..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
الحب خالد والعمر فاني
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 8 -
بدور في الماضي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 2 -
تخفي الجمال بنقابها
الكاتـب : gntlsoll - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 2 -
الحب والأقدار
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
خريف هذا العام
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
مقهوره من القهره
الكاتـب : ~♥ Queen sozan♥~ - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
هذا عالمي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
هل يرد حزب الله نيابه عن ايران ضد إسرائيل
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : فــــــــــرح - مشاركات : 10 -
إسم الله الأعظم ... قلم مهيب
الكاتـب : مهيب الركن . - آخر مشاركة : Lamees - مشاركات : 5 -
كثر الهرج
الكاتـب : يحيى الفضلي السودان - آخر مشاركة : امحمد خوجة - مشاركات : 5 -
لك ودي
الكاتـب : يحيى الفضلي السودان - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 3 -
الإختيار
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 12 -

الإهداءات


ڪيفية التعامل مع الآخر!

منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم


3معجبون
  • 1 Post By د. محمد الرمادي
  • 1 Post By د. محمد الرمادي
  • 1 Post By د. محمد الرمادي

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /09-07-2024, 04:24 PM   #1

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,313
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي ڪيفية التعامل مع الآخر!

ڪيفية التعامل مع الآخر!

(.١.)
منذ اللحظة الأولىٰ من حياة الإنسان الأول.. وهو يحتاج إلىٰ غيره.. في كافة شؤون حياته ومستلزمات وجوده.. وقضاء حوائجه.. ولعل هذه هي معضلته الڪبرىٰ وإشڪاليته العظمىٰ..
وهذا الآخر الذي يحتاجه هو ڪل ما يحيط به.. وإن لم يدرك تماما ڪل ما حوله.. أو يتعرف -بعد-علىٰ مَن/مايحيط به.. ولم يدرك تماماً فائدة وجدوى ڪل شئ أو أمر يوجد في بيئته..
وهذا الغائب الذي سوف يدركه ولو بعد حين..
أو الغيب الذي لا يملك القدرة العقلية / الذهنية / الاستيعابية على معرفة كنهه أو إدراك وجوده.. يحتاج حتماً لمعرفته مُبلغاً -بالقطع- ليس مثل الإنسان في كينونته ولا يحمل نفس صفاته أو خواصه.. أو قدراته.. أو امكانياته..
ومِن المفيد له.. بل مِن الضروري للإنسان وجودخلايا مخية في ترڪيبته الأصلية تساعده علىٰتعقل ما يجري حوله.. وتفهم ما يحدث.. وإدراك ما يدور من أحداث معه أو عليه أو به.. والتفڪير بعمق ووعي واستنارة فيما يدور أمامه.. ليصل إلى نتائج صحيحة..
فـ تسلح منذ بدايته الأولىٰولحظة وجوده المعاشي بـ حواس: ڪـ النظر.. فـ يبصر ڪل ما يتمڪن من رؤيته حوله.. ويسمع بقدر ما تسمح له قدرة حاسة السمع عنده.. وايضاً حاسة التذوق.. والشم.. وحين لمس الأشياء يشعر برقة الشئونعومته فـ يقترب منه.. أو خشونتهوغلظته فـ يبتعد عنه..
ثم زُود هذا الإنسان بـ مقدرتِه علىٰ استرجاع ذڪريات سابقة عن ڪافة الأشياء والأمور التي مرت به في السابق البعيد أو الزمن القريب ومعلومات كافية عنها.. مع قدرته علىٰ الحفظ والتذڪر وربط تلك المعلومات السابقة أو الذڪريات السالفة بـ الواقع الحالي الجديد.. فـ يُنشئ واقعاً مستحدثاً جديداً..واختراعات لم تڪن موجودة من قبل ويحتاجها في حياته اليومية المتجددة..
ومن هنا وجدت عنده مسألة التفڪير والإدراك والاستيعاب والفهم والتعقل والتفهم.. فـ استحدث اڪتشافات الجديدة في ڪافة مجالات حياته.. إما اكتسبها عن طريق المشاهدة وإما طريق أكتساب الخبرات من خلال تكرار التجارب..
هذا..
بـ الإضافة إلىٰ أنه يملك مجموعة مِن الحاجات العضويَّةِ.. والتي..تبقيه حياً..
فـ في بنيته البدنية : معدة تحتاج لـ طعام صحي وشراب مفيد.. فــ يستمد منهما طاقاته للنشاط الحرڪي والتفڪير.. والعمليات العقلية والذهنية..
فـ في حاجات الإنسان العضويَّة خاصيَّاتٍ.. منها : الجوع.. والعطش..يتطلبا إشباعاً حتمياً ونتيجة لـ عملية الهضم ثم الامتصاص لـ مواد غذائية تفيده.. تتبقىٰ فضلات مضرة لو بقيت..فـ ينبغي بل يجب إخراجها..
ڪما أنه إذا أُرهق أحتاج لـ راحة أو نوم..
ڪما يحتاج إلىٰ هواء نقي لـ رئته..
ولعل هذه الثلاثة :
- الغذاء والماء و
- الهواء و
- النوم والاسترخاء.. مِن أهم احتياجاته العضوية علىٰ الإطلاق.. وبدونها تتعطل أجهزته الحيوية ويشرف علىٰ الهلاك..
ثم يزيد علىٰ حاجاته العضوية الآدمية الضرورية.. -التي تتطلب إشباعا حتمياً- هذه.. ما غُرز فيه مِن غرائز إنسانية بشرية..
منها :
- غريزة النوع..
فـ توجد فيها خاصيَّة الميل الجنسي.. ثم الأمومة والأبوة والإخوة.. فـ هي مظاهر متعددة لــ غريزة واحدة.. وخطأٌ شاع عند الناس اعتبار أن الميل الجنسي للآخر غريزة بذاتها.. بل هي مظهر مِن آحدى مظاهر عدة لـ غريزة واحدة..
و - غريزة البقاء.. وخاصيتها :الميل للتملُّك..
واللافت للإنتباه :
ان هذه الغرائز لا تتطلب إشباعاً حتمياً.. فـ
الفقير المعدم.. أو المسكين لن يموت سريعاً لعدم تملڪه شيئاً.. والغني لن يعيش أبد الدهر.. وإن ملك كل ما حوله..
والمرأة التي لم تحبل وتلد لن تموت لعدم إشباعها مظهر من مظاهر غريزة النوع : الأمومة..
والرجل الأعزب لن يموت لعدم توفر أنثىٰ.. امرأة.. زوجة بجواره..
بل سـ يصيب الإنسان حالة قلق دون إشباعها.. واضطراب نفسي في مداومة التفڪير في هذه المسألة.. مع وجود واقع فعلي يثيره.. فـ لن يشرف علىٰ الهلاك إن لم يشبعها..
والحاجات العضوية الآدمية الحتمية.. والغرائز البشرية الإنسانية والتي ليست ضروريةولا تتطلب إشباعا حتمياً ليست من صنعه هو أو أوجدها فيه بنفسه.. بل وجد بها منذ بدايته..
ثم..
تتبقىٰ مسألة عاصرت الإنسان منذ وجوده وحتىٰ ڪتابة هذه السطور : وهي : بـ ممارسة الإنسان التجارب اليومية علىٰ ڪافة الأشياء وبـ فعله يُظهر صفات وخصائص وميزات تلك الأشياء.. فـ يستفيد منهاأو يستغلها..
فـ إنسانُ اليوم هو حصيلة مجموع تجارب مَن سبقه منذ بدء أول خطوات الإنسان علىٰ الأرض.. مع تنوع أو استحداث وسائل جديدةمتنوعة متعددة.. وهذا ما يسمىٰ بــ سوق المشتريات.. وهذا السوق لن يغلق ابوابه!

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ بِإِذْنِهِ تَعَالَىٰ)
الجمعة: 11 صفر 1446هـ~ 16 أغسطس2024م







ساحر الأحزان معجبون بهذا .
  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-07-2024, 04:26 PM   #2

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,313
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي 2 بداية قصة أول إنسان.. آدم!

2 بداية قصة أول إنسان.. آدم

لعله مِن المفيد أن أبدء الحديث عن كيفية التعامل مع الآخرين.. وهم على كل الأحوال كُثر.. وكثرتهم تعود إلى أنه عند اكتشاف الجديد في هذ الكون أو ما هو موجود فيالحياة المعاشة المرئية أو فيما يحيط بهذا الإنسان وقد يكون مخفي عنه.. عند اكتشاف الجديد : يزدادوا كماً.. ويختلفوا نوعاً.. ويتعارضوا صنفاً.. فـ المفيد أن أبدءُ الحديث عن الإنسان الأول..
ولعل الحديث عنه سهل وميسور عند اعتماد حقيقة : «„ قياس الغائب على الشاهد “ ».. فالإنسان الحالي المشاهد والمحسوس كما بينتُ في الجزء الأول السابق.. يمتلك قدرات إدراكية عالية الدقة ويستحوذ على قوى عقلية بدقة جيدة.. وعنده القدرة على الفهم والاستيعاب والمقدرة على الحفظ واسترجاع المعلومات السابقة والتي خزنها في بعض خلايا المخ.. وهذه القدرات لم يكتسبها بنفسه بل وجدت ابتداءً به.. فيه وفي تركيبته الإنسانية البشرية الآدمية الأصلية.. وبين جنبيه توجد حاجات عضوية تتطلب إشباعا حتميا تبقيه حياً وإلا هلك.. وعنده مجموعة مظاهر متعددة لـ غرائز وجدت فيه تتطلب إشباعا غير حتمي.. تمكنه من الاستمتاع بالحياة وزينتها وزخرفها.. وبقفزات سريعة متتالية تمكن من التمقعد على حضارة عالية راقية ومدنية متقدمة وعلمية متميزة.. مشهودة آثارها اليوم وفي مستقبل الإنسان سيأتي المزيد..
لذا فالإنسان الأول الغائب ملكَ من العقل والحاجات العضوية والغرائز مع فارق المستوى الحضاري والعلمي التقدمي والمدني الذي يسهل له سبل الحياة ورغد العيشة ما يملكه الإنسان الحالي المنظور.. والفارق يلاحظ بين القبائل البدائية في بعض المناطق وفي البلدان المتقدمة علميا وذات حضارة راقية ومدنية عالية..
وهنا تأتي عدة مسائل.. منها :
- مَن أوجد الإنسان الأول!؟..
فهل أوجدَ -هو- نفسَه بنفسه!
أم..
- أوجده واجد!.. وانشأه صانع.. وصنعه مبدع.. وأبدعه فاعل.. وركبه خالق.. ويصلح أن نستشهد :
.. {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم}[التين:4] ..
والإفتراضية الأولى -أوجد الإنسان نفسَه بنفسه- مستحيلة..
وليس كما يقول السذج من القوم : «„ دود المش في البلاص منه فيه “ » ..إذ تَرْك الجبن القريش على سطح بيت الفلاح تحت أشعة الشمس ليجف وتتبخر مافيه من سوائل فتقف عليه العديد من الحشرات كالذباب وتترك بيضها فوقه إثناء مدة تجفيفه ويتبقى ذلك البيض بين ثنايا الجبن وحين يوضع في البلاص يبدء في التحرك.. وتدب فيه الحياة.!
إذاً.. الإفتراضية الأولى مستحيلة أن يوجد الإنسان الأول نفسه بنفسه.. أو كما يقول سذج القوم وجهلاء العلماء أنه نتيجة تفاعلات في الطبيعة..
وعليه فمَن الذي أوجد الإنسان الأول!.
ثم تأتي معضلة مثل الأولى-تماماً- : وهي : مَن الذي أوجد المرأة الأولى!!..
إذ أن المشاهد المحسوس اليوم أنه يوجد ذكر وأنثى.. وهذا في كافة الموجودات.. وكل الكائنات..
ولماذا احتاج الإنسان الأول - ذكر- للإنسان التالي.. الثاني -المرأة: أنثى-
وأثبتُ حسب الواقع الملموس المرئي والمشاهد المحسوس الموجود أن كلاهما: -الذكر.. والأنثى- لديهما ميل جنسي طبيعي في التركيبة الأصلية لكليهما..
وتبين بوضوح تام أن نتيجة هذا الميل الطبيعي الجنسي عندهما: أن المرأة -الأنثى- قد(!) تحمل نتيجة هذا الوقاع -حسب التعبير السائد: بـ نكاح صحيح شرعي موثق قانوني.. أو سفاح فاسد باطل: زنا- وقد لا تحمل.. فـ مَن الذي سمح بحمل الأولى.. وأن تظل الثانية فتصبح عاقراً مع وجود الأجهزة الصالحة والتي تسمح بالتبويض وصلاح وكمال الرحم..
ثم مَن الذي جعل فترة الحمل عند غالبية الإناث تسع شهور.. والعلم الحديث تتبع خطوات تكوين الجنين في رحم أمه بشكل ملفت للنظر.. مع وجود مصدر بشقين موثوق به سأتحدث عنه لاحقاً!
نخلص من هذا المختصر الشديد أن الذي أوجد الإنسان الأول-بنوعيه الذكر والأنثى- فصنعه وكونه فركبه فأبدعه فخلقه -بالقطع وجزماً- له من الصفات والمميزات والخاصيات ما هو خلاف ما يملكه الإنسان الأول أو الحالي: فهذا الواجد المُنْشأ.. الصانع الفاعل.. المبدع الخالق الرازق -بالقطع- لا يأكل كالإنسان الأول أو الحالي.. ولايحتاج لماء كي يشرب.. ولا يصيبه الإرهاق فلتزمه غفوة فيحتاج أن ينام ولا يصيبه تعب أو نصب.. وبالتالي: لا يحتاج لغيره ابداً في أي شئ كان.. فلا وزير ولا نصير له ولا معين ولا مشير.. فتلك الخاصيات السابقة كلها والصفات والمميزات من خواص الإنسان الأول والحالي..
ثم إن هذا المُنشأ.. الواجد أراحنا من عناء البحث وطول التنقيب.. فذكر لنا كيف أوجد.. وأنشأ.. فابدع.. فصنع.. فخلق الإنسان الأول: فــ
أولاً:
قصة آدم في القرآن الكريم وما نطق به فجاء في الذكر الحكيم كبقية القصص -عدا قصة الصديق يوسف-.. فقصة آدم ترد في أكثر من موضع على هيئة مشاهد ولقطات يتكرر بعضها.. والبعض الآخر لا يتكرر.. وقد كان هذا التكرار معجزًا.. ففي كل موضع تُعرض القصة بأسلوب يناسب سرد السورة وجوها العام.. أو مناخ الفقرة المعروضة بها علاوة على مشهد أو لقطة أو جزئية يتفرد بها كل عرض مكرر.. وكل مشهد أو لقطة غير مكررة لا تناسب إلا الموضع الذي ذكرت فيه .
فــ القصة في :
- سورة البقرة كان محورها استخلاف آدم في الأرض.. لأن موضوع السورة كلها الخلافة : خلافة آدم.. خلافة بني إسرائيل.. ثم خلافة المسلمين.. ( تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة )
- أما في سورة الأعراف فالقصة تعرض في إطار ومشاهد قصة البشرية الطويلة من الجنة وإليها.. ودور إبليس في ذلك.. ففريق من الناس يعود إلى الجنة التي أخرج الشيطان أبويهم منها.. وفريق ينتكس إلى النار..و
أما في :
- سورة الإسراء فمحور الرواية وسبب ذكرها هو التخويف فقد ذكر قبلها { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } [ الإسراء : 59 ].. لذلك كان مناسبًا عند ذكر حوار المولى -عزَّ وجلَّ- مع إبليس أن يقول تعالى : { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } [ الإسراء : 64 ]..
وقس على ذلك سائر المواضع.. وتلكم المشاهد..
ولكن هناك ألوان أخرى من الإعجاز في هذه القصة لا ندركها إلا بمقارنة ما ورد من آيات(!) قصصية في القرآن الكريم وما ورد في كتب أهل الكتاب.. فبضدها تتميز الأشياء.. سواء منها ما يُتَعبَّد به كالتوراة أو ما ورد في المخطوطات المكتشفة حديثًا وكذلك النصوص المخفية.. وهذا بحث آخر قادم بإذنه تعالى..
-*/*-
بدء في محكم كتابه العزيز بالتصريح باسمه العلي الذي لم يتسمَ به أحد غيره فجاء المقطع الأول من المشهد الأول بالقول:
- {إِنَّ اللّهَ}
وجاء التصريح باختياره فقال : {اصْطَفَى آدَمَ}
وهذا هو المشهد الأول..
فبدء به ..
ثم جاء المشهد الثاني بقوله :
- {عَلَى الْعَالَمِين}
ثم جاء المشهد الثالث في نفس السياق بقوله :
- {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} :
فأثبت من بداية الخلق وجود ذرية : أبناء وأحفاد.. مع ذكر بقية مَن تم اصطفاؤهم واختيارهم واجتباؤهم فقال :
- {وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِين}
ولحكمة قد نغفل عنها تم خلق الإنسان الأول :" آدَمُ ".. على مراحل :
وإليك ترتيب مراحل الخلق وإيجاد: آدم: فـ
إنها بدأت بـ :
1.] " التراب "،
فَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ - جَلَّ وَعَلَا - أَوْضَحَ فِي كِتَابِهِ أَطْوَارَ هَذَا الطِّينِ الَّذِي خَلَقَ مِنْهُ آدَمَ.. فَبَيَّنَ أَنَّهُ أَوَّلًا تُرَابٌ بِقَوْلِهِ :
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن «„ تُرَابٍ “ » ؛ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون}[آل عمران:59]
ثم يؤكد المعني بقوله: .. {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن «„ تُرَابٍ “ »}..
ثم يبين علامة من العديد من علامات وجوده الأزلي بقوله : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن «„ تُرَابٍ “ »}..
ثم حكم على جميع أفراد هذا الجنس البشري مع ذكر اسمه العلي الذي تفرد به بقوله .. {وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن «„تُرَابٍ “ » .. ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِير}[فاطر:11]
.. .ثم يزيد في تأكيد المعنى السابق بقوله: . {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن «„تُرَابٍ“ »}
ثم يؤكد المعنى من خلال محاورة بين طرفين من نفس الجنس ذاته بقوله : .. {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن «„تُرَابٍ“ » ؛ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً}[الكهف:37]
..
.. ثُمَّ أَشَارَ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ التُّرَابَ بُلَّ فَصَارَ طِينًا يَعْلَقُ بِالْأَيْدِي فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ
إذ قد أضيف إليه" الماء " فصار :
2.] " طيناً "..
{الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن «„ طِين“ »}[السجدة:7]
ثم يخبر عن قضية الخلق والإيجاد بقوله.. {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن «„طِينٍ“ » .. ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُون}[الأنعام:2] ..
ثم يزيد القضية وضوحاً بقوله : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن «„طِين“ »}[المؤمنون:12]
ثم يأتي موضع الاستشهاد بقوله : .. {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ «„لاَّزِب“ »}[الصافات:11]
..ثم يأتي وضوح تام عند بداية الخلق وبدء التكوين بقوله : .. {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن «„طِين“ »}[ص:71]
..
ويأتي مشهد من مشاهد بدايات الخلق .. {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ }.. فـ .. جاء على لسان إبليس اللعين:..{قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن «„طِين»}[الأعراف:12]
وفي نفس السياق وفي نفس المشهد : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ «„طِينًا“ »}[الإسراء:61]
ثم يزداد المشهد وضوحاً بقوله : .. {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن «„طِين“ »}[ص:76]
..
..
ثم صار هذا الطين
3.] " حمأ مسنوناً " أي : طين أسود متغير.. فجاء الحديث في مشهد جديد في عملية الخلق والإيجاد:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن «„صَلْصَالٍ “ » مِّنْ «„حَمَإٍ مَّسْنُون“ »}[الحِجر:26]
{وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُوم}[الحِجر:27]
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن «„صَلْصَالٍ“ » مِّنْ «„حَمَإٍ مَّسْنُون“ »}[الحِجر:28]..
ويتدخل طرف حاسد حاقد :" {قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن «„صَلْصَالٍ“ » مِّنْ «„حَمَإٍ مَّسْنُون“ »}[الحِجر:33]
وَالْمَسْنُونُ قِيلَ : الْمُصَوَّرُ مِنْ سَنَّةِ الْوَجْهِ وَهِيَ صُورَتُهُ.. وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
تُرِيكَ سَنَّةَ وَجْهٍ غَيْرَ مُقْرِفَةٍ * مَلْسَاءَ لَيْسَ بِهَا خَالٌ وَلَا نَدَبُ
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنَّهُ لَمَّا سَأَلَهُ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ عَنْ مَعْنَى الْمَسْنُونِ.. وَأَجَابَهُ بِأَنَّ مَعْنَاهُ الْمُصَوَّرُ..
قَالَ لَهُ : وَهَلْ تَعْرِفُ الْعَرَبَ ذَلِكَ ؟..
فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ:نَعَمْ.. أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَهُوَ يَمْدَحُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
أَغَرٌّ كَأَنَّ الْبَدْرَ سَنَّةُ وَجْهِهِ * جَلَا الْغَيْمُ عَنْهُ ضَوْءَهُ فَتَبَدَّدَا
وَقِيلَ الْمَسْنُونُ الْمَصْبُوبُ الْمُفْرَغُ أَيْ أُفْرِغَ صُورَةَ إِنْسَانٍ كَمَا تُفْرَغُ الصُّوَرُ مِنَ الْجَوَاهِرِ الْمُذَوَّبَةِ فِي أَمْثِلَتِهَا..
وَقِيلَ : الْمَسْنُونُ الْمُنْتِنُ ، وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : الْمَسْنُونُ الْأَمْلَسُ..
فلما يبس هذا الطين - من غير أن تمسه النار - صار
4.] " صلصالاً " - والصلصال هو الطين اليابس لم تمسه نار،
إذاً..
الصَّلْصَالُ الطِّينُ الْيَابِسُ الَّذِي يَصِلُ.. أَيْ يُصَوِّتُ مِنْ يُبْسِهِ إِذَا ضَرَبَهُ شَيْءٌ مَا دَامَ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ.. فَإِذَا مَسَّتْهُ النَّارُ فَهُوَ حِينَئِذٍ فَخَّارٌ
{خَلَقَ الإِنسَانَ مِن «„صَلْصَالٍ“ » كَــ «„الْفَخَّار“ »}[الرحمن:14]
ثم
5. ] نفخ الله سبحانه وتعالى، في مادة الخلق هذه من روحه.. فصار هذا المخلوق بشراً، وهو آدم عليه السلام .
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون}[الحِجر:26]
{وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُوم}[الحِجر:27]
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون}[الحِجر:28]
* .) ] : ثم جاء التكريم والتبجيل:
فقد
1. ] خلق الله آدم بيده.
2. ] ونفخ فيه من روحه
3. ] وعلم آدم جميع الأسماء :
{وَعَلَّمَ آدَمَ «„الأَسْمَاء“ »..«„كُلَّهَا“ ».. ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِين}[البقرة:31]
4. ] - وأسجد له ملائكته
5.] وقد خلق الله آدم.. وخلق منه زوجته وجعل من نسلهما الرجال والنساء كما قال سبحانه : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء ) النساء/1 .
-
6.] ثم أسكن الله آدم وزوجه الجنة امتحاناً لهما فأمرهما بالأكل من ثمار الجنة ونهاهما عن شجرة واحدة : ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) البقرة/35 .
- التفخيم
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَــ «„قَعُوا لَهُ سَاجِدِين“ »}[ص:72]
{فَــ«„سَجَدَ“ »الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُون}[ص:73]
{إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِين}[ص:74]
والإكرام والتعظيم:
- {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن «„تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ“ » أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِين}[ص:75]
.. {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَـ «„ قَعُواْ لَهُ سَاجِدِين“ »}[الحِجر:29]
{فَــ «„سَجَدَ“ » الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُون}[الحِجر:30]
{إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين}[الحِجر:31]
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِين}[الحِجر:32]
{قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُون}[الحِجر:33]
..
.. ثانياً :
مما لا شك فيه أن الله-تعالى لا يقدِّر شيئاً ولا يخلقه ولا يشرعه إلا لِحكَمٍ بالغةٍ.. فهو الحكيم -سبحانه وتعالى- .. وهذا من اسمائه الحسنى وصفاته العلى.. فـ من صفاته الحكمة ، لكنَّه -تعالى- لم يُطلعْ خلقه على حكَمِ كل ما شاءه أو اراده أو شرعه أو أوجده.. والشريعةُ الغراء والمنهاج الأبلج يأتيا بما تحار به عقول الأذكياء وأذهان الفهماء.. لا بما تحيله عقولهم.. أو أذهانهم..
والسادة العلماء حاولوا تلمس الحكَم فيما لم يطلعهم الحكيم الخبير العليم.. ربهم -تعالى- على حكَمه..
فمنه ما استطاعوا الكلام فيه.. بقدراتهم العقلية ومداركهم الفهمية..
ومنه ما عجزوا عنه.. لنقص الإدراك وضعف الإفهام.. وما زالوا يحاولون.. وفي كل الحالات سلَّموا الأمر لله -تعالى- أنه هو الحكيم في خلقه والخبير العليم بـ شرعه.. وإن كانت المسائل شرعية بادروا لفعل الأمر.. والكف عن فعل النهي.. وهذا هو مقتضى العبودية.. وعلو قدر وصحة العبادة..
والمسلم يعتقد جازماً ويؤمن صادقاً أن أمر الله -تعالى- للشيء مهما بلغت عظمته إذا أراد خلقه وإيجاده أن يقول له " كن " فيكون.. فأمره بين الكاف والنون.. كما جاء ذلك في مثل قوله تعالى ﴿أَوَ لَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ.. إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ «„كُنْ“ » فَيَكُونُ﴾ [يس/81 ، 82]..
وتأمل أيها المؤمن الصادق والمسلم الناصح الواعي.. تأمل هاتين الآيتين فإنهما في سياق خلق السموات والأرض وخلق البشر.. فليس يعجزه - سبحانه - خلق.. دون خلق.. وإيجاد شئ دون آخر.. فإذا شاء وجوده قال له «„كن“ » فيكون.. فإذا أخبرنا الخالق المبدع المصور المنشأ أنه خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فلا شك أن في ذلك حكماً عظيمة
.. وهكذا خلق-سبحانه وتعالى ذكره- أبينا آدم -عليه السلام- فهو قادر -سبحانه عزَّ وجلَّ- أن يوجده بكلمة «„كن“ » .. لكنه -تعالى- شاء أن يخلقه -آدم- في أطوار.. ولا شك أن في ذلك حكماً جليلة .
ويمكن استنباط عدة حِكم من ذلك :
1. ] أن الله -تعالى- خلقه من التراب والطين لإظهار عظيم قدرته .
والمقصود من ذكر هذه الأشياء : التنبيه على عجيب صنع الله -تعالى- إذ أخرج من هذه الحالة المهينة نوعاً هو سيد أنواع عالم المادة ذات الحياة .
[انظر: " التحرير والتنوير " ( 14 / 42 ) ].
2. ] ولاختلاف حال الخلق اختلف أصل خلقتهم.. فكان خلْقُه -تعالى- للملائكة من نور .. وخلْقُه للشياطين من نار.. وخلقه لآدم من تراب.. ومنه يُعلم أنه لما كان حال أولئك الخلق مختلفاً : كان أصل خِلقتهم مختلفاً.. فـ
- لما كان الملائكة للعبادة والتسبيح والطاعة : ناسب أن يكون خلقهم من نور.. و
- لما كان حال الشياطين للوسوسة والكيد والفتنة : ناسب أن يكون خلقهم من نار.. و
- لما كان الإنسان معمِّراً للأرض وفيه سهولة وليونة وصعوبة وشدة وطيب وخبث : ناسب أن يكون خلقه من مادة تحوي ذلك كله.. فــ
النار شيء واحد.. والنور شيء واحد.. لكن التراب يختلف من مكان لآخر.. وهذا هو حال الإنسان.. وهو ما بينه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله : «„إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ.. فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ.. جَاءَ مِنْهُمْ الأَحْمَرُ.. وَالأَبْيَضُ.. وَالْأَسْوَدُ.. وَبَيْنَ ذَلِكَ.. وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ.. وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ.. وَبَيْنَ ذَلِكَ)
[رواه الترمذي (2955) وأبو داود (4693) وصححه الترمذي والألباني في "صحيح الترمذي" ].
ثم قال المباركفوري -رحمه الله- : قال الطيبي : لمَّا كانت الأوصاف الأربعة ظاهرة في الإنسان والأرض : أجريت على حقيقتها.. وأُولت الأربعة الأخيرة لأنها من الأخلاق الباطنة.. فإن المعنى بالسهل : الرفق واللين.. وبالحزن : الخرق والعنف.. وبالطيب الذي يعني به الأرض العذبة : المؤمن الذي هو نفع كله.. وبالخبيث الذي يراد به الأرض السبخة : الكافر الذي هو ضر كله .
[راجع: " تحفة الأحوذي " ( 8 / 234 ) ].
3 .] ومن أعظم الحكَم :
أن الله -تعالى- أراد تمييز آدم عن جميع خلقه بأن يخلقه بيده الكريمة مباشرة.. وهذا لا يكون إذا كان خلقه من العدم.. فــ :
- الملائكة و
- الجن مخلوقون من العدم.. ولا يقال فيهم إنه خلقهم بيده.. قال الله -تعالى- : ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ [ ص/75].. وعندما يأتي الناس إلى أبيهم آدم -عليه السلام- للشفاعة للفصل بين الناس يقولون : «„يَا آدَمُ!.. أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ.. خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ.. وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ.. وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ.. وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّة.. أَلَا تَشْفَعُ لَنَا إِلَى رَبِّكَ.. أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ وَمَا بَلَغَنَا..)
[رواه البخاري (3162) ومسلم (194) ].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : وإنما ذكروا ذلك له من النعَم التي خصه الله بها من بين المخلوقين دون التي شورك فيها.. فهذا بيان واضح.. دليل على فضله على سائر الخلق .
[انظر: " مجموع الفتاوى " (4/366) ].
ولمثل هذا الإكرام كان خلق آدم أعجب من خلق السيد المسيح ابن مريم العذراء البتول -عليهما السلام-.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : وكان خلْق آدم وحواء أعجب من خلق المسيح.. فإن حواء خُلقت من ضلع آدم.. وهذا أعجب من خلق المسيح في بطن مريم.. وخلْق آدم أعجب من هذا وهذا.. وهو أصل خلق حواء .
[راجع: " الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح " (4/55) ].
وأخيراً وليس آخراً..
حكمة الله -تعالى- أعظم وأجل من أن تحيط بها عقول البشر .. وأفهام الناس ومدارك ما خلقهم..

--*/--
القسم الأول من قصة أبي البشر وأول إنسان.. سيدنا آدم عليه السلام..
21 أغسطس 2024م~16 صفر 1446 هـ.







ساحر الأحزان معجبون بهذا .
  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-07-2024, 04:54 PM   #3

من مبدعي المنتدى

 

 رقم العضوية : 72385
 تاريخ التسجيل : Jul 2011
 الجنس : ~ رجل
 المكان : بين أمواج ورمال الْإِسْكَنْدَرِيَّة
 المشاركات : 7,313
 النقاط : د. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond reputeد. محمد الرمادي has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 3594
 قوة التقييم : 2

د. محمد الرمادي غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

25 وسام الحضور المميز مميز فى القسم الاسلامى 

افتراضي المرأة.. كيفية معاملتها!

المرأة.. كيفية معاملتها!
حين نريد الحديث عن كيفية معاملة الآخر.. فـأهم آخر يقابلنا في حياتنا.. هو كيفية معاملة الرجل للمرأة.. وكيفية معاملة المرأة للرجل.. خاصةً في زمن يدور الحديث دائماً عن :
- حقوق الإنسان.. و
- حقوق المرأة.. و
- حقوق الطفل..
- حقوق الأقليات.. وبل والحديث عن
- حقوق المثليين..
وحين نريد تصحيح المفاهيم المغلوطة ووضع الخط المستقيم بجوار الخط المعوج لتصحيح المسار.. فإن أول امرأة في الوجود يجب تفصيل الحديث عنها..
لأن ما أصاب امرأة اليوم يعود إلى الصورة النمطية التقليدية في الأذهان عن المرأة الأولى وكيف خلقت!.. مع سوء فهم غير مقصود للعديد من النصوص الشرعية!.. خاصة نصوص العهد العتيق : التوراة.. أو العهد الجديد : الإنجيل.. أو العهد الحديث : القرآن..
وبما أن كاتب هذه السطور رجل.. فينبغي أن اتحدث عن كيفية معاملة الرجل (وليس الذكر) للمرأة!..
إشكالية الذكر أنه يتحرك تجاه المرأة (الأنثى) بآحدى مظاهر غريزة النوع: الميل الجنسي.. ويريد إشباعها باي كيفية كانت..
أما الرجل فحين يتعامل مع المرأة فيتعامل معها بأخلاق راقية وقيم عالية ومبادئ سامية أي بــ رجولةً.. وفق وحسب ما تربى في اسرته ... عائلته .. مجتمعه.. بيئته .. محيطه.. تعليمه. ثقافته.. حضارته!!
ولكن الحقيقة الساطعة أن المرأة إما أن تكون :
-أماً.. أو
- أختاً..
- خالة..
- عمة..
- بنتاً..
- جارة..
- زميلة دراسة أو عمل..


أو



- زوجة!..

و
كلُ واحدة منهنَّ لها حكمها الخاص بها!..
وهذا الموضوع من المسائل الشائكة.. خاصةً في مجتمع مفتوح الفضاء الإلكتروني.. فكل مَن هبَّ ودبَّ صار يكتب كيفما شاء عن ما شاء..
و
موضوع المرأة له العديد من الجوانب والتي يجب أن تبحث.. سواء في النظام الإجتماعي.. من حيث مبدأ الإسلام أو النظم والقوانين الوضعية.. أو سوق العمل.. أي عمل كان.. أي النظام الإقتصادي.. وراتب المرأة أهو اقل من الرجل أو يساويه .. ولما يفضل رجال الأعمال الحرة والسوق العمل : الرجل عن المرأة.. أو عشرة النساء من حيث الناحية الفقهية الإسلامية.. إذ كاد تكون كل مراجع الفقه تبوب بابا خاصاً بـ عشرة النساء.. أو نظرة الدين للمرأة.. سواء أكان وضعي فلسفي.. أو سماوي..
أو كيف تنظر المرأة ذاتها لنفسها!؟..
العديد من الجوانب التي يجب أن تبحث..
وكاتب هذه السطور لا يملك الوقت أو العلم لبحث كافة مسائل المرأة.. ولكنها محاولة مني ارجو أن أحسنها..
وأسعد بتعليقاتكم ومشاركتم!
04 ربيع الأول 1446 هـ ~ 07 / سبتمبر 2024 م.







ساحر الأحزان معجبون بهذا .
  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-08-2024, 11:11 AM   #4

حـكايـه حـياه

 

 رقم العضوية : 50632
 تاريخ التسجيل : Jun 2010
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر حبيبتي
 المشاركات : 62,169
 الحكمة المفضلة : ان فعلت شىء يسعد غيرك فلا تحزن ولا تنتظر المقابل لصنعك
 النقاط : ساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond reputeساحر الأحزان has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 2441759
 قوة التقييم : 1221

ساحر الأحزان غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

MY MmS

أوسمة العضو

مسابقه الحج تالت تكريم من دمعه حائره والاعضاء 16 137 73 مسابقه القلم المميز 16 وسام التوقع الصحيح للتصفيات النهائية لشخصية العام  وسام التوقع الصحيح لـ تصفيات شخصية العام2015 وسام الاحساس الصادق فورم جود تالنت موسم رابع 

افتراضي

جزاك الله كل الخير
دكتور محمد
حفظك الله ورعاك







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« القضايا الشائكة! | رجل الدولة .. رجل الإصلاح! »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ڪيفية عــبــور المسلم للعام الهجري ⑥④④① !؟ د. محمد الرمادي منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 7 08-23-2024 02:46 PM
بعض المفاتيح في التعامل مع الآخر بحر القمر منتدى التنميه البشريه 0 11-21-2021 10:22 PM
جيـِت أتصل بڪْ وבֿـفت الدمع يڪْسرنيے ،/ مآ ابيے تشيل الـבـزטּ يڪْفيڪْ آنــۉثـﮧنآدرهہٌ «◦◦» قسم الخواطر - وهمس القوافى حصرى بقلم الأعضاء 5 02-10-2012 08:17 PM
يآصآحبي مهمآ ڪآنت قسۈة زمآنڪـ خل قلبــڪ ڪبير ... بنوتة ميدو مواضيع عامة - ثقافة عامة 11 06-03-2011 05:11 PM
غلآڪْ مآعّلِمڪْ تِڪْسّرٍ تِغلِيًڪْ وَغلآيً آثبتِ لِيً آلِوَفآ وَآلِشهآمه ڪــــبرياء الروح قسم الخواطر - وهمس القوافى حصرى بقلم الأعضاء 2 08-10-2010 01:49 AM


الساعة الآن 03:30 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩