}[العلق:3] {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم} [العلق:4] {عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم}[العلق:5]
وصيغة الطلب : {اقْرَأْ} تدل علىٰ الطلب دون الأمر إذ أن صيغ الطلب في اللُغة العربية تصل إلىٰ ١٦ صيغة وڪي تُرفع صيغة الطلب إلى صيغة الأمر لابد من وجود قرينة ، فجاءت القرينة من حديث الغار في أول تنزيل قرآني بواسطة أمين السماء جبرائيل .. المَلك المڪلف بالوحي بضمه -عليه السلام- ثلاث مرات وتڪرار صيغة الطلب بـ : {اقْرَأْ} ثم جاءت قرينة آخرىٰ بقول -تعالىٰ- : فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ} وفي نفس الآية تڪرر الأمر {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} [المزَّمل:20] .. فصارت القراءة فرض إذ أرتفع مجرد الطلب إلىٰ الأمر بوجود قرينة ؛ فڪلمة ﴿اقْرَأْ﴾ من الله -سبحانه وتعالى- لرسوله ليست كڪلمة (اقرأ) من بشر لبشر مثله ، وحين أقول لك: (اقرأ) فأنت تقرأ ما تعلم وأعلم، أمّا الله -سبحانه وتعالىٰ- حين يقول: ﴿اقْرَأْ﴾ فإنّه يُصدِر أمراً، وأمر الله -سبحانه وتعالىٰ-: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾ [البقرة: من الآية 117] وحين أمر الله -عزَّوجلَّ- رسوله بالقراءة أصبح -عليه الصّلاة والسّلام- معلّمَ القراءة وڪافة العلوم لڪلّ النّاس، وأصبح النّاس يأخذون عن علومه علىٰ مدىٰ الأزمنة المتوالية.
.. وحين نزلت عليه أوّل آيةٍ في القرآن الڪريم وناداه الوحي بقوله: ﴿اقْرَأْ﴾ [العلق: من الآية1]
أجاب: » ما أنا بقارئ «، و
أعاد عليه سيّدنا جبريل -عليه السّلام- القولَ ثلاثاً ورسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول:
» ما أنا بقارئ «، ([2])؛ لأنّه يفترض أن يڪون أمام القارئ ڪتاب يقرأ منه، أو أنّه يحفظ شيئاً فيتلوه. أمّا النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- فقد ڪان أميّاً، وإذا ڪانت الأميّة عند النّاس نقصاً في العلم وعيباً لعدم التحصيل واحتياجاً لمعلم، فإنّها عند رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- تمام الڪمال وأعلىٰ مراتب الشّرف؛ لأنّ الله -سبحانه وتعالىٰ- أراد لنبيّه ألّا يعلّمه بشر، وأن يڪون علمه -صلَّى الله عليه وسلَّم- مستمدّاً من الله -سبحانه وتعالىٰ- وحده. وحين صدر الأمر الإلهيّ إلىٰ رسوله بالقراءة أعطاه القرآن وعلومه، وأنزله علىٰ قلبه.
..
هذه واحدة..
وأما الثانية {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب}[ص:29] ثم جاء الآية التالية : {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد:24]
وطلب منا التدبر في آيات الذڪر الحڪيم فقال: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}[النساء:82]
ثم جاء أمر زائد علىٰ التدبر في قوله : {نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}[يونس:24].
ويذڪر القرآن الڪريم دلائل وجوب وجود خالق فيقول بعد ذلك {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}[الرعد:3]. ويؤڪد المعني في سورة: [الروم:21] وفي سورة: [الزُّمَر:42]. وفي سورة . [الجاثية:13].. وفي سورة [النحل: آية:11].ثم يأتي بصيغة الإفراد في الآية :[69] من نفس السورة .
.ولعل هذه الآية هي موضع البحث في جزئية فرضية الصيام لقوله . {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ}[الروم:8]
والخطاب هنا لم يخص العلماء بل ڪافة الناس فينبغي أن يتفڪروا في أنفسهم ؛ وفي ڪيفية خلقهم وهذا الإحسان في تقويم الخلق والإيجاد .. ثم جاء تنبيه آخر: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ}[آل عمران:191]..
ثم ينقلنا القرآن لأمر آخر فيقول: فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون}[الأعراف:176].
وفي سورة ص آية 29 جاء في نهايتها قوله -تعالىٰ- : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب}[ص:29]
فالخطاب القرآني جاء لمن يتفڪر في خلق نفسه ڪإنسان أو خلق الڪون أو خلق الحياة بمظاهرها المختلفة من حيوان بڪافة أنواعه ونبات بڪل أصنافه وحشرات وأسماك ؛ مما جعل العقاد-رحمه الله- يڪتب ڪتابا عن أن التفڪير فريضة في الإسلام؛ وهنا جاء الخطاب لِــ { أُوْلُوا الأَلْبَاب}[ص:29]..
..
..
وبما أن هذا الإنسان المخلوق مادة من أعصاب وعظم ولحم وتدب فيه الحياة بواسطة أجهزة حيوية ڪالقلب والرئة ومراڪز المخ المختلفة تصلح أن نضعها في المختبر التحليلي أو المعمل الڪشفي التوضيحي ڪالأشعة؛ لذا فيمڪن أن نأخذ قطرة من دم المسلم بعد ثلاث [3] ساعات من تناوله وجبة غذائية ڪاملة مع مشروبات وتحلل مڪوناتها .. في اليوم العادي.. ثم نڪرر في شهر الصيام أخذ قطرة مِن الدم بعد تناوله وجبة السحور ثم بعد ڪل ثلاث [3] ساعات من نهار الصيام تأخذ قطرة .. يعني أربع [4] مرات في نهار الصيام (بناءً علىٰ أن عدد ساعات الصيام : 14 ساعة تقريباً) مع قياس مڪونات الدم قبيل لحظة الإفطار .. ثم بعد ثلاث ساعات من وجبة الفطور .. وڪذلك قطرة من بوله .. وقياس الوزن الجسم قبل الدخول في شهر الصيام في رمضان وبعد مرور عشرة أيام؛ يعني الثلث الأول من مرور الشهر ؛ فالثلث الثاني ؛ فالثلث الآخير.. اضف قياسات ضغط الدم وسيولته أو لزوجته في الشرايين ودقات القلب وقياس بقية الأجهزة الحيوية داخل البدن الإنساني وبعد هذه الفحوصات والتحليلات المختبرية والمعملية سيتبين بوضح تام مراد الحق -تبارك وتعالىٰ- من قوله في ڪتابه العزيز:
..{وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون}[البقرة:184].. وهذا بالنسبة للبدن؛ أما الناحية الروحية النفسية فمن الصعب قياسها بأجهزة!
ونقرأ قولاً في تفسير بن عباس لآية : {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ} مِن الْفِدْيَة {إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} إِذا كُنْتُم تعلمُونَ..
أي :" إن ڪنتم تعلمون فوائد الصوم في حياتڪم ، وحسن جزائه في آخرتڪم. ".
وقال الرازي في تفسيره : أَمَّا قَوْلُهُ: { وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} فَفِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : أَنْ يَكُونَ هَذَا خِطَابًا مَعَ الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فَقَطْ ، فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ : وَأَنْ تَصُومُوا أَيُّهَا الْمُطِيقُونَ أَوِ الْمُطَوَّقُونَ وَتَحَمَّلْتُمُ الْمَشَقَّةَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنَ الْفِدْيَةِ .
وَالثَّانِي : أَنَّ هَذَا خِطَابٌ مَعَ كُلِّ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ ، أَعْنِي الْمَرِيضَ وَالْمُسَافِرَ وَالَّذِينَ يُطِيقُونَهُ ، وَهَذَا أَوْلَىٰ لِأَنَّ اللَّفْظَ عَامٌ ، وَلَا يَلْزَمُ مِنِ اتِّصَالِهِ بِقَوْلِهِ : {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ } أَنْ يَكُونَ حُكْمُهُ مُخْتَصًّا بِهِمْ ؛ لِأَنَّ اللَّفْظَ عَامٌّ وَلَا مُنَافَاةَ فِي رُجُوعِهِ إِلَىٰ الْكُلِّ ، فَوَجَبَ الْحُكْمُ بِذَلِكَ وَعِنْدَ هَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنَ الْإِضْمَارِ فِي قَوْلِهِ : { فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ، وَأَنَّ التَّقْدِيرَ : فَأَفْطَرَ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ .
الثَّالِثُ : أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} عَطْفًا عَلَيْهِ عَلَى أَوَّلِ الْآيَةِ ، فَــ التَّقْدِيرُ : كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ .
أَمَّا قَوْلُهُ: {إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أَيْ أَنَّ الصَّوْمَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا صِدْقَ قَوْلِنَا -سبحانه وتعالىٰ شأنه- وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ .
الثَّانِي : أَنَّ آخِرَ الْآيَةِ مُتَعَلِّقٌ بِأَوَّلِهَا ، وَالتَّقْدِيرُ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ .. وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، أَيْ أَنَّكُمْ إِذَا تَدَبَّرْتُمْ عَلِمْتُمْ مَا فِي الصَّوْمِ مِنَ الْمَعَانِي الْمُوَرِّثَةِ لِلتَّقْوَىٰ وَغَيْرِهَا مِمَّا ذَكَرْنَاهُ فِي صَدْرِ هَذِهِ الْآيَةِ .
الثَّالِثُ : أَنَّ الْعَالِمَ بِاللَّهِ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ فِي قَلْبِهِ خَشْيَةُ اللَّهِ عَلَى مَا قَالَ : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [ فَاطِرٍ : 28 ] فَذَكَرَ الْعِلْمَ وَالْمُرَادُ الْخَشْيَةُ ، وَصَاحِبُ الْخَشْيَةِ يُرَاعِي الِاحْتِيَاطَ ، وَالِاحْتِيَاطُ فِي فِعْلِ الصَّوْمِ ، فَكَأَنَّهُ قِيلَ : إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ اللَّهَ حَتَّى تَخْشَوْنَهُ كَانَ الصَّوْمُ خَيْرًا لَكُمْ . ".
أما القاسمي فقال في تفسيره:{ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} أَيْ: فَضِيلَةَ الصَّوْمِ وَفَوَائِدَهُ، أَوْ إِنْ كُنْتُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ. ".
وعليه إن ڪنتم :" مِنْ ذَوِي الْعِلْمِ وَالتَّمْيِيزِ ، " أَوْ كَنَّى بِالْعِلْمِ عَنِ الْخَشْيَةِ أَيْ : تَخْشَوْنَ اللَّهَ : لِأَنَّ الْعِلْمَ يَقْتَضِي خَشْيَتَهُ {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ".
والخيرية هنا لم تُعَرَف بــ :"ال" فشملت هذه اللفظة القرآنية جميع أنواع واصناف الخير التي تصيب الصائم جراء صيامه الذي ڪتبه الله -تعالىٰ- عليڪم ڪما ڪتبه علىٰ الذين من قبل المسلمين [تراجع هذه الجزئية علىٰ الموقع فقد نشرت من قبل تحت عنوان:" الصيام في الأمم السابقة"..
وعلينا أن نتفق من حيث المبدأ .. أنه في بداية شهر الصيام قد تؤدي معظم التغييرات الفيسيولوجية إلىٰ صداع بدرجات متفاوتة ولڪن بتتابع ايام الشهر الڪريم يعتاد الجسم علىٰ الوضعية الجديدة ليُصبح الصوم ڪله فائدة للروح والبدن: ويجب أن نراعي أن:
1.) درجات الحرارة المرتفعة وفقدان كميات من السوائل والمعادن قد يسبب صداعاً؛ وڪذلك :
2.) نقص السكر في الدم وانخفاض مستواه عن المعدل الطبيعي في الدم؛ إذ أن خلايا الدماغ بحاجة إلىٰ السڪر بشڪل دائم والنقص المفاجئ في ڪمية السڪر في الدماغ قد يؤدي إلىٰ صداع ويشتد غالباً في الساعات الأخيرة من نهار الصيام.
3.) نقص السوائل: إذ أننا نفقد ڪمية ڪبيرة من الماء من خلال العرق أو التبول وتختلف الڪمية حسب نوع المجهود والنشاط البدني.
4.) نقص مادة الڪافيين لانقطاع شرب القهوة والشاي والشيڪولاتة وغيرها من المأڪولات والمشروبات التي تحتوي على مادة الڪافيين التي اعتدنا تناولها .
5.) اختلال في النظام الغذائي وتغيير مواعيد الوجبات ونوع الأطعمة
6.) تغير في نمط النوم نتيجة السهر وتغيير مواعيد النوم.
7.) الإجهاد: من الصيام وڪثرة العمل والتوتر
8.) عند البعض : انسحاب النيڪوتين من الجسم قد يسبب صداعا يزول مع الوقت عند تعود الجسم على الانسحاب..
...
قال البغوي: واعلم أنه لا رخصة لمؤمن مكلف في إفطار رمضان إلا لثلاثة :
- أحدهم يجب عليه القضاء والكفارة و
- الثاني عليه القضاء دون الكفارة و
- الثالث عليه الكفارة دون القضاء ..
أما الذي:
- عليه القضاء والكفارة فالحامل والمرضع إذا خافتا على ولديهما فإنهما تفطران ، وتقضيان وعليهما مع القضاء الفدية وهذا قول ابن عمر وابن عباس وبه قال مجاهد وإليه ذهب الشافعي -رحمه الله- وقال قوم لا فدية عليهما وبه قال الحسن وعطاء وإبراهيم النخعي والزهري وإليه ذهب الأوزاعي والثوري وأصحاب الرأي ، وأما الذي :
- عليه القضاء دون الكفارة فالمريض والمسافر والحائض ، والنفساء
وأما الذي :
- عليه الكفارة دون القضاء فالشيخ الكبير والمريض الذي لا يرجى زوال مرضه .
أما الطبري فقال :" القول في تأويل قوله تعالى :{ وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} يعني تعالى ذكره بقوله :{ وأن تصوموا } ما كتب عليكم من شهر رمضان فهو خير لكم من أن تفطروه وتفتدوا .
كما حدثني[الكلام للطبري] موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو بن حماد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي : { وأن تصوموا خير لكم} ومن تكلف الصيام فصامه فهو خير له .
وعن ابن شهاب : { وأن تصوموا خير لكم } أي أن الصيام خير لكم من الفدية . وعن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد :{ وأن تصوموا خير لكم } إن كنتم تعلمون
:" وَأَمَّا قَوْلُهُ : " إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " ، فَإِنَّهُ يَعْنِي : إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ خَيْرَ الْأَمْرَيْنِ لَكُمْ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ، مِنَ الْإِفْطَارِ وَالْفِدْيَةِ ، أَوِ الصَّوْمِ عَلَى مَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ بِهِ . ".
أما ابن عاشور فقال :" وقوله :{ إن كنتم تعلمون} تذييل أي تَعْلَمون فوائدَ الصوم على رجوعه لقوله :{ وعلى الذين يطيقونه} إن كان المراد بهم القادرين أي إن كنتم تعلمون فوائد الصوم دنيا وثوابَه أُخرىٰ ، أو إن كنتم تعلمون ثوابه علىٰ الاحتمالات الأخر .
و " «أَنْ» حرف شرط جازم.". :" وَجِيءَ فِي الشَّرْطِ بِكَلِمَةِ ( إِنْ ) لِأَنَّ عِلْمَهُمْ بِالْأَمْرَيْنِ مِنْ شَأْنِهِ أَلَّا يَكُونَ مُحَقَّقًا ؛ لِخَفَاءِ الْفَائِدَتَيْنِ ".
...
.إذاً لا يجوز حصر مراد الحق -تبارك وتعالىٰ- في التصرف السلوڪي في الإنفاق علىٰ المسڪين ومعنىٰ الآية يشمل ڪل أنواع وأصناف الخير المتعلقة بالصيام بإضافة أمر هام أنه شهر الصبر ,, بل الصبر ڪله!.
وجاء في البرهان في القرآن:" وَأَشَارَ فِي الصِّيَامِ بِقَوْلِهِ :{إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[ الْبَقَرَةِ : 184 ] إِلَىٰ سِرٍّ فِي الصِّيَامِ ، وَهُوَ حُسْنُ عَاقِبَتِهِ (في الآخرة) وَجَزِيلُ عَائِدَتِهِ (في الدنيا)".
وخير ما أختم به هذا المقال ما جاء في المنار لتلميذ الإمام محمد عبده : محمد رشيد رضا.. ونصه:" وَمِنْ فَوَائِدِهِ الصِّحِّيَّةِ أَنَّهُ :
- يُفْنِي الْمَوَادَّ الرَّاسِبَةَ فِي الْبَدَنِ وَلَا سِيَّمَا أَبْدَانِ الْمُتْرَفِينَ أُولِي النَّهَمِ وَقَلِيلِي الْعَمَلِ ، وَ
- يُجَفِّفُ الرُّطُوبَاتِ الضَّارَّةَ ، وَ
- يُطَهِّرُ الْأَمْعَاءَ مِنْ فَسَادِ الذِّرْبِ وَالسُّمُومِ الَّتِي تُحْدِثُهَا الْبِطْنَةُ ، وَ
- يُذِيبُ الشَّحْمَ أَوْ
- يَحُولُ دُونَ كَثْرَتِهِ فِي الْجَوْفِ وَهِيَ شَدِيدَةُ الْخَطَرِ عَلَى الْقَلْبِ ، فَهُوَ ڪَتَضْمِيرِ الْخَيْلِ الَّذِي يَزِيدُهَا قُوَّةً عَلَى الْكَرِّ وَالْفَرِّ .
{ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} أَيْ :" وَ { الصِّيَامُ خَيْرٌ لَكُمْ كَمَا قَرَأَهَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ} رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.. وَإِنَّمَا هِيَ تَفْسِيرٌ ؛ أَيْ : خَيْرٌ عَظِيمٌ لِمَا فِيهِ مِنْ:
- رِيَاضَةِ الْجَسَدِ وَ
- النَّفْسِ وَ
- تَرْبِيَةِ الْإِرَادَةِ وَ
- تَغْذِيَةِ الْإِيمَانِ بِالتَّقْوَى وَ
- تَقْوِيَتِهِ بِمُرَاقَبَةِ اللَّهِ تَعَالَى .
قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :" صُومُوا تَصِحُّوا". [ رَوَاهُ ابْنُ السُّنِّيِّ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الطِّبِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَشَارَ فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ إِلَى حُسْنِهِ ، وَيُؤَيِّدُهُ: " اغْزُوا تَغْتَنِمُوا وَصُومُوا تَصِحُّوا وَسَافِرُوا تَسْتَغْنُوا". [ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ عَنْهُ] .
وَقَالَ بَعْضُ أَطِبَّاءِ الْإِفْرِنْجِ : إِنَّ صِيَامَ شَهْرٍ وَاحِدٍ فِي السَّنَةِ يَذْهَبُ بِالْفَضَلَاتِ الْمَيِّتَةِ فِي الْبَدَنِ مُدَّةَ سَنَةٍ .
وَأَعْظَمُ فَوَائِدِهِ كُلِّهَا :
- الْفَائِدَةُ الرُّوحِيَّةُ التَّعَبُّدِيَّةُ الْمَقْصُودَةُ بِالذَّاتِ ، وَهِيَ أَنْ يَصُومَ لِوَجْهِ اللَّهِ -تَعَالَىٰ- كَمَا هُوَ الْمُلَاحَظُ فِي النِّيَّةِ ، وَمَنْ صَامَ لِأَجْلِ الصِّحَّةِ فَقَطْ فَهُوَ غَيْرُ عَابِدٍ لِلَّهِ فِي صِيَامِهِ ، فَإِذَا نَوَىٰ الصِّحَّةَ مَعَ التَّعَبُّدِ كَانَ مُثَابًا كَمَنْ يَنْوِي التِّجَارَةَ مَعَ الْحَجِّ ، فَإِنَّهُ لَوْلَا الْعِبَادَةُ لَاكْتَفَىٰ بِالْجُوعِ وَالْحَمِيَّةِ ، وَآيَةُ الصِّيَامِ بِهَذِهِ النِّيَّةِ وَالْمُلَاحَظَةِ التَّحَلِّي بِتَقْوَىٰ اللَّهِ تَعَالَىٰ وَمَا يَتْبَعُهَا مِنْ أَحَاسِنِ الصِّفَاتِ وَالْخِلَالِ ، وَفَضَائِلِ الْأَعْمَالِ. ".[انتهى النقل من تفسير المنار]

---------------------------------------
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
‏الأربعاء‏، 07‏ رمضان‏، 1444هــ ~ 29 مارس 2023م







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-06-2023, 03:26 PM   #535

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي قدوةٌ.. أُسْوَةٌ!

قدوةٌ.. أُسْوَةٌ
قدوةٌ صالحةٌ
( أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )
منذ بداية البعثة المحمدية ؛ بل وبداية رسالات السماء إلىٰ البشر مِن خلال الرسل المصطفين المبتعثين ؛ وبواسطة الأنبياء المرسلين المجتبين -صلوات الله تعالىٰ عليهم أجمعين- .. منذ بداية بعثة السماء لأهل الأرض وضع الخالق -سبحانه وتعالىٰ- فثبتَ مجموعة مِن المبادئ والعقائد وأرسل كتلة مِن القيم الرفيعة والقناعات المتينة الراقية ؛ وآڪد علىٰ حزمةٍ مِن المفاهيم الإنسانية والمقاييس الصحيحة لـ تعيش الناس وفق منظومة آلهية عالية عن مجرد الإشباعات لمجرد جوعات البدن ومتطلبات الجسد ؛ مع مراعاة متطلبات الإنسان العضوية والغريزية .. هذه العقائد والقيم والقناعات والمفاهيم والمقاييس حددها الخالق الرازق في محڪم ڪتابه العزيز وسنة نبيه الڪريم ، وايضاً لـ تطبيق نظم ربانية وتفعيلها .. فـ أنزل الحقُّ -تبارك وتعالىٰ- آيةً قطعية الثبوت قطعية الدلالة ؛ فنطق القرآن الڪريم يقول : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]
بيد أن مَن يتتبع القرآن المجيد والذڪر الحڪيم والفرقان المبين يجد ما يؤڪد هذا المعنىٰ في موضع آخر مِن ڪتاب رب العالمين إذ يقول : {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: 7] ، ثم يزداد التأڪيد وضوحاً وجلاءً فيقول : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] .. فصار لزاماً علىٰ جميع افراد أمة الإسلام .. أتباع آخر الأنبياء والتقييد بأحكام متمم المبتعثين وتطبيق ما أمر به خاتم المرسلين والبعد عن ما نهىٰ عنه .. والتأسي به وجعله لنا إماما وقدوة وأسوة ، وأن يلتزموا بڪل ما جاء به -صلى الله عليه وسلم و - في مصدريّ التنزيل .. ومنبعا المنهاج والتشريع :
- القرآن الڪريم
و
- السنة المحمدية النبوية الصحيحة ؛ فيرتفع الأمر إلىٰ الوجوب بالقيام بـ فعل أو الامتناع عن فعل بــ الترك ؛ إذا قُرنت صيغة نص الطلب بثواب دخول جنة ؛ أو بعقاب الزج في نار الجحيم ، ثم تُرڪت مساحات تشريعية لـ أفعال حَسنة علىٰ سبيل الندب والنوافل والمستحبات ، لذا فحين يقول -عليه السلام- : « „ صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ” » [(1)]؛ فهذا القول منه علىٰ الوجوب لوجود قرينة الإمتثال لأمر الله تعالىٰ بإقامة الصلاة في ڪتابه العزيز ؛ ثم لقوله -عليه السلام- وفعله وبيانه ..
ولينتبه المسلم لـ قوله : « „ كما رَأَيْتُمُونِي ” » ؛ ولم يقل : « صلوا ڪما أصلي » ؛ والفارق بينهما شاسع ڪبير ..
وقوله-عليه السلام-: « „ صلوا كما رأيتموني أصلي » ؛ دليلٌ لجماعةٍ مِن أهل العلم، علىٰ أن ڪل ما نُقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مِن صفة الصلاة، فالأصل فيه أنه واجب ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بأن نصلي ڪما رأيناه يصلي..
بيد أنَّ مسألة الصلاة والدخول فيها وڪيفيتها والخروج منها وسننها ومندوباتها ومستحباتها ونوافلها والرخص لبعض ذوي الحالات الخاصة وما يحدث ويتم قبلها وما يصلح أن نقوم به بعدها فروع لـ مسألة الصلاة يحتاج إلىٰ تفصيل ليس هنا موضعه!
ومثال آخر : « „ خذوا عنِّي مناسِكَكم ” » يبين بجلي العبارة أن العبادات ڪلها توقيفية قررها وطلبها الشارع -سبحانه وتعالىٰ- وبيَّنها لنا رسوله ونبيه -عليه السلام والإكرام- بقوله وفعله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
{أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} بيان معنىٰ الآية :
وحول تفسير وفهم هذا الجزء من الآية الڪريمة نقرأ :
قَوْلُهُ تَعَالَىٰ : {أُسْوَةٌ} فــ الْأُسْوَةُ الْقُدْوَةُ . وَالْأُسْوَةُ مَا يُتَأَسَّىٰ بِهِ ؛ أَيْ يُتَعَزَّىٰ بِهِ . فَيُقْتَدَىٰ بِهِ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِهِ وَيُتَعَزَّىٰ بِهِ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ.. وهي فعلة مِن الائتساء ڪالقدوة من الاقتداء ، اسم وضع موضع المصدر ، أي : به اقتداء حسن واستنوا بسنته.. {لمن كان يرجو الله} بدل من قوله : " لكم " وهو تخصيص بعد تعميم للمؤمنين ، يعني : أن الأسوة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمن ڪان يرجو الله ، قال ابن عباس : يرجو ثواب الله .
وَالْأُسْوَةُ : هي الْقُدْوَةُ الصالحة؛ إذ هي كائنة وثابتة للمؤمنين حق الإيمان.. يقال:"فلان ائتسىٰ بفلان، إذا اقتدىٰ به، وسار علىٰ نهجه وطريقته.
وقال مقاتل : يخشىٰ الله {واليوم الآخر} أي : يخشىٰ يوم البعث الذي فيه جزاء الأعمال {وذكر الله كثيرا} في جميع المواطن علىٰ السراء والضراء .
.. لقد ڪان لڪم -أيها المؤمنون- في أقوال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وأحواله قدوة حسنة تتأسون بها، فالزموا سنته ، فإنما يسلڪها ويتأسىٰ بها مَن ڪان يرجو الله واليوم الآخر، وأڪثرَ مِن ذڪر الله واستغفاره، وشڪره في ڪل حال .. ولا يتأسَّىٰ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا مَن ڪان يرجو ثواب الله ورحمته، ويرجو اليوم الآخر، ويعمل له، وذڪر الله ذڪرًا ڪثيرًا، وأما الذي لا يرجو اليوم الآخر ولا يذڪر الله ڪثيرًا فإنه لا يتأسَّىٰ برسوله صلى الله عليه وسلم. ".
لذا فقد استدل الأصوليون في هذه الآية، علىٰ الاحتجاج بأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن الأصل، أن أمته أسوته في الأحكام، إلا ما دل الدليل الشرعي علىٰ الاختصاص به. فــ
الأسوة نوعان:
- أسوة حسنة،
و
- أسوة سيئة. فــ
الأسوة الحسنة، في الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإن المتأسِّي به، سالك الطريق الموصل إلىٰ نوال ڪرامة اللّه، وهو الصراط المستقيم. وأما الأسوة بغيره، إذا خالفه، فهو الأسوة السيئة، ڪقول الڪفار حين دعتهم الرسل للتأسِّي [بهم[ {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} ..
وهذه الأسوة الحسنة، إنما يسلڪها ويوفق لها، من ڪان يرجو اللّه، واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان، وتقوىٰ اللّه، ورجاء ثوابه، وخشية عقابه، يحثه علىٰ التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم- .
فــ الذين يرجون ثواب الله -تبارك وتعالىٰ-، ويؤملون رحمته يوم القيامة، إذ هم المنتفعون بالتأسي برسولهم صلى الله عليه وسلم.-
وقوله: وَذَڪَرَ اللَّهَ ڪَثِيراً معطوف على ڪانَ، أى: هذه الأسوة الحسنة بالرسول صلى الله عليه وسلم.ثابتة لمن ڪان يرجو الله واليوم والآخر، ولمن ذڪر الله -تبارك وتعالىٰ- ذڪرا ڪثيرا، لأن الملازمة لذڪر الله -تبارك وتعالىٰ- توصل إلىٰ طاعته والخشية منه- سبحانه -.
وجمع- سبحانه -بين الرجاء والإڪثار من ذڪره، لأن التأسي التام بالرسول صلّى الله عليه وسلّم لا يتحقق إلا بهما.
قال ابن ڪثير :" هذه الآية الڪريمة أصل ڪبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم.في أقواله وأفعاله وأحواله ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم.يوم الأحزاب، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه -تبارك وتعالىٰ-
والذي يقرأ السيرة النبوية الشريفة. يرىٰ أن النبي صلى الله عليه وسلم.ڪان في هذه الغزوة بصفة خاصة، وفي غيرها بصفة عامة القدوة الحسنة الطيبة في ڪل أقواله وأفعاله وأحواله صلى الله عليه وسلم..لقد شارك أصحابه في حفر الخندق، وفي الضرب بالفأس. وفي حمل التراب بل وشارڪهم في أراجيزهم وأناشيدهم، وهم يقومون بهذا العمل الشاق المتعب.
وشارڪهم في تحمل آلام الجوع، وآلام السهر.. بل ڪان صلى الله عليه وسلم.هو القائد الحازم الرحيم، الذي يلجأ إليه أصحابه عند ما يعجزون عن إزالة عقبة صادفتهم خلال حفرهم للخندق.
قال ابن إسحاق ما ملخصه: وعمل المسلمون فيه- أى في الخندق- حتى أحڪموه، وارتجزوا فيه برجل من المسلمين يقال له «جعيل» سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم.عمرا، فقالوا: سماه من بعد جعيل عمرا ...
وكان للبائس يوما ظهرا فإذا مروا بعمرو، قال رسول الله صلىالله عليه وسلم .«عمرا» وإذا مروا بظهر قال: «ظهرا» .
ثم قال ابن إسحاق: وڪان في حفر الخندق أحاديث بلغتني فيها تحقيق نبوته صلى الله عليه وسلم.فڪان فيما بلغني أن جابر بن عبدالله ڪان يحدث، أنهم اشتدت عليهم في بعض الخندق ڪدية- أى صخرة عظيمة-، فشڪوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.فدعا بإناء من ماء فتفل فيه، ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به، ثم نضح ذلك الماء على تلك الڪدية، فيقول من حضرها: فو الذي بعثه بالحق نبيا لانهالت- أى: لتفتت- حتى عادت ڪالڪثيب- أى ڪالرمل المتجمع- لا ترد فأسا ولا مسحاة .
. وهذه الآية الكريمة وإن كان نزولها في غزوة الأحزاب، إلا أن المقصود بها وجوب الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.في جميع أقواله وأفعاله، ڪما قال -تبارك وتعالىٰ-: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ، وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. و
هنا العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب -والله تعالى أعلم وأحڪم-
واختلف في هذه الأسوة بالرسول -عليه السلام- ، هل هي علىٰ الإيجاب أو علىٰ الاستحباب ؛ علىٰ قولين :
- أحدهما : علىٰ الإيجاب حتىٰ يقوم دليل علىٰ الاستحباب .
- الثاني : علىٰ الاستحباب حتىٰ يقوم دليل علىٰ الإيجاب .
. ويحتمل أن يحمل علىٰ الإيجاب في أمور الدين ، وعلىٰ الاستحباب في أمور الدنيا . ". .
... وفي مسألة الأسوة والقدوة والتأسي بيَّنَ الحقُّ -تبارك وتعالىٰ-
أولاً : بشخص رسول الإسلام -محمد بن عبدالله- بأقواله وافعاله وتقريراته فقال تعالىٰ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب:21]
.. ولڪي يتمم الإسلام -آخر الرسالات السماوية لأهل الأرض- صورة التأسي والقدوة الصالحة والأسوة الحسنة اضاف خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- فقال : {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ}...
. ثم يڪمل أرڪان الصورة بقوله : {وَالَّذِينَ مَعَهُ . . . إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ . . . رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير}[الممتحنة:4]
{رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[الممتحنة:5] .. ويوضح القرآن الڪريم الصورة بقوله : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد} [الممتحنة:6]
وڪأن الصورة في مسألة القدوة الحسنة والأسوة الصالحة تحتاج لمزيد بيان غير أن هذه المرة ليس من القدوة من خلال الأنبياء فقط بل ستأتي من واقع أمة الإسلام نفسها وبناءً علىٰ النص القرآني الذي يقول : { وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ }.. فنطقت السنة المحمدية العطرة الزڪية البهية تقول : : « „ عليكم بما عرَفتُم من سُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ المهدِيِّينَ الرَّاشدينَ ” »
[معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: « „ وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ” »] ..
فقد أمرنا-صلى الله عليه وسلم- بالاقتفاء لآثارهم -أي: آثار السلف- والاهتداء بمنارهم، وحذرنا المحدثات، وأخبرنا أنها من الضلالات..
أين ذلك الخبر؟
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-« „ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ” ».. أي:
- الزموا سنتي،
وسنته هي: طريقته -صلى الله عليه وسلم-، وهديه.
و
- « „ سنة الخلفاء الراشدين المهديين ” »؛ وأول وأحقُّ مَن يصدق عليه وصف الخلفاء هم:
- الخلفاء الأربعة:
- أبو بكر و
- عمر و
- عثمان و
- علي -رضي الله عنهم أجمعين-.
ويدخل فيهم كل من تحقق بالرشد والهداية من
- علماء الأمة ؛ لـ
أن علماء الأمة خلفاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أمته؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: « „ العلماء ورثة الأنبياء ” » ؛ فالعلماء هم خلفاء الرسل في أممهم.
قال -صلى الله عليه وسلم-: « „ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين » ؛ وإنما يكون راشداً مهدياً من سلم من الغي والضلال.
فالراشد: هو السالم من الغي،
والمهدي: هو من سلم من الضلال، فمن سلم من هاتين الآفتين ڪمل علمه وصح عمله، فڪمال العلم والعمل في الرشد والهداية ؛ لأن المانع من الحق أحد أمرين:
- الأمر الأول: عدم العلم،
- الأمر الثاني: اتباع الهوىٰ.
فمن ڪان مهدياً فقد حصل العلم، ومن ڪان راشداً فقد سلم من اتباع الهوىٰ، وإذا تحقق للإنسان الرشد والهدىٰ فقد فاز بإصابة الحق وصلاح العمل، ولذلك فذڪر الرسول صلى الله عليه وسلم لهذين الوصفين ليس عبثاً ولا لغواً، وليست أوصافاً مترادفة، وإنما هي أوصاف مقصودة؛ لتڪشف من هم الذين ينبغي للإنسان أن يسلك سبيلهم، وأن يتمسك بهديهم.
وهذا الحديث يفيدنا أن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تسع الإنسان في السلامة من ڪل ضلال، فڪل من لم يسعه هدي النبي ولا هدي الخلفاء الراشدين فإنه ضالٌ لا محالة، ولذلك ينبغي للمؤمن أن يقتصر عند موارد الاشتباه على ما دل عليه الڪتاب العظيم والسنة المطهرة النقية ، وما ڪان عليه سلف الأمة، وما ڪان عليه الخلفاء الراشدون المهديون.[(3)]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محصلة البحث:
ينبغي أن نصل إلىٰ محصلة هذا البحث بالقول بأن القدوة الحسنة والأسوة الصالحة والتأسي الصحيح النافع المنتج سلوڪاً قويما وأخلاقا راقية تڪون بــ معرفة وفهم ودراسة وتطبيق ما ڪان عليه النبي المصطفىٰ والرسول المجتبىٰ والحبيب المرتضىٰ .. خاتم الأنبياء المحتبىٰ لقوله تعالىٰ :
[( ١ .)] {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]
و [(الحمد لله تعالىٰ فقد نشر الموقع سلسلة عن السيرة النبوية)] ..
ثم يوازيه -عليه السلام- في الأسوة ويقاربه في القدوة جده الأعلى : الخليل إبراهيم ؛ إذ أن النص يقول : {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين}[آل عمران:33]
وبالقطع فإن النبي الخاتم مِن سلالة إبراهيم الخليل فهو جده الأعلىٰ مِن ذرية إسماعيل وهو جده الأول -عليهم جميعا صلوات الله وسلامه وتبريڪاته وإنعامه-
ومن هنا نفهم أن دراسة حياة الأنبياء مِن لدن آدم إلىٰ الرسول الخاتم والنبي المتمم ليس من باب دراسة قصص المصاطب وحڪايات القهاوي وروايات القُصاص بل هي دراسة تأصيلية تشريعية منهجية لفهم صحيح العقائد وسليم الأحڪام..
ثم ثنىٰ القرآن الڪريم بــ
[( ٢ .)] {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ}
[( ٣ .)] {وَالَّذِينَ مَعَهُ}
ثم أعاد القول بــ {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} في نفس السورة ومع تسلسل ذڪر الآيات؛
ثم تأتي السنة المحمدية الطاهرة الصافية لتضيف في ترتيب الأسوة الصالحة والقدوة الحسنة فنسمعه -عليه السلام- يقول :
[( ٤ .)] « „ عليكم بما عرَفتُم من ... سُنَّةِ الخلفاءِ المهدِيِّينَ الرَّاشدينَ ” » ؛
ثم يأتي مسك الختام بذڪر العلماء الربانيين : فتقرع أذاننا قول الحبيب محمد -عليه السلام- حين يقول :
[( ٥ .)] « „ وإِنَّ العُلَماءَ هم وَرَثةُ الأنْبياءِ[(4)]” » ؛
وهنا ينبغي التنبيه :
بأن البعض خاصة مَن له صفحة علىٰ الشبڪة العنڪبوتية يتجرأ بنشر أقوال تنسب إلىٰ رسول الله -عليه السلام- ؛ والناشر [الناقل: ڪــحاطب بليل] ليس مِن أهل العلم ڪنشر أحاديث ضعيفة وبعضها موضوع أو دعاء ليس مِن سنته -عليه السلام- .

* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
مِصادر :
[(1)] رواه : البخاري في صحيحه ؛ وأضيفُ : رواه مسلم أيضاً في صحيحه، في كتاب المساجد، باب الأحق بالإمامة، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وأحمد؛ ولهذا قال صاحب[بلوغ المرام] كما سبق في باب الأذان، قال: أخرجه السبعة، وأيضاً رواه غير هؤلاء كثير .
[(2)] وتمام الحديث : « „ وعظَنا رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ- مَوعظةً ذَرَفَتْ منها العيونُ ووجِلَتْ منها القلوبُ ... فقلنا: „ يا رسولَ اللهِ إنَّ هذه لموعِظَةَ مُوَدِّعٍ .. فماذا تعهَدُ إلينا ؟ ” ؛
فقال : « „ تركتُكم على البيضاءِ ليلِها كنهارِها لا يزيغُ عنها بعدي إلا هالِكٌ ، ومن يَعِشْ منكم فسَيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بما عرَفتُم من سُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاءِ المهدِيِّينَ الرَّاشدينَ . وعليكم بالطاعةِ وإن كان عبدًا حبشيًّا عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ فإنما المؤمنُ كالجملِ الأَنِفِ كلما قِيدَ انقَادَ ” » . والحديث له روياة آخرى ويحتاج لتفصيل ليس هنا موضعه!
.[(3)] شرح لمعة الاعتقاد لخالد المصلح؛ ج: 2/ ص: 15، بتصرف يسير.
[(4)] وفي هذا الحديث قِصَّةٌ، حيثُ يقولُ كُثَيرُ بْنُ قَيْس- ويُقالُ: قَيسُ بنُ كَثيرٍ كما في رِوايةِ التِّرمذيِّ-: «كُنْتُ جالِسًا عند أبي الدَّرْدَاءِ في مَسْجِدِ دِمَشقَ، فأتاه رَجُلٌ، فقال: يا أبا الدَّرْداءَ، أتَيتُكَ من المَدينةِ- مَدينةِ رَسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-؛ لِحديثٍ بَلَغَني أنَّكَ تُحدِّثُ به عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فقال أبو الدَّرداءِ -رَضِي اللهُ عنه-: «فَما جاءَ بِكَ تِجارةٌ؟»،
قال الرَّجُلُ: «لا»،
فقال أبو الدَّرداءِ: «ولا جاءَ بِكَ غَيرُه؟»،
قال الرَّجُلُ: «لا»،
وهذا الاسْتِفْهامُ للإيضَاحِ عن سَببِ المجيءِ، وأنَّه لم يَأتِ لِطلَبِ تِجارةٍ أو عَرَضٍ من أعراض الدُّنيا، وأنَّه ما جاء به غيرُ طَلبِ ذلك الحَديثِ،
فقال أبو الدَّرداءِ -رضِيَ اللهُ عنه- عِندَما عَرَفَ نِيَّةَ الرَّجُلِ، وأنَّ سَفرَه إنَّما كان لطَلَبِ العِلْم: «فَإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقول: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا»، ودَخَلَ فيه أو مَشى، «يَطلُب فيه عِلْمًا»، أي: يَطلُب فيه عِلمًا نَافعًا خَالصًا لله تَعالى، «سلَك اللهُ به طَريقًا إلى الجَنَّةِ»، وذلك بالتَّوفيقِ إلى عَملِ الطَّاعاتِ والخَيراتِ في الدُّنيا، أو إدْخالِه الجَنَّةَ بلا تَعبٍ في الآخِرَةِ، «وإنَّ المَلائِكةَ لَتضَعُ أَجْنِحَتَها رِضًا لِطالِبِ العِلْمِ»، وهذا يَحتَمِلُ أن يَكُون مَعناه على حَقيقَتِه، أي: تَضعُ أجْنِحتَها وإنْ لم يُشَاهَد، فَتضَعُها لتَكونَ وِطاءً له إذا مَشى، أو تَكفُّ أجْنِحَتَها عن الطَّيرانِ وَتنْزِلُ لِسماعِ العِلمِ.
قال: «وإنَّ العالِمَ ليَستَغْفِرُ له مَن في السَّمواتِ ومَن في الأَرضِ، والحيتانُ في جَوفِ الماءِ»، أي: تَطلُبُ له المَغفِرةَ من اللهِ إذا لَحِقهُ ذَنبٌ، أو تَستَغْفِرُ له مُجازاةً على حُسنِ صَنيعِهِ؛ وذلك لِعمُوم نَفعِ العِلمِ؛ فإنَّ مَصالِحَ كُلِّ شَيءٍ وَمنافِعَه مَنوطةٌ به.
ثم قال مُبيِّنًا فضْلَ العالِمِ على العابِدِ: «وإِنَّ فَضْلَ العالِمِ»، وهو المُشْتَغلُ بالعِلمِ النَّافِعِ بأصولِهِ وقَواعِدِه الصَّحيحةِ، «على العابِدِ»، وهو من غَلبَ عَليهِ العِبادةُ مع اطِّلاعِه على العِلْمِ الضَّروريِّ، «كَفَضْلِ القَمَرِ ليلةَ البَدرِ على سائِرِ الكَواكِبِ»؛ لأنَّه يَعُمُّ بِنورِه الأرْضَ، على عَكْسِ الكَواكِب التي لا تُنير مع وجودِها في الكَون، وفيه تَنبيهٌ على أنَّ كَمال العِلمِ ليس للعالِمِ من ذَاتِه، بل بما تَلقَّاه عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، كنورِ القَمر؛ فإنَّه مُستفَادٌ من نُورِ الشَّمسِ، «وإِنَّ العُلَماءَ هم وَرَثةُ الأنْبياءِ، وإنَّ الأنْبياءَ لم يُورِّثوا دِينارًا ولا دِرهَمًا»؛ فليس من شَأنهم تَوريثُ المالِ، «وَرَّثوا العِلمَ؛ فَمنْ أَخَذَه» أي: بحقِّهِ، وحافَظَ عليه، وعَمِلَ به، وعلَّمَهُ للنَّاسِ، «أَخَذَ بِحظٍّ وافِرٍ»، أي: بَنَصيبٍ تامٍ وكامِلٍ. والعُلماءُ مَنوطٌ بهم تَعليمُ طُلابِ العِلمِ؛ فَينبَغي عليهم أن يُراعوا حُقوقَهم في التَّعلُّم والتَّعليمِ، ونَقلِ أمانةِ العِلمِ إليهم، وهذا يَستَلزِمُ من الطُّلابِ إكْرامَ العُلماءِ أيْضًا وتَبجيلَهم.
وفي الحديث: الحَثُّ على السَّعْيِ في طَلبِ العِلمِ.
وفيه: أنَّ اللهَ سبحَانَه جَعلَ العُلماءَ حامِلينَ لِعلْم الأنْبياءِ، لِتكتَمِلُ المَسيرةُ إلى أنْ يشاءَ اللهُ رفْعَ العِلمِ.. [الدرر]


الخميس‏، 15‏ رمضان‏، 1444هــ ~ 06 أبريل 2023م .
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
-*/*-







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-10-2023, 01:34 PM   #536

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي تَخْتانُونَ!

: تَخْتانُونَ[(١)]
وافق الإسلام ؛ الدين الخاتم المبتعث به خاتم الأنبياء وآخر المرسلين ومتمم المبتعثين .. وافق الإسلام ڪـ نظام حياة وطراز خاص مِن العيش .. وڪيفية معينة في التعامل مع الآله الواحد الأحد وڪيفية معينة في التعامل مع الآخر وڪيفية معينة في التعامل مع الذات البشرية .. وافق الإسلام - هذا - العقول النيرة والأذهان المتقدة من البشر فأبدعت بغض الطرف عن لون بشرته أو عينه أو مڪان مسقط رأسه .. ايقظ هذا العقول من غفوتها وقدح من زَّنْد الأذهان فڪرها فسمىٰ -الإسلام- بها إلىٰ ارقىٰ مناحٍ للحياة الآدمية .. فـ ارتقىٰ بــ البنية العلمية في ڪافة مناحيها وطرقها وتشعباتها .. والإجتماعية في ڪافة أوجهها وابوابها .. والاقتصادية في ڪافة منافذها ودروبها .. والسياسية المدنية منها والعسڪرية في ڪافة تشعباتها ودهاليزها .. والمعمارية في ڪافة صورها وأبداعاتها .. فــ بزغ علماء في الطب والڪيمياء والڪشف عن الداء واستخراج له دواء والفلك والهندسة المعمارية .. وليس هذا الجانب فقط بل ابدعت في علم الكلام وعلوم القرآن وأصوله وابحاث الفقه وأصوله ..
فــ علَّوا - علماء الإسلام من شتىٰ بقاع الأرض المعمورة - في سماء المعرفة وتمقعدوا في مرڪز لائق بهم فوق سحائب العلم بعلومٍ عدة عديدة شتىٰ .. وقت أن ڪانت أورُبا تعيش في ظلام الجهل وسراديب الشعوذة ، ولم تڪن أمريكا وجد لها علىٰ الخارطة الجغرافية رسم أو اسم..
فـ قدم علماء الإسلام وفق منهاج الإسلام - الوحي - بمصدرية : القرآن الڪريم والسنة النبوية العطرة في ڪافة العلوم البشرية نماذجَ مشرفة للإنسانية جمعاء - فالعلم لا يبقىٰ حبيس مصدره أو منبعه- يشهد بها العدو قبل الصديق .. فتبوؤا مقعدا لم يقترب منه أحد إذ علوم توافق النفس البشرية وتراعي متطلبات الإنسان بترڪيبته الأصلية ؛ فلا يهتم بالجسد وجوعاته علىٰ حساب النفس أو الروح ، أو تراعىٰ الروح والنفس فيهمل الجسد برهبانية ابتدعت من قِبل خرافة مفادها : أنهك الجسد تسمو الروح..
وفي نفس اللحظة راعت الشريعة الإسلامية والمنهجية المحمدية أصحاب الحاجات الخاصة وضعاف النفوس وخوار الأبدان وجوعات الجسد وطروحات الروح ومتطلباتها .. فـ أوجد الوحي الإسلامي تناسباً بين متطلبات الجسد وجوعاته وبين سمو الروح وعلو النفس فيهدأ الإنسان وينسجم مع الحياة ويتوافق مع الآخرين فيسعد المجتمع الإنساني ... وهذه هي أصل مبدأ الإسلام في الحياة وعمود خيمة المجتمع البشري.. ڪما وتوجد تناغماً بين حالة الضعف البشرية وحالة الخوار البدني والفراغ الروحي وبين حالة القوة في التحكم الڪامل في النوازع البشرية والمتطلبات الآدمية والرقي الفڪري والسمو العقلي فوجد بين البشر ضعاف النفوس ووجد من يبحث عن لذته وإشباع شهواته سواء بإنحراف وخطأ في ڪيفية الإشباع أو شذوذ .. ووجد أصحاب الهمم العالية والنفوس الراقية فوفق الشرع الحنيف بين متطلبات الأول وسمو الثاني .. والحقيقة أنها محصلة لڪيفية التربية وما يعلو في سماء المجتمع مِن قيم إنسانية راقية ومفاهيم بشرية عالية ومقاييس آدمية سامية .. ليڪتمل في أبهىٰ صورة بشرية المجتمع الإسلامي -أولاً وبادئ ذي بدء- في يثرب = المدينة المنورة النبوية - والتي طيَّبَ الله تعالىٰ ثراها بمرقده وبجواريه وزيريه الأول والثاني وخليفته الأول والثاني - ويڪتمل التفوق الذهني والسمو العقلي مع القدرة البدنية في منتهاها في بقية العصور زمن الخلافة الراشدة والمُلك الإسلامي الراشد .. ويجاور هذا كله ويقابله الضعف والخوار في الترڪيبة الأصلية لهذا الڪائن غريب الأطوار : الإنسان ..
ففي مجتمع المدينة المنورة .. وهو خير القرون وجدت حالات زنا مِن مسلمين ويهود .. وسرقة .. وڪذب .. ونفاق ومحاولات قتل .. ومخالفاتت .. وإدعاء نبوة باطلة ڪاذبة ومحاربة الله والڪيد لرسوله وتعذيب الفئة المؤمنة الصالحة الطيبة الطاهرة الزڪية وردة ومنع أو محاولة منع تطبيق بعض الأحكام ڪــ مانعي الزكاة .. إذ هو مجتمع بشري .. آدمي .. إنساني وليس مجتمعاً ملآئكياً .. ولن يستطع الإنسان بڪيانه الآدمي أن يقترب مِن درجة الملآئكة أو يدنو منها .. فيڪفي أن هذا الڪائن البشري - القوي الضعيف - خرج مِن مجرىٰ البول مرتين : مرةً مِن صلب أبيه ومرة مِن رحم أمه .. وأصل خلقته مِن تراب ويعود بعد موته إليه ..
والإنسان ومنذ بدء خلقته السوية[(٢)] وحتىٰ ڪتابة هذه السطور لم يتغير في ترڪيبته[(٣)] الأصلية الشئ الڪثير؛ فأجهزته الحيوية ڪـ المخ وخلاياه ومراڪزه والقدرة علىٰ التعلم والدراسة والفهم والاستيعاب والحفظ والإدراك واسترجاع المعلومات في الوقت الذي يحتاجها فيه ؛ تلك التي حُفظت مِن قبل وخُزِنَت ثم بالتجربة وتڪرارها تزداد سعة المعلومات الجديدة ويزيد حجمها فيتراڪم كمٌ هائل مِن المعلومات السابقة بجوار الجديدة المڪتسبة والخبرات التي حُصلت من قبل فيطور الإنسان الشئ الموجود أمامه ڪـ صناعة السيارة والطائرات أو في مجال الأجهزة التي يحتاجها في حياته اليومية في المطبخ أو غرفة المعيشة أو أماكن العمل أو الشارع العمومي والمتنزهات ووسائل الترفية والتسلية .. أو في مجال صناعة الدواء و أجهزة تشخيص الداء والڪشف على الأجهزة الحيوية للإنسان أو البناء والتشييد والزراعة وأدوات الري أو أدوات الحرب والفتك والتدمير .. وأمثالها ..
ڪما وأن رئة الإنسان - التنفس - تعمل ڪما ڪانت تعمل منذ مئات بل آلوف وملايين السنين فلم يتمڪن الإنسان أن يبقىٰ تحت الماء لأڪثر من ثلاث دقائق .. وقلبه ينبض ويضخ الدماء في ڪافة أنحاء الجسد .. والأسنان ودورها في مضغ الطعام .. واحتياجه لــ شرب الماء وعملية الهضم في المعدة والامتصاص .. ثم إخراج الفضلات تتم ڪما ڪانت من قبل ..
والتغيير الملحوظ -فقط- في اسلوب عيشة الإنسان وڪيفية حياته ثم مستوىٰ الرفاهية ودرجتها والتي تَحَصَّل عليها نتيجة إعمال العقل وتوفر المال .. وفق الزمن أو العصر الذي يعيش فيه .. فــ جداتنا غسلت الملابس بيدها وأطباق الطعام وحفيدتها تضع الجميع في غسالة صناعة وتذهب إما لتحصيل علم أو الفرجة على مسلسلات تليفُزيونية ..
فإذا أحتاج - الإنسان - إلىٰ النوم -وهو حاجة عضوية ضرورية- فسوف ينام إما علىٰ تراب تحت رأسه حجر .. أو فوق أعشاب يسند نفسه علىٰ جذع شجر أو في مغارة أو ڪهف أو في قصر عالٍ منيف وفراش وثير تحته حرير وفوقه ديباج ؛ أو في سَفره استوثر فراش فندق خلف محطة قطار رئيسة في أمهات المدن العالمية أو هيلتون المدينة وشيراتون العاصمة فينام نوماً عميقاً .. أو فوق مقعد في حديقة عامة ..
وڪذلك إخراج الفضلات المتبقية في الأمعاء أو المثانة - حاجة عضوية آخرىٰ ملحة في إخراجها وضرورية - فيخرجها في أي مڪان وعلىٰ أي هيئةأو وضع - حسب عادات وتقاليد أهله - سواء تغوط في غائط [منخفض] في الصحراء أو خلف الأشجار لا يراه ولا يشم رائحته أحد أو في غرفة خاصة[(٤)] فوق مرحاض عربي أو افرنجي ..
فهذا بالنسبة إلىٰ الحاجات العضوية الضرورية والتي إن لم تشبع يموت الإنسان ويهلك إما خنقاً لعدم توفر الهواء لرئته وعدم القدرة علىٰ استنشاق الهواء النقي أو مسموماً لإنتشار مخلفات البول في دمه أو لتوقف قلبه عن ضخ الدم أو عدم القدرة علىٰ النوم ..
تتبقىٰ الغرائز الإنسانية وهي لها عدة مظاهر تُشبع من خلالها وليس لها صورة واحدة في الإشباع ڪ غريزة النوع والتملك والبقاء ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولنبدء من تحديد البداية :
المخلوق الأول والمصنوع الأول والڪائن الأول في الوجود هو : « „ آدَمَ ‟ » ..
حقيقة خلق الإنسان أنه كما : {قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}. ولكي لا تضيع من بين أيدينا حقيقة الوجود الإنساني يذكر خالقنا فاستمع إليه وهو يقول : {أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا}.
ويخبرنا خالقنا بحقيقتين ؛ الأولى منهما : {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ} ثم يبين الحقيقة الثانية في نفس الآية استمع إليه وهو يقول : {مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون}
ثم يكمل قضية التوضيح في الخلق فيقول - سبحانه وجلَّ شأنه - : {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ} . {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِين} {إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لاَّزِب}.
ثم يبين إكمال عملية الخلق والإيجاد : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون}.
ويأتي تبيان حالة خلق الإنسان من نسل آدم استمع إليه وهو يقول : {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِق} {خُلِقَ مِن مَّاء دَافِق} {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِب} {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}.
ثم ينوع الخطاب : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُون} {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} {وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير} {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُون}.
ويؤكد الذكر على حقيقة مفادها : {خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِين} {أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِين}.
ثم يأتي التكريم والتعظيم والتبجيل والتفخيم : {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِين} ويأتي حوار استرشادي : {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين} .. ثم يؤكد على مسألة التكريم هذه بقوله : {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون}[الحِجر:28] {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِين}[الحِجر:29] {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُون}[الحِجر:30] {إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين} [الحِجر:31] {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين} [الحِجر:32] {قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون} [الحِجر:33].
يريد الذكر الحكيم التأكيد على قضية التكريم هذه فاسمع إليه وهو يقول : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء:61] {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلا}[الإسراء:62] {قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا} [الإسراء:63] {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا}[الإسراء:64] {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا}[الإسراء:65].
ثم ينتقل بنا الذكر الحكيم إلى خلق الإنسان من ذرية آدم وزوجه وللتذكير يقول :{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً}.
ثم يجمل قضية الخلق فاستمع إليه وهو يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج}.
ويأتي التذكير باسلوب : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِين} {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِين} {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين} {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُون} {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُون} .
يؤكد على تلك الحقيقة : النهاية المحتومة : {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِير}.
ثم يؤكد على حقيقة بعد الخلق والتنشأة فيقول : {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم}.
ثم يتم الإخبار بقضية العلم والتعليم وكيف ركز عليها الذكر الحكيم أيما تركيز وأي اهتمام فاستمع إليه وهو يقول : {الرَّحْمَن} {عَلَّمَ الْقُرْآن} {خَلَقَ الإِنسَان} {عَلَّمَهُ الْبَيَان}.
ويخبرنا خالقه وصانعه ومبدعه في نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة يقوله فيه : {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} ..
و
النص هذا لا يحتاج لمزيد توضيح أو تفسير أو تأويل ؛ وإن شرحه حَبر هذه الأمة عبدالله بن العباس - رضي الله عنهما -؛ عم النبي المصطفىٰ - عليه السلام - ..
فــ آدم لم يتلقَ تعليماً أو درساً من أحد فهو المخلوق الأول ؛ فلا أب له يأدبه ويربيه ، ولا أم له ترعاه وتعلمه ، وهو يحتاج لتلك المعلومات الأولية والتي ذڪرتها آنفاً .. فڪان من رحمة خالقه ومبدعه أن ذڪر لنا هذه الآية ؛ ولڪي نوضح هذه المسألة أڪثر نستعين بآية آخرى في نفس الموضوع ونفس المسألة وهي أيضا قطعية الثبوت قطعية الدلالة .. تقول: {وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا} وجاء التعبير في الآية الڪريمة بلفظ الجلالة {اللّهُ} الدال علىٰ ذاته العَلِية؛ واسمه الذي لم يسمَ غيره به .. فلم يأت بأي اسم من اسمائه الحسنىٰ علىٰ كثرتها .. ثم جاء الإخبار في نفس الآية بأن هذا الخالق الصانع المبدع المنشأ أوجد بعد الخلق فقال {جَعَلَ} أي بعد التخليق والتنشأة والتكوين والإبداع فــ جعل : أدوات التعليم المخلوقة مع الإنسان : ذڪر كان أو انثىٰ وخرج إلىٰ الحياة بغض الطرف عن مڪان خروجه .. أفي القارة الأوربية المتحضرة - الأن - أو أمريكا والتي تسعىٰ أن تڪون الدولة الأولىٰ في العالم أو في الصين والتي تزاحم الدول الصناعية الكبرىٰ أو في بلاد الهند ومن يعبد بقر أو في أوساط أفريقيا وأدغالها فمَن يخرج من فصيلة الإنسان في أي بقعة علىٰ الأرض يمتلك ذاتياً أدوات التعليم والتعلم فذڪرت الآية علىٰ الترتيب : {وَجَعَلَ لَكُمُ :
(١) : {الْسَّمْعَ} : فــ بـ آلة السمع يتمڪن الإنسان مِن معرفة ڪل ما حوله من أصوات ومن خلال السماع يتعلم اللغات ويعرف مدلولات الألفاظ .. فاللفظ ڪذا يدل علىٰ ڪذا فيتعلم صنعة التڪلم والمخاطبة والحديث والتعبير عما بداخله من فرح وسرور أو حزن وألم .. والكتابة والحساب .. وجاء اللفظ بصيغة الإفراد ..
وَ
(٢) {الأَبْصَارَ} : جاء اللفظ هنا بصيغة الجمع وليس بصيغة الإفراد {البَصَرَ} .. مما يشير ويلفت الانتباه بأن الإنسان يحمل عدة قدرات للإبصار ؛ ليس البصر أي الرؤية بالعين المجردة اللتان في الرأس.. فقط
وَ
(٣) {الأَفْئِدَةَ} : وهذه اللفظة أيضا جاءت بصيغة الجمع ؛ وصيغة المفرد : {الفُوأد} وهذه الآية تحتاج إلىٰ صحيح تفسير وسليم تأويل ودقة في التعبير والشرح .. وما يهم الأن أن الإنسان الأول {آدم} مع أنه يملك بالقطع هذه الأدوات إلا أنه أحتاج لمعلومات أولية عن الحياة التي وجد فيها فهو ليس طفلا بل [رجلا] كاملا فاحتاج إلىٰ تلك المعلومات الأولية والتي ستصبح عنده معلومات سابقة سيبني عليها ومن بعده ذريته معلومات جديدة تتراڪم علىٰ مر الأزمان وڪر الدهور .. إذ الوليد مِن أم وأب سيقومان بتعليمه وتدريسه بغض الطرف عن الڪيفية والوسيلة أبدائية ڪانت(!؟) أو طريقة تعليم وتدريس متقدمة علمياً ..
ثم خُتمت الآية بقول - عزَّ وجلَّ -: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} .
ويأتي توضيح : {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والفارق بين الغريزة عند الإنسان .. والحاجة العضوية .. أن الأولىٰ لا تستلزم الإشباع الحتمي ، بل تُشبع من خلال مظاهرها ، وأما الثانية - الحاجة العضوبة - فهي تستلزم وتتطلب الإشباع الحتمي
- ڪـ الجوع : الحاجة: إلىٰ طعام .. أو
- العطش والظمأ : الحاجة إلىٰ شراب ..
- الراحة والحاجة إلىٰ النعاس والنوم ..
- والتنفس : الحاجة إلى الهواء ..
- وإخراج الفضلات من الجسد من خلال العرق والتبول والتبرز ..
أما الميل الجنسي فيتطلب فقط إشباعاً وليس ضرورياً ؛ وما لم يُشْبَع يحدث اضطرابا في سلوك الإنسان وقلقا وإعوجاج مزاج .. وقد يحدث(!) - في رهبانية ابتدعوها - إنحراف وخطأ أو شذوذ في كيفية الإشباع ..
بيد أن الثقافة غير إسلامية تجعل الجنس في درجة علوية والتعري والتڪشف والإباحية ثقافة عند بعض الشعوب ؛ وممارسة الجنس دون وازع خُلقي [الخُلق الحميد؛ مڪارم .. محاسن الأخلاق=] أو إنساني [اختلاط الأنساب ؛ الانحراف أو الخطأ أو الشذوذ أو استعمال منتجات صناعية واستخدام أطفال] أو ديني [لا تقربوا الزنا = حرام .. يقابله الحلال = وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا] فلا يوجد عندهم ما يسمىٰ حرج - وهو أدنىٰ درجة في الحياء ڪما عند المسلمين وفقاً لمبادئ الإسلام وتعريف حدود العورة لڪل من الذكر عند البلوغ ؛ والأنثىٰ إذ بلغت مبلغ النساء ..
هنا تظهر نوع الثقافة وڪيفية ممارستها أو ما يسمىٰ „ المفهوم ” و „ القيمة ” و „ المقياس ” أي فڪرة عن الحياة ارتبطت بالسلوك.. فصارت مفهوما أو مقياسا أو قيمة عند مزاولة عمل ما!
لذا فــ الإنسان يحتاج إلىٰ تنوع في التربية النفسية والتربية البدنية تجاه خالقه ورازقه تسمىٰ „ عبادة ”.. وعند الآخرين يذهب إلى الطبيب النفسي أو مصحة تأهيل أو يمارس نشاط بدني في صالات الرياضة ونواديه مع التربية والتعليم لمتطلبات الحياة في المدارس والجامعات والمعاهد والأكاديميات ؛ فأوجد الخالق وهو السميع العليم أنواعا من العبادات وأشڪالا من التقرب إليه يحبها هو ويرضىٰ عنها ويريد من يعبده أن يتعبده بهذه الڪيفية ومن خلال هذا الطريق .. فأوجد - سبحانه وجلَّ شأنه - نظام عبادة إثناء الحالة الطبيعية والتي يڪون عليها الإنسان في نهاره وإثناء معاشه اليومي من طهارة حسية بدنية وروحية وقلبية .. فجعل إخراج فضلات من جسده تحتاج إلى نظافة معينة وتطهير بطريفة خاصة من خلال مسح الموضع الذي خرجت منه الفضلة أو إغتسال ڪامل يعم البدن ڪله أو التيمم .. وفرق الشارع الحكيم بين الودي والمذي وبين المني ؛ وفرق سبحانه بين الدم من جرح أو خروج دم الحيض والنفاس أو الاستحاضة .. بل فرق بين عدة ألوان ورائحة دم الحيض وفرق بين البول ؛ والبراز ، وبين العرق ؛ ودمع العين ؛ ورطوبة الأنف ؛ أو رطوبة فرج المرأة ، وقد بيَّنَ هذه الأحڪامَ الشرعيةَ الفرعيةَ العمليةَ السادةُ علماءُ الأمة الإسلامية - إما وفق المذهب الواحد وإما في مقارنة الفقه - ثم أوجد الخالق الرازق رابط قوي بينه ڪـ رب مالك وخالق وبين عبده الإنسان المطيع من خلال صلوات بــ رڪوع وسجود علىٰ طهارة ڪاملة خمس مرات في اليوم والليلة فيعيش الإنسان يومه على طهارة بين الصلوات ؛ وقبل الصلوات ؛ وبعد الصلوات ڪـ مراقبة ذاتية لنفسه مع وجود تقوىٰ الله تعالىٰ ..
ثم كُتب عليه الصيامَ شهرا قمريا في العام .. وهذا أقرب ما يڪون إلىٰ مراقبة ذاتية فعلية عملية حين يمتنع عن ڪل ما اباحه الخالق بقية شهور العام الهجري .. ثم تضاف سنة صلاة التراويح ، وسنة التهجد في ليل بعد نوم ولو لساعة من الزمان ، وسنة الاعتڪاف ، وقراءة ورد يومي .. ڪــ جرعات متتالية مڪثفة في شهر واحد فقط في العام .. وبعد الإنتهاء من الشهر الفضيل رمضان الڪريم صياماً وقياماً وقراءة ورد يومي واعتكاف في المساجد .. تأتي تربية من نوع آخر متقطعة على مدار الإسبوع ڪـ صوم الإثنين والخميس أو على مدار الشهر ڪــ أيام البيض القمرية أو على مدار العام عاشوراء وتاسوعاء أو يوم عرفة لمن ليس حاجاً .. ثم يوضح رسول الإسلام ونبي آخر الزمان ثواب وجزاء مَن يفعل ذلك !..
ولڪي تڪتمل الصورة أمام المسلم ..
نجد :
(١) : قول النبي البشير : « أفْلَحَ إنْ صَدَقَ [(٥)] ». بعد ما سمع الرجل النجدي يقول وقد اقسم : " واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا ولَا أنْقُصُ ". لمن اقتصر على الفروض دون المندوبات ولم يقم بـ النوافل ولم يأتِ بــ المستحبات!
(٢) « سَاعَةً وَسَاعَةً[(٦)] »
.. فالحياة والمعيشة كما قال -عليه السلام- : ساعة عبادة وطاعة .. وساعة مع الأشغال لكسب لقمة العيش ومع الأهل والأصدقاء والأولاد ..
لذا جاء النص واضحا وصريحاً : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون}.
والتركيبة الأصلية للإنسان تميل إلى الدعة وبعض الكسل .. فيكشف لنا الخالق حقيقة : {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَد}. وقبلها في نفس الآية الكريم يبين سبحانه وتعالىٰ شأنه : {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ} {الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِين}.
لذا فقد وجدت الرخص فقال -عليه السلام- « „ إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه ” ».
وهذا لعلمه سبحانه الكامل بهذا المخلوق .. فجميع التكاليف بها من اليسر والسهولة دون العنت والضيق ما هو في طاقة الإنسان العادي ؛ لذا تسمعه يقول في مسألة الامتناع عن الشراب والطعام والخلوة بالزوجة : « „ يريد الهو بكم اليسر ” ».. ثم يؤكد« „ ولا يريد بكم العسر ” » .
ثم يبين أطوار هذا المخلوق : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير}. {أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} . {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} .

ــــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ ـــــ
* (يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ) *
‏الإثنين: 19‏ رمضان‏، 1444هــ ~ 10 أبريل 2023 م.
ــــــــــــــــــــــــ
[(١)] تمام الآية تقول : {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ : {عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ}..{فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ}..{فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُون} [البقرة:187].
[(٢)] مصداقا لقول الخالق {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم}[التين:4]
[(٣)] . تمكن العلم الحديث من زرع أسنان صناعية في فك الإنسان؛ وزرع قلب من إنسان آخر أو تركيب دعامة للقلب لتنظيم دقاته ببطارية؛ وتركيب ركبة ومفاصل وأطراف صناعية .. وما زال باب العلم التجريبي مفتوح على مصرعيه في كافة مجالات الحياة للإنسان ... .
[(٤)] في زيارة لمتحف في مدينة جراتس بالجمهورية النمساوية توجد قاعة بها متعلقات إلإمبراطورية النمساوية والملكية المجرية وقد رأيتُ وعاءً من الخزف كانت تضع فيه إليزابيت الملكة فضلاتها بعد مدة من تناول طعامها وشرابها وتحمله وصيفة لها وتلقيه خارج القصر .. وقرأ الجميع أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية -بوش الأبن- أحضر معه ورق تواليت لتنشيف وتجفيف ما يخرج منه خوفا من أن يضع أحدا ما سما رعافا في غرفة قضاء الحاجة!.. وكانت تمزح آحدى الأمهات مع رفيقتها بأن قضاء الحاجة في المبولة العمومية في عاصمة الألب يدفع عليها رسم دخول .
[(٤)] وتمام الآية : {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِين}[البقرة:31].
[(٥)]عن طلحة بن عبيد الله -رضي اللّٰه عنه- قال: ” جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا، فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وصِيَامُ رَمَضَانَ. قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: وذَكَرَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الزَّكَاةَ، قالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ. قالَ: فأدْبَرَ الرَّجُلُ وهو يقولُ: واللَّهِ لا أزِيدُ علَى هذا ولَا أنْقُصُ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أفْلَحَ إنْ صَدَقَ”..
[(٦)] أنَّ حَنْظَلةَ الأُسَيْديَّ -وكان مِن كُتَّابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قال: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ، فَقالَ: كيفَ أَنْتَ يا حَنْظَلَةُ؟ قالَ: قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قالَ: سُبْحَانَ اللهِ! ما تَقُولُ؟ قالَ: قُلتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، فَنَسِينَا كَثِيرًا، قالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هذا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حتَّى دَخَلْنَا علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قُلتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، يا رَسُولَ اللهِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَما ذَاكَ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ، تُذَكِّرُنَا بالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حتَّى كَأنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِن عِندِكَ، عَافَسْنَا الأزْوَاجَ وَالأوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ، نَسِينَا كَثِيرًا، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، إنْ لَوْ تَدُومُونَ علَى ما تَكُونُونَ عِندِي وفي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ المَلَائِكَةُ علَى فُرُشِكُمْ وفي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. [ انظر : مسلم؛ في: صحيحه: (2750)؛ الحديث: صحيح] .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-18-2023, 02:39 PM   #537

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي خميس صعود السيد المسيح .. ابن الإله!

تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية مساء اليوم الخميس بعيد الصعود، وهو تذكار صعود السيد المسيح الى السماء حيا بعد قيامته بـ ٤٠ يوما...
ويعتبر
عيد الصعود واحدًا من بين 12 عيدًا تحتفل بهم الكنيسة الأرثوذكسية، ويخلد ذكرى المرة الأخيرة التى ظهر فيها المسيح ليتحدث لتلاميذه، حيث حاورهم أكثر من مرة على مدار أربعين يوما بينها ظهوره لتلاميذه عند بحيرة طبرية، أما المرة الأخيرة فكانت على جبل الزيتون ثم ارتفع إلى السماء واختفى وراء السحب أمام أعين التلاميذ.
ويعد عيد الصعود المجيد هو نهاية فترة الخماسين المقدسة ويبدأ بعده مباشرة صوم الرسل، حيث يختلف عدد أيامه سنويا وفقا لحسابات فلكية فيتراوح ما بين 14 يوما وحتى 43 يوما، وينتهى يوم عيد الرسل وهو يوم استشهاد القديسين بطرس وبولس.
وعيد الصعود من الأعياد السيدية الكبرى، حيث تنقسم الأعياد في الكنسية إلى "سيدية كبرى وسيدية صغرى"، وفيه صعد المسيح إلى السماء بعد أن أتم عمل الفداء أو أكمل كل التدبير الخلاص من بعد أربعين يوما من قيامته.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-18-2023, 02:46 PM   #538

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

ومن الأهمية التاريخية معرفة متى بدأ الإحتفال بهذا الصعود!؟....
والإجابة أنه يرجع الاحتفال به إلى نهاية القرن الرابع الميلادي على الأقل.
والصعود هو أحد خمسة أحداث مفصلية في السرد القصصي في الإنجيل حول حياة يسوع مع :
- معموديته
و
- تجليه
و
- صلبه
و
- قيامته.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-18-2023, 02:51 PM   #539

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

ملحوظة :
السرد القصصي في الأناجيل لحياة أبن الإله لا يحتاج إلى إعمال عقل أو توقد ذهن ؟؟؟ ..
بل يلزم تصديق بهذا السرد دون سؤال :
كيف !؟ ..
و
لماذا!؟
و
متى!؟







  رد مع اقتباس
قديم منذ /05-18-2023, 02:57 PM   #540

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,289
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي

صعود يسوع إلى السماء
(تقرأ في : إنجيل مرقس ؛ الإصحاح : (16) : الآيات: من 19– إلى : 20)
ثُمَّ إِنَّ الرَّبَّ بَعْدَمَا كَلَّمَهُمُ ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ اللَّهِ..
ـــــــــــــــــ
الربُّ في هذا النص هو يسوع المسيح ابن مريم العذراء البتول .. ابن الله ..
والله في هذا النص هو الآب الذي ارسل ابنه [(المخلص)]!







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« نظرات فى مقال الثقب الأسود .. وحش درب التبانة المخفي | أكل لحوم البشر »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
[١٣] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ :« خُطْبَةُ الْجُمُعَةِ » د. محمد الرمادي منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 1617 06-09-2022 01:41 PM
[١١] الْكِتَابُ الْحَادِيَ عَشَرَ كِتَابُ « قَصَصِ » « أَحَادِيثِ » الْأَنْبِيَاءِ د. محمد الرمادي منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 112 02-05-2022 05:02 PM
« ۱٤ » ﴿ الْكِتَابُ الرَّابِعَ عَشَرَ «الْمَوْتُ» ﴾ د. محمد الرمادي منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 10 04-04-2015 06:25 PM
[13] الْكِتَابُ الثَّالِثَ عَشَرَ : كِتَابُ الطِّبِّ د. محمد الرمادي منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 23 03-16-2015 12:54 AM
﴿ « „ مِصْرَ ‟ » ﴾ الْكِتَابُ الرَّابِعُ عَشَر د. محمد الرمادي مواضيع عامة - ثقافة عامة 10 12-28-2014 07:43 PM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 05:35 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩