معنى دار السلام التى دعانا الله اليها بالقرآن

[بحر القمر]

قال الله تعالى فى كتابه العزيز "والله يدعو إلى دار السلم ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم"، فالسلام اسم من أسماء الله الحسنى، فقال قتادة: المقصود هنا بـ "الدار" هى الجنة، والمقصود بـ "السلام" فهو الله سبحانه وتعالى، وهذا يعنى بأن المقصود بـ "دار السلام" هى جنة الله، أما السلام هنا بمعنى السلامة، وسميت الجنة "دار السلام" لأن من دخلها سلم من الآفات.
بينما البعض يقول: المقصود بـ "الجنة" هى دار السلام، والمقصود بـ "السلام" هى التحية لأن أهل الجنة يحيي بعضهم بعضا بالسلام والملائكة تسلم عليهم، فقد قال تعالى "والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم"، فكانت هذه الآراء فى تفسير معنى "دار السلام"، أما عن "الصراط المستقيم" فالمقصود به هو الإسلام الذى يهديه الله لمن يشاء ويتوب عليه.

فيجب أن نطيع الرسول لدخول الجنة لأن من أطاع الرسول فقد أطاع الله، فقد روي جابر قائلا "جاءت ملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلا، قال: فاضربوا له مثلا، فقال بعضهم: مثله كمثل رجل بنى دارا، وجعل فيها مأدبة، وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي: دخل الدار، وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي: لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا أولوها له يفقهها، قال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة والداعي محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أطاع محمدا فقد أطاع الله، ومن عصى محمدا فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس".