ما الشيء "الغير منطقي" في قراءة سيّدنا عثمان للقرآن في ركعة واحدة؟

[بحر القمر]

ما الشيء "الغير منطقي" في قراءة سيّدنا عثمان للقرآن في ركعة واحدة؟

قرأت منذ قليل تعليقات _ مُستفزّة للغاية _ معظمها استهزاء بسيّدنا عثمان وقراءته القرآن في ركعة !
ما الشيء الغريبُ في الأمر؟

في البداية: هذه المقولة صحيحة عنه وقد قرأ في ركعة واحدة القرآن كلّه، وليس سورة الإخلاص ثلاث مرّات !

ثانيًا: ليس من الخاطئ قراءة القرآن بسرعة مع مراعاة اللفظ الصحيح، ليست كل القراءة بالتأنّي !
عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يصحّ قراءة القرآن في أقل من ثلاثة أيّام، كان يقصد قراءة الفهم والتفقّه فيه..

في العقل والحساب
يوجد من بعد العشاء إلى الفجر حوالي ١٠ ساعات
وأنا على المستوى الشّخصي أستطيعُ قراءة الجُزء في ربع ساعةٍ قراءة سريعة مع مراعاة التّجويد.. إذا في ساعة واحدة أستطيعُ قراءة ٤ أجزاء..
في ١٠ ساعات أقرأ ٤٠ جزءًا والقُرآن لا يجاوزُ ال٣٠ جزءًا.. وهذا مع ما أنا فيه من ضعف إيماني وتقصيري وقلّة حيلتي !
فما بالنا بالصّحابة الأوائل الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم..

بل إن قراءة القرآن في ليلة واحدة لم تقتصر على سيّدنا عثمان فقط بل جاء بعده الكثيرُ ممن فعلها !
نحنُ الكُسالى فقط من نعظّم هذا الأمر ونجدهُ غير منطقيٍّ بسبب وسوسة الشيطان لنا..

ومن يقولُ بأنه قرأه في ركعة فماذا قرأ في الركعة الثانية ؟
الإجابة: لم تكُن هناكَ ركعةٌ ثانية! لقد كان يصلّي صلاةَ الوتر التي تتبع العشاء، ومن المعروف أن صلاة الوتر إمّا ركعة أو ثلاث ركعات.. على حسب كلّ مذهبٍ وطريق..

إذا الخلاصة، هذه ليست أسطورة مستحيلة! بل هو شيء واقعيّ.. وشيوخٌ كثيرةٌ تكلّمت عن هذا بالمنطق أو بالعقل أو بالدّين.. والباحث عن الإجابة فعلًا سيهتدي إليها..

ليس من عادتي أن أنشرَ شيئًا عن معتقداتي أو آرائي ولكني لم أستطع قراءة التعليقات المسيئة للغاية بحقّ سيدنا عثمان والبقاء على فمي مُغلقًا..
إن كان في كلامي شيءٌ ما خاطئ فجلّ من لا يُخطئ..

إن كنتَ مؤمنًا بالله ودينه فطُوبى لك.. وإن لم تكُن مؤمنًا بالدين فهذا شيءٌ يخصّك، ولكن لا تُؤذنا في شتم الصّحابة..