..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
بعد شربة المباه نطق بالشهاده هل ستقتله
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 4 -
يا يومَ مولِدي ….
الكاتـب : إيلاانا - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
حلا اهلا وسهلا بك في بنات مصر
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 13 -
اسرائيل والطوق الكبير
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 5 -
توقع من يفوز بكأس السوبر الافريقي الاهلي ام الزمالك
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 13 -
متستغربش
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 7 -
الحب خالد والعمر فاني
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 12 -
بدور في الماضي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 3 -
تخفي الجمال بنقابها
الكاتـب : gntlsoll - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 4 -
الحب والأقدار
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 9 -
خريف هذا العام
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : كريم عاصم - مشاركات : 7 -
مقهوره من القهره
الكاتـب : ~♥ Queen sozan♥~ - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 5 -

الإهداءات


استنشاق صوت الكلام

صفحات مكشوفة


3611معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-04-2022, 12:17 AM   #12201

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

عبــاد الله: اشكروه على فضله وأكثروا من عبادته وذكره وأنفقوا من ماله، ومما جعلكم مستخلفين فيه وطهروا قلوبكم من الأحقاد والضغائن، وأروا الله من أنفسكم في هذا الشهر خيراً كثيراً... أكثروا من الصلاة والقيام والصدقة وقراءة القرآن والذكر وصلة الأرحام والدعاء وغير ذلك من العبادات والطاعات ...

حافظوا على الصلوات جماعة في المساجد.. وحافظوا على صلاة التراويح والقيام وحافظوا على وردكم من القرآن.. تفقدوا الفقراء والمساكين والأيتام.. أعينوا النازحين ومن تشردوا عن ديارهم وتهدمت بيوتهم..

أكثروا من الدعاء ليحفظ البلاد والعباد ويعم رحمته وفضله على جميع المسلمين، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يعيننا على صيام هذا الشهر وقيامه وأن يتقبله منا جميــعاً ...

ثم اعلموا أن الله -تبارك وتعالى- قال قولاً كريماً تنبيهاً لكم وتعليماً وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية الصحابة والقرابة وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وفضلك يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:18 AM   #12202

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، اللهمَّ لك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومًن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومَن فيهنَّ، ولك الحمد أنت الحقُّ، ووعدك حقٌّ، والجنة حقّ، والنار حقّ، والنبيون حقّ، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حقّ.

اللهم لك أسلمنا، وبك آمَنَّا، وعليك توكلنا، وبك خاصمنا، وإليك حاكمنا، فاغفر لنا ما قدمنا وما أخَّرْنا، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

إنَّ الملوكَ إذا شابَتْ عبيدُهُمُ *** في رِقِّهِمْ عتَقُوهم عِتْقَ أبْرَارِ
وأنت يا خالقي أوْلَى بذا كَرَمَاً *** قد شِبْتُ في الرِّقِّ فاعتِقْنِي من النار

جاء في كتاب الزهد للإمام أحمد: يقول الله -تبارك وتعالى- في الحديث القدسي: "عجباً لك يا بن آدم! خلقتُك وتعبد غيري، ورزقتك وتشكر سواي، أتحَبَّب إليك بالنعم وأنا غنيٌّ عنك، وتتبغَّض إلي بالمعاصي وأنت فقيرٌ إليَّ، خيري إليك نازل، وشَرُّك إليّ صاعد".

وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد: عباد الله، لقد جعل الله -سبحانه وتعالى- مواسم الطاعات -ومنها شهر رمضان المبارك- محطاتٍ لتربية النفوس وتهذيبها بالصفات الجميلة، والأخلاق الحسنة، ورمضان -بِحَقٍّ- مدرسة تربوية وأخلاقية عظيمة ينبغي للمسلم أن يتعلم منها، وأن يتربى على فضائلها، حتى تكون هذه الأخلاق سمة أصيلة في شخصيته، وصفة راسخة في سلوكه، يعيش بها في المجتمع، ويتعامل بها مع من حوله، ويتعبد الله ويتقرب إليه بالاتصاف بها، والتخلق بها في حياته.

وهذا كله من التقوى، والتي هي مقصد الصوم وغايته، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لعلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري.

فالإنسان الذي لا يربي نفسه ويزكيها بالأخلاق الفاضلة كما يزكيها بالعبادات والطاعات والمناجاة وقراءة القرآن يكون قد خسر خسراناً مبيناً؛ ذلك أن الأخلاق لها أهمية عظيمة في الإسلام، فقد حصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مهمة بعثته، وغاية دعوته، بكلمة عظيمة جامعة، فقال فيما رواه البخاري في التاريخ وغيره: "إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق".

بل إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خلقًا" صححه الألباني؛ بل يقول -عليه الصلاة والسلام-: "إنَّ مِن أحبِّكم إليّ وأقربِكم منّي مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا" رواه البخاري.

عباد الله: إنه ينبغي أن نربي أنفسنا على الأخلاق الفاضلة، ونجعلها سلوكا نتعامل بها في واقع الحياة قبل أن يأتي يوم لا ينتفع الصائم بصومه، ولا المصلي بصلاته، ولا المزكي بزكاته. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أتدرون من المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وسب هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دماء هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار" رواه مسلم.

فرمضان شهرٌ للمراجعة والتغيير، والتربية والتهذيب للنفوس، وهو مدرسة الأخلاق، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "والصيام جُنّة، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتَلَهُ فلْيَقُلْ: إني امرؤ صائم" رواه البخاري.

وليس هذا على سبيل الجبن والضعف والخوَر؛ بل إنها العظمة والسمو والرفعة التي يربي عليها الإسلام أتباعه.

وإن من أعظم القيم والأخلاق التي يتربى عليها المسلم في هذا الشهر وفي هذه المدرسة الربانية خلق الصبر الذي تدور حوله جميع الأخلاق، وهو خلقٌ كريم، ووصف عظيم، وصف الله به الأنبياء والمرسلين والصالحين، فقال -تعالى-: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ) [الأحقاف:35].

وروى مسلم من حديث أبي مالك الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الطّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن -أو: تملأ- ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك".

وقد أثنى الله على الصبر وأهله، فقال: (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177].

وأوجب -سبحانه- للصابرين محبته، فقال -تعالى-: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران:146]، و قال -صلى الله عليه وسلم-: "وما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر" رواه البخاري.

وأعظم أنواع الصبرِ الصبرُ على الطاعة، قال -تعالى-: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45]، وروى مسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط".

إن الصبر على الطاعة يجلب للعبد الراحة والطمأنينة والسعادة، ويكتب له القبول عند الله. خرَجَ الإمام أحمد بن حنبل في سفر فآواه المبيت إلى قرية من القرى فذهب إلى المسجد فصلى، ثم أراد أن ينام حتى الصباح؛ لكن قيّم المسجد رفض ذلك وهو لا يعرفه، فذهب الإمام لينام على باب المسجد عند عتباته، لكن قيم المسجد رفض ذلك ودفعه دفعاً شديداً حتى أوقعه على قارعة الطريق، فرآه خبازٌ من دكانه بجانب الطريق، فذهب إليه، وقال له: يا شيخ، لما لا تتفضل عندي، وتنام في دكاني، وأطعمك من طعامي؟.

ذهب الإمام أحمد معه، وفي الليل رأى ذلك الخباز يعجن الطحين، ولا يرفع عجينة أو يقلبها إلا ويقول: أستغفِر الله. فاندهش الأمام أحمد من تقوى الرجل، وصبره وطاعته لربه طوال الليل، فقال: يا هذا، منذ متى وأنت تذكر الله هكذا؟ قال: منذ زمن طويل. قال الأمام: هل وجدت لاستغفارك هذا ثمرة؟ قال الرجل: نعم والله، ما دعوتُ الله بدعاءٍ إلا استجاب الله لي، إلا دعاءً واحداً، قال: وما هو؟ قال: دعوت ربي أن يريني الإمام أحمد بن حنبل. قال: يا هذا، أنا أحمد بن حنبل، قد جرَّني الله إليك جَرَّاً.

لقد فهم الصحابة حقيقة هذا الدين، وصبروا وصابروا على الطاعة في رمضان وغيره، حتى قال على ابن أبي طالب -رضي الله عنه-: لقد رأيت أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فما رأيت شيئاً يشبههم، كانوا يصبحون شُعثاً غُبراً صُفراً، بين أعينهم كأمثال رُكَب المعز من كثرة السجود، قد باتوا لله سُجَّداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وأقدامهم، فإذا طلع الفجر ذكروا الله.

كانوا إذا سمعوا آية من كتاب الله مادوا كما يميد الشجر في يوم ريح عاصف، وهطلت أعينهم بالدموع، والله! لَكأنّ القوم باتوا غافلين! قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال:2].

لم يكتفوا بقيام الليل وصيام النهار، والعفة عن النظر إلى المحرمات، والاشتغال بالطاعات؛ بل نظروا إلى أعز ما يملكون، إلى أنفسهم التي بها قوام حياتهم، ثم قدموها في سبيل الله!.

ففي معركة بدر في شهر رمضان اشتدّ البلاء على المسلمين، إذ قد خرج المسلمون لا لأجل القتال وإنما خرجوا لأخذ قافلة لقريش كانت قادمة من الشام، ففوجئوا بأن القافلة قد فاتتهم، وأن قريشاً قد جاءت بجيشٍ من مكة كثيرِ العدد والعدة لحربهم.

فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ضعف أصحابه، وقلة عددهم، وضعف عتادهم؛ استغاث بربه، وأنزل به ضره ومسكنته، ثم خرج إلى أصحابه، فإذا هم قد لبسوا للحرب لَأْمَتَها، واصطفّوا للموت كأنما هم في صلاة، تركوا في المدينة أولادهم، وهجروا بيوتهم وأموالهم، شُعثاً رؤوسهم، غُبراً أقدامهم، ضعيفة عدتهم وعتادهم.

فلما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك صاح بهم وقال: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض. والذي نفس محمد بيده! لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر، إلا أدخله الله الجنة"؛ فقاموا وقدموا للدين أغلى ما يملكون، فأعزهم الله ونصرهم ومكّن لهم في الأرض.

إذاً؛ رمضان يعلمنا الصبر على الطاعة حتى نلقى الله. اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك...

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:19 AM   #12203

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

عباد الله: ومن أنواع الصبر الصبر عن المعاصي والمحرمات والبعد عنها، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد:22].

إن أكثر الناس قد يصبرون على فعل الطاعات، لكنهم لا يصبرون عن كثير من المعاصي والسيئات، ومن هنا تأتي أهمية الصبر و فضائله وثماره بالنسبة للمسلم، قال -تعالى-: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [النحل:96].

ما أكثر مشاكلنا اليوم بسبب ضيق الصدر، وقلة الصبر، وسرعة الغضب! كم سُفكت من دماء، وسلبت من أموال، واعتُدي على أعراض، وحدثت القطيعة بين الأرحام، وهجر الأخ أخاه والجار جاره! كم عصي الله في الأرض، وانتهكت حرماته؛ بسبب عدم الصبر عمّا حرم الله ونهى عنه!.

إن الفلاح في الدنيا والآخرة لا يكون إلا بالصبر من أجل الله، ورجاء ثوابه، والخوف من عقابه، يقول -سبحانه وتعالى-: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصلت:35].

إن الصبر عن المعصية ثمرة التقوى، قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرّم، وأداء ما افترض الله، فمَن رُزق بعد ذلك خيرا فهو من خير إلى خير.

ومن أنواع الصبرِ الصبرُ على الخَلْق، وتحمُّل أذاهم، ومسامحتهم، والعفو عن زلاتهم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يُخَالِطُّ النَّاسَ، وَلا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ" رواه ابن ماجه.

عباد الله: ومن أنواع الصبر الصبر على أقدار الله، والرضا بها، واليقين بأن ما كتبه الله وقضاه على العباد كائن لا محالة، وأنه نوع من الابتلاء للعبد؛ لذا فإن عليه أن يصبر لينال الأجر من ربه، ولترفع درجته يوم القيامة في جنةٍ عرضها السموات والأرض.

ثم إن الساخط على ربه لا يجني من ذلك شيئاً! قال التابعي عبد الله بن محمد: خرجتُ إلى ساحل البحر مرابطا، فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا بخيمة فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه، وثقل سمعه وبصره، وما له من جارحة تنفعه إلا لسانُه، وهو يقول: اللهم أوزعني أن أحمدك حمدا أكافئ به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليّ، وفضلتني على كثير ممن خلقت تفضيلا، فقلت: والله! لآتين هذا الرجل، ولَأسألنه أنّى له هذا الكلام!.

قال: فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت: سمعتك وأنت تدعو بهذا الدعاء، فأيّ نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها؟! قال: أو ما ترى ما صنع ربي! والله لو أرسل السماء عليَّ نارا فأحرقتني، وأمر الجبال فدمّرتني، وأمر البحار فأغرقتني، وأمر الأرض فبلعتني، ما ازددت لربى إلا شكرا؛ لما أنعم علي من لساني هذا، ولكن -يا عبد الله- فإن لي إليك حاجة، لقد كان معي ابن لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضّيني، وإذا جعت أطعمني، وإذا عطشت سقاني، ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام، فتحسَّسْهُ لي رحمك الله.

قال عبد الله بن محمد: مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل، فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبع وأكل لحمه، فاسترجعت وقلت: بأي شيء أخبر صاحبنا؟ فقلت له: إن نبي الله أيوب -عليه السلام- قد ابتلاه ربه بماله وآله وولده؟ قال: بلى، قلت: فكيف وجده؟ قال: وجده صابرا شاكرا حامدا، قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل، وقد افترسه سبع فأكل لحمه؛ فأعْظَمَ الله لك الأجر، وألْهَمَكَ الصبر، فقال الرجل: الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقا يعصيه فيعذبه بالنار.

ثم استرجع وشهق شهقة فمات. فقلت: إنا لله وانا اليه راجعون، وقعدت عند رأسه باكيا، فبينما أنا قاعد إذ جاء أربعة رجال فقالوا: يا عبد الله، ما حالك؟ وما قصتك؟ فقصصت عليهم قصتي وقصته، فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه؛ فعسى أن نعرفه. فكشفت عن وجهه، فانكبّ القوم عليه يقبلون عينيه مرة ويديه أخرى، ويقولون: لطالما غضَّ بصره عن محارم الله، ولطالما كان ساجدا والناس نيام، فقلت: مَن هذا؟ يرحمكم الله! فقالوا: هذا أبو قلابة الجرمي صاحب ابن عباس، لقد كان شديد الحب لله وللنبي -صلى الله عليه وسلم-.

قال: فغسّلناه، وكفنّاه بأثواب كانت معنا، وصلينا عليه ودفناه، فانصرف القوم، وانصرفت إلى رباطي، فلما أن جنّ عليّ الليل وضعت رأسي، فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة، وعليه حلتان من حلل الجنة، وهو يتلو الوحي: (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد:24]، فقلت: ألستَ بصاحبي؟ قال: بلى، قلت: أنّى لك هذا؟ قال: إن لله درجات لا تنال إلا بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، مع خشية الله -عز وجل- في السر والعلانية.

اللهم ردنا إلى دينك رداً جميلاُ.

هذا وصلوا وسلموا على رسولكم -صلى الله عليه وسلم-، والحمد لله رب العالمين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:19 AM   #12204

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين يقلب الليل و النهار إن في ذلك عبرة لأولي الأبصار و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بتقديره تنصرم الشهور و الأعوام و تفنى الأمم و تعقبها أمم و أجيال،وهو وحده الحي القيوم كل شيء هالك إلا وجهه،وأشهد أن محمد عبده و رسوله كان عمره قصيرا ولكن حياته كانت مليئة بالجهاد والدعوة والعلم والعمل والبر والإحسان وكريم الخصال والأخلاق اللهم صل و سلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وارض اللهم عن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين و سلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ ).
عباد الله.. إن شهرنا قارب الانتصاف فقف يا عبد الله مع نفسك وقفة صادقة وتأمل في الدنيا وقصرها وما في الآخرة من نعيم أو من جحيم يطول أمده و يشتد الفرح أو الحزن له.
قال سفيان بن عييننة رحمه الله : قال ابراهيم التيمي: مثلت نفسي في الجنة آكل ثمارها و أشرب من أنهارها وأعانق أبكارها ثم مثلت نفسي في النار آكل من زقومها وأشرب من صديدها وأعالج سلاسلها وأغلالها فقلت لنفسي أي شيء تريدين ؟ قالت: أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل صالحا قال قلت فأنت في الأمنية فاعملي.
شهر الصيام يتنافس الصالحون في الطاعات والقربات قال النبي صلى الله عليه و سلم للصحابة رضي الله تعالى عنهم: ( من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال: أبو بكر أنا قال :فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟ قال: أبو بكر أنا، قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال : أبو بكر أنا، قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة ).
وعملاً بهذا الحديث ادعوك أخي الصائم أولاً إلى اتباع الجنائز و زيارة المقابر حيث القبور والموتى والرهبة والخشوع وحين تسلم عليهم وتدعو لهم اسألهم قائلا : هانحن في رمضان فما أمانيكم لو عدتم إلى الدنيا ؟ ولا تنتظر منهم إجابة فإنك لا تسمع الموتى وما أنت بمسمع من في القبور و لكن أحدا منهم لو استطاع الإجابة لقال أما نحن فقد انقطع أملنا في الرجوع إلى الدنيا و نحن الآن مرتهنون بما سبق من أعمالنا وما خلفنا من ولد صالح أو علم ينتفع به أو صدقة جارية، ولكن أنتم معاشر الأحياء كم لله عليكم من فضل حين يبلغكم شهر الصيام والقيام فتصومون وتقومون وتتصدقون وتذكرون وتدعون وتستغفرون و تسبحون إلى غير ذلك من قربات تضاعف فيها الحسنات وقد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا وودننا لو ازددنا من الأعمال الصالحة مما يؤنس وحشتنا ويرفع درجاتنا وكم يغبن بعضكم معاشر الأحياء حين لا يستثمر فرص الطاعات ولو عرف هؤلاء ما نحن فيه لاختلف سعيهم وتحركت هممهم.
ثم تأمل وأنت تزور وأنت تتبع الجنازة تأمل في تلك الحفر والقبور و ما تخفيه من أسرار وما بين أصحابها من تفاوت في المنازل و إن كانوا في الظاهر سواء.
وتصور أنك لحقت بهم غداً فماذا سيكون حالك ؟
ثم لا تخرج إلا وقد سألت لهم الغفران وعاهدت نفسك على أن تختار لها أحسن المساكن بينهم فلا مناص لك عن سكنى هذه الدار وثمن تلك الدار ليس بالدرهم و الدينار لكنه بعمل الصالحات،اجعل من رمضان فرصة لإحكام البناء و توسيع المسكن و حبور الدار.
وقال النبي صلى الله عليه و سلم: من منكم عاد اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا.
فأدعوك لزيارة المستشفيات العامة حيث يرقد على أسرتها البيضاء جموع من المرضى يختلفون في شكواهم وقد يتفقون أو يتفاوتون في آلامهم ولكن أحد من هؤلاء المعنيين بالزيارة لا يستطع الخروج على الأقل في شهر رمضان سلهم عن مشاعرهم في شهر رمضان ولا تستغرب إن أجابتك العيون بالدموع قبل الألسنة بالكلام أسفا على عدم قدرتهم على الصيام و مشاركتهم لإخوانهم المسلمين في القيام.
وحين ذلك لا تنسى هؤلاء من دعوة بالشفاء عاجلاً وتعظيم الأجر على المرض والبلوى وذكرهم بقول النبي صلى الله عليه و سلم: ( إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيماً).
وقبل أن تخرج من زيارة المريض تذكر نعمة الله عليك بالصحة و العافية و اعلم انك مغبون فيها أو مغبوط.
مغبون إن فرطت و أضعت الوقت بما لا ينفع و مغبوط إن استقدمت الصحة و استثمرتها في طاعة الله.
ولئن كان هناك من يعيشون مع الأحياء الأصحاء وهم في عداد الموتى فهناك من يعيشون مع الأصحاء وهم في عداد المرضى وموتى الأحياء أو مرضى الأصحاء في رمضان هم من يدخل عليهم الشهر ويخرج ولم تتحرك هممهم للخير ولم تنشط أنفسهم للطاعة قعد بهم الشيطان عن مشاركة المسلمين في قيامهم و دعائهم ولربما قعد ببعضهم عن الصلاة المفروضة و الصيام الواجب و هم أصحاء أقوياء وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ ).
ألا فاغتنم الفرص يا عبد الله فخذ من صحتك لمرضك و من شبابك لهرمك ومن فراغك لشغلك ومن حياتك لموتك.
و شهر رمضان يستحق أن تستثمر فيه الصحة والفراغ ومن يدري فقد يأتي عليك رمضان بعد وأنت طريح الفراش تتمنى لوكنت صحيحا معافى فها أنت ذلك!.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : أيكم اطعم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر: أنا.
ونحن نصوم علينا أن نحقق هذه السنة إطعام المساكين والصدقة عليهم علينا أن نتذكر إخواننا في الداخل و الخارج نتذكر إخواننا لنا في خارج البلاد وما يلحقهم من ظلم وفقر وفاقة وعجز فنبادر إلى مواساتهم بتفريج كربتهم و إزالة عسرتهم.
فقراء و أيتام لا مورد لهن و نساء لا عائل لهم، أكل الفقر لحومهم و شرب دماؤهم، فبادر بإعانتهم و إغاثثهم عن طريق الجمعيات الخيرية و المؤسسات الاغاثية التي توجد في بلادنا ولله الحمد، أدركهم بصدقة قد تنقد بها نفساً و دعوة صادقة قد تفرج بها همّا.
عد إلى نفسك وأنت آمن في سربك وأنت معافى في بدنك، و قل يا نفس ها نحن في شهر الصيام فكوني في قائمة المسارعين إلى الخيرات و المسابقين لصنوف الطاعات وسل ربك العافية، وفي حندس الظلام وأنت تسجد لله سل لإخوانك المسلمين الخلاص من المحن والنصر على الأعداء فرمضان شهر الدعاء كما هو شهر المواسات و الصدقات.
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).
أقول ما سمعتم و استغفر الله لي و لكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:20 AM   #12205

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، و فق من شاء لطاعته وهدى أولياءه لاستثمار مواسم الخيرات، وأشهد أن محمداً عبده و رسوله أمر بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل حلول الفتن والأسقام أو نحوها من الشواغل و الصوارف صلى الله عليه وعلى آله و الأصحاب و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
بشرى العوالم أنت يا رمضان*** هتفت بك الأرجاء والأكوان
لك في السماء كواكـب وضـاءة *** ولـك النفوس المؤمنات مكــان
عباد الله..ونحن في شهر رمضان علينا أن نتحلى بالعزيمة دائماً على عمل الصالحات وأن نتبع ذلك المسارعة إلى الخيرات اقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فرمضان موسم الهدى والخير والبركات موسم للصفاء والصلة و ترك التشاحن و التدابر والتباغض، ميدان رحب للتسابق في عمل الصالحات.
علينا أن نبادر إلى التوبة من الذنوب والأخطاء، ونفتح صفحات مشرقة تقربناً إلى الله عزوجل.
وأنت يا عبد الله إنك لواجد في هذا الشهر الكريم عوناً على التوبة و الإنابة فالصيام يورث التقوى و يردع عن الفواحش و يكسر شهوة البطن و الفرج، ومردة الشياطين تصفد، وأبواب الجنة تفتح،وأبواب النار تغلق، وكل ذلك من دواعي التوبة و معين عليها.
ومحروم من دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يغفر له، رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له.
علينا ونحن نعمل الصالحات من زكاة وصدقات أن نخلص لله ع وجل العمل فالإيمان الاحتساب شرطان للمغفرة للصائمين والقائمين ففي الصحيحين يقول النبي صلى الله عليه وسلماضغط هنا لتكبير الصوره من صام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً و احتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ).
عباد الله علينا أن نحفظ نسائنا من كثر الخروج في هذه الأيام و الليالي المباركة و كثرت التردد على الأسواق وإذا خرجت المرأة فليخرج معها وليها وليكن ذلك بقدر الحاجة.
علينا أن نناصح النساء بترك الغيبة و النميمة أو سماع المحرم أو غير ذلك مما يخدش الصيام.
فالنساء شقائق الرجال ورمضان فرصة للمسارعة للخيرات للرجال والنساء (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ).
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ).
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ).
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ).
اللهم اجعلنا من المسابقين إلى فعل الخيرات وتقديم الطاعات اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:20 AM   #12206

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

إنَّ القيامَ بالعبادات، والمداومة عليها، والحرص على أدائها، واستغلال أوقاتها، عنوانٌ على كمالِ الإيمان، وصدقِ العمل، وإخلاص القلب، وهي طريقٌ لسعادة الدنيا والآخرة، وبها تُستجلَب الخيرات، وتدفع المصائب والكوارث والنقمات، وبها تصحُّ الأجساد، وتعمر البيوت، وتحيا ..




الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْلِ في الليل إذا سرى، ولا يعْزُبُ عن علمِه مثقالُ ذَرَّةٍ في الأرضِ ولا في السماء.

وأشهدُ أن لا إله إلا الله الذي لا تحيط به العُقولُ والأوهامُ، المتفرد بالعظمةِ والبقاءِ والدوام، المتنزه عن النقائض ومشابهة الأنام، يرى ما في داخل العروق وبواطن العظام، ويسمعُ خفِيَّ الصوتِ ولطيف الكلام، إله رحيم كثير الإنعام، ورب قدير شديد الانتقام، قدَّر الأمور فأجراها على أحسن النظام، وشرع الشرائع فأحكمها أيما إحكام.

وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام، صلى الله عليه وعلى سائر آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الدوام، وسلم تسليمًا كثيرًا.

عُبّادُ ليلٍ إذا جَنَّ الظلامُ بِهِمْ *** كم عابدٍ دمْعُهُ في الخـدِّ أجْرَاهُ
وأُسْدُ غابٍ إذا نادى الجهادُ بِهِمْ *** هَبُّوا إلى الموتِ يستَجْدُونَ رُؤياه
يا ربّ فابعثْ لنا مِن مِثْلِهِمْ نَفَـَرًا *** يشيـِّدُونَ لنـا مجداً أضَعْنَــاه

أما بعد: عبــــــــاد الله، في رمضان تتنوع الطاعات والعبادات، وكل عبادة وطاعة تؤتي ثمرتها في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب، وإن من هذه العبادات في هذا الشهر المبارك صلاة التراويح، وقيام الليل؛ لما فيهما من الأجر والثواب، والفوائد الروحية، والقيم الأخلاقية، والصحة الجسدية، قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" واه مسلم.

وعن عمر بن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- رجلٌ من قضاعة فقال: يا رسول الله! أرأيتَ إن شهدتُّ أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وصُمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيتُ الزكاة؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن مات على هذا كان من الصدِّيقين والشهداء" صحَّحه ابن خزيمة وابن حبان والألباني.

فهل نشمِّر عن ساعد الجد لتربية نفوسنا على صلاة التراويح والقيام في رمضان؛ حتى تستقيم على هذه العبادة والطاعة طوال العام؛ فتحل علينا البركات، وتتنزل علينا الرحمات، وتفرج الكربات، وتقضى الحاجات، وتدفع الشرور والآفات؟! وكم نحن محتاجون إلى رحمة الله وتوفيقه! ولن تنال إلا بعبادة صحيحة، ومناجاة صادقة، وعمل خالص.

إنَّ قيام الليل عبادة من العبادات الجليلة، لا يلازمها إلا الصالحون، فهي دأبهم وشعارهم، وهي ملاذهم وشغلهم، قال -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:15-17].

ووصَفَهم في موضع آخَر بقوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)، إلى أن قال: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) [الفرقان:64-75].

إنَّ قيام الليل له لَذَّة، وفيه حلاوة وسعادة لا يشعر بها إلا مَن صَفَّ قدميه لله فى ظلمات الليل، يعبد ربه، ويشكو ذنبه، ويناجى مولاه، ويطلب جنته، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويستعيذ من ناره، قال -تعالى- عنهم: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات:17-18]. قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.

وقال -تعالى-: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر:9]. أي: هل يستوي مَن هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!.

عن -السري رحمه الله تعالى- قال: دخلتُ سوق النخَّاسين، فرأيت جارية ينادى عليها بالبراءة من العيوب، فاشتريتها بعشرة دنانير, فلما انصرفت بها -أي: إلى المنزل- عرضتُ عليها الطعام، فقالت لي: إني صائمة. قال: فخرجْتُ، فلما كان العشاءُ أتيتها بطعام فأكلت منه قليلا، ثم صلينا العشاء، فجاءت إليّ وقالت: يا مولاي، بَقِيَتْ لك خدمة؟ قلت: لا. قالت: دعني إذاً مع مولاي الأكبر. قلت: لكِ ذلك.

فانصرفَت إلى غرفة تصلي فيها, و رقدت أنا، فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب عليّ، فقلت لها: ماذا تريدين؟ قالت: يا مولاي، أما لك حظ من الليل؟ قلت: لا، فذهبَت، فلما مضى النصف منه ضربَت عليّ الباب وقالت: يا مولاي، قام المتهجدون إلى وِرْدِهم، وشمــَّر الصالحون إلى حظهم، قلت: يا جارية، أنا بالليل خشَبة، أي: جثة هامدة، وبالنهار جلبة، أي: كثير السعي...

فلما بقي من الليل الثلث الأخير ضربَت علي الباب ضرباً عنيفاً، وقالت: أما دعاك الشوق إلى مناجاة الملِك؟ قدِّمْ لنفسك وخُذ مكاناً؛ فقد سبقك الخُدَّام.

قال السري: فهاج مني كلامها، وقمت فأسبغت الوضوء، وركعت ركعات، ثم تحسسْتُ هذه الجارية في ظلمة الليل، فوجدتها ساجدة و هي تقول: الهي بحبك لي إلا غفرت لي. فقلت لها: يا جارية، ومِن أين علمت أنه يحبك؟ قالت: لولا محبته ما أقامني وأنامك. فقلت: اذهبي؛ فأنت حرة لوجه الله العظيم. فدعت ثم خرجت و هي تقول: هذا العتق الأصغر، بقي العتق الأكبر. أي: من النار.

عبــــــــاد الله: لقد حث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قيام الليل، ورغّب فيه، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "عليكم بقيام الليل؛ فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد" رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

جاء في كتاب: "الوصفات المنزلية المجربة و أسرار الشفاء الطبيعية"، وهو كتاب بالانجليزية لمجموعه من المؤلفين الأمريكيين، أن القيام من الفراش أثناء الليل، والحركة البسيطة داخل المنزل، والقيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، و تدليك الأطراف بالماء، و التنفس بعمق، له فوائد صحية عديدة. وهو ما ذكر في الحديث.

ومن هذه الفوائد أن قيام الليل يؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزول؛ مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوي سكر الدم، و الذي يشكل خطورة علي مرضي السكر، و يقلل كذلك من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم، و يقي من السكتة المخية، والأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك.

كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي، و يؤدي قيام الليل إلى تحسن وليونة في مرضى التهاب المفاصل المختلفة، سواء كانت روماتيزمية؛ أو غيرها؛ نتيجة الحركة الخفيفة والتدليك بالماء عند الوضوء.

كما يؤدي قيام الليل إلى تخلص الجسد ممّا يسمي بالجليسيرات الثلاثية (نوع من الدهون) التي تتراكم في الدم، خصوصا بعد تناول العشاء المحتوي علي نسبه عالية من الدهون، التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بنسبة اثنتين وثلاثين بالمائة في هؤلاء المرضي مقارنة بغيرهم.

كما أن قيام الليل ينشط الذاكرة، ويُنبّه وظائف المخ الذهنية المختلفة؛ لما فيه من قراءةٍ وتدُّبرٍ للقرآن، وذكر للأدعية، واسترجاع لأذكار الصباح و المساء، فيقي مِن أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها.

فمَن علم محمداً -صلى الله عليه وسلم- كل ذلك؟ إنه الله القائل: (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) [ص:88].

عن عبد الله المكي قال: كانت حبيبةُ العدويَّةُ إذا جاء الليل قامت على سطح بيتٍ لها، وشدَّتْ عليها درعها وخمارها، ثم قالت: إلهي، قد غارت النجوم، ونامت العيون، وغلقت الملوك أبوابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك. ثم تُقبل على صلاتها.

فإذا طلع الفجر قالت: إلهي، هذا الليل قد أدبر، وهذا النهار قد أسفر، فليت شعري! أقبِلْتَ منى ليلتي فأُهنَّأ؟ أم رددتها على فأعُزى؟ وعِزَّتك! لَهذا دأبي ودأبك ما أبقيتني، وعزتك! لو انتهرتني عن بابك ما برحت؛ لما وقع في نفسي من جودك وكرمك.
عبــــــــاد الله: إن شرف المؤمن وعِزه واستغناءه عن الناس لا يكون في ماله مهما كثر، ولا في جاهه ومنصبه مهما علا؛ إنما يكون في قيام الليل، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبِبْ مَن شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌّ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعِزُّه استغناؤه عن الناس" رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني.

إنه؛ عندما تُطلَب العزة من غير مصدرها، فلن يكون هناك إلا الذل والهوان، وعندما يطلب الشرف والرفعة والمكانة العالية من غير وجهتها الصحيحة فلن تكون هناك إلا الوضاعة والدناءة.

وأمة الإسلام اليوم، أفراداً وشعوباً وحكومات، يجب أن تعود لعزتها وريادتها وقيادتها لهذا العالم، ولن يكون هذا إلا بعبودية الله، والخضوع والتسليم لحكمه، والاقتداء برسوله -صلى الله عليه وسلم-، وتربية الروح قبل الجسد، ومَن نظَر في تاريخ الأمة وجد أن انطلاقها من محراب العبادة كان سبب نصرتها وعزتها وتمكينها في الأرض، وإن أبواب العزة والكرامة والجهاد لا يطرقها إلا عُباد الليل، والشجاعة لا تسقى إلا بدموع الساجدين، ولم يعرف الإسلام رجاله إلا كذلك.

يُحيـُـونَ ليلَهُمُ بطاعةِ رَبِّهِـم *** بتلاوةٍ وتضرُّعٍ وسُـؤالِ
وعُيونهم تجرى بفيضِ دموعِهِم *** مثلَ انهمالِ الوابل الهطَّال
في الليل رهبانٌ وعند جهادِهمْ *** لِعَدُوِّهِم مِن أشجع الأبطال
وإذا بــدا علَمُ الرِّهانِ رأيتَهُمْ *** يتسابقون بصالح الأعمال
بوُجُوهِهِم أثَرُ السُّجُــودِ لِرَبِّهِمْ *** وبها أشعَّةُ نـورِهِ المتلالي

إنَّ القيامَ بالعبادات، والمداومة عليها، والحرص على أدائها، واستغلال أوقاتها، عنوانٌ على كمالِ الإيمان، وصدقِ العمل، وإخلاص القلب، وهي طريقٌ لسعادة الدنيا والآخرة، وبها تُستجلَب الخيرات، وتدفع المصائب والكوارث والنقمات، وبها تصحُّ الأجساد، وتعمر البيوت، وتحيا المجتمعات، ويوم القيامة تُرْفَعُ بها الدرجات.

كان منصورُ بنُ المعتمر يصلِّي الليل على سطح بيته، وهكذا طوال حياته، فلما مات، قال غلام لأمه: يا أماه، الجِذع الذي كان في سطح جيراننا لم نعد نراه؟ قالت: يا بني، ليس ذاك بجذع، ذاك منصور قد مات.

ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى، فقيل له: ما يبكيك، وأنتَ مَن أنت في العبادة والصلاح والخشوع والزهد؟! فقال: أبكي -والله!- أسفاً على الصلاة والصيام والذكر والقيام، ثمّ لم يزل يتلو حتى مات.

أما يزيد الرقاشي فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول: من يصلي لك يا يزيد إذا متّ؟ ومن يصوم لك؟ ومن يستغفر لك من الذنوب؟ ثم تشهَّد ومات.

ونحن نقول: مَن يصلي لك أيها المسلم، ومن يصوم ويزكي وينفق عنك إذا لم تقم أنت بذلك، وتستغل نفحات الرحمن، ورياح الإيمان في شهر رمضان؟.

فاللهم، يا سامع الدعوات، ويا مقيل العثرات، ويا غافر الزلات: اجعلنا من عبادك التائبين، ولا تردنا عن بابك مطرودين، واغفر لنا ذنوبنا أجمعين.

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.


الخطـبة الثانية:

عبـاد الله، عندما وصف الله -سبحانه وتعالى- عُبَّاده بقيام الليل، والتضرع بين يديه، وصَفَهم بعد ذلك مباشرة بالجود والكرم والإنفاق، فقال -تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:15-17].

فالذي لا ينفق أمواله في أبواب الخير وفي منافع العباد مِن حوله حسب قدراته وطاقته لا يوفق للقبول عند الله، ولا ينتفع بطاعة، ولا يتلذذ بعبادة؛ لأن حب المال في قلبه سيطغى على كل حب، وإنّ شكر نعمة المال لا يكون إلا بالإنفاق والبذل والعطاء.

وفي شهر رمضان يكون الإنفاق أعظم؛ لأنه يتزامن مع الصيام والقيام وقراءة القرآن، فكيف بمسلم يقرأ قول الله -عز وجل-: (مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة:245]، أو يقرأ أو يسمع قول الله -عز وجل-: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ:39]، ثم لا يسارع إلى الإنفاق والبذل والعطاء؟! كلٌّ بما يستطيع، فكم من جائع ومحتاج ويتيم ومسكين ومريض وغارم يحتاج إلى مَن يقف بجانبه ويمد يد العون له! ولن يضيع ذلك عند الله.

عبــــــــاد الله: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس في رمضان وغير رمضان، أخرج البخاري من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، فلَرسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة".

فتشبهوا بنبيكم، واقتدوا بسلوكه وأخلاقه، والتزموا بتوجيهات؛ تفلحوا في الدنيا والآخرة.

وفي الحديث القدسي: قال الله -عز وجل-: "أنفِقْ يا ابن آدم أنفقْ عليك" البخاري ومسلم.

في عام الرمادة، وقد بلغ الفقر والجوع بالمسلمين مبلغاً عظيماً، جاءتْ قافلةٌ لعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ مُؤَلَّفة ٌمِن أْلفِ بَعْيِرٍ، مُحَمَّلَة ٌ بالتَّمْرِ والزَّبيْبِ والزَّيْتِ وغيرِها من ألوانِ الطعامِ، فجاءَهُ تُجّارُ المدينةِ المُنَوَّرَةِ مِنْ أَجْلِ شِرائِها منه، وقالُوا لهُ: نُعْطيكَ ربحاً بَدَلَ الدِّرْهَمَ دِرْهَمَينِ يا عثمان. قالَ عثمانُ: لقد أُعْطِيْتُ أكثرَ مِنْ هذا. قالوا: نَزِيْدُكَ الدِّرْهَمَ بخَمْسة. قالَ لَهُمْ: لَقَدْ زادنَي غيرُكم، الدِّرْهَمَ بَعَشَرة! قالوا له: مَنْ ذا الذي زادَكَ، ولَيْسَ في المدينةِ تُجّارٌ غيرُنا؟ قالَ عثمانُ: أَلَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَ اللهِ -تعالى-: (مَنْ جاءَ بالحَسَنَةِ فلهُ عَشْرُ أمثاِلها)؟ أُشْهِدُكُمْ أنّي قَدْ بِعْتُها للهِ ورسولهِ. فأنفَقَها في سبيل الله.

إن القضية ليست قضية ربح الدنيا وما فيها؛ ولكن القضية التي ينبغي أن يسعى لها كل مسلم هي ربح الآخرة، فأنفقوا -رحمكم الله-، وقدموا لأنفسكم ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، واستغلوا أيام رمضان بالأعمال الصالحات.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر...

هذا وصلوا وسلموا على محمد خير البرية، ورسول الإنسانية، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والحمد لله رب العالمين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:21 AM   #12207

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

وحديثنا اليوم هو عن آيات ابتدأت بهذا النداء، عن آيات الصيام في سورة البقرة، وهي آياتٌ جمعت الحُكم والحكمة، والأمر والتعليم، والحث والترغيب، وكم يجمل بالمرء أن يتأمل كلام الله! ولسوف يجد فيه الخير والنور ..




معشر الكرام: في القرآن خاطب الله أهل الإيمان بنداءات عديدة، يقول في مطلعها: (يا أيها الذين آمنوا)، وابن مسعودٍ يقول: "إذا سمعت في القرآن: (يا أيها الذين آمنوا) فأرع لها سمعك؛ فإنها إما خير تؤمر به، أو شر تُنهَى عنه".

وحديثنا اليوم هو عن آيات ابتدأت بهذا النداء، عن آيات الصيام في سورة البقرة، وهي آياتٌ جمعت الحُكم والحكمة، والأمر، والتعليم، والحث والترغيب، وكم يجمل بالمرء أن يتأمل كلام الله! ولسوف يجد فيه الخير والنور.

قال اللهُ في مطلع هذه الآيات: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]؛ فالصيام فرضٌ مكتوبٌ، وركنٌ من كل مسلم مطلوب، شَرَعَهُ الله على العباد؛ لا لتعذيب نفوسهم بالمنع من الأكل والشرب؛ بل لأجل غايةٍ عُظْمَى تهون عندها هذه المشقة اليسيرة، وهي أن تتحقق في قلوبهم التقوى.

وهل شرعت الرسالات، وهل قامت الدعوات، وهل خُوِّف العباد ورُهِّبوا، ووعدوا ورُغِّبوا، وهل أُمِر بالأوامر؛ إلا لتتحقق في قلوب العباد تقوى الله؟.

والصيام مِن أجَلِّ الأعمال التي تعمر القلب بتقوى الله، قال الرازي: "إن الصوم يورث التقوى؛ لما فيه من انكسار الشهوة، وانقماع الهوى؛ فإنه يردع عن الأشَر والبطر والفواحش، ويهوِّن لَذَّاتِ الدنيا ورياستها، وذلك لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، فمَن أكثر منه هان عليه أمر هذين، وخفت عليه مؤونتهما، فكان ذلك رادعاً له عن ارتكاب المحارم والفواحش، ومهوناً عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامعٌ لأسباب التقوى".

وحين ذكر السعدي ما يحققه الصومُ من صور التقوى قال :"ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله -تعالى-، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه، ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الغنيّ إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى".

معشر الكرام: النفوس بلا تقوى تصبح خواء، لا ترتدع عن معصية، ولا تنشط لطاعة، وزادُ التقوى خير زاد يدفع المرء ليُقبل على الطاعة بنشاط، وليراقب الله في كل أموره، وذلك يُنال إذا أخذ الناس شهادة التقوى من مدرسة الصيام.

هل تصورت ذلك الصائم يلهبه العطش، يرى الماء البارد ويقدر أن يشرب ولا يعلم به أحد؛ ولكنه يتحرز حتى من القطرة تدخل في فيه حين يتمضمض؟ فما الذي دعاه لذلك إلا التقوى والمراقبة؟

تقف المرأة بين أصناف المطاعم والمشارب حال صنعها لا تذوق منها شيئاً؛ بل يسأل الناس حتى عن القطرات العلاجية: هل تفطر؟ فما الذي جعلهم يتحرزون مع أنهم قد لا يُرَون إلا تقوى الله ومراقبته تلك التي وجدت في القلب مع الصوم؟ ومتى ما حيِيَت ونمت فالعبد بخير وفي عافية.

عباد الله: ثم تأتي الآيات بتوسيع الله على العباد حين يخبر بأنه لم يشرع عليهم الصوم شهوراً أو كل العام، بل في أيامٍ قليلات معدودات لتحصل الغاية، وينالَ المقصود، وهو تقوى الله في النفوس.

ثم ذكر الله رخصته للمريض والمسافر بالفطر، فقال -سبحانه-: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة:185]، وذاك من يسر الدين؛ فالمرض والسفر يكون معهما المشقة في الغالب، فيسَّرَ الله لهما بالفطر.

وأهل العلم يقررون أن للمسافر أن يترخص بترك الصوم، ولو لم يجد مشقة في صومه، والأفضل له أن يفعل الأيسر في حقه، فإن كان الفِطْر والصوم سواء، فالجمهور على أن الصوم أفضل، لأنه أبرأ للذمة.

وإذا جاز له الفطر؛ فالأصل أنه يُفْطِر إذا خرج من بنيان البلد، وليس له الفطر قبل ذلك. وأما المريض فله الفطر إذا كان في الصوم حرجٌ عليه. وعلى المسافر والمريض المفطرَيْن أيامٌ أُخَر، ولا يلزم في القضاء أن يكون بعد رمضان مباشرة، إلا أن الأفضل المبادرة، وليس له تأخير القضاء إلى رمضان الثاني، فإن أخَّر قضى واستغفر على التأخير.

معشر الكرام: ويقرر الملك العلام بعد ذلك في آي الصيام حقيقة ماثلة للأنام، حين يقارن بين الفطر والصيام فيقول: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:184]، وهي، وإن كانت في حق المخير بين الصيام والفطر مع الإطعام حين كان الصيام على الخيار في أول الأمر، إلا أنها عامة، كما يقرر العلماء، فالصوم خير لنا في ديننا ودنيانا، هو أصلح لقلوبنا، وأصح لأبداننا، هو أشفى لأسقامنا، وأنقى لضمائرنا، وأكثر لحسناتنا، وأنفى لسيئاتنا، وأهذب لأخلاقنا، وقبل ذلك كلِّه هو أرضى لربنا.

عبر بوابة الصيام نتعلم الصبر والإرادة، وفي مدرسة رمضان نتربى على الأخلاق والخصال الفاضلة، ننهل من مَعينها التقوى، نقرب فيها من المولى، نتقلب في أبواب خير، وطرق طاعة، وبهذا تعلم أن الصوم –كما قال الله- خير لنا لو كنا نعلم.

عباد الله: وشهر الصيام ليس كغيره من الشهور؛ بل هو شهر شرّفه الله ليكون زمناً لينزل فيه أشرف كتاب، على أفضل نبيٍّ، نزل به أعظم ملَك، ليكون دستورَ خيرِ أمة؛ إنه شهرٌ نزل فيه القرآن، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ) [البقرة:185].

ذلكم الكتاب الذي سيظل على مَرِّ العصور، وتوالي الدهور، هدىً للناس، هدايةَ القلوبِ وإخباتها، وجلاءَ النفوسِ ودواءَها، هو القرآن؛ ولذا فله شأن، وله في رمضانَ شأن، وأيُّ شأن!.

ففيه ابتدأ نزوله، وفيه كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يتدارسه، وفيه كان المسلمون ينشطون لتلاوته، والناس حين يبحثون عن الهدى والبيان فلن يجدوه إلا في النهل من معين القرآن، وشهرك فرصة لأن تكون من أهل القرآن.

إن رمضان هو شهر القرآن، فغبن وحرمان أن تذهب أيامه وتنقضي لياليه وبعضنا ما يزال في أول أجزائه، إن لم نعش مع القرآن، إن لم نكرر ختمه، ونداوم قراءته، ونُدْمن تدبره في مثل هذه الأيام؛ فمتى سيكون هذا؟!.

وكم يسرّ المرء بصورٍ يراها حين تُعمر المساجد أدبارَ الصلوات بأناسٍ احتضنوا كتاب الله، وراحوا يتلون آياته! وهذا مشهد جدير بأن يدوم، لا أن يذهب مع مُضِيِّ أوائل رمضان.

أيها الفضلاء: ثم قال المولى -سبحانه- بعد ذلك: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة:185]، إن الصوم -مع ما فيه من بعض المشقة والصعوبة-لم يُرِد اللهُ بفرضه على العباد إلا اليسر، وليس في شرع الله عسر، إن مشقة الصيام محتملة، وهي ليست مقصودة لذاتها، وإنما هي ثمن قليل يدفعه الصائم لنيل عوض كبير، ولن يبلغ المرء جنة ربه إلا على جسر من المشقة.

وفي هذا يقول ابن القيم: "قد استقرت حكمته -سبحانه- أن السعادة والنعيم والراحة لا يوصل إليها إلا على جسر المشقة والتعب، ولا يُدخَل إليها إلا من باب المكاره والصبر وتحمُّل المشاق؛ ولذلك حف الجنة بالمكاره، والنار بالشهوات".

ويقول: "ولذة الدنيا والآخرة ونعيمُها، والفوزُ والظفرُ فيهما، لا يصل إليه أحد إلا على جسر الصبر، والسيادة في الدنيا، والسعادة في العُقبى، لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب، فحقّ للصائم أن يصبر على شدة صومه، وليعلم أن الأجر على قدر المشقة والنصب، وأن تعب يومه سيذهب عند فطره، ومشقة صومه ستزول عند لقاء ربه، رَزَقَنا الله العون والقبول".

أقول ما سمعتم...


الخطبة الثانية:

أما بعد:

عباد الله: وبعد تلك الآيات، قال الملك العلام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186].

وتأمل كيف جعل الله بين آيات الصيام آية الدعاء والمناجاة؛ لتعلم أن حال الصائم حَرِيةٌ بأن يُجابَ فيها الداعي، وتأمل في مقولة الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "للصائم عند فطره دعوةٌ لا تُرَدُّ".

وتأمل كيف عبَّر الله بقوله: (فَإِنِّي قَرِيبٌ)، فلم يجعل -سبحانه- بينه وبين العباد واسطة رسول، ولم يقل لهم: فَقُلْ؛ كما قال حين سُئل عن الأهلَّة: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ) [البقرة:189]، وكذا حين سئل عن الجبال، وعن اليتامى، وعن المحيض.

لكن؛ لما كان السؤال هنا عن الله فإن الواسطة لم تذكر، ولم يقل: قل لهم، بل قال: (فَإِنِّي قَرِيبٌ)، الله -جل جلاله- الذي له العظمة كلها، يقول لداعيه وطالبه، يقول لمن رفع إليه يديه: إني قريب، أَسْمَع سؤالك، وأجيب دعاءك، وهل أحدٌ أعظم من الله؟ وهل ثمة أحد يجيب الدعاءـ ويكشف الضراء، وبيده مقاليد الأمور، وعنده خزائن الأرض والسماء، غير الله؟!.

فيا من أغلقت دونه أبواب الدنيا، يا من اشتدت عليه الأحوال، يا من ضاقت عليه السبل، دونَكَ بابٌ يعِد الله فيه أنه يجيب السؤال، ويلبي المطالب، إنه باب الدعاء، ولا سيما في شهر الصيام، عند الفطر وفي القيام.

كم من عبدٍ أضناه الهَمّ، وأقعده المرض، وحار الطب في علاجه، وعجز البشر عن رفع بلائه، فرفع يديه إلى المجيب، وتوجه إلى الذي يقول: (فَإِنِّي قَرِيبٌ)؛ فجاء الشفاء، وارتفع البلاء!.

كم من عبدٍ ألمــــَّت به البأساء، ومسَّته الضراء، فرفع يديه لرب الأرض والسماء، فأجابه الله وكشف بلواه!.

وَإِنِّي لأَدْعُو اللهَ والأمرُ ضَيِّقٌ *** عليَّ فما ينفكُّ أنْ يَتَفَرَّجَا
ورُبَّ فتىً سُدَّتْ عليه وُجُوهُهُ *** أصابَ له في دعوةِ الله مَخرجا

فأقبِلْ على ربِّك، وأحسِن الظن بمولاك، وارْجُ فضل الكريم، وتعرَّضْ لنفحات الجواد، واعْرِضْ مطالبك على الذي يستحي أن يرد يدي عبده خائبتين، وارفع حوائجك إلى القريب المجيب، واذكر -أيها الصائم- أن الله قال عند كلامه عن الصيام: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ).

وبعد: فهذه إطلالة على تلك الآيات، وشذرة في ظلال معانيها، حوت تذكيراً ولم تحط بالآية علماً، واليقين أنه لو تكلَّم المتكلمون، وأفاض المتحدثون، لما أوفوا آية واحدة حقها من الحديث.

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ووفِّقْنا لتدبُّره، وللعلم بمعانيه.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:22 AM   #12208

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد للَّه رب الأرض ورب السماء، خلق آدم وعلمه الأسماء وأسجد له ملائكته، وأسكنه الجنة دار البقاء نحمده -تبارك وتعالى- على النعماء والسراء، ونستعينه على البأساء والضراء، ونعوذ بنور وجهه الكريم من جهد البلاء ودرك الشقاء وعضال الداء وشماتة الأعداء..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ليس له أنداد ولا أشباه ولا شركاء.. وأشهد أن سيدنا محمدا خاتم الرسل والأنبياء وإمام المجاهدين والأتقياء اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته الأجلاء وعلى السائرين على دربه والداعين بدعوته إلى يوم اللقاء ما تعاقب الصبح والمساء ومادام في الكون ظلمة وضياء.

أما بعد: عباد الله: الإحسان خلقٌ عظيم وصفة جميلة ينبغي للمسلم أن يتحلى به في سلوكه ومعاملاته فقد أمر الله به في كتابه فقال: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة 195]، وقال عز من قائل: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ) [النحل:128].

وجعل الله جزاء المحسنين عظيماً في الدنيا والآخرة قال تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ) [النحل30/31] وقال تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى)[النجم /31]..

وقد أمر الله -تعالى- بالإحسان أمرًا مطلقًا عامًّا، فقال تعالى: (وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195]، وقال عزّ وجلّ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]..

والإحسان هو إتقان العمل، وإجادته، والشعور بأهميته، والقيام به على الوجه المطلوب دون الحاجة إلى رقابة البشر أو مدحهم وثنائهم ، قال -صلى الله عليه وسلم- وهو يعرف الإحسان "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (متفق عليه).

وهو باب واسع في حياة المسلم يشمل علاقته مع ربه -سبحانه وتعالى-، ومع الخلق من حوله بل ويشمل علاقته بهذا الكون الفسيح الذي يعيش فيه..

وشهر رمضان هو شهر الإحسان وشهر المحسنين؛ فقد أمر الإسلام بإتقان وإجادة جميع الطاعات والعبادات فيه وبيَّن للمسلم أن المولى -سبحانه وتعالى- لا يقبل في رمضان وغير رمضان من العمل إلا ما كان صحيحاً وخالصاً لوجه الله قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].

أيها المؤمنون/ عباد الله: إن رمضان شهر الإحسان؛ ففيه فريضة الصيام وهي أبعد العبادات عن الرياء والنفاق والشرك، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كل عمل ابن آدم له؛ الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به؛ إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» (رواه البخاري ومسلم).

قال العلامة ابن قدامة: "إنّ في الصوم خصيصةً ليست في غيرِهِ؛ وهي إضافتُهُ إلى الله - عز وجل -، حيث يقول - سبحانه -: "الصومُ لي وأنا أجزي به"؛ وكفى بهذه الإضافة شرفاً! كما شرّف البيتَ العتيقَ بإضافتِهِ إليه في قولِه: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) [الحج 26]، وإنما فُضِّل الصومُ لمعنيَيْن: أحدُهما: أنه سِرٌّ وعملٌ باطِنٌ لا يراه الخلقُ ولا يدخله رياءٌ! الثاني: أنه قهرٌ لعدوِّ الله". (مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة ص 45)..

وشهر رمضان يقدم إحسانه وفضله وكرمه لنا كل عام، وفيه تقبل التوبات، وتُقال العثرات وتُستجاب الدعوات وتتنزل الرحمات، إلى جانب أن الله -سبحانه وتعالى- أمر الجنة أن تفتح أبوابها فلا يُغلق منها باب، وأمر بإغلاق أبواب النار وتصفيد الشياطين .. فاحذروا التقصير والتفريطـ، وخذوا من هذا الشهر بغيتكم، وتزودوا منه قبل رحيل أيامه وساعاته، فهو شهر الإحسان..

يا رمضان إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ؛ فجُدْ علينا بعطاياك العظام، وإن المحروم فيه من حرم خيره وبركته وفضله.. عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ -رضي الله تعالى عنه- قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله -تعالى- عليه وسلم الْمِنْبَرَ فَقَالَ: آمِينَ آمِينَ آمِينَ فَقَالَ أَتَانِي جَبْرَائِيلُ -عليه الصلاة والسلام- فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ أَبَوَيْهِ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ -تعالى- فَقُلْ آمِينَ، فَقُلْت: آمِينَ. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ فَمَاتَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأُدْخِلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ فَقُلْ آمِينَ فَقُلْت: آمِينَ. فَقَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْك فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ فَقُلْ آمِينَ فَقُلْت: آمِينَ" (قال الألباني: صحيح لغيره، الترغيب والترهيب برقم2491)..

قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "الشهور الاثنا عشر كمثل أولاد يعقوب -عليه السلام-، وشهر رمضان بين الشهور كيوسف بين إخوته، فكما أن يوسف أحب الأولاد إلى يعقوب، كذلك رمضان أحب الشهور إلى علام الغيوب.. جاء إخوة يوسف معتمدين عليه في سد الخلل، وإزاحة العِلل، بعد أن كانوا أصحاب خطايا وزَلَل.. فأحسن لهم الإنزال، وأصلح لهم الأحوال، وأطعمهم في الجوع، وأذن لهم في الرجوع فسَدَّ الواحد خَلل أحد عشر... كذلك شهر رمضان: نحن نرجو أن نتلافى فيه ما فرطنا في سائر الشهور، ونصلح فيه فاسد الأمور، فيُختم لنا بالفرح والسرور وكذلك لما ارتد يعقوب عليه السلام -لما وجد ريح يوسف- بصيرًا، وصار قويًّا بعد الضعف، بصيرًا بعد العمى كذلك العاصي إذا شم روائح رمضان.."..

عباد الله: أحسنوا مع ربكم بطاعته وحسن عبادته، وأحسنوا مع مَن حولكم بالعفو والتسامح، وبذل المعروف وتقديم النفع؛ لتكونوا من المحسنين في سائر حياتكم وأحوالكم وظروفكم.. لقد قيل ليوسف في السجن: (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 36]، وقيل له وهو على خزائن مصر: (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف: 78].. المعدن الطيب لا تغيّره الأحوال والمناصب والظروف والأحداث..

وهكذا فعل رسولنا -صلى الله عليه وآله وسلم- بمن آذاه ووقف خصماً لدوداً تجاه دينه ودعوته وتجاه من حاربه وأخرجه هو وأصحابه من ديارهم، وتعرض بسبب ذلك لمحن ومصائب ومواقف صعبة وشديدة، ومع ذلك كان عظيماً وكريماً ومحسناً، فعفا وتنازل وسامح ولم ينتقم لنفسه..

وهكذا يجب أن تكون أخلاق المسلم لأنه يتعبد الله بذلك ويطمع فيما عنده، ويتطلع إلى مراتب عظيمة بين الناس.. دخل على القاضي ابن هبيرة وهو في مجلس القضاء شابان من المسلمين ومعهما رجل مربوط بحبل بينهما فقالوا أيها القاضي: إن هذا الرجل قتل أبانا ونريد القصاص منه.. فالتفت ابن هبيرة إليه وقال: أقتلت أباهم.
قال: نعم.. ثم قال لهم ابن هبيرة: تقبلون مني مئة من الإبل وتعفون عنه قالوا: لا نقبل... قال: فمائتين قالوا: نقبل بثلاثمائة..

فأعطاهم ابن هبيرة ثم انصرفوا، ثم قام إلى ذلك الرجل وفك وثاقه وأطلق سراحه والناس قد أخذتهم الدهشة وهم يرون ما جرى قالوا: يا ابن هبيرة ما رأيناك عملت كما عملت اليوم يعترف القاتل وتدافع عنه، وتعطي أهل المقتول الدية من مالك؟! قال: "أرأيتم إلى عيني اليمنى، والله ما أرى بها منذ أربعين سنة، ولقد ضربني هذا القاتل، وأنا ذاهب لطلب العلم منذ أربعين سنة فأردت أن أطيع الله فيه كما عصى الله فيَّ"!!

أي نفوس هذه؟! لا تحمل الأحقاد ولا الضغائن ولا حب الانتقام.. ليس عجزاً أو جبناً أو خوف.. ولكن طمعاً في رضا الله ومغفرته وفضله.. واليوم تحمل قلوبنا الحقد والبغضاء على بعضنا البعض بسبب موقف تافه أو خلاف في الرأي أو شجار على متاع من الدنيا قليل، وتستمر العداوة، وتُقطع الأرحام، وينتشر الظلم بين الناس فتفسد حياتنا ويطول شقاؤنا ورمضان فرصة لنكون من المحسنين .. والله -تعالى- يقول: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: 13]..

اللهم اجعلنا من المحسنين.. قلت قولي هَذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه...







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:22 AM   #12209

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

عباد الله: وفي شهر رمضان يكون الإنفاق من أعظم أبواب الإحسان؛ لأنه يتزامن مع الصيام والقيام وقراءة القرآن فكيف بمسلم يقرأ قول الله -عز وجل-: (مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة: 245]، أو يقرأ أو يسمع قول الله -عز وجل-: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَيْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39]... ثم لا يسارع إلى الإنفاق والبذل والعطاء؟!

لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس في رمضان وغير رمضان.. عَنْ الإمام عَلِيٍّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا"، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ" (متفق عليه) ..

وعندما وصف الله -سبحانه وتعالى- عباده بقيام الليل والتضرع بين يديه وصفهم بعد ذلك مباشرة بالجود والكرم والإنفاق فقال -تعالى-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة، الآيات: 15-17]، فالذي لا ينفق أمواله في أبواب الخير وفي منافع العباد من حوله حسب قدراته وطاقته لا يوفَّق للقبول عند الله ولا ينتفع بطاعة ولا يتلذذ بعبادة، ولا يكون من المحسنين ؛ لأن حب المال في قلبه سيطغى على كل حب...

أخرج البخاري من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة"، وفي الحديث القدسي: "قال الله عز وجل: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك" (البخاري ومسلم)..

فأحسنوا الظن بربكم، وأحسنوا العمل، وتزودوا من شهر الإحسان، وتنافسوا فيه على الطاعات والقربات وأكثروا فيه من الدعوات....

اللهم غيّر حالنا من الضعف إلى القوة، ومن الخوف إلى الأمن، ومن الذلة إلى العزة، ومن الضلالة إلى الهدى، اللهم كن معنا ولا تكن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر بنا، واهدنا ويسر الهدى لنا.

اللهم أصلح أحوالنا، واحقن دماءنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، يا أرحم الراحمين..
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، والحمد لله رب العالمين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:23 AM   #12210

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والتسليم.

أما بعد: معاشر المسلمين، اتقوا الله حق تقاته، واشكروه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فاللهم اجعلنا من الشاكرين، وأعنا على شكرك كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك.

أيها المسلمون: أقبل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة: 185].

أقبل شهر الذكر والصيام، شهر التوبة والغفران، شهر العتق والرحمة والمغفرة.

أقبل رمضان ليقول لكل مسلم: ذق أثر الجوع ولو لساعات، لعلك تشعر بإحساس إخوان لك أضرّ بهم الجوع لسنوات.

أقبل رمضان ليقول للعصاة والمذنبين الغافلين والتائبين: (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56].

أقبل رمضان ليربي القلب؛ ويزكي النفس، وتشرق به الروح.

أقبل رمضان سلوة النفوس، وأنس القلوب، وبلسم الهموم، أبشروا يا أهل الصيام فقد أقبل رمضان.

هنيئًا لكم يا أهل القيام فقد أقبل رمضان يا لسعادة أهل القرآن، فقد أقبل رمضان أبشروا يا أهل الصدقات والخيرات، فقد أقبل رمضان، هنيئًا لكل المسلمين فقد أقبل رمضان، فعن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ".

أقبل رمضان ليُخفف عن عاتق حمل طوال العام همومًا وغمومًا، ومعاصيَ وذنوبًا لتغمره رحمة أرحم الراحمين، فيكون من المعتقين.

أقْبِلْ رمضان لنكون أقرب من رب العالمين، أَقْبِلْ رمضان لنقبل على الطاعة أكثر، فقد كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- "أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ".

أقبل رمضان فكيف سيكون حالنا فيه؟ وكيف حال الأمة؟ أقبل رمضان فهل من وَقْفة صادقة للمحاسبة؟ هل من وقفة جَادّة للتأمل؟ أقبل رمضان وفيه الصيام حلاوةٌ لا يدركها إلا من صام من أجل الله بصدق، ولا يعرفها إلا الذين خالطتْ بشاشةُ الإيمان قلوبَهُم بحقّ.

أقبل رمضان وفيه لذة عجيبة علينا أن نحياها في رمضان: صيام وقيام، وخشوع وخضوع، راحة وسعادة، أفراح وأشواق، لا يستطيع وصْفَهَا لسانٌ أو بيانٌ. إنها جنة الدنيا، وفي الدنيا جنة من لا يدخلها لا يدخل جنة الآخرة.

أقبل رمضان ليتخلص العبد من أسر الهوى والشهوة، وحيل النفس والشيطان، وتنطلق الروح من الأسْرِ:
أطْلِقِ الأرواحَ من أصفادها *** في بهيجٍ من رياضِ الأتقياءْ
أيُّ سلطانٍ يَكُفُّ النفسَ عن *** مُوْبقاتٍ غير قيدٍ كالوجاءْ
إنه الصومُ الذي أوحى به *** -رحمةً بالناس- ربُّ الحكماءْ
فيه ترويضٌ لطبعٍ جامح *** فيه روحٌ، فيه للمرضى شفاءْ

أقبل رمضان تُغلق فيه أبواب النيران، وتُفتح الجِنَان، وتُصَفَّد الجِنّانُ، فدونك نفسك أيها الإنسان!

أقبل رمضان وسُلْسِلَ الشيطان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام، فانعزل سلطان الهوى، وصارت الدولة للعقل ليحكم بالعدل، فلم يبق للعاصي عذر!

أقبل رمضان فلا تحرم نفسك حقيقة الصيام، فليس الصيام إمساكًا عن الطعام والشراب فقط، والقلب هو القلب قاسٍ عاصٍ، غافل لاهٍ.

أقبل رمضان فهل أعددنا مراسم الاستقبال لهذا الوافد العظيم؟ أقبل رمضان فأبشروا فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه فيقول:"أَتَاكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاء، وتغلقُ فيه أبوابُ الجحيمِ، وتغلُّ فيه مردةُ الشياطينِ، للهِ فيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، مَنْ حُرِمَ خيرَهَا فقد حُرِمَ".

أقبل رمضان "..وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ".

أقبل رمضان!! فـ"يا غيوم الغفلة عن القلوب تَقَشَّعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا قلوب الصائمين اخشعي، يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي! يا ذنوب التائبين لا ترجعي، يا أرض الهوى ابلعي ماءك، ويا سماء النفوس أقلعي.. يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي...".

أيها المسلمون: كلما عظمت منزلة الزائر، وزادت محبته في القلب كان الفرح به والاستقبال له مهيبًا ورائعًا، فأيُّ زائرٍ هذه الأيام أعزّ من رمضان؟ وأيُّ ضيفٍ أغلى من شهر الصيام كركن من أركان الإسلام؟ فبقدر تعظيم هذا الشهر في قلب المسلم ستكون قوة استقباله، ولذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستقبله بصيام شهر كامل إلا قليلاً؛ كما روت أمنا عائشة –رضي الله عنها-: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ عليه السلام يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ" (رواه البخاري: 1970).

وفي رواية قالت: "وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا" (صحيح مسلم: 1156).

قال النووي في شرحه على مسلم (8/ 37): "وقولها "كان يصوم شعبان كله، كان يصومه إلا قليلاً" الثاني تفسير للأول، وبيان أن قولها:"كله" أي: غالبه". فالمقصد الأعظم من حلول هذا الضيف العزيز هو: تربية النفس على مراقبة الله لغرس الوازع الديني في أفعال وأقوال الإنسان، فالله أراد أن يحققَ النَّاس هدفًا ساميًا من وراء الصيام، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 183].

فالتقوى حقيقة وليس صورة هي مقياس الخَلْقِ عند الحقِّ سبحانه كما قال: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[الحجرات: 13].

وحقيقة التقوى تظهر في المعاملات بين الناس فهي سرّ بناء الشخصية الإنسانية, فالتقوى منهجٌ عمليٌ؛ فكلما زادت التقوى زاد اجتهاد صاحبها في حسن الخلق والصدق والأمانة، كما في الحديث عن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَا يَكَادُ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ إِلَّا دَعَا بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ: "اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيك" الحديث (رواه الترمذي: 3502، وقال: "هذا حديث حسن غريب"، والنسائي بالكبرى: 10161، وحسنه الألباني).

فالإنسان على قدر بعده من الحرام يكون قربه من التقوى، ومن استقبل رمضان بنية صادقة، وإرادة وعزيمة وفقه الله لتحقيق الهدف الذي يُعيننا على رضا الله أولًا، ثم الأمانة والصدق والإتقان والعدل والإنصاف وحسن الأخلاق، وبر الوالدين، وحسن التبعل للزوج، وصلة الرحم، وحسن الجوار.

إنها حقيقة التقوى التي تحول بيننا وبين الحسد والغل والمخادعة والمراوغة واستحلال الحرمات بتأويلات لا نخدع بها سوى نفوسنا، إننا نفرح بشهر الصيام وهو يحرم العبد من الشهوات البشرية فيتركها طواعية طلبًا لمرضاة الله –تعالى- مع قدرته عليها؛ تحصيلاً لهذه المنزلة الإنسانية العظيمة، فهو يمتنع عن الطعام، والشراب مع عظيم حاجته إليهما، وقدرته عليهما.

لا شك أن ذلك من أعظم سمات الشخصية الإيمانية التي نرجو الوصول إليها من خلال الاستثمار الأمثل لزيارة هذا الضيف الكبير، والزائر الحبيب، شهر رمضان.

واحذروا مرض العصر (سوف) فإنهم يقولون: السعادة في الإنجاز، وجاء في كتاب الأموال لأبي عبيد (ص 12) عن الحسن -رحمه الله- قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي مُوسَى: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْقُوَّةَ فِي الْعَمَلِ أَنْ لَا تُؤَخِّرَ عَمَلَ الْيَوْمِ لِغَدٍ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ تَدَارَكَتْ عَلَيْكُمُ الْأَعْمَالُ، فَلَمْ تَدْرُوا بِأَيِّهَا تَأْخُذُونَ، فَأَضَعْتُمْ".

فمن اعتاد أن يقول غدًا أفعل ذهب عمره ولم يفعل؛ يقول ثمامة بن بجادٍ: "أنذركم سوف، سوف أصوم، سوف أقوم، سوف أصلي" (رواه وكيع في الزهد: 263).

فـ(سوف) عدو للإنجاز، ولن ينفعك ألم الندم على تضييع الفرص، ونحمد الله تعالى الذي أمدَّ في أعمارنا حتى دخل علينا رمضان ونحن بصحة وعافية، فهل بدأنا معه البداية المحمودة؛ أم قطعت طريقنا (سوف) داء التسويف والتأجيل والكسل!

فما تأخر من تأخر إلا وهذا الداء له بالمرصاد، وكثيرًا ما نتهم ونلعن الشيطان، لكن في هذه النفحات الرمضانية صَفَّدَ اللهُ الشياطين، فانكشفت النفوس، فمن لم يستغلَّ ليالي رمضان وأيامه كفرصة يزكي فيها نفسه، ويتحلى بسمات الشخصية المتميزة، والتي من أهمِّ صفاتها: المبادرة، فاجأه ذهاب الزمن بغير استثمار، فالأمل جميل لكن لا يكفي وحده فطوله قاصم:
قَائِدُ الْغَفْلَةِ الأَمَلُ *** وَالْهَوَى رَائِدُ الزَّلَلْ
قَتَلَ الْجَهْلُ أَهْلَهُ *** وَنَجَا كُلُّ من عقل.
(التبصرة لابن الجوزي: 1/ 34).

لا تكفي الأماني فهي رؤوس أموال المفاليس، فإن لم يصحبها عزيمة وتخطيط وعمل أصبحت أسيرًا للخمول والكسل! خَطَّ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ، وَقَالَ: "هَذَا الإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الخُطَطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا" (رواه البخاري: 6417).

وما أكثر الأعراض والأغراض التي تتربص بنا لتنهشنا وتُضيع الفرص الثمينة علينا، ورمضان فرصة! فاللهم وفقنا وأنعم علينا ببلوغ شهر رمضان ونحن بأتم صحة وعافية، ووفقنا لصيامه وقيامه واستثماره على الوجه الذي يرضيك عنا.

اللهم اجعله شهر خير وبركة وعز ونصر وسلامة وأمان علينا وعلى المسلمين في كل مكان، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« آنآ مش آنطوآئى آنتم متتعآشروش | can 7lm »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 0 والزوار 22)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فـوائد استنشاق هواء الفجر ۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩ منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 04-26-2012 09:08 AM
فوائد استنشاق هواء الفجر بحبك حبيبي مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-27-2010 04:33 PM
فوائد استنشاق هواء الفجر .. ؟؟ احمد العليمي صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 2 11-22-2010 03:06 PM
استنشاق زيت النعناع ميدو العثل صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 4 10-25-2010 08:33 AM
استنشاق الورد يقووي الذاكـره الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 6 11-27-2009 05:07 AM


الساعة الآن 12:49 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩