Search for the poor

[fine girl]

:ـ

الحمد لله الذي تسبح له الرمال وتسجد له الظلال وتتدكدك من هيبته الجبال خلق الإنسان من الطين اللازب والصلصال وزين صورته بأحسن تقويم وأتم اعتدال وعصم قلبه بنور الهداية عن ورطات الضلال وأذن له في قرع باب الخدمة بالغدو والآصال ثم كحل بصيرة المخلص في خدمته بنور العبرة حتى لاحظ بضيائه حضرة الجلال فلاح له من بالبهجة والبهاء والكمال ما استقبح دون مبادئ إشراقه كل حسن وجمال واستثقل كل ما صرفه عن مشاهدته وملازمته غاية الاستثقال وتمثل له ظاهر الدنيا في صورة امرأة جملية تميس وتحتال وانكشف له باطنها عن جور شوهاء عجنت من طينة الخزي وضربت في قالب النكال وهي متلفلفة بجلبابها لتخفي قبائح أسرارها بلطائف السحر والاحتيال وقد نصبت حبائلها في مدارج الرجال فهي تقتنصهم بضروب المكر والاغتيال ثم لا تجتزئ معهم بالخلف في مواعيد الوصال بل تقيدهم مع قطع الوصال بالسلاسل والأغلال وتبليهم بأنواع البلايا والأنكال فلما انكشف للعارفين منها قبائح الأسرار والأفعال زهدوا فيها زهد المبغض لها فتركوها وتركوا التفاخر والتكاثر بالأموال وأقبلوا بكنه همهم على حضرة الجلال واثقين منها بوصال ليس دونه انفصال ومشاهدة أبدية لا يعتريها فناء ولا زوال والصلاة والسلام على محمد سيد الأنبياء وعلى آله خير آل. وبعد فقد استخرت الله العظيم في المشاركة في هذه المسابقة العظيمة الفائدة الجليلة النفع للإسلام والمسلمين رغم قصر علمي وقلة زادي لكني أحببت أن أشارك الأجر وأساهم ولو ببضع كلمات لعلها تكون عند الله عظيمة فندخل بها في رحمة الله تعالى ورحمته وسعت كل شيء ولما كان الكلام عن الفقر وليس هناك أكثر منا فقراً فنحن نعيشه كل يوم في كل موطن وعلى أية حال ولذا عندنا منه الكثير ونعرفه عن الكثير لكن ما إن بدأت في التعرف عليه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وحال السلف الصالح رضوان الله عليهم حتى تبين لي الكثير والكثير مما لا يدركه فقراء العصر وربما الكثير يعلم أن الفقر هو قلة زاد اليد أو قلة المال وحسب لكن الحقيقة أن تعوذ النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الفقر وجعله أخو الكفر لينبئ بشيء عظيم يفوق تصور قلة المال بكثير وكثير وحينما فتحت الصفحات أقلبها في مجلات الأزهر الشريف وجدت من علماءنا من استفاض في طرح المشكلة وطرح حلولها وأسبابها ومظاهرها وكيف السبيل لعلاجها وأنها ليست وليدة اللحظة ولا العصر الحالي وإنما هي مشكلة أبدية ولم يخلو زمن من الأزمان إلا وكان الفقر حالاً به ومتطفلا عليه حتى في زمن خير الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم فلقد كان يعيش بجواره وفي مسجد أهل الصفة ولقد كان من أصحابه صلى الله عليه وسلم من يكاد يموت من شدة الجوع، فما بالنا بزمن ليس فيه أنبياء ويكاد الأولياء أن يذهبوا وندر أن يكون فيه العطاء إلا من رب السماء فأصبح الفقر زعيما ورئيسا وسيدا وعظيما وكان بالأمس متطفلاً ودنيئا، فالفقر اليوم يملك من العبيد الملايين ويملك من المساحات الشاسعة تكاد تعد بالقارات وليس بالدول والدويلات ولما رأيت من ذلك الكثير وذهبت إلى علماء الاقتصاد لأسأل عن حالهم مع فقر اليوم وهل لهذا الداء من دواء ولهذا الوباء من زوال وجدت ما سرني وما زال عني الكثير من الغم والهم وأعطاني مزيدا من الأمل والثقة في الله عز وجل فهو الغني بل وصف نفسه بذي القوة المتين بعد الرزاق فكيف بالرزاق ذي القوة المتين أن يقف أمامه الفقر مهما كانت قوته وملكه ولهذا كله .. استعنت بالله العظيم الكريم وقسمت بحثي هذا المتواضع إلى ثلاثة أبواب وصدرت الباب الأول بعنوان الفقر كما حدثنا عنه القرآن وروته لنا السنة وهو يأتي في فصلين الأول تحت عنوان القرآن يتحدث عن الفقر وجمعت فيه الكثير مما قاله القرآن عن الفقر والفقراء وسنرى فيه بإذن الله تعالى كيف أن الشيطان يعد بالفقر ويأمر بالفحشاء وكيف أن الله تعالى يقابل هذا ليس بالغني والعفاف ولكن بالمغفرة والفضل الواسع إلى آخر ما جاء من آيات القرآن . وجعلت الفصل الثاني بعنوان : النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الفقر وذهبت فيه للصحيحين وكيف قرن النبي صلى الله عليه وسلم بين الكفر والفقر وتعوذ منهما بل إنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يخشى علينا الفقر رغم قسوته وتعوذه منه ولكن كان يخشى علينا أن تفتح علينا الدنيا فنتنافسها كما تنافسها من قبلنا فتهلكنا كما أهلكتهم وإلى آخر ما جاء في السنة. ثم انتقلت إلى الباب الثاني وواصلت فيه أقوال العلماء والفقهاء عن الفقر وسميته ( الفقر كما يراه علماء المسلمين وفقهاؤهم ) وكان على ثلاثة فصول أولاها راي الإمام علي كرم الله وجهه في الفقر وما أقواله فيه ورأيه والفصل الثاني للإمام الغزالي في إحياءه لعلوم الدين وكيف جعل للفقر بابا وأما ثالثها فجعلته لعلماء الاقتصاد فهم أهل خبرة ودراية فكيف لا يؤخذ برأيهم فيما يخصهم ولقد أحسنوا الوصف وأحسنوا كذلك العلاج والدواء لكن لم يكن بيدهم التنفيذ فصار الوضع على ما هو عليه . وأنتقلت إلى الباب الثالث لأتحدث عن الزكاة وسميته ( دور الزكاة في نهضة الأمة وغنها بعد فقرها) ووقع ذلك الباب في ثلاث فصول كان الأول لأنوع الزكاة ومصارفها الثمانية بشيء من الإيجاز والاختصار وبهذا عنونته وكان الفصل الثاني للإنفاق في سبيل الله من باب العلاج وسد الفقر فصار تحت عنوان ( الإنفاق في سبيل الله) . والفصل الأخير لأخير لأختم به دور الزكاة في نهضة الأمة وتغيير حالة الفقر فكان عنوانه( زكاة الركاز ومحاربة الربا بديلاً وعوضاً حسناً ) ووضحت فيه دور زكاة الركاز وهي نوع من أنواع الزكاة لو طبق فعلاً لما وجد في العالم الإسلامي فقير فكيف لو طبقت جميع أنواع الزكاة لكانت نهضة الأمة وحل مشكلة فقرها والأمر الثاني محاربة الربا لأنه والعياذ بالله حرب من الله ورسوله علينا ولكي نطفئ تلك الحرب فلابد من محاربة الربا فهو الوباء والطاعون الذي يأخذ بكل خير لهذه الأمة. وجاءت الخاتمة لأقتبس كلمة الإمام علي كرم الله وجهه إن الله فرض في أموال الإغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني ولقد صدق الإمام فهذا واقع نعيشه ونحياه .

وإلى لقاء مع الباب الأول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[●•Young Eyes•●]

جزاكى الله خير يا جميل تسلم الايادى دمتى بود و تميز