الشمائل الخصائل الدلائل الصفات الأخلاق المحمدية

[د. محمد الرمادي]

(١ . ٩.) "بشرىٰ أخي عيسى ابن مريم "
﴿وَإِذْ قَالَ „ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ‟يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ „ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ‟ „ أَحْمَدُ ‟ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ﴾ ﴿الصف: ٦﴾.

[د. محمد الرمادي]

( ١ . ٩ .۱. ) بشرىٰ عيسى ابن مريم بمقدم أحمد عليهما السلام جاءتنا من خلال النص القطعي (أ): الثبوت ؛ القطعي (ب): الدلالة كما ورد في :
۱ .) الذكر الحكيم ؛ آية: ( ٦ ) من سورة الصف ورقمها : (٦۱) ؛ ، وقد اثبتناها في الفقرة السابقة ... هذا أولاً .

وثانياً كما جاء في احاديث سيد المرسلين وآخر الأنبياء وخاتم المبعوثين ؛ ونذكرها من مصادرها :
٢ . ) « وَبُشْرَى عِيسَى» ، وهذه هي الرواية الأولىٰ كما قَالَ الْحَاكِمُ في مستدركه عن راوي هذا الحديث :" خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ (1) مِنْ خِيَارِ التَّابِعِينَ ، صَحِبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ (2) فَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ ، فَإِذَا أَسْنَدَ حَدِيثًا إِلَى الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَإِنْ لَمْ يُخْرِجَاهُ (قصد الإمام البخاري والإمام مسلم) .:
٢ . ۱.) أما الرواية الثانية فقد أوضحت امراً هاماً إذ أثبت ابن عساكر في تاريخ دمشق: قوله عليه السلام: « وَبُشْرَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ »".
٢ . ٢.) : ثم تأتي رواية ثالثة توضح أمراً مهماً وتضيف مسألة هامة وهي رواية عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ إذ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ: « وَبِشَارَةُ عِيسَى قَوْمَهُ » ؛ وقال الحاكم النيسابوري :" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ .

قلتُ هذا :" شَاهِدٌ لِلْحَدِيثِ الْأَوَّلِ .".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ترجمة :"خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ (الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ التَّابِعِينَ) ) ابْنُ أَبِي كَرِبٍ ، الْإِمَامُ ، شَيْخُ أَهْلِ الشَّامِ ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْكَلَاعِيُّ ، الْحِمْصِيُّ .حَدَّثَ عَنْ خَلْقٍ مِنَ الصَّحَابَةِ - وَأَكْثَرُ ذَلِكَ مُرْسَلٌ - وَأَرْسَلَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَعَائِشَةَ ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، وَغَيْرِهِمْ . وَهُوَ مَعْدُودٌ فِي أَئِمَّةِ الْفِقْهِ ، وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَالْعِجْلِيُّ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ ، وَابْنُ خِرَاشٍ ، وَالنَّسَائِيُّ.حَدَّثَتْ عَبْدَةُ بِنْتُ خَالِدٍ ، وَأُمُّ الضَّحَّاكِ بِنْتُ رَاشِدٍ مَوْلَاةُ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ،أَنَّ خَالِدَ بْنَ مَعْدَانَ قَالَ : أَدْرَكْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَلْزَمَ لِلْعِلْمِ مِنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، وَكَانَ عِلْمُهُ فِي مُصْحَفٍ لَهُ أَزْرَارٌ وَعُرًى . وَقَالَ أَيْضًا : كَتَبَ الْوَلِيدُ إِلَى خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ فِي مَسْأَلَةٍ ، فَأَجَابَهُ فِيهَا خَالِدٌ ، فَحَمَلَ الْقُضَاةَ عَلَى قَوْلِهِ . وَرَوَى بَقِيَّةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ جُعْثُمٍ ، قَالَ : كَانَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ إِذَا قَعَدَ لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ مِنْهُمْ يَذْكُرِ الدُّنْيَا عِنْدَهُ هَيْبَةً لَهُ. مَاتَ خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ . وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَمِائَةٍ . وَقَالَ عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، وَدُحَيْمٌ ، وَطَائِفَةٌ : مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ . وَرَوَى يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ . وَقَالَ خَلِيفَةُ وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ" [الذهبي انظر : سير أعلام النبلاء].
(2) ترجمة :"مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ( صحابي ) ابْنُ عَمْرِو بْنِ أَوْسِ بْنِ عَائِذِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُدَيِّ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَسَدِ بْنِ سَارِدَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جُشَمَ بْنِ الْخَزْرَجِ . السَّيِّدُ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْمَدَنِيُّ الْبَدْرِيُّ . شَهِدَ الْعَقَبَةَ شَابًّا أَمْرَدَ ، وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ. أُمُّهُ هِيَ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ مِنْ بَنِي رِفَاعَةَ ، ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ ، وَلِأُمِّهِ وَلَدٌ مِنَ الْجَدِّ بْنِ قَيْسٍ. وَرَوَى الْوَاقِدِيُّ عَنْ رِجَالِهِ أَنَّ مُعَاذًا شَهِدَ بَدْرًا وَلَهُ عِشْرُونَ سَنَةً أَوْ إِحْدَى وَعِشْرُونَ . قَالَ ابْنُ سَعْدٍ : شَهِدَ الْعَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيعًا مَعَ السَّبْعِينَ. وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ سَعِيدٍ : نَزَلَ حِمْصَ ، وَكَانَ طَوِيلًا ، حَسَنًا ، جَمِيلًا . وَقَالَ الْجَمَاعَةُ : كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، إِلَّا أَبَا أَحْمَدَ الْحَاكِمَ ، فَقَالَ : كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ : مُعَاذٌ لَمْ يُولَدْ لَهُ قَطُّ ، طُوَالٌ ، حَسَنُ الثَّغْرِ ، عَظِيمُ الْعَيْنَيْنِ ، أَبْيَضُ ، جَعْدٌ ، قَطَطٌ . وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ ، فَقَالَ : لَهُ ابْنَانِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَآخَرُ . قَالَ عَطَاءٌ : أَسْلَمَ مُعَاذٌ وَلَهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً .وَرَوَى قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ:(1.) أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، وَ (2.) زَيْدٌ ، وَ (3.) مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، وَ (4.) أَبُو زَيْدٍ أَحَدُ عُمُومَتِي. قَالَ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذُوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ : مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَأُبَيٍّ ، وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ،وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ . عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا : أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ ، وَأَشَدُّهَا فِي دِينِ اللَّهِ عُمَرُ ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً عُثْمَانُ ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذٌ ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدٌ ، وَلِكُلِّ أَمَةٍ أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ . عَنْ أَبِي سَعِيدٍ : قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَرَامِ اللَّهِ وَحَلَالِهِ إِسْنَادُهُ وَاهٍ . رَوَى ضَمْرَةُ : عَنْ يَحْيَى السَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذًا ، ثُمَّ وَلَّيْتُهُ ، ثُمَّ لَقِيتُ رَبِّي ، فَقَالَ : مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ؟ لَقُلْتُ : سَمِعْتُ نَبِيَّكَ وَعَبْدَكَ يَقُولُ : يَأْتِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ بَيْنَ يَدَيِ الْعُلَمَاءِ ، بِرَتْوَةٍ . عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قُرْطٍ قَالَ : حَضَرَتْ وَفَاةُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، فَقَالَ : رَوِّحُونِي أَلْقَى اللَّهَ مِثْلَ سِنِّ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ابْنِ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً . قُلْتُ : يَعْنِي عِنْدَمَا رُفِعَ عِيسَى إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ : تُوُفِّيَ مُعَاذٌ بِقُصَيْرِ خَالِدٍ مِنَ الْأُرْدُنِّ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ : تُوُفِّيَ مُعَاذٌ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ . وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ وَجَمَاعَةٌ : سَنَةَ سَبْعَ أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ . وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَوَالْفَلَّاسُ : سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ . وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ : وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَكَذَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ فِي سِنِّهِ ، وَقَالَ : تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانِ عَشْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.".[الذهبي؛ انظر سير أعلام النبلاء]
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة :

وقد بوَّب صاحب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد باباً سماه :"بَابُ قِدَمِ نُبُوَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" وذكر ثلاث روايات :

(1.) الأولى منها :"عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ :"وَبُشْرَ ىعِيسَى" ؛ و(2.) الثانية :"وَبِشَارَةُ عِيسَى قَوْمَهُ " وقال صاحب مجمع الزوائد :" رَوَاهُ أَحْمَدُ بِأَسَانِيدَ ، وَالْبَزَّارُ ، وَالطَّبَرَانِيُّ بِنَحْوِهِ وَقَالَ و (3.) هي الثالثة :" وَبِشَارَةُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ " قَوْلُهُ : « وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ» ؛ قال صاحب مجمع الزوائد:" وَأَحَدُ أَسَانِيدِ أَحْمَدَ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، غَيْرَ سَعِيدِ بْنِ سُوِيدٍ وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ". [كتاب علامات النبوة؛ لصاحب مجمع الفوائد:نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي] "
2.) :جاء في " مسند الإمام أحمد؛ مسند الشاميينعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ (1) قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « وَبِشَارَةِ عِيسَى قَوْمَهُ».
ـــــــــــــــــــــــــ
(1): خرجت ترجمته.
ـــــــــــــــــــــــــ
كما جاء في المعجم الكبير : - باب الصاد ؛ من اسمه صدي ؛ صدي بن العجلان أبو أمامة الباهلي ؛ ما أسند أبو أمامة ، لقمان بن عامر عن أبي أمامة:"عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا كَانَ بُدُوُّ أَمْرِكَ ؟ فَقَالَ :« وَبُشْرَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ » .

[د. محمد الرمادي]

**
الرجاء : ينبغي-بعد السماح وقبول العذر- علىٰ القارئــ(ــة) ملاحظة أن هذه الفقرة موضعها-بعد المراجعة- كي تتسق القراءة : قبل الصفحة الرابعة ؛ الفقرة 31:
الفقرة 43:" " بِحَقِّ مُحَمَّدٍ " ".
:" ذكر ابن الجوزي في كتابه (الوفا بتعريف فضائل المصطفى ). " عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لمَّا أصَابَ آدمُ الخَطِيْئَةَ، رَفَعَ رَأْسَهُ فَقال: رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ إلاّ غَفَرْتَ لِي. فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالى إِليه: وَمَا مُحَمَّدُ، وَمَنْ مُحَمَّدُ؟ فَقال: رَبِّ، إنَّك لمَّا أتْمَمْتَ خَلْقِي رَفَعْتُ رَأسِي إلى عَرْشِكَ، فإذا عَليه مَكْتُوبٌ لا اله إلاّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسولُ الله. فَعَلِمْتُ أنَّه أكْرَمُ خَلْقِكَ عَلَيك، إذ قَرَنْتَ اسْمَهُ مع اسْمِكَ. قال: نَعَمْ قَدْ غَفَرْتُ لكَ، وَهو آخِرُ الأنْبِيَاءِ من ذُرِّيَّتِكَ، وَلوْلاَه ما خَلَقْتُكَ » ." .
قلتُ : سنبحث هذا القول ونخرجه ونعلق عليه ؛ بإذنه تعالى ... ومنه سبحانه وتعالى الهداية والتوفيق والتسهيل."
**

[د. محمد الرمادي]

الصفحة الخامسة : الفقرة 44:" بتتبع الأحاديث الواردة في هذه المسألة؛ وقد جاءت بصيغ مختلفة وألفاظ متقاربة حكم عليها السادة العلماء؛ أهل هذا الفن وأصحاب القدرة والكفاءة على التخريج والتصحيح والتضعيف بأن هذه المتون تقع بين الضعيف جداً والموضوع... هذا أولاً ؛
أما ثانياً :

[د. محمد الرمادي]

فــ الحديث الأول وفق ما بحثته؛ ومن الله تعالى في سماه وتقدست اسماه الهداية والتوفيق والسداد وقدرتي على حسن التحقيق :

1.) :"عن محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه قال : لما أصابَ آدمُ الخطيئةَ عظُمَ كربُه ، واشتدَّ ندمُه ، فجاءَه جبريلُ عليه السلامُ فقالَ : يا آدمُ هل أدلُك على بابِ توبتِك الذي يتوبُ اللهُ عليك ؟ قالَ : بلى يا جبريلُ . قالَ : قمْ؛ قمْ في مقامِك الذي تناجي فيه ربَّك فمجدْه ، وامدحْ حتى قالَ في آخرِ الحديثِ : اللهمَّ إني أسألُك بجاهِ محمدٍ عندك وكرامتِه عليك أن تغفرَ لي خطيئتي ، فقالَ اللهُ : يا آدمُ ، من علمَك هذا ؟ قالَ : يا ربِّ إنك لما نفختَ فيَّ الروحَ فقمتُ بشرًا سويًا أسمعُ وأبصرُ وأعقلُ وأنظرُ رأيتُ على ساقِ عرشِك مكتوبًا : بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ ، لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، محمدٌ رسولُ اللهِ ، فلما لم أرَ على أثرِ اسمِك اسمَ ملكٍ مقربٍ ، ولا نبيٍّ مرسلٍ غيرَ اسمِه علمتُ أنه أكرمُ خلقِك عليك ، قالَ صدقتَ يا آدمُ".
انظر الشوكاني في الفتح الرباني : 1 /288 ؛ الحديث: منقطع ".
**
2.):" لمَّا اقترفَ آدمُ الخطيئةَ قالَ يا ربِّ أسألُكَ بحقِّ محمَّدٍ لَما غفرتَ لي فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يا آدمُ وكيفَ عرفتَ محمَّدًا ولم أخلُقْهُ قالَ لأنَّكَ يا ربِّ لمَّا خلقتني بيدِكَ ونفختَ فيَّ من روحِكِ رفعتُ رأسي فرأيتُ على قوائمِ العرشِ مكتوبًا لا إلهَ إلَّا اللَّهُ محمَّدٌ رسولُ اللَّهِ فعلمتُ أنَّكَ لم تضِف إلى اسمِكَ إلَّا أحبَّ الخلقِ إليكَ فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ صدقتَ يا آدمُ إنَّهُ لأَحَبُّ الخلقِ إليَّ وإذ سألتَني بحقِّهِ فقد غفرتُ لكَ ولولا محمَّدٌ ما خلقتُكَ ".
رواه عمر بن الخطاب ؛ انظر البيهقي ؛ في دلائل النبوة :5 /489 ؛ الحديث: تفرد به عبدالرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه عنه ؛
قلتُ (فخرالدين الرمادي):" وهنا أفة الحديث!!" وسوف نثبت في نهاية البحث ماقاله ابن تيمية عن هذا الراوي؛ وما ذكره الحاكم النيسابوري في مستدركه؛ وهو ضعيف .
وذكره البيهقي أيضاً : في تاريخ دمشق :7 /437 ؛ الحديث: تفرد به عبدالرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو ضعيف .
**
و :" انظر ابن حجر العسقلاني في إتحاف المهرة : 12 /97 ؛ فقد قال الحديث: فيه عبد الرحمن متفق على تضعيفه "
**
وقال " ابن باز في مجموع فتاويه : 26 /332 ؛ الحديث: موضوع .
ثم قال :"في الفوائد العلمية من الدروس البازية : 9 /22 ؛ الحديث: موضوع ".
**
وانظر ابن تيمية في مجموع فتاويه : 1 /254 ؛ الحديث: رويَّ مرفوعاً وموقوفاً. هذا أولاً من قول ابن تيمية ؛ ثم قال :" في التوسل والوسيلة : 166 ؛ الحديث: روي مرفوعاً وموقوفاً على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفيه عبدالرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم ويغلط كثيرا . "".
**
ووافق الألبانيُّ عبدَالعزيز بن باز فقال :"في التوسل : 103 ؛ الحديث: موضوع ..
**
الأربعاء 22 شوال 1437~27.07. 2016

[د. محمد الرمادي]

منتديات بنات مصر : الصفحة الخامسة : الفقرة ٤٥:
»" سَاقِ العَرْشِ"».
مرتبط بالفقرة السابقة هذا البحث: فقد ذكر ابن الجوزي في كتابه:"الوفا بتعريف فضائل المصطفى" :
« عن ميسرة قال: قلت يا رسول الله، متى كنت نبياً؟.؛ أجاب : « لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ تَعالى الأَرْضَ، واسْتَوَى إلى السَّمَاءِ، فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَواتٍ، وخَلَقَ العَرْشَ، كَتَبَ عَلى سَاقِ العَرْشِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله خَاتِمُ الأنْبِيَاءِ، وخَلَقَ اللَّهُ تَعَالى الجَنَّةَ التي أَسْكَنَهَا آدَمَ وَحَوَّاءَ، فكَتَبَ اسْمِي على الأبْوَابِ والأَوْرَاقِ والقِبَابِ والخِيَام، وآدمُ بَيْنَ الرُّوْحِ وَالجَسَدِ، فَلمَّا أَحْيَاهُ اللَّهُ تَعالى نَظَرَ إلى العَرْشِ فَرَأى اسْمِي، فأخْبَرَهُ اللَّهُ تَعالى أنَّهُ سَيِّدُ وَلَدِكَ. فَلمَّا غَرَّهُمَا الشَيْطَانُ تَابَا واسْتَشْفَعَا باسْمِي إِليه.».
ـــــــــــــــــــــــ
التخريج :
1.) رواه ميسرة الفجر؛ انظر الألباني؛ في السلسلة الضعيفة : 5709 ؛ الحديث: منكر .
ــــــــــــــــــــــــــــ

[د. محمد الرمادي]

منتديات بنات مصر : الصفحة الخامسة: الفقرة ٤٦:
:" أُمِّ الْكِتَابِ" ؛ :" فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ".
:" ( إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ ) « فِي أُمِّ الْكِتَابِ »؛

قلتُ :" وهي الرواية الأولى ؛ أما الثانية فتقول:

" « فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ »:".

ـــــــــــــــــــــــ
التخريج :
1.) ذكره صاحب :" لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية " محمد السفاريني الحنبلي"فقال :" وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ : « إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ » " الْحَدِيثَ ، وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ وَقَالَ : صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَرُوِيَ مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ مُرْسَلَةٍ"
2 .) ونذكر الرواية التي عند:" المستدرك على الصحيحين"- تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين: " ذِكْرُ أَخْبَارِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ﷺ : عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ :« إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ فِي « أَوَّلِ الْكِتَابِ » لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ.
3.) أما ما رواه أحمد في مسنده؛ روايةً عن مسند الشاميين عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ :" سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ « إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ فِي « أُمِّ الْكِتَابِ » لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ » " .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعليه فصاحب :" لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية " محمد السفاريني الحنبلي" نقل من مسند الإمام أحمد ؛ وأيضاً من مستدرك الحاكم. ولكن ابن تيمية (الحنبلي المذهب) له رأي سنثبته في موضعه.
**

الخميس 23 شوال 1437~28. 07. 2016

**

بيد أن الألباني في ضعيف الجامع : 2091؛ قال الحديث: ضعيف ". رواية :" إني عند اللهِ في أُمِّ الكتاب لَخاتمُ النبيِّينَ" .
- أما رواية ".إني عندَ اللهِ في أولِ الكتابِ خاتمُ النبيينَ وإن آدمَ لمنجدلٌ في طينتِه ... "، فقد قال محمد المناوي في تخريج أحاديث المصابيح : 5 /125؛ الحديث: فيه أبو بكر بن أبي مريم؛ قال الذهبي أبو بكر ضعيف".
**
وبقية الحديث بتمامه سنحتاجه في مسائل قادمة حسب أبواب الكتاب؛ إذ أننا قسمنا هذا الحديث إلى مقاطع ومشاهد . لذا فقد وجب التنبيه. ومن الله تعالى الهداية والرشاد والتوفيق.

**

يتبع بإذنه تعالى

الجمعة أربعة و عشرون من شوال 1437~29. 07. 2016

[د. محمد الرمادي]

منتديات بنات مصر : الصفحة الخامسة: الفقرة ٤٧:"

".c٢.dالقسم الثَّانِي: الْبَابُ الثَّانِي:
نطق الذكر الحكيم والقرآن الكريم المنزل من السماء بواسطة أمين رب العالمين على قلب أمين السماء والأرض محمد بن عبدالله فقال :

" إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿آل عمران: ٣٣﴾"؛

فجاء بَابٌ في متون السنة وشروحها فِي فَضْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فـ:" عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

١.)" إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ إِسْمَعِيلَ :

٢.)" وَاصْطَفَى مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ بَنِي كِنَانَةَ "

٣.)" وَاصْطَفَى مِنْ بَنِي كِنَانَةَ " قُرَيْشًا

٤.)"وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ "

٥.)"وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ. ".
ــــــــــــــــــــ
تخريج الحديث :
1.) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ،

قلتُ: فخر الدين الرمادي: تجده : السنن الكبرى؛ و

المعجم الكبير ؛ و

قال صاحب التلخيص الحبير :" الْحَدِيثَ لَهُ طُرُقٌ جَمَعَهَا شَيْخُنَا الْعِرَاقِيُّ فِي كِتَابِ : " مَحَجَّةُ الْقُرَبِ فِي مَحَبَّةِ الْعَرَبِ:.و

عند الترمذي في المناقب؛ و

في صحيح مسلم ؛ و

استدل به العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري؛ و

عند أحمد بن حنبل في مسند الشاميين. و

تجده ايضاً في كتاب الفضائل عند ابن ابي شيبة صاحب المصنف
"(يُتْبَعُ بإذنه تعالى في سماه وتقدست أسماه)
"السبت 25 شوال 1437~30. 07. 2016"

[د. محمد الرمادي]

منتديات بنات مصر : الصفحة الخامسة: الفقرة ٤٨:
c٢d: القسم الثَّانِي:

الْبَابُ الثَّالث:
" ابن الجوزي ذكر في كتابه (الوفا بتعريف فضائل المصطفى): " وقال سعيد بن جبير: اختصمَ ولد آدم: أيُّ الخلْق أكرمُ على الله تعالى؟. فقال بعضهم: آدمُ، خلقه الله بيده، وأسْجد له ملائكته. وقال آخرون: بل الملائكة الذين لم يعصوا الله. فذكروا ذلك لآدم، فقال آدم: لمَّا نفخ فيَّ الروحُ لم تبلغ قدميَّ، فاستويت جالساً، فبرق لي العرش، فنظرت فيه: محمد رسول الله. فذاك أكرمُ الخلق على الله عز وجل. عن وهب قال: أوحى الله تعالى إلى آدم: أنا الله ذو بكَّة، أهلُها خيرتي، وزوارها وفدي وفي كنفي، (وفيها بيتي) أعمره بأهل السماء وأهل الأرض، يأتونه أفواجاً شُعْثاً غُبراً، يَعُجُّون بالتكبير عجيجاً، ويزجون بالتلبية زجيجاً، ويثجون بالبكاء ثجيجاً، فمن اعتمده لا يريد غيره فقد زارني، وضافني، ووفد إليَّ، ونزل بي، وحقَّ لي أن أتحفه بكرامتي، أجعل ذلك البيت وذِكره وشرفه ومجده وسناءَه لنبيَ من ولدك يقال له: إبراهيم، أرفع له قواعده وأقضي على يديه عمارته، وأنْبِط له سقايته، وأريه حِلَّه وحَرَمه، وأعلِّمُه مشاعره، ثم تَعْمُره الأمم والقرون حتى ينتهي إلى نبي من ولدك يقال له: محمد ﷺ وهو خاتم النبيين، أجعله من سكانه وولاته وحجابه وسقاته، فمن سأل عني يومئذ فأنا مع الشُّعْث الغُبْر الموفين بنذرهم المقبلين إلى ربهم.

ــــــــــ
التخريج بحثت عنه لم أجده؛ ولا استطيع أن أحكم عليه وسأعيد البحث؛ بيد أنني وجدتُ في فتاوي الإمام السيوطي المصري :" وَرَأَيْتُ (الإمام جلال الدين السيوطي) فِي الزَّهْرِ الْفَائِحِ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ ، فَمَرَّتْ بِهِ امْرَأَةٌ مُشْرِكَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ دُونَ شَهْرَيْنِ ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْهُ عَبَسَتْ فِي وَجْهِهِ فَانْتَفَضَ الطِّفْلُ وَتَرَكَ ثَدْيَهَا ، وَقَالَ : يَا ظَالِمَةً نَفْسَهَا تَعْبَسِي فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، ثُمَّ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَكْرَمَ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ ، فَقَالَ : مَنْ أَخْبَرَكَ أَنِّي أَكْرَمُ الْخَلْقِ عَلَى اللَّهِ ؟ قَالَ بِذَلِكَ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: صَدَقَ الْغُلَامُ ثُمَّ قَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْ خُدَّامِكَ فِي الْجَنَّةِ ، فَدَعَا لَهُ فَمَاتَ فِي الْحَالِ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَاأَسَفَاهْ عَلَى مَا فَاتَنِي مِنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ : أَبْشِرِي فَقَدْ هَدَمَ الْغُلَامُ عَنْكِ مَا فَعَلْتِيهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى كَفَنِكِ وَحَنُوطِكِ مَعَ الْمَلَائِكَةِ فِي الْهَوَاءِ فَمَاتَتْ أَيْضًا فِي الْحَالِ فَصَلَّى عَلَيْهِمَا النَّبِيُّ ﷺ ".(وهذا نقلا من الفتاوى لـ جلال الدين السيوطي)
قلتُ :" ـــــــــــــــــــــــــ؛ وكأنها حكاية من الحكايات لا يستشهد بها وأقصى ما يمكن القول فيها أنها (الحكاية) يستأنس بها ؛ ليس أكثر....

وهذا ما يدعونا إلى مسألة التحقيق والتدقيق ؛ خاصة إذا كتبَ عالم كبير مثل الإمام ابن الجوزي ؛ أو كتبَ أيضا الشيخ الجليل المصري جلال الدين السيوطي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(يُتْبَعُ بإذنه تعالى ـ)

[د. محمد الرمادي]

منتديات بنات مصر : الصفحة الخامسة: الفقرة ٤٩:
c٢d : القسم الثَّانِي:

:"نعود مرة ثانية ونقرأ عند ابن الجوزي في كتابه:" الوفا ". :

"عن ابن عباس: أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام: لولا محمد ما خلقت آدم، ولقد خلقت العرش فاضطرب، فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسَكَن."

وبعد السماح وأخذ الإذن نضعه بعد :" الصفحة الخامسة : الفقرة ٤٥: »"سَاقِ العَرْشِ"».
ـــــــــــــــــــــ
تخريج الحديث : تجده في المستدرك " عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :« أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَا عِيسَى آمِنْ بِمُحَمَّدٍ وَأْمُرْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْ أُمَّتِكَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ فَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُ آدَمَ وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ وَلَا النَّارَ وَلَقَدْ خَلَقْتُ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ فَاضْطَرَبَ فَكَتَبْتُ عَلَيْهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولٌ اللَّهِ فَسَكَنَ ».

قال الحاكم في مستدركه :" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . ".
المصدر :" وَمِنْ كِتَابِ : آيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ الَّتِي فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ ".

ـــــــــــــــــــــــــــ

قلتُ فخر الدين الرمادي:" وبعد أن أطمأن القلب لما قاله النيسابوري في مستدركه تابعت المراجعة والقراءة والبحث فكأن هناك في النفس امر ما ؛ فوجدت في: (جامع الأحاديث القدسية- قسم الضعيف والموضوع) الآتي :" 953 ( أوحى الله إلى عيسى عليه السلام يا عيسى آمن بمحمد وأمر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولولا محمد ما خلقت الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن ) .

وجاء هكذا التخريج في كتاب :"جامع الأحاديث القدسية" :" رواه الحاكم في المستدرك ج2ص614.؛

والحديث موضوع ؛ وذكره الألبانى في السلسلة الضعيفة ج1 /280 وقال: لا أصل له مرفوعاً.".
فقلتُ :" «الحمدُ لله القادر المعين الذي عصمني من الزلل وابعد عني الخطأ ؛ فالحمد لله الذي بنعمته تمتُ الصلحات».
**