باب التوبة مقتوح لا يغلق

[بحر القمر]

كيف تكون التوبة الصادقة

لقد خلق الله عز وجل الإنسان وأعطاه حرية الاختيار ليقوم باختيار الطريق الذي يريده فإمّا أن يقوم باتباع الطريق الذي وضعه له الله عز وجل بالفطرة والذي بينه له عن طريق الأنبياء والرسل، أو أن يقوم باتباع الطريق الذي تعهد الشيطان بأن يجعل الناس يتبعونه وهو طريق الضلالة والابتعاد عن الطريق الذي يوصل إلى رضوان الله عز وجل، ولكن عندما يختار الإنسان اتباع طريق الهُدى قد يجد الإنسان في طريقه الكثير من العقبات والإغواءات، فإغواء الشيطان والنفس والأهواء والشهوات يعتبر قويّاً جداّ وخاصة في هذه الأيام التي نعيشها، ولذلك ورحمة بالعباد إذ إنّ الله عز وجل هو الرحيم بكل مخلوقاته جعل الله عز وجل للإنسان التوبة والتي في حال كانت صادقة تمحو جميع ذنوبه ومن الممكن أن تبدل حسنات فالله عز وجل كريم وغفور رحيم.


ولكي تكون التوبة صادقة يجب أن تكون في البداية كما يدل اسمها صادقة وخالصة له وحده عز وجل وليس من أجل الحصول على مركز في الدنيا أو الحصول على إعجاب الناس أو خوفاً من العقاب في الدنيا، فيجب أن تكون التوبة خالصة من أجل الله عز وجل خوفاً منه وطلباً لغفرانه وطمعاً في رحمته، كما أنّه يجب على الإنسان عند اتخاذه قرار التوبة أن يتوقف عن فعل المعصية على الفور فلا يجب أن يقول أنّه سيقوم بالمعصية لمرة أخيرة أو ما شابه ومن ثم يقوم بالتوبة أو أن يقوم بالتوبة والرجوع إلى المعصية بشكل مستمر إذ أنّ هذه لا تعتبر توبة خالصة على الإطلاق.




ويجب أن تتضمن التوبة إعادة الحقوق إلى أصحابها أو طلب السماح من الناس على قدر المستطاع، فإنّ الله عز وجل لا يرضى أن تسلب حقوق الناس فهو العادل وعنده وحده يوجد العدل المطلق ولذلك من الواجب إرجاع الحقوق إلى أصحابها لتجنب إعادتها يوم القيامة من ميزان الحسنات فيجب إرجاع الأموال إلى أصحابها أو وصل الرحم أو ما شابه ذلك، أمّا إذا كانت المعصية تتضمن أموراً قد تسبب مزيداً من الأذى والعتاب بين التائب وبين من تعدى عليه كالمعصية التي تتضمن الغيبة أو النميمة فلا يُحبذ التكلم عنها أو طلب السماح من الشخص ذاته، بل في مثل هذه الحالات فيجب التوجه إلى الله عز وجل بطلب المغفرة والدعاء لمن تم انتهاك حقّه، ويجب على الدوام التذكر أن باب التوبة مقتوح لا يغلق إلّا عند خروج الروح من الحلقوم.