..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
هل ستعطيه شربة المياه
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 3 -
إستحاله فلن أعود .. إنتهـــى ......
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : أمير عسكر - مشاركات : 8 -
قلت لقلبى ألم تستريح ذات مرة؟!
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 9 -
خلف أسوار النيابة .. مقالة فى قصة
الكاتـب : كريم عاصم - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 5 -
دول الشر
الكاتـب : يحيى الفضلي السودان - مشاركات : 6 -
مرض تعدد الشخصيات
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 4 -
من صاحب المقولة
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 8 -
ما رأيك فى إستايل المنتدى الجديد
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 10 -
الأثر النفسي للدعاء
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 12 -
إنك لاتهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء
الكاتـب : كريم عاصم - مشاركات : 9 -
سأخبرك بجنونى
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 16 -
حكاية حب
الكاتـب : أمير عسكر - آخر مشاركة : إيلاانا - مشاركات : 10 -

الإهداءات


استنشاق صوت الكلام

صفحات مكشوفة


3611معجبون

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /04-04-2022, 12:23 AM   #12211

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله الرحيم الغفور، وأشهد أن لا إله إلا الله، جعل رمضان سيد الشهور، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبرور، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وكل من كان لأوقات الخيرات مسرور.

أيها المسلمون: أفضل وصية، وأجمل هدية، تقوى الله في السر والعلانية.

عباد الله: في هذه الأيام، شهركم قد أظلكم، أيام من دهركم، ها هو قد حل، ونزل ضيفًا، ها هو الشهر القلوب له تواقة، والأفئدة له مشتاقة، ننتظره بفارغ الصبر، ونحسب اليوم والشهر، بل الدقيقة من الدهر، لماذا أيها الإخوة؟، والمسلمون في أصقاع المعمورة، تهتف به، وتتحدث به، وتتطلع له، وتتهيأ لقدومه.

لماذا الحديث في هذه الأيام له طعم، وود حميم؟، والنفوس هياجة، والحياة مُحياها ثجاجة، شهر ليس كالشهور، وأيام كالزهور، كم كنا في عامنا الماضي متأسفين، وأحوالنا فيه من الآسفين! كم أسبلنا العبرات عند فراقه، وبكينا عند رحيله، وعاهدنا نفوسنا لئن قدم علينا وحل بنا، لنُرين الله ما نفعل من جهد وبذل وعمل؟، وهذا من النوايا الحسنة، والبشرى المستحسنة، والأمنيات المشوقة، وعنوان حب الخير، والعطاء والبر.

عباد الله: يقدم الشهر والناس يتهيؤون في منازلهم وأحوالهم ومأكولاتهم ومشروباتهم، فرحًا وسرورًا، تهيؤ وحبورًا، أفلا لا يتهيؤون له عبادة وأجورًا.

جاء الصيام فجاء الخير أجمعه *** ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح
فالنفس تدأبُ في قول وفي عملٍ *** صوم النهار وبالليل التراويح

كيف لا يفرح المؤمن بفتح أبواب الجنان؟ كيف لا يفرح بغلق النيران؟ كيف لا يفرح في وقت النفحات، وأوقات الرحمات، وزمن الهبات والعطيات؟ كيف لا يفرح بأوقات المغفرة، ورفع الدرجة وعلو المنزلة؟ إنه سيد الشهور، وبهجة النور، وزينة البدور.

مرحبًا أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيبًا زرانا في كل عام
قد لقيناك بحبٍ مفعمٍ *** كل حبٍ في سوى المولى حرام

النفوس في هذه الأيام تستعد، والحياة تطمئن وتسعد، الفرح والسرور بمواسم الخيرات والحبور من علامات الإيمان، (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]، و"للصائم فرحتان".

أيها المسلمون: لو أن ضيفًا غاليًا، وحبيبًا وافيًا، قدم عليك بعد طول غياب، كيف شعورك بقدومه، والتهيؤ له، والاستعداد له؟ كيف إذا حدد المقام ببضعة أيام، وفي الصيام يقول الملك العلام (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ) [البقرة: 202]، بل كيف والشهر يحمل في طياته، وخلال أيامه، ولحظات لياليه، الخير والبركة، السعادة والمسرة، السرور والبهجة؟، بل كيف إذا كان الشهر العتق من النار، والفوز بدار الأبرار؟

إخوة العقيدة: ها هو قد هل أشرف الشهور، ذابت الأصداف في انتظاره، تمزقت المآقي على فراقه، فسبحان الحكيم في خلقه وأمره.

أتاك شهر السعد والمكرمات *** فحيه في أجمل الذكريات
يا موسم الغفران: أتحفتنا *** أنت المُنى يا زمن الصالحات

أتى الشهر ليقرب العبيد إلى رب العبيد، أتى ليلين القلب القاسي من الذنوب والمعاصي، أتى ليقول للدنيا: أنا شهر التوبة والتقى، والبر والتقوى. أتى هذا الشهر ليذكِّر المسلم بإخوانه الذين حلت بهم الفتن والنكبات، والتشريد والقتل، والجوع والهم، والخوف، والحزن، أتى ليمد العون للغير، أتى ليذكِّي النفوس، ويرد الشارد والمنكوث، يكاد المرء يبكي فرحًا بقدومه، ويسيل الدمعة بحضوره.

يا غائبًا: الكون أنشد شوقه *** عجل خطاك فحلمنا لُقياك
رمضان هرول فالقلوب كليلة *** لله تشدوا ربنا رحماك

فهنيئًا لمن أدركه، وهنيئًا لمن بلغه، روحانية الصائمين ترتاح، وتبتهج وتطير الأرواح، فهي في أفراحٍ وأفراح، كيف سيكون حالنا، وبعد أيام ينزل علينا؟ هل من وقفه صادقة، وتوبة ناصحة، ونية خالصة، ودمعة باكية، وسجدة خاضعة؟، في الصيام حلاوة، وفي لحظاته بشاشة وطلاوة، فسبحان الذي فاوت بين الليالي والأيام، وخصها بالنور والسرور والتمام، كان سلفنا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم إياه، أتدرون –أيها المسلمون- إن الشهر شهر النصر والعز، والقوة والشجاعة، على النفس والشيطان والهوى، والعدو الأقوى، نعم إنها حياة الروح، وحياة القلب، وحياة الانتصارات.

يا ذا الذي: ما كفاه الذنب في رجبٍ *** حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما *** فلا تصيره أيضًا شهر عصيان

في الشهر المبارك، يمثل المؤمنون موسمًا من أعظم المواسم، ووقتًا من أجمل الأوقات والمغانم، أبشروا يا أهل الصيام، وأملوا يا أهل القيام بما يعطيكم الملك العلام، أبشروا أيها الصائمون، أبشروا يا أهل القرآن، أبشروا يا أهل الصدقات، أبشروا يا أهل المروءات والخيرات.

أبشروا يا من تحرصون على تفطير الصائمين، وإعانة المحتاجين، أبشروا يا من تقومون على الأرامل والمساكين، أبشروا يا من تفرجون هموم المهمومين، وقضاء المديونين، أبشروا أيها التائبون، أبشروا أيها الغافلون، أبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا برحمة أرحم الراحمين، وأجود الأجودين، وخير المعطين، يرحم عباده، ويغفر للمذنب ويرده إلى بابه، أبشروا أيها المرضى بالشفاء وحسن العقبى، أبشروا يا من تسابقون وتنافسون، فهذه أوقاتكم، وهذه أيامكم، وهذه أمنياتكم، فاصدقوا وصادقوا، وأخلصوا وخلّصوا، واجتهدوا وابذلوا، وجدوا وشمروا، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ) [آل عمران: 200].

يا صائمًا: ترك الطعام تعففًا *** أضحي رفيق الجوع واللأواء
أبشر بعيدك في القيامة رحمة *** محفوفة بالبر والأنداء

كلما تذكر الصائم أن باب الجنة مفتوح، تلذذ واجتهد في النفس والوقت والروح.
فأتى رمضان مزرعة العباد *** لتطهير القلوب من الفساد
فأدِ حقوقه قولاً وفعلاً *** وزادك فاتخذه للمعادِ
إذا رمضان أتى مقبلاً *** فأقبل بالخير تستقبل
لعلك تخطئوه قبالاً *** وتأتي بعذرٍ فلا يقبل

هذه أوقات المصالحة، وهذه أيام التجارة الرابحة، من لم يربح في هذا الشهر، ففي أي شهرٍ يربح؟! من لم يقرب من مولاه، ففي أي شهر يقرب؟! فهو مضمار السابقين، وغنيمة الصادقين، وربيع المؤمنين، وهو غرة الدهور، ومصباح الشهور، وربيع المؤمن يقتطف فيه الأجور.
قد جاء شهر الصوم فيه الأمان *** والعتق والفوز بسكنى الجنان
شهر شريف فيه نيل المنى *** وهو طراز فوقكم للزمان
طوبى لمن صامه واتقى *** مولاه في الفعل ونطق اللسان
ويا هنا من قام في ليله *** ودمعه في الخد يحكي الجمان
ذاك الذي قد خصه ربه *** بجنة الخلد وحورٍ حسان
هنّاكم الله بشهرٍ أتى *** في مدحه القرآن نص عيان







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:25 AM   #12212

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله حمد الشاكرين، ونسأله أن يجعلنا من عباده الصائمين، وأن يمن علينا بالقبول والفوز المبين.

إخوة الإسلام: فرحنا واستبشارنا، أُنسنا وسرورنا، فما موقف شهرنا منا؟ تلكم كلمات مختصرات، ووصايا وأساسيات، اجعلها أصلك في شهرك.

الأولى: الترتيب. فرتب وقتك، وحافظ على شهرك، وكل إنسان أعرف بما يصلح له، ويوافقه ويناسبه، واعلم أن الذي لا يرتب ماذا يعمل في شهره؟ أنه يضيع ولا يستفيد، فجزئ نهارك قراءة وصلة، وبرًّا وصدقة، وصلاة ودعاء، بذلاً وعطاء، وهكذا في يوم متنقلاً في ربوع الصالحات وألوان الطاعات، ولا سيما النفع المتعدي كالعلم وبذله، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخدمة المصليين، وتهيئة المساجد للساجدين، والإحسان والعطاء ونفع المسلمين.

الوصية الثانية: كن دعَّاءَ. أكثر من الدعاء، بما تحب في شهرك، في نهارك وليلك، في كل لحظة، تغانم كل سجدة، احرص ألا تفوتك لحظة إلا بدعوة، لا سيما الزوجة والذرية، ولا تنسى كل مسلم ومسلمة، فرمضان شهر الدعاء، فابذل جهدك في دعائك.

الوصية الثالثة: لا تفوتك صلاة الفريضة. اجعل شهرك انطلاقة للمحافظة على الصلوات المكتوبة، لا يؤذن غالبًا إلا وأنت في المسجد، علق قلبك في الصلاة، "ورجل قلبه معلق في المساجد".
حافظ على فعل الفروض بوقتها *** وخذ بنصيب في الدجى من تهجدِ

وكذا حافظ على السنن الرواتب، وركعتي الضحى، والتراويح احرص أن لا تهملها وتتركها، فـ"من قام مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له قيام ليلة"، و"من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه".

أكثر من الجلوس في المساجد، فهو بيت العزة والرحمة، والفوز والنصرة، والطمأنينة والراحة، وكان شعار سلفنا: نجلس في مساجدنا، ولا نغتاب أحدًا.

إياك أن تنام عن الصلوات المفروضات، فالبعض ينام عن الظهر، وربما أضاف إلى الظهر العصر.

الوصية الرابعة: القرآن. عش مع القرآن، تدبرًا وتلاوة، وتعلمًا وتعليمًا، حبذا أن تعاهد نفسك كم ختمة تختمها في شهرك، فعند الصباح يحمد القوم السرى، ومن البشائر أن لك بكل ختمة أكثر من ثلاثة ملايين حسنة، فرمضان شهر القرآن، عاهد نفسك بتلاوته وتأمله، والعمل به وتدبره.

الوصية الخامسة: البر والصلة للوالدين والأقارب. صلتهم والإحسان إليهم، وبرهم، وإدخال السرور عليهم، وتفقد أحوالهم، سواء كانوا أبناء وبنات، أو إخوة وأخوات، أو أعمامًا وعمات، أو أخوالاً وخالات، بالنفقة والهدية، وسد الخلة والحاجة والزكاة والصدقة.

الوصية السادسة: تصدق في شهرك يوميًّا. ولو بشيءٍ يسير، ولو درهمًا، فالصدقة لها أثرها ونفعها وبرها، وانظر في المنافع والمصالح، ولا تنسى أقاربك، فهم أعظم لأجرك، طعامًا أو سدادًا أو كساء أو نفقة.

الوصية السابعة: حسِّن خُلقك. في صومك، وابذل المعروف، وتنقل في وجوه الإحسان، وانفع الإنسان، وقضاء حاجات الناس، والمعاونة والمساعدة.

الوصية الثامنة: احفظ صيامك. من كل معصية، من الغيبة والنميمة، والنظر إلى الحرام، وسماع الحرام، وكلام الحرام، تريد أن ينفعك صومك؟ حافظ عليه، تريد أن تؤجر عليه؟ حافظ عليه، تريد أن تدخل من باب الريان؟ حافظ عليه، تريد الجنان، والنجاة من النيران؟ حافظ عليه، تريد أن تحظى ببركته وخيره؟ حافظ عليه.

إذا لم يكن في السمع مني تصامم *** فحظي إذن من صومي الجوع والظمأ
وفي بصري غض وفي منطقي صمت *** فإن قلت: إني صمت يومي. فما صمت

احفظه من القنوات الهابطة، ومن الفضائيات السافلة، إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك، وليكن عليك سكينة ووقار، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء.

الوصية التاسعة: إعانة الأسرة والولد والزوجة على الطاعة والقربة. اجعل حوافز للقراءة، وجوائز للعبادة تنشيطًا وتعليمًا، تربية وتذكيرًا، فكما أنكم تحرصون على ألوان المأكولات والمشروبات والمطعومات، فاحرصوا على الطاعة والعبادة والقراءة، وتهيئة الأجواء لهم ومساعدتهم، فرمضان –أيها الأب- فرصة ذهبية، ومنحة ربانية للدروس والتربية للأبناء والذرية.

الوصية العاشرة –وهي الخاتمة، أحسن الله لي ولكم الخاتمة-: لا تنسَ ذكر ربك. فالذكر أكبر معين على طاعة رب العالمين، وأفضل الأعمال في شهر الصائمين، فأكثر ثم أكثر ثم أكثر من ذكر ربك قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا، لا يفتر لسانك، فعندها تتيسر أمورك، وتذهب همومك، وتفلح في شؤونك، وتجد إعانة في عبادتك، في صلاتك وقراءتك وجلوسك في مسجدك، لا سيما بعد الفجر ولحظات الأسحار، وعند وجبات الإفطار.

وكذا –أيها الأحبة-: لا ننسى إخوانًا لنا، وأحبابًا لنا من آباء وأمهات، وإخوة وأخوات، وأحباب وجيران بالدعاء لهم أحياء وأمواتًا، إخوان لنا كانوا معنا في العام الماضي، نسأل الله: أن يغفر لهم، وأن يرحمهم، وأن يتجاوز عنهم، وأن يفسح لهم في قبورهم، وإخوان لنا مرضى، نسأل الله: أن ينزل عليهم الشفاء، وإخوان لنا مستضعفون، نسأل الله لهم: النصر على الأعداء.

والله أعلم.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:25 AM   #12213

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

أهون الصيام ترك الشراب والطعام

د. خالد سعد النجار

بسم الله الرحمن الرحيم

يا رمضان، يا شفاء مرضى النفوس والأجساد .. فكم من عليل داويته .. وكم من سقيم شفيته .. وكم من فقير أغنيته، فهنيئاً لنا ولأمة المصطفى صلى الله عليه وسلم بك، يا أحب الضيوف إلى قلوبنا، ويا من فاض علينا فيك عطاؤك وجودك.
إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون أولاً بالحمد والشكر لله جل وعلا، والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم، والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي، وأي عبدٍ لله لم يلم بشيء منها؟
كما يجب الخروج من المظالم وأداء الحقوق إلى أصحابها، والعمل على الاستفادة من أيامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً.

أهل الصيام
لقد جهل أقوام حقيقة الصيام حينما قصروه على الإمساك عن الطعام والشراب، فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق اللسان من الوقوع في الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، ويطلقون للآذان والأعين العنان لتقع في الذنوب والعصيان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (1)
إن الذين يستقبلون رمضان على أنه شهر جوع ونوم وحرمان نهاري، وشبع وسهر ليلي، وأعمال وأقوال لا تجاوز اللسان، ولا يعمر بها جنان .. أولئك لن يستفيدوا من معطياته، ولن ينهلوا من خيراته.
وأما الذين يستقبلونه على أنه مدرسة للتزود من الإيمان، ومحطة لتهذيب الأخلاق والسلوك، وتقوية للضمائر والأرواح، وانطلاقة جادة لحياة أفضل ومستقبل أكمل .. هؤلاء هم المستثمرون له حقا .. فقد أغذوا السير، وأعدوا العدة، لتروّح نسماته والنهل من خيراته وبركاته .. هؤلاء هم الخليقون بالرحمات، الحقيقون بالخيرات، الجديرون بالعطايا والهبات، والمبشرون بروح الجنات .. هؤلاء -بإذن الله تعالى- هم المعول عليهم -بعد توفيق الله جل شأنه- في صلاح الأوضاع، واستنزال النصر وجلب العزة، وكسب الجولات في إسعاد المجتمعات ومواجهة التحديات.
إذا لم يكن في السمع مني تصاونٌ --- وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صَمتُ
فحظي إذاً من صوميَ الجوع والظما --- فإن قلتُ إني صمت يومي فما صُمت

القائد المكبل
قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [البقرة: 118] فهذه الآية تخبرنا عَنْ التّشابه الَّذِي كَانَ بَيْنَ القرون السالفة - مَعَ تغير البيئات والصّور والحضارات الَّتِي كَانَتْ - وبَيْنَ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم والرّسل مِن قبله، وَمَا كَانَ هَذَا التّرابط إِلاَّ لأن قائد المسيرة واحد لَمْ يتغيّر مَعَ كلّ التّغيّرات .. إنّه إبليس القائل -كَمَا بيّنه الله عَزَّ وَجَلَّ-: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}[الأعراف: 16-17]، فهذا شعاره الَّذِي رفعه، وَهُوَ معنا بالليل والنّهار طوال العام إِلاَّ فِي هَذَا الشهر الكريم، حيث ينفك عَنْ محبوبته «النَّفْس الأمارة بالسوء» ليذهب إِلَى سجنه تاركها تواجه المصير وحدها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ أوّل ليلة من شهر رمضان صفّدت الشّياطين ومردة الجنّ» (2) فتضعف تلك النَّفْس لأنّ قائدها مكبّل ومحبوس.
وَهِيَ كذلك بَيْنَ يدي شخص مقبل عَلَى عبادة الصوم، التي تهبه من الإمكانات مَا يزيد من ضعفها ويقتل الشر فِيهَا، من قلّة الطّعام والشّراب، والابتعاد عَنْ الشّهوات، ليخرج جانب الخير الَّذِي حاولت هِيَ وإبليس خلال السنة دفنه وطمسه، بل والقضاء عَلَيهِ لتمزيق الرّاية الرّبّانيّة، ومسخ الجوارح وجعلها عابدة لشهواتها.
فِي شهر رمضان تختلف الأمور، فالقائد مسجون، والنّفس تعبة من ضعف مقوّماتها، والمسلم سيّد الموقف فِي الكرّ والفرّ. فعليه أَنْ يكون ذَلِكَ القائد المحنّك ليقضي عَلَى شرّ نفسه ويلبسها ثوب الخير، قال تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: 7-10]، ويفجّر طاقات الخير فِي نفسه ويفلح، فيخرج شيطانه من سجنه ليزور حليفة الأمس فيجدها قَدْ أصبحت عدوّاً مستعدّاً لحربه، وبذلك يكون الانتصار. والله المستعان.

صوم الجوارح
ينبغي على القلب أن يصوم في رمضان، عن اعتقاد العصيان، وإضمار العدوان، وإسرار الطغيان. وتصوم العين عن النظر الحرام، فتغض خوفاً من الملك العلام، فلا يقع بصرها على الآثام. وتصوم الأذن عن الخنا، واستماع الغنا، فتنصت للذكر الحكيم، والكلام الكريم. ويصوم اللسان عن الفحشاء، والكلمة الشنعاء، والجمل الفظيعة، والمفردات الخليعة، امتثالاً للشريعة. وتصوم اليد عن أذية العباد، ومزاولة الفساد، والظلم والعناد، والإفساد في البلاد. وتصوم الرِجل عن المشي إلى المحرّم، فلا تسير إلى إثم ولا تتقدّم.

بين الأبرار والفجار
الصيام الصحيح هو الذي تظهر على المسلم آثاره، ويحفظه في كل حالاته، ويتذكره في كل الأوقات، ولا يخدشه بشيء من المنقصات. فإذا فعل المسلم ذلك، ترتب عليه مغفرة الذنوب، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ..» (3)
فلا شك أن هذا العمل الذي هو «الصيام» لما كانت هذه آثاره، كان محبباً للنفوس الزكية، النفوس التقية، النفوس الصحيحة النقية، التي تسعد بهذا الصيام وتزكو وترتقي.
وأما النفوس المتطرفة الغاوية فإنها تتثاقل هذا الصوم، وتتمنى انقطاعه، وانتهاء أيامه، لذلك ترى فرق كبير بين المؤمن وغيره في رمضان .. المؤمن حقاً هو الذي يتمنى بقاء هذا الشهر، وأن تطول أيامه، فانظر وفرّق.
بل هناك قوم من السلف الصالح، ومن أولياء الله وأصفيائه سنتهم كلها رمضان، حتى قال بعضهم:
وقد صمت عن لذات دهري كلها --- ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي
فكان بعضهم يصوم، ويكثر من الصوم، ولا يفطر إلا مع المساكين، وإذا منعه أهله أن يفطر مع المساكين لم يتعش تلك الليلة. وكان بعضهم يطعم أصحابه أنواع الأطعمة ويقف يروحهم وهو صائم.
فهؤلاء هم الذين يتمنون أن يطول وقت الصوم، وما يزيدهم رمضان إلا اجتهاداً في الطاعة والعبادة، ونشاطا عما كانوا عليه في رجب، وفي شعبان، بل وفي سائر السنة، فأعمالهم كلها متقاربة.
أما من لم تصل حقيقة هذا الصوم إلى نفوسهم، ولم تتأثر به قلوبهم، ولم يتربوا التربية السليمة، فإنهم يستثقلونه، ويتمنون انقضاءه في أسرع وقت، وأن تنتهي أيامه، ويفرحون بكل يوم يقطعونه منه.
فكثير ما نسمع من بعض ضعفاء النفوس أنه يتمنى أن يذهب رمضان، وإذا ما هلّ هلال شوال فرحوا واستبشروا، كأنهم ألقوا عنهم ثقلاً!.
ومعلوم أنهم قد فارقوا مواسم الخير .. فارقوا الأوقات الشريفة .. فارقوا هذه الأيام الغر، وهذه الليالي الزُّهر التي تفتح فيها أبواب الجنان وتغلق فيها أبواب النيران، وتصفد فيها الشياطين ومردة الجان، وهي التي بشر الله فيها عباده بالخيرات والمسرات، وما علم هؤلاء الفارغون اللاهون أنَّهم يستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.

السلف ورمضان
ولهذا كان السلف رحمهم الله يهتمون اهتماماً كبيراً في قبول صيامهم؛ فقد اشتهر عنهم أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر -قبله- أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر -بعده- أن يقبله منهم.
إنهم كانوا يحرصون على العمل فيعملونه، فإذا ما عملوه وأتموه، وقع عليهم الهمّ، هل قبل منهم أو لم يقبل منهم؟
ورأى بعضهم قوماً يضحكون في يوم عيد، فقال: إن كان هؤلاء من المقبولين، فما هذا فعل الشاكرين، وإن كانوا من المردودين، فما هذا فعل الخائفين.

أما آن الأوان
أما آن للعصاة أن ينغمسوا في نهر الصيام، ليطهروا تلك الأجسام من الآثام. ويغسلوا ما علق بالقلوب من الحرام .. أما آن للمعرضين أن يدخلوا من باب الصائمين على رب العالمين، ليجدوا الرضوان في مقام أمين .
إن رمضان فرصة العمر السانحة، وموسم البضاعة الرابحة، والكفة الراجحة، يوم تعظم الحسنات، وتكفّر السيئات، وتُمحى الخطيئات.
إن ثياب العصيان آن لها أن تُخلع في رمضان، ليلبس الله العبد ثياب الرضوان. وليجود عليه بتوبة تمحو ما كان من الذنب والبهتان.


الهوامش والمصادر
(1) رواه البخاري عن أبي هريرة ـ كتاب الصوم باب من لم يدع قول الزور 3/33 والترمذي وابن ماجة ( صحيح ) حديث 6539 في صحيح الجامع
(2) رواه الترمذي وغيره عن أبي هريرة ( حسن ) حديث 759 في صحيح الجامع
(3) أخرجه البخاري برقم 38 في الإيمان، باب: (صوم رمضان احتساباً من الإيمان)

• الجامعة الرمضانية الشيخ زياد الرفاعي
• رمضان فرصة للطائعين والمقصرين د. عبدا لرحمن بن عبدا لعزيز السديس
• المقامَة الرمـضانيّة عائض بن عبد الله القرني
• الصوم الصحيح عبد الله بن جبرين







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:26 AM   #12214

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

جاء رمضان شهر التغيير
التغيير في النفوس والأمم والشعوب قضية بالغة الأهمية، سنة من سنن الله في الكون وضع الملك جل وعلا أساسها ومحورها الرئيس لكي لا نذهب بعيدا باحثين عن حلول ،فقال جل شأنه : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: 11]، ومعنى هذه الآية -كما قال ابن سعدي رحمه الله-: "أن الله لا يغير ما بقومٍ من النعمة والإحسان، ورغد العيش، حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر، ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله -تعالى- إلى البطر بها، فيسلبهم الله إياها عند ذلك".



فتغيير الحال لا يكون بالتمني والأماني، ولكن بالعمل الجاد والنية الخالصة والسلوك القويم، فمن أراد أن يصل إلى بر الأمان وشاطئ السلامة فعليه أن يعد الزاد من التقوى والعمل الصالح، وأن يحكم السفينة ويتعهد الراحلة، وإلا كان كما قال القائل:



ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تمشي على اليبس



هل هلال رمضان والأمة مثخنة بالجراح والآلام ،من غزة المحاصرة إلى القدس الأسير، مروراً بالعراق الباكية، وأفغانستان المحطمة والشيشان الدامية.



أنى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ *** تجده كالطير مقصوصا جناحاه



والكل يصرخ وينادي ما الحل لأزماتنا والضر الذي حل بنا.

فنقول لكل مسلم غيور هذا رمضان فرصةٌ مواتية للتغيير، وإصلاح النفوس والقلوب.

وليعلم كل منا أنه يساهم بقسط وافر في تردي الحال وتأخر النصر إذا لم ينتهز فرصة رمضان لزيادة رصيده من الصالحات، وتصفية ما عليه من الآثام، حيث هو لبنة في بناء الأمة التي وعد الله بتغيير واقعها إلى أحسن وحالها إلى أفضل إن هم غيروا ما بأنفسهم.



لا تقل: من أين أبدأ => طاعه الله البداية

لا تقل: أين طريقي => شرعة الله الهداية

لا تقل: أين نعيمي => جنة الله كفاية

لا تقل: في الغد أبدأ => ربما تأتي النهاية



رمضان شهر التغيير لذا نجد فيه كُلَّ شيء قد تغيرَ، ولكن السؤال الأهم: هل رياحُ التغيير التي أحدثها هذا الضيفُ الكريم في حياتنا اكتسحت ما بدواخلنا لإحداث نقلةٍ رُوحية وجسدية تُصلح أوضاعنا وتُغيّر ما بنا من سوء؟

إذا كان شهرُ رمضان أحدثَ بإذن الله في هذا الكون الشامخ تغييراً ملموساً لا ينكره أحد، إذ فتّحت أبوابُ الجنة، وغلّقت أبواب النار، وصفِّد الأعداء الألداء الشياطين، وينزل الملائكة الكرام مشاركين في سيدة الليالي ليلةِ القدر يملؤون الأرض، حصلت هذه التغييرات الكونية في سيد الشهور، أفلا تتغيرُ حياتُنا المريرة وأوضاعنا المأسوية في شهر ٍمُنح من الخصائص ما يعجز عن تدوينه المدادُ؟

والتغيير الإيجابي ليس بالأمر السهل إنما يحتاج منا جميعاً إلى إرادة فولاذية، وعزيمة قوية، وقرار شجاع وسعي للتغير.

انظروا إلى قصة من قتل مئة نفس، كيف وفقه الله تعالى إلى طريق التوبة، حينما بدأ يسأل، ويُلح في السؤال، ويبحث عن مخرج مما هو فيه، حينها هيأ الله له الخلاص ورزقه توبةً في آخر حياته. إن الله -جلّ وعلا- لم يكتب القرب من أحد إلا بسعيٍ منه وإقبال.



فهيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح أنفسنا، ولنهذِّبْها، ونغيِّر من عاداتها القبيحة إلى عاداتٍ حسنة؛ فإن غاية الصيام معالجةُ النفس وإصلاحها لتكتسب بعدها الإرادةَ الصارمة، والعزيمة الجادة على طريق الإصلاح؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].



هيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح قلوبَنا، ونطلِّق ما بها من أمراض إلى الأبد خلال هذا الشهر، ففي رمضان تسلم القلوبُ من وَحَرها وحسدها وحقدها وغشها وخيانتها، وتسلم من الشحناء والبغضاء، ومن التهاجر والتقاطع، لتعود إلى فطرتها.



هيا لنغتنم شهر التغيير ولنصلِح ألسنتا، ونطهّرها، فهي أخطر جوارح الإنسان، صغيرة الحجم، عظيمٌة الجُرْم، فبالصيام يسلم اللسانُ من قول الزور، ويسلم من العمل به، ويسلم من اللغو، ويسلم من اللعن، ومن الباطل، ومن الكذب، ومن الغيبة والنميمة وغيرها، قال رسول الهدى -عليه الصلاة والسلام-: «من لم يدَعْ قولَ الزور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه» [البخاري]، ويقول: «إذا أصبَحَ أحدُكُم يومًا صائمًا، فلا يرفُثْ ولا يجهَلْ. فإنِ امرؤٌ شاتمَهُ أو قاتلَهُ، فليقُلْ: إنِّي صائمٌ. إنِّي صائمٌ» [مسلم]، وهكذا بقية الجوارح، وبقية الأعمال، تصلُح وتتغير نحو الأفضل لمن صدق مع خالقه، فيصدقه فيما يعمل.



هيا لنغتنم شهر التغيير ونستمر على الحق ونعض عليه بالنواجذ، ونعود إلى رحاب الله، ونترك ما ألفته النفس من لهو وهوى قد يكون الفكاك منه صعباً كما قال الشاعر:



النفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم



هيا لنغتنم شهر التغيير ونلجأ إلى الله لجوء المضطرين المستغيثين المنيبين ،فهو وحده المغيث المجيب لمن دعاه.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:27 AM   #12215

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

ها قد جئتنا يا شهر الصبر , قد جئتنا والقلوب متلهفة قد جئتنا ونفوس المؤمنين لربها ضارعة : ان اعنا اللهم على صيامه وقيامه وتقبل منا .
اللهم ربنا انه شهر الصبر قد اهل علينا وبضاعتنا من الصبر مزجاة , وقد كثرت الخطوات وابعدتنا الذنوب وتقوى اللئيم باللئيم وحار منا حتى الحليم .
قد اهل علينا شهر الصبر والامة في بقاع شتى وقلوب شتى .. فذاك لم تكفه تخمة احد عشرا شهرا حتى حلول شهر الصيام الى شهر الطعام , فتراه يفكر بقلب ولهان : " ماذا ستعدين من الاطباق يا ام فلان ؟ " فلا حكمة الصوم وعى ولا ازداد من التقى . وهذا الى جنبه جائع , بل لربما سكن جوعه في رمضان حيث قصد بابه بعض من تذكر انه { في أموالهم حق معلوم , للسائل والمحروم } .
وذاك في اقصى الغرب لا يدرك من رمضان الا ان جده الكبير يصوم نهاره ويفطر ليله وهو لا يدري لماذا يحرم هذا الشيخ نفسه .
وآخر في شرق الارض صامد وبين ذرى مباركة شامخ , لم يسلبه الدب الرابض ايمانه , ومازال يتشبث بجذور اسلامه , قد تخلى عنه ذووه وادار الظهر له اخيه , ولا عجب فـ حياتنا كلها عجب .
وذاك في محراب الخشوع قائم وساجد , علم ان الفرصة لا تعوض , فاغترف من الخير بيديه وملأ قلبه وجنبيه وعلم ان من حق الضيف العزيز ان يشعر معه المضيف , وان من احسن ما فيه ان يحسن ما بفيه فصان اللسان عن الرفث وطهر الفؤاد من الرجس , ولسان الحال يقول : اللهم اعن وتقبل ولا تردد فنخسر .
اللهم ربنا قد اهلنا شهر الصبر وصبرنا صبران وصبران :
فـ صبر على طاعة لما اديناها كما تحب , وصبر عن معصية لما اجتنبناها كما امرت , وصبر على قضاء لن نقوى عليه الا بعونك , وصبر على تفرق لن يلم شمله الا بتوبة واوبة .
{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:27 AM   #12216

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

هل تعلم أقوى دعاء يمكنك دعائه فى رمضان؟؟؟ انه الدعاء الذي نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و بين له أن من أتى بهذا الدعاء و قد كان عليه من الهموم ما لا تحمله جبال و من الذنوب ما لا يتحمله بشر الا و أزال الله عنه كل تك الذنوب و غفرها له: لا إله إلا الله الملك الحق المبين لا إله إلا الله العدل اليقين لا إله إلا الله ، ربنا ورب آبائنا الأولين سبحانك إني كنت من الظالمين لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير - وإليه المصير - وهو على كل شئ قدير لا إله إلا الله إقراراً بربو بيته سبحان الله خضوعاً لعظمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

اللهم يا نور السماوات والأرض ، يا عماد السماوات والأرض ، يا جبار السماوات والأرض ، يا ديان السماوات والأرض ، يا وارث السماوات الأرض يا مالك السماوات والأرض ، يا عظيم السماوات والأرض ، يا عالم السماوات والأرض ، يا قيوم السماوات والأرض ، يا رحمن الدنيا ورحيم الآخرة .اللهم إني أسألك ، أن لك الحمد . لا إله إلا أنت الحنان المنان ، بديع السماوات والأرض ، ذو الجلال والإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين . بسم الله أصبحنا وأمسينا . أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور .

نتمنى ان نكون قدمنا لكم درساً مفيداً.....والله الموفق.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:28 AM   #12217

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

ٔاحكام الصيام المعاصرة
المفطرات المعاصرة
1- المسٔالة األولى : بخاخ الربو :
وهو عبارة عن علبة فيها دواء سأيل , وهذا الدواء يحتوي على ثالثة عناصر: الماء , واألكسجين , وبعض المستحضرات الطبية . وهذا البخاخ ال يفطر وال يفسد الصوم وهو قول الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد العثيمين والشيخ عبدهللا بن جبرين رحمهم هللا تعالى واللجنة الدأيمة لإلفتاء .
2- المسٔالة الثانية: األقراص التي توضع تحت اللسان وهي تستعمل لعالج بعض األزمات القلبية وهي تمتص مباشرة ويحملها الدم
للقلب فتتوقف األزمة التي ٔاصابت القلب . وهي جأيزة وليست مفطرة ألنه ال يدخل شيء منها ٕالى الجوف .
3- المسٔالة الثالثة : منظار المعدة : وهو عبارة عن جهاز طبي يدخل عن طريق الفم ٕالى البلعوم ثم ٕالى المريء
ثم ٕالى المعدة .
وهو ال يفطر ألنه ليس مغذيا , ولكن يستثنى من ذلك ما ٕاذا وضع الطبيب على هذا المنظار مادة دهنية مغذية لكي يسهل دخول المنظار ٕالى المعدة فٕانه يفطر .
4- المسٔالة الرابعة : قطرة األنف : باتفاق األٔيمة األربعة ٔان قطرة األنف ٕاذا وصلت الحلق ٔاو الجوف ٔانها
مفطرة , وقال الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما هللا تعالى ٔانها تفطر .
5- المسٔالة الخامسة : بخاخ األنف : ويتكون من ماء , ودواء , وغاز األكسجين , وهو كبخاخ الربو ال يفطر .
6- المسٔالة السادسة : قطرة األذن : وهي عبارة عن مستحضرات طبية يصب في األذن , وهي ال تفطر .
فأيدة : ٕاذا كان في طبلة األذن خرق : فٕانه حينٔيذ تكون المداواة عن طريق األذن حكمها حكم المداواة عن طريق األنف .
7- المسٔالة السابعة : غسول األذن : ٕاذا كانت الطبلة موجودة : فال يفطر . وٕاذا كانت الطبلة فيها خرف : فٕانه
يفطر ألن السأيل الداخل كثير .
8- المسٔالة الثامنة : قطرة العين : قطرة العين ليست مفطرة , قال ذلك الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما هللا
تعالى . والعدسات الالصقة للعين حكمها حكم قطرة العين .

9- المسٔالة التاسعة : الحقن العالجية :
وهذه تنقسم ٕالى قسمين :
ٔا- حقن جلدية وعضلية غير مغذية : فال تفطر كما نص على ذلك الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما هللا تعالى واللجنة الدأيمة لإلفتاء , وذلك
ألنها ليست ٔاكال وشربا وال في معناهما .
ب- حقن وريدية مغذية : هذه مفطرة ألنها بمعنى األكل والشرب , وهو قول الشيخ السعدي وابن باز وابن عثيمين ومجمع الفقه اإلسالمي .
- فأيدة : اإلبر التي يتعاطاها مريض السكر ليست مفطرة . 10- المسٔالة العاشرة : الدهانات والمراهم والالصقات
العالجية :
مايوضع على الجلد ليس مفطرا , وهذا ما ذهب ٕاليه شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه هللا تعالى ومجمع الفقه اإلسالمي , وذلك ألن الجلد ليس منفذا للمعدة , ومثله عالج الجلد بٔاشعة الليزر .
11- المسٔالة الحادية عشر : قسطرة الشرايين :
هي عبارة عن ٔانبوب دقيق يدخل في الشرايين ألجل العالج والتصوير , وذهب مجمع الفقه اإلسالمي ٔانها ال تفطر ألنها ليست ٔاكال وال شربا وال في معناهما وال يدخل المعدة .
12- المسٔالة الثانية عشر : الغسيل الكلوي : قال الشيخ ابن باز واللجنة الدأيمة لإلفتاء ٔانه مفطر .
13- المسٔالة الثالثة عشر : التحاميل التي تٔوخذ عن طريق فرج المرٔاة :
هذه التحاميل ال تفطر . 14- المسٔالة الرابعة عشر : التحاميل التي تٔوخذ عن
طريق الدبر :
قال الشيخ ابن عثيمين بٔان هذه التحاميل ال تفطر ألنها تحتوي مواد عالجية دوأيية , وليس منها سوأيل غذأيية , فليست ٔاكال وال شربا وال في معناهما .
15- المسٔالة الخامسة عشر : المنظار الشرجي : نفس حكم منظار المعدة .
16- المسٔالة السادسة عشر : التبرع بالدم : تٔاخذ هذه المسٔالة حكم اإلفطار بالحجامة , والراجح ٔانه يفطر بالحجامة وهو
مذهب اإلمام ٔاحمد .
17- المسٔالة السابعة عشر : ٔاخذ شيء من الدم للتحليل ال يفطر ألنه يسير وال يضعف البدن وليس في معنى الحجامة .
18- المسٔالة الثامنة عشر : حقن الدم للمريض : هذا مفطر ألن الوريد منفذ لتغذية البدن وهو في معنى األكل والشرب .
19- المسٔالة التاسعة عشر : معجون األسنان : ال يفطر ولكن األولى للصأيم ٔان يستعمله بعد اإلفطار وتتوجه فيه الكراهة ٕاال
لحاجة . فأيدة : السواك المعطر حكمه حكم معجون األسنان .
20- المسٔالة العشرون: المضمضة الدوأيية والغرغرة :
المضمضة الدوأيية ال تفطر , ولكن تكره للصأيم , ٔاما الغرغرة الطبية فٕاذا وصلت ألول الحلق دون الوصول للمعدة فٕانها ال تفطر , ٔاما ٕاذا وصلت للمعدة وتيقن ذلك فٕانها تفطر وٕاذا شك فٕانها ال تفطر .
21- المسٔالة الحادية والعشرون : منظار الحلق : ال يفطر ٕاال ٕاذا كان عليه دهونات ٔاو كريمات ونحوها من السوأيل .
22- المسٔالة الثانية والعشرون : خلع وحفر السن : يكره خلع السن للصأيم , وٕان احتاج ٕاليه لشدة األلم فٕان الكراهة تزول .
ٔاما حفر األسنان فٕانه ال يفطر واألولى لإلنسان ٔان ئوخر ذلك لبعد الغروب . 23- المسٔالة الثالثة والعشرون : زراعة األسنان
وعالجها بالليزر :
كالهما غير مفطر ٕاال ٕاذا ابتلع شئيا من الدواء في عالج الليزر .
24- المسٔالة الرابعة والعشرون : األسنان المتحركة : وهي التي يخلعها ويثبتها ولها حالتان :
ٔا- ٔان تعاد للفم بعد تنشيفها وليس فيها شيء من األدوية العالقة بها , فهذه ال ٔاثر لها بالنسبة للصيام .
ب- ٔان تعاد للفم وقد علق بها شيء من السوأيل الدوأيية , فٕان ابتلع شئيا من هذه السوأيل وتحقق وصولها ٕالى المعدة فٕانها مفطرة .
25- المسٔالة الخامسة والعشرون : منظار الرحم : هذا المنظار ال يفطر حتى لو كان على هذا المنظار شيء من الدهونات ٔاو
الكريمات ألنه ال عالقة بين منفذ الرحم والمعدة . وعند شيخ اإلسالم ابن تيمية وابن حزم ٔان مداواة الرحم ال تفطر .
26- المسٔالة السادسة والعشرون : شرب الدخان : اتفق الفقهاء على ٔان شربه مفطر .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:29 AM   #12218

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد الله الذي جعل شهر رمضان سيد الشهور، وضاعف فيه الحسنات والأجور، وأحمده وأشكره فهو الغفور الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أدخرها ليوم النشور، أرجو برها وذخرها والفوز بها بدار القرار والسرور، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشرف آمر مأمور، اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم وحذى حذوهم وسار على دربهم ونسج على منوالهم إلى يوم البعث والنشور.
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي من ثمرات الصيام كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.
عباد الله..
مرت الليالي وتوالت الأيام، وتعاقبت الأشهر وتصرّم العام، ودار الزمان دورته وها نحن في انتظار شهر الصيام، شهر الذكر والقرآن، شهر البر والإحسان، شهر الإرادة والصبر، شهر الإفادة والأجر، شهر الطاعة والتعبد، شهر القيام والتهجد، شهر زيادة الإيمان .. ننتظر رمضان والنفوس إليه متشوقة، والقلوب إليه متلهفة، تمر بالذاكرة صور كثيرة، مساجد ممتلئة بالمصلين، ذاكرين ومرتلين، منفقين ومتصدقين، ونكاد نسمع ترتيل القرآن في المحاريب، وبكاء المبتهلين في الدعاء، فيزداد لذلك الشوق ويعظم العزم، وتتهيأ النفس.
إن للمؤمن والمؤمنة مع شهر رمضان وقفات وتأملات، فالمؤمن يبدأ مع رمضان قبل حلوله، فهو يتوق لاستقبال هذا الشهر الكريم ويسعد باقتراب لحظات ساعاته حتى أنك تراه يدعو الله أن يبلغه هذا الشهر الكريم، لما يعلم من فضله وعظيم الأجر في لحظاته.
فإذا ما رأى هلال رمضان أو سمع بخبره حتى ينشرح صدره وتسعد نفسه ويستبشر فؤاده بقدوم هذا الشره الكريم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقوله: ((قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم)).
وما إن يرخي الليل سدوله فإذا بالعبد المؤمن يصف قدميه أمام ربه عز وجل مع المصلين في صلاة التراويح ليقوم تلك الليالي المباركات ابتغاء للأجر العظيم وامتثالا لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم في قوله: ((إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف حسب له قيام ليلة)).
والمؤمنة الموفقة إن شاءت صلت في المسجد، وصلاتها في بيتها خير لها، ولا تمنعو إماء الله مساجد الله ولكن إن خرجت تخرج متحجبة متسترة غير متعطرة.
ومن قام رمضان فهو موعود بمغفرة الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)).
وأما حال العبد المؤمن والأمة المؤمنة في وقت السحر فشأن آخر، فبعد تناول طعام السحور المبارك الذي حث عليه الشرع وقبيل أذان الفجر تلك اللحظات المباركة إذا به يلهج بالدعاء والاستغفار يلتمس استجابة الله لدعاءه في وقت السحر وقت النزول الإلهي إلى السماء الدنيا، {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} وهذه الآية هي بعد الآيات التي تحدثت عن شهر رمضان والصيام في سورة البقرة، فتأمل الصلة الوثيقة بين الدعاء وهذا الشهر، وعلى المسلم والمسلمة أن يكثر الدعاء في هذا الشهر وأن يتحرى أوقات الإجابة.
فإذا طلع الفجر أمسك عن الشراب والطعام امتثالا لأمر الله عز وجل ليبدأ يوم صيام مبارك ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) وكم له في الصيام من الأجر العظيم على ما يلقى من تعب ونصب كل ذلك ابتغاء مرضاة الله عز وجل، فإن عرض له عارض من شخص يريد أن يضايقه أو يؤذيه تأدب لأجل الله عز وجل فمسك لسانه عن قول قبيح وامتثل أمره حتى لا ينقص أجره، وتأمل في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إن صائم، والذي نفسُ محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).
وأما شأن المسلم والمسلمة مع القرآن فهو شأن آخر، كيف لا وهو في شهر القرآن {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}، فله مع القرآن وقفات وعبرات، يستغل كل وقت يستطيعه من ليله ونهارة لكتاب الله تلاوة، وتدبرا، يبكي عند آياته، يقف عن حكمه، وأمثاله، وعجائبه، يتلوه وهو يشعر أنه يقرأ كلام العظيم سبحانه وتعالى، كلام الله جل وعلا، فيتحرك قلبه وتدمع عينه، وهكذا يحصر المؤمن والمؤمنة على ختم كتاب الله عز وجل أكثر من مرة على قدر استطاعته ليتضاعف له الأجر وتكثر له الحسنات.
وإذا من الله عز وجل عليك أيها الأخ الموفق وأيتها الأخت الموفقة بفضل مال ولو قليل، فلا تنسى أن تجعل للصدقة نصيبا من أعمالك الصالحة في هذا الشهر المبارك، فمد يدك بالإنفاق والصدقة في وجوه الخير، حالك كحال نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان.
وفي رمضان لا ينسى المؤمن الموفق أهل بيته من تعاهدهم بالتشجيع والتحفيز على اغتنام كل وقت في كل عبادة أو عمل مفيد فيشجع كبيرهم ويحفز صغيرهم كل ذلك حرصا على نجاة أهله وأقاربه انطلاقا من قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة}، وهكذا الأم في بيتها تشجع أبنائها على الأعمال الصالحة، فيتعاون الأبوان ليكون البيت كله في مرضاة الله تبارك وتعالى.
أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات.. شهر رمضان أفضل الشهور على الإطلاق، خصه الله بفضائل كثيرة لا تعد ولا تحصى، شهر تتنزل في الرحمات، وتغفر فيه الذنوب والسيئات، وتفتح فيه أبوب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتصفد فيه مردة الشياطين، فيه ليلة هي خير من ألف شهر، شهر تضاعفت فيه الحسنات ويستجيب الله فيه الدعوات وتُقال فيه العثرات، فماذا أعددت لهذا الشهر الكريم؟
ما أجمل رمضان عندما يكون بداية للتوبة، وميدانا للتنافس في الطاعات، ذلك الشهر الذي تُحط فيه الخطايا وترفع فيه الدرجات وتعتق فيه الرقاب من النيران، وتضاعف فيه الحسنات.
فكم من التائبين المنيبين إلى الله في رمضان؟ وكم من المستغفرين من ذنوبهم في رمضان! وكم من المشمرين للطاعة في رمضان! وكم من المستيقظين من سبات نومهم لنور الهداية في رمضان! وكم من المقلعين عن الذنوب في رمضان! وكم من النادمين على فعل المعاصي والمودعين لها في رمضان!.
أخي المسلم أختي المسلمة: قدموا بين يدي رمضان توبة صادقة، توبة تصلح القلب وترضي الرب، وتجلب الرحمات وتزيد الخيرات وتمحو بها الخطايا، وتستبدل بها السيئات بالحسنات.
أيها الأحبة: لقد أظلنا شهر كريم وموسم عظيم يعظم الله فيه الأجر ويجزل فيه الثواب، ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب، شهر الخيرات والبركات، شهر المنح والهبات، شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، اشتهرت بفضله الأخبار وتواترت فيه الآثار ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين)).
إن المؤمن الموفق والمؤمنة الموفقة، من يستغل كل دقيقة في هذا الشهر المبارك ليتقرب إلى الله عز وجل بأنواع الطاعات والقربات، فلا يعلم سبيل خير يرضي الله عز وجل إلا وبادر بالعمل به ليفوز بالأجور العظيمة من الله عز وجل ففي هذا الشهر تتضاعف الحسنات.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه فيا فوز المستغفرين.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:30 AM   #12219

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه. وبعد..
عبد الله،،، أمة الله،،،
ومع بداية رمضان ينطلق لصوص في كثير من بيوت المسلمين ليفسدوا على المسلم والمسلمة شهرهم الكريم الفضيل، فإن كانت شياطين الجن مصفدة، فهناك شياطين الإنس الذين ما فتئوا يجهزون البرامج التي يسمونها رمضانية ورمضان منهم براء ليشغلوا وقت المسلم والمسلمة ذلك الوقت الثمين في هذا الشهر العظيم بكل ما يضيع وقتهم، وبكل ما يجرح صومهم، قل لي بربك أيهما أليق بالمسلم في هذا الشهر، النظر في صور محرمة *************** أم النظر في كتاب الله، سماع كلام غث لا فائدة فيه بل قد يمرض القلب أم التلذذ بمساع كلام رب العالمين، الجلوس أمام الشاشات أم الوقوف أمام باري البريات عز وجل مع المؤمنين في صلاة التراويح والتهجد.
أحبتي إن المحروم من حرم خير هذا الشهر الكريم إن من فوت شهر رمضان على نفسه فأضاع لياليه وأيامه فيما لا يعود عليه بالنفع فهو الخاسر المحروم، كيف لا وقد فوت أجرا عظيما وزمنا شريفا من عمره، يصعد صلى الله عليه وسلم المنبر ذات يوم، فلما صعد الدرجة الأولى قال آمين ثم صعد الدرجة الثانية فقال آمين ثم صعد الدرجة الثالثة فقال آمين، تعجب الصحابة من فعله فقال صلى الله عليه وسلم ((آتاني جبريل فقال: يا محمد! من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده الله. فقلت آمين: قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده الله، فقلت آمين، قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله. فقلت آمين)) تأمل أيها الأخ الحبيب جبريل عليه السلام وهو أفضل الملائكة يدعوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل البشر يؤمن على دعائه.
اللهم بلغنا رمضان بفضلك اللهم بلغنا رمضان اللهم بلغنا رمضان، الله وفقنا فيه للصيام والقيام على الوجه الذي يرضيك عنا.اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصرانا وقواتنا أبادا ما أبقيتنا واجعله الوارث منا وانصرنا على من ظملنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلا النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /04-04-2022, 12:30 AM   #12220

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

وفي رمضان؛ الجنَّةُ تتزيَّنُ للصائمين، وتفتَح أبوابها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد جاءكم رمضانُ، شهرٌ مباركٌ، افترض الله عليكم صيامه، تُفتَح فيه أبواب الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهر، من حُرِم خيرها ..
الحمدُ لله الذي بنعمته اهتدى المهتدون، وبعدله ضل الضَّالون، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون. أحمدهُ سبحانه على نعمه الغِزار، وأشكره وفضلُه على مَن شكَر مدرار، لا فوز إلا في طاعته، ولا عِزَّ إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار لرحمته.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار، المبعوث بالتبشير والإنذار، صلى الله عليه وسلم صلاة تتجدد بركاتها بالعشي والإبكار، وعلى آله وأصحابه الأطهار.

أما بعد:

عباد الله: هل سأل أحدنا نفسه: لماذا هذا التعب والكدح في هذه الحياة؟ لماذا يتعبد المتعبدون وينفق المتصدقون؟ لماذا يأتي المسلم في ميدان المعركة يبيع نفسه وهي أغلى ما يملك لله دون تردد أو خوف؟ وما الذي يدفع المسلم إلى قول الحق وهو يعلم أنه ربما يخسر بسبب ذلك حياته؟ وما الذي يدفع المسلم إلى مقارعة الظلم والظالمين والباطل وأهله وهو يدرك أنه قد يؤذَى في نفسه وأهله وماله؟.

وما الذي يجعل المسلم وهو نائم في أحلى نومة، وربما بعد تعب، حين يسمع حي على الصلاة ينتفض من فراشه طاعة لله؟ وما الذي يدعو المسلم إلى الصبر وتحمُّل المعاناة والمرض، وربما الفقر والجوع، ولا يمد يده إلى الحرام؟ ولماذا يحرص المسلم على تربية أهله وأولاده التربية الحسنة مهما كلفه ذلك من مشقة وعناء؟ أليس طلباً للفوز بمرضاة الله وجنته؟.

إنه، ومع انشغالنا بالدنيا وزينتها ومصائبها، يجب أن لا ننسى هذه الحقيقة التي دعا إليها القرآنُ، وتمثَّلَها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه في هذه الحياة، وبها كانت السعادة تملأ النفوس، والخير يعم الديار.

في صحيح مسلم عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ مسرعة، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ يَتَصَابُّهَا صَاحِبُهَا، وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لَا زَوَالَ لَهَا، فَانْتَقِلُوا بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ الْحَجَرَ يُلْقَى مِنْ شَفَةِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا لَا يُدْرِكُ لَهَا قَعْرًا، وَ-وَاللَّهِ!- لَتُمْلَأَنَّ.أَفَعَجِبْت� �مْ؟.

وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ مِنْ الزِّحَامِ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَّا وَرَقُ الشَّجَرِ حَتَّى قَرِحَتْ أَشْدَاقُنَا، فَالْتَقَطْتُ بُرْدَةً فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ فَاتَّزَرْتُ بِنِصْفِهَا وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا، فَمَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا أَصْبَحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ مِنْ الْأَمْصَارِ".

يا الله! أي حياة هذه؟! وأي صبر هذا؟! رسول الله وأصحابه يأكلون ورق الشجر حتى تقرحت أشداقهم لا يجدون طعاما؛ فكانت النتيجة بعد أن جعلوا رضوان الله والطمع في جنته هدفَهم أن أصبحوا ملوك الدنيا والآخرة. قال تعالى (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة:25].

عباد الله: وفي رمضان؛ الجنَّةُ تتزيَّنُ للصائمين، وتفتَح أبوابها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قد جاءكم رمضانُ، شهرٌ مباركٌ، افترض الله عليكم صيامه، تُفتَح فيه أبواب الجنة، وتُغْلَقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم" رواه أحمد، وحسَّنَه المنذريّ، وصحَّحَه الألباني.

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفّدت الشياطين ومَرَدَة الجنّ, وأغلقت أبواب النار, فلم يفتح منها باب, وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب, وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل, ويا باغي الشرِ أقصر. ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة" رواه الترمذي وابن ماجه وحسَنه الألباني.

ولذلك يتسايق المشمِّرون إلى الجنة، وتشتاق نفوسهم إليها، خاصةً في رمضان، وإن كثيرا منهم ليجد ريحها في هذا الشهر بصلاته، وصيامه، وذِكْره، وقراءته للقرآن، وصَدَقته، ومناجاته بين يدي رب الأرض والسماوات.

بل جعل -سبحانه- لأهل الصيام باباً في الجنة لا يدخله إلا الصائمون، فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:"إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ" رواه مسلم.

أبوابها حَقٌّ ثمانيةٌ أتتْ *** في النصِّ وهي لصاحبِ الإحسانِ
باب الجهاد وذاك أعلاها وبا *** بُ الصوم يُدعَى الباب بالريَّان
ولكلِّ سعْيٍ صالحٍ بابٌ وربُّ *** السَّعْيِ منه داخل بأمان
ولسوف يُدْعَى المرء من أبوابها *** جمْعاً إذا وفَّى حُلَى الإيمان

وإذا كانت التقوى هي ثمرة الصوم التي يجنيها المسلم في شهر رمضان، فإن التقوى كذلك هي طريق الجنة، قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [الذاريات:15]، وقال -تعالى-: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيَّاً) [مريم:63]، وقال -عز من قائل-: (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الشعراء:90].

وأهل التقوى يدخلون الجنة جماعات وأفرادا، قال -تعالى-: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) [الزمر:73].

كما أن الصائم له فرحتان يفرحهما: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولا يكون ذلك إلا في الجنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" رواه مسلم.

إن المسلم بحاجة إلى من يذكِّره بهذا النعيم، وما جعل الله الجنة ولا قص علينا ما فيها إلا لتتحرك الأرواح إلى بلاد الأفراح، والى مستقر رحمة الله -سبحانه وتعالى-.

هي -والله!- نور يتلألأ, وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، في مقامِ أبداً, في حبرة ونضرة, في دور عالية سليمة بهية، تتراءى لأهلها كما يتراءى الكوكب الدري الغائر في الأفق.

قال رسول الله -صلى الله علية وسلم-: "قال -تعالى-: أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر " متفق عليه. واقرؤوا إن شئتم: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة:17].

وانظروا إلى رحمة الله بعباده، وإلى هذا النعيم، فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدثنا عن آخر من يدخل الجنة: رجل يمشي على الصراط مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة، فإذا جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئاً ما أعطاه أحداً من الأولين والآخرين.

فترتفع له شجرة فيقول: إي ربّ، أدْنِني من هذه الشجرة أسْتَظِلُّ بظلها، وأشرب من مائها. فيقول الله -تبارك وتعالى-: يا ابن آدم، لعلي إن أعطيتكها سألْتَنِي غيرها؟ فيقول: لا يا رب، ويعاهده أن لا يسأله غيرها. وربه يعذره؛ لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها فيستظل بظلها، ويشرب من مائها.

ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: يا رب، أدْنِنِي من هذه لأشرب من مائها، وأستظل بظلها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها؟ فيقول: لعلِّي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره؛ لأنه يرى مالا صبر له عليه فيدنيه منها، فيستظل بظلها، ويشرب من مائها.

ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأُولَيَيْن، فيقول: إي ربّ، أدْنِنِي من هذه الشجرة لأستظلَّ بظلها وأشربَ من مائها، لا أسألك غيرها. فيقول: يا ابن آدم، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها؟ قال: بلى يا رب، هذه لا أسألك غيرها. وربُّهُ يعذره؛ لأنه يرى مالا صبر له عليه، فيدنيه منها.

فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة، فيقول: يا رب، أدْخِلْنِيها! فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: ربّ، كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيقول الله: يا ابن آدم، ما يرضيك مني؟! أترضى أن يكون لك مثل ملِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت ربّ، فيقول: لك ذلك ومثله، ومثله، ومثله، ومثله. فيقول في الخامسة: رضِيت ربِّ.

فيقول الله -تعالى-: لك ذلك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذّت عينك. ثم يقول الله -تعالى- له: تَمَنَّ! فيتمنى، ويذكِّره الله: سل كذا وكذا، فإذا انقطعت به الأماني، ثم يدخل بيته، ويدخل عليه زوجتاه من الحور العين، فيقولان: الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك! فيقول: ما أعطى أحدٌ مثل ما أعطيت.

قال (موسى عليه السلام): ربّ، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي، وختمتُ عليها، فلم تر عينٌ، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر. رواه مسلم.

اعمَلْ لدارِ غدٍ رضوانُ خازنُها *** والجارُ أحمدُ والرحمنُ بانيها
قصورها ذهبٌ والمسكُ طينتُها *** والزعفرانُ حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارُها لبنٌ صافٍ ومن عَسَلٍ *** والخمرُ يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً *** تسبح الله دهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها *** بركعةٍ في ظلام الليل يخفيها

أيها الصائمون عباد الله: الشوق إلى الجنة والتطلع إليها يجعل حياة المسلم عامرة بالخيرات والأعمال الصالحة، فلا تغره الحياة الدنيا، ولا تشغله زينتها وأموالها وقصورها، والشوق إلى الجنة يهذب النفوس، ويربيها على الاستقامة على شرع الله مهما كلف ذلك من ثمن.

وانظروا إلى هذه المرأة التي كانت ملكة على عرشها، على أسرّةٍ ممهدة، وفرشٍ منضدة، بين خدم يخدمون، وأهلٍ يكرمون، لكنها كانت مؤمنة تكتم إيمانها، إنها آسيةُ امرأةُ فرعون! كانت في نعيم مقيم، فلما رأت قوافل الشهداء تتسابق إلى السماء اشتاقت لمجاورة ربّها، وكرهت مجاورة فرعون.

فلما قتل فرعون الماشطة المؤمنة دخل على زوجه آسيةَ يستعرض أمامها قواه، فصاحت به آسية: الويل لك! ما أجرأك على الله! ثم أعلنت إيمانها بالله، فغضب فرعون، وأقْسَمَ لَتَذُوقَنَّ الموت أو لتكفرَنَّ بالله! ثم أمر فرعون بها فمُدَّت بين يديه على لوحٍ، وربطت يداها وقدماها في أوتاد من حديد، وأمر بضربها فضربت حتى بدأت الدماء تسيل من جسدها، واللحم ينسلخ عن عظامها.

فلما اشتدّ عليها العذاب، وعاينت الموت، رفعت بصرها إلى السماء وقالت: (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [التحريم:11]، وارتفعت دعوتها إلى السماء، قال ابن كثير: فكشف الله لها عن بيتها في الجنة؛ فتبسمت ثم ماتت. نعم! ماتت الملكة التي كانت بين طيب وبخور، وفرح وسرور. نعم! تركت فساتينها وعطورها، وخدمها، وذهبها وقصورها، واشتاقت إلى الجنة.

عباد الله: إن الناس اليوم في غفلة في عصر الماديات والشهوات يبدون استغرابهم من موظف يمسك يده عن الحرام مع فقره وحاجته ويتساءلون: لماذا لا يغش ويزور ويرتشي كما يفعل فلان وفلان؟ ومِن رجل كثير الصلاة والصيام ماذا يريد؟ وهم في غفلتهم يعمهون؟ ومِن رجل مَنً الله عليه بالمال الحلال ينفقه في أوجه الخير أينما كانت: لماذا يفعل ذلك؟ يندهشون ويستغربون من ذلك المسلم الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر: لماذا يعرِّض نفسه للمخاطر؟.

ويستغربون من تلك المرأة المحافظة على صلاتها وصيامها وحجابها وحياءها! بل يندهشون من ذلك المجاهد في سبيل الله والذي يتعرض للموت في اليوم عشرات المرات، وربما حُورب، وطُرد من وطنه، وأُبعد عن أهله وماله. ما الذي يجعله صامداً؟ لماذا لا يبيع كما يبيع الآخرون؟ يستغربون من ذلك كله، وما أدركوا أنه هذا هو الدين، وأن هناك آخرةً وجنةً وناراً، ورضواناً من الله أكبر، وليست القضية قضية متاع وشهوة ودنيا ولذة عابرة، سرعان ما يعقبها الهمّ والضنك والخسران والزوال.

تنازع خيثمة وابنه سعد إلى الجنة يوم بدرٍ أيهم يخرج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأراد الابن أن يخرج، فقال خيثمة: آثِرْني يا بني اليوم ودعني أخرج مع رسول الله. قال سعد: والله لو كان غير الجنة لآثرتك! لكنها الجنة يا أبتاه! فما زال الأب يطلب منه ويترجّاه، لكنه كان يريد الخروج مع رسول الله، فخرج سعد وقُتل في أرض المعركة، فرآه أبوه في منامه في الجنة يأكل من ثمارها، ويشرب من أنهارها وهو يقول: يا أبتاه! اِلْحَقْ بنا! فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا.

فما زال خيثمة يتحين الفرصة ليلحق بولده سعد، حتى كانت معركة أحد، فخرج فيها، فقتل -رضي الله عنهم أجمعين.

قال يحيى بن معاذ: في طلب الدنيا ذل النفوس، وفي طلب الآخرة عز النفوس، فيا عجبا لمن يختار المذلة في طلب ما يفنى، ويترك العز في طلب ما يبقى.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه.
الخطبة الثانية:

عباد الله: هل يعُقَل أن يدرِك عقل المرء هذا النعيم ثم يزهد فيه؟ هذا داعي الخير يناديك ويدعوك للمنافسة والمسابقة والمسارعة، قال -تعالى-: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:133]، فسارعْ إلى المغفرة، والنعيم المقيم، والملك العظيم.

يا طالبَ الدنيا الدنيَّة إنَّها ***. شرَكُ الرَّدَى و قرارةُ الأقذارِ
دارٌ متى ما أضحكت في يومها ***. أبكت غداً تبَّا ًلها من دار

فاللبيبُ مَن باع الدنيا بالآخرة، قال -تعالى-: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) [الضحى:4]، والكيِّسُ مَن صنَع السعادة بيده فبحث عن طريق الجنة فسلكه، وإنما طريقها توحيد الله، واتباع رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأداء الفرائض والواجبات، والبعد عن الفواحش والكبائر والمحرمات، والتقرب إلى الله بالنوافل وصالح الطاعات, والإنابة والتوبة إلى الله في الظلمات والخلوات، والاستغفار من الخطايا والزلات، والتنوُّر بنور العلم، وسليم الفهم، والعمل بذلك، وملازمة الإخلاص، والصدق مع الله, فإن السالك لهذا الطريق لا يخيب ظنه، ولا يُعرقَل سيره، ولا يضيَّع سعْيُه.

فكانت الجنة، وكان هذا النعيم؛ حتى لا تستوي أعمال المحسن والمسيء، ولا المؤمن والكافر، ولا المظلوم والظالم، وصدق الله العظيم إذ يقول: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ) [القلم:35]، وقال -تعالى-: (لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ) [الحشر:20].

فشمروا عن ساعد الجد؛ فأبواب الجنة مفتَّحَة، وباب الريان يناديكم، والجنة تتزين لاستقبالكم، فاستغِلُّوا أيام رمضان ولياليه بالطاعات والقربات، وأخْلِصوا النيَّات، وأحسنوا الأعمال، واسألوا الله الرحمة والمغفرة.

فاللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا بين يديك، واحفظ اللهم البلاد والعباد، وانشر رحمتك وفضلك وجودك في كل أرض المسلمين.

ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.

ثم اعلموا أن الله تبارك وتعالى قال قولاً كريماً؛ تنبيهاً لكم وتعليماً وتشريفاً لقدر نبيه وتعظيماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وخلفائه الراشدين، الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلى، وارض اللهم عن بقية الصحابة والقرابة، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنِّك وفضلك يا أرحم الراحمين. والحمد لله رب العالمين.







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« آنآ مش آنطوآئى آنتم متتعآشروش | can 7lm »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 71 ( الأعضاء 0 والزوار 71)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فـوائد استنشاق هواء الفجر ۩۩ سيد الشرقاوي ۩۩ منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 04-26-2012 09:08 AM
فوائد استنشاق هواء الفجر بحبك حبيبي مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-27-2010 04:33 PM
فوائد استنشاق هواء الفجر .. ؟؟ احمد العليمي صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 2 11-22-2010 03:06 PM
استنشاق زيت النعناع ميدو العثل صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 4 10-25-2010 08:33 AM
استنشاق الورد يقووي الذاكـره الملكة كيلوباترا صحة - طب بديل - تغذية - ريجيم 6 11-27-2009 05:07 AM


الساعة الآن 07:15 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩