..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
وجع لبنان
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : واد حبيب - مشاركات : 1 -
هل انتصرت اسرائيل؟
الكاتـب : همس الحنين - آخر مشاركة : واد حبيب - مشاركات : 3 -
حسن نصرالله راعب العدو
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
الزمالك يهزم الأهلي ويتوج ببطولة السوبر الأفريقي
الكاتـب : 7laa - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 7 -
صرخه ودمعه
الكاتـب : همس الحنين - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 5 -
بعد شربة المباه نطق بالشهاده هل ستقتله
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 9 -
يا يومَ مولِدي ….
الكاتـب : إيلاانا - آخر مشاركة : همس الحنين - مشاركات : 6 -
حلا اهلا وسهلا بك في بنات مصر
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 13 -
اسرائيل والطوق الكبير
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 7 -
توقع من يفوز بكأس السوبر الافريقي الاهلي ام الزمالك
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 17 -
متستغربش
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 8 -
الحب خالد والعمر فاني
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 12 -

الإهداءات


استنشاق صوت الكلام

صفحات مكشوفة


3611معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-03-2022, 11:21 PM   #12141

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

سيكون حديثي عن الصيام ... على ضوء تناول القرآن للفظ الصيام ومشتقاته.
ترددت كلمة الصوم والصيام ومشتقاتهما في أربعة عشر موضعًا من كتاب الله - في سورة البقرة،
والنساء والمائدة، ومريم، والأحزاب - وكان استعمال القرآن الكريم لها على خمسة أنحاء:
1 - الصيام تاريخيًّا:
تحدث القرآن الكريم عن عبادة الصيام في الديانات السماوية السابقة للإسلام، وأنه في الإسلام لم يكن بدعًا،
وإنما هو منهج مرسوم لشرعة الإيمان القويم في كل دين،
يصدق الإيمان إلا بأن يمسك صاحبه - فترة ما - عن شيء من الحلال، ليعتاد الإمساك عن الحرام.
وأول إشارة تاريخية في القرآن إلى صيام السابقين قوله تعالى في سورة البقرة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183].
ومن هذه الآية نرى أن الصيام كان مكتوبًا على الأمم التي سبقت أمتنا ممن دعوا إلى رسالة الإسلام التي دعينا إليها.
غير أن أسلوبهم في الصيام كان على غير أسلوبنا، وأداءهم له يختلف عن أدائنا ...
وقد تحدث القرآن الكريم في موضع من المواضع التي استعملت فيها كلمة الصوم عن صورة من صيام السابقين،
وهو صيام مريم رضي اللَّه عنها عن الكلام، وإيثارها للصمت عندما واجهها قومها بالشك المريب،
والتجريح الذي تضيق به نفس الكريم،
قال تعالى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} [مريم: 26].
وقد ذكر القرآن هذا اللون من الصيام، وإن لم يذكر بلفظ الصوم - في حديثه عن زكريا عليه السلام وقد بشرته الملائكة بيحيى مصدقًا لما بين يديه،
وسيدًا وحصورًا ونبيًّا من الصالحين،
وطلب زكريا آية فقال الله له: {آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}.
والصيام عن الكلام وإن كان عبادة سابقة إلا أنه في تقديري خلق أقوم لكل ذي دين،
ومتى استطاع المسلم التحكم في جارحة اللسان فقد عصم عقيدته، وصان عبادته، وقطع في طريق السلوك القويم أبعد الآماد.


2 - الصيام تربويًّا:
وأمثل مناهج التربية ما يتجه إلى العقيدة؛ بقيامها على أسس قويمة تعتمد على الإيمان الصادق بالله، والخالص لوجهه الكريم.
وتناول القرآن هذه الناحية في موضع واحد هو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
أجل الصيام الصادق ينتهي بصاحبه إلى أعلى درجات الإيمان التي تقيم في داخل المؤمن حارسًا على قوله وعمله، وهو ما نسميه مراقبة الله وتقواه. {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
وعمل ينتهي بصاحبه إلى هذه الغاية النبيلة لا شك أنه من أسمى الأعمال.
والغايات النبيلة لا بد أن تكون وسائلها نبيلة.


3 - الصيام فقهيًّا:
وقد تناولها القرآن الكريم عدة نواح فقهية في عبادة الصيام في الإسلام.
(أ) رؤية الهلال:
الصيام يجب على المسلمين متى شهدوا الهلال. قال تعالى في سورة البقرة: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}


(ب) مباشرة النساء في رمضان:
القرآن الكريم أشار إلى إباحته، قال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [البقرة: 187].
ولم يستثن القرآن الكريم من عموم هذه الإجازة إلا ليالي الاعتكاف {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}


(ج) يوم الصيام:
ذكر القرآن الكريم بداية ونهاية بأسلوب دقيق، لا يتحمل تأويلاً، ولا يحتاج إلى تعقيب يقول تعالى في سورة البقرة:
{وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}.
فيوم الصيام إذن من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.


(د) المريض والمسافر، وغير القادر على الصوم:
وأما المريض والمسافر، فلهما حق الفطر، وعليهما قضاء ما أفطراه إذا تيسر للمريض الصحة، وتيسر للمسافر:
{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184].
وصوم المسافر خير له من فطره: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184].
وأما من يتحمل الصوم بجهد ومشقة كالشيخ الفاني،
والحامل والمرضع إذا وجدنا في الصوم تعبًا ونصبًا فمن حقهم الفطر والفدية عن كل يوم طعام مسكين.
قال تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184].
(يرى بعض الفقهاء أن الحامل والمرضع عليها الفدية، والقضاء أيضًا، والأولى ما ذكر وهو تفسير ابن عمر رضي اللَّه عنه للآية).


4 - الصيام وتقويم المخطئ:
من أروع ما حصل به التشريع الإسلامي اتخاذ الصيام وسيلة لعلاج الخطأ وتقويم المخطئ،
وهذه عدة تشريعات إسلامية كان الصيام فيها علاجًا ودواءً لانحراف الإنسان عن السنن القويمة،
أو لتعويض ما فاته من الأسلوب الأفضل في الأداء.


(أ) في الحج:
المريض أو من به أذًى من رأسه يضطر إلى تغطيه الرأس وهو محرم، فعليه الفدية بصيام أو صدقة أو نسك.
والمتمتع بالعمرة إلى الحج عليه الهدي، ومن لم يجد الهدي فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا عاد إلى وطنه.


(ب) جريمة القتل الخطأ:
القتل جريمة منكرة، وإذا كانت على سبيل الخطأ خفف أمر عقوبتها من القصاص إلى الفدية والكفارة؛
لأن القاتل لم يتوافر لديه سبق الإصرار وهو الركن الأهم من أركان هذه الجريمة،
قال تعالى في سورة النساء: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 92].
وهكذا يكون الصيام كفارة للقتل الخطأ إذا عجز القاتل المخطئ عن وجوه التكفير الأخرى.


(ج) كفارة اليمين المنعقدة:
إذا أقسم المسلم على أمر مستقبل، ولم يتيسر له الوفاء بما أقسم عليه فحنث في اليمين فعليه كفارة اليمين
على التخير صيام ثلاثة أيام - يشترط الفقهاء فيها التتابع -
قال تعالى في سورة المائدة: {وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ}.


(د) قتل الصيد في الحرم والإحرام:
إذا قتل المسلم صيدًا وهو محرم، فذلك أمر يحتاج إلى تكفير؛ لأن فترة الإحرام فترة مسالمة، ولياذ بالله، وفرار إليه،
ولا ينبغي للمحرم أن يخالف عن هذا الهدف حتى ولو بالاعتداء على حيوان.
ومن وجوه الكفارة الصيام.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ
يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ}.


(هـ) كفارة الظهار:
الظهار: أن يقول الرجل لامرأته: أنتِ عليَّ كظهر أمي. وهو نوع من الخروج عن أصول الحياة الزوجية،
وسننها القويم، والمقدم عليها إنسان منحرف،
قال تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} [المجادلة: 2].
ومن هنا فعلى المظاهر كفارة، ومن وجوه هذه الكفارة صيام شهرين متتابعين من قبل أن يمس امرأته التي ظاهر منها، قال تعالى في سورة المجادلة: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.




5 - الصائمون في موكب الفائزين يوم القيامة:
وفي موكب الفائزين أصحاب المثل القويمة، والمبادئ الكريمة،
يذكر القرآن الكريم الصائمين والصائمات بين الوفود الناعمة بثواب الرحمن في جنات النعيم.
يقول تعالى في سورة الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35].







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:23 PM   #12142

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الصيام مدرسة التغيير لإصلاح الأمة

1 - الصيام يساهم فى جمع الأمة الإسلامية بكل دولها ومذاهبها.
حيث يتفق جميع أبناء الأمة فى العالم كله على أن الصيام فى رمضان واجب وليس نافلة ، وأنه واجب فى شهر رمضان وليس فى أي شهر آخر غير رمضان ، كما يتفقون على أن الصيام من الفجر إلى المغرب وليس من الفجر إلى الظهر في مذهب أو إلى العصر فى مذهب ثان ، أو بين العصر إلى الفجر فى مذهب آخر ، كما أن جميع المسلمين يُمسكون عن المفطرات نفسها من طعام وشراب وجماع ، ولا أحد من مذاهبها يجيز شيئا من ذلك ، وهذا هو الذي يجعل كل عاقل من الأمة ينظر إلى نقاط الاتفاق والوفاق التي تمثل جذع الشجرة بجذورها العميقة المستندة إلى النصوص القطعية في القرآن والسنة مما لا يختلف عليه أحد من المسلمين ، لكن فروعا عديدة في الفقه مثل فروع الشجرة الممتدة شرقا أو غربا ، شمالا وجنوبا، هذه خصائص الشجرة ، حيث يكون لها جذع واحد، وفروع عديدة، فمن الفروع الفقهية كيفية ثبوت الهلال بالعين المجردة أو الحساب الفلكي أو العين المجردة ما لم ينفها الحساب الفلكي ، وهذه الآراء الثلاثة خلافية داخل كل المذاهب الكبرى ، وكذا عدد الشهود لهلال رمضان أو شوال . هذه الثوابت مع الفروع تعد جزءاً من مرونة الإسلام ، واحترامه لاختلاف العقول ، وأساليب الاستنباط.


2- يحرص كثير من المسلمين الميسورين على إخراج زكاة أموالهم في رمضان.
وذلك طمعاً في مضاعفة الأجر، وهذا له تأثير كبير على الدولة والأمة الإسلامية في جوانب كثيرة منها ما يلي :


أ – علاج مشكلات البطالة والجريمة فى آن واحد .. كيف ؟
إن السياج الإيماني للزكاة والصيام يعالج البطالة التي تؤدي غالبا إلى الجريمة على النحو التالي:
- يعتقد كل قادر على الكسب أن الزكاة أوساخ الناس له في الدنيا ، ونكتة سوداء في وجهه في الآخرة كما ورد عن رسول الله r في أحاديث عديدة، فيندفع إلى العمل والكسب دون أن يكون عالة على غيره.
- ومن عنده طاقة للعمل ولا يجد مالا أو آلة حرفة فالأصل أن يُعطى شبكة لا سمكة ، ويتحول من الاستهلاك للمال والأحقاد على المجتمع والدولة إلى المنتج المشارك في بناء المجتمع والأمة.
- ومن كان فقيراً ضعيفاً لا يقدر على العمل فلا خلاف فى وجوب كفالته ، وحسن إعالته بما يجعله مصدر أجر وثواب ودعاء لأصحاب المال والأعمال، وهو ثراء من نوع آخر فى الدنيا والآخرة .


ب- الزكاة ومعها الصدقات الكثيرة فى رمضان تساهم فى إنهاء الفقر العالمي.
نشرت منظمة الصحة العالمية في يوليو 2006م أن هناك أكثر من 560 مليون طفل يموتون كل عام بسبب الفقر ونقص الدواء ، وهناك عشرات الملايين من الأطفال يتركون الدراسة للعمل الشاق بحثا عن كسرة خبز ، وأغنياء الأمة هم أول من يجب أن يبادروا إلى إعلان عالمي لكفالة فقراء العالم تحت شعار {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً} (المائدة: 32).


ج- تساهم الزكاة والصدقات في تقوية الوقف الإسلامي للمساجد والمدارس والمؤسسات ذات النفع العام.
واستقرار مؤسسات النفع العام يأتى بتعاون بين الأنظمة والشعوب ، حين تخصص الأنظمة أموالاً من ميزانياتها ، ويخصص الأغنياء جزءاً من صدقاتهم للوقف الذي يتحول إلى صدقات جارية ، ويؤدي إلى استقرار ونمو وتطوير مؤسسات النفع العام فى أمة الإسلام والمسلمين.


3 - في أحكام الصيام ما يؤكد استقلال الأمة وتميزها بخصائص وأعراف وقيم وتقاليد
منها وجبة السحور عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله r أنه قال الصيام مدرسة التغيير لإصلاح الأمة إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ) كما أنه يميز أمة الإسلام عن اليهود والنصارى الذين لا يتسحرون ، كما أنه لا يجوز تخصيص السبت أو الأحد بصيام اتباعا لغيرنا أو اختصار كل العبادات يوم الجمعة كما اختصرت اليهود والنصارى عباداتها يوم السبت والأحد ، وصوم يوم عاشوراء مع يوم قبله أو بعده حتى لا نشابه اليهود ، وهذا يؤكد ضرورة الاحتفاظ بخصائص الأمة الإسلامية بين الأمم مع وجوب التعاون على الخير مع أية دولة أو أمة كما أخبر النبي r: (لقد دعيت إلى حلف ابن جدعان لو دعيت لمثله فى الإسلام لأجبت)، لكن التعاون مع الغير لا يعني أن تذوب الأمة فى سياساتها وإعلامها وتعليمها واقتصادها وعاداتها الاجتماعية فى الغير ، لأننا أمة لها صبغة كما قال سبحانه {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ} (البقرة: 138) .


4 - شهر رمضان والصيام يذكر بانتصارات الأمة عبر تاريخها العريق.
فأكبر نصرين في عهد النبوة غزوتا بدر وفتح مكة كانتا فى رمضان، وفتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد كان فى 28 رمضان سنة 92هـ ، وموقعة عين جالوت كانت في 15 رمضان سنة 658هـ ، وكذا حرب العاشر من رمضان سنة 1383هـ .
هذه كلها نتيجة طبيعية لأن الأمة إذا تعمق الإيمان في قلوب رجالها ونسائها، وانتصرت على أهوائها وشهواتها وتجمعت صفا واحداً خلف قادتها وعلمائها فإنها قطعا تكون جديرة بالنصر والعزة والتمكين وفقا لوعد الله رب العالمين القائل : {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ} (الروم : 47) ، وهذا مما يعيد إلى الأمة العربية والإسلامية الأمل قبل العمل ، ثم البذل والتضحية وجهاد أعدائهم وليس تصويب مدافعهم إلى صدور أبنائهم في الملة الواحدة.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:23 PM   #12143

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

التخطيط هو عملية منظمة واعية لاختيار أحسن الحلول الممكنة للوصول إلى أهداف معينة ، ورمضان هو أفضل الشهور وأعظمها ، قال فيه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه .

ومن هذا المنطلق فإن المسلم ينبغي عليه أن يحرص أشد الحرص على اغتنام أيام وليالي هذا الشهر العظيم ، وأن يبذل الجهد بالتخطيط المتقن لذلك ، وذلك بأن يضع نصب عينيه أهدافاً للوصول إليها ومن ذلك :

1. السعي لتحقيق التقوى فهي من أعظم مقاصد الصيام ، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].

فالمسلم الذي ترك الأكل والشرب مرضاة لله وهو صائم ، قادر بإذن الله على ضبط نفسه بتقوى الله أمام جميع المحرمات في سائر الأوقات .

فالصيام يربي في المسلم تقوى الله ومراقبته ، ولهذا جاء في الحديث القدسي : ( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف . قال الله عز وجل : إلا الصوم . فإنه لي وأنا أجزي به . يدع شهوته وطعامه من أجلي . للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه . ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك ) رواه البخاري ومسلم .

قال الامام ابن القيم رحمه الله : (والعباد قد يطلعون منه على ترك المفطرات الظاهرة ، وأما كونه ترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل معبوده فهو أمر لا يطلع عليه بشر ، وذلك حقيقة الصوم)

2. زيادة التقرب إلى الله تعالى بالإكثار من الحسنات والابتعاد عن السيئات :

فشهر رمضان مجال رحب لزيادة الحسنات ، والمسارعة إلى الله في الخيرات ، وذلك لأن النفوس مقبلة على الطاعة ، ومستعدة للعبادة ، ومن هنا فحري بالمسلم إلا يضيع هذه الفرصة لمضاعفة حسناته .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:25 PM   #12144

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

يبدأ أي عمل ناجح ونشاط مثمر بالتخطيط ثم يتبعه التنظيم ويتلوه التطبيق .
وكي نجني ثمرات رمضان ونحسن اغتنام لحظاته وتوظيف ساعاته في الطاعة وعمل الخير، فلا بد لنا أن نرسم خطة رمضانية تكون بمثابة بوصلة لتوجيه الأولويات وتنظيم الأوقات.
وقد قيل بأن الخطط المكتوبة تكون أدعى للالتزام بها مقارنة بالخطط الذهنية التي ربما ضاعت بين ركام الأفكار والهموم.

وأول ما ينبغي أن نبدأ به خطتنا الرمضانية : الدعاء وطلب المعونة من الله بأن يكتب لنا التوفيق والسداد ويلهمنا الثبات والإخلاص.
فمن دون توفيق الله تبقى خططنا مجرد حبر على ورق .
وكما قيل :
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده

وثاني ما ينبغي تدوينه في الخطة الرمضانية : تنظيم أوقات النوم
والاستيقاظ، وذلك أن كثيرًا من الصائمين يتغير جدول نومهم في رمضان ؛ وخاصة في مثل هذه الأيام حيث تمر بنا العطلة الصيفية.
فمن نام الليل فعليه ألا يضيع صلاة الفجر ، ومن سهر حتى طلع الفجر ثم نام فعليه ألا يضيع صلاة الظهر ، وهكذا ينبغي عدم التفريط بأداء الصلوات والواجبات الشرعية بسبب النوم .

وثالث ما يجب تدوينه في الخطة الرمضانية : عدم الإسراف في مشاهدة التلفاز و الحذر من تضييع ساعات رمضان مع أجهزة الجوال ووسائل التواصل والترفيه.
والحذر ممن يسرقون رمضان تحت مسمى :"رمضان يجمعنا".
ولا أدري أين يريدون الاجتماع بالصائم !؟
سوى بمجالس اللهو وتضييع الأوقات.
وصدق الله سبحانه إذ يقول :{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } (27)[سورة:النساء].
فالله سبحانه يريد لنا الهداية والمغفرة والجنة ، وهم يريدون لنا الغواية والضلال والنار .

ورابع ما يجب تدوينه : كيف هي صحبتك مع القرآن ؟
وكم مرة تنوي أن تختم ؟ وكم جزءًا تنوي أن تحفظ ؟!
فالمصاحف قد علاها الغبار في كثير من بيوت المسلمين ومساجدهم !
فمتى يا ترى ننفض عنها الغبار ونذرف عند التلاوة دموع الخشوع والخشية !

وخامس ما عليك تدوينه : أين ستصلي التراويح والقيام ؟
وهل أنت حريص على عدم تفويت ركعة من صلاة التراويح .
واحذر أن يكون همك التنقل بين المساجد بحثًا عن الصلاة الأقصر أو الصوت الأجمل ، وإنما يكفيك الالتزام بمسجد مع الإمام ليُكتب لك قيام الليل .
قال صلى الله عليه وسلم : من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.[صحيح ابن ماجه]

وسادس ما تودعه في خطتك : أن تساهم في إفطار صائم لتكسب مثل أجره .
قال رسول الله ﷺ : مَن فطَّرَ صائمًا كانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ ، غيرَ أنَّهُ لا ينقُصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا. [رواه الترمذي وصححه الألباني]
فمن وفقه الله لتفطير صائم كل يوم من رمضان فكأنه صام رمضان مرتين.
والذي ينبغي أن نتذكره أن شهر رمضان أقصر مما نتوقع وسوف يمضي ليكون شاهدًا بالخير للصائمين والمتقين .
حيث سينادى عليهم على رؤوس الأشهاد فيقال لهم ادخلوا من باب الريان.

نسأل الله أن يبلغنا رمضان أحياء أصحاء آمنين مطمئنين
‏وأن يجعلنا فيه صائمين قائمين تائبين طائعين مقبولين .
وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:25 PM   #12145

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

شهر رمضان المبارك الذي أُنزل فيه القرآن، والذي يتعبد فيه المسلمون لربهم بأعظم العبادات وأجل الطاعات، عبادة الصوم، عبادة السر التي قال الله -تعالى- عنها كما في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي"[1]. ومعلوم أن لهذا الشهر فضائل عظيمة جعلته يتميز عن سائر الشهور، ولهذا كان له من الاهتمام والميزات في قلوب المسلمين والمؤمنين ما يجعلهم ينتظرون قدومه، ويستعدون للقائه، ويهيئون أنفسهم ويسألون الله أن يبلغهم رمضان، ويعينهم على الإحسان فيه صيامًا وقيامًا وزكاةً واعتكافًا. هذا هو شأن الصالحين من هذه الأمة سلفًا وخلفًا، يفرحون لقدوم هذا الشهر الطيب المبارك، ويتمنون أن يدركهم رمضان وهم أحياء ليتقربوا إلى مولاهم ويتعرضوا إلى رحمات الله ونفحاته، ويستغفروا الله ويتوبوا سائلين مولاهم العظيم أن يعتق رقابهم من النار في هذا الشهر العظيم؛ فالصوم حماية ووقاية من النار، فقد ثبت عن رسول الله r أنه قال: "الصوم جُنَّة يستجن بها العبد من النار"[2]. وقال أيضًا: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا"[3]. كما أنهم يتلمسون فيه رحمة ربهم ودخول الجنات، فقد ثبت عن رسول الله r أنه قال: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلم يدخل منه أحد"[4]. كما أنهم يبتغون في الصوم غفران الذنوب وتكفير السيئات، أخذًا بقول الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]. ويقول رسول الله r: "فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة"[5]. وبقوله: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"[6]. وبقوله: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"[7]. فالصالحون من هذه الأمة يحرصون على الخير، وكانوا أحرص الناس عليه؛ لذا تراهم قبل دخول هذا الشهر يعكفون على كتاب ربهم يتلونه ويتدارسونه ويقبلون عليه إقبالاً جميلاً، ويكثرون من صيام النوافل مثل الأيام البيض من كل شهر ويومي الاثنين والخميس ويوم عرفة ويوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده، وكذلك الإكثار من صوم أيام شهر شعبان وشهر رجب. فيأتيهم رمضان وهم بعد في اشتياق ولهفة وحنين إلى الصوم ومكابدة ساعات الليل في القيام والتهجد والوقوف بين يدي مولاهم، عسى أن يغفر لهم، ويتوب عليهم، ويجاهدون النفس في لذائذها وفتورها ونومها، وكذلك يجاهدون شحها فيبذلون أنفس ما لديهم لإخوانهم الفقراء، متقربين بذلك إلى ربهم ومولاهم العظيم. فهذا هو دأب الصالحين اقتداءً بسيد المرسلين r، الذي كان يفرح لقدوم هذا الشهر المبارك، ويعظمه ويهتم به أيَّما اهتمام، وكان يفرغ لعبادة ربه في ليل هذا الشهر ونهاره صائمًا قائمًا، وخاصة في العشر الأواخر منه؛ طمعًا في أن يصيبوا قيام ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، رجاء الدخول في رحمة الله ومغفرته، فكان r إذا دخل رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا اللهم رمضان"[8]. وإذا بلغهم رمضان جدُّوا واجتهدوا في العبادة، وأخلصوا لله وهم على وجل خشية أن لا يقبل منهم صومهم وقيامهم، فتراهم خاشعين كأنهم مرضى وما هم بمرضى، فإذا انقضى رمضان حزنوا عليه حزنًا شديدًا، كأن القوم فقدوا عزيزهم وحبيبهم الذي يبلغهم منازل الأبرار، فتراهم مشفقين يسألون الله أن يتقبل منهم صلاتهم وصيامهم وصدقاتهم واعتكافهم، وتمر الأيام والليالي وقلوبهم شاخصة إلى رمضان القادم لما وجدوا في رمضان الماضي من لذة الطاعة وحلاوة النجوى وأنس القربى، فيصومون النوافل انتظارًا للغائب الحبيب، ووصالاً لتلك الطاعة العظمى. وتمر السنون وهم ما بين مستقبل متلهف مشتاق يدنو بناظريه إلى قدوم هذا العزيز الغالي، وبين معانق لياليه يكابد السهر ويعالج النوم، واقفًا يتلو آيات الله ويناجي ربه في جوف الليل، ويستشعر عظمة الله، ويوقن بأنه قريب إليه حيث ينزل ربنا إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير ليغفر الذنوب ويتجاوز عن المسيء، وإذا انقضى الشهر المبارك، يلهجون بالذكر والدعاء أن يتقبل منهم، فإنه -سبحانه- جواد كريم. هذه بعض ملامح استقبال الصالحين السابقين لرمضان، وكيف يكون حالهم. أما حال كثير من الناس اليوم فمما يؤسف له ويقطع القلب حزنًا ويزيد النفس ألمًا وحسرةً أن ترى بعضهم إذا قدم رمضان كأنهم في ضيق وشدة، وكأن ضيفًا ثقيلاً ينوء بكلكله عليهم، فقطع منهم الأنفاس وتحشرجت الروح في الصدور، لِمَ كل هذا؟! لأن رمضان -في نظرهم- يحجب عنهم الشهوات، ويمنعهم الملذات: ملذات المطعم، والمشرب، والنساء، هذا في المباح فضلاً عما يقترفونه من ملذات محرمة، فتراهم يعدون الساعات والأيام والليالي ويفرحون بانقضائه وانتهاء أيامه ولياليه، فهم على مر أيام السنة ولياليها غارقون في الملذات والشهوات والمباحات والمحرمات، فإذا أتى رمضان حرمهم من هذه وتلك، ورأوا في التقيد بآداب هذا الشهر وفرائضه وواجباته عبئًا ثقيلاً، يهجم عليهم يمنع عنهم ما ألفوه واعتادوا عليه في سالف أعمارهم. حتى إنهم يستقبلون صغائر الأمور وتوافهها بصدر رحب وبشاشة الوجه وفرحة القلب، فيبذلون ما لديهم من كرائم أموالهم وأنفس أوقاتهم فيبذلون الغالي والنفيس لاستقبال مباراة لكرة القدم مثلاً، حتى صارت أغلى لديهم من رمضان، وأحب إلى قلوبهم، وتناسوا عظائم الأمور وجهلوها. كما أننا لو نظرنا إلى واقعنا ورأينا الناس قبل رمضان بأيام قليلة في الأسواق يحملون ما لذ وطاب، وما يكفيهم الشهور لا الشهر الواحد، ولتعجب من هذا الأمر، وكأن الأسواق سوف توصد ولن تفتح بعد هذا الوقت، وانقلب شهر الصوم إلى شهر التفنن في صنع أنواع الطعام النادرة، حتى صار شهر التخمة والسمنة، وأمراض المعدة، وانقلب هذا الشهر من شهر القيام والتهجد والبكاء من خشية الله والتذلل بين يديه، انقلب إلى شهر النوم في النهار، وقضاء جل الوقت أمام أجهزة التلفاز والفيديو، أو تضييع هذا الوقت في حفلات السمر وصحبة الأشرار، وانقلب هذا الشهر من شهر الإحساس بالجوعى والفقراء والمساكين ومواساتهم إلى شهر الانغماس في الشهوات حتى الثمالة، فمتى يفيق هؤلاء الناس؟! إذن فالبون شاسع والمسافة بيننا وبينهم بعيدة، هكذا هو الحال والواقع الذي لا مفر من الاعتراف به، وتلك هي الحقيقة المرة[9]؛ من أجل ذلك كان لزامًا علينا أن نتعرض بشيء من الإيضاح لبعض الدروس والعبر من مدرسة الصوم التي تربت فيها الأجيال فيما مضى، ونأمل في أن تعود الأجيال المعاصرة إلى الالتحاق بهذه المدرسة العظيمة لنرى رجالاً كأولئك الأطهار الأبرار سلف الأمة من العلماء والعباد والزهاد، رضي الله عنهم أجمعين. إنني عندما أشير إلى ما كان عليه السلف الصالح فإنني أهدف إلى شحذ الهمم، وإيقاظ العزائم، والاقتداء بهؤلاء الأفذاذ، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90]، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ} [الزمر:18]. نسأل الله أن يرزقنا الاقتداء في صيامنا وقيامنا بنبينا عليه الصلاة والسلام، وبصحابته الكرام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:26 PM   #12146

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

يخطئ كثير من الصائمين في عدم التفقه في دين الله تعالى، بما فيه الصيام؛ فكثير منهم لا يعرف ما يفطر صومه، ولا ما يجرحه، ولا ما يفسده، وماذا يُسَنُّ للصائم، وماذا يجوز له، وماذا يجب عليه، وما يَحرُم عليه. وقد صح عنه r أنه قال: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ". فكأن الذي لا يتفقه في الدين، ولا يسأل عن أمور دينه، ما أراد الله به خيرًا. وقال عز وجل: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]. تصبح الأسواق في رمضان مليئةً بالمشترين، وكلهم يحمل من الأشربة والأطعمة، ما يكفي عشرات الأسر. هناك أسر تموت جوعًا، ولا تجد فتات الخبز، تنام في العراء، تفترش الغبراء، وتلتحف السماء، وأسر هنا أصابتها التخمة من كثرة إسرافها وتبجحها! من مقاصد الصيام استفراغُ المواد الفاسدة في المعدة بتقليل الطعام، وكيف يتم ذلك لمن أسرف في طعامه وشرابه، وبذَّر في مأكله؟! وكثير من الصائمين قطعوا النهار في نوم؛ فكأنهم ما صاموا، منهم مَن لا يستيقظ إلا عند الصلاة ثم يعود إلى نومه، قطع نهاره بالغفلة، وأمضى ليله بالسهر. فمـا أطـال النَّـوْمُ عُمْـرا *** وَمَا قَصَّرَ فِي الأَعْمَارِ طُولُ السَّهَر الحكمة من الصيام أن يعيش الصائم لذة الجوع لمرضاة الله، وطعْم الظمأ في سبيل الله، والذي جعل النهار نومًا كله لا يجد ذلك. ومِن الصائمين مَن يلعب ألعابًا أقلُّ أحكامها الكراهةُ؛ مثل لعب البلوت، والإسراف في لعب الكرة، وكذلك ألعابًا يزعمون أنها مسلية، تضيع الوقت، وتفني الساعات في غير منفعة. قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون: 115]. وقال تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [الأنعام: 70]. ومِن الصائمين مَن يسهر الليل سهرًا ضائعًا، لا منفعةَ فيه، ولا أجر؛ فَهُمْ في لهْوٍ ولعب وشرود، بينما لا تجد في هذا السهر ركعتين في ظلام الليل. ومِن أشنع أخطاء بعض الصائمين تخلفُهم عن صلاة الجماعة لأدنى سببٍ وأتفه عذرٍ، وهذا من علامات النفاق، ومن براهين مرض القلوب، وموت الأرواح، ومنهم مَن ليس بينه في رمضان وبين القرآن الكريم صلةٌ أو قربى، يقرأ كثيرًا لكن في غير القرآن الكريم، ويطالع كثيرًا ولكن في كتب غير كتاب الله عز وجل. ومِن الصائمين مَن لا تجود نفسُه بصدقةٍ في هذا الشهر العظيم، ولا تشرف مائدتُه بتفطير بعض الصائمين؛ فبابه مغلق، وكفه بخيلة. قال تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل: 96]. وقال تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ} [المزمل: 20]. ومِن الصائمين مَن ترك صلاة التراويح، وتكاسل عنها، ولسان حاله يقول: تكفيني الفريضة. وهو لا يكتفي من الدنيا بالقليل، بل يحرص على الكماليات منها حرصه على الضروريات. ومِن الصائمين مَن أتعب أهله بتكلف صنع كثير من الأطعمة والأشربة؛ حتى أشغلهم عن القرآن الكريم والسُّنَّة، وعن ذكر الله والعبادة، ولو اقتصر على الضروري؛ لوجد أهلُه وقتًا واسعًا للتزود من طاعة الله عز وجل. اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وسامحنا، واعف عنا. ومن الأخطاء الإسرافُ في رمضان في موائد الإفطار والسحور؛ فيوضع من الطعام ما يكفي الفئام من الناس، ويكثر من الأنواع، ويفنن في عرض كل غالٍ ورخيص، من مطعم ومشرب، من حلوٍ وحامض، وحلو ومالح، ثم لا يؤكل منه إلا القليل، ويهدر باقيه مع الفضلات، ويرمى في النفايات، وهذا خلاف هدي الإسلام العظيم، قال سبحانه وتعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]. فكلُّ ما زاد على حاجة الإنسان واستهلاكه فهو إسراف مذموم، ولا يرضى به ربُّ الصائمين، ويندرج في قوله تعالى: {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: 26، 27]. ويقع بعض الصائمين في ذنوب عظيمة، تفسد عليهم صيامهم، وتضيع عليهم قيامهم؛ منها الغِيبة، ومنها النميمة، والفحش في القول، والاستهزاء واللعن، وغيرها من ذنوب اللسان. يقول سبحانه لعباده: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]. وأهل الذكر هم العلماء، فحقٌّ على المسلم الذي يريد أن يعبد الله على بصيرة أن يسأل عما يجهله من أمر دينه، ويبحث عن العلم، ويحرص على التفقه في الدين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:27 PM   #12147

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

إنَّ الحديث عن التغيير أصبح كثيرًا وفي أحيان كثيرة مملاً للأسف, ذلك أن كثيرًا من الناس عندما يستمعون إلى محاضرات أو دورات حول التغيير يحاولون أن يخطوا خطوات باتجاه التغيير، ويبدءون أول الطريق، لكنهم سرعان ما يتعثرون وينكصون على أعقابهم... وأسباب هذا النكوص كثيرة، ليس هذا مجال بسطها هنا، لكني أريد أن أتحدث عن: الأسباب التي تجعلنا نتحفز للتغيير بدءًا من شهر رمضان المبارك: - في شهر رمضان يلتزم المسلم بتغيير بعض عاداته كالأكل مثلاً.. وتتغير عادة نومه!! كما أن كثيرًا من المسلمين يلزم نفسه بأمور (إيجابية) كان بعيدًا عنها كقيام الليل.. بل ربما يطول القيام كما يحصل في العشر الأواخر. كما يعكف كثير من الناس على القرآن الكريم قراءةً وحفظًا وتدبرًا.. وتكثر الصدقات وألوان البر الأخرى.. والتغيير الإيجابي يحتاج لإلزام النفس بالجد والعمل الطويل (أحيانًا) والخروج عن المألوف والروتين اليومي الذي يعيش فيه كثير من الناس.. وها هنا فائدة أخرى أيضًا وهي أنه في رمضان يكثر العمل وتتعدد أوجه الخير؛ فما بين صيام وقراءة قرآن وصدقة وإطعام محتاج وزكاة فطر ودعاء وقيام ليل.. إلخ. ومن أراد أن يغير حياته فليبحث بجد عن الأعمال التي تناسبه؛ لأن كثيرًا من الناس -للأسف الشديد- بلغ من العمر مبلغًا وهو لم يكتشف طاقاته! ولم يعرف المجال الذي يستطيع أن يبدع فيه! والقاعدة أن كلاًّ ميسر لما خلق له، كما قال الرسول r. - كما أن المسلم يلزم نفسه في رمضان بتغيير بعض عاداته السيئة.. فهو يجتنب كثرة الأكل، ويبتعد عن القيل والقال بلا فائدة، بل لا يرد على مسيء (فليقل إني امرؤ صائم), ويبتعد عن النظر الحرام ولا يتأخر في صلاة ولا يدخن ولا.... إلخ. والتغيير الإيجابي يحتاج إلى مجاهدة النفس، وكسر بعض ما تعودت عليه من الكسل والخمول والعادات السيئة الأخرى. (إن من لوازم التغيير أن يغيِّر الإنسان عاداته اليومية من أكل وشرب ونوم وخلافه, والبارزون في الحياة لا تجدهم يملئون معداتهم بأنواع الطعام والشراب, بل إن كثرة الأكل وامتلاء المعدة به مثقلة للجسد عن الحركة، مشغلة للعقل عن التفكير، مشتتة للقلب؛ فالمعدة متى امتلأت لم يجد القلب مجالاً للتأمل والتفكير). - التغيير يحتاج لمحفزات, وفي أحيان كثيرة يحتاج المرء إلى من يأخذ بيده ويتغير معه.. وفي رمضان تتوفر هذه الميزة بنجاح؛ فالكون كله يتغير في رمضان وليس المسلمون من البشر فقط؛ فأبواب الجنة تفتح في رمضان.. وأبواب النيران تغلق.. وتفتح أبواب السماء.. والنفس مقبلة على العبادة (إما راغبة أو مرغمة), بل حتى إن الله يغير الأجور ويضاعفها لعباده في رمضان، ومن أمثلة ذلك العمرة في رمضان التي تساوي حجة مع النبي r. - في رمضان ينتظم وقت المسلم انتظامًا دقيقًا.. بل يحصل من المجاهدة الشيءُ الكبير في سبيل المحافظة على الوقت.. فالإمساك يبدأ مع أول جملة ينطقها المؤذن، ولا يمكن أن يتأخر المسلم في الأكل والشرب بعد أن يسمع الأذان الثاني، وكذلك ينتهي الإمساك مع أول تكبيرة ينطق بها المؤذن لصلاة المغرب، ويلتزم الصائمون جميعًا بل يتسابقون لينالوا خيرية التعجيل في إنهاء الصيام. إن تنظيم أوقات الصيام للصائم لا شك أنه محفز لمن يريد أن يبدأ مسيرة التغيير.. فمن شروط التغيير المهمة الالتزام بالوقت.. فمن المهم أن تلزم نفسك في كل عمل تؤديه بوقت تبدأ فيه ووقت تنهيه. - في رمضان يكون العمل -كما سبق ذكره- ويكون نتاج هذا العمل ظاهرًا كذلك, وهذا من أكبر المحفزات التي تعجل بتغيير الإنسان لحياته ونفسه, فما أجمل أن ترى نتاج أعمالك وقطاف ثمارك أمامك! مع ما يدخره الله للعبد من ثواب في الآخرة. إن الصائم وضع لنفسه هدفًا بالليل أن يصوم اليوم التالي ويمسك عن الأكل والشرب وسائر المفطّرات ولغو الحديث وسيِّئ العمل، ثم يجاهد نفسه على ترك القبيح وفعل كل جميل حتى يحين وقت المغرب, وحين يفطر الصائم تصيبه إحدى الفرحتين بإتمام عمله وثبوت الأجر بإذن الله تعالى.. وتبقى الفرحة الأخرى يوم يلقى ربه.. ويتكرر هذا على مدار الشهر كله.. فلا شك أن هذا محفز كبير... والعجيب أن العمل يزيد وتكون نتائجه أكبر كلما سارت الأيام حتى تأتي ليلة القدر ثم آخر ليلة في الشهر، حيث يعتق الله من عباده مثل ما أعتق من أول الشهر إلى آخره. - التغيير يحتاج لتكرار.. والمختصون يقولون: إن الإنسان يحتاج من 6 إلى 21 يومًا ليعتاد على سلوك جديد.. فما بالك والعادات الجديدة في رمضان نكررها من 29 إلى 30 يومًا.. فلتجعل عاداتك الجيدة التي تريد أن تسير عليها من ضمن برنامجك اليومي في رمضان (عادة القراءة - أذكار الصباح والمساء - نوافل الصلوات - الاستغفار - قراءة القرآن - زيارة الأقارب...)، كل ذلك تجعل له وقتًا في يومك الرمضاني، وستجد له وقتًا، وسترى كيف يبارك الله في الوقت. إن العادات ما هي إلا سلوكيات تعلمناها ومارسناها حتى اعتدنا عليها وصارت كأنها جزء منا, وهي في الحقيقة منفصلة عنا.. فكما تعودنا على عادات سيئة (كثرة النوم - تأجيل الأعمال - إضاعة الأوقات...)، فلنكرر العادات الحسنة التي تريد أن تعتادها، وها هو شهر رمضان فرصة جيدة لذلك. - مما يعين على التغيير, بل هو أقوى المعينات وأكثرها أثرًا: الدعاء, فادع الله تعالى أن يعينك على سلوك طريق التغيير والابتعاد عن العادات السيئة. ورمضان شهر الدعاء, فقد ختم الله آيات الصوم في سورة البقرة بقوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]. وذكر الرسول r أن للصائم دعوة لا ترد, ودعوته عند فطره وفي آخر ليله -وهو وقت أكلة السحور- فلنجعل الدعاء بأن يغير الله حالنا للأفضل، وأن يصلح أحوالنا وقلوبنا وأعمالنا. - وأخيرًا.. هناك محفزات ذكرها الله تعالى على لسان رسوله r للصائم تحفزه لإتمام صومه، وإتقان عمله, مثل: مغفرة ما تقدم من الذنوب إن صام وقام إيمانًا واحتسابًا، واستجابة الدعاء للصائم. والحقيقة أن من أراد أن يسير في طريق التغيير فلا بد له من محفزات طوال الطريق، وهذه المحفزات قد تكون ما ينتظره عند سلوك طريق التغيير من راحة البال وتجديد النشاط, وبناء علاقات جيدة, وأجر عند الله تعالى, وشهرة أمام الآخرين... إلخ. وعلى كلٍّ، فلذة الإنجاز وإتمام العمل لا يساويها لذة.. وقد يكون المحفز ذاتيًّا يضعه الإنسان لنفسه, فكلما قطع شوطًا في طريقه كافأ نفسه بأن يؤدي عملاً يحبه أو يأخذ قسطًا من الراحة... إلخ, وإن كان العمل من أنواع العبادات، فما أجمل أن يذكّر المسلم نفسه بالأجر الذي أعده له ربه يوم القيامة! يقول الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي: (رمضان ما هو إلا فترة راحة وهدوء, يعبُر المؤمن من خلالها إلى مراقي الصعود في درجات الإيمان, فمن استفاد من هذه الفترة في إصلاح حاله وتجديد إيمانه ومراجعة نفسه، فقد وجد للتغيير طريقًا). معادلة التغيير الناجح: إن التغيير الإيجابي ينطلق من معادلة بسيطة تقول: انظر في واقعك وقيِّمه + ضع خطة واضحة للتغيير + حاسب نفسك دائمًا = ستصل للتغيير الإيجابي. وأطراف هذه المعادلة سنجدها متوفرة في شهر رمضان المبارك؛ فالخطة موضوعة من الرب تبارك وتعالى وعلى لسان رسوله r, بقي أن تعرف مواضع الخلل الكبرى في حياتك: أين وفي أي الجوانب أنت مقصر لتجتهد في تعديله, ثم اجعل لنفسك ساعات للمحاسبة والمناقشة. وصية اجعل لنفسك شعارًا في شهر رمضان لهذا العام, وليكن شعارًا معبرًا عن حقيقة التغيير الذي تريد أن تحققه، ولتذكر في الشعار "الجوانب" التي تريد أن تحافظ عليها أو المشروع -أو المشاريع- الذي تريد تحقيقه.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:30 PM   #12148

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

ما هي أهمّ فوائده النفسية؟


للصيام فوائد نفسية كثيرة؛ ففيه تربية وتهذيب للنفس وعلاج لكثير من أمراضها. فالإمساك عن الطعام والشراب من قبل الفجر إلى غروب الشمس في

جميع أيام شهر رمضان، إنّما هو تدريب للإنسان على مقاومة شهواته والسيطرة عليها، ويؤدّي ذلك إلى بثّ روح التقوى فيه: {يَأيُهاَ الّذينَ آمَنُوا كُتبَ

عَلَيْكُمُ الصّيامُ كَمَا كُتبَ عَلَى الّذينَ من قَبْلكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ}.. [البقرة : 183]. وفي الحديث الشريف: (فإذا كان أحدكم صائماً، فلا يرفث، ولا يجهل، فإن

امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم).. [رواه البخاري].


الصيام تهذيب نفسي:


• في رمضان يصوم المؤمن، ويشعر بالحاجة إلى الطعام والشراب، ويستشعر بذلك ضعفه البشري، فيقِلّ اغتراره بقوّته، وتتطهر نفسه من نزعة التجبر

والعلو في الأرض؛ إذ كيف يتجبر وهو بالكاد صبر دون طعام وشراب بضع ساعات؟ ولعل هذا من الفوائد النفسية الهامة للصيام، لأنه يُرجع المغرور

إلى الواقع، ويخلّصه من عقدة التفوّق والعلوّ التي أفسدت عليه نفسه.


• الصيام امتناع عن إشباع بعض رغبات النفس، وفيه امتناع عن الاستجابة الفورية لبعض شهواتنا، وفي هذا الامتناع تدريب للنفس على "تأجيل

الإشباع"، والقدرة على التأجيل تُميّز ما بين الطفل الصغير والبالغ الراشد، وتُميّز ما بين ناضج الشخصية وقليل النضج؛ ويأتي الصيام في رمضان

بمثابة دورة تدريبية سنوية على هذا الصبر، وبمثابة دفعة جديدة نحو المزيد من نضج الشخصية لدى المؤمن.


إنّ استمرار هذا التدريب على ضبط الشهوات والسيطرة عليها مدة شهر من كل عام، لا شك سيعلّم الإنسان قوّة الإرادة، وصلابة العزيمة، لا في التحكم

في شهواته فقط، وإنّما في سلوكه العام في الحياة، وفي القيام بمسؤولياته، وأداء واجباته، ومراعاة اللّه تعالى في كل ما يقوم به من أعمال.


• وفي الصيام أيضاً تدريب للإنسان على الصبر على الجوع والعطش. ويقوم الإنسان بعد ذلك بتعميم خصلة الصبر التي تعلّمها من صيامه على جميع

نواحي حياته الأخرى، فيتعلّم الصبر على تحمل مشقّة السعي وراء الرزق، وآلام المرض، ومتاعب الحياة ومصائبها. ولقد درس العلماء أثر الالتزام

على العطش فوجدوا أنّ العطش عند مَنْ ألزم نفسه بالامتناع عن الماء كان أقل حتى في الاختبارات التي تكشف مدى انشغال النفس لا شعورياً بالعطش،

وبالرغبة في الماء.


• الصيام هو الذي يعمّق الخشوع والإحساس بالسكينة، والتحكّم في الشهوات وإنماء الشخصية. فالهدف من الصيام هو التحكم في النفس البشرية

وميولها العصبية، وهذا هدف متميز من أهداف الصيام.


• ومن الفوائد النفسية للصيام أيضاً أنه يُشعِر الغنيّ بآلام الجوع، ويبعث في نفسه عواطف الرحمة والشفقة على الفقراء والمساكين، فيدفعه ذلك إلى

الِبرّ بهم والإحسان إليهم ممّا يقوّي في المجتمع روح التعاون والتضامن والتكافل الاجتماعي.


الصيام علاج فعّال للاكتئاب:


لقد خلق الله النهار لنَنْشط فيه ونبتغي من فضل الله، وخلق الليل لنسكن فيه ونهجع، إذ في النوم راحة لجهازنا العصبي، فلو حُرم الإنسان من النوم

لبضعة أيام فإن ذلك يؤدي إلى خلل في عمل الدماغ، وفي النوم ترميم لما اهترأ من جسم الإنسان، كما يتم النمو خلاله أيضاً. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ



لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}.. [يونس : 67]. لكنّ الله أثنى على المُتّقين بأنّهم: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا

يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.. [الذاريات : 17، 18]، وهنا قد نتساءل: لقد اختار الله الليل ليكون وقت الاستغراق في العبادة، لكن هل يكون

ذلك على حساب صحة الإنسان العقلية؟ ونحن نعلم كم هو مفيد نوم الإنسان في الليل؟ والجواب أنّه لن يكون ذلك أبداً، فقد كشفت دراسات الأطباء

النفسيين في السنين الأخيرة أنّ حرمان المريض المصاب بالاكتئاب النفسي من نوم النصف الثاني من الليل له فعل عجيب من تخفيف اكتئابه النفسي

وتحسين مزاجه حتى لو كان من الحالات التي لم تنفع فيها الأدوية المضادة للاكتئاب. إذن لقيام الليل والتهجّد في الأسحار جائزة فورية، وهي اعتدال

وتحسّن في مزاج القائمين والمتهجّدين، وفي صحّتهم النّفسية.


وختاماً..


إنّ الصيام باعتباره قناعة فكرية وممارسة عملية، يُقوّي لدى الإنسان كثيراً من جوانبه النفسية ويُنمّي قدرته على التحكم في الذات، فيُقوّي لديه الصبر،

والجَلَد، وقوة الإرادة، وضبط النوازع والرغبات. إنه يُخضِع كلّ ميول الدنيا تحت سيطرة الإرادة، ويُضفي على نفسه السَّكينة والرضا والفرح... وقد

أخبر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فَرِح بفطره وإذا لقي ربّه فرح بصومه". وكلّ ذلك يتمّ بقوة الإيمان.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:32 PM   #12149

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

أكرمنا جل جلاله ومن علينا سبحانه وتعالى
بأن بلغنا هذا الشهر العظيم وهذا الموسم الكريم:
فنحن نتقلب بين منح الله سبحانه وتعالى ونعمه
التي لا تعد ولا تحصى
يقول الله عز وجل فيما يرويه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم
في الحديث القدسي :
( قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) متفق عليه


شهر رمضان شهر ( مبارك )
مصداق ذلك في كلام النبي صلى الله عليه وسلم
ففي مسند الامام أحمد وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ :
( أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مِرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ )

( أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ )

فرمضان بركاته كثيرة
وفي هذا المقال نستعرض جملة من هذه البركات :

فأول بركات شهر رمضان أن اختص الله جل جلاله وأعلى
منزلته بين الشهور بأن فرض الله صيامه
كما قال تعالى :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه }
[ البقرة / 185]

بل إن صيام شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام
ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبد الله ورسوله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت )

بل بشر نبينا صلى الله عليه وسلم بمغفرة الذنوب
من صام رمضان ايمانا واحتسابا
فقال صلى الله عليه وسلم :
( من صام رمضان إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )
متفق عليه


قال الحافظ ابن حجر رحمه الله المراد بالإيمان:
الاعتقاد بفرضية صومه وبالاحتساب:
طلب الثواب من الله تعالى

فالمؤمن يصوم رمضان يرجو ماعند الله من الثواب
وهو يعلم يقينا أن من فرض الصوم هو الله جل جلاله

ومن بركات رمضان أنه شهر تفتح فيه أبواب الجنة
وتغلق فيه أبواب النار
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار ، وصُفّدت الشياطين )
( إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار )

فأبواب الجنة تفتح تنشيطاً للعاملين
من المؤمنين ليتسنى لهم الدخول
وتغلق أبواب النار لأجل انكفاف أهل الإيمان عن المعاصي
حتى لا يلجوا هذه الأبواب

ومن بركات هذا الشهر العظيم أنه شهر ( تصفد فيه الشياطين )
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله معلقا على هذا الحديث :
( وصفدت الشياطين )
يعني : المردة منهم ، كما جاء ذلك في رواية أخرى
والمردة يعني : الذين هم أشد الشياطين عداوة وعدوانا على بني آدم
والتصفيد معناه الغل
يعني تغل أيديهم حتى لايخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه

في غيره وكل هذا الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
حق أخبر به نصحا للأمة وتحفيزا لها على الخير
وتحذيرا لها من الشر

ومن أجل بركات هذا الشهر العظيم أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن
على نبيا محمد صلى الله عليه وسلم :
قال تعالى :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }
[ البقرة / 185]

فثمة علاقة وطيدة ورباط متين بين القرآن وشهر الصيام
تلك العلاقة التي يشعر بها كل مسلم في قرارة نفسه
مع أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم

ولإنه شهر القرآن فلقد كان جبريل عليه السلام
يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيدارسه القرآن كل ليلة في رمضان
كما في "الصحيحين"
وكان يعارضه القرآن في كل عام مرة
وفي العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
عارضه جبريل القرآن مرتين

فعلى كل مسلم أن يقبل على القرآن قراءة
وحفظاً ، وتدبراً ، وفهما ً
يقف عند آياته ويتدبر عظاته
ويتمثل أخلاقه ، ويلتزم بأحكامه

ومن بركات هذا الشهر المبارك ما ورد في الصحيحين
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
(كان رسول الله صلى الله عليهم وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان )

فمن بركات رمضان أنه شهر الجود
ونبينا صلى الله عليه وسلم هو أجود الناس
وكان أجود ما يكون في رمضان
فقد كان صلى الله عليه و سلم كريماً معطاءً
يجود بالمال والعطاء بفعله
و قوله يعطي صلى الله عليه و سلم عطاء
من لا يخشى الفقر
قال الله تعالى
{ من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً }
البقرة / 245

حتى أنه صلى الله عليه و سلم عمق هذا المفهوم
في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم عملياً
سألهم مرة عن أحب المالين إلى الإنسان
هل هو المال الذي بيده أو مال وارثه
ثم وضح لهم أنه ليس للإنسان إلا ما أنفق وما قدم لآخرته

وعمقه أيضاً صلى الله عليه و سلم بقوله في أحاديث كثيرة منها :


قال صلى الله عليه وسلم :
" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان , فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً,ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا " متفق عليه

وفي رمضان تتجلى عبادة عظيمة هي من أنواع الجود المالي
و الذ هو من بركات هذا الشهر الكريم ( تفطير الصائمين )
قال صلى الله عليه و سلم مبشراً لأمته :
( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء )
رواه أحمد

ومن بركات هذا الشهر المبارك شهر رمضان
مانص عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله :
( تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً )
رواه البخاري ومسلم

فمن بركة السحور التقوي على العبادة
والاستعانة على طاعة الله تعالى أثناء النهار
ومن بركة السحور أنه من السنة أن يكون في آخر الليل
وهذا الوقت هو وقت النزول الالهي
حينما يقول ربنا جل في علاه :
( من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له )

وبالجملة فشهرنا هذا كما نص النبي صلى الله عليه وسلم شهر مبارك
أيامه ولياليه مباركة
وأفضل أيامه ولياليه العشر الأواخر منه
وأعظم تلك الليالي بركة
الليلة التي أنزل فيه القرآن وهي الليلة
التي هي خير من ألف شهر
إنها ليلة القدر
كما قال تعالى :

{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ }
[ القدر / 1_5 ]

وقال سبحانه وتعالى:
{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ }
[ الدخان : 3]


نسأل الله أن يبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا
وأن يجعلنا من أهل التقوى والمغفرة







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:32 PM   #12150

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد
فعالم النجاح معقود بنواصي القيم ، والتاريخ مهما كان فسيحاً في حياة إنسان يظل يتيماً عارياً إذا لم تلبسه القيم من جلبابها الكبير ، وعظمة كل إنسان في الأرض رهن على حياة هذه القيم في واقعه .
إن شهر رمضان يجب أن يتحول في عقلية كل إنسان من مناسبة دينية باتت تؤثّر فيها العادات إلى مدرسة لبناء القيم وفرصة لعناق كل أمنية يحلم بها إنسان ، وعلينا أن ندرك أننا أمام مدرسة روحية تربي القيم وتجذّر المعاني الكبار في حياة كل إنسان . وإنني عبر هذه الأسطر سأطوّف بك أيها القارئ الكريم في فناء هذه المدرسة لنقرأ أنا وإياك قصة القيم في حياة الكبار ، وكيف أن هذه المدرسة قادرة على أن تخرّج طلاباً قادرين على بناء أنفسهم وبناء واقعهم بالصورة التي يحلم بها الكبار .

إن رمضان يعلمنا قيمة الهدف في الحياة وأثره في الواقع ، ويدلنا اليوم على أن الحياة بلا أهداف حياة بلا معنى ولا أثر ! وترى قضية الأهداف في رمضان قضية واضحة ، ترى ذلك في قول نبيك صلى الله عليه وسلم \" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه \" ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه \" ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه \" إن كل مسلم يدخل بوابة هذه المدرسة يرى هذه الأهداف في كل جوانبها تهتف به وتدعوه لعناق رحلته الكبرى في ثلاثين يوماً !

إن الهدف هنا بيّن واضح وهو هدف محدد الوقت يبدأ في رمضان وينتهي بعد ثلاثين يوماً ، ومن روائع الهدف أن مكافأته تحتف به وتغري بعناقه وهي مكافأة تدفع صاحبها لركوب الأهوال من أجل عناق ذلك الهدف .

إن أي مشروع في الأرض يأتي إليه إنسان دون أن يكون هدفه واضحاً بيّناً سيكون مشروع أقرب للفشل منه للنجاح وسيظل النجاح في أي مشروع مرهون بعظمة الهدف ووضوحه والقدرة على تحديد نهايته ، وعلى كل إنسان أن يدرك أنه لن يصل إلى عناق أمنيتة ولن يحتفل بنهاية مشروعه الذي يريد إلا بعد أن يعنى بقضية الأهداف ويسعى في ضبطها من بداية الطريق .. ! وكم هي المشاريع التي بدأها الإنسان مع نفسه أو في مجتمعه أو على مستوى أمته ولم تسنح الفرص بعد بعناق نهايتها إلى اليوم؟ كم من إنسان يعيش على حلم ختم القرآن الكريم حفظاً وضبطاً ولم تأت النهاية من سنوات ؟ وكم من إنسان نصب له مشروعاً عمرياً وما زال مشروعه في طيات الأوراق ؟ وكم هي الأمنيات والمشاريع التي تعتلج في ذاكرة كل واحد منا ويتنفسها أملاً كبيراً في مستقبل حياته ولم يبدأ بعد ؟! إن رمضان جاء ليقول لنا إن صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً ، وتحقيق التقوى من خلال ذلك هو الهدف الأكبر في مدرسته وعلى كل من أراد أن يختبر قدرته على تحقيق هذه القيمة في كل حياته أن يجرّب تحقيق الهدف العريض في هذا الشهر . إن علينا أن نستقبل شهر رمضان وبين يدي الواحد منا مشروعه الذي يحلم به ، ويبدأ يخطط لكتابة أهدافه وتحقيق غاياته وبدون ذلك سيظل أثر هذه المدرسة ضعيفاً في حياتنا وواقعنا .

إن القيم التي يؤكّد رمضان على بنائها في حياتنا قيمة الفرص ، وأن رقي الإنسان في ساحات الآخرة وقف على استثمار الفرص في حياته \"\" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه \" ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه \" ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه \" فتأمل هذه الفرص وهي تتعرّض لكل واحد منا في عرض الطريق وتدعوه لعناقها والمكافأة حلم إنسان في الدنيا كلها !

إن الفرص تحتاج إلى عاقل فطن يستثمرها عند أول بريق لها وقد بلغك أن هذا الذكر الحسن لعكاشة رضي الله عنه كله كان من طيات فرصة واحدة حين قال نبيك صلى الله عليه وسلم \" يدخل الجنة سبعون ألفاً بدون حساب ولا عقاب والصحابة متوافرون يسمعون الحديث وما إن لاحت هذه الفرصة لعكاشة إلا وقام يجري لعناقها \" أمنهم أنا يارسول الله ؟ قال : نعم \" ويقبل الآخر يجري لعناق هذه الفرصة فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم \" سبقك بها عكاشة \" .

إن رمضان يدعونا إلى استثمار ثلاثة فرص تزدلف بين أيدينا وهي كلأ مباح لكل إنسان ما دامت أيام الشهر تنبض بالحياة ، وإن هذه القيمة حقيقة بأن تمتد إلى كل لحظة من حياتنا ، وأن نخرج إلى الأرض وعين الواحد منا مفتوحة على الفرص التي يهبها الواقع وتمنحنا الحياة عبقها في الطريق ، وأن لا نسمح بحال من الأحوال لأي فرصة تتعرّض في الطريق وندعها مهما كانت ظروفنا تلك اللحظة التي نلقى فيها الفرص ماثلة ، وهي قيمة حقيقة بأن نربي نفوسنا عليها ، وأن نخرج من مدرسة رمضان وقد تعلمنا الدرس بأوضح ما يكون .

إن رمضان يبني في نفوسنا قيمة الوقت ، ويؤكّد علينا أنه أنفس ما عني به إنسان في حياته . إن الدقائق مؤثّرة في حياة الإنسان بأعظم مما نتصوّر ، فلو أن إنساناً تقدم الأذان بدقيقة أو بأقل منها وأفطر لكانت النهاية بطلان عبادته في ذلك اليوم ، ومثل ذلك لو أنه أكل أو شرب بعد بداية الأذان في الفجر لكان لا قيمة ليومه كله ولا عبرة به بذلك اليوم كله ، وكل ذلك عناية ببناء هذه القيمة في نفوس المسلمين وتربية لهم على تمثلها في سائر حياتهم .

إن كل ناجح ترمقه أبصارنا اليوم في أرض الواقع ستجد هذه القيمة في حياته العلمية والعملية أوسع ما يكون . وإنني أذكّر بأن هذه القيمة تاريخ تصنع الأفراد والأمم متى ما حظيت بحقها من العناية والاهتمام ، ولا خيار لأحد يريد صناعة الواقع عن هذه القيمة مطلقاً ، وكتب التاريخ تعطيك قصتها كاملة وخبرها وافياً في حياة الرجال .

هذه ثلاث قيم تصنع تاريخ إنسان ، وتكتب سيرته بمداد من ذهب ، وتعطر الحياة كلها بأنفاس التحدي وتصنع التغيير للأحلام التي ينشدها كل حي عاشها واقعاً في رمضان ، وما أتيت على كل ما أردت من عنوان هذا الموضوع لولا أنني أدرك صغر المساحة التي تستقبل حرفي ، وأدعو كبار الأمة ورجالها وصناع تاريخها أن يفتحوا صفحات قلوبهم وصفحات دفاترهم لتدوين هذه القيم من خلال الدراسة النظامية في فناء هذه المدرسة الكبرى في الحياة . والله المستعان وعليه التكلان ومنه الحول والطول .

مشعل عبد العزيز الفلاحي







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« آنآ مش آنطوآئى آنتم متتعآشروش | can 7lm »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 69 ( الأعضاء 0 والزوار 69)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فـوائد استنشاق هواء الفجر ۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩ منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 04-26-2012 09:08 AM
فوائد استنشاق هواء الفجر بحبك حبيبي مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-27-2010 04:33 PM
فوائد استنشاق هواء الفجر .. ؟؟ احمد العليمي صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 2 11-22-2010 03:06 PM
استنشاق زيت النعناع ميدو العثل صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 4 10-25-2010 08:33 AM
استنشاق الورد يقووي الذاكـره الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 6 11-27-2009 05:07 AM


الساعة الآن 11:43 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩