كافاني سار على طريق نيمار .. ولاعبو تشيلي أضاعوا فرصًا بالجملة

[الفيلسـوف]

انتصر منتخب تشيلي على منتخب الأوروغواي بعد أن تمكن من فرض أسلوبه والحفاظ على روجه العالية التي ظهر بها في هذه البطولة أما الأوروغواي فودعت البطولة دون أن تترك لأحد أي شيء يتأسف به على خروجها.

سامباولي وجد بالاعتماد على رباعي دفاعي طريقة فعالة بعد خماسية بوليفيا ، لكنه أجرى تغيير بالخط الخلفي وبدأ بمينا بدلاً من بوسيجور ، في حين لم يجد المدرب أي ضروروة لإحداث تغيير آخر ، وبالمقابل فضل تاباريز البدء برولان كمهاجم إلى جانب كافاني عله يدخله أجواء البطولة.

حامل اللقب دخل المباراة بنوايا دفاعية ، فوسط تشيلي سيطر سريعاً على الملعب وفي معظم فترات الشوط الأول لم تنزل نسبة استحواذ أصحاب الأرض على الكرة عن 72% ووصلت بمراحل كثيرة إلى ما يزيد عن 80% في وقت حاول فيه منتخب الأوروغواي خلق خطورة من خلال الكرات الثابتة أو التسديد من بعيد.



سيناريو الشوط الأول حمل في طياته محاولات كثيرة لتشيلي لكن الدقة غابت كثيراً عن أصحاب الأرض فكانت نسبة الكرات التي وصلت لموسليرا قليلة مقارنة بعدد التسديدات ، أما منهج الأوروغواي لإيقاف الخصم فلم يأتي دائماً بالنجاح وكان التشيليون بأوقات كثيرة قادرون على التفوق على دفاع الخصم دون أن يتمكنوا من التسجيل.

ما تغير بهذه المباراة هو مشاركة فالديفيا للعب كلاعب وسط رابع أكثر من أن يكون خلف المهاجمين فساهم باستلام وتسليم كرات كثيرة ، إضافة لذلك استمر منتخب تشيلي بالاعتماد على اللا مركزية بالتحرك الهجومي فداور فيدال وآرانغيز كثيراً بتحركاتهما بين العمق والأطراف بالتناوب مع فارغاس وسانشيز وهو مازاد من خطورة الفريق في الشوط الثاني وزاد الضغط على دفاع الأوروغواي.

أول التغييرات الكبيرة في سيناريو المباراة تمثل بطرد كافاني بعد تلقيه البطاقة الصفراء الثانية قبل 27 دقيقة من النهاية ليغادر الملعب دون أن يتمكن من إطلاق أي تسديدة أو صناعة أي فرصة أو ترك أي بصمة خلال هذه البطولة.



بعد الطرد انتظر سانباولي ثماني دقائق ، وحين شعر أن الفريق بحاجة لتغيير وأن الخصم استكان تماماً للدفاع ، قام بإقحام المهاجم بينيا مكان فارغاس ولاعب الوسط فيرنانديز مكان دياز باحثاً عن زيادة النفس الهحومي ، ومع دخول فيرنانديز زادت إمكانية المداورة بين عناصر الوسط هجومياً مع خروج لاعب الوسط الدفاعي دياز ، وهذا ما أثمر عن كرة مرتدة من الحارس استقبلها فالديفيا الذي اختار تدوين اسمه على صناعة هدف ثالث في البطولة فأعطى تمريرة قصيرة لإيسلا الذي أعلن عن افتتاح التسجيل قبل تسع دقائق من النهاية.

ردة فعل السماوي كانت غائبة تقريباً بظل عدم تراجع تشيلي للخلف وبقاء لاعبي الوسط في المواقع الهجومية بحثاً عن منع الخصم من التقدم ، وقبل دقيقتين من النهاية قُضي على أحلام الضيوف مع خروج فوسيلي بالبطاقة الحمراء ليقتنع الأوروغويانيون بعدم جدوى الهجوم ويغادر حامل اللقب البطولة من دورها ربع النهائي أما تشيلي ولثالث مرة خلال أربع مباريات تمكن الفريق من الحفاظ على نظافة شباكه وبلغ الدور نصف النهائي وأقنع الجميع بأن استضافته للبطولة تشكل فرصة ذهبية لتحقيق اللقب.

بالمجمل مثّل أليكسيس أحد أوضح أشكال عدم الدقة بالتسديد فحاول التسجيل خمس مرات وجميع محاولاته كانت خارج المرمى ، بالمقابل حاول فيدال أربع مرات وجميع محاولاته كانت باتجاه المرمى ، أما من حيث صناعة اللعب فكالعادة من الصعب إيجاد منافس لفالديفيا الذي صنع خمس فرص مقابل صناعة الظهير الأيسر مينا لثلاث فرص.



وبالمجمموع حاول التشيليون التسجيل 15 مرة منها 6 محاولات على المرمى مقابل ست محاولات للأوروغواي منها محاولتين فقط على المرمى ، علماً أن نسبة الاستحواذ على الكرة في مجمل مراحل المباراة بلغت 80% لتشيلي مقابل 20% للأوروغواي التي لم يتجاوز وسطي دقة تمرير لاعبيها نسبة 50%

لاعبو الأوروغواي تمكنوا أيضاً من صناعة فرصتين فقط طيلة 90 دقيقة والملفت أن كريستيان رودريغيز صنع أحدهما إضافة إلى أنه كان صاحب واحدة من تسديدتي فريقه اليتيمتين على مرمى برافو طيلة 90 دقيقة إضافة لتفوقه بأربع كرات ثنائية على دفاع تشيلي لكن بظل الغياب شبه التام للمهاجمين كافاني ورولان وبديله هيرنانديز فإن الأوروغواي كانت بعيدة عن خلق أي خطورة على المرمى.

رحلة حامل اللقب انتهت بصورة هزيلة لم تُظهر أي شيء متغير عن مستوى الأوروغواي منذ بداية البطولة حتى اليوم فحصيلة تسجيل هدفين في أربع مباريات يبدو أحد أسوأ المعدلات التهديفية للفريق في البطولة وكل هذا يعود لغياب سواريز والاختفاء التام لكافاني الذي انضم لقائمة النجوم التي خيبت الآمال في هذه البطولة.