2015 مضى 2016 نستقبله!

[د. محمد الرمادي]

[ 1.] تطالعنا الجرائد منذ فترة بجردٍ لعام مضى بما جرى فيه من أحداث ومواقف ومجريات أمور ؛ ثم تعودنا على مقالات تحدثنا على تغيير سلوكيات مشينة حدثت في ذلك العام المنصرم لنستقبل عاماً جديدا بأفضل ما لدينا.

[2.] ثم صارت هناك دعوات مفتوحة للمراجعة والمحاسبة والتدقيق فيما مضى خلال عام كي نستعد لعام جديد.

[3.] ثم بدأت الفضائيات بعرض ما مضى بالصوت والصورة ؛ وقبل ذلك عرضت مشاهد الأحداث والمواقف لحظة وقوعها.

[ 4.] يظهر مما سبق من هذا العرض حالة من الإعتياد على المشاهد الدموية والتفجيرات والحروب والطلعات الجوية لقذف مكان ما ؛ وخدش الحياء في الأماكن العامة ؛ فالسينما .. تذهب أنت لمشاهدة عرض الفيلم ؛ والتلفزيوم يمكنك غلقه أو غلقاءه في مزبلة ؛ وما ينشر على الجراشد من فضائح يمكنك عدم قراءة الخبر ... أما الحياة العامة فكل إنسان اليوم تعود على تلك المشاهد واكتسب السامع حالة من إعتياد فتولد من كثرة المشاهدة حالة من ضعف رد الفعل ؛ إن لم تكن حالة برود وعدم تجاوب أو تصرف حيال ما يحدث بالرفض الإيجابي وليس فقط المشاهدة والمتابعة "لايف" ... كمن يرى فيلما سينمائياً يعلم منذ بداية عرضه أنه تمثيل وليس حقيقة.

[5.] حالة التبلد في الشعور والتجمد في المشاعر ساعد عليها وسائل التواصل الحديثة من :" فيسبوك" ؛ " تويتر" ؛ "يوتوب" ثم مسألة جرح الناحية الشخصية مع الفضح والكشف والتشهير .

*****

يتبع

**

"الخميس 13 ربيع الأول 1437"