..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
قتل أصحاب الأخدود
الكاتـب : همس الحنين - آخر مشاركة : دمعه حائره - مشاركات : 3 -
حق مكتسب
الكاتـب : *فجر الاسلام* - آخر مشاركة : دمعه حائره - مشاركات : 4 -
كيد الرجال يا ساده
الكاتـب : ~♥ Queen sozan♥~ - آخر مشاركة : دمعه حائره - مشاركات : 12 -
ياسبب فرحتي
الكاتـب : واد حبيب - مشاركات : 12 -
توبيك المطلوب من مسابقة ارقام وجوائز قسم التنميه -1
الكاتـب : 7laa - مشاركات : 28 -
نفذى الوعيد والتهديد
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : دمعه حائره - مشاركات : 5 -
خناقه والناس بتتفرج وزهقانه
الكاتـب : واد حبيب - آخر مشاركة : Å Ṁ i ŗ â ® Ṁ ä r Ø - مشاركات : 6 -
ارقام وجوائز في قسم التنميه 1
الكاتـب : 7laa - مشاركات : 32 -
امر الهوي
الكاتـب : نزارالفاضل - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 8 -
اليوم ٧اكتوبر ماذا بعد
الكاتـب : همس الحنين - مشاركات : 6 -
رايحه بينا علي فين يا بلد
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 6 -
شعار منتديات بنات مصر 2025 - Logo BanatMasr.net
الكاتـب : JUST AHMED - مشاركات : 16 -

الإهداءات


الخطيئة

قصص - روايات - حكايات ...منقولة


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /10-25-2021, 12:16 AM   #1

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي الخطيئة

(1)
إنها قدسية المكان حينما تبتهل معشوقتي وتمارس مناسك العبادة في دارها الواقعة خلف جدار قفصي الصدري-تنهيدة أطلقها مختار وهو يتذكر شتاء عام 1939م.في شتاء ليلة باردة كان المطر فيها يتساقط فوق أسطح المباني المتهالكة ،ضارباًً أسطحها بزخاته المتواصلة بدون توقف ،بحي سكني يطلقون عليه السيح.كانت بعض قطرات ذلك المطر تتسلل مابين الفجوات ، ظلت تجوب الدهاليزالمظلمة بإصرار مستمر حتى استقرت على جدار متهالك لتتساقط بشكل منتظم فوق جبين حسناء كانت تغض في نوم عميق.


عند منتصف الليل كان هنالك شيطا ن بشري يتمعن بمفاتن حسناء تتدلى جدائل شعرها الأسود فوق أكتافها ،ومنسدلٌ لأبعد من ذلك ،ترتدي قميص شفاف،تقف على مشارف شرفة لاتبعد عن الأرض سوى بضعة أمتار قليلة ، بدت م***************ا واضحة التضاريس.أوقد العشق ناره بداخلها ، تُقدم القرابين وهي لاتعلم لذلك الشيطان على شكل أحرف كان مضمونها بالمختصر شبح جميل يقف خلف شوفان تتلاعب به رياح المطر،وشيطان متلهف يلمع بريق عينيه وسط الظلام ينتظر لحظة ارتكاب الخطيئة .



(2)


مسعودة فتاة تبلغ من العمر السادسة عشر، من أسرة فقيرة كانت مستعبدة في قرون جاهلية سابقة ،ولكنها على الرغم من ذلك كانت فائقة الجمال ،لم تكن توحي م***************ا بأنها زنجية الأصل،لم يكن أنفها( أفطح) أو شعرها (مشكرد) أو أذنتيها ( امقونطة) بل كانت ابعد من ذلك بكثير،حملت جينات ( البيظان ) من جمال في التضاريس وبشكل ملفت للنظر حتى باتت محط أنظار إعجاب شباب الحي وعلى رأسهم مختار.

كان مختار ينتمي لأسرة رفيعة المستوى تميزت عن القبائل الأخرى بكثرة علمائها ورفعتهم بين أفراد المجتمع ،حيث كان والده أحد الممتهنين للتدريس في الجامعة الإسلامية ،ووالدته تعتلي منصب رفيع في وزارة التربية والتعليم ،وله من الإخوة محمود وجعفر جميعهم متزوجون وهم ليسوا ببعيدين عن والدهم من ناحية التدين والتمسك بالعرف القبلي والتقاليد ولكن مختار لم يكن سوى خطيئة جلبت لأسرتها العاربارتكابه جريمة بشعة من منظورهم مازال صداها يتردد حتى الآن بين أفراد قبيلته.

في شتاء عام 1939م لم تكن بناية سيدي بونا تعلم أنها ستحتضن معالم جريمة بشعة هزت أركان الشقق التي يقطنها غالبية من الزنوج ، وتردد صداها بين قبيلتين إحداهما تعود لأصول كانت مستعبدة والأخرى رفيعةالمستوى!. عاشقان عزف كلٌ منهما على أوتار الروح نغمتان،يغمر الشغاف قلبيهما لتزهر منهما وردتان،تتحدثان روحيهما وترقصان،فتمطر السماء ويتعانق نجم ساهر مع غيمتان،بروعة المطر وفتنة الجسد كان الشوفان يرقص فرحاً كلما لامس المفاتن. اشعل مختار سيجارة يحتسي سمها ويحتضنه بين ثنايا رأتيه وعيناه تراقبان الشوفان ومن خلفه الجسد.طار عقله وزاد تسمم فكره وهو منشغل ،ثارت غريزته الموصدة بأغلال التاريخ والكبت ،تفجرت عروق مثانته وانتصب عقله ليطفئ لهيب تسممه ويسحقه بحذائه القديم.

بكل براءة كانت مسعودة تداعب حبيبات المطر المنهمر فوق شرفتها ،تزيح الشوفان تارة ،وتعود أدراجها كلما لامس حلمة ثديها تارة ،يعتريها الخجل وهي تتأمل عشيقها المتسلل في الظلام والواقف على مقربة من شرفتها،تحاول بقدر المستطاع أن تختبئ بجسدها المفعم بالجمال عن سور الغرام الفاصل بينهم،وفي لحظة كان الشيطان حليف النفس ورسول الهوى، ثارت بقلبها ثورة النشوة المرددة أحب هذا الرجل جداً.لم تكن تلك النشوة سوى شرارة أطلقها قلبها الباطن ليحملها بين كفيه خادم اللذات ابليس مهللا فرحاً ومباركاً ليلقي بها في صدر المتسمم الواقف هناك ( مختار) .نظرات متتالية انتهت بتعبير يدل على الاقتراب اكثر،تتابعت الخطوات وتزايدت بينما تصاعد صوت البرق في الأفق بصوت ارتعدت له أركنه المنازل المتهالكة في نذير شؤم، توقفت له قدما مختار بعد أن أطلقت نفسه تعويذة التريث والتدبر ،حلق في السماء متأملاَ،ثم أطلق تنهيده زادت معها نشوة مثانته وانتفخت.
بكل ماأوتي من قوة تسلق برشاقة لم تُعهد عليه جدار شرفتها ليلقي بنفسه داخل أحضان عبق الريحان لتحتضنه بقوة النشوة وتقطف من ثغره حصاد سنوات من الحرمان و الانتظار ،بكى ثديُها طرباً وتغن خصرها لأحتضانه الوطن.فيما بقيت النفس تكابد الضمير والشيطان يخنق الصحوة حتى غابت النفس وسط الشهوة المرددة : زدني يامن بيده استثارة مشاعري واحصد ثماري فقد بلغ نضجها درجة التعفن.


(3)

هيت لك كان تتنتظره بشَغف،تزيح عنه جميع الموانع، وتساعده لبلوغ الذروة،بينما كان الظلام يُخيم على مضجع الجسدين المتلاصقين كان البرق يزمهر في الخارج ليضيء بنوره المشع شفاهاً كانت تتلاصق وشعيرات تداعب أطراف الثدي،فينحي النور في خجل ليعود أدراجه من جديد في غيمته.وقضى زيد منها وطرا، ولم يصح من نشوته إلاَّ بعد أن عانق نبيذه المسكر عنقودها، ليمتزج مع ثمرة الخطيئة ،التي أخرجت من جوفها زهرة، بدت جذورها الصغيرة تشق طريقها، لتثبت في أرض سيكثر فيها النزاع بين قبيلتين إحداهما طغت على الأخرى.
عادت رياح المطر للوراء، وهدأت زخات السماء،ولمع نجمٌ وسط الغيوم كانت صورته تنعكس على مرآة كانت منكمشة بإحدى الزوايا ، لتتساءل المسكينة : وماذا بعد ؟،ليعود سؤالها إليها من جديد وماذا بعد ؟..رحل مختار تاركاً خلفه تساؤلات وانعكاسات عيون مسعودة الملبدة بالغيوم تطارده، وشبح سؤالها يهز جسده، وماذا بعد ؟ كيف له أن يعلم الإجابة ونسلها زنجي كان مُستعبد !.

مضى القطار سريعاً ونضجت ثمرة الخطيئة داخل أرض مسعودة بينما غادر الفلاح بلا مبالاة يجني ثمارعلمه في الخارج بعد أن ماطلت قبيلته وأنكرت الأمر في يقين منها أن الأرض المباركة ( مسعودة ) ليست سوى مخادعة أو ربما مسها الجنون، وتوصلوا لنتيجة اتفق عليها المعنيون بالقضية ( الأب والأم ) بأن مسعودة لن تكون زوجة لولدهم حتى وإن كان عارها يحمل نطفتهم.كان أبو مسعودة يقود ضربات قلبه نحو الهلاك كلما أُقفلت الأبواب في وجهه بسبب كارثة ستصيب شرفه وعاره ،وكان من الواجب عليه كرب أسرة أن يجد لها طريق الخلاص بأي شكل من الأشكال،فكان تارة يلتجئ لخالقه وتارة يلتجئ للشيطان فأصبح يعدو كالمجنون يتخبط في فكره لا يعلم ماذا يصنع، حتى توصل ليقين لا رجعة فيه أن العقاب ربما كانت لغته أبلغ وتأثيره أشد من تلك المفاوضات ،أخذ يفكر ويسارع الزمن فالثمرة بدت علامات نضجها تظهر وألسنة الناس عمها الجفاف والقحط...


(4)

تعلن الخطوط السعودية عن إقلاع رحلتها رقم 729 والمتوجهة بمشيئة الله إلى المغرب على السادة الركاب التوجه إلى البوابة رقم 7 استعداداً للسفر.غرقت الحواس في عقل والد مسعودة ، وهو يغوص بجسده داخل مقعد الطائرة،وتضاربت جميعها، حتى أصبح الكره والبغض لتلك القبيلة هواء يستنشقه ليبقيه على قيد الحياة،بينما تعمقت عاطفته بشدة وهو يتذكر ابنته وما آل إليه مصيرها،ظل شامخاً في مكانه عاقد العزم على تخطي محنته مهما كلفه الأمر .ضائت أنوارالتنبيه لربط أحزمة المقاعد استعدادا للهبوط ، وماهي إلا دقائق معدودة وكانت الطائرة تحط رحالها معلنة تحقيق نقطة متقدمة لصالح الأب المنكوب.على الرغم من تفاوت الزمن والفرص المتاحة لعقل الأب من أجل التفكير، والعودة إلى طريق الحق( لاحول ولاقوة الا بالله ) والتمسك بزمامه ( اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها )،أبى فكره إلاَّ أن يتمسك بمعالم الشر وسط لمحات خافته كانت تحثه عليه.

كان وجه مسعودة لايفارقه،ودموعها المنهمرة يتعرقُ منها وجه،كأنه يصارع وحيها بين الفنية والأخرى،حتى طغت الحمى على بصيرته، فعُمِيت الأبصار، وأبُْصِرتْ النفس الأمارة بالسوء بجرم الخطيئة المرتكبة في حق عزيزة نفسه مسعودة.لحظات من الانتظار المر عاشها الأب المنكوب وهو ينتظر قدوم طائرة رحلته المرتقبة، لتقله نحو مسقط رأسه موريتانيا،ظل ينتظر وينتظر لساعات طوال، ولولا جموع المسافرين المتواجدين معه في نفس المكان لطار عقله.

من غير عادتها أن تتأخرالطائرة ولكن القدر قد استوجد مساحة أخرى من التفكير برأس المسافر عّله يتراجع عن عزمه.تسارعت جموع المسافرين لحظة سماعهم للصوت المتصاعد من السماعات الداخلية للمطار والذي يحثهم على سرعة التوجه للطائرة.نهض المسافر المنكوب على عجل، وغاص بجسمه النحيل بين الجموع المتجمهرة على باب الطائرة ،وماهي إلا لحظات قليلة حتى أخذ وضعيته الكاملة استعداداً للسفر.
سارت الأمور على مايرام ووصلت رحلته بسلام،وبدأت لحظته الحاسمة تدنو شيئاً فشيئاً ، وتيقنت روحه التي كانت تتصارع مع النفس أنه لم يعد هناك مجالاً للتراجع عن عزمه،استقل سيارة خلاصه وتوجه لدار ٍكان النقاء فيها قاعدة يسير عليها ربها.


(5)
أنا الحامل لعواصف الهموم ،جئتك طامعاً متوسلاً لتريح نفسي من هذا العذاب ،تأبط الشر في عقر داري ،نشر خطيئته داخل أحشائي،حاولت بشتى الطرق أن أزيحه،تذللت كثيراً،وبكيت كثيراً،وتصارعت كثيراً، بدون جدوى،لملمت أجزائي المبعثرة،وجئتك من أرض خطيئتي ،أحمل شرها، لينتهي مقامي إليك. انتهى الأب المنكوب من سرد قصته وعادت ملامح وجهه للصلابة من جديد وهو ينظر لمستضيفه.لم يكن مستضيفه سوى شيخٌ وقور، اشتهر في زمنه بين عامة الناس بالصلاح،وأنه يمتلك سر الحكمة، يقصده البعيد والقريب، ويشتكي له الظالم والمظلوم.نظر إليه رب الدار وقال له : فرَّج الله همك ثم سكت . ظلت دعوة الشيخ يتردد صداها في سمعه وهو جاثٍ على ركبتيه ،شاخص في الأرض ينتظر، وبعد برهة من الانتظار هم بالوقوف ،ليودعه الشيخ وهو يقول : هذا كله مرهون بكثرة الاستغفار.عادت الطمأنينة إلى وجهه وهو يغادر دار خلاصه ، تفجر الشوق في قلبه لأهل بيته ، أخذ يلود الشوارع يبحث عن وسيلة اتصال ،وماهي إلا دقائق معدودة حتى كان صوت ابنته يأتيه عبرالأثير، لتنطلق الدموع من عينيه قبل أن يبدأ بالسلام .نحتت دموع الحرقة في قلبه الحزن وهو يبادل ابنته الكلام ، ولكن، دعوة ذلك الشيخ ،عادت تنشر الطمأنينة في قلبه من جديد ، فاستغفر الله وصام عن الكلام.بعد أن قضى أيام معدودة ،زار فيها أهله وعشيرته ،غادر الأب المنكوب من جديد، حاملاً معه فرج ووصاية من به ارتجى ،فكان تارة يكثر الاستغفار وتارة يكثر الدموع،وظل على حاله حتى غلبه النعاس. ولكنه لم يعلم بأن الأبواب قد فتحت له ،وسمعه، من عينه لا تنام .

أقلعت الرحلة بمشيئة الله، وحطت رحالها بحمد الله ،بعد أن واجهت بعضاً من العواصف في طريقها، تنفس ركابها الصعداء وهم يشاهدون أضواء المدينة ويقتربون منها شيئا فشيئا،إلاَّ أحدهم ،كان لايزال يغط في نومه، يستند برأسه على نافذة الطائرة، يهتز بدنه ساعة، ويسكن ساعة، يشد من سكونه حزام مقعده الذي مازال مغلقاً منذ صعوده الطائرة.
لم يكن يتوقع كبتن الطائرة ،أن يحمل إليه هذا اليوم هذا الكم الهائل من المفاجئات وهو يشاهد سيارة مخصصة لنقل الموتى، تنقل جثمان والد مسعودة الذي رافقته المنية إلى مثواه الاخير.اخذ يتمتم ويَمْقَتُ عمله ويومه هذا وهو يخرج علبة جسائره ليحتسي منها سيجارة وهو يقول { الله يعين أهلوا ويصبرهم }.

قبل أن تكتمل الفرحة بقدومه،أشعلت الأحزان نيرانها في منزل أسرته البسيطة ،فما إن سمعوا خبر وفاته حتى عم السواد قلوبهم وتبدلت فرحتهم لحزنٍ لاينقضي اجله.أشعلوا عناقيد الحزن فوق دارهم ليعلنوا خبر وفاته فكان أول المتقدمين للعزاء صاحب خطيئتهم.


(6)
عظم الله أجركم ورحم الله أمواتنا وأمواتكم،نطقتها عيناه في صمت وهو يحدق نحو عمره لأول مرة.وجوه يكسوها الفقر والسواد كانت تقبع بجانبه النبيل ، لافرق هنا بين كبير أو صغير كلنا للتراب والدود يعشق لحمنا،الجميع هنا سواسية بثيابهم البالية ملتصقين به لضيق المكان.بعد سفر طويل عم السكون أرجاء ذكرياته ، وعقد العزم على تصحيح الخطيئة ،وإن كانت هي المشيئة المقدرة من فوق سبع سماوات.تسبيح وتهليل تطلقه والدة مسعودة وهي تقبع فوق سجادتها البالية،تجترذكريات رفيق دربها ،بينما كانت هناك طرقات متتالية تكاد تنزع بابهم المتهالك من جذوره ، ينقشع ضباب إنّ وعدك الحق ،يا أ الله ،يا أ الله ، تزف البشرى لوالدتها بصوتها المختلط بالدموع ، ها قد أتى .. نعم ها قد أتى ، لتنطلق " الزغروته " قبل أن تنقضي أيام عزائهم.

في مجتمع ينتشر فيه الخبر قبل أن يرتد الطرف،كانت الأفواه المسمومة تستنكر الخبر..!!كيف هذا !! ومابين مكذب ومصدق كان " موس " الوليمة يُسن وخراف الفرح تطأطئ رؤوسها من شدة الفرح في جو بهيج شهده الكل إلاَّ ذوو الحسب والنسب فقد كانوايحررون صك البراءة من فلذة كبدهم العاق..!!.
انتهى الجزء الأول


لجزء الثاني
(7)
حينما تزورني الأحلام أجد نفسي منبهرة لأنها تعيد لي ذكريات الصيف الماضي بآلامه وأوجاعه،فذلك الوجع صديدٌ لا ينقضي،وتلك الذكريات فاجعة من فجائع الزمان على الأقل بالنسبة لي.أنا لا أريد أن أتحدث عن نفسي كثيراً لأن حالتي الآن لو ترجمت على صفحات السماء،وساقتها الرياح في كل أرجاء الأرض ،لترنحت من أجلها قلوب البشرية،وانهمرت من أجلها الدموع،ربما يتخيل لي ذلك لأن المعاناة التي أعيشها سببت لي شقاء ليس بعده شقاء.
(8)
فقت على هذه الدنيا وأنا في عمر الزهور وربما انطلقت مني الكلمات البسيطة التي يرددها كل الأطفال كبابا وماما وتاتا الخ من الكلمات البريئة ولكني لم أشعر يوماً أن من كنت أدعوه ببابا قد غاب كله عن حياتي وأن من تبقى لي مجرد أم حملت على عاتقها أن تعيش كلا الجنسين ، بالطبع هي مضطرة على ذلك وأنا مضطرة أن أتقبل هذا الواقع بكل قسوته ومرارته وأن أتحمل ذلك الألم وذلك الحنين المتصاعد وأقاومه بكل قوتي فالحياة مازال فيها متسع والأيام بإذنه ستدوم بدون وجع.مرت من عمري خمسة سنوات كالبرق وكنت دائماً أتسائل لماذا لا ألتحق بالمدرسة كشقيقاتي من الأطفال؟!،كان السؤال لا يخرج من دهاليز عقلي ولكن كل جوارحي كانت تصرخ به وتردده في العمق وكانت الإجابة الوحيدة عليه والتي كنت أتلقاها من مجهول لا أعرفه هي أنني مازلت صغيرة وإن شاء الله في السنة القادمة سألتحق بالمدرسة.كنت متفائلة جداً ومشتاقة لأن أحمل حقيبتي كل صباح وأتجه صوب المدرسة وهذا التفائل هو سر سعادتي المؤقتة وأن ذلك الفراغ الذي سببه والدي بغيابه سيضمحل مع مرور الأيام ولكن وسوسة الشيطان كانت تسوقه إلي كلما أردت أن أخلد إلى النوم وسؤال ملح يدور في خاطري أين والدي؟.
(9)
درات الأيام ومرت الأيام كماتقول مؤنستي أم كلثوم ولكنّ الفجر لم يظهر أبداً لأنني بلا أوراق ثبوتية ، هذه الحقيقة نزلت علي كالصاعقة عندما علمت الأمر من والدتي.وهكذا تحولت حياتي لظلام دامس مازلت أعيش فيه وأصارعه إلى الآن،وكل المسببات التي ذكرتها والدتي لم تقنعني أبداً فتارة تقول بأن والدي لديه قضية تزوير وسجله المدني موقوف وتارة تقول وتارة تقول وبين كل هذه المسببات وجدت نفسي أكره والدي وأتذمر من عاطفته الفطرية بداخلي بل وأحاربها لأزرع بمكانها واحة سوداء من البغض والكراهية.في كل مساء كانت مؤنستي الوحيدة نافذة منزلنا المتواضع،كنت أسترق النظر من خلالها على ذلك العالم الخارجي،أتمعن في كل شيء ،السيارات التي تمر من أمامي، الأشخاص ، حتى القطط وعمال النظافة كانوا من ضمن اهتماماتي وتخيلاتي.ومع مرور الأيام وجدت نفسي معزولة عن عائلتي لاتربطني بهم أي صلة سوى أن جسدي معهم وعقلي يدور في ملكوت الله.
(10)
وفي يوم من الأيام بينما كنت أهيم في وحدتي،أتت والدتي ومعها عجوز زعمت هي بأنها جدتي وبأنها ستعيش معنا لأنها أصبحت وحيدة بعد زواج خالتي وانتقالها مع زوجها لمكة،لا أذكر حينها بأنني استوعبت الأمر لأنني لا أعرف من هي خالتي ولا أعرف من هي جدتي،وكل مايربطني بالمجتمع الخارجي مجرد تخيلات اتخيلها من خلال نافذتي الوحيدة ،صافحتها على عجل وعدت من جديد لنافذتي استرق النظر في ملكوت الله.لم يمضي يومان على سكناها حتى بدأت طلباتها تنهال علي من كل صوب ( إلاه بذاك .. جيبي ذاك .. اقبظي ذاك .. ) وعلى الرغم من تذمري الواضح إلا أنها ظلت تكرر تلك الاسطوانة وأنا أنفذ أمرها بكل برود حتى نفذ صبري وصرخت في وجهها ( الدحسه ).وبطبيعة الحال شكت فعلي لوالدتي التي لم تتردد في معاقبتي فانهالت علي بالضرب بدون رحمة أو شفقة.لملمت آهاتي في نفسي وأخرستها بدون أن أتذمر من والدتي لأنها آخر شيء أملكه في هذه الحياة وتناسيت الحادثة وكأنها لم تكن .
(11)
مرت من عمري عشرة سنين وأنا لا أجيد القراءة أو الكتابة وإن كانت معاناتي الحقيقية هي أنني فقدت إحساسي بالحياة فالموت والحياة كلهم بالنسبة لي سواء حتى أتاني المنقذ الذي انتشلني من ضياع الصراعات الداخلية التي كنت أعيشها مع نفسي. زوجتني أو بمعنى أصح باعتني والدتي بمبلغ 40 ألف ريال لرجل من القصيم ، بل قامت بجلب الشهود وإحضار الشيخ وعمل الوليمة بين عشية وضحاها ولم يستغرق ذلك الأمر سوى بضعة ساعات حتى وجدت نفسي يقتادني مولاي إلى مصير مجهول لا أعلمه.كانت فرحتي غامرة والنشوة تتصاعد من داخلي وأنا أجلس بجانبه داخل السيارة، أسترق النظر إليه تارة وتارة أتفقد سيارته الفارهة،بينما جلس هو يتحسس جسمي ويبتسم،وبدون أن أشعر دفعت بيده بقوة وانكمشت على نفسي، فتلاشت تلك الفرحة وتلك النشوة وتبدلت لخوف ورعب شديد لم أشعر به من قبل.قلت له بتلعثم :إلى أين نذهب؟!..ظلّ صامتاً لبرهة ثم قال وهو ينظر إلي : للفندق عزيزتي...لا ترتعبي فأنا زوجك على سنةِ الله ورسوله.مر يوم من قصة ضياعي لا أريد أن أتذكره،وإن كانت آثاره النفسية باقية حتى الساعة،تترجمها حالتي الشذوذية التي اعيشها الآن فكرهي للرجال ولمعاشرة الرجال كان منبعه من تلك الليلة.لم تنقذني صرخاتي وبكائي الحار من ذلك الجسد الضخم ، ولم تجدي نفعاً جميع محاولاتي للتخلص منه،فاستسلمت للأمر الواقع وقاومت الألم حتى النخاع.خمسة دقائق من العذاب كانت كفيلة بأن تدمر ماتبقى لدي من إحساس للأبد...







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« أين القناعة .. ؟؟ | بنت وقحه,,,,, »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحطيئة الشاعر سراج منير منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 0 05-19-2018 06:33 AM
الحطيئة سارية فى درب الرسول منتدى الشخصيات التاريخيه 5 06-09-2012 02:48 AM
ما الفرق بين الخطيئة والذنب والكبيرة ؟ عاشق الود منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 8 11-19-2011 11:20 AM
الدين و الخطيئة احمد يحي منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 1 08-21-2009 08:25 PM
طفل الخطيئة ( دراما جريئة ) .... خلود مواضيع عامة - ثقافة عامة 6 05-14-2008 08:44 PM


الساعة الآن 04:37 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩