من بين أعماق السكون

[عاشق الجمال]

كثيراً ما تتفجر ينابيع المشاعر والأحاسيس المرهفة بالحياة، فتنطلق منها أعذب الكلمات، وتصدح أوتارها أجمل الألحان، وتختلج النَّفْس شوقاً وحنيناً لتعبر عن ذلك بروح شفافة، تغمر الأرض فرحاً وبهجة والنَّفْس مزيداً من الغبطة والرِّضا.
من بين أعماق السُّكون تتفجر الأحاسيس الجليلة، مستشعرة ما يدور في مجتمع الإنسان، مراجعاً فيها جميع الحسابات التي سُجِّلت له أو عليه في مختلف ميادين الحياة.
والخواطر هي سلوى الإنسان في لحظات الخلوة والوحدة، تلتقي أحياناً بالخيال فيسرح بِها إلى العنان، وتصطدم كذلك بالواقع لتشكل خاطرة مزدوجة، تخرج لنا في أرقى وأبهى صورة من صور الإحساس والشعور.
كذلك هي حياة الإنسان ذي الفكر النَّيِّر، والقلب الرَّقيق، والحسّ المرهف، والرُّوح الوقادة، عمل وكفاح . . إبداع ونجاح . . ونظرة للحياة من أوسع أبوابها.
خلاصة فكر، وعصارة قلب، وصفاء نفس، وخيال واسع، يمتد في الأفق الرَّحب، ليحكي ما تجول به خلجات نفس مؤمنة راضية، تستشعر عظمة الخالق سبحانه، وتسعى ليعم الخير، وتهيم بِحُبّ طاهر، وترقى بروح شفافة، تعشق الحرِّيَّة والجمال، وتؤمن بالحياة الكريمة، وتسقي الأرواح العطشى من نبعها النَّقي الصَّافي . . حُبّاً وإحساساً وطيباً.