المتهمة

[بحر القمر]

هناك في أرض تسودها الأحكام التعسفية,عشقت فتاة فقيرة الأمير الوسيم, وقد بادلها الحب وحملت منه من دون علم أحد, وفي أحد الأيام قرر الزواج بها, ورفض والده بشدة وحكم عليها بالموت, وبعد ولادتها قتلوها بوحشية ورموها في البحر, واستيقظت فجأة ولم أكمل حلمي, وعند المساء وبعدما غسلت يدي من الدم, قررت الذهاب عند الطبيبة والمحامية في نفس الوقت, وهي صديقة أمي السابقة, وعندما وصلت عند بابها ودخلت لا أعرف لما خفت وعدت, ورأتني موظفتها وأخبرتها, فخرجت تناديني ولحقت بي وأعادتني, ودخلنا مكتبها المرتب المريح, طلبت لي كأس عصير كي أهدأ أعصابي, كنت متلبكة وأرتجف يبدو أن حملي سيكون قاسي علي, وبعدما هدأت قليلاً فتحت قلبي لها وبدأت أخبرها بقصتي, لقد تزوجت من رجل كان متزوج قبلي, وزوجته توفت بعد ولادتها, وقد ربيت ابنته وأنا أحبها كثيراً, لكن توفي زوجي مقتولاً, ولا أعرف من قتله ولماذا, لكن الشرطة تتهمني بقتله ولم أعد أعرف ما أفعل خاصة وإن ابنته تشهد ضدي, ولم تدافع عني أبداً, ثم أخبرتها عن الحلم الذي رأيته, وعن الدماء التي كانت على يدي, وكيف أني منذ تزوجت وأنا أرى كوابيس, والتي ازدادت بعد وفاة زوجي, وأحياناً تكون أحلام مضطربة لا أفهم شيء منها, واحتارت الصديقة معي وما تفعل لي وكيف تساعدني, لقد تزوجت لأخلص من شيء لكني علقت بشيء أعقد منه, ولقد أصبحت الشرطة تراقبني فأنا المشتبه به الوحيد, وكأن هذا ما ينقصني, بقيت أتعالج عند صديقة أمي, وأخبرها بكل أحلامي الغريبة, وفي الأول رأيت امرأة على الشاطئ يغطيها الطين, ومشوهة الوجه من فعل أمواج البحر, وكانت حامل وقد ولدت على الشاطئ, حيث خرجت منها فتاة وقد فتحت عيونها مباشرة, ونظرت إلي بغضب مما جعلني أخاف وأستيقظ من نومي, والثاني رأيت فيه أفراد عصابة يرتدون ذي رجال القمامة, لكني عرفتهم وكشفت أمرهم للشرطة, وأنا لم أفهم معناهما مع أني اشعر أنهما لهما علاقة بما يحدث معي, وبعد انتهاء فترة حدادي على زوجي, والشرطة لم تجد أي دليل ضدي تركوني وشأني, وأخذت والدة زوجي ابنته عندها, وأنا عدت لبيت أهلي, وأصرت علي أمي أن أتزوج مرة ثانية, لكني كنت حامل من زوجي السابق, فقلت لها انتظري حتى ألد, لكنها لم تنتظر والعريس لن ينتظر, وبعد إصرار شديد تزوجت من رجل غني جداً, ومن شدة حبه لي كتب كل ما يملك باسمي, وكان هذا أيضاً شرط أمي لتوافق عليه فهو أكبر مني بكثير, وبعد أيام من السعادة التي لم تكتمل, تعرض لحادث سيارة, وبعد وفاته التقيت مع زوجته الأولى, وكم كانت قوية ومتسلطة, وقد علمت منها أنه كان في السجن قبل أيام من زواجه بي, وبعد خروجه لم يخبرها بأنه خرج, ثم بعد ذلك تفاجئت أنه تزوج, وكانت الشرطة تراقبها أيضاً لاشتباههم بأنها القاتلة, يبدو أن الشرطة لا تجد متهم إلا الزوجات في موت أزواجهم, وقد بدأت تزورني كثيراً ليس حباً بي, بل من أجل المال والميراث, لقد وضعت لي السم في الكأس, وأنا أعرف ذلك وقد كنت أسايرها كي لا ترتكب فعل أحمق يجعلني أخسر الجنين الذي تظن أنه من زوجها, وبعدما أوهمتها إني شربت الكأس جلسنا نتحدث في الميراث وأخبرتها أن كل شيء باسمي فلا تحاول أن تتعب نفسها وإن لم تصدق يمكنها التأكد من ذلك, وقلت لها اتركيني وشأني فلا شيء لك عندي, لكن من أجل الله تعالى وجنيني, سأعطيك النصف لأني لم أتزوج من أجل المال, وفي المحكمة أخذت كل منا حقها, وعند الوداع طلبت مني أن أعانقها لتشكرني لما فعلته معها, لكن يبدو أن في بالها شيء آخر, فعندما عانقتني حاولت ضربي على بطني لإيذاء الجنين, لكن الشرطي أوقفها في آخر لحظة لكن رجوته أن يتركها وإلا وكلت لها محامي على حسابي فتركها وأوصلها بيتها الذي كان باسمي ووجدت ورقة على الطاولة هي ورقة تنازلي عنه وإرجاعه لاسمها,