الْكِتَابُ الْخَامِسَ عَشَرَ : « „ عَنْ الْمُنَاسَبَاتِ ‟ »

[د. محمد الرمادي]

ليلة الإسراء والمعراج

1.] الإسراء

[د. محمد الرمادي]

﴿هل الإسراء كان في رجب !؟﴾

[١ . ] الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : المصطلحات:

منذ سنوات طوال نسمع عن إضافةٍ أمر ما إلى إسلام الله؛ تعالى في سماه وتقدست اسماه؛ يقول خالقنا ورازقنا :﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾[الْآيَةَ: ١٩] ﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَاب﴾[الْآيَةَ: ١٩؛ سُورَةُ: آل عمران: ]"
ثم يقول صاحب الأمر والنهي في نفس السورة : ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين﴾[الْآيَةَ: 85؛سُورَةُ: آل عمران]
ويأتي مسك الختام ﴿الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم﴾[الْآيَةَ: 3؛ سُورَةُ:المائدة]
ثم يؤكد ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُون﴾[الْآيَةَ:125؛ سُورَةُ: الأنعام]
ثم يقول ﴿أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِين﴾[الْآيَةَ:22؛ سُورَةُ: الزُّمر]

تَعَمُّد الْكَذِبِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ

عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ وقبل أن نقول متن الحديث لنا ثلاث وقفات أو ثلاثة مشاهد في النص :
1.] الأول قول المصطفى :
[١.] » بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً «،
وهذا هو المشهد أو الموقف الأول من الحديث الشريف؛
2.] المشهد الثاني قول المجتبى
[2] » وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ « ،
أما
3.] المشهد الثالث من النص الشريف فقول المرتضى :
» [3] وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ . « [الحديث رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ في صحيحه]
كل نص من متن هذا الحديث الشريف حكم شرعي في حق المسلم؛ وما يهمنا النص الثالث من متن الحديث؛ وهو قوله عليه السلام:
» وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ «
والمسألة هنا ما قيل أو نُسب للنبي عليه السلام من أقوال في موضوع شهر :" رجب".
والمفيد من النص النبوي : اتَّفَاقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى تَغْلِيظِ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ مِنَ الْكَبَائِرِ، حَتَّى بَالَغَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجُوَيْنِيُّ فَـحَكَمَ بِـ كُفْرِ مَنْ وَقَعَ مِنْهُ ذَلِكَ، وَكَلَامُ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ يَمِيلُ إِلَيْهِ.
لذا لزم -مني- التنويه.
أما
التنبيه الثاني :" مَعْنَى كَذَبَ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ أي نَسَبَ الْكَلَامَ كَاذِبًا إِلَيْهِ سَوَاءٌ كَانَ عَلَيْهِ أَوْ لَهُ .
وَبِهَذَا يَنْدَفِعُ زَعْمُ مَنْ جَوَّزَ وَضْعَ الْأَحَادِيثِ لِلتَّحْرِيضِ عَلَى الْعِبَادَةِ، كَمَا وَقَعَ لِبَعْضِ الصُّوفِيَّةِ الْجَهَلَةِ فِي وَضْعِ أَحَادِيثَ فِي فَضَائِلِ السُّورِ، وَفِي الصَّلَاةِ اللَّيْلِيَّةِ وَالنَّهَارِيَّةِ وَغَيْرِهِمَا".
الحديث السابق رواه البخاري أما
الحديث الثاني فهو :
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ :
» مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ «. رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وقد تورع رجالات الصحابة عن القول: قَالَ غُنْدَرٌعَنْ شُعْبَةَ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِعَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْت لِلزُّبَيْرِ : يَا أَبَتِي ، مَالِي لَا أَسْمَعُك تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم كَمَا أَسْمَعُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَفُلَانًا وَفُلَانًا ؟
فَقَالَ : إنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ مُنْذُ أَسْلَمْت ، وَلَكِنِّي سَمِعْت مِنْهُ كَلِمَةً يَقُولُ »: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ «.
ونعزز ما نريد أن نؤكده في هذه المقدمة وإن أطلنا النفس فيها لأهميتها القصوى ؛ إذ أن المسألة مسألة وحي آلهي وتشريع سماوي ومنهاج رباني وهدي نبوي ، ومسألة قال الله سبحانه وتعالى وقال رسول الله عليه السلام وليس قول رجال بعقولهم أو قول جماعات لأهوائهم ومصالحهم ؛ نعزز ما نريد ان نؤكد فـ :
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ : سَمِعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ »: إيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي ، فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلْيَقُلْ حَقًّا أَوْ صِدْقًا ، وَمَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ «.
ذكر صاحب المصنف ثمانية عشر حديثاً في هذه المسألة .....

[د. محمد الرمادي]

عن سماك بن حرب قال سمعت عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود يحدث عن أبيه قال سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقول » :

إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.« قال أبو عيسى ؛ الترمذي :" هذا حديث حسن صحيح".
هل حادثة الإسراء تمت في شهر رجب!؟

[د. محمد الرمادي]

أعتذرعن الإطالة؛ ولكن قصدتُ - ومن الله التوفيق والسداد - إثبات أن التشريع والمنهاج أكتملا حين أنتهى الوحي وانتقل المصطفى الهادي عليه السلام على الرفيق الأعلى؛ فــ

زيادة ركعة أو حكم: طعن في نبوة محمد بن عبدالله وطعن بخنجر مسموم في شريعة السماء الخاتمة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تَمْهِيدٌ:

حين تتبعت أقوال السادة العلماء في صحة القول المنسوب إلىٰ النبي المصطفىٰ والرسول المجتبىٰ والحبيب المرتضىٰ؛ هل يوجد حديث يعتبر ونأخذ به في تعيين :

ليلة السابع والعشرين من شهر رجب باعتبارها ليلة الإسراء؛ تبين لي أنه قول:

[١.] لا أصل له؛ و

[٢.] لا يصح سنده و؛

[٣.] حديث غير صحيح .

ويعني هذا البحث أن المتن أي نص القول: لم يقله النبي المصطفى والسند واه لا يصح. و

هذه خلاصة ما توصلتُ إليه :

هل حادثة الإسراء حدثت في رجب!؟

[د. محمد الرمادي]

[١.] القول الأول " عنالقاسم بن محمد بن أبي بكر قال :« أنَّ الإسراءَ بالنَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كانَ في سابعِ عشرينَ مِن رجبٍ ».

قال ابن رجب في : لطائف المعارف: (233)؛ الحديث: روي بإسناد لا يصح .

[٢.] القول الثاني :« أنَّ الإسراءَ كان أوَّلُ ليلةِ جمعةٍ من شهرِ رجبَ وهي ليلةُ الرَّغائبَ ».

قال ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: (3 /107)؛ الحديث: لا أصل لذلك .

[٣.] القول الثالث :« أن الإسراءَ كان ليلةَ السابعِ والعشرين من رجبٍ » .

وقال ابن كثير أيضاً في : البداية والنهاية: ( 3 /107)؛ الحديث: لا يصح سنده .

[٤.] القول الرابع : « ما ورد أنَّ الإسراءَ كان في شهرِ رجبٍ ».

قال محمد الأمين الشنقيطي: في : محاضرات الشنقيطي: (60)؛ الحديث: لا أصل له .

[٥.] القول الخمس :« ما جاء في أنَّ ليلةَ السابعِ والعشرين من رجبٍ هي ليلةُ الإسراءِ والمعراجِ » .

قال عبدالعزيز بن باز في: فتاوى نور على الدرب: ( 3 /104) ؛ الحديث: غير صحيح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إشكالية البحث؛ وصعوبته:

تكمن الإشكالية في إحتفالية الأزهر الشريف به؛ وصعوبته تعود لموقف فضيلة الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر؛ ووزير الأوقاف؛ وهم أهل الرأي الشرعي الرسمي في الدولة المصرية؛ ثم يأتي الجهاز التنفيذي لـ عاصمة مصر: محافظ القاهرة، ثم تكتمل الدائرة الشرعية الرسمية بـ قول فضيلة مفتي الديار الدكتور ، ثم يأتي مشاركة مكملة لتعطي زخماً في الإحتفال من نقيب الأشراف، فـ مشاركة شيخ مشايخ الطرق الصوفية ".

هذا ويقابلهم جميعاً رأي :" الدعوة السلفية " سواء بـ مقرها الرئيسِ أو بـفروعها في الدول والبلدان؛ فـ نحن أمام رأيين مختلفين ...

الرأي الأول يرى أن الإحتفال بيوم 27 رجب من كل عام ليلة الإسراء بدعة.

والرأي الثاني : يقول بـ جواز الإحتفال .

وهذا جزء قادم من البحث ؛ بإذنه تعالى

د. محمد فخر الدين الرمادي

الجمعة 14 رجب 1439هـ ~ 30 مارس 2018م

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحوظة:

ليلة الإحتفال : 11 .. 12 ابريل....

[د. محمد الرمادي]

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَبِهِ نَسْتَعِينُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ

اسعى مع حضراتكم .. بعون من الله تعالى وفضل... اسعى إلى إعادة النظر في النص القرآني القطعي الثبوت؛ والذي نزل وحياً مِن مَن رفع السموات بغير عمدٍ نراها بواسطة أمين السماء على وحي ربه جبريل عليه السلام نزل به على قلب أمين السماء والأرض على وحي باعثه ومتمم به رسله: محمد بن عبدالله بن المطلب صلى الله عليه وآله وسلم والنص القرآني يقول :

« بِسْمِ اللَّهِ الْرحَمَنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَاۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ »

[آية : 1؛ من سورة الإسراء : ورقمها : 17]

ومَن يقرأها يرى أنها قطعية الدلالة.. غير أن ما لدينا من أحاديث وأخبار يبين لنا أنها ظنية الدلالة في بعض المشاهد من الآية الكريمة..

لذا سابحثها مع حضراتكم من خلال ثمان مسائل .. وقد تزيد !!.

**

ابن هشام :" قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: كَانَ مِنْ الْحَدِيثِ فِيمَا بَلَغَنِي عَنْ مَسْرَاهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَعَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَالْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ( الْبَصْرِيِّ)، وَابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، وَقَتَادَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَأُمِّ هَانِئِ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، مَااجْتَمَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كُلٌّ يُحَدِّثُ عَنْهُ بَعْضَ مَا ذُكِرَ مِنْ أَمْرِهِ حِينَ أُسْرِيَ بِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ فِي مَسْرَاهُ .

وَمَا ذُكِرَ عَنْهُ:

بَلَاءٌ وَ

تَمْحِيصٌ وَ

أَمْرٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ( عَزَّ وَجَلَّ ) فِي قُدْرَتِهِ وَسُلْطَانِهِ،فِيهِ

عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، وَ

هُدًى وَ

رَحْمَةٌ وَ

ثَبَاتٌ لِمَنْ آمَنَ وَصَدَّقَ، وَ

كَانَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى يَقِينٍ، فَأَسْرَى بَهْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَيْفَ شَاءَ، لِيُرِيَهُ مِنْ آيَاتِهِ مَا أَرَادَ، حَتَّى عَايَنَ مَا عَايَنَ مِنْ أَمْرِهِ وَسُلْطَانِهِ الْعَظِيمِ، وَقُدْرَتِهِ الَّتِي يَصْنَعُ بِهَا مَا يُرِيدُ ([1]) .

[د. محمد الرمادي]

أراد مَن تعالى في سماه وسمت اسماه أن يثبت واقعة الإسراء فصدّر سورةً من سور القرآن العظيم والذكر الحكيم بما جرى... وبنظرة في بطون الكتب ومراجعة ما جاء في السنة المحمدية الطاهرة تجد أن هذه السورة الكريمة سميت بثلاثة اسماء :

[د. محمد الرمادي]

[د. محمد الرمادي]

ليلة النصف من شعبان

يستلزم الحديث عن ليلة النصف من شعبان تقديمه بمقدمتين:

1. ] الأولى منهما تتحدث عن أيام الله تعالى في سماه وتقدست اسماه، و

2. ] الثانية تتحدث عن الأخذ بالحديث الضعيف واعتماده في فضائل الأعمال...

2. 1. ] وما قول علماء أهل السنة والجماعة في مسألة الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال كقول الإمام أحمد بن حنبل والرأي المعتمد عند السادة الشافعية والسادة المالكية والسادة الأحناف...

وإن كان الأصل ترتيب ذكر أسماءهم وفق حضورهم الزمني

3. ] وأقوال السادة العلماء بدءاً من التابعين مثل خالد بم معدان ومكحول ولقمان بن عامر وهم من تابعي الشام وقول الإمام الأوزاعي ؛ وهو أيضا من علماء الشام .. ثم ماذا قال علماء الحجاز وعلماء نجد ... مثل عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ... وما قاله الشيخ شلتوت... فالباقوري ... د. أحمد عمر هاشم ... و د. علي جمعة ... وهؤ لاء من علماء الأزهر الشريف..

[د. محمد الرمادي]

المقدمة الأولى :

1. ] ورد أثر رواه: محمد بن مسلمة:

« إنَّ لِربِّكم -عزَّ وجلَّ- في أيَّامِ دهرِكمنَفَحاتٍ فتعرَّضوا لها؛ لعَلَّ أحَدَكم أنْ تُصيبَه منها نَفحةٌ لا يشقى بعدَها أبدًا ».

انظر:

1.) الطبراني في المعجم الأوسط: 3 /180؛ لا يروى هذا الحديث عن محمد بن مسلمة إلا بهذا الإسناد تفرد به أحمد بن عبدة.

2.) وعنده في المعجم الأوسط: 6 /221؛

3.) وعند الهيثمي في مجمع الزوائد: 10 /234؛ وقال :" الحديث فيه مَن لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا.‏"‏

4.) والألباني في ضعيف الجامع :1917؛ حكم على الحديث بـ الضعيف.

وجاء بــ

رواية أبي هريرة :

« إنَّ لربِّكُمْ في أيامِ دهرِكُمْ نفحاتٌألا فتعرَّضوا لها ».

انظر:

1. ) العراقي في : تخريج الإحياء : 1 /251 ؛ الحديث: إسناده مختلف فيه .