الأسماء

[بحر القمر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(و لكلّ إمرئ من اسمه نصيب )،
هذه مقولة قالتها العرب قديمًا
و العبارة صحيحة و تدعو الى التسمية
بأسماء فيها تفاؤل ،
من طرائف العرب :
ما رواه ابن دريد في الاشتقاق :
عندما سأل أحدهم
( ما بال العرب سمّت أبناءَها بالأسماء المستشنعة !
وسمّت عبيدها بالأسماء المستحسنة؟
فقال: لأنها سمّت أبناءها لأعدائها،
وسمّت عبيدها لأنفسها"
كان العرب يسمون أولادهم بأسماء مثل

كليبا وصخرة و الصمّة وحرب و مرّة ...الخ
لأجل أعداءهم ،حتى يهابوهم ،
و كانو يسمون عبيدهم بأسماء مثل :
محبوب و مرزوق وفلاح ...إلخ
لأنّ هذه الأسماء لهم ، فيها تفاؤل لخدمتهم ،
.........
لو لاحظنا شيء فهذه التسمية تدل على الحالة النفسية ،
وشيء يخص علم النفس ،
و أيضا تكرار الاسم وارتباطه بما حوله من محسوسات ،
يولد في النفس شيء من ارتباط الاسم بالشيء ،

................
الاسلام حثنا على اختيار الاسم الحسن :
في الحديث عن الرسول عليه الصلاة و السلام :
( من حق الولد على الوالد : أن يحسن اسمه )

و في حديث آخر :
( إنكم تُدْعَون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم ).
.........
وهناك أحاديث كثيرة : غيّر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أسماء جميلة فيها تفاؤل ،
فقد كان يحبّ التفاؤل بالاسم الحسن :
ومن هذا القبيل أن رجلًا ذُكِر عند النبي صلى الله عليه وسلم يقال له: " شهاب " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أنت هشام "، ورجلٌ آخرُ سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن اسمه فقال: " غراب " فقال صلى الله عليه وسلم: " بل اسمك مسلم ".

وكان اسم زينب بنت جحش رضي الله عنها " بَرَّة " [من البِرّ]، فغيّره النبي صلى الله عليه وسلم إلى زينب.

وجاءت عند النبي صلى الله عليه وسلم عجوز من صديقات خديجة رضي الله عنها، فسألها عن اسمها وتفقّد حالها، فقالت: أنا جَثّامة المُزَنِيّة، فقال صلى الله عليه وسلم: " بل أنت حسّانة المزنية ".



كما كان صلى الله عليه وسلم يغير الأسماء المستنكَرةَ للأماكن، فقد مرّ على قرية تُسَمَّى: عَفِرة [هو من العُفْرة: لَوْنِ الأرض]، فسمّاها: خَضِرة، ولما قدِم المدينة واسمها يثرب لا تعرف بغير هذا الاسم، غيّره بطيبة.

.......