استنشاق صوت الكلام

[بحر القمر]

🌹 بسم الله الرحمن الرحيم 🌹
---( الدرس 16)---
قال الناظم رحمه الله :
- وَنُونَ مَجْمُوعٍ وَمَا بِهِ الْتَحَقْ……فَافْتَحْ وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرِهِ نَطَقْ
- وَنُونُ مَاثُنِّيَ وَالْمُلْحَقِ بِهْ……بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوهُ فَانْتَبِهْ
_______________________________________________
نثر البيتين
-------------
تُفتَح ( نونُ) الجمع المذكر السالم والملحق به ، وقد سُمِع كسرها في لغة قليلة ........وأما ( نون ) المثنى فتكسر ، وقد سمع فتحها في لغة قليلة .
_______________________________________________
أراد الناظم بهذين البيتين أن يبين حكم ( النون ) الموجودة في ( المثنى ،و الجمع المذكر السالم ، والملحق بهما ) ...
وقبل هذا قال قوم بأن ( النون ) الموجودة في الجمع والمثنى هي ( عوض عن الحركة ) ، وهذا المذهب على من يقول أن ( الألف أو الياء مع النون ) في المثنى ،و ( الواو ، والياء مع النون ) في الجمع هي علامة الإعراب ....وقال بعضهم بأنها ( عوض عن التنوين في الاسم المفرد ) ، وقال آخرون ( لرفع توهم الإضافة ) أي أن النون إذا وجدت علم أن الاسم غير مضاف ، لأنها تثبت في حال الإفراد ، وتحذف في حال الإضافة ....و الظاهر أن المذهبين الأخيرين لهما نفس الحكم ، لأن الذي يقول ( عوض عن التنون ) أيضا يلزم بالضرورة أن تحذف في حال الإضافة ،لأنه لا يجتمع التنون مع الإضافة ، وقد يُقاَل التعبير بأنها ( عوض عن التنون في الاسم المفرد ) أولى ، لأن احتمال الإضافة لا يكون إلا إذا كان الاسم بعدها مجرورا ، و قد وجدت النون في أماكن لا تحتمل الإضافة أصلا ، ولو كانت العلة هي توهم الإضافة لما كان وجودها في المواضع التي لا تحتمل الإضافة فائدة ، فعلم من هذا والله أعلم أنها عوض عن التنوين .....
قال رحمه الله :
( وَنُونَ مَجْمُوعٍ وَمَا بِهِ الْتَحَقْ……فَافْتَحْ ) أي أن ( نون ) الجمع المذكر السالم والملحق به تكون مفتوحةً ، فتقول :
( جاء العامرونَ / رأيت العامرينَ / مررت بالعامرينَ) وهذا في اللغة الكثيرة المشهورة ، ثم أشار إلى لغة قليلة تُكْسَر فيها ( النون ) فقال ( وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرِهِ نَطَقْ ) أي وهناك من نطق بكسر النون في الجمع المذكر السالم ، وظاهر كلامه رحمه الله التعميم في الكسر مع ( الواو ) ، و( الياء ) ، وليس كذلك ، إنما المراد و المسموع هو كسرها مع الياء ، أي في حال النصب والجر فقط ، فتقول : ( رأيتُ المذنبينِ / مررت بالمذنبينِ ) ، ولا تقل ( جاء المذنبونِ) على مذهب من منع ذلك ، ونقل بعضهم الاتفاق على هذا ، وقال آخرون بل هو مسموع ، وجعل قولهم :. ( واعتَرَتني الهموم بالماطرونِ) من هذا الباب ........
ورد عليهم المنكرون أن هذا البيت على لغة من أعرب الجمع المذكر السالم بالحركات على النون من غير تنوين ...ثم قال :
(وَنُونُ مَاثُنِّيَ وَالْمُلْحَقِ بِهْ……بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوهُ فَانْتَبِهْ)
أي أنهم اسعملوا ( نونَ) المثنى والملحق به بعكس ما استعملوه في الجمع المذكر السالم والملحق به ، فكسروا ( النون ) في اللغة المشهورة الكثيرة ،فتقول ( جاء المحمدانِ / رأيت المحمدَيْنِ / مررت بالمحمدَيْنِ ) ، وفتحوها في اللغة القليلة ، فتقول : ( جاء المحمدانَ / رأيت المحمدَيْنَ / مررتُ بالمحمدَيْنَ ) .........وفي المثنى يستعمل فتح النون في الرفع والنصب والجر ، على خلاف الجمع المذكر السالم .
________________________________________________
فوائد :
_خُولف ابن مالك في جعل كسر نون الجمع المذكر السالم والملحق به لغة قليلة ، وقالوا بأنه شاذ لا يقاس عليه.
_ من شواهد كسر النون في الجمع المذكر السالم
عرفنا جعفرا وبني أبيه ** وأنكرنا زعانفَ ( آخرينِ).
( آخرينِ ) : صفة لزعانف منصوبة بالياء عوضا عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم .
وماذا تبتغي الشعراء منّي ** وقد جاوزت حدّ الأربعينِ .
( الأربعينِ) : مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بالجمع المذكر السالم .
------------------------------------
_ من شواهد فتح النون في المثنى .
على ( أحوذيَيْنَ) استقلت عشيةً ***
فما هي إلا لمحة وتغيب .
( أحوذَينَ) : إسم مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى .
أعرف منها الجيدَ و(العيْنَانَا)**
ومنخرانِ أشبها ظبيانا .
( العينانَ) معطوف على ( الجيدَ) منصوب بالفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .....وهذا على لغة من يلزم المثنى الألف ويعامله معاملة المقصور ك ( فتى) كما مر معنا ، وهذا البيت من شواهد أيضا، وهناك من قال بأن هذا البيت مصنوع لأن فيه كلمة ( منخرَانِ ) وهو مثنى النون فيه مكسورة على اللغة المشهورة ، والعربي لا يجمع بين لغتين في بيت واحد .
_ تنبيه :
----------
أحاول ألا أكثر من ذكر الخلاف حفاظا على عدم تشتت الذهن ، واقتصارا على ما ذكره الناظم في غالب الأحيان .
والله أعلم ، وجزاكم خيرا 🌹👍👌.

[بحر القمر]

🌹 بسم الله الرحمن الرحيم 🌹
---( الدرس 15)---
قال الناظم رحمه الله :
وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَبِيَا اجْرُرْ وانْصِبِ……سَالِمَ جَمْعِ عَامِرٍ وَمُذْنِبِ
وَشِبْهِ ذَيْنِ وَبِهِ عِشْرُونَا……وَبَابُهُ أُلْحِقَ وَالأَهْلُونَا
أُولُو وَعَالَمُونَ عِلِّيُّونَا……وَأَرَضُونَ شَذَّ وَالسِّنُونَا
وَبَابُهُ وَمِثْلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ……ذَا الْبابُ وَهْوَ عِنْدَ قَوْم يَطَّرِدْ
_______________________________________________
نثر الأبيات
-------------
ارفع الجمع المذكر السالم بالواو و انصبه واجرره بالياء مثل جمع ( عامر ) ، و( مذنب ) وما شابههما ....وألحق به (عشرون ) ، وبابه .....وشذ جمع ( أهلون / أولو / عالمون / عليون / أرضون ) ....... و شذ ( السنون ) وبابه ،و قد يرد هذا الباب مثل ( حين ) ، وقال قوم بل يطرد .
________________________________________________
مازال الناظم رحمه الله في بيان مواضع نيابة الحرف عن الحركة في الأسماء المعربة ، وقد تكلم في ما مضى عن الباب الأول وهو ( الأسماء الستة ) ، والباب الثاني وهو ( المثنى ) ، ثم شرع في بيان الباب الأخير من نيابة الحرف عن الحركة وهو ( الجمع المذكر السالم ) .... فقال :
( وَارْفَعْ بِوَاوٍ ) أي ارفع ب( الواو ) نيابة عن الضمة .......
( وَبِيَا اجْرُرْ) أي واجرر ب( الياء ) نيابة عن الكسرة ....
( وانْصِبِ ) أي وانصب ب( بالياء ) نيابة عن الفتحة ، وحذف المتعلق من وانصب لدلالة ما قبله عليه ، فيقدر في الثاني أي التقدير ( وبيا اجرر و بيا انصب ) .....
( سَالِمَ جَمْعِ عَامِرٍ وَمُذْنِبِ وَشِبْهِ ذين...) أي ارفع بالواو وانصب واجرر بالياء الجمع السالم من الاسم الجامد مثل ( عامر ) ،و الاسم المشتق ، أو الصفة مثل ( مذنب ) ، وما شابههما ، وأشار الناظم بالمثالين ليبين الشروط التي تكون في ( الجمع المذكر السالم ) ، وهذا منهجه في كثير من الأبواب ولمعرفة هذا نقول :
_ الجمع الذكر السالم : هو ما دل على أكثر من اثنين مع سلامة مفرده لغير علة تصريفية .
(ما دل ) يصدق على الاسم المعرب لأن الكلام في هذا الباب خاص بالمعربات من الأسماء ....( على أكثر من اثنين ) قيد خرج به المفرد والمثنى و الجمع المؤنث السالم لأن لفظ ( اثنين ) مذكر فلا يدخل فيه المؤنث ، ( مع سلامة مفرده ) قيد أخرج به جمع الذي لم يسلم فيه بناء مفرده وهو جمع التكسير ، فمثلا في ( عَامِر ) تقول ( عَامِر.....ثم تزيد ...ون ) فتصبح ( عَامِرُون ) فهذا جمع سلم فيه مفرده في الحروف وترتيبها وحركاتها ....وفي مثل ( رَجُل ) تقول ( رِجَال ) فهذا لم يسلم منه مفرده لأنه تغير في الحركات ، وزيادة الألف في وسطه .........(لغير علة تصريفية ) هذا القيد زاده شيخنا أحمد بن عمر حفظه الله للاحتراز عن الاسم المعتل الآخر ، لأن هذا النوع قد لا يسلم ولكن لعلة تصريفة أوجت ذلك ، وليس الموجب لها الجمع ....فمثلا ( مصْطفى ) تقول في جمعه ( مُصْطَفَوْنَ) بحذف الألف المقصورة ، و أصل جمعه ( مصطفاْوْن ) اتلقى ساكنان ( الألف والواو ) أولهما حرف لين فحذف ، وهذا النوع لا يخرج عن السلامة لأن علته تصريفية .
ويكون جمع المذكر السالم في الاسم الجامد مثل ( عامر ) ، والاسم المشتق أو الصفة مثل ( مذنب ) ، وشروطهما هي :
١_ الاسم الجامد : أن يكون ( علما لمذكر عاقل خاليا من تاء التأنيث ، من التركيب ).
( علماً ) :مثل زيد ( زيدون ) ، وأما مثل ( رجل ) فلا تجمعه على ( رجلون ) لأنه ليس علما
( لمذكر ) : فلا تقل في مثل ( زيب ) ( زينبون ) لأنه علم على مؤنث ، ولكن إذا سمي به مذكر جاز ذلك ، فتقول ( زينبون ) جمع علم مذكر ، وكذلك في مثل ( زيد ) إذا سمي به مؤنث فلا يجمع ( زيدون ) بل تقول ( زيدات ) ،لأن المعتبر في الأعلام هو المعنى دون اللفظ .
( عاقل ) فلا تقول في مثل ( لاحق ) علم على فرس ( لاحقون ) لأنه جمع لغير العاقل.
( خاليا من تاء التأنيث ) إذا اتصلت به تاء التأنيث اللفظي مثل ( طلحة ، وحمزة ) فلا يجمع على ( طلحون ، وحمزون )
، وهذا مذهب البصريين ، والكوفيون على جواز جمعه على ( طلحون ) ، مع إجازة جمعه على ( طلحات ) أيضا....ورد الكوفيون على البصريين مذهبهم لأنهم اتفقوا على ما كان مثل ( صحراء ) علما على مذكر أن يجمع على ( صحراوون) مع وجود علامة التأنيث وهي ( الألف الممدودة ) وهي أقوى من ( التاء ) ، فإن جاز هناك جاز هنا بالضرورة .......ومن أراد التوسع في الخلاف يرجع إليه .
( ومن التركيب ) : مر معنا أن التركيب أقسام :
_ تركيب إسنادي ( تأبط شرا ) فلا تقل ( تأبط شرون)
_ تركيب إضافي ( عبد الله ) فهذا يجمع على ( عبدو الله)
_تركيب مزجي إذا لم يكن مختوما ب( ويه) جاز جمعه فتقول في مثل ( معدي كرب ) ( معدي كربون ) ، وأما مثل سيبويه فلا يجوز أن تقول ( سيبويهون ) وقد أجازه بعضهم .
٢_ الصفة المشتقة : أن تكون صفة لمذكر عاقل خالية من تاء التأنيث ليست من باب ( أفعل فعلاء ) ولا ( فعلان فعلى ) ولا مما يستوي فيه المذكر والمؤنث .
( صفة لمذكر ) مثل ( مذنب ) تقول ( مذنبون ) وإن كان لمؤنث مثل ( حائض ) فلا تقل ( حائضون ) .
(عاقل): فلا تقل في مثل ( سابق ) صفة للفرس ( سابقون).
( خالية من تاء التأنيث ) فلا تقل في مثل ( علاّمة ) علامون
( ليست من باب أَفْعَل فعلاء ) أي لا تقل فيما كان وزنه على ( أفعل ) كأحْمَرَ ومؤنثه على وزن ( فعلاء ) كحمراء . ( أحمرون ) ، وأجازه بعضهم .
( ولا من باب فعلان فعلى ) ك ( سكران سكرى ) فلا تقل ( سكرانون ) ، وقد أجاز هذا بعضهم أيضا .
( ولا مما يستوي فيه المذكر والمؤنث ) وهو ما كان على وزن ( فعول ، و فعيل ) ، ك ( صَبور ، وجريح ) ، فهما صفتان يستوي فيهما المذكر والمؤنث فتقول ( امرأة صبور ، ورجل صبور ) ..( امرأة جريح ، ورجل جريح ) ، فلا تقل في مثل هذا ( صبرون / جريحون ) .
وأشار الناظم إلى هذه الشروط بقوله (عَامِرٍ وَمُذْنِبِ
وَشِبْهِ ذَيْنِ) ......وكل ما جمع جمع مذكر سالم ولم تتوفر فيه الشروط فهو من باب الملحق عندهم .
-----------------------------------------------
ثم بدأ في بيان الملحق فقال :
(وَبِهِ عِشْرُونَا……وَبَابُهُ أُلْحِقَ ) أي وألحق به ( عشرون وبابه ) أي إلى ( التسعون ) ، وهذا ملحق لأنه لا مفرد له من لفظه مثلا ( عشرٌ) .........(.. .............. وَالأَهْلُونَا
أُولُو وَعَالَمُونَ عِلِّيُّونَا……وَأَرَضُونَ شَذَّ وَالسِّنُونَا)
( أهلون) ملحق لأنه ليس علما ....( أولو) ملحق لأنه لا مفرد له من لفظه ...( عالمون ) ملحق لأنه ليس علما ....( عليون ) ملحق لأنه لغير العاقل ....( أرضون ) ملحق لأنه لغير العاقل .......وهذه مجموعة على غير القياس .
( السنون ) ملحق لأنه لغير العاقل....... ( السنون و بابه ) أي ما كان مثل ( سنة ، ومائة ) وهو كل اسم ثلاثي حذفة لامه فيجمع على ( سنون ، مئون) ....وهو شاذ على غير القياس ....وأشار إلى لغة أخرى في هذا الباب بقوله وَالسِّنُونَ وَبَابُهُ وَمِثْلَ حِينٍ قَدْ يَرِدْ……ذَا الْبابُ) أي أن هذا الباب قد يلزم ( الياء ) ويعرب بالحركات على النون ( سنينٌ/ سنينٍ / سنيناً ) ، منهم من أجراه على هذا قياسا مطردا ، وأشار إليه ب( وَهْوَ عِنْدَ قَوْم يَطَّرِدْ ) .أه
والله أعلم ، وجزاكم الله خيرا 🌹👍👌

[بحر القمر]

🌹 بسم الله الرحمن الرحيم 🌹
----( الدرس 14)----
قال الناظم رحمه الله
بِالأَلِفِ ارْفَعِ الْمُثَنَّى وَكِلا……إِذَا بِمُضَمَرٍ مُضَافاً وُصِلاَ
كِلْتَا كَذَاكَ اثْنَانِ واثْنَتَانِ……كَابْنَيْنِ وَابْنَتَينِ يَجْرِيَانِ
وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيعِهَا الأَلِفْ……جَرًّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ
________________________________________________
نثر الأبيات :
--------------
يرفع المثنى ب( الألف) ، و ينصب ، ويجر ب( الياء ) مع بقاء فتحة قبلها ، و ألحق به ( كلا ، وكلتا ) إذا أضيفا إلى الضمير ، و( اثنان ، واثنتان) مطلقا بلا شرط .
________________________________________________
انتقل الناظم رحمه الله إلى الباب الثاني الذي ينوب فيه الحرف عن الحركة ، وهو ( المثنى ) :
وقبل الشروع في كلام الناظم نذكر ما يتعلق بهذا الباب مرتبا مفصلا ، ثم نمر على كلامه رحمه الله .
قسم النحاة المثنى إلى (مثنىً حقيقي ) ، و ( ملحق بالمثنى ) .... وكلاهما يعرب بالحروف ، يرفع بالألف ، وينصب ويجر بالياء .
جاء الرجلان : (الرجلان) : فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى..
رأيت الرجلين الرجلين): مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى..
مررت بالرجلين : ( الرجلين ) إسم مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى
وفي الملحق تقول :
جاء الرجلان كلاهما : ( كلاهما ) : توكيد معنوى مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى ...وهكذا ...
١_ المثنى الحقيقي : هو( اسم معرب دل على اثنين بزيادة آخره صالح للتجريد وعطف مثله علي )
( اسم معرب ) : هذا جنس دخلت فيه جميع الاسماء المعربة ، فلا تدخل فيه الأسماء المبنية ، لأن الكلام في الإعراب ...
( دل على اثنين ) : أخرج به المفرد مثل ( سكران ، عثمان )
وما دل على جمع مثل ( غِلمان ....) .
(بزيادة في آخره ) : أخرج به ما دل على اثنين بلا زيادة في آخره ، مثل ( روجٌ ، شفعٌ....) لأنهما يدلان على اثنين بلا زيادة في آخره .....
( صالح للتجريد ) : أي صالح لأن تجرده من زيادة ( الألف والنون ) من آخره ، فأخرج به ( اثنان ، واثنتان) ، لأنك لا تستطيع أن تقول ( اثنٌ ، اثنةٌ ) ....
( وعطف مثله عليه ) : أي صالح لأن تفكه بالعطف مثل ( رأيت المحمدين ) تستطيع أن تقول ( رأيت محمدا و محمدا ) ...
_وشروط المثنى الحقيقي مجموعة في قوله :
شروط المثنى أن يكون ( معربا)**
و ( مفردا) ( منكرا ) ( ما ركبا)
(موافقا في اللفظ والمعنى له ) **
( مماثلا ) ( لم يُغْنِ عنه غيره).
١_ معربا : فلا ثنى الأسماء المبنية وما سمع مثل ( اللذان واللتان ، وهذان ، وهاتان ) فهو مستثنى من القاعدة ، لمن قال بأنهما معربين ...
٢_ مفردا : فلا يثنى الجمع المذكر السالم ، ولا المؤنث السالم ، وأما جمع التكسير فقد تثنى مثل ( رجال ) تقول ( رجالان ) وهذا قليل وهناك من أنكره ..وأما تثنية ( إسم الجنس ) فهو مسموع ،مثل ( إبِل ، رهط ) إذا اختلفت فيهم الصفات فتقول ( إبلان ) تقصد بها نوعان ، ( رهطان ) تقصد رهط فلان ورهط فلان مثلا .
٣_ منكرا : لا بد المثنى أن يكون نكرة ولا يكون معرفة ، مثل ( طالبان ، داسان ، عابدان ...) وأما ماسمع من تثنية الأعلام مثل ( زيدان ، محمدان ) فهما في هذا التركيب نكرتين ، لأنك قبل التثنية قدرة لهما جنسا شائعا ، فمثلا : تقدر ل( زيد ) جنس يدخل فيه جميع من سموا بهذا الاسم ،وبعد ذلك تثنيه ،فإن أردت تعريفه وصلته ب ( أل ) فتقول ( الزيدان) ، وهكذا في جميع ما ثني من الأعلام .
٤_ ما ركبا : ( ما ) نافية : أي ( ألا يكون مركبا) ..
- مركبا اسناديا : ( تأبط شرا ) بالتفاق
- المركبا العدديا ( أحد عشر ) بالتفاق
- مركبا مزجيا : ( حضرموت ) ، وهذا مختلف فيه .
- مركبا توصيفيا: (القاضي الفاضل ) فيه خلاف
- مركبا إضافيا : ( عبد الله ) يثنى صدره
٥_ موافقا في اللفظ والمعنى : أي لا يثنى ألا المتفقان لفظا مثل ( زيد وزيد) زيدان ، ومعنى مثل ( قاضي وقاضي ) قاضيان .....وأما تثنية المختلف في اللفظ مثل ( القمر والشمس ) تقول القمران ، أو المختلف في المعنى ( أسد للرجل الشجاع و للحيوان ) فتقول أسدان ، فهذا من باب الإلحاق ...
٦ _ مماثلا : أي موجود مثله حقيقة فلا تقول مثلا ( شمسان ) وتعني به شمس أخرى مقدرة
٧_ لم يغن عنه غيره : أي لا يوجد لفظ يدل على التثنية يغني
يغني عنها مثل ( كلا ، وكلتا ) يغنيان عن تثنية ( جمع ، وجمعاء ) ،فلا تقول ( جمعان ، وجمعاوان) ...
وما فقد أحد هذه الشروط وثني فهو ملحق بالمثنى عندهم .
--------------------------------------------------------
٢_ الملحق بالمثنى محصور في خمسة أنواع :
- ما سمي بالمثنى : مثل ( زيدان ) إذا سمي به أحد ، فهذا ملحق بالمثنى على المشهور ويعرب بالحروف ، فتقول
جاء زيدان / رأيت زيدين / مررت بزيدين ....
وفيه لغة أخرى وهي الإعراب بالحركات على( النون ) إعراب ما لا ينصرف .....
جاء زيدانُ / رأيت زيدانَ / مررت بزيدانَ .
_ ( كلا ، وكلتا ) : إذا أضيفتا إلى ضمير تعرب بالحروف
جاء كلاهما / رأيت كلتهما / مررت بكليهما، و أما إذا أضيفتا إلى اسم ظاهر فيلزمان الألف ، ويعربان بالحركات المقدرة
جاء كلا الرجلين / رأيت كلتا المرأتين / مررت بكلا الرجلين ..
وفيهم لغة أخرى وهي إعرابهم بالحركات المقدرة مطلقا ،فيلزمان الألف حتى مع إضافتهما الضمير .
_ اثنان واثنتان : يعربان بالحروف مطلقا دون تفصيل
جاء اثنان / رأيت اثنتين / مررت باثنتين .
________________________________________________
قال الناظم : (بِالأَلِفِ ارْفَعِ الْمُثَنَّى ) أي يرفع المثنى ( بالألف ) نيابة عن ( الضمة ) فتقول: ( جاء معلمانِ) .....
ثم ذكر الملحق بالمثنى فقال :
(وَكِلا ......إِذَا بِمُضَمَرٍ مُضَافاً وُصِلاَ ) أي وألحق بالمثنى ( كلا ) إذا أضيفت الضمير ، وأما إذا أضيفت لاسم ظاهر فتلزم حالة واحدة ( كلا ) تعرب بالحركات المقدرة على الألف ...... ( كِلْتَا كَذَاكَ ) أي و(كتا ) كذلك تلحق بالمثنى فتعرب الحروف إذا أضيفت إلى الضمير ، وفيهما لغة أخرى وهي الإعراب بالحركات المقدرة مطلقا ، سواء أضيفتا إلى الضمير ، أو الاسم الظاهر كما مر معنا في التفصيل السابق ....(اثْنَانِ واثْنَتَانِ……كَابْنَيْنِ وَابْنَتَينِ يَجْرِيَانِ ) ، أي أن ( اثنان واثنتان ) يلحقان بالمثنى ، فيعرابان بالحروف مطلقا بلا شرط ، ويجرى معهما مجرى ( ابنين وابنتين ) ، فيرفعان بالألف ، وينصبان ويجران بالياء .....
وبقي عليه في باب الملحق الخامس وهو ( المسمى بالمثنى ) ، وقد ذكرنا تفصيله سابقا .
( وَتَخْلُفُ الْيَا فِي جَمِيعِهَا الأَلِفْ……جَرًّا وَنَصْباً ) أي و في حال الجر والنصب توضع ( الياء ) مكان الألف ، فمثلا ( رجلان ) في حال الرفع ، تصبح في حال الجر والنصب ( رجلين) ،فخلفت الياء الألف في الموضع .... ...
( بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ ) أي هذه الياء تأتي بعد ( فتحة ) كما عُهِد ذلك في المثنى وعرف مثل ( رأيت رجلَين / مررت برجلَين ) .أه
--------------------------
فائدة : هناك من أجرى المثنى مجرى الاسم المقصورك ( فتى) ، ويلزمه الألف رفعا ونصبا وجرا ، يعربه بالحركات المقدرة على الألف ، مثل
جاء رجلان / رأيت رجلان / مررت برجلان
وتقول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، و في النصب بالفتحة المقدر. ، وفي الجر بالكسرة المقدرة ....
والله أعلم وجزاكم الله خيرا 🌹👍👌

[بحر القمر]

🌹 بسم الله الرحمن الرحيم 🌹
----(الدرس 13)----
قال الناظم رحمه الله تعالى :
وَارْفَعْ بَوَاوٍ وانْصِبَنَّ بِالأَلِفْ……واجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الأسْمَا أَصِفْ
منْ ذَاكَ ذُو إنْ صُحْبَةً أَبَانَا……وَالْفَمُ حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا
أَبٌ أخٌ حَمٌ كَذَاكَ وَهَنُ ……والنَّقْصُ فِي هذا الأَخِيرِ أَحْسَنُ
وَفِي أبٍ وَتَالِيَيْهِ يَنْدُرُ……وَقَصْرُهَا مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ
وَشَرْطُ ذَا الإعْرَابِ أنْ يُضَفْنَ لا……لِلْيَا كَجَا أخُو أبِيكَ ذَا اعْتِلاَ
________________________________________________
نثر الأبيات
-------------
تُرفعُ الأسماء الستة ب( بالواو ) وتنصب ب( الألف ) وتجر ب( الياء ) ، وهي ( ذو) التي بمعنى (صاحب ) ، و ( فمٌ) إذا انفصلت منه ( الميم) ، و( أب) ، و( أخ ) ، و( حم) ، وكذلك ( هن ) على الصحيح ، والأفصح فيه ( النقص) ، وأما ( أب،و أخ ، وحم ) ، فالنقص فيهم قليل ، ولغة (القصر ) هي الأشهر ، وشرط إعراب هذه الأسماء بالحروف ( أن تضاف لغير ( ياء) المتكلم ،/ أن تكون ( فردة ) ،/أن تكون مكبرة ) ، وذلك مثل ( جاء أخو أبيك ذا إعتلاء ) .
________________________________________________
بعد ما بين الناظم رحمه الله أن الأصل في الإعراب يكون ب(الحركات ) ، وما عداها يكون من باب النيابة ، شرع في تفصيل ذلك ، وبدأ بالأسماء الستة فقال رحمه الله :
وَارْفَعْ بَوَاوٍ وانْصِبَنَّ بِالأَلِفْ……واجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الأسْمَا أَصِفْ
أي أن الأسماء التي سأذكرها لك ترفع ( بالواو ) ، وتنصب ( بالألف ) ، وتجر ب ( الياء ) ....ثم بدأ يعددها فقال :
(منْ ذَاكَ ذُو إنْ صُحْبَةً أَبَانَا ) أي أن أحد هذه الأسماء ( ذو) إن كانت بمعنى صاحب ، و أراد بهذا أن يبين أن ( ذو ) الموصولة ليست من هذا الباب ، بل هي مبنية ملازمة لحالة واحدة ، وهذه لغة طيء تستعملها مكان ( الذي ) ، و من هذا قولهم :
فَإِمَّا كِرَامٌ مُوسِرُونَ لَقِيتُهُمْ .......فَحَسْبِيَ مِنْ (ذُو ) عِنْدَهُمْ مَا كَفَانِيَا .
أي فحسبي من ( الذي ) عندهم ما كفاني ، وهي مبنية دائما .
ثم قال وَالْفَمُ حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا) أي في لغة ( الفم ) التي انفصلت عنها الميم ، وهي ( فوك ) ولا تستعمل إلا مضافة ،و أما اللغة التي فيها الميم ( فم ) فليست من هذا الباب ، وسمع فيها عشر لغات ( فَُِم / فَُِمّ / فَُِمى/ هذه تسعة ،/ فِمٍ بإتباع الفاء لحركة الميم ).......ثم قال :
(أَبٌ أخٌ حَمٌ) أي ومنها ( أب ) و ( أخ ) ومعناهما واضح ، و( حم ) ويطلق على أقارب الزوج فيقال ( حموها ) ، وأقارب الزوجة فيقال ( حموه) .......( كَذَاكَ وَهَنُ ) أي ومثل ذلك ( هنٌ) على الصحيح إشارةً إلى الخلاف الموجود في ( هن ) ، فهناك من أنكر إعرابه بالحروف ، ولا وجه لإنكاره لأنه مسموع
، وقيل في معناه أنه ( يكنى به على ما يستقبح ذكره ) ، وقيل معناه ( الفرج ) .......
ثم بدأ يعدد في اللغات المسموعة في إعراب هذه الأسماء فقالوالنَّقْصُ فِي هذا الأَخِيرِ أَحْسَنُ) ، أي في هذا الاسم الأخير ( هن ) الأفصح فيه أن يعرب بالحركات ، وهي لغة ( النقص) ، فيقال ( ظهر هنُ زيدٍ) ، ( سترَ عمرٌ هنَ زيدٍ ) ، ( تحدث الناسُ عن هنِ زيدٍ) ، وإعرابه بالحروف قليل ،( هنو زيدٍ / هنا زيد / هني زيد ) ،هذا ما يخص ( هن) .......
ثم قال : (وَفِي أبٍ وَتَالِيَيْهِ يَنْدُرُ) ، أي أن لغة النقص قليلة في ( أبٍ ، أخ ،حم) بخلاف ( هن ) ، فتقول : ( جاء أبُك / رأيت أخَك / مررتُ بحمِك ) ، و تعرب أيضا إعراب المقصور ك ( فتى ) وتقدر الحركات على آخره ، فتقول ( جاء أباكَ / رأيت أخاك / مررت بحماك ) ، وهي أشهر من لغة ( النقص ) ، وأشار إليها المؤلف بقوله :. (وَقَصْرُهَا مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ) ، والأفصح منهما لغة الإتمام ، فتعرب بالحروف ، فتقول ( جاء أبوك / رأيت أخاك / مررت بحميك ) ......
ثم ذكر شروط إعرابِ هذ الأسماء الستة بالحروف ( لغة الإتمام ) فقال : (وَشَرْطُ ذَا الإعْرَابِ أنْ يُضَفْنَ لا……لِلْيَا ) أي
١_ بشرط أن تكون مضافة ، فإن لم تضف أعربت بالحركات فتقول جاء أبٌ/ رأيت أخاً / مررت بحمٍ )
٢_ أن تكون الإضافة إلى غير ( ياء المتكلم )
فلو أضيفت إلى ( ياء المتكلم ) أعربت بالحركات المقدرة على ما قبل الياء ، فتقول في مثل ( جاء أبي ) أبِ : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها حركة المناسبة ...و بقي شرطان آخران
٣_ أن تكون (مفردا ) :فإن ثنيت أعربت إعراب المثنى ، فتقول ( جاء أبواك / رأيت أخويك / مررت بذوَيْ مال ) ،
و إن جمعت أعربت بالحركات فتقول ( جاء آباؤُك / رأيتُ إخوانَك/ مررت بحميانِك )...
٤_ أن تكون مكبرة : فإن صغرت أعربت بالحركات فتقول ( جاء أُبَيُ زيدٍ / رأيت أُخَيَ عمر / مررت بذُوَيَ مال ).
وأشار إليهما بالمثال فقال :
( كَجَا أخُو أبِيكَ ذَا اعْتِلاَ ) ..( أخو) مرفوع بالواو / (أبي ) مجرور بالياء / (ذا ) منصوب بالألف .
______________________________________________
الخلاصة :
------------
تعرب الأسماء الستة بالحروف إذا اجتمعت فيها أربعة شروط
١_ أن تكون ( مضافة )
٢_ أن تكون إضافتها لغير ( ياء المتكلم )
٣_ أن تكون ( مفردة)
٤_ أن تكون ( مكبرة)
وهناك شرط ل ( ذو) أن تكون بمعنى ( صاحب ) و لا تضاف إلا لاسم جنس ظاهر
------------------------------
فائدة
------
لغات كل واحد من هذه الأسماء إذا توفرت فيها الشروط
١_( ذو _ فو ): لا يعربان إلا بالحروف ( لغة الإتمام) .
٢- ( هن ) : يعرب بالحركات ( لغة النقص ) الأفصح
يعرب بالحروف ( لغة الإتمام) القليلة
٣_ ( أب ، أخ ، حم ) :
- تعرب بالحروف ( لغة الإتمام ) الأفصح.
- تعرب بالحركات المقدرة على الألف ( لغة القصر ) فصيحة
- تعرب بالحركات ( لغة النقص ) قليلة .
والله أعلم ، وجزاكم الله خيرا 🌹👍👌

[بحر القمر]

صَنَعَ بَعضُ الفُضلاء طعاماً ودعا الناسَ إليه، فأجابوا دعوتَه، وكان في جُملتِهم: الإمامُ أبو العباسِ الـمُبَرِّدُ،
فلما فرغوا من أَكْلِهم دعا ربُّ المنزل جاريةً له خلفَ ستر، وقال لها: أسمعينا شيئاً، فقالت:
وَقَالُوا لَهَا هَذَا حَبِيبُكِ مُعْرِضٌ ** فَقَالَتْ: أَلاَ إِعْرَاضُهُ أَيْسَرُ الْخَطْبِ
فَـمَـا هِـيَ إِلاَّ نَظْرَةٌ بِـتَـبَـسُّـمٍ ** فَتَصْطَكُّ رِجْلاَهُ وَيَسْقُطُ لِلْجَنْبِ
فطَرِبَ كلُّ مَنْ حضر طرَباً شديداً إلا المبردَ، فأخذ صاحبُ الوليمةِ يُعاتبُه على عدم طرَبه، فقالت له الجارية:
"دَعْهُ ياسيدي، فلعله توهم أني لَحَنْتُ في قولي: {هَذَا حَبِيبُكِ مُعْرِضٌ} إذ لم أقُل: (معرضا)، فظن أني لحَنتُ، ولم يعلم أن ابنَ مسعودٍ قرأ: (وهذا بعلي شيخٌ)“
فطرِب المبردُ من هذا الجواب طرباً شديداً.
#توجيهُ_القراءتين:
*** أولا: توجيهُ قراءة ابن مسعود:
رَفْعُ (شيخٌ) على خمسة أوجه:
1 ـ (هذا بعلي شيخٌ)، فـ (هذا) مبتدأ، و(بعلي) بدلٌ مِن (هذا). و (شيخٌ) خبرُ المبتدأ.
2 ـ أن يكون (هذا) مبتدأ، و(بعلي شيخٌ) خَبَرَيْنِ،
وقد حكى سِيبَوَيْهِ: (هذا حُلْوٌ حامضٌ).
3 ـ أن يكون (شيخٌ) مرفوعاً على إضمار "هو"، والتقدير: (هذا بعلي هو شيخٌ).
4 ـ أن يكون مرفوعاً على البدل من (بعلي)، أي: (شيخٌ) نُعربها بدلاً، والمبدل منه: (بعلي).
5 ـ أن تجعل (بعلي) مُبَيِّناً لِـ(هذا)، كأنك أردت: "هذا شيخٌ" ثم بيَّنت مَن هو هذا الشيخُ بقولك: (بعلي).
*** ثانيا: توجيهُ القراءة المتواترة: (وهذا بعلي شيخاً):
(شيخا) منصوبٌ على الحال،
والحالُ ههنا نصبها من لَّطِيفِ النَّحْوِ وغامضِه – كما قال الإمامُ أبو إسحـٰـق الزجاج -
ذلك أنك إذا قلت: "هذا زيدٌ قائما" فإن كنت تقصد أن تُخبرَ مَن لا يعرفُ زيداً أنه زيدٌ؛ لم يجز أن تقول: "هذا زيدٌ قائما"؛
لأنه يكون زيدا ما دام قائما، فأنت تخبره أنَّ المُشار إليه هو زيد في حال قيامه، فإذا زال عن القيام فليس بزيدٍ، وهذا معنى فاسد.
وإنما تقول ذلك للذي يعرف زيدا بعينه: هذا زيدٌ قائماً، فتفيده وقوع الحال منه، فيعمل في الحال التنبيهُ،
والمعنى: انتبه لزيدٍ في حال قيامه.

[بحر القمر]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله وحدَه، صلى الله على مَن لاَّ نبيءَ بعدَه،
أما بعدُ:
فهذا المقال استجابة لطِلْبَةِ بعض إخواني أمثالي من طلبة العلم أن أخصص لشيخنا الإمام الهبطي منشوراً خاصاً أُبَيِّنُ فيه بعضَ المعلومات عنه، بعد أن كان المقالُ السابق الُمؤرَّخُ بتاريخ: 04 شوال 1440 هـ خاليا من هذه المعلومات،
فأقول وبالله التوفيق، وعليه التكلان:
الإمامُ الهبطي، هو: الشيخُ العلامة، الفقيهُ الأستاذُ المقرئ الكبير، النَّحْويُّ الفَرَضِيُّ الشهيرُ؛
الوليُّ الصالح، والعَلَمُ الواضح؛ أبو عبد الله؛ سيدي محمدُ بنُ أبي جُمْعَةَ الهِبْطِيُّ
– منسوبٌ لبلاد الهِبطِ (وهي مِن بلاد جبالة قرب قبائل غُمَارة بشمال المغرب الأقصى، فلعل نسبته لهذه الأماكن؛ نسبة أجداده، أو نسبة ولادته قبل انتقاله إلى فاس) – الصُّمَاتي (بلاد صماته من بلاد جبالة كذلك بشمال المغرب) الفاسي داراً وإقامة.
بها تلقى تكوينَه العلميَّ في شتى الفنون والعلوم، على مشايخ عصره، وأئمة بلدِه، قال في "سلوة الأنفاس" : (مقرئا عارفا بالقراءات، مرجوعاً إليه فيها).
وبعد أن أتقن القراءات والتجويد؛ تصدى للإقراء بمدينة فاس.
من تلاميذه:
ابنُ عدة الأندلسي.
والشيخ السنوسي.
توفي – رحمه الله –، سنة ثلاثين وتسعمائة (930هـ)، وقبرُه بطالعة فاس.
*** أنموذج من بعض أسانيده في القرآن الكريم:
وأكتفي بذكر سند في رواية ورشٍ
فَمِن شيوخ الإمام الهبطي: (ت 930)
ابنُ غازي المكناسي (919)، وشيخه الصُّغَيّر (887)، فقد أخذ عنهما،
وأخذ الشيخ الصغير
عن أبي العباس أحمد الفلالي
عن أبي عبد الله محمد الفخار
عن أبي العباس أحمد الزواوي (ت: 749).
عن أبي الحسن سليمان القرطبي (ت: 730).
عن أبي جعفر أحمد بن الزبير (ت: 708).
عن إسماعيل بن يحيى الشهير بالعطار (ت: 668).
عن القاضي أبي بكر (ت: 604).
عن عبد الله القيسي القرطبي (ت بعد: 540).
عن عبد الله بن عمر؛ الشهير بابن العرجا (ت: في حدود 500).
عن أبي العباس بن نفيس المصري، الأطرابلسي الأصل (ت: 453)
عن أبي عدي بن الفرج، المعروف بابن الإمام (ت: 381).
عن أبي بكر بن سيف (ت: 307)
عن أبي يعقوب الأزرق (ت: 240).
عن سيدنا عثمان بن سعيد ورش: (ت: 197)
عن إمامنا نافع المدني: (ت: 169)
عن الإمام أبي جعفر المدني (ت: 130)
عن سيدنا أبي هريرة – رضي الله هنه – (ت: 57)
عن كاتب الوحي؛ سيدنا زيد بن ثابت – رضي الله عنه- (ت: 45)
وقرأ زيدُ بن ثابتٍ على إمام المقرئين، وسيد المُجودين: أبي القاسم؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم؛ النبيءِ الاُمي، العربي القرشي: صلى الله عليه وسلم، وتفضل وتكرَّم.
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمين الوحي جبريل عليه السلام.
والقرآن الكريم من عند الله جل جلاله، ولا إله غيرُه.
**** معلومات عن الوقوف المنسوبة إلى الإمام الهبطي:
قبلَ أن يقيد الإمام الهبطي هذه الوقوف؛ كانت الأمة المغربية قبل ذلك متبعة لوقوفٍ معينة،
فالإمامُ الهبطي وجد الأسباب الملائمة لتقييد وقوفه، ولم ينفرد بذلك وحده، بدليل وجود تقييد لوقف آخر لشيخه وشيخ شيخه: الإمام الصغير (ت: 887)، (مخطوط) فهذا يعني أن فكرة تقييد الوقف كانت قبل الإمام الهبطي – رحمه الله –
*** هل في الوقوف الهبطية ما هو قبيح؟
الجوابُ: لا،
قال الإمامُ عبدُ الواحد المارغني – رحمه الله - :
(واعلم أن أوقاف الشيخ الهبطي – رضي الله عنه – كلها مرضية؛ موافقةٌ جاريةٌ على قواعد فن القراءات ووقوفِه، وما تقتضيه العربيةُ وأصولها...).
*** هل هناك انتقادات على هذه الوقوف؟
الجوابُ: نعم.
وأشهر من انتَقد عليه؛ الشيخُ الـمُحَدِّثُ؛ عبدُ الله بن الصديق الغماري – رحمه الله – في رسالةٍ أسماها:
"منحة الرؤوف المعطي، ببيان ضعف وقوف الشيخ الهبطي"
حتى وصف شيخَنا الهبطيَّ بأنه لا يعرف النحوَ ولا الآجرومية!
غفر الله للشيخ الغماري تسرعَه، فلا شكَّ أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة بتاباً، وهذا لا يحتاج للاستدلال لَه؛
ولكن مع ذلك نقول:
أولا: لأن الشيخ الغماري مُحدِّثٌ، وليس مقرئا، فهو ليس من أهل الاختصاص، وقولُه لا يلزم.
ثانيا: الواقعُ على خلاف ذلك؛ فالمترجمون للإمام الهبطي يصفونه بالنحوي الكبير، فها هو صاحب سلوة الأنفاس يقول:
«المقرئ الكبير، النَّحْويُّ الفَرَضِيُّ الشهيرُ».
ثالثا: أن الشيخ الغماري لم يطلع على كتب الوقف والاِبتداء، وهذا ظاهر من انتقاداته الكثيرة، في رسالته المذكورة؛ إذْ لو اطلع عليها لما شنع على إمامنا الهبطي – رحمة الله عليهما –
رابعاً: أن كثيراً من الوقوف التي انتقدها عليه؛ سبقها إليها غيرُه، فليس هو مَن اخترعها.
فمنها:
*قوله تعالى مطلع سورة البقرة: (لا ريب)؛ قال أبو جعفر النحاس في كتابه: " القطع والائتناف" : (قال نافع: " (لا ريب) تمام" وهذ مهم؛ لأنه مروي عن إمام القراءة المدنية: نافع رضي الله عنه.
*الوقف على: (فلما أضاءت ما حوله) وصفه الزمخشري في "الكشاف" بأنه أبلغ.
*(هو الذي أنزل عليك الكتــب منه)، وهو التمام عند إمامنا نافع، كما أخبر النحاس.
ويؤيده أيضا قوله تعالى: (تنزيل الكتــب لا ريب فيه من رب العــلمين)
فالمنتقدون لهذه الوقفة يقولون: (معلوم أن الكتــب أُنزل من عند الله، فلم هذا التعسف والوقف على: (منه)؟
أمَا علموا أن هناك آيات تؤكد هذا الوقف؟ وهو مروي عن الإمام نافع أيضا؟
*الوقف على: (إسحــق)، من قوله تعالى: (ووهبنا له إسحـــق. ويعقوب نافلةً)؛
فالوقف على: (إســـحق) هو التمام عند إمامنا نافع والأخفش وأحمد بن موسى ، وحكاه أبو حاتم عن المفسرين.
وقال الحافظ أبو عمرو الداني: هو مروي عن نافع، قال: (ويبتدئ: (ويعقوب نافلة)، أي: وزدناه يعقوب نافلة، وهو ما يؤيده التفسير.
وأكفتي بهذه الأمثلة، وإلا فغيرها كثير، لكن المقام لا يتسع للتطويل...
لذا فكل الوقوف صحيحة، ولا يوجد فيها قبيحٌ، فلا تشوشن عليكم رسالة الشيخ الغماري – رحمه الله وجزاه عن الأمة الإسلامية خير الجزاء –
**** هل الوقوف الهبطية من السُّنَّة أم لا؟
اشتهر عند الناس قولهم: الوقوف السنية، والوقوف للمعاني،
وقولهم: (السنية) يفيد أن غيره ليس بسني، وهذا تشويش على الطلبة، لذلك يقولون: إذن: نتبع السنة ونترك غيرها! والصحيح أن كله سني، والوقفُ الهبطي أيضا سني،
وحجة القائلين بأن الوقف على رؤوس الآي سنة مطلقا حديثُ أم سلمة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ "الحمد لله رب العــلمين" ويقف، ثم "الرحمن الرحيم" ويقف.
وهذا ليس فيه دليلٌ على أن النبيءَ صلى الله عليه وسلم كان يلتزم بالوقف على رؤوس الآي، وذلك لما يلي:
قال في التبيان:
(قال بعض العلماء: " وفي الاِستدلال بهذا الحديث نظرٌ،
وذلك لأنه حديثٌ غريبٌ غيرُ متصل الإسناد،
رواه يحيى بن سعيد الأموي وغيره عن ابن جريج عن ابن مليكة عن أم سلمة،
والأصح ما رواه الليثُ عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مالك أنه سأل أم سلمة
عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاتِه، فقالت:
"ما لكم وصلاته؟ ثم نعتت قراءته مفسرة حرفا حرفا" ذكر ذلك الترميذي.
ومن تفسيرات العلماء لقولها رضي الله عنها: (مفسرة حرفا حرفا)، أي: أنه كان يتبع المعاني في وقوفه، فلا يقف على المعاني القبيحة، وهذا الحديث يدل على أنه لم يكن يقف على رؤوس الآي، بل على المعاني.
وجَمَع العلماءُ بين هذين الحديثين بقولهم:
(حينما كان الناس في حاجة إلى بيان الآيات؛ حَسُن الوقف على رءوس الآي، ولو لم يتم المعنى، وحينما كان الناسُ في غنىً عن معرفة رءوس الآي لم يحسن الوقفُ إلا حيث يتم المعنى).
وقال الزركشي في " البرهان " :
(سبب اختلاف السلف في عدد الآي: أن النبيءَ صلى الله عليه وسلم – كان يقفُ على رؤوس الآي للتوقيف، فإذا عُلِمَ محلها وصل للتمام).
فاستنباطا من هذين الحديثين الشرفين؛ يمكن القول أنَّ الوقف على رؤوس الآي سنة، وكذلك اتباعُ المعاني سنة؛
لأن الأمرين معاً ثبتا عن النبيءِ صلى الله عليه وسلم،
فالقولُ: بأن الوقف على رءوس الآي سنة، وغيره ليس كذلك: تحجيرٌ للواسع، ورد للآثار بلا مستند.
ثم انظروا إلى قبح المعنى لو وقفنا على رأس هذه الآية مثلا في قوله تعالى:
(ألا إنهم من إفكهم ليقولون) هذه رأس آية 151 من سورة "الصافات" فالقائلون بسنية الوقف على رءوس الآي مطلقا؛ يجوز الوقف عندهم على: (ليقولون) والبدء بـ: (ولد الله وإنهم لكـذبون)
وهذا – على مذهبهم - يسمونه بدءا قبيحاً إذا لم يكن رأس آية، ويسمونه سُنَّةً إذا كان رأس آية !!!
وبناءً على ما ذُكِر؛ فإنَّ وقوف إمامنا الهبطي سنةٌ، لأنه ثبت أن النبيء صلى الله عليه وسلم وصل لإتمام المعاني.
ووقوفُ الإمام الهبطي - رحمه الله - : كثيرٌ منها مروي عن إمامنا نافع، وهو: إمامُ السنة في القراءة المدنية، قال إمامنا مالك – رضي الله عنه - : (قراءةُ نافع سنة)، فنتج لدينا أن وقف الإمام الهبطي سنة كذلك..
**** تتميما للمقال:
هل التزم المغاربةُ بهذه الوقوف في كل القراءات؟
الجوابُ: لا؛ لأن هذه الوقوف مبنية على المقرإ النافعي وما وافقه.
والمغاربةُ خالفوا وقوفه إذا اقتضى ذلك،
وهذه المخالفةُ إما: وصلُ ما وقف عليه، أو الوقفُ على ما وصله،
وإليك ثلاثة أمثلة من كل القسمين:
أمثلة القسم الأول، وهو: ما وصله المغاربة ووقف عليه الهبطي في المقرإ النافعي.
أ ـ قوله تعالى في سورة آل عمران: (شهد الله أنه لا إله إلا هو...) وصل المغاربة هذا المقطع كله إلىى: (الإسلام)، على قراءة الكسائي، لأنه يقرأ (إن) بالفتح، هكذا: (أنَّ) وفي قراءة نافع نقف على: (بالقسط)، و (لا إله إلا هو)، و (الحكيم).
ب ـ وقف الهبطي على كلمة (كن) باطراد حيث وردت؛ لأن قراءة: (فيكونُ) بالرفع على المقرإ النافعي ومَن وافقه،
ووصلة المغاربة إذا قرأوه للشامي، لأنه يقرأ بنصب: (فيكونَ)، في مواضع؛ فنميز بين قراءة الشامي فيها بالوصل، وبين وقراءة الجماعة بالوقف.
وكذلك للكسائي في موضعي النحل ويس، لأنه يوافق الشامي على النصب.
ج ــ وقف الهبطي في سورة البروج على (ذو العرش)، والبدءُ بـ: (المجيدُ فعال لما يريد)،
وقرأه المغاربة بالوصل على قراءة حمزة والكسائي؛ لأنهما يقرآن: بجر (المجيدِ).
أمثلة القسم الثاني، وهو: ما وقف عليه المغاربة ووصله الهبطي في المقرإ النافعي.
أ ـ وصل الهبطي كلمة (وأمنا) بـ (واتخَذوا) لأن نافعا يقرأ بفتح الخاء، ووافقه الشاميُّ، وقرأت الجماعة بكسر الخاء: (واتخِذوا)، فعلى قراءتهم يوقف على: (وأمنا). ثم نبتدئ: (واتخِذوا... ).
ب ـ في أواخر سورة "المومنون" الوصلُ للهبطي في: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون). وقرأه حمزة والكسائي بالكسر، هكذا: (إنهم) فعلى قراءتهما يوقف على: (صبروا)، ويُبتدأ بـ (إنهم).
ج ــ في سورة الطور، قوله تعالى: (إنا كنا من قبل ندعوه أنه هو البر الرحيم) قرأ نافع والكسائي بفتح: (أنه) لذلك وصله الهبطي، لأنه على المقرإ النافعي كما سبق،
وعلى قراءة غيرهما نقف على: (ندعوه)، ونبتدئ: (إنه هو البر الرحيم) بكسر همزة (إنه).
وهذا مطرد في كل القراءات، وجرى عليه عمل المغاربة قديما، والتزموا به حفظا، وهو مدون في الرمزيات والرسميات،
فإذا قلت – مثلا - لمن حفظ القراءات بالطريقة المغربية: اقرأ لعاصم: ( وإذ جعلنا البت مثابة ... ) فإنه - سليقة - سيقف على: (وأمنا)، لأنه كذلك حفظها.
وقل مثل هذا باقي الأمثلة المذكورة...
فتعين من هذا كله:
-أن الإمام الهبطي إمام لغوي ونحوي كبير.
-أن المنتقدين لوقوفه ليسوا من أهل الذوق السليم، لأن في هذه الوقوف فوائد جميلة تتعلق باللغة والنحو.
-أن معرفتها يجعلك تعرف كيف تقف لنافع أو غيره من القراء.
لذا؛ فنصيحة محب:
لا تتبعوا: "قال فلان وقال علان"، وخذوا العلم من مصدره، واعرفوا لعلماء الأمة حقهم وفضلهم، وترحموا عليهم وعلى شيخنا الهبطي رضي الله عنهم أجمعين،
واللهَ أسأل أن يكون هذا المقال خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلاب علم القراءات، وخاصة من يشتغل على هذا العلم في البلدان المغاربية،
ورجاءً مَن يطلع عليه: أن يتذكرنا بدعوة خالصة.
والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
وكتبَ هذا المقالَ؛ الطالبُ: الصبحي العُمَري،
ليلة العاشر من ذي القعدة الحرام، عام: 1440 هـ،
بالرباط / عاصمة المغرب الأقصى – حرَسه الله -

[بحر القمر]

الأشياء اليابسة
عدَّد أبو منصور الثعالبي في كتابه
بعضاً من الأسماء والأوصاف الواقعة على الأشياء اليابسة منها:
الجَبِيز: الخُبز اليابس
الجليد: الماء اليابس
الجُبن: اللبن اليابس
القديد: اللّحم اليابس
القَسْب: التمر اليابس
القَشْع: الجِلد اليابس
الحشيش: الكلأ اليابس
البَعْر: الرَّوْث اليابس
الجَزْل: الحطب اليابس
الصَّلْد: الحجر اليابس
العَصِيم: العَرَق اليابس
الصَّلْصال: الطين اليابس
📕 فقه اللغة وسر العربية للثعالبي

[بحر القمر]

يقال ( عدنا والعَوْد أحمد )
معنى العود: الرجوع للشيء بعد التوقف عنه, قال ابن منظور: العود ثاني البدء.
أما معنى أحمد: فهو اسم تفضيل من الحمد، أي أكثر حمداً.
والمقولة هنا تعني أن الشخص إذا كان يفعل شيئاً طيباً حميداً، وجلب الحمد إلى نفسه، فذلك من طيب خصاله، وإن تركه ثم عاد إليه، فرجوعه أطيب وأحمد.
ويقال أن أول من قال هذه المقولة، هو خداش بن حابس التميمي، فقد أحب فتاة جميلة من بني ذَهل ثُمَ مِنْ بَني سَدُوس يُقَال لها: الرَّباب. ولكن أبواها رفضاه، وقد كانا يتمنعان في خطبتها لجمالها، وكانا يطمحان لتزويجها ممن يملك المال والجاه. فأعرض عنها خداش احتراماً لقرار والديها، إلا أنه كان يتجول في ذات مرة، وأقبل إلى محل منزلها، فأنشد قائلاً :
أَلا لَيْتَ شِعْرِي يا رَبَابُ مَتَى أرى
لَنَا منك نُجْحاً أوْ شفاء فأشْتَفِي
فقد طالما عَنَّيْتنِي وَ رَدَدْتِنِي وأنت
صَفِيَّي دون مَنْ كُنْتُ أَصْطَفِي
لَحَى الله مَنْ تسمو إلى المال نَفْسُه
إذا كان ذا فَضْلٍ به لَيْسَ يَكْتَفِي
فَيُنْكِح ذَا مالٍ دَميماً مُلَوَّماً
وَيَتْرُك حُرَّاً مثله لَيْسَ يَصْطَفِي
فعرفت الرَّباب منطق خداش، وحفظت شعره، ثم أرسلت رسولاً إلى الركب الذي فيه خداش، أن انزلوا الليلة ضيوفاً لدي والدي. وأرسلت إلى خداش أن قد عرفتُ حاجتك، فاطلب يدي من أبي.
ثم ذهبت إلى أمها فقالت :
يا أُمَّه، هل أُنكح إلا من أهوى؟ و ألتحف إلا من أرضى‏؟‏
قالت‏:‏ لا، فما ذاك‏؟‏
قالت‏:‏ فأنكحيني خِداشاً
قالت‏:‏ وما يدعوك إلى ذلك مع قلّة ماله‏؟‏ قالت‏:‏ إذا جمع المال السيء الفعال فقبحا للمال.
فأخبرت الأم أباها بذلك، فقال‏:‏ ألم نكن صرفناه عنا، فما بدا له‏؟‏
فلما أصبحوا غدا عليهم خداش فسلم وقال‏:‏ العَوْدُ أحمَدُ، والمَرءُ يَرشُدُ، والوِردُ يُحمَدُ، فصارت مثلاً.
‏‏ ويقال أن أول من قالها هو مالك بن نُويرة حين قال:
جَزَيْنَا بني شَيْبَان أمسَ بقَرْضِهِمْ
وَعُدْنَا بمثل البَدْءِ والعَوْدُ أَحْمَدُ
فرددها الناس بعده، وصارت مثلاً، حتى أن خداش اقتبسها منه بعد ذلك.
📚 تاج العروس للزبيدي
📒 القاموس المحيط للفيروزآبادي
📗 مجمع الأمثال للميداني

[بحر القمر]

ترتيب النوم:
أَوَّلُ النَّوْم النُّعَاسُ وهُوَ أَنْ يحْتَاجَ الإنْسَانُ إلى النَوْم.
ثُمَّ الوَسَن وهو ثِقَل النُّعاسِ.
ثُمَّ اَلتَّرْنِيقُ وهو مُخالَطَةَ النُّعاسِ العَيْنَ.
ثُمَّ اَلكَرَى والغُمْضُ وهُوَ أنْ يَكُونَ الإنسانُ بين النَّائِمِ واليَقْظَانِ.
ثُمَّ التَّغْفِيقُ وهو النَّوْمُ وأنْتَ تَسْمَع كَلاَمَ القَوْم
ثُمّ الإغْفَاءُ وهُوَ النَّوْمُ الخَفِيف.
ثُمَّ التَّهْوِيمُ والغِرَارُ والتَّهْجَاعُ وهُوَ النَّوْمُ القَلِيلُ.
ثُمَّ الرُّقَادُ وهوَ النَّوْمُ الطَّوِيلُ.
ثُمَّ الهُجُودُ والهُجُوعُ والهُبُوغ وهُوَ النَّوْمُ الغَرقُ.
ثُمَّ التَّسْبِيخُ وهو أَشَدُّ النَّوْمِ
📚 فقه اللغة للثعالبي ص ١٢٥

[بحر القمر]

📍فى ترتيب البكاء
إذا تهيأ الرجل للبكاء، قيل: أجهش.
فإذا امتلأت عينه دموعا، قيل: أغرورقت عينه، وترقرقت.
فإذا سالت، قيل: دمعت، وهمعت.
فإذا كثرت دموعه، قيل: همت.
فإن كان لبكائه صوت، قيل نحب ونشج.
فإذا صاح مع بكائه، قيل: أعول.
قال سلم الخاسر:
أتتنى تؤنّبنى في البكاء ...
فأهلا بها، وبتأنيبها!
تقول، وفي قولها حشمة:
أتبكى بعين ترانى بها؟
فقلت: إذا استحسنت غيركم
أمرت الدّموع بتأديبها
📚نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ٢/ ٥٦