عازفه الناى بقلمى

[fanaa]

أخذت أبتسم أبتسامه جانبيه طفيفه يغلبها شيء من الشفقه وأنا أهز برأسى يمينا وشمالا وكأننى أقول لا .. شرعت أنهض من مجلسى مبتسمه لأنعكاسات الناى فى عيناها . وأنا أستدير الى عرض البحر استند الى السور بيداى ناظره الى مداد البحر الواسع أمامى قائله"أتساءل لو كانت البدايات والنهايات لكل شيء على وجه الارض يقررها الله.فأى حقاً نمتلكه لنقرر أنهاء كل شيء " أدارت رأسها بأتجاه صوتى لتستند بعصاها و تقوم وهى تردد" أعطانا الله الحق فى أتخاذ بعض القرارات أيضاً أليس كذالك" نظرت لها فى ملامح غاضبه بعض الشيء "ياعزيزتى وهبنا الله الاختيار وليس القرار .. نحن نختار وحسب. الحياه يا عازفتى لو كانت تعتمد على قراراتنا نحن البشر ماكان لها ان تستمر. سيجف البحر. ستتلاشى السماء.. ستتشقق الارض ويموت الزرع.. سينطفئ كل شيء و سينتهى لو كانت القرارات لنا .أتعلمين لما يا عازفتى الجميله .. لأننا بنو البشر لا نؤمن بحق الاشياء فى الحياه .. نهوى الخراب ونحكم بالموت على كل شيء. " بدت عيناها مهتزه الى حد الانشقاق ملامحها بدت تراسلنى بما تحاول أن تخبئه فى محرابها. وكأنها تصلى صلاه الوداع الاخيره لتشيع جنازه أخر وميضاً للنور بداخلها أخذت بصوتاً نبرته تبدو تائهه معلقه "يانغم. عندما تركض وراءك هواجس الماضى ويضعك القدر بين أشياء كثيره و كل ما تعلميه عن هذه الاشياء هو أنها سوف تأتى الى مضجعك وتقلب رأسك .. وتشوش ما تبقى من تفكيرك. تأتى لتقلب حياتك رأساً على عقب سيكون عليك وقتها أتخاذ قرار ما . الجنون فى رأسك يانغم يجبر العقل على أن يأخذ قيلوله من كل شيء .فى الواقع بعض الأختيارات تتحول الى قرارات لاحقاً ." نظرت لها فى أبتسامه عريضه وأنا أتأمل خصلاتها البنيه الطائره نالتنى دهشه كبيره من كلامها فانا رغم البؤس فى نبرتها أدركت كم أنها تهوى الانطلاق. تبحث عن بدايه ما.تريد .. تريد أن تخطو . لكن علتها جعلت منها سجيناً فى قصبه الظلام لا يجد الحريه الا عندما ينفخ القصبه لتخرج ألحاناً من الوهم مسكينه ياعازفتى الجميله. لا بل مسكيناً هذا الناى بين يداكى . أخذت وأنا أقترب منها معلقه"تلك الهواجس يا جميلتى ليست سوى خيال أنتى تستطيعى أن تركضى منها .. لماذا تقفى مثل المسمار ثابته حتى تأتى المطرقه وتنزل على رأسك فتهشم لكى عقلك. كان بأستطاعك الهرب من كل ذالك الجنون أليس كذالك " توجهت برأسها وكأنها تنظر الى مداد البحر أمامها بدا الضجر ينسحب منها بعض الشيء وكأنها عندما حادثتنى أرتاح قلبها قليلاً. تجلى ذالك ظاهراً فى نبرتها وهى تعلق"أتعلمين يانغم. أنكى أشعلتى بداخلى رغبه الركض. لكن لا بأس فأنا أيضاً لا أحبذ أن تشتبك عصاتى أو تعلق آخر الاشياء المتبقيه لى وأنا أركض. أعتقد بأنى خلقت لأقف خارج حلبه السباق. لم يقدر لى حتى النظر.الى كيف تبدو الحلبه وكيف يبدو المتسابقون " ضحكت لها بصوت قهقهته خافته وأنا أمسك أحد كفوفها وأنظر عيناها الدامعتين قائله" أول بدايه الحلم الاشتعال ولو بشراره رغبه واحده .يا جميلتى أنا لم أشعل شيء فذالك الاشتعال موجوداً بكى منذ وجودك فقط كل مافعلته اننى ازلت الوشاح الرمادى من فوق الحطب .. الركض ياعزيزتى لا يحتاج عيناكى بل يحتاج ساقك . فالريح تجرى مغمضة العينين. لعلك لا تعلمين أن بعض الفرسان تركض بسرعه غير عاديه وتقفز من فوق حواجز النيران دون أن يصبيها ضرراً ولا خدشاً ." أخذت تبتسم أبتسامه جانبيه فقالت" لا عجب فى ذالك يانغم . فالنيران لن تصيب شخصاً قد عرف مكانها وأربعه أقدام كفيله بأن يتخطى الجواد كل حواجزه " تقلبت ملامحى بما يشبه التعجب وأخذت بنبره عفويه وأنا اضع يدى اليمنى على جبهتى وانا اضربها ضربه خفيفه قائله " يالله منكى. يافتاة الناى لماذا تنظرين الى المفاهيم من نظره واحده .أنتى تماماً كذالك الذى ينظر الى البحر على أنه مكاناً للموت بالغرق وعجز أن يرجى الوجه الاخر للبحر كأن يكون مكاناً للأستمتاع والابداع بما يجيد مما وهبه الله له. أبتسمت أبتسامه هاويه من حافه فمها وكأنها تقول لى أن وقت القطار قد حان وأن اجراس الاقلاع عن مدينتها المنزويه بعيداً عن هذا العالم قد أنتهى معاد الزياره بها ..وكأن توقعى جاء فى محله والرحيل قد آن أخذت تنزل عصاها من يداها لتلامس بها الارض وهى تقول " يانغم سعدت بلقائك مره أخرى " أخذت تستدير بظهرها وهى تحرك عصاها يميناً ويسارا وتسير بعيداً عنى وأنا أنظرها فى شفقه وماكادت قدماى تخطو الا وأستدارت بكتفها وهى تقول "يانغم.. لا يهمنى شأن البحر عزيزتى فأنا عمياء ولأجيد النظر من وجه واحد لأنظر من وجهتين " أخذت أضحك ضحكه جليه على وجهى وأنا اراها ترفع العصا الى أعلى وتحركها كما نحرك كفوفنا عند الوداع. حركه العصا كانت تشبه حركه الكف عندما نقول فى امان الله وسلامه كانت المسافه بينى وبينها فيما تبدو عشر خطوات فأخذت أجهر بصوتى مناديه لها قائله" يا عااازفه الناى.. نسيت بأن اقول لكى بأن الفارس كان مبتور القدم وجواده بلا بصر" شقت أبتسامه عريضه جبهتى وأنا أرها تقف ثابته لا ارى سوى ظهرها لتلوح مره أخرى بعصاها فما كان منى الا ان أقول مكمله فى نبره عاليه " أبقى الرغبه مشتعله يا عازفتى المميزه .. اركضى اااركضى " أخذت تسير مرة أخرى الى أجلاً غير معلوم لكنى كنت بذالك اللقاء فى قمه سعادتى. تلك العازفه التى ما تركت لى ولو برهان صغير على أنى أستطيع المساعده جعلتنى اليوم أوقد لهيب الرغبات مره أخرى شرعت أمشى والابتسامه لا تفارقنى فاليوم كانت الرغبه بالجرى وانا على ثقه بأن هناك يوماً ستشتعل به الرغبه فى الحياه مرة اخرى. العبوث فى وجه النعم شيء لا يتقبله العقل. أنا أعلم أيضاً انى تركت بصمه ما .. هناك حيث تكون روحها . . الظلام مؤلماٌ ياعزيزتى .يسحب أرواحنا فى بطئ شديد. يتسرب فى اوردتنا كجرعه نيكوتين ربما هو كذالك وربما قد يكون كآخر نقطة خمرا فى كآس تجبر خلايا الجسد على الانتشاء رغماً عن اراده العقل فى أن يظل مستيقظاً . انا أعلم جيداً مراره ذالك المذاق لكنى أؤمن بعداله الله .... الجمود والجحود والتجنى على أراده الله ليسو الا بدايه للأنهيار .الظلام لا يعنى أن تفقد عيوننا البصر.أو حتى ينقطع عن الكون النهار. الظلام الحقيقى هو أن نطفئ كل شيء ونحن نمتلك القدره على أضاءته
من روايتى
aya yousef

[العاشق الذى لم يتب]

ايه يوسف
جميل القصص
وتحمل مضمون ثقافى
ولغة جيدة
وسرد للاحداث بليغ
سلمت مع وعد بعودة المتابعة
تحياتى

[دمعه حائره]

حبيبتى انتى اسلوبك رائع وبحب اقرألك
بس القصه طويلة ياريتك كنتى قسميتها
ليا عودة اقرأها كويس

[fanaa]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العاشق الذى لم يتب ايه يوسف جميل القصص وتحمل مضمون ثقافى ولغة جيدة وسرد للاحداث بليغ سلمت مع وعد بعودة المتابعة تحياتى

تسلم اخى ع المرور

[fanaa]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمعه حائره حبيبتى انتى اسلوبك رائع وبحب اقرألك بس القصه طويلة ياريتك كنتى قسميتها ليا عودة اقرأها كويس

مرورك الاروع اكيد
هى مش طويله ولا حاجه حبيبتى دى صفحتين ع الورد مش اكتر
واكيد فى انتظار رئيك

[بحر القمر]

اقصوصه جميله
يسلم فكرك

[fanaa]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر عبد الباقي اقصوصه جميله يسلم فكرك

مرورك الاجمل اكيد