..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
إستحاله فلن أعود .. إنتهـــى ......
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 1 -
قلت لقلبى ألم تستريح ذات مرة؟!
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 3 -
خلف أسوار النيابة .. مقالة فى قصة
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 2 -
دول الشر
الكاتـب : يحيى الفضلي السودان - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 3 -
مرض تعدد الشخصيات
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 2 -
من صاحب المقولة
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 8 -
ما رأيك فى إستايل المنتدى الجديد
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 10 -
الأثر النفسي للدعاء
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 12 -
إنك لاتهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 9 -
سأخبرك بجنونى
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : fanaa - مشاركات : 15 -
حكاية حب
الكاتـب : أمير عسكر - آخر مشاركة : fanaa - مشاركات : 9 -
المسكوت عنه..في...!! العملات الرقميه
الكاتـب : out off box - آخر مشاركة : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 4 -

الإهداءات


استنشاق صوت الكلام

صفحات مكشوفة


3611معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-03-2022, 11:52 PM   #12171

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

ثلاث ساعات

لا تضيعوها في رمضان


الساعة الأولى

*********




( أول ساعة من النهار - بعد صلاة الفجر )

قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار

(اعلم أن أشرف أوقات الذكر في النهار الذكر بعد صلاة الصبح ).

وأخرج الترمذي

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

أنه قال: (من صلى الفجر في... جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس

ثم صلى ركعتين كانت له كآجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )

رواه الترمذي وقال حديث حسن .


وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى

تطلع الشمس حسناء .ونص الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة

بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وفي الحديث

(اللهم بارك لأمتي في بكورها ).

لذا يكره النوم بعد صلاة الصبح لأنها ساعة تقسم فيها الأرزاق فلا ينبغي

النوم فيها بل إحيائها بالذكر والدعاء وخاصة أننا في شهر رمضان

الذي فيه يتضاعف الأجر والثواب .



الساعة الثانية

*********

( آخر ساعة من النهار _ قبل الغروب


هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن الصائم غالباً بالانشغال بإعداد الإفطار والتهيؤ له وهذا لا ينبغي لمن حرص على تحصيل الأجر فهي لحظات ثمينة ودقائق غالية .. هي من أفضل الأوقات للدعاء وسؤال الله تعالى فهي من أوقات الاستجابة .

كما جاء في الحديث ( ثلاث مستجابات :دعوة الصائم ،ودعوة المظلوم ، دعوة المسافر ) رواه الترمذي، وكان السلف الصالح لأخر النهار أشد تعظيماً من أوله لأنه خاتمة اليوم والموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في دعاء الله .




الساعة الثالثة

*********

( وقت السحر )

السحر هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر قال تعالى ( والمستغفرين بالأسحار )

فاحرص أخي الصائم على هذا الوقت الثمين بكثرة الدعاء والاستغفار حتى يؤذن الفجر،

وخاصة أننا في شهر رمضان فلنستغل هذه الدقائق الروحانية فيما يقوي صلتنا

بالله تعالى.قال تعالى حاثاً على اغتنام هذه الساعات الثمينة بالتسبيح والتهليل :


( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى).

وقال تعالى : وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

من دعا إلى هدىً، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً،

ومن دعا إلى ضلالةٍ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً !







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:54 PM   #12172

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

منتدى سكر بنات يقدم لك كيفية تهذيب الغريزة بالصيام - رمضان 2017

الحمد لله
جاء هذا الدين الحنيف بتهذيب الغرائز حتى لا يبقى الإنسان المسلم المتميز بشخصيته أسيراً لشهواته كالحيوان ، وشرع له من الشرائع الواجبة و المستحبة ما يحتمي بها من الآثار السيئة التي تنتج عن الانسياق وراء الشهوات ، ومن هذه التشريعات مشروعية الصيام لمن لم يستطع الوصول إلى التصريف الطبيعي لهذه الشهوة من خلال الزواج ، كما قال عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه ( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) البخاري 5066 مسلم 1400.و المراد أن الصوم يخفف من تأثير الشهوة على الشاب .

وهذا الحكم وإن كان مشروعاً لعموم الشباب فإن الحاجة إليه تزداد مع زيادة الفتن وتيسُّر أسباب المنكرات وكثرة المغريات ، لاسيما لمن يعيش وسط مجتمعات يكثر فيها التبرج والانحلال ، فينبغي الحرص على هذه العبادة للمحافظة على العفة والدين ، ويستعين الإنسان مع الصيام بدعاء الله تعالى أن يحفظه في دينه وعرضه وأن ييسر له الزواج الذي يحصن به فرجه ، ويستعين كذلك بتذكر ما أعدّه الله تعالى في الجنان من الحور العين لمن استقام على أمره تعالى وحفظ نفسه .

الشيخ محمد صالح المنجد







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:56 PM   #12173

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

لقد خص الله عز وجل شهر رمضان بفضائل وخصائص عن بقية الشهور , ومن ذلك :

1- أن الله عز وجل جعل صومه الركن الرابع من أركان الإسلام , كما قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه ) البقرة / 185 , وثبت في "الصحيحين" (البخاري ( 8 ) ، ومسلم ( 16 ) من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا عبد الله ورسوله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان , وحج البيت " .

2- أن الله عز وجل أنزل فيه القرآن , كما قال تعالى في الآية السابقة : ( أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ( ) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) البقرة / 184- 185 .

3- أن الله جعل فيه ليلة القدر , التي هي خير من ألف شهر , كما قال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) القدر / 1_5 .

3-وقال أيضا : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) الدخان / 3 .

4- أن الله عز وجل جعل صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب , كما ثبت في " الصحيحين " البخاري ( 2014 ) ، ومسلم ( 760 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . و فيهما البخاري ( 2008 ) ، ومسلم ( 174 ) أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم : " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .

5- أن الله عز وجل يفتح فيه أبواب الجنان , ويُغلق فيه أبواب النيران , ويُصفِّد فيه الشياطين , كما ثبت في "الصحيحين" ( البخاري ( 1898 ) ، ومسلم ( 1079 ) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة , وغلقت أبواب النار , وصُفِّدت الشياطين " .

6- أن لله في كل ليلة منه عتقاء من النار ، روى الإمام أحمد (5/256) من حديث أبي أُمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لله عند كل فطر عتقاء " . قال المنذري : إسناده لا بأس به . وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (987) .

وروى البزار (كشف_ 962) من حديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة _ يعني في رمضان _ , وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة " صححه الألباني في صحيح الترغيب ( 1002 ) .

7- أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذي قبله إذا اجتنبت الكبائر , كما ثبت في "صحيح مسلم" (233) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان , مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " .

8- أن صيامه ثم صيام ستة شوال كصيام الدهر يعدل صيام عشرة أشهر , كما يدل على ذلك ما ثبت في "صحيح مسلم" (1164) من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان , ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر " .

9- أن من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ، لما ثبت عند أبي داود (1370) وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) . صححه الألباني في "صلاة التراويح ص 15 "

10- أن العمرة فيه تعدل حجة ، روى البخاري (1782) ومسلم (1256) عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار : " ما منعك أن تحجي معنا ؟ " قالت : لم يكن لنا إلا ناضحان , فحج أبو ولدها وابنها على ناضح , وترك لنا ناضحا ننضح عليه , قال : " فإذا جاء رمضان فاعتمري , فإن عمرة فيه تعدل حجة " , وفي رواية لمسلم :" حجة معي " .

والناضح : هو البعير يسقون عليه







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:57 PM   #12174

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

أين الذين تحبهم يارمضان؟ أَبَقِيتَ في خلَفٍ كمِثْلِ السيف فَرْدَاً؟ حَدِّثْ يارمضانُ أنَّ أناسا بين أظهرنا ماعرفوا ربك حتى يعرفوك، حدِّثْ يارمضان أن أناسا بين أظهرنا قد قاطعوا الصلاة في جماعة المسلمين! حدِّثْ يارمضان أن أناسا بين أظهرنا قد أضاعوا نافلة الفجر! كلا! لا تُحدِّثْ بهذا؛ بل حدِّثْ بأنهم أضاعوا فريضتها، ولكن ذا من قبل قدومك، فلما قدمت أضاعوا ..




الحمد لله الرحمن، علَّم القرآن، خلق الإنسان، علَّمَه البيان؛ الحمد لله ذي الطَّوْلِ والإفضال والنعم، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما كثيرا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

ثم أما بعد: أيام تتكرر، شهور تتوالى، وسُنون تتعاقب، وقرون تركض، وأنفاس تتهادى، وعقارب الزمان تتأبّى أن تعود إلى الوراء، ولبن الزمان لا يعود إلى ضرعه، وزجاجة العمر أقسمت أنَّ كسْرَها لايُجبر
ألا كفى زاجرا للمرء أيامُ دهرِهِ *** تروحُ له بالواعظاتِ وتغتدي

ألا كفى! والدنيا تصبِّحنا وتمسِّينا كل يوم وتقول: حذارِ حذارِ مِنْ بَطْشِي وَفَتْكِي! إنها أحلامُ نومٍ، أو كظلٍّ زائل، إن اللبيب بمثلها لا يخدع!.

ذات مساء أبيض كان حبيبنا -عليه الصلاة والسلام- قد عقد مؤتمره بين أصحابه الأطهار, ثم افتتحه ببشرى زفها لهم, ببشارة عظيمة كعظمة نفوسهم التي يا حسن أخلاقها! ويا طيب معشرها!

لهم رحلةٌ في كُلِّ يومٍ إلى الهُدى *** وأُخْرَى إلى الحبِّ الأريج المعطِّر

زفها إلى صحابته، وياصحابته: ما أوفتكم مدائحي، فيا ليت أن جلودنا قرطاسها!

تبرى أناملنا لها أقلامها *** وكذا سواد عيوننا أنقاسَها

في مدينة سيد الأنام كانت البشرى تزف لأولئك الأخيار رضي الله عنهم، وأرضى عنهم, إنها البشرى التي عمِل لها العاملون، وشمر لها المشمرون، وفرح باستهلالها المحبون؛ إنها بشرى: "فيه تُفتح أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغُّل فيه مرَدَة الشياطين, لله فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيرها فقد حرم".

لا تحرمنا فضل ماعندك يا الله بسوء ماعندنا!.

ويامن أُلقِيَت عليك البشرى، هل كان البشير بشيرَ يوسف وكانت البشرى قميصه؟ أم كان البشير إخوانَ يوسف والبشرى أن أكله الذئب؟.

أيها المبارك: هل كانت البشرى على قدر اللقاء؟ أم أنها كانت على أرض السراب؟ وهل أنت منهم؟... فما بالُ رمضانك لم يك كالرمضاءِ في فؤادك؟ ما بالُ أكرم زائر أودَعْتَه النسيانا، وركنتَه للسهو، ولم تسجد للسهو؟! أين حرارة اللقاء؟ أين عهود الحب التي ختمَتْها فطرتك السوية في قلبك؟ أما بلغك أنَّ الخُلْفَ يَحْرُمُ في دنيا المحبينا؟ قال المعلى بن الفضل: "كانوا يبتهلون الله ستة أشهر أن يبلِّغهم هذا الشهر، وستةَ أشهر يبتهلونه أن يتقبل منهم".

ولقد روى الإمام أحمد حديثا صححه الألباني من حديث طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- أن رجلين من بُليٍّ قدما على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان إسلامهما جميعا، فكان أحدهما أشد اجتهادا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستُشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي.

قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخِر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليّ فقال: ارجِعْ؛ فإنك لم يأن لك بعد، فأصبح طلحة يحدث به الناس، فعجبوا لذلك!.

فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "مِن أي ذلك تعجبون؟" فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً ثم استُشهد، ودخل هذا الآخِرُ الجنةَ قبله! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أليس قد مكث هذا بعده سنة؟"، قالوا: بلى، قال: "وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟". قالوا: بلى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فما بينهما أبعدُ مما بين السماء والأرض".

فاللهم سلمنا أيام رمضان تسليما، وسلمنا إلى أيامه تسليما، وتسلَّمْها منا متقبلة، وبلغنا آخره كما بلغتنا أوله...

أنت للناسِ قاهرٌ دونَ قهرٍ *** أنت سلطانُهم بلا سلطانِ
قلتَ جوعوا نهارَكم فأطاعوا *** خُشَّعاً يلهجون بالشكران
إنَّ أيامك الثلاثين تسري *** كلذيذ الأحلامِ للوسْنان
كلَّما سرني قدومُك أشجا *** ني نذيرُ الفراق والهجران

إن هذه الثلاثين فرصة ذهبية لمن قال: أنا لها! وألقى السمع. وإنها لَيسيرة على من يسّرها الله عليه، إن هذه الثلاثين كانت –ولا زالت- فرصةً لمن كان له قلبٌ وألقى السمع وهو شهيد، كانت فرصة لمن عرف أن رسول الهدى أبلغ أمته: أنّ "لله كلَّ يوم عتقاء من النار", فسعى لعتق نفسه من نار احمرَّتْ، فأتى عليها ما أتى حتى ازرقَّتْ، ثم أتى عليها ما أتى حتى اسودَّتْ، فهي سوداء مظلمة،
فسعى لعتق نفسه من يوم العطش الأكبر.

وأما من سعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك يدخلون باب الريان، ينقعون فيه غُلّة الهيمان، يرتوون فيه من عطش الموقف ولهفة الغربة في ساح العرصات.

إنَّ هذه الثلاثين مدرسةٌ التعفف والغنى، وتقارب البعداء والأغراب، إن هذه الثلاثين رابطة إخاء قويةٌ، وحبالُ ود الأهل والاصحاب، إن هذه الثلاثين درسٌ في التساوي حافل بالجود والإيثار والترحاب.

ولكن يارمضان

أين الذين بنارِ حُبِّكَ أرسلوا الـ *** أنوارَ بين محافلِ العُشَّاقِ
بكَت الليالي في أنينِ دموعهم *** وتوضَّأوا بمدامع الأشواقِ
والشمس كانت من ضياءِ وُجُوهِهِم *** تُهدي الصباحَ طلائعَ الإشراقِ

أين الذين تحبهم يارمضان؟ أَبَقِيتَ في خلَفٍ كمِثْلِ السيف فَرْدَاً؟ حَدِّثْ يارمضانُ أنَّ أناسا بين أظهرنا ماعرفوا ربك حتى يعرفوك، حدِّثْ يارمضان أن أناسا بين أظهرنا قد قاطعوا الصلاة في جماعة المسلمين! حدِّثْ يارمضان أن أناسا بين أظهرنا قد أضاعوا نافلة الفجر! كلا! لا تُحدِّثْ بهذا؛ بل حدِّثْ بأنهم أضاعوا فريضتها، ولكن ذا من قبل قدومك، فلما قدمت أضاعوا الظهر مع العصر!.

حدِّث يارمضان أن من بين قومي من لم يعرف رسم المصحف إلا فيك، حدِّث أن من بين قومي من تسلّمك فلم يحسن الصحبة فيك أعواما، حدث أن من بين قومي من يعاقر الذنوب جَهْرَةً ثم لم تكن كف تردعه في سبيل ربك! حدث أن أناسا يرون مايسخط ربك ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا: لا يضركم من ضل إذا اهتديتم، وقد صرفوها عن مرادها.

حَدِّثْ أن من بين قومي مَن عرفوك عادةً ولم يعرفوك عبادة، حدث أن أكثرنا من يرى فيك شهرَ تسمينٍ وتسويفٍ وفسحةٍ من عصيان! حدِّثْ أن أناسا آذنوا بحربٍ مِن الله فيك بمشاهدة مشاهدات العهر، والمسلسلات الحبلى بسخطٍ من الله وخسران.

أيها الناس: إن أناسا لم يتركوا فينا بقية نفرح بها بمحبوبنا فشغلوا أنفسهم وشغلوا عباد الله عنه، ولم يجعلوه شهر خير وطمأنينة بل صارعوا فيه السكينة والروحانية، إنها فرحة رمضان؛ ولكن! هل بعد هذا الفرح من ترح؟ هل في بيوتنا من يغتال هذه الفرحة بشهرنا؟ هل من شياطين لم تصفد تحوم حولنا؟.

إن هذه الفرحة على مدى الثلاثين ليلة ما أسرع أن تغتالها مخازٍ صنعتها كفوفُ بني جلدتنا! ما أسرع أن تغتالها مخازي من أماتوا رمضان بخزيهم من محاق الشهر إلى محاقه! ما أسرع أن تغتالها مخازي أقوام لهم مساوئ لو قُسمت على الغواني لَمَا أمهرن إلا بالطلاق!. هل من شياطين لم تُصَفَّد حولنا؟.

ورد عن أبي هرّيرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بمحلوف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ما أتى على المسلمين شهرٌ خيرٌ لهم من رمضان، ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان, وذلك لما يُعِدُّ المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يُعِدُّ فيه المنافقون من غَفلات الناس وعوراتهم, هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر" أخرجه أحمد وابن خزيمة في صحيحه, وصححه أحمد شاكر.

وإذا كان دعاة هذا الهبوط قد لوثوا آفاقنا به، فلم لا نغسل درنها بما أمر الله به أن يعبد؟ ولم انحسار هذا الخير عن رمضان بعد رمضان؟ ولم رمضان قد شكا ربه أن قد عُصي في زمانه؟ ولم حتى رمضان لم يسلم من بني الزمان؟.

ذكر أحد سلفنا أنه باع قوم من السلف جاريةً لهم لأحد الناس، فلما أقبل رمضان أخذ سيدها الجديد يتهيأ بألوان المطعومات والمشروبات لاستقبال رمضان- كما يصنع كثير من الناس اليوم- فلما رأت الجارية ذلك منهم قالت: لماذا تصنعون ذلك؟، قالوا: لاستقبال شهر رمضان، فقالت: وأنتم لا تصومون إلا في رمضان؟ والله لقد جئت من عندِ قومٍ، السَّنَةُ عندَهم كأنها كلّها رمضان، لا حاجة لي فيكم، رُدُّوني إليهم. ورَجَعَت إلى سيدها الأول!.

أيها الصائمون: رمضان شهر الخير والإحسان والتقوى! رمضان شهر الفتوحات التي ملأت سماء الله بالأمجاد، ملأوا بها الآفاق من نقع الخيول ومن قتام جياد، رمضان يارمضاء قلبي أتيتك أغسل الدرنا، على عتباتك الخضر استلجّ الخافقان، وأوْرَقَتْ أشجار قلبي فيك وانداح الوجود سنا!
أتيتُك كاسيا خَلِقَاً ثيابي *** على خوفٍ تظنُّ بيَ الظنونا

رمضان شهر الفتح والنصر المبين، ببدر نحن نذكرها، وأما الآن فالشام،
الله أكبر قد علت في شامنا *** وكأنها رجم العدا بالنار
قد جاء موعد نصرنا بل ثأرنا *** والنصر وعْدُ اللهِ للثوار

يا شام،
إني أرى شمس العلا والمجد مقبلة تغرِّد بالسطوع
سيُقيم فيك العدلَ جيلٌ قادم تحميه من إيمانه أقوى الدروع
ياشام صبرا وصبرا إنما بالصبر والإيمان تنتصر الجموع
بشراك بالنصر المبين فإنني لأراه يشرق من سجودك والركوع

ياشام قد ملئت الأرض من أشلائهم، فدعيهم يملؤوا الدنيا كلاما، إنه:
الآن يا شآم
ينقشع الظلام
وينجلي القتام
ويسقط النظام
نظام حزبٍ حلَّلَ الحرام
وقطّع الأرحام
الآن ياشآم
بإذن رب الكون ترفعين راية السلام

وإذا كان رمضانُ شهرَ الفتح والنصر المبين على امتداد التاريخ إلى يومنا هذا؛ أفلا نجعلُ منه شهرَ انتصاراتٍ على نفوسنا وأهوائنا ودرَن دنيانا؟.

يا ذا الَّذي ما كفاهُ الذنبُ في رَجَبٍ *** حتى عصى ربَّهُ في شهرِ شعبانِ
هذا زمانك في الشهرِ الفضيلِ به *** فلا تصيِّرْهُ أيضا شهر عصيان
اُتْلُ القُرَانَ وسبِّحْ فيه مُجتهِدَاً *** فإنَّهُ شهرُ تسبيحٍ وقرآن

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل خطيئة فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:57 PM   #12175

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وأشهد أنَّ عبدَه محمداً بعثه ربه تذكرة لمن يخشى، أو مَن يذَّكَر فتنفعه الذكرى.

ثم أما بعد: آمين آمين آمين، آمين، لمن كان رمضانُ عنده كشعبان! آمين لمن كان رب رمضان عنده ليس هو ربَّ غيره من الشهور! آمين، لمن أدركه رمضانُ فلم يتغير فيه شيئ مما كان قبلُ عليه! آمين لمن أدركه رمضان فلم يحفظ نعمة الله في موسم طاعته! وآمين لمن أدركه رمضان،
فلم يتذكر أن هناك من أُطبق عليهم الثرى يموتون حسرات على ألا يصوموا كما صام، ويموتون مثلها مرات، على تسبيحة واحدة يدَّخرونها ليوم التغابن!.

آمين، لمن أمهله الله حتى هذه الساعة فضيعها! آمين لمن بلغه ربه رمضان، فقضاه بالنوم وبالخسران! آمين لمن أبدل نهاره سباتا، وجعل الليل خرابا! آمين لمن لم يرع حرمة شهره!.

وآمين لمن أدركه رمضانُ فلم يقترب لله فيه شبرا؛ بل رجع باعا! وآمين لمن أدركه رمضانُ فضيع الصلوات والجمعةَ والجماعات! آمين لمن نام عن الهاجرة والصلاة الوسطى، "ومَن ضيعها فكأنما وُتِر أهله وماله"، وآمين لمن ادرك رمضان فلم يحسن صحبته، ولم يعرف حق الله فيه، ولم يشكر ربه!.

آمين، لمن علم أن رمضان شهرُ صلصلة السيوف وقعصِ الرماح، ثم هو لم يكلف نفسه أن يقطع شهوته فيه بسيف التقوى! آمين لمن علم أن الشآم تنامُ وتصحو على فوهات المدافعين صائمين، قائمين، مجاهدين، ولم يكلف أن يجاهد نفسه هواها، فاغرة ملء هواها فاها! آمين، آمين، آمين لهم! ورغمت أنوفُ مَن ضيعوا من صيامهم كل شيء إلا الجوع والعطش! ياحسرة عليهم!.

روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن خليله أنه رآه ذات يوم وقد صعد المنبر فلم يرعه إلا وحبيبه ظل يهتف رافعا بها صوته: "آمين! آمين! آمين!"، فقيل: يا رسول الله! إنك صعدت المنبر فقلت: آمين! آمين! آمين! فقال: "إن جبريل أتاني فقال: مَن أدرك شهر رمضان فلم يُغفَر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين! ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين! ومن ذُكرتَ عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين!".

فاللهم صَلِّ وسلِّمْ على حبيبنا وحبيبك محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه، وسلِّم تسليما...







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:58 PM   #12176

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الصبر هو سلاح المؤمن الذي يحتمي به عند الشدائد، ولذا تكررت مادة الصبر أكثر من مائة مرة في القرآن الكريم، وفي ذلك دلالة على بالغ عناية القرآن بهذا الخُلق الكريم، والصبر مفتاح كل باب مغلق، ووسيلة لكل مطلب بعيد، وسبيل للظفر في الشدة والرخاء.


والصبر من أعظم الأخلاق، وأجلّ العبادات, وأعظم الصبر وأحمده عاقبةً: الصبر على امتثال أمر الله, والانتهاء عمّا نهى الله عنه، ومن أعظم الشرائع التي يتحقق بها ذلك المقصود: شريعة الصيام في شهر رمضان.

ولذلك كان رمضان شهر الصبر؛ إذ الصوم تعويد على الصبر، وتمرين عليه, وصوم رمضان مدرسة تربوية مناسبة لتأصيل فضيلة الصبر في المؤمن الصائم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصَّوْمُ نصْفُ الصَّبْر" (رواه أحمد وغيره).

ومن أفضل أنواع الصبر: الصيام؛ فإنه يجمع الصبر على أنواع الصبر الثلاثة: فالصائم يصبر على طاعة الله -عز وجل-، ويصبر على ترك شهواته، لله، ونفسه قد تنازعه إليها، ولهذا جاء في الحديث القدسي: "يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي".

وفيه يصبر على الجوع والعطش، والأرقى من ذلك صبره على أذى الناس وكظم غيظه وعدم رد فعله، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصيام جنة فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم مرتين، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". رواه البخاري.

والله -عز وجل- يتولى جزاء الصائمين, فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله -عز وجل-: إلا الصيام فإنه لي وأما أجزي به, إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي» رواه البخاري.

وهكذا يتبين لنا عظم الارتباط بين الصوم والصبر، وأن الصوم سبيل إلى اكتساب خلق الصبر ذلك الخلق العظيم الذي أمر الله به وأكثر من ذكره في كتابه, وأثنى على أهله المتصفين به.

إن الصائم الصابر يفيد دروساً جمة في الصبر من جراء صيامه, فهو يدع الطعام والشراب والشهوة حال صيامه, فيفيد درساً عظيماً في الصبر، حيث يتعود فطم نفسه عن شهواتها وغيها.

والصائم الصابر إذا أُوذي أو شُتم لا يغضب, ولا يقابل الإساءة بمثلها, ولا تضطرب نفسه, فكأنه بذلك يقول لمن أساء إليه: افعل ما شئت فقد عاهدت ربي بصومي على أن أحفظ لساني وجوارحي.

الصائم الصابر لا يثور لأتفه الأسباب كحال من لم يتسلحوا بالصبر, ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان, فيخرجون عن طورهم, وتثور نفوسهم, وتضطرب أعصابهم.

وهكذا يتبين لنا أثر الصيام قي اكتساب خُلق الصبر، فإذا تحلى الإنسان به كان جديراً بأن يفلح في حياته, وأن يقدم الخير العميم لأمته, ويترك فيها الأثر الكبير. وإن عطل من الصبر فما أسرع خوره, وما أقل أثره.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:58 PM   #12177

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

لقد اعتادت النفوس في شهر الخير والبركات وموسم المغفرة والرحمات، على الإقبال على الطاعات، والمسارعة في الخيرات، والتنافس في سائر القربات، ولكن بمجرد إعلان ليلة العيد نجد الكثير من المسلمين قد تنكّبوا الطريق، وضلوا السبيل وانحرفوا عن الصراط المستقيم، وانفلتوا من الطاعات، وانغمسوا في الملاهي والملذات، وسارعوا إلى المعاصي والشهوات، بل وقعوا في كبائر الإثم وعظائم الموبقات.


مع انتهاء أيام الخير والبر، وانقضاء أيام رمضان، فإنه حَرِيّ بالعبد العاقل أن يتفكر في سرعة مرور الأيام والليالي، ويتذكر بذلك قرب انتقاله من هذه الدنيا؛ ليتزود بصالح الأعمال، فقد حلّ بنا شهر رمضان المبارك بخيراته وبركاته ونفحاته، ثم انتهى وارتحل سريعاً شاهداً عند ربه لمن عرف قدره واستفاد من خيره بالطاعة، وشاهداً على من أضاعه وأساء فيه العمل.

لقد كان شهر رمضان ميدانًا يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه المتسابقون، ويحسن فيه المؤمنون، تربت فيه النفوس على الطاعة والفضيلة، وترفعت فيه عن الخطيئة، وتعالت عن الرذيلة، واكتسبت فيه كل خير وهدى، وتزودت فيه من الرشاد والبر والتقى، وسمت فيه النفوس إلي جنة الفردوس، وتطلعت فيه لرضا الملك القدوس، وتعالت فيه الهمم وارتفعت، وسمت فيه العزائم فخشعت القلوب ودمعت الأعين وخضعت الجوارح وزكت النفوس وتهذبت الأخلاق.

لقد اعتادت النفوس في شهر الخير والبركات وموسم المغفرة والرحمات، على الإقبال على الطاعات، والمسارعة في الخيرات، والتنافس في سائر القربات، ولكن بمجرد إعلان ليلة العيد نجد الكثير من المسلمين قد تنكّبوا الطريق، وضلوا السبيل وانحرفوا عن الصراط المستقيم، وانفلتوا من الطاعات، وانغمسوا في الملاهي والملذات، وسارعوا إلى المعاصي والشهوات، بل وقعوا في كبائر الإثم وعظائم الموبقات.

ولقد ذمَّ السلف هذا الصنف من الناس وهذا النوع من الأجناس. قيل لبِشْرٍ: "إن قومًا يجتهدون ويتعبدون في رمضان". فقال: "بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، إن الصالح يجتهد ويتعبد السنة كلها".

لا بد أن يكون شهر رمضان محطة انطلاق كبرى للتغيير نحو الأفضل في حياتنا، فنستفيد من هذا الشهر الكريم فتظهر آثاره على كافة شهور العام، فنكون بذلك قد حققنا ما شُرع الصيام من أجله.

فهل ترانا نستمر على الطاعات بعد رمضان؛ إذ تدربنا عليها، وهل نداوم على إخلاص العبادات لله تعالى وحُسن الخُلق مع الخلق؟! نرجو الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته في كل وقت وحين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-03-2022, 11:59 PM   #12178

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

مما يحرص عليه في رمضان: تنويع العبادات والإكثار من تعدد الطاعات، فلا يترك المسلم طاعة في رمضان يقدر عليها إلا عملها؛ فإذا فُتح له باب الصدقة تصدق، وإذا فتح له باب الاعتكاف اعتكف، وإذا وجد الفرصة لحضور جنازة حضر، وإذا رأى منكراً نهى وغيَّر، وإذا نُودي بالصلاة للقيام سارع وقام، وإذا حانت أوقات الاستجابة بالدعاء رفع يديه إلى الله، ومد أكفّ الضراعة إليه؛ فإن للصائم دعوة لا ترد كما أخبر بذلك المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.





عباد الله: ما هو إلا يوم أو يومان، ويهل علينا هلال رمضان، ويدخل علينا شهر الفضل والإحسان والعتق والغفران والأمن والأمان.

شهر الخير والبركات شهر الأجور والحسنات، شهر الجود والرحمات، شهر الفضل والمنن والدعوات.

فيه يرفع الله الدرجات ويغفر الزلات ويضاعف الحسنات ويمحو الذنوب والخطيئات.

شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، هو سيد الشهور، ولياليه هي خير الليالي وساعاته أفضل الساعات عند الله، والعمل الصالح فيه أحب إلى الله.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ".

لقد اختار الله رمضان من بين الشهور وميَّزه عن سائر الأشهر؛ وما ذلك إلا لعظيم فضله وكبير أجره، ورفعة منزلته، ويكفيه شرفاً وعظمة وفخراً أن الله سبحانه وتعالى أنزل فيه القرآن، فكان أول القرآن نزولاً نزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان يقول الله سبحانه وتعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185]، وقال: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [سورة القدر: 1- 3] ويقول (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) [الدخان: 3] .

وفي رمضان يكون الصيام الذي هو الركن الرابع من أركان الإسلام، ورتب الشرع الحنيف عليه أكبر الأجور وأعظم الفضل والإنعام، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُونَ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةَ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ".

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إلَى سَبْعِمِئَةِ ضِعْفٍ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ؛ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ"

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ " ويقول عليه الصلاة والسلام: "الصِّيَامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ".

وعند النسائي وأحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ أَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ فَقَالَ: "عَلَيْك بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لاَ مِثْلَ لَهُ"، قَالَ: فَكَانَ أَبُو أُمَامَةَ لاَ يُرَى فِي بَيْتِهِ الدُّخَانُ نَهَارًا إِلاَّ إذَا نَزَلَ بِهِ ضَيْفٌ.

يقول الله سبحانه وتعالى: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [السجدة: 35].

أوصي نفسي وإياكم في رمضان بإتقان الصيام والاهتمام به والمحافظة عليه، والحرص على تعلم أحكامه، وتلمّس فضله، وتحقيق التقوى فيه والصبر عليه، وكسر الشهوات وقمعها في نهاره وليله، وخضوع النفس وانكسارها لله رب العالمين فيه؛ فإن من صام بهذه الطريقة فقد حقَّق التقوى وحصل على أجر الصيام ولذته، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".

أكثروا يا عباد الله في رمضان من تلاوة القرآن وقراءته وتدبر آياته؛ فإن الله قرن في الآية بين الصائمين والصائمات وبين الذاكرين الله كثيراً والذاكرات، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا في الحديث الصحيح: "أَنَّ الصِّيَامَ وَالْقُرْآنَ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ، وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: رَبِّ، مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، فَيَشْفَعَانِ".

فإياكم ثم إياكم من الحرمان من تلاوة القرآن في رمضان، ومن دخل عليه رمضان وخرج ولم يختم القرآن ولو مرة، فليقرأ على نفسه السلام، وليعتبر نفسه ميتاً في صورة حي.

ومن كان أمياً لا يقرأ فليقرأ السور التي يحفظها ولو كانت من قصار السور، ويكثر من قراءتها وتكرارها؛ فإن (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن و(قل يا أيها الكافرون) تعدل ربع القرآن.

ومما يحرص عليه في رمضان تنويع العبادات والإكثار من تعدد الطاعات، فلا يترك المسلم طاعة في رمضان يقدر عليها إلا عملها؛ فإذا فتح له باب الصدقة تصدق، وإذا فتح له باب الاعتكاف اعتكف، وإذا وجد الفرصة لحضور جنازة حضر، وإذا رأى منكراً نهى وغيَّر، وإذا نُودي بالصلاة للقيام سارع وقام، وإذا حانت أوقات الاستجابة بالدعاء رفع يديه إلى الله، ومد أكفّ الضراعة إليه؛ فإن للصائم دعوة لا ترد كما أخبر بذلك المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].

احرصوا في رمضان على المحافظة على الصلاة والإكثار منها، وصلاتها في الجماعة ولا تفوتك صلاة في رمضان في غير جماعة؛ فإن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، والصيام هو الركن الرابع، والركن الثاني مقدم، ولا شك على الركن الرابع.

إننا والله نحزن كثيراً ونأسف أسفاً شديداً عندما نسمع عن بعض الشباب هدانا الله وإياهم أنهم يتسحرون ثم ينامون ثم لا يقومون إلا قرب المغرب.

أو يصلون الفجر ثم يجلسون بعد الفجر إلى الساعة السادسة أو السابعة يتحدثون، ثم ينامون إلى ما بعد صلاة العصر، فتفوتهم بعض الصلوات في رمضان، وكأنهم لا يعلمون أنه لا قيمة لصيامهم إذا لم يصلوا، ولا ينفع الصوم بدون صلاة، وإذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى الصائم عن قول الزور والعمل به، فكيف بمن يترك الصلاة ويضيعها، ويصوم وهو يفرط في بعض الصلوات ولا يؤديها؟!

كما لا ينبغي أبداً لعبد من عباد الله المسلمين البالغين أن تفوته صلاة التراويح في ليالي رمضان، فإنها والله صلاة عظيمة لا تكون إلا في هذا الشهر العظيم، فالمحروم من حرم منها وضيعها، وترك إقامتها، وتكاسل ولو في بعض الليالي عن أدائها فصلاها أحياناً وتركها أحياناً أو صلى بعضها وترك بعضها.

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه: "مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"

ويقول عليه الصلاة والسلام: "مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ"،
فيا غفلة مَن يضيع قيام ليلة كاملة بقيام ساعة واحدة، ويحرم أجر الصلاة في الليل كله بحرمان نفسه من صلاة ثماني ركعات.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 183- 185].







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:02 AM   #12179

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ".

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَنَادَى مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ ".

لقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث العظيم أن مردة الجن والشياطين يقيدون في رمضان ويكبلون، وفي آخر الحديث قال وينادي مُنَادٍ: "يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ".

إن بعض الناس -وللأسف الشديد- يزداد شره في رمضان، ويكثر عصيانه وفجوره في رمضان، ويحل محل الشياطين التي تُصفد وتُقيد، فنهاره نوم وخمول، وليله سهر وتخزين وتفريط وضياع ولهو ومعاكسات.

تضيع عليه تلك الليالي الغالية، وهو من سوق إلى سوق، ومن هزل إلى غزل، ومن تقصير إلى تفريط ومزاحمة للنساء، وغيرها من الآثام والمعاصي.

أما النساء فحدث ولا حرج عن غياب أذهان كثير منهن عن إدراك قيمة رمضان واستغلاله ومعرفة فضله ومنزلته، فيمر رمضان على بعضهن وهي من بيت إلى بيت ومن محل إلى محل.

ويدخل رمضان ويخرج على كثير منهن، وهي لم تستطع ختم القرآن ولو مرة واحدة، ولم تحافظ على صلاة التراويح في كل ليلة عليها فيها صلاة.

وأما الشباب فيا أسفى على بعض شبابنا عندما يزيد فحشهم في رمضان، ويكثر فسادهم في ليالي رمضان، وتمتلئ الأسواق والشوارع بهم وبمراهقاتهم وفسوقهم وغضبهم في أيام رمضان ولياليه.

وجاءت مباريات كأس العالم في هذه السنة في النصف الأول من شهر رمضان لتزيد بعضهم انجراراً لها ومتابعة لمبارياتها، وضياع الليالي الثمينة أمامها.

وإذا تمكن أهل الفساد والإفساد ومنافقو العرب من بثّ فلم زنا المحارم الذين يعزمون على بثه في رمضان، فهذا والله منتهى السفاهة وقمة الاستهانة بحرمات الله وشعائره وعظمته جل جلاله وعز كماله.

علينا جميعاً أن نحرص على استغلال رمضان، فإنما هو فرصة لا يمكن أبداً أن تقدر بثمن وله فضل عظيم وأجر كبير لن نشعر به إلا في يوم نحتاج فيه إلى المزيد من الحسنات ونتمنى فيه المزيد من الأجر والفضل.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 9-11] .

يقول أبو سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ -رضي الله عنه-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، وَعَرَفَ حُدُودَهُ، وَتَحَفَّظَ مِمَّا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَحَفَّظَ فِيهِ، كَفَّرَ مَا قَبْلَهُ".

ويقول -صلى الله عليه وسلم- "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ".

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ".

صلوا وسلموا ..







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:03 AM   #12180

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله القائل في كتابه : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185) . والقائل : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ × فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ × أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ) (الدخان:3 ـ5) . والقائل : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) .
والصلاة والسلام على رسوله الكريم الذي خصَّه الله بوحيه ، وأنْزل عليه خير كتبه ، القائل : ( خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه ) ، ثمَّ أُتمِّم الصلاة على آل البيت الأطهار ، وعلى أصحابه البررة الأخيار ، ثمَّ على التابعين لهم ما تعاقب الليل والنهار ، أما بعد :
فلقد خصَّ الله هذا الشهر الكريم بخصائص ؛ منها : أنه أفضل شهور السنة ، وفيه ليلة القدر ، وفيه نزل القرآن .
ونزول القرآن بنوعيه الجملي والابتدائي كان في ليلة القدر .
أما الجملي فقد أخبر عنه ابن عباس ( ت : 68 ) رضي الله عنهما بقوله : " أنزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا ، فكان الله إذا أراد أن يُحدِث في الأرض شيئًا أنزل منه ، حتى جمعه " . وهذا القول ثابت عن ابن عباس ، وله روايات متعددة .
وأما ابتداء النُّزول ، فقد نُسِب للشعبي ( ت : 103 ) ، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن في قوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان)(البقرة: من الآية185) .
وقوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) (الدخان:3) .
وهداية الناس والبيان الهدى لهم ، ونذارتهم إنما هي في القرآن النازل على محمد صلى الله عليه وسلم .
وليس يمتنع أن يُراد المعنيان معًا في هذه الآيات ، فتكون دالَّة على النُّزولين ؛ إذ ليس بينهما تعارض ولا تناقض ، والقولان إذا صحَّا في تفسير الآية ، والآية تحتملهما ، ولم يكن بينهما تعارض ، فإنه يجوز حمل الآية عليها كما قرَّره العلماء .
وعلى كل حال فإن التلازم بين القرآن وشهر رمضان ظاهر في هذه الآيات ، فَشَرُفَ الشهر بنُزول القرآن فيه ، لذا صار يُسمى : شهر القرآن .

أحوال الناس في قراءة القرآن
يقع سؤال بعض الناس عن أيهما أفضل ، قراءة القرآن بتدبر ، أو قراءته على وجه الحدر ، والاستزادة من بكثرة ختمه إدراكًا لأجر القراءة ؟
وهاتان العبادتان غير متناقضتين ولا متشاحَّتين في الوقت حتى يُطلب السؤال عن الأفضل ، والأمر في هذا يرجع إلى حال القارئ ، وهم أصناف :
- الصنف الأول : العامة الذين لا يستطيعون التدبر ، بل قد لا يفهمون جملة كبيرة من آياته ، وهؤلاء لاشكَّ أن الأفضل في حقِّهم كثرة القراءة .
وهذا النوع من القراءة مطلوب لذاته لتكثير الحسنات في القراءة على ما جاء في الأثر : (( لا أقول " ألم " حرف ، بل ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف )) .
-الصنف الثاني : العلماء وطلبة العلم ، وهؤلاء لهم طريقان في القرآن :
الأول : كطريقة العامة ؛ طلبًا لتكثير الحسنات بكثرة القراءة والخَتْمَاتِ .
الثاني : قراءته قصد مدارسة معانيه والتَّدبر والاستنباط منه ، وكلٌّ بحسب تخصصه سيبرز له من الاستنباط ما لا يبرز للآخَر ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
وأعود فأقول : إنَّ هذين النوعين من القراءة مما يدخل تحت تنوع الأعمال في الشريعة ، وهما مطلوبان معًا ، وليس بينهما مناقضة فيُطلب الأفضل ، بل كلُّ نوعٍ له وقته ، وهو مرتبط بحال صاحبه فيه .
ولا شكَّ أنَّ الفهم أكمل من عدم الفهم ، لذا شبَّه بعض العلماء من قرأ سورة من القرآن بتدبر كان كمن قدَّم جوهرة ، ومن قرأ كل القرآن بغير تدبر كان كمن قدَّم دراهم كثيرة ، وهي لا تصلُ إلى حدِّ ما قدَّمه الأول .

ومما يحسن التنبيه على أمور تتعلق بتلاوة القرآن في رمضان :
الأمر الأول :
أن يتعرف المرء على نفسه ، فليس الناس ذوي حال واحدة في العبادة ، لكن من الخسارة أن يمرَّ على المسلم رمضان ولم يختم فيه القرآن ، وتلك سُنَّةٌ سنَّها جبريل ـ عليه السلام ـ في مراجعة القرآن في رمضان مع رسول صلى الله عليه وسلم ، وهي سنة ماضية عند المسلمين منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم .
والملاحظ أنَّ كثيرًا من الناس ينشطون في أول الشهر في أعمال الخير ، ومنها تلاوة القرآن ، لكن سرعان ما يفترون بعد أيام منه ، وترى فيهم الكسل عن هذه الأعمال باديًا .
ولأجل هذا فمن اعتاد من نفسه هذا الأسلوب فإن الأَولى له أن يرتِّب قراءته ، ويخصِّص لكل يومٍ جزءًا ، فإنه بهذا سيختم القرآن مرَّة في هذا الشهر ، ولو استمرَّ على هذا الأسلوب في كل شهور السنة لاستطاع ذلك ، والأمر يرجع إلى العزيمة والإصرار .
ولو أنَّ المسلم خصَّص لكل وقت من أوقات الصلوات الخمس أربع صفحاتٍ ، فإنه سيقرأ في اليوم عشرين صفحة ، وهذا ما يعادلُ جزءًا كاملاً في المصاحف الموجَّه المكتوبة في خمسة عشر سطرًا في الصفحة ؛ كمصحف المدينة النبوية .
وبهذه الطريقة يكون مداومًا على عملٍ من أعمال الخير غير منقطع عنه ، و"أحبَّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ " كما قال صلى الله عليه وسلم .

الأمر الثاني :
يحسن بمن يقرأ القرآن عمومًا ، وبمن يقرأه في رمضان على وجه الخصوص = أن يكون معه تفسير مختصرٌ يقرأ فيه ليعلم معاني ما يقرأ ، وذلك أدعى إلى تذوُّق القراءة والإحساس بطعم قراءة القرآن ، وليس من يدرك المعاني ويعلمها كمن لا يدركها .
ومع أهمية هذا الأمر ، فإنك ترى كثيرًا من قارئي القرآن يغفل عنه ، ولو خَصَّصَ القارئُ لنفسه كتابَ تفسيرٍ مختصرًا يرجع إليه على الدوام لأدرك كثيرًا من معاني القرآن .
ولقد عُني المسلمون في هذا العصر بتأليف بعض التفاسير المختصرة ، تجد ذلك في بعض بلدان المسلمين ، ومنها بلاد الحرمين التي أصدرت وزارتها للشؤون الإسلامية كتاب ( التفسير الميسر ) وهو اسم على مسمى ، وهذا التفسير مع أنَّ الغرض منه الإفادة في الترجمة ، إلا أنه نافع لعامة من يريد أن يعرف المعنى الجملي للآيات ، ولا يعرف فضل الجهد الذي بُذِل فيه ، والقيمة العلمية التي يحتويها إلا من مارس التعامل مع اختلاف المفسرين .
والمقصود أن يحرص المسلم على أن يكون له تفسير من هذه المختصرات يقرأ فيه ويداوم عليه كما يقرأ القرآن ليجتمع له في قراءته الأداء وفهم المعنى .

الأمر الثالث :
في حال قراءة القرآن تظهر ـ على وجه الخصوص عند طلاب العلم ـ بعض الفوائد أو بعض المشكلات ، ولابدَّ من التقييد لهذه الفوائد أو المشكلات ؛ لئلا تضيع .
إن هذا القرآن لا تنقضي عجائبه ، ولا يخلق من كثرة الردِّ ، وبما أنه قرآن كريم مجيد ( أي : ذا شرف في مبناه ومعناه ، وذا سعة وفضل في مبناه ومعناه ) ، فإن ما يتعلق به من المعاني والاستنباطات كذلك ، فهي معانٍ واستنباطات شريفة لشرف ذلك الكتاب ، وكثيرة متسعة لا يحدُّها حدٌّ لمجد ذلك الكتاب .
ولما كان هذا حاله ، فَلَكَ أن تتصور : كم من الفوائد التي ستكون بين يدي طلاب العلم لو أن كل عالمٍ كتب ما يتحصَّل له من التدبر أو المشكلات أثناء قراءته لكتاب الله تعالى ؟!

الأمر الرابع :
إن القراءة بالليل من أنفع العبادات ، وكم من عبادة لا تخرج لذتها للعابدين إلا في وقت الظلمة ، لذا كان أهم أوقات اليوم الثلث الأخير من الليل ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " إذا كان ثلث الليل الآخر ينْزل ربنا إلى سماء الدنيا فيقول : هل من سائل فأعطية ؟
هل من مستغفر فأغفر له ؟ … )) .
وكثيرًا ما نغفل عن عبادة الليل خصوصًا في رمضان ـ مع ما يحصل منا من السهر ـ وتلك غفلة كبيرة لمن حُرِم لذة عبادة الليل .
فَشَمِّرْ عن ساعد الجِدِّ ، وأدركْ فقد سبق المشمرون قبلك ، ولا تكن في هذه الأمور ذيلاً بل كن رأسًا ، والله يوفقني وإياك لكما يحب ويرضى .
ولو رتَّب المسلم لنفسه برنامج قراءة للقرآن كل ليلة ؛ لارتبط بعبودية لله ، ولم يكن في لَيلِهِ من الغافلين ، لا جعلني الله وإياك منهم .
ومما قد يغيب عن أذهاننا في أيامنا هذه : أيامِ الإضاءةِ الليلية التي قلبت الليل إلى نهار ، فانقلبت بذلك فطرة الله التي فطر الناس عليها بجعله الليل لهم سباتًا يرتاحون فيه ، أقول إنه قد يغيب عنا لذة العبادة في الظلمة ، لذا لو جرَّب المسلم قراءة القرآن من حفظِه أو الصلاة النافلة الليلية بلا إضاءة ، فإن في ذلك جمعًا لهمِّه ، وتركيزًا لنفسه ؛ لأن البصر يُشغِل المرء في قراءته أو صلاته .
ومن جرَّب العبادة في الظلمة وجدَ لذة تفوق عبادته وهو تحت إضاءة الكهرباء .

الأمر الخامس :
إن من فوائد صلاة التراويح في رمضان سماع القرءان من القراء المتقنين ، ومن أصحاب الأصوات النَّدية ، الذين يقرؤون القرآن ويؤثِّرون بقراءتهم على القلوب ، فتراك تجد بقراءتهم أثرًا في قلبك ، فاحرص على من يتَّصف بهذه الأوصاف ، واعلم أن الناس في قبول الأصوات ذوو أذواق ، فلا تَعِبْ قارئًا لأنه لا يُعجِبك ؛ فإن ذلك من الغيبة بمكان ، لكن احرص على من تنتفع بقراءته ، وهذا مطلب يُحرصُ عليه ، ومقصد يُتوجَّه إليه .
وهاهنا استطرادٌ من باب الفائدة والتذكير أُوَجِّهُه إلى الكرام أئمة الصلوات الذين يؤمون الناس في التراويح الذين منَّ الله عليهم بما أعطاهم من الحفظ وحسن الصوت والقدرة على الأداء المتميِّز في القراءة والتأثير على الناس ، أقول لهم : احرصوا على أن يكون تأثيركم على الناس في سماعهم لكم قراءةَ كلام ربكم ، وإياكم أن يكون تأثيركم عليهم في دعاء القنوت فقط ، فإنَّ في ذلك خللاً كبيرًا ، وأنتم حين تعمدون إلى ذلك تغرسون في الناس ذلك الخلل ؛ إذ كيف يكون تأثرُ الناس بكلام الناس ، ولا يكون تأثرهم بكلام ربِّ الناس ، سبحان الله ! أليس ذلك أمر عجيب يحتاج إلى مدارسة وحلِّ له ؟
ألستم تلاحظون الاستعداد النفسي لبعض الأئمة ولكثير من المصلين للقنوت أكثر من استعدادهم لسماع كلام ربهم ؟!
ألا تلاحظون أنَّ بعض الأئمة يغيِّرون طبقات صوتهم ، ويُلحِّنون في قنوتهم استجلابًا لقلوب المأمومين ، ودعوة لهم إلى البكاء والخشوع ؟!
أين ذلك كله حال قراءة كلام الله سبحانه ، أين ذلك حال سماع كلام الله سبحانه ؟
ذلك ما تُسكب له العبرات ، وتخشع له النفوس الصالحات ، وتَخِفُّ به الأرواح الطاهرات ، فاحرص على الخشوع والتأثر بكلام ربك الذي تكَّلم به فوق سبع سموات ، وسمعه منه جبريل رسول ربِّ البريَّات ، وأداه كما سمعه لخير الكائنات محمد صلى الله عليه وسلم . وهاأنت تسمع من إمامِك ما تكلَّم الله به في عليائه ، أفلا يكون ذلك كافيًا في حضور القلوب ، واقشعرار الجلود ثمَّ ليونتها بعد ذلك ، وطمأنينة النفوس ؟!
إنه كلام الله ، إنه كلام الله ، فأدرك معنى هذه الكلمة أيها المسلم .

الأمر السادس :
يسأل كثيرون عن كيفية التأثر بالقرآن ، ولماذا لا نخشع في صلواتنا حين سماع كلام ربِّنا ؟
ولا شكَّ أن ذلك عائدٌ لأمور من أبرزها أوزارنا وذنوبنا التي نحملها على ظهورنا ، لكن مع ذلك فلا بدَّ من وجود قدرٍ من التأثر بالقرآن ، ولو كان يسيرًا ، فهل من طريق إلى ذلك ؟
إنَّ البعد عن المعاصي ، وإصلاح القلب ، وتحليته بالطاعات هو السبيل الجملي للتأثر بهذا القرآن ، وعلى قدر ما يكون من الإصلاح يبرز التأثُّر بالقرآن .
والتأثر بالقرآن حال تلاوته يكون لأسباب متعددة ، فقد يكون حال الشخص في ذلك الوقت مهيَّئًا ، وقلبه مستعدًا لتلقي فيوض الربِّ سبحانه وتعالى .
فمن بكَّر للصلاة ، وصلى ما شاء الله ، ثمَّ ذكر الله ، وقرأ كتاب ربِّه ، ثمَّ استمع إلى الذكر فإنَّ قلبه يتعلق بكلام الله أكثر من رجلٍ جاء متأخِّرًا مسرعًا خشية أن تفوته الصلاة ، فأنَّى له أن تهدأ نفسه ويسكن قلبه حتى يدرك كلام ربِّه ، ويستشعر معانيه ؟!
ومن قرأ تفسير الآيات التي سيتلوها الإمام واستحضر معانيها ، فإنَّ تأثره سيكون أقرب ممن لا يعرف معانيها .
ومن قدَّم جملة من الطاعات بين يدي صلاته ، فإنَّ خشوعه وقرب قلبه من التأثر بكلام ربِّه أولَى ممن لم يفعل ذلك .
وإنك لتجد بعض المسرفين على أنفسهم ممن هداهم الله قريبًا يستمتعون ويتلذذون بقراءة كلام ربه ، وتجدهم يخشعون ويبكون ، وما ذاك إلا لتغيُّر حال قلوبهم من الفساد إلى الصلاح ، فإذا كان هذا يحصل من هؤلاء فحريٌّ بمن سبقهم إلى الخير أن يُعزِّز هذا الجانب في نفسه ، وأن يبحث عن ما يعينه على خشوعه وتأثره بكلام ربِّه .

الأمر السابع :
يسأل كثير من المسلمين ، كيف أحافظ على طاعاتي التي منَّ الله عليَّ بها في رمضان ، فإنني سرعان ما ينقضي الشهر أبدأ بالتراجع عن هذه الطاعات التي كنت أجد لذة وحلاوةً في أدائها ؟
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رسم لنا منهجًا واضحًا في كل الأعمال ، وقد بيَّنه بقوله : (( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلَّ )) ، ولو عملنا بهذا الحديث في جميع عباداتنا لحافظنا على الكثير منها ، ولما صرنا كالمنبتِّ لا أرضًا قطع ، ولا ظهرًا أبقى .
فلو اعتمد المسلم في كل عبادة عملا يوميًّا قليلاً يزيد عليه في وقت نشاطه ، ويرجع إليه في وقت فتوره ؛ لكان ذلك نافعًا له ، فالمداومة على العبادة ـ ولو كانت قليلة ـ أفضل من إتيانها في مرات متباعدة أو هجرانها بالكلية .
فمن أدَّى فرائضه ، والتزم بالسنن الرواتب ، ثمَّ زاد عليها من أعمال العبادة ما شاء ، فإنه يدخل في محبوبية الله التي قال فيها : (( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه )) .
ففي صلاة الليل يحرص أن لا ينام حتى يصلي ثلاث ركعات ، ولو كانت خفيفات ، فإن أحسَّ بنشاط زاد ، وإلا بقي على هذه الثلاث .
وفي قراءة القرآن يعتمد قراءة جزءٍ كل يوم ، حتى إذا بلغ تمام الشهر ، فإذا به قد ختم القرآن .
وفي الصيام يعتمد ثلاثة أيام من كل شهر ، وإن استطاع الزيادة زاد ، لكن لا ينقص عن الأيام الثلاثة .
وفي النفقة يعتمد مبلغًا ـ ولو يسيرًا ـ بحيث لا يمرُّ عليه الشهر إلا وقد أنفقه .
وهكذا غيرها من العبادات ، يعتمدُ القليل أصلاً ، ويزيد عليه في أوقات النشاط ، فإذا قصرت همته رجع إلى قَلِيلِه ، فيبقى في عباداته من غير كلفة ولا مشقة ولا نسيان وإهمال ، أسأل الله أن يوفقني وإياكم إلى ما يحبُّ ويرضى ، ويجعلنا من أهل القول والعمل .
وإذا تأملت رمضان وجدته أشبه بمحطةٍ يتزوَّد منها الناس وقودهم ، وهو محطة الصالحين الذين يفرحون ببلوغه فيتزودون منه لعباداتهم في الدنيا ، ولجنتهم في الأخرى ، وهو محضن تربوي فريد يدخله كل المسلمين : مصلحوهم وصالحوهم وعصاتهم ، فهلاَّ استطعنا اغتنام هذا الشهر ؟.

وأخيرًا :
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد ، وأن يرفع البلاء عن هذه الأمة ، وأن يهدي قادتها لما يُحبُّ ويرضى ، وأن يرينا في هذا الشهر انتصارات للمسلمين في كلِّ مجال من مجالات الحياة ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين .







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« آنآ مش آنطوآئى آنتم متتعآشروش | can 7lm »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 0 والزوار 19)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فـوائد استنشاق هواء الفجر ۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩ منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 04-26-2012 09:08 AM
فوائد استنشاق هواء الفجر بحبك حبيبي مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-27-2010 04:33 PM
فوائد استنشاق هواء الفجر .. ؟؟ احمد العليمي صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 2 11-22-2010 03:06 PM
استنشاق زيت النعناع ميدو العثل صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 4 10-25-2010 08:33 AM
استنشاق الورد يقووي الذاكـره الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 6 11-27-2009 05:07 AM


الساعة الآن 03:27 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩