..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..


العودة   منتديات بنات مصر > منتديات ادبية > قصص - روايات - بقلم الاعضاء

آخر 12 مواضيع
صدفة البحر
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 0 -
ياليت قومى يعلمون ..مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : العاشق الذى لم يتب - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 3 -
زكاة المال ام الضرائب تابع مسابقة أفضل موضوع
الكاتـب : طبيب الهوى - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
دعوة لنقاش تابع مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 9 -
مسابقة اجمل موضوع
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 9 -
سئمت الصمت
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
الفرق بين الكسل والايمان
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 15 -
رأيك خير دليل
الكاتـب : شاعر الانسانية - مشاركات : 6 -
شاعر الأنسانيه مبارك الأشراف
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الانسانية - مشاركات : 16 -
أيران وحرب الجرذان
الكاتـب : ساحر الأحزان - مشاركات : 12 -
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : طبيب الهوى - مشاركات : 16 -
أمل
الكاتـب : د/ عبد الله - مشاركات : 9 -

الإهداءات


امل جديد .. ثصة رومانسية حزينة طويلة

قصص - روايات - بقلم الاعضاء


2معجبون
  • 1 Post By يحيى الفضلي السودان
  • 1 Post By بحر القمر

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /06-06-2022, 12:27 AM   #1

عضو فعال

 

 رقم العضوية : 103332
 تاريخ التسجيل : Feb 2018
 العمر : 44
 الجنس : ~ رجل
 المكان : الإسكندرية
 المشاركات : 471
 الحكمة المفضلة : السعادة الحقيقية في رضي الله
 النقاط : belly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 15700
 قوة التقييم : 0

belly غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي امل جديد .. ثصة رومانسية حزينة طويلة

هذا العمل طويل للغاية
لكنني للاسف لن اجد الوثت لتقسيمه

أمل جديد قصة رومانسية حزينة

إنحدرت دموع ساخنة قانية ملتبهة من قلبه و هو يسير بجوار زوجته الحبيبة في هذا الرواق ، كانت تسير بصعوبة بالغة هي هي تتكئ علي ذراعه بجل وزنها و تتقدم بخطي بطيئة كسيرة تشعر معها كما لو كانت تفقد جزء من قوتها مع كل خطوة ، أحس بكيانها الرقيق الحنون و هو يئن بين ذراعيه حين كان يمسك يمناها بقوة و يحتضنها بيسراه ، كانت مثل الفرخ الصغير الذي سقط في كوب ماء مثلج ثم خرج منه بعد جهد رهيب ، لتضربه موجة هائلة من هواء شديد البرودة !

كان هذا فوق إحتماله و لا يقدر علي تخيله ، و عادت ذاكرته إلي هذه الزوجة الطيبة الرقيقة و إلي بسمتها الخلابة التي كانت تملأ قلبه فرحة و سروراً و تنشر السعادة في كل الموجودات التي تحيط بها ، ثم تحولت هذه البسمة الآن لمجرد نقطة شاحبة تغتصبها فوق فمها لتداري بها الآلام التي تنتشر في كل خلية بجسدها الصغير الطيب ، لكم تغيرت الأحوال !

هذه الفراشة الحسناء التي كانت كلها حيوية و نشاط و سعادة و مرح قد تبدلت و تغيرت لتتحول إلي هذا الكيان المتألم الذي يجد صعوبة بالغة في السير لمسافة لا تتجاوز الأمتار العشرة علي أقصي تقدير ؟

حاول نسيان كل هذه الأفكار السوداء و كتم دموع قلبه بإصرار غريب حتي لا يؤلم زوجته ، فلو ترك لها العنان لطفت علي عينيه و هطلت منهما كمطر غزير و هذا كفيل بجعل زوجته تصاب بحزن عميق من أجله ، هذا هو آخر ما يرغبه في الدنيا ، فلا يريد أن يجعلها تحزن و تتألم أكثر فوق ألمها الذي فاق كل الوصف .

و أخيراً أجلسها برفق و حنان فوق أحد مقاعد الإنتظار و ندت منها صرخة ألم مكتومة حاولت هي جاهدة منعها لكن أعصابها خانتها و كانت هذه الصرخة الخافتة مثل الخنجز الذي إنغرس في صدره و مزق قلبه ثم تحرك في قوة ليمزق كل شرايينه و أوصاله ! ، إن حبيبته تتألم و تصرخ و المرض ينهش في كيانها و يجعل أيامها عذاب و حياتها مرار و نومها سهاد و حتي أنفاسها مشقة !

و هو يقف عاجز .. عاجز تماماً عن تقديم أي عون .. آه من هذه الدنيا الغريبة !

لكم قال لها هذه العبارة :-

- روحي فداكِ يا زوجتي الغالية الحبيبة !

كان يقولها من قلبه و هو صادق و مؤمن بها ، لكن أني له بتطبيق ذلك ؟ لو أنه إستطاع أن يعطيها كل قوته مقابل أن تعود مثلما كانت لما بخل ، و لو أن فقدان حياته أعاد لها بريق الصحة و العافية لما تردد ، بل لو أنه تخلي عن بصره مقابل أن تعود لها ربع صحتها لما فكر ! ، لكن كيف ؟ ، كيف !

إنه يتحرق في كل ثانية لأجل هذا الوجه الذي إحتله الألم و العذاب و المرارة و سكنه شحوب دائم لا يختفي ، كانت جميلة ؟ ، كلا ! ، لقد كانت فا.تنة ، لا لا ! ، هذا غير سليم، فلقد فاقت حد الجمال و الفتنة بدرجة لا تصدق ، لقد كانت أجمل شئ وقعت عليه عينيه ، إنها فتنة مجسدة تمشي علي قدمين ، كل شئ بها جميل و رقيق و حنون ، كل شئ بها أحبه و هام به و عشقه و تغزل به أيضاً ، بداية من شعرها البني الناعم الحريري و حتي قدمها الرقيقة الحلوة التي كان يعشقها و يتغزل بها دوماً لدرجة أنها كانت تقول بدهشة ممتزجة بالسعادة :-

- إنك أول زوج يتغزل بكل شئ في زوجته !

و كان رده الوحيد و المنطقي :-

- هذا لأنني الزوج الوحيد الذي حظي بالأنثي الوحيدة ذات الجمال البشري الكامل علي وجه الأرض !

وقتها كان قلبها يخفق في قوة و سعادة و تتضرج وجنتاها شديدتا البياض بحمرة الخجل و رغم كل ذلك كانت تندفع نحوه بسرعة !

تندفع لترتمي بحضنه و تنسي نفسها ، كانت تشعر و هي في أعماق ذلك الحضن أنها مجرد طفلة صغيرة ، كانت سنواتها الـ 25 تتضائل بغتة و تنسي متاعب الحياة و مشاكل البيت و إرهاق العمل المنزلي و تتحول إلي طفلة لا تشعر سوي بالأمان و الحنان و الحب و السعادة ، كانت تشعر أن هذا الرجل ليس زوجها فقط ، لكنه حبيبها و صديقها و معشوقها و والدها !

أجل والدها ، لذلك كانت تتدلل عليه و تداعبه ، بل أنها كانت تصر علي أخذ "عيدية" منه في كل عيد ، و تضرب الأرض بقدميها في غضب جميل مثل الأطفال لو أنه عابثها و تظاهر بأنه لا يملك نقوداً ، و كانت تطلب منه شراء حلويات و علكة كل يوم لها ، لقد كانت طفلة كبيرة بالفعل ، لكنها طفلة كلها أنوثة و دفئ و حنان !

و آه من الشيكولاته ! ، إنها تصاب بحالة من الفرحة الهستيرية و تصفق بيديها في جذل كلما أتحفها بقالب من الشيكولاته بعد عودته من العمل الشاق ، و كانت تصر علي شئ غريب ، فرغم حبها الشديد بالشيكولاته إلا أنها كانت تصر علي أن يبدأ هو بأكل قطعة ثم تكملها هي ، و تفسيرها كان رقيق و حنون مثلها و هو :-

- أن شفتيه تجعلان من مذاق الشيكولاته أحلي و أجمل و أرق بكثير !

ندت من شفتيها صرخة ألم مكتومة – كعادتها – جعلته يلتفت نحوها في جزع و هو يشعر بقبضة باردة تعتصر قلبه و صدره في قسوة لا حدود لها و قال لها بصوت حاول أن يجعله هادئاً ، إلا أن الحزن هدجه رغماً عنه :-

- سلامتك يا حبيبتي ، فداك نفسي و روحي و كل كياني ، ماذا بكِ ؟

كان سؤاله بدون معني ، فهو يعرف حقيقة ألمها و أن ذلك المرض هو سبب كل شقائها و تعاستها و عذابها ، إلا أنها إغتصبت إبتسامة بدت شاحبة للغاية و هي تهمس بصوت ضعيف متقطع من فرط الألم و الدوار :-

- لا عليك يا حبيبي ، لقد شعرت بألم مباغت فندت مني هذه الصرخة ، إنني لا أريد أن أزعجك أو أكون مصدر ألم أو حزن لك .

بذل جهد هائل حتي يخفي هذا الحزن الذي يعتريه و يخترق كل كيانه و هو يرسم إبتسامة بدت غير واقعية و هو يهمس في أذنها :-

- ماذا تقولين يا رشا ؟ ، إنك أنتِ حياتي و سعادتي و فرحتي و كل كياني ، أنتِ الأمل و الحب و السعادة و الحنان و السكينة ، أنتِ زوجتي و اختي و أمي و صديقتي و حبيبتي و رفيقتي و ملهمتي و كل شئ ، إن بسمتي سببها أنتِ و قوتي سببها أنتِ و نبضات قلبي تتغني بإسمكِ أنتِ !

رغم ألمها ابتسمت ابتسامة واسعة جعلت وجهها الشاحب يضيئ بجمال حقيقي لا يمكن أن يخفيه سوي الموت نفسه و هي تقول :-

- ما أسعدني بسماع كلماتك الحلوة هذه يا طارق ! ، إنها تقع علي قلبي مثل البلسم الشافي علي الجرح الملتهب النازف !

ثم تغضن وجهها بالحزن و هي تتابع :-

- و لكن في نفس الوقت أشعر بالأسف و الألم بسبب....

قبل أن تكمل عبارتها سمعت الممرضة تنادي علي إسمها في رواق المستشفي فنهض طارق بسرعة ثم أنهضها في حنان ممتزج بالرفق و اللين و إن لم يمنع ذلك من صرخة ألم تصدر منها كتمتها لتتحول إلي شحوب علي وجهها و إنكسار في عينيها و لم يغب ذلك عن قلبه ، فكظم حزنه من أجلها في داخل نفسه و هو يحتضنها في حنان جارف مراعياً ألا يضغط كثيراً علي جسدها الضعيف المشحون بالألم و العذاب حتي لا تشعر بألم أشد ، و كان يسير معها بخطوات بطيئة للغاية ، خطواتها هي ...

و في كل خطوة يشعر بجسدها يئن و يشكو من عذابه ، وفي كل خطوة يشعر أن قلبه يصرخ و يبكي و ينهار لأجل عذابها هذا الذي تحيا به منذ أن إعتمر جسدها ذلك المرض الرهيب .

دخل إلي الغرفة التي بها ذلك الجهاز الطبي الخاص الضخم و أجلسها برفق الدنيا كله علي ذلك الفراش الطبي ثم نزع عنها النصف العلوي من ثيابها و أدارت هي وجهها عنه في ألم و ضيق و مذلة و خسران !

لكنه ربت علي وجهها في حنان و إنصرف بعد دخول الممرضة ، لقد راعي ان يكون العلاج في مكان به ممرضات ، حتي لا تتكشف عورة زوجته علي رجل غيره ، حتي لو كان من يباشر علاجها طبيب فهو في النهاية بمثابة رجل غريب ، و هو لا يطيق أن يتطلع إلي جسد زوجته أي إنسان غيره حتي لو كان ينظر لوجهها ، بل حتي لو كان يتابع أصبع قدمها الصغير !

مشي إلي نهاية الممر و إنتظر علي نفس الكرسي الذي كان يجلس عليه منذ قليل و هي بجواره ، ثم طافت بذهنه آلاف الأفكار ، إنه لا يدري ما سر هذا المرض الذي هاجمها فجأة بضراوة و قسوة لا مثيل لهما و حول جمالها الصارخ المذهل إلي وجه شاحب متألم كسير ، صحيح أنها كانت في نظرة لا تزال *************** رقيقة حنونة و لكن نظرة عينها المنكسرة تجعل قلبه يتكسر و يتمزق في كل ثانية مائة ألف مرة ،فلا يتخيل أن تكون حبيبته و زوجته في هذه الحالة المؤلمة ، كيف لهذا الجمال أن يعاني و يتألم و يصرخ من فرط العذاب ؟ ، كم هو قاسٍ ذلك المرض ، قاس و لعين و لا يرحم أحداً قط !

إن هذا المرض جبان ! ، أجل جبان و تافه ، فهو يهاجم إمرأة رقيقة ضعيفة طيبة مثلها و يأبي ان يهاجمه هو ! ، لكم تمني آلاف المرات أن يتحول مرض زوجته إليه ، فهو لا يبالي بفقد قوته و صحته و عافيته من أجلها ، لا يبالي بأي شئ علي الإطلاق في هذا الكون سواها ، يريدها أن تكون في أتم و أحسن صحة و يريدها أن تكون سعيدة ، سعيدة مبتهجة و يعود لها ذلك الضوء الذي كان يغشي قلبه و عينيه كلما تبسمت في وجهه بفرحة !

وجد نفسه يبكي !، يبكي بكاءاً مراً شديدة ، فلقد فاق الأمر كل جهود كتمانه و محاولة إدعاء الشجاعة ، إن قوته و بأسه كان مصدرهما هي ، فبسمة واحدة منها كانت تجعله يواجه كل صعاب حياته بدون تردد أو قلق و لمسة حانية من أصابعها الصغيرة الرقيقة الدافئة لوجنته كفيلة بجعله يتحدي كل المشاكل و الآلام التي تقابله في عمره ، و حضن واحد من أحضانها الناعمة الرقيقة كانت تدفع بكمية لا نهاية لها من السعادة في ثنايا قلبه !

سمع إحدي الممرضات تقول بصوت حزين لزميلتها :-

- ياله من مسكين ! إنه لا يتصور الحياة بدون زوجته !

رغم أن الممرضة كانت تهمس بالعبارة في صوت خفيض و نبرة حزينة إلا أن الكلمة إنغرست في روحة بقسوة شديدة :-

-

الحياة بدونها ؟

كلا ! إن وقع الكلمة نفسها غريب علي أذنه و لا يتصوره قلبه و لا يتخليه عقله ، تباً لهذه الممرضة البلهاء اللعينة !!

قال في نفسه :-

- أيتها الممرضة الشيطانية ! سوف تحيا زوجتي ، سوف تحيا و تعيش أكثر منكِ و سوف تحضر جنازتك بنفسها أيتها الشمطاء اللعينة !

رفع بصره نحو الممرضة بعين لم يزل بها الدمع ، و لكن نظرته الصارمة القوية جعلتها ترتجف و هي تتمتم رغماً عنها :-

- يا إلهي ! لقد سمعني !!

و لم ينجيها من هذه النظرة القاسية سوي صوت الممرضة التي بجوار غرفة الجهاز الطبي و هي تنادي علي إسمه معلنة إنتهاء جلسة العلاج ، فنهض بسرعة شديدة و لم ينسَ أن يحدج الممرضة بنظرة قاسية غاضبة جعلتها ترتجف أكثر قبل أن تتحول قسوته إلي حنان و صرامته إلي رقة و شدته إلي رحمة بمجرد أن رأي زوجته و هي ممددة علي السرير و ترسم علي شفتيها بسمة واهنة مرهقة ، و كان أول شئ فعله هو أن طبع قبله حنونة علي خدها و هو يهمس في أذنها :-

- حمداً لله علي سلامتك يا أميرتي .

فقالت بصوت حاولت أن تجعله طبيعياً بصعوبة :-

- سلمك الله يا زوجي من كل سوء .

ثم ألبسها ثيابها و في هدوء و بساطة قبل أن يحتضنها بيسراه و يسير معها ببطئ و قد سره أن ألمها قد خفت قليلاً ، فلم يعد جسدها يرتجف من الوجع بعد كل خطوة و كان تنفسها طبيعي لحد كبير .

وصل بها إلي المنزل و أمام الباب قال لها باسماً :-

- ما رأيك في أن نكرر أول لقطة في حياتنا الزوجية ؟

قالت في هدوء و قد عاد صوتها الرقيق للظهور بدون شحوب أو ألم :-

- كيف يا طروقتي الحبيب ؟

قال في سرعة :-

- هكذا يا ريري الرقيقة !

ثم حملها علي ذراعيه في بساطة ، و هالة الأمر ! ، لقد إنخفض وزنها إلي حد كبير بسبب ذلك المرض اللعين ، لكنه أخفي ألمه و حزنه بداخله خصوصاً و أن بسمة *************** قد طفت علي شفتي زوجته بعد هذا الفعل، ثم دلف بها إلي الشقة و مددها بحنان علي الأريكة و هو يتأملها في تركيز ، حتي أنها شعرت بالخجل و هي تقول له :-

- لماذا ترمقني هكذا يا حبيبي ؟

وضع يده علي ذقنه و هو يقول لها :-

- إنني أحسد نفسي يا زوجتي الغالية ، فأنا الوحيد الذي يملك في منزله أجمل أنثي في كل هذا الكون و أكثرهن رقة و طيبة و حناناً !

لم يغادر الشحوب وجهها و إن إكتسي بحمرة خافتة من الحياء و هي تقول :-

- إن كلماتك هذه تجعل قلبي يخفق بحبك في كل نبضة و لا يرغب بشيئ من هذه الدنيا سوي مطالعة وجهك الحنون .

قال في خبث شديد :-

- حقاً ؟ و لو أن وجهي حنون ، فماذا عن وجه حورية الأرض الساحرة ؟

لم تنطق و إن شف وجهها عن حياء شديد ، فقال هو حتي يعفيها من ذلك :-

- يكفي كسلاً ، هيا لنغير ثيابنا ...

مد يده لينزع عنها حذائها فقالت في حرج :-

- طارق، لا داعي لذلك أبداً !

تبسم دون ان ينطق بحرف ثم خلع حذائها و ذلك الشراب الشفاف القصير الذي كانت ترتديه لكنه فوجئ أن قدمها باردة للغاية ، ربما بسبب الجو أو أن المرض يجعلها بحاجة للدفئ ، فقال لها :-

- ما بكِ يا حبيبتي ؟ إن قدمك باردة بالفعل !

فإبتسمت في شحوب و هي تتمتم :-

- لا عليك يا زوجي الحبيب إن هذا يحدث لي منذ فترة بسيطة .

قال طارق علي الفور :-

- و لكنني لا أرضي بهذا أبداً ، كيف لقدم أميرتي الحنونة أن تكون باردة هكذا ، سوف أقوم بتدليكهما يا حبيبتي ...

بدأ يدلك قدميها بالفعل في رقة و حنان ورغم ذلك لم تدفئا إلا قليلاً فقال لها باسماً :-

- لدي حل جذري لذلك يا حبيبتي ...

قام برفع قميصه و فانلته الداخلية قليلاً ووضع قدميّ زوجته الباردة علي بطنه الدافئة حتي يتسرب دفئها إليها، و كان هذا مقلق في البداية بسبب البرودة المفاجئة التي أصابت بطنه و لكنه إحتمل ، إحتمل لأنه يحبها و لا يتصور أن تعاني من أي شئ في الكون دون أن يساعدها و يساندها و يبذل كل شئ من أجلها !

و كانت رشا في قمة الإحراج لشعورها أنها لا تستحق !

لا تستحق كل هذا التدليل و الرعاية و العناية من زوجها ، فهي تري أن أنوثتها قاصرة و هو يستحق من هي أكمل و أجمل منها بكثير ، و كأنما سمع طارق ما يدور في ذهنها ، فقال في سعادة و هو يضم قدميها أكثر علي بطنه و التي أصبحت دافئة بالفعل :-

- إنكِ أجمل و أرق أنثي يا رشا ! ، و قدري حسن لأنني إستطعت أن أنالك زوجة حبيبة مخلصة وفية !

قالت رشا ببعض الحرج :-

- بل أنت رجلي و فارسي و حبيبي و أجمل شئ حدث في كل حياتي ، لكنني أثقل عليك هكذا و ما كان يجب أن تمسك قدمي بيدك أساساً !

أبعد قدميها عنه بعد أن أصبحتا دافئتين تماماً و تأملهما ، كانت رشا تعتني بهما جيداً و تهتم بنظافتهما لحد غير عادي ، و تهتم بوضع الزيوت و الكريمات عليهما حتي تصبحا في أحسن حال ، لدرجة أن الرائحة الطيبة كانت تتصاعد منهما !

الذي لا يعلمه طارق أن رشا كانت تتعمد ذلك !، تتعمد أن تعتني بنفسها أكثر من اللازم ، فرغم تعبها و ألمها و مرضها الشديد ، كانت تهتم بنظافتها و جمالها و سحرها و ثيابها ، فهي تريد أن تعوضه عن أي شئ قصرت فيه ، كانت تريده أن يشتهيها في كل لحظة و في كل نظرة و كل ثانية ، كانت تعلم أنها مريضة وأن المرض قد إلتهم الكثير من رقتها و جمالها ، لذلك كانت تفعل المعجزات لكي لا يري أنثي في الكون سواها !

و لم تكن بحاجة فعلية إلي ذلك ، لأن طارق بالفعل كان لا يري غيرها ، مهما كثرت أمام عينيه نساء حسان و بنات فاتنات ، كان يشعر نحوهن بشعور غريب و هو أنهن رجال مثلة ! ، لا شئ فيهن يمكن أن يجذبه ، أو حتي يجعله ينظر نحوهن للحظة في تأمل ، فهو قد إدخر كل مشاعره و عواطفه و رجولته و قوته من أجلها هي ، هي فقط و لا سواها !

قال لها في هدوء:-

- أنا أعشق كل شئ بكِ يا رشا ، و أي شئ تلمسينه يكون جميل لأنه كان سعيد الحظ و لامس أناملك الرقيقة الحنونة الطاهرة ، أحب أن أجلس علي الكرسي الذي نهضتي عليه من فورك ،لأنه لامس جسدك الرقيق و لا يزال به دفئ كيانك الجميل ، أحب أن أضع هاتفك الجوال علي أذني بعد إنتهائك من مكالمة طويلة ، حتي تشعر أذني بدفئ أذنك و أقبل موضع ميكروفونه لأنه كان يصله صوتك الرقيق ، أحب أن أشرب من الكوب الذي شربتي منه و من نفس الموضع حتي تلامس شفتاي نفس الموضع الذي لامسته شفتاكِ ، فطعم الشراب يكون أحلي و أرق و ألذ من شفتيكِ الرقيقة الحلوة الناعمة ، أحب تنفس الهواء الذي تتنفيسه يا حبيبتي ، أحبك كل شئ منكِ ، أحب مداعبة قلمك لأنه كان سعيد الحظ و أحاط بإصبعك ، أحب أن اتحسس خطك و أقبل الورقة التي تحويه ، حتي إنني كلما أمسكت كتاب و رأيت به إسمك أضمه إلي قلبي بفرحة و حب كما لو كان وليدي الأثير ، أنا أحبك يا رشا ، أحبك كما للحب أن يكون أحبك كما لم يعرف كل العشاق العشق مثلي !

إحتضنت رشا وجه طارق بأناملها الصغيرة الطيبة الدافئة و هي تقول :-

- لا أدري ماذا أقول أمام قصيدة العشق الرهيبة هذه يا أحلي طارق في الدنيا ، أنا عاجزة عن النطق ، فحبك الرهيب الذي تحيطني به أعجزني عن التعبير ، إنني أحبك لدرجة فاقت كل خيالات الشعراء ، إن الشعراء يعيشون في حالة من الخيال و الوهم ، لكنني أعيش حب حقيقي ، حب واقعي ، كلما لمست وجهك الجميل شعرت بالحب يغمرني و كلما سمعت صوتك الحنون إنتباتني حالة من العشق الفريد و كلما تخيلتك في عقلي شعرت ببسمة هائلة ترتسم بحضن قلبي لتنقل فوراً إلي شفتاي ! ، إنك أنت حلمي الجميل اللذيذ ، ذلك الحلم الذي تحول إلي حقيقة ، و المدهش أن الحقيقة فاقت الحلم جمالاً و سحراً بمراحل لا تحصي ، أحبك يا طارق! ، أنا أحبك ! ، أحبك ! ، أحبك لآخر نفس في صدري !

أمسك طارق أنامل رشا و ظل يقبلها و يتشممها في سعادة ، كانت أناملها رقيقة صغيرة طرية دافئة ناعمة تتصاعد منها رائحة طيبة للغاية ، و لم ينجح المرض في النيل من أغلب رقتها ، و أكثر لحظات يومه سعادة عندما يمسك يدها الرقيقة و يشبعها تقبيلاً و إحتضاناً و تمريراً علي وجهه .

بدأت بسمة خلابة جميلة ترتسم علي وجه رشا الحنون ، و لم يقدر طارق علي الرد علي كلمات رشا الرومانسية ، لكن كل قبلة تحط علي يدها كانت بمثابة رسالة حب قصيرة ،قصيرة لكنها ملتهبة لدرجة أن خفقات قلبها المحبة كانت ترتفع أكثر فأكثر !

و بعد دقائق طويلة من ممارسة هوايته الأثيرة في تقبيل و تنسم عبير يد زوجته ، قال لها في حنان شديد :-

- هيا بنا يا أجمل زوجة في الكون .

فإبتسمت ببعض الحياء و هي تقول :-

- أحبك يا أحلي و أرق طارق!

حملها في خفة لا تخلو من حنان ووضعها علي الفراش و بدّل ثيابها في رفق حتي لا تتألم أو تشعر بأي إرهاق ثم غير ثيابه بملابس المنزل و قالت هي :-

- إنك تفعل كل شئ عني لدرجة شعوري بأنني إبنتك لا زوجتك يا طروقة !

قال في سرعة :-

- إنكِ إبنتي بالفعل ! ، إبنتي الصغيرة المدللة الرقيقة التي أفعل لها كل شئ بحياتها لأنها مسئولة مني في كل أمرها .

صمت لحظة ثم تابع :-

- وقت الطعام !

و خلال وقت قصير كان قد جهّز طعام العشاء و وضعه علي طاولة صغيرة أمامها علي الفراش ، فقالت بألم :-

- إنك تضايقني هكذا يا طارق! ، فكان يجب أن أقوم أنا بهذا الواجب و لكنه المرض الذي حل بي و جعلني عاجزة و هو ...

و ضع طارق إصبعه علي شفتيها الرقيقة كي يمنعها من الإستطراد و هو يقول :-

- دعكِ من كل هذا يا ريري ، إنكِ حبيبتي التي أعشقها و علي أتم إستعداد لأن أفديها بكل كياني ، دعكِ من هذه الشكليات التافهة.

أمسكت بكفه و قبلته في حب شديد و هي تتنسمه و تمرره علي وجهها كما لو كان وليدها الذي حرمت من رؤيته لأعوام و هي تقول :-

- لو أنني بحثت في كل هذا الكون عن رجل مثلك يا طارق، لما وجدت ! ، إنك أجمل و أحن و أطيب و أطهر رجل رأته عيناي يا زوجي الحبيب !

وجد نفسه يحتضنها في رفق و هو يقول : -

- حبيبتي ، أنتِ أجمل إنسانة بالدنيا و لا أريد سوي قربك .

حاولت هي ان تمنعه من ضمها إلي أعماق صدره ، و فهم هو سبب ذلك، لكنه ضمها حتي غابت بكل كيانها داخله ، ثم أحس بها تبكي ، فأرسلها و هو يقول في جزع :-

- ما بك يا حبيبتي ؟ ماذا يبكي عيونك الرقيقة الحنونة ؟

حاولت السيطرة علي نفسها و هي تمسح دموعها قائلة :-

- إنني أبكي من فرط حبك لي و من عدم تصديقي لهذه السعادة التي تغمرني !

نظر إلي عينيها العسلية الجميلة التي لم يقدر المرض علي محو كامل جمالها و هو يقول لها بحب دافق :-

- بل أنا الذي لا يصدق أن أنثتي الحنونة بهذا الجمال و تلك الرقة .

نظرت له نظرة أودعت فيها كل مشاعر الحب الذي يعتمل في قلبها نحوه ، فإبتسم و هو يقول في مرح :-

- سوف يبرد الأكل أيتها الطفلة العابثة ! ، دعي والدكِ يطعمك !

و بدأ في إطعامها ووضع الأكل في فمها الرقيق بمنتهي الحب و السعادة ، كان يعرف أن طبيعة العلاج الذي تأخذه يجعل شهيتها شبه معدومة نحو الطعام لذلك كان يبالغ في تدليلها حتي يجعلها تأكل أكبر قدر ممكن كي لا يصيبها الهزال و الضعف ، إضافة إلي أن هذه عادة لديه ، عادة إطعامها بيديه لأنه يشعر أنها أقرب إليه من نفسه بالفعل و أحب إلي من عينيه ، و لما أحس أنها بدأت تشبع رغم بساطة ما أكلته لجأ إلي الحيلة ، فأمسك بلقمة كبيرة و أكل جزء منها .. فسارعت هي بإمساك يده و أكل الجزء الذي تبقي من اللقمة ! كانت تحب كل شئ منه هي الأخري و تعشق كل كيانه و تتمني أن تذوب بداخله حتي يصبحا جسداً واحداً !

ظل يتّبع نفس الإسلوب حتي قالت في النهاية :-

- هذا يكفي يا طارق، لقد أكلت أكثر من الأيام الخوالي نفسها !

كانت تقصد بالأيام الخوالي تلك الأيام قبل إصابتها بذلك المرض اللعين !

ثم تبسمت هي في هدوء و قد شعرت أن بعض نشاطها رجع لها و تصنع هو البسمة و إن كانت نفسيته محطمة و ممزقه من الداخل ، فقد تذكر ، تذكر هذه الأيام التي كانت فيها غادته و حبيبته سليمة و بعافية كبيرة ، تذكر عندما كانت تحضر له طعام الفطور قبل ذهابه للعمل و عندما ترغب في إيقاظها كانت ترتمي في أحضانه و تقبل وجهه ثم تدفن رأسها في صدره لتسمع دقات قلبه ، وقتها كان يبتسم في سرور و هو يشعر كما لو كان بداخل جنة و في حضنه أجمل حورياتها و يكون أول شئ تطالعه عيناه هو وجهها الفاتن شديد البياض الحنون و أول شئ يلامسه هو شعرها الحريري و جسدها الناعم الطري الدافئ ، لكن ... كل هذه الأيام قد ولت بعد ذلك المرض الذي نال منها الكثير و ...

قاطعه صوت سعالها الشديد ، ذلك السعال الذي ياتيها دوماً في نوبات رهيبة مرعبة شديدة الوطأة ، ظلت المسكينة تسعل في قوة حتي أنها كادت أن تفرغ معدتها نفسها من فمها ، فسارع بالركض نحوها و ربت علي ظهرها في رقة و حنان و هو يشعر بجسدها الضعيف المتهالك و هو يئن و يرتجف في قوة شديدة و تكاد أن تسقط من قوة السعال ، حتي هدأت و صمت عنها ذلك السعال الرهيب ، و بدأت في البكاء ! ، البكاء المر الأليم ، و قالت بصوت مبحوح من أثر السعال المتواصل :-

- أي زوجة أنا ! أي زوجة أنا يمكن أن تهب لك السعادة !!

أحس طارق بأن زوجته علي شفا هاوية رهيبة فقال لها بسرعة :-

- لا تقولي هذا يا ريري إنكِ أجمل زوجة في العالم و ...

قاطعته بصوت كله حسرة و ألم :-

- و ماذا يا طارق؟ و ماذا ؟ ، هل تدرك أي مسخ تحولت أنا إليه ؟ هل تشعر بمدي العجز الذي وصلت إليه ؟ هل تدرك أنني أصبحت أنثي بالإسم فقط و بدون أنوثة حقيقية ؟ هل تشعر بالألم الذي ينال مني و أنا عاجزة عن إسعادك ؟ لقد فقدت الكثير من أنوثتي يا طارق، بل .. لقد فقدتها كلها !

و أشارت إلي صدرها المسطح ! و فهم ماذا تريد أن تقول ! لقد أصابها ذلك المرض الخبيث في صدرها و إضطرت لإجراء عملية جراحية أزالت فيها كامل الصدر و مع ذلك لم يتوقف المرض عن الإنتشار في باقي الصدر من الداخل !

لهذا السبب شعرت بالمرارة عندما قام بخلع ثيابها العلوية علي فراش المستشفي و لنفس السبب لم تكن تريده أن يحتضن كامل كيانها حتي لا يشعر صدره بفراغ صدرها المفقود !

إتجه طارق نحوها من أجل تهدئتها و لكنها قالت :-

- وحياتي أصبحت رهينة الأيام ، لا أحد يدري متي يأتي الموعد ! ، أنا الفتاة صاحبة الخمسة و عشرين عاماً أنتظر الموت ، أنتظره و أعرف أنه لن يتأخر أو يمهلني حتي أتمتع ببعض شبابي ، و دون أن أسمع حتي هذه الكلمة السحرية .. " ماما " ! ، إنني حطام بشر يا طارق، حطام بشر يتوقع النهاية في كل لحظة و حين !

قال لها في ألم شديد :-

- رشا ، الأعمار بيد الله عز و جل و ما من بشر يعلم موعده ، غاية ما نأمله هو رحمة الله بنا مهما طال بنا العمر أو قصر .

قالت في خفوت :-

- و نعم بالله عز و جل .

ثم تابعت في سرعة :-

- طارق... طلقني !

أسقط في يد طارق و نظر لها مذهولاً لمدة تفوق الدقيقة قبل أن يتمالك نفسه و يقول بصوت مبحبوح من أثر الصدمة :-

- ماذا ؟ .. ماذا تقولين ؟

قالت و دموعها الحارة تغمر خديها و تحرقهما :-

- أنا لا أناسبك يا طارق.. لا أناسبك قط ، إنك شاب حديث السن لم تصل للثلاثين من عمرك و تملك قلب طيب للغاية ، بل أنك أطيب من عرفت أو سمعت عنه علي الإطلاق و بك خصال تفوق الوصف ، و من الأنانية بمكان أن تكون حبيس إمرأة مثلي ، إمرأة فقدت أنوثتها بفقدان صدرها ، إمرأة أصابها سرطان الصدر و قضي علي صحتها و أصبح السعال هو سمة حياتها ، إمرأة عاجزة عن خدمتك و تلبية أبسط متطلبات حياتك ، إمرأة أنت تغسل ثيابها و تطهو لها ، بل حتي أنك تغير لها ملابسها لعجزها عن ذلك بسبب شدة ضعفها ، إمرأة فقدت كل جمالها و أصابها الهزال و تغضن جسدها من جلسات الإشعاع و أصبح مثل الخريطة لكثرة الإبر التي إخترقته ، إمرأة علي شفير الموت ، سوف يجعلك إصرارك علي الإقتران بها و الإستمرار معها الحصول علي ذلك اللقب الفريد لشاب عشريني و هو " أرمل " و ..

إحتواها طارق بسرعة بين ذراعيه و دفع بوجهها نحو صدره برفق و حنان حتي يمنعها من الإسترسال و هو يقول لها و عينيه تبكي بشدة :-

- لا تقولي هذا يا رشا ، لا تقوليه بالله عليكي ! ، إنكِ أنتِ زوجتي و حبيبتي و كل شئ في حياتي و أنا لا يمكن أن أتخلي عنكِ قط مهما كان و مهما حدث في هذا الكون ، لقد إخترتكِ كي تكوني زوجتي و شريكة حياتي لشئ واحد فقط ، لم يكن ذلك بسبب جمالك الفتان و لا قوامك الجذاب الذي عرفت كم هو رائع بعد زواجنا و لا لأنوثتك و ليونتك التي كانت دوماً تجذبني إليكِ ، لقد إخترتك لشئ واحد فقط و هو أنك هو أنتِ يا حبيبتي !

صمت للحظات حتي يتمالك نفسه و يسيطر علي إنفعالاته ، قبل أن يمسح علي شعرها في حب هائل و يتابع :-

- أجل يا حبيبتي ، لقد إخترتك لأنني أحببت روحك و أحببت طيبتك و أحببت أخلاقك و إلتزامك ، إنني منذ أن عشقتك و أنا أراكِ بمنظور خاص ، منظور الروح ، و دعيني أقول أن روحك هي أجمل روح عرفتها بكل حياتي و إلي مماتي بإذن الله عز و جل ، إن روحك تجعل ملامحك أرق و أجمل و أكثر جاذبية و إثارة ، إن روحك تجعلني متمسك بكِ لأخر لحظة في حياتي و لأخر نبضة في عمري و لآخر نفس في صدري ، إنكِ زوجتي العزيزة الأثيرة التي لا أرضي عنها بديلاً و لو خيروني بين كل نساء الأرض ، فأنت أكثر أنوثة و رقة من أي فتاة أو إمرأة رأتها عينيّ ، إنني أحبك يا رشا ، أ

حبك كما لم أحب شئ في كل حياتي !

شعر طارق بجسد رشا يرتجف و هي تسكب دموع أكثر و تقول بصوت متحشرج وسط بكاءها الذي لا ينقطع :-

- و أنا أعشقك يا طارق، أعشقك و أتمني لو كنت جزء بجسدك حتي لا أفارقك قط ، و لأنني أحبك طلبت الإنفصال ، أنا لا أتحمل أن تتعذب بسببي ، لا أتحمل أن يشكل ألمي جرح كبير بداخل قلبك كلما ذهبت معي إلي جلسة الإشعاع ، لا أتحمل أن يعتصرك الحزن كلما لاحظت هزالي و ضعفي !

صمتت و هي ترتجف بقوة أكبر بين ذراعيه و تسكب دموع أشد حرارة من الحمم و تكمل بصوت تبينه طارق بصعوبة شديدة :-

- لا أتحمل أنينك و صراخ قلبك المكلوم و أنت تحملني جثة هامدة إلي قبري !

ضمها طارق أكثر و إنهمرت دموعة الحارة من هذا الحديث الحزين و هو يقول :-

- و من قال أن هذا سوف يحدث يا رشا ؟ أنتِ تعلمين أن العلاج قد أتي بمفعول ، و الدليل هو إستعادتك لبعضِ من صحتك ، و من يدري يا رشا ؟ من يدري ؟ صحيح أن مصيرنا جميعاً الموت و الزوال و لكن هنالك من البشر من يموت و هو علي قيد الحياة و هنالك من يحيا لآخر لحظة في حياته و ربما بعد مماته ! ، الأول هو من فقد الأمل و الثاني هو من ظل الأمل بداخل قلبه حتي إلي النهاية و تعلم الآخرين من قدرته علي التمسك بالأمل مهما كان واهياً ، فظل حياً في ذاكرتهم ، هل تعلمين بماذا أفكر الآن ؟

رفعت رشا محياها من حضنه و هي تتأمل وجهه ثم شحب وجهها و هي تهتف بجزع فاق كل الحدود :-

- كلا يا طارق لا تفكر في هذا مرة أخري ! إنني لا أحتمل فراقك لحظة !

تبسم طارق في هدوء و هو يقول لها :-

- لن أندهش من قدرتك علي قراءة تفكيري يا رشا ، فدوماً كان بيننا هذا التناغم الروحي الشديد ، حتي أنني كنت أشعر أننا قلب واحد وعقل واحد في جسدين مختلفين ، أجل يا حبيبتي .. أتمني لو أنكِ أصبحت صحيحة و معافاة من هذا المرض اللعين مقابل أن أصاب أنه به بدلاً منكِ !

إحتضنت رشا صدره بقوة و هي تقول :-

- كلا يا طارق لا تقل ذلك ، لا تقله أبداً ! ، إنني مستعدة لأن أتألم سنوات في سبيل تجنيبك شوكة تصيب طرف إصبعك الصغير ، و متقبلة لأن أفقد حياتي لأجل أن أجعل بسمة حقيقية واحدة تطوف بجانب شفتيك ، إنني أحبك يا طارق، أحبك حب يفوق الكون كله ، و أخشي أن أموت و أنا في هذه السن الصغيرة ، ليس لأنني أحب التمتع بالدنيا و التنعم بشبابي و نيل الملذات المباحة ، لا أخاف الموت لأجل ذلك ، أنا لا أريد أن أموت و أترك هذه الدنيا ... كي لا أفارقك ، إنني أريد أن أستمتع بقربك و حبك لأطول فترة ممكنة بحياتي ، هذا الشعور يؤلمني بحق خاصة عنددما اتخيلك و أتخيل مشاعرك بعد وفاتي ، ياله من شعور مؤلم !

ثم بكت ثانية ، فربت طارق علي ظهرها الرقيق بحنان و هو يقول لها :-

- بإذن الله لن يكون هنالك موت إلي حين و سوف تشفين من هذا المرض اللعين ، صدقيني يا حبيبتي أنا لدي أمل كبير في الله عز و جل و أنا واثق أنه سوف يقدر لنا السعادة ، لا أدري الكيفية التي سوف تكون بها تلك السعادة و لكنني أطمع في غفران و رحمة الله ، فهذا هو السبيل الوحيد لكل البشر في الدنيا إذا ما واجتهم المصاعب بما يفوق قدرتهم علي التصرف .

صمتت لحظة و هي مطرقة الرأس و قد هدأ بكاءها كثيراً ثم نظرت إلي عينيه مباشرة و هي تهمس :-

- لكنني كنت أتمني فعلاً لو أنك أكملت حياتك مع فتاة غيري كلها أنوثة و رقة و حنان تهبك الحب الدافئ و ترعي شئونك و ...

قال لها طارق بصوت رقيق ليقاطعها:-

- رشا !

قالت في صوت رقيق لم تنجح بحته في النيل من جماله :-

- نعم يا حبيبي ؟ نعم يا عيون رشا و قلب رشا و روح رشا و عقل رشا و أجمل شئ في حياة رشا !

تبسم طارق من هذا الرد الرقيق و قال لها بخفوت :-

- لو أنني كنت بموضعك و أصابني ذلك المرض ، هل كنتِ لتتخلي عني و تتركيني لتتزوجي من شاب آخر ؟

قالت علي الفور :-

- محال يا طارق، إنني كنت لأصبح خادمتك الأمينة و أقوم بعمل كل شئ لأجلك و لدخلت إلي سوق العمل حتي أغطي نفقاتك و لما تخليت عنك لحظة واحدة ، كل هذا بحب و رغبة حقيقية في إسعادك و ليس بداعي شفقة أو رأفة ، إنك تمثل أجمل شئ بحياتي و لو أنني قدمت لك روحي لما وفيتك حقك ، و لو أنني سبحت الله ليل نهار حتي آخر نفس في صدري ، لما وفيته سبحانه حق نعمته عليّ المتمثلة فيك أنت يا زوجي الحبيب !

قال لها طارق ببسمة واسعة :-

- و هكذا أنا يا رشا ! ، لو سجدت لله عشر مرات قدر عمري ، لما كفيت شكره لنعمة بسمة واحدة تمنيحني إياها فتذهب عن قلبي كل حزن و ألم و ضيق ، إنكِ أنتِ النعمة الكبري بعد الإسلام التي مّن الله بها عليّ ، إن الزوجة الصالحة خير من الدنيا و ما فيها ، و أنتِ زوجة صالحة رقيقة حنونة طيبة و محبة فماذا أقول عنكِ ؟ مهما قلت فلن أوفي حقك قدر ذرة ، حبيبتي .. أنا لا يمكن أن أتخلي عنكِ قط طالما في صدري نفس يتردد ، إنني حتي الآن لا أصدق أن غادة حسناء رقيقة دافئة مثلك قد قبلت بي زوجاً ، فيالي من محظوظ !

لم تعقب رشا علي قوله و إن نمت نظرة عينيها عن حب خالص صافٍ ، رغم الدموع التي تغمرهما .

مسح طارق بقايا دموعها بأصابعه و هو يقول :-

- لا داعي للحزن الآن ، إنني علي ثقة تامة من حسن تقدير الله لعباده الطائعين ، بإذن الله ستشفين و تعودين أفضل من السابق ، و أنتِ يا زوجتي التي لا أريد من نساء الدنيا سواها ، نفضي عنكِ هذا اليأس و دعي حبي لكِ يغمركِ و يذهب عقلك في غياهب أكوان العاشقين ، يا أحلي " رشروشة " في الدنيا !

لأول مرة تضحك رشا بهذا الصفاء و تلك الرقة بعد أن إنعدمت البحة في صوتها تماماً ثم قبلت كفي طارق بشفاه سعيدة فرحة و تنسمتهما كعادتها و هي تمررهما علي وجهها و قالت في سعادة :-

- ألم أقل لك أنني لو بحثت عن زوج مثلك بين كل رجال الدنيا لما وجدت أبداً ؟ إنك الوحيد الذي يقدر علي إنتشالي من حافة هاوية الضياع إلي حافة جنة السعادة ، ليتني أنعم بقربك طوال حياتي ، و ليت حياتي تمتد حتي أنعم بك أكثر و أكثر !

قال لها طارق في صدق:-

- سوف تطول بإذن الله يا رشا .. و الآن هيا لننام ، لقد بلغ منا التعب مبلغة.

أرقدها طارق في رفق علي الفراش و تمدد في مواجهتها ، و تأمل محياها الرقيق الحنون و قد تخيل للحظة أن وجهها قد تورد بدماء الصحة و القوة التي غابت عنه منذ شهور ، تأملها أكثر .. أجل هذا صحيح ، إن دماء الصحة قد بدأت تغزو محياها الجميل ! و لما رآها تحدق في وجهه بتساؤل قال في بساطة :-

- رشا ، أنا احبك !

قالت و قد إرتسمت بسمة رقيقة علي شفتيها الجميلة :-

- و أنا أعشقك يا روح قلب رشا .

ثم طوقته بذراعيها و هي تتابع :-

- دعني أنام علي صوت أنفاسك الجميلة يا حبيبي ..

غابت في حضنه بكامل جسدها و هي تغمض عينيها بهدوء ، لكنها فتحتهما بعد لحظة و هي تقول :-

- بما أنني إبنتك ، فدعني أمارس هذا الدور بإقتدار !

و قبلت وجنتيه و هي تهمس بصوت غاية في الرقة :-

- تصبح علي خير يا بابا ، أحبك !

ثم ضمته إليها أكثر و أغمضت عينيها و هي ترسم علي شفتيها بسمة حنونة دافئة رقيقة زادت وجهها الفاتن رقة و جمالاً ثم نامت بعد دقائق معدودة ، و شعر طارق أنه بخلاف جسد رشا الرقيق الذي بداخل صدره كان هناك شئ جديد قد ولد به في هذا اليوم ..

و هو أمل ... أمل في الحياة ...

أمل جديد ...

تمت بحمد الله سبحانه و تعالي

الأحد الموافق 7 / 8 / 2016













  رد مع اقتباس
قديم منذ /06-06-2022, 07:22 AM   #2

 

 رقم العضوية : 95822
 تاريخ التسجيل : Jan 2014
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : ارقو شمال دنقلا الولاية الشمالية
 المشاركات : 5,972
 الحكمة المفضلة : كن مع الله تجده اتجاهك
 النقاط : يحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond reputeيحيى الفضلي السودان has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 291471
 قوة التقييم : 146

يحيى الفضلي السودان غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

اول تكريم في 2023 وسام الابداع وسام القلم المتميز في قسم الخواطر الحصريه وسام حكاية صورة المركز الثالث تكريم فى الخواطر 

افتراضي

سعدنا لما حضرنا متابعا
بصدح نوح بالجديد







belly معجبون بهذا .
  رد مع اقتباس
قديم منذ /06-06-2022, 08:49 AM   #3

مشرف التنميه البشـريه

 

 رقم العضوية : 102183
 تاريخ التسجيل : Dec 2016
 الجنس : ~ رجل
 المشاركات : 51,762
 النقاط : بحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond reputeبحر القمر has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 243349
 قوة التقييم : 122

بحر القمر غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

نجم الهوايات تالت حمله الشخصيات التاريخيه مسابقه الكاتب المميز تاني مسابقه القلم المميز شاعر المنتدى 2 

افتراضي

امل جديد
عنوان انيق ومميز
تماما كالمضمون والمحتوى
احسنت اخي







belly معجبون بهذا .
  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-05-2022, 11:34 AM   #4

عضو فعال

 

 رقم العضوية : 103332
 تاريخ التسجيل : Feb 2018
 العمر : 44
 الجنس : ~ رجل
 المكان : الإسكندرية
 المشاركات : 471
 الحكمة المفضلة : السعادة الحقيقية في رضي الله
 النقاط : belly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 15700
 قوة التقييم : 0

belly غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

اقتباس
مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى الفضلي السودان
سعدنا لما حضرنا متابعا
بصدح نوح بالجديد

انرت صفحتي المتواضعة
اخي الكريم الغالي







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-05-2022, 11:36 AM   #5

عضو فعال

 

 رقم العضوية : 103332
 تاريخ التسجيل : Feb 2018
 العمر : 44
 الجنس : ~ رجل
 المكان : الإسكندرية
 المشاركات : 471
 الحكمة المفضلة : السعادة الحقيقية في رضي الله
 النقاط : belly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond reputebelly has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 15700
 قوة التقييم : 0

belly غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

اقتباس
مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر القمر
امل جديد
عنوان انيق ومميز
تماما كالمضمون والمحتوى
احسنت اخي

المميز حضورك اخي الفاضل
باذن الله يروقك كل جديد
اسعدني مرورك الطيب
و اطراءك الحسن







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« إنه العمر .. قصتي الحقيقية .. الجزء الثاني و الاخير | انه العمر ... قصتي الحقيقية .. الجزء الاول »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة حب حزينة حقيقية 100% (مختصرة وبايجاز لانها طويلة جدا) عاشق متيم قصص - روايات - حكايات ...منقولة 15 08-04-2013 02:30 AM
نغمة حزينة رومانسية وحيدة sarabal منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 6 02-11-2013 01:30 PM
صور رومانسية حزينة dinan صور - كاريكاتير - مناظر - خلفيات 18 11-08-2010 08:16 PM
مسجات رومانسية قصيرة و طويلة elena منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 2 02-03-2010 02:42 AM
ثيمات حزينة و رومانسية haytham ali منتدى الجوالات 2022- نوكيا - ايفون - بلاك بيرى - هواوي _سامسونج _اوبو _شاومي 8 09-02-2009 07:32 AM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 02:37 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩