..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..


العودة   منتديات بنات مصر > أقسام المعرفة و المعلومات > سياحة - سفر - معالم سياحية

آخر 12 مواضيع
توقع من يفوز بكأس السوبر الافريقي الاهلي ام الزمالك
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 7 -
متستغربش
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : همس الحنين - مشاركات : 4 -
الحب خالد والعمر فاني
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 9 -
بدور في الماضي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 2 -
تخفي الجمال بنقابها
الكاتـب : gntlsoll - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 2 -
الحب والأقدار
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 7 -
خريف هذا العام
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
مقهوره من القهره
الكاتـب : ~♥ Queen sozan♥~ - آخر مشاركة : 7laa - مشاركات : 5 -
هذا عالمي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
هل يرد حزب الله نيابه عن ايران ضد إسرائيل
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : فــــــــــرح - مشاركات : 10 -
إسم الله الأعظم ... قلم مهيب
الكاتـب : مهيب الركن . - آخر مشاركة : Lamees - مشاركات : 5 -
كثر الهرج
الكاتـب : يحيى الفضلي السودان - آخر مشاركة : امحمد خوجة - مشاركات : 5 -

الإهداءات


تــــاريـــخ جــــمـــهــــوريـــــة مـــصـــر الـــعــــربــيـــة

سياحة - سفر - معالم سياحية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /08-24-2009, 01:37 PM   #1

عضوية التميز
 

 رقم العضوية : 26236
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 العمر : 35
 المكان : بلد المليون و نصف مليون شهيد
 المشاركات : 2,327
 النقاط : حنونة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

حنونة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي تــــاريـــخ جــــمـــهــــوريـــــة مـــصـــر الـــعــــربــيـــة



بسم الله الرحمن الرحيم


هنا تجد تاريخــ جمهوريهـ مصر العربيهــ كأأملآ

سيتابع الموضوع كل فترة من فترات تاريخ مصر تفصيليا .. من العصر الفرعونى الى ما بعد الثورة ..




تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الإنسانية حيث أبدع الإنسان المصرى وقدم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم ·· حضارة رائدة فى ابتكاراتها وعمائرها وفنونها حيث أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها فهي حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصرى وتركت فى عقله ووجدانه بصماتها· لقد كانت مصر أول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التي صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة فى العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أما للحضارات الإنسانية· إن لمصر دورها الحضاري والتاريخي والديني حيث كانت المكان الذى احتضن الأنبياء· والأرض التي سارت خطوات الأنبياء والرسل عليها ·· فجاء إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج منها السيدة هاجر ·· وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيرا وتبعه إليها أبوه يعقوب ·· ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وبين موسى عليه السلام على أرضها· وإلى مصر لجأت العائلة المقدسة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح طفلاً ويوسف النجار وقاموا برحلة تاريخية مباركة فى أرضها ·· وقد اختار الله سبحانه وتعالى مصر بالذات لتكون الملجأ الحصين الذى شاءت السماء أن يكون واحة السلام والأمان على الدوام وملتقى الأديان السماوية· لقد تتابعت على أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر مهداً للحضارة الفرعونية، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الإسلامية· لقد اتسم شعب مصر على طول التاريخ بالحب والتسامح والود والكرم الذى تميز به هذا الشعب حيث امتزج أبناء مصر فى نسيج واحد متين.. وهكذا دائماً يكون شعب مصر مصريون قبل الأديان ومصريون إلى آخر الزمان·




-

عصر الدولهــ القديمهـ


[IMG]http://oracleguy.***********/vi.jpg[/IMG]


تطورت الحضارة المصرية وتبلورت مبادئ "حكومة مركزية" حوالي العام 3200 ق.م. حيث قام الملك مينا بتوحيد مملكتي الشمال والجنوب المصريتين. وشهد عصر هذه الدولة نهضة شاملة في شتى نواحي الحياة، حيـث توصـل المصريـون إلى الكتابة الهيروغليفية أي النقش المقدس ، و تأسست ممفيس كأول عاصمة للبلاد واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان· واستقبلت مصر عصرا مزدهرا في تاريخها عرف باسم عصر بناة الأهرامات، وشهد هذا العصر بناء أول هرم في مصر و العالم و هو هرم زوسر المدرج المعروف بهرم سقارة و الذي يعد أول بنيان حجري في العالم و أقيم العام 2861 ق.م·، ومع تطور الفن والزراعة والصناعة استخدم المصريون أول أسطول نهري بري لنقل منتجاتهم· وبلغت الملاحة البحرية شأنا عظيما وأصبحت حرفة منظمة كغيرها من الحرف الراسخة التي اشتهرت بها مصر القديمة، و في هذا العصر حكمت الأسر من الأسرة الثالثة إلي الأسرة السادسة..

[IMG]http://almonamasr.***********/%D8%B3%D9%87%D9%85%20%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A.gif[/IMG]


-

عصر الدولهـ الوسطي


يسبق الدولة الوسطى (2040 - 1640 ق.م.) العصر المتوسط الأول و الذي حكمت فيه الأسرات بدأ من السابعة و حتى العاشرة و الذي انتهى بتقسيم البلاد، ليأتي عصر الدولة الوسطى بدأ من الفرعون منتوحتب الثاني في 2065 و الذي كان أميرا لطيبة و أعاد توحيد البلاد و فرض النظام ، و اهتم ملوك الدولة الوسطى بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب فازدهرت الزراعة وتطورت المصنوعات اليدوية، وأنتج الفنانون المصريون والمهندسون تراثاالى رائعا انتشر في الأقصر والفيوم وعين شمس· كذلك ازدهر الفن والأدب في هذا العصر، و من ملوك هذا العصر أمنمحات الأول ، أمنمحات الثالث وتلى هذه الدولة العصر المتوسط الثاني و الذي حكمت فيه الأسرات من 13 إلي 17 و الذي ضعفت فيه الدولة الوسطى فأدي ذلك لإغارة قبائل تسكن منطقة شرق المتوسط عرفوا باسم الهكسوس لمصر وغزوهم مناطق في شمال و ووسط البلاد


[IMG]http://almonamasr.***********/%D8%B3%D9%87%D9%85%20%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A.gif[/IMG]

-

عصر الدولة الحديثة


1580 - 1150ق·م) بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء على الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقية عاد الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد· وبدأت مصر عهداً جديداً هو عهد الدولة الحديثة، وأدركت مصر أهمية القوة العسكرية لحماية البلاد، فتم إنشاء جيش قوى لتكوين إمبراطورية عظيمة امتدت من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا· لتصبح مصر بذلك اول قوة عظمى فى تاريخ البشرية وصارت بذلك إمبراطورية عظيمة مترامية الأطراف وأقدم إمبراطورية في التاريخ· لقد حاز ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية في ميادين السياسة والحرب والثقافة والحضارة والدين· أحمس بطل التحرير، أمنحوتب الأول العادل الذى أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور والحوافز ·· تحتمس الأول المحارب الذى وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا ونشر التعليم وتوسع في فتح المناجـم وصناعـة التعديـن ·· تحتمس الثاني المتأنق و تحتمس الثالث الإمبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول فاتح عظيم في تاريخ العالم ·· و تحتمس الرابع الدبلوماسي الذى كان أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية·· وامنحوتب الثالث أغنى ملك في العالم القديم والذي فتح المدارس "بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية ·· و إخناتون أول من نادى بتوحيد الالهة الفرعونية ورمز لها بقرص الشمس ·· و توت عنخ آمون الذى حاز شهرة في العالم المعاصر· ومن أشـهـر ملـكات هذه الأسرة عـلى سبـيـل المـثـال المـلـكـة أعح حتب زوجـــة الـــمــلك "سقنن رع" ، والـــمــلــكــة " أحمس-نفرتاري " زوجة أحمس الأول ، والملكة تِيْ بنت الشعب وزوجة امنحوتب الثالث وأم إخناتون ، والملكة نفرتيتي زوجة إخناتون والملكة العظيمة حتشبسوت التي حكمت مصر قرابة عشرين عاما· وبلغت مصر في عهدها أعلى قمة في الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية إلى بلاد "بونت" كذلك شيدت واحدا من أعظم الآثار المعمارية وأكثرها روعة وفخامة وهو معبد "الدير البحري" على الشاطئ الغربي للنيل في مواجهة الأقصر وهو معبد فريد في تصميمه وليس له مثيل بين معابد العالم القديم كلها و معبد الكرنك الذى يعد أكبر معبد في العالم القديم · وشهد هذا العصر أيضا "ثورة إخناتون الدينية" حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمة جديدة للبلاد وأسماها "أخيتاتون"· الملك رمسيس الثانى الذى هزم الحيثيين و عقد مع ملكهم اول معاهدة سلام في التاريخ وبنى حوالى 6 معابد من أشهرها معبد أبو سمبل , ورمسيس الثالث الذى صد هجمات الليبين و شعوب البحر المتوسط ,وتعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 حتى 28 لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق·م ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنة مع الأسرة 30 ودخول الإسكندر الأكبر مصر·

[IMG]http://almonamasr.***********/%D8%B3%D9%87%D9%85%20%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D9%8A.gif[/IMG]







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-24-2009, 01:37 PM   #2

عضوية التميز
 

 رقم العضوية : 26236
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 العمر : 35
 المكان : بلد المليون و نصف مليون شهيد
 المشاركات : 2,327
 النقاط : حنونة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

حنونة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

الاسكندر الآكبر



نشأته وُلد الاسكندر في بيلا، العاصمة القديمة لمقدونيا. ابن فيلب المقدوني الثاني ملك مقدونيا و ابن الأميرة أوليمبياس أميرة سيبرس(Epirus). كان أرسطو معلمه الخاص. درّبه تدريبا شاملا في فن الخطابة والأدب وحفزه على الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة. في صيف عام 336 ق.م.إغتيل فيلبّ الثاني فاعتلى العرش ابنه الإسكندر، فوجد نفسه محاطاً بالأعداء ومهدد بالتمرد والعصيان من الخارج. فتخلص مباشرة من المتآمرين وأعدائه في الداخل فحكم عليهم بالإعدام. ثم انتقل إلى ثيساليا(Thessaly) حيث حصل حلفاءه هناك على استقلالهم وسيطرتهم وإستعادة الحكم في مقدونيا. وقبل نهاية صيف 336 ق.م. أعادَ تأسيس موقعهِ في اليونان وتم اختياره من قبل الكونغرس في كورينث قائداً.حملته على الفرس حماية مقدونيا واليونان وكحاكم على جيش اليونان وقائد الحملة ضد الفرس، وكما كان مخطط من قبل أبيه. قام بحملة ناجحة إلى نهر دانوب وفي عودته سحق في أسبوع واحد الذين كانوا يهددون أمته من اليرانس(Illyrians ) مرورا بثيبيس (Thebes) اللتان تمردتا عليه حيث قام بتحطيم كل شيء فيها ما عدا المعابد وبيت الشعر اليوناني بيندار(Pindar)، وقام بتحويل السكان الناجون وكانوا حوالي 8،000 إلى العبودية. سرعة الإسكندر في القضاء على ثيبيس كانت بمثابة عبرة إلى الولايات اليونانية الأخرى التي سارعت إلى إعلان رضوخها على الفور.المواجهة الأولى مع الفرس بدأ الإسكندر حربه ضد الفرس في ربيع عام 334 قبل الميلاد حيث عبر هيليسبونت (بالإنجليزية: Hellespont) دانيدانيليس الجديدة) بجيش مكون من 35،000 مقدوني وضباط من القوات اليونانية بمن فيهم أنتيجواس الأول (بالإنجليزية: Antigonus I) وبطليموس الأول وكذلك سيليكوس (بالإنجليزية: Seleucus I)، وعند نهر جرانيياس بالقرب من المدينة القديمة لطروادة، قابل جيش من الفرس والمرتزقة اليونان الذين كانوا حوالي 40،000 وقد سحق الفرس وكما أشير في الكتابات القديمة وخسر 110 رجلا فقط. وبعد هذه الحرب الضارية أصبح مسيطرا على كل ولايات آسيا الصغرى و أثناء عبوره لفرجيا (Phrygia) يقال أنه قطع بسيفه "الجوردان نوت" مواجهة داريوس الثالث وباستمرار تقدمه جنوبا، واجه الإسكندر جيش الفرس الأول الذي قاده الملك داريوس الثالث أو داريوش الثالث (بالإنجليزية: Darius III) في أسوس {{إنج فى شمال شرق سوريا. ولم يكن معروف كم عدد جيش داريوس بعدد يبلغ حوالي 500،000 رجل ولكن يعتبر المؤرخون هذا العدد بأنه مبالغة. ومعركة أسيوس في عام 333 قبل الميلاد انتهت بنصر كبير للإسكندر وبهزيمة داريوس هزيمة نكراء،ففرَ شمالاً تاركاُ أمه وزوجته وأولاده حيث عاملهم الإسكندر معاملة جيدة وقريبة لمعاملة الملوك.وبعد استيلاء الاسكندر على مناطق سورية الداخلية وحتى نهر الفرات واتجه نحو الساحل السوري غربا ومن سورية اتجه جنوبا وقدمت مدينة صور(بالإنجليزية: Tyre) المحصنة بحريا مقاومة قوية وثابتة أمام الإسكندر إلا أن الإسكندر أقتحمها بعد حصار دام سبعة أشهر في سنة 332 قبل الميلاد ثم احتل غزة ثم أمن التحكم بخط الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وفي عام 332 على رأس نهرالنيل مدينة سماها الاسكندرية (سميت على اسمه فيما بعد) . وسيرين (بالإنجليزية: Cyrene ) العاصمة القديمة لمملكة أفريقيا الشمالية(سيرناسيا) خضعت فيما بعد هي الأخرى وهكذا يكون قد وسع حكمه إلى الاقليم القرطاجيز ل لاتثبت مثل هذه الروايات وهي قابلة للتصديق والتكذيبتتويجه كفرعون لمصر في ربيع عام 331ق.م. قام الإسكندر بالحج إلى المعبد العظيم ووسيط الوحي آلهة الشمس آمون-رع(Amon-Ra) المعروف بزيوس(Zeus) عند اليونان، حيث كان المصريين القدامى يؤمنون بأنهم أبناء الـه الشمس أمون-رع (بالإنجليزية: Amon-Ra ) وكذلك كان حال الإسكندر الأعظم بأن الحج الذي قام به آتى ثماره فنصبه الكهنة فرعونا على مصر و احبه المصروين و اعلنه له الطاعة والولاء واعتبروه واحد منهم ونصبه الكهنة ابناً ل امون و أصبح ابناً لكبير اللآله . بعدها قام بالعودة إلى الشرق مرة أخرى


حدود الأمبرطورية المقدونية خلال حكم الأسكندر الأكبر






نهاية داريوس

أعاد ترتيب قواته في صور(Tyre) بجيش مكون من 40،000 جندي مشاة و7،000 فارس عابرا نهري دجلة (بالإنجليزية: Tigris) والفرات (بالإنجليزية: Euphrates) وقابل داريوس (بالإنجليزية: Darius) على رأس جيش بحوالي مليون رجل بحسب الكتابات القديمة. وقد استطاع التغلب على هذا الجيش و هزيمته هزيمة ساحقة في معركة جاوجميلا (بالإنجليزية: Battle of Gaugamela) في 1 أكتوبر عام 331 ق.م. فرَ داريوس مرة أخرى كما فعل في (أسيوس) و يقال بأنه ذبح في ما بعد على يد أحد أخدامه


بابل
حوصرت مدينة بابل (بالإنجليزية: Babylon) بعد معركة (جاوجميلا) و كذلك مدينة سوسا(Susa) حتى فتحت فيما بعد، وبعد ذلك وفي منتصف فصل الشتاء اتجه الإسكندر إلى بيرسبوليس (بالإنجليزية: Persepolis ) عاصمة الفرس. حيث قام بحرقها بأكملها انتقاما لما فعلة الفرس في أثينا في عهد سابق. وبهذا الاجتياح الاخير الذي قام به الإسكندر أصبحت سيطرته تمتد إلى خلف الشواطيء الجنوبية لبحر الخزر (بالإنجليزية: Caspian sea) متضمناً أفغانستان وبلوشستان الحديثة وشمالاً من باكتريا (Bactria) وسوقديانا(Sogdiana) وهي الآن غرب تركستان و كذلك تعرف بآسيا الوسطى. أخذت من الإسكندر ثلاث سنوات فقط من ربيع 333 إلى ربيع 330 ليفتح كل هذه المساحات الشاسعة. وبصدد إكمال غزوه على بقايا إمبراطورية الفرس التي كانت تحوي جزءاً من غرب الهند، عبر نهر اندوس(Indus River) في عام 326 قبل الميلاد وفاتحا بذلك البنجاب (بالإنجليزية: Punjab) التي تقرب من نهر هايفاسيس (Hyphasis) والتي تسمى الآن بياس (Beās) وعند هذه النقطة ثار المقدونيين ضد الإسكندر ورفضوا الاستمرار معه فقام ببناء جيش آخر ثم أبحر إلى الخليج العربي ثم عاد براً عبر صحراء ميديا(Media) بنقص كبير في المؤونة فخسر عدداً من قواته هناك. أمضى الإسكندر حوالي سنة وهو يعيد حساباته ويرسم مخططاته ويحصي المناطق التي سيطر عليها في منطقة الخليج العربي للاستعداد لاجتياح شبه الجزيرة العربية.



نهايته في بابل

وصل الإسكندر إلى بابل (بالإنجليزية: Babylon) في ربيع 323 ق.م في بلدة تدعى سوسة على نهر الفرات في سوريا حاليا قام الاسكندر بنصب معسكره بالقرب من النهر شرق سوريا . وبعد مده في شهر يونيو من عام 323 ق.م أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركاً وراءه إمبراطورية عظيمة واسعة الأطراف .

وهو على فراش الموت نطق بجملة غامضة بقي أثرها أعواما كثيرة حيث قال إلى الأقوى (بالإنجليزية: To the strongest) يعتقد أنها قادت إلى صراعات شديدة استمرت حوالي نصف قرن من الزمن.



وفي رواية أخرى: أنه قد مات الاسكندر الأكبر مسموما بسم دسه له طبيبه الخاص الذي يثق به ثقة عمياء وسقط مريضا حوالي أسبوعين وكان قد سلم الخاتم الخاص به لقائد جيشه برداكيس وهو علي فراش المرض وطلب من الجنود زيارته في فراشه ويبدو أن المحيطين به في تلك الفترة كانوا متآمرين نظرا لتصرفاته وسلوكياته الغريبة حيث أنه في أواخر أيامه طلب من الاغريق تأليهه في الوقت الذي كان عنيفا مع الكثيرين بالإضافة إلي اكثاره في شرب الخمر. كل هذه العوامل جعلت البعض يتربصون به ومحاولتهم للفتك به.



حدود الأمبرطورية المقدونية عند موت الأسكندر الأكبر عام 323 ق.م

مثوى الإسكندر الأخير
يعتقد الكثير من العلماء والمؤرخين أن الإسكندر بعد وفاته في بابل ببلاد الرافدين حصل تنازع قادته علي مكان دفنه حيث كان كل منهم يريد أن يدفن في الولاية التي يحكمها بعد تقسيم الإمبراطورية التي أنشأها الإسكندر إلا أن حاكم مقدونيا برديكاس قام بمعركة قرب دمياط مع قوات بطليموس الأول للاستيلاء علي ناووس الإسكندر ونقله الي مقدونيا ليدفن هناك ، وهزم برديكاس في المعركة وقتل لاحقا إلا أن بطليموس الأول خشي وقتها أن يستمر في دفن الجثمان في سيوة إذ أنه من الممكن ان يأتي أحدهم عبر البحر و يسرق الجثة فيما أن سيوة بعيدة عن العاصمة منف فقرر بطليموس أن تدفن في منف وكان الأمر و دفن الجثمان علي الطريقة المصرية ولم تذكر المراجع التاريخية أولا كيف تم نقل الجثمان أو مكان دفنه قبل ان ينقل آلة مقدونيا حيث المدفن الاخير للاسكندر

عسكرية الإسكندر
كان الإسكندر من أعظم الجنرالات على مر العصور حيث وصف كتكتيكي و قائد قوات بارع و ذلك دليل قدرته على فتح كل تلك المساحات الواسعة لفترة وجيزة. كان شجاعا و سخيا ، و شديدا صلباً عندما تتطلب السياسة منه ذلك . و كما ذكر في كتب التاريخ القديمة بأنه كان مدمن كحول فيقال أنه قتل أقرب اصدقائه كليتوس (Clitus) في حفلة شراب حيث أنه ندم على ذلك ندما عظيما على ما فعله بصديقه . وصفوه بأنه ذا حكمة بحسب ما يقولونه المؤرخون بأنه كان يسعى لبناء عالم مبني على الأخوة بدمجه الشرق مع الغرب في إمبراطورية واحدة . فقد درب آلاف الشباب الفرس بمقدونيا و عينهم في جيشه ، و تبنى بنفسه عادات و تقاليد الفرس و تزوج نساء شرقيات منهم ركسانا (Roxana) التي توفيت عام 311 ق.م ابنة أكسيراتس (Oxyartes) التي لها صلة قرابة مباشرة( لداريوس) ، و شجع ضباط جيشه و جنوده على الزواج من نساء فارسيات.

أصبحت اللغة اليونانية واسعة الانتشار و مسيطرة على لغات العالم .



تأسيس دولة البطالمة



قسمت امبراطورية الاسكندر بعد وفته اثر إصابته بالحمي بمدينه بابل بيت قواده الاغريق ، فكانت مصر من نصيب القائد بطلميوس ، وسورية والعراق من نصيب القائد سليوقس ، اما مقدونيا فكانت من نصيب القائد انتيجونس وقد نجح بطلميوس وسليوقس فى تأسيس دولتين مستقلتين هما دولة البطالمة فى مصر والدولة السليوقية فى سوريا ، حكمتهما سلالاتهما من بعدهما قربة ثلاثة قرون . وقد اتخذت اسرة البطالمة مدينة الاسكندرية عاصمة ومقر لحكمهم . كما اتخذت دولة السليوقية مدينة انطاكية فى شمال سوريا عاصمة لها .
كان بطلميوس قائداً فى جيش الاسكندر ، فقد نشأ معه فى قصر ابيه فيليب المقدوني وتربي معه منذ الصغر واضحي صديقا حميماً له . وقد تميز بطلميوس بنشاطة وقدرته وشجاعته . وقد امتلأ تاريخ البطالمة والسليوقيين بالحروب بينهما فالبطالمه يحاولون السيطره علي سوريه والسليوقيون بدورهم يعارضون اطماع البطالمة ويردون على ذلك بالرغبة فى استيلاء على مصر . وقد اضعفت تلك الحروب كلا البلدين مما ساعد دولة الرومان الناشئه فى القضاء على الدولة السليوقية اولاً ثم القضاء على دولة البطالمة والاستيلاء على مصر عام 31 ق.م فى نهاية حكم الملكة كليوبترا السابعة آخر حكام البطالمة .




إنشـاء مدينة الإســـكندريـة وإزدهارها :

اسس الاسكندر الاكبر مدينة جديدة اسمها مدينة الاسكندرية قبل مغادرته من مصر لتكون المركز الرئيسي للحضارة الهلينستية فى العالم القديم وقد اختار لها مكاناً على شريط اليابس الذي يفصل البحر المتوسط عن بحيرة مريوط . ويبدو انه اختار تلك البقعة لجفافها وبعدها عن رواسب نهر النيل ( فرع رشيد ) وسهولة توصيل مياة الشرب اليها وكذا لإرتفاعها النسبي عن مستوي اراضي الدلتا الشمالية بجسر جزيرة تقع فى مواجهتها على مسافة قريبة من الشاطىء تدعي جزيرة فاروس ، ومن ثم فقد اصبح للمدينة الجديدة نتيجة لذلك مرسيان للسفن .. إحداهما شرقي والآخر غربي ( ويوجد بمدينة الاسكندرية الآن ميناءان : الميناء الشرقي والميناء الغربي المستخدم فى وقتنا الحالي لرسو السفن ) وقد عهد الاسكندر الي احد المهندسين الاغريق بتخطيط المدينة فأتمه فى شكل شوارع مستقيمة متقاطعه كما قسمت المدينة الي عدة احياء وكان بينها الحي الملكي والحي والطني وحي الميناء قد اتم بطلميوس الاول بناء مدينة الاسكندرية وفقاً لتخطيط الاسكندر .. كما اهتم ملوك البطالمة التاليين بهذه المدينة واتخذوها عاصمة لبلادهم فبنوا بها القصور والمنشآت وغرسوا الحدائق و اوصلوا اليها مياه النيل العذبة عن طريق ترعة شيديا التي كانت تتفرع الي قنوات عديدة داخل المدينة وتتجمع مياهها فى خزانات خاصة فى احياء مختلفة . ولقد اصبحت مدينة الاسكندرية منذ عهد بطلميوس الثاني اعظم مدن العالم القديم مثلما كانت طيبة فى عهد الدولة الحديثة الفرعونية ولا تزال آثار الاسكندرية الباقية تنطق بما بلغته تلك المدينة من تقدم وازدهار حينا ذاك .
وقامت مدينة الإسكندرية بوظائف متعددة اذ كانت عاصمة للبلاد ومركزاً للحكم والادارة طوال العصر البطلمي الذي استمر قرابة ثلاثمائة عام . كما كانت لها وظيفة اقتصادية اذ ازدهرت فيها العديد من الصناعات حتي اصبحت اهم مدن مصر الصناعية . كما اصبحت ملتقي التجارة الوافدة من العالم القديم واكبر مركز للتبادل التجاري الخارجي وكان على رأس مهام المدينة مهمة ثقافية اذ نشأت بها الجامعة والمكتبة والمسرح وغيرها من المنشآت الثقافية التي لعبت دوراً كبيراً فى الاشعاع الثقافي فى العالم القديم وخاصة فى مجالات الآداب والعلوم والفنون واخيراً فقد كانت لها اهمية عسكرية دفاعية واقاموا بها الابراج والبوابات المنيعة . كما رسي بها اسطول قوي للزود عنها وعن مصر كلها

سياسة البطالمة فى مصـر :

اتبع البطالمة سياسة الاسكندر وساروا عن نهج خطواته . وقد رغبوا فى توسيع نطاق مملكتهم كما عملوا على نشر الحضارة الاغريقية ومزجها بحارة مصر القديمه . ومن ثم فقد حاولوا الحصول على كل ما يمكن الحصول عليه من ثروة البلاد ومواردها مما مكنهم من تكوين جيش واسطول قويين نجحا فى ضم النوبة وليبيا وفلسطين الي مصر ، وفرض سيطرتهم على كثير من جزر حوض البحر المتوسط الشرقي ، كذلك عمل البطالمة على ارساء قواعد بعض مظاهر الحضارة الاغريقية والنهوض بالحضارة الهلينستية الجديده .
لقد كان البطالمة أغريق فى معيشتهم وعادتهم وتقاليدهم ، فكانت معظم مبانيهم على الطراز الاغريقي ولكنهم حاولوا تقليد الطراز المصري القديم والمزج بين الطرازين كما كانت تماثيلهم خليطاً من الفن الاغريقي والفن المصري القديم . ويعرض المتحف اليوناني الروماني بالاسكندرية نماذج رائعة من فن ذلك العصر .. تتمثل فى منحوتات فى مقدمتها تماثيل تعرف بتماثيل تنجاره وآيات من النقش والرسم والفنون وعرفت مصر فى عصر البطالمة اللغة الاغريقية التي اعتبرت لغة رسمية وتحدثت بها الجاليات الاغريقية وكانت لغة الدواوين والمنشآت العلمية والثقافية بمدينة الاسكندرية ولكن المصريين استمروا طوال ذلك العهد يتكلمون ويكتبون باللغة المصرية القديمه وكان من الطبيعي ان يحدث تأثير متبادل بين اللغتين فى استعارة بعض الالفاظ من إحداها وشيوع استخدامها فى الأخري .
وعمل البطالمة على التقرب من المصريين فاحتفظوا بمعظم نواحي التنظيم الاداري التي خلفها لهم الفراعنة مع إدخال تعديلات طفيفه اقتضتها الظروف . ولم يحاولوا التدخل فى شئون المصريين المدنية او عادتهم او تقاليدهم او طرق حياتهم حرصاً منهم على كسب مودتهم وقد احتفظ المصريون كعادتهم بما ورثوه عن آبئهم وأجدادهم من مظاهر الحضارة المصرية القديمه ولم تكن للحضارة الاغريقية من سبيل اليهم الا فيما ندر .
وقد عثر احد رجال الحملة الفرنسية على مصر فى اواخر القرن الثامنعشر على حجر دون علية نص من عهد البطالمة بثلاث خطوط : الخط الهيروغليفي والخط اليوناني ، والخط الديموطيقي . وقد ساعد هذا الحجر المعروف بإسم حجر رشيد والمعروض حاليا بالمتحف البريطاني بلندن على حل رموز الكتابه الهيروغليفية .
ولقد وعي الاسكندر والبطالمة من بعده الدرس الذي لقنه المصريون للفرس عندما اهانوا آلهتهم ، فقد برهن المصريون على قوة عقيدتهم الدينية بثورتهم عليهم وعلى كل من تحدثه نفسه بالمساس بتلك المعتقدات ولذا فقد اتبعوا سياسة تجاه الحضارة المصرية بوجه عام والديانه المصري بوجه خاص تنطوي على الاحترام الكامل فتسابقوا فى حمل الالقاب الملكية القديمه ومثلوا انفسهم فى المناسبات الرسمية مرتدين زي الفراعنة ، وقدموا القرابين للمعبودات المصرية ومنحوها الهبات وانشأوا المعابد والهياكل على الطراز الفرعوني كما اصلحوا منها وعملوا على زخرفتها واضافة بعض الملحقات اليها ، وصوروا انفسهم على جدرانها وفقاً للتقاليد الفرعونية كما عملوا على التوفيق بين الديانتين وحاولا على سبيل المثال التوحيد بين زيوس كبير معبوداتهم وآمون كبير الالهة المصرية .
ولقد بلغ من تأثر الاغريق فى ذلك العصر بالديانه المصرية .. ان اصبحت عقيدة الاله ايزيس عبادة شائعة في بلاد الاغريق نفسها ، كما مزجوا الديانه المصرية بالديانة الاغريقية من خلال معبود جديد اسموه سرابيس اقاموا له معبد السرابيوم فى مدينة الاسكندرية




الاهتمام بالمعابد المصرية القديمة



أما المعابد ذات الطراز المصري القديم التي اهتم البطالمه بإقامتها او بتجديدها وتوسيعها فقد امتازت جميعها بضخامتها وجمال نقوشها وروعه اعمدتها وتماثيلها .ومن اشهر هذه المعابد معبد إدفو وهو مبني فخم رائع خصص لعباده الاله حورس . ويعد اكمل ما حفظ من معابد العصر البطلمي بل من معابد مصر اجمعها .
كما اقاموا معبد دندرة الضخم تجاه مدينة قنا الحالية والذي خصص لعبادة الاله حاتور ربة الامومة والحب والجمال لدي المصرين القدماء .. ولا يزال قائماً يشمخ بأعمدته الضخمة ونقوشه الرائعه وبملحقاته المتكاملة . وتعد معبد جزيرة فيلة اشهر المباني الدينية التي ترجع الي عصر البطالمة . وقد احتلت عبادة عبادة ايزيس مكان الصدارة هناك ومن حولها طائفه من المعبودات المصرية القديمة الأخري وظل تقديس ايزيس قائما فى تلك البقعه الي وقت غير قصير بعد دخول المسيحية الي مصير كما تميزت معابد فيلة بجمال الطبيعة حولها .. حتي لقد سميت بلؤلؤة مصر .
وقد نتج عن بناء السد العالي ان اصبحت جزيرة فيلة محصورة بين خزان اسوان القديم في الشمال والسد العالي فى الجنوب ، ونظراً لتذبذب منسوب المياه حول الجزيرة صعوداً ونزولاً نتيجة لعملية توليد الكهرباء مما يؤثر على سلامة مباني الجزيرة .. فقد استقر الرأي علي نقل مبانيها الاثرية الي جزيرة اخري مجاورة لا تتأثر بذبذبات المياه تقع على مستوي اعلي من جزيرة فيلة . وقد تم بنجاح كبير انقاذ آثار فيلة وتعد عمليه انقاذ معابد النوبة التي هددتها مياه السد العالي وفى مقدمتها معبدا ابوسمبل وفيلة اكبر واضخم عمليه ثقافية شهدها العالم .
كما يعد انقاذ اثار النوبة التي احرزت نجاحاً نتيجة لحرص مصر على المحافظة على تراثها التااريخي وبفضل تعاون العالم كله – اعظم مثل فى تاريخ البشرية للتعاون الدولي الثقافي- ويحق لكل مصري انا يعتز ويفخر بما تركه لنا اجدادنا من تراث اثار اعجاب العالم بعظمته واصالته وروعتة وعراقته منذ اقدم العصور ولا يزال مثيراً للدهشه والاعجاب باعثاُ التقدير والإكبار حتي اليوم .









  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-24-2009, 01:39 PM   #3

عضوية التميز
 

 رقم العضوية : 26236
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 العمر : 35
 المكان : بلد المليون و نصف مليون شهيد
 المشاركات : 2,327
 النقاط : حنونة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

حنونة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

سياسة انشاء المدن الجديده



اتبع البطالمة ساسية الاسكندر الاكبر فى بناء مدن جديده للأعداد الكبيرة من الاغريق اللذين هاجروا الي مصر وعاشوا فيها وقد اصطبغت تلك المدن بالصبغة الاغريقية .. فكانت لغه الكلام بها اغريقية كما انها اتخذت اسماء اغريقيه ، وانتشرت بين ربوعها الميادين والمسارح والملاعب والحمامات وغير ذلك من المنشآت التي توفر للسكان انواعاً من الشناط الاجتماعي والثقافي .
وقد سبق ان ذكرت ان مدينة الاسكندرية اصبحت عاصمة العالم المتمدين حينذاك . وكان القصر الملكي بالاسكندرية اعظم ما رأت الدنيا فى ذلك الزمن .
اما مدينه نقراطيس اقدم المدن الاغريقية والتي تأسست ايام الاسرة السادسة والعشرين الفرعونية ( القرن السابع قبل الميلاد ) فقد تضاءلت اهميتها التجارية بعد تأسيس مدينة الاسكندرية ولكنتها فى نفس الوقت ازدهرت صناعياً ، كما انها احتفظت بثقافتها الاغريقيه وانجبت عددا من كبار رجال الآداب والعلوم .
وقد انشأ بطلميوس الاول مدينه بطلميس بالصعيد بالقرب من مدينة سوهاج الحالية لتكون مركزاً للحضارة الاغريقية . وقد خططها المهندسون على نمط الاسكندرية ولكن لم يبق من معالمها القديمة شىء يذكر الآن .

سياسة البطالمة الاقتصادية :
أهتم البطالمة اهتماماً كبيرا بالنواحي الاقتصادية وسعوا الي تنمية موارد الدولة لتحقيق اطماعهم الخارجية واهتماماتهم الداخلية . وقد انعكس عذا الاهتامام على كافة المرافق الانتاجية وخاصة فيما يتعلق بالزراعه والصناعه والتجارة .

الزراعــــــة

عندما جاء الاغريق الي مصر وجدوها بلداً زراعياً بالدرجة الاول وتتميز بتربة خصبة غنية ، وونيل تتجدد حيويته كل عام خلال فصل الفيضان ، وبشعب اعتمد على الزراعه فى خياته الاقتصادية فاكتسب خبرة كانت تزداد على مر السنين ، وبأرض مستوية واسعه وخاصة فى الدلتا فعملوا على النهوض بالزراعه فأقاموا الجسور وحفروا القنوات وادخلوا استعمال الساقية والطنبور فسارع المصريون الي الافادة منهما الي جانب الشادوف الذي استخدمه المصريون القدماء وكانت اهم محصولاتهم الزرعية هي القمح والشعير والعدس والفول والكتان والفواكه والخضروات الا ان ذلك الازدهار لم يدم طويلاً .. فمنذ اوخار عصر بطلميوس الثالث ظهر نقص فى مساحة الارض المنزرعة ، وكذلك فى الثروة الحيوانية وفى عدد سكان القري وذلك ان النظام المالي الذي اتبعه البطالمة بما يتطلبه من ضرائب باهظة قد اثقل كاهن المزارعين مما دفعهم الي ترك مزارعهم واهمالها والتراخي فى اداء عملهم بل واحياناً الي الثروة ضد الحكام ، وقد بذل البطالمة جهداً كبيراً لإصلاح الأحوال ولكنهم لم يتمكنوا من وقف تيار التهدور الذي هو باقتصاديات البلاد بما فيهم الزراعة الي الحضيض .

الصناعة

كفلت الطبيعة لمصر وفرة فى المواد الخام الزراعية والمعدنيه والحجرية وكثرة عدد السكان الذي امتاز الكثيرون منهم بالمارة فى الصناعات اليدوية منذ اقدم العصور وقد ادي هذا الي ازدهار كثير من الصناعات فى العصر البطلمي مثل صناعة ورق البردي والمنسوجات الكتانية والتيلية والزيوت والنبيذ والفخار والزجاج والصناعات الخشبية والجلدية وغيرها مما كانت مصر تصدره الي مختلف بلاد العالم القديم .
وقد انشأ البطالمة الكثير من المصانع لتوفير سبل العيش للوافدين من بلاد الاغريق وعملوا على زيادة الإنتاج وتحسين النوعية حتي تتفق وذوق المستهلكين سواء داخل البلاد او خارجها . وهكذا نجح البطالمة فى استغلال مهارة المصريين ومواهب الاغريق فى الارتقاء بمستوي الصناعه كما ان ما قام به العلماء من ابحاث واختراعات بدار البحث العلمي ( الجامعه) بالاسكندرية قد زاد من تقدم الصناعه ورفع مستواها . وقد احتكر البطالمة بعض هذه الصناعات وأشرفوا على انتاج وتسويق وبيع البعض الآخر .
واهتم الملوك البطالمة الثلاثة الأوائل بتنشيط الصناعه فحسنوا بعض الصناعات التي اتقنها المصريون وحاولوا صبغها بالصبغة الإغريقية فامتلأت اسواق بلاد الشرق الاوسط بأدوات مصنوعة على اساس مصري ولكنها متأثرة بالطابع الإغريقي مثل الأوانمي الفخارية والزجاجية والمعدنية والتي عثر علي الكثير منها فى كثير من الأماكن وخاصة فى حوض وجزر البحر المتوسط .
وكان من نتائج ازدهار الصناعة فى المدن ان نزح الكثيرون من اهل الريف اليها ، وقد كانت الإســكندرية فى مقدمة المدن التي ازدحمت بأعداد كبيرة من العمال والصناع . وكان ارباب كل مهنة وخرفة يتجمعون فى احياء معينة ويؤلفون نقابات تجمع شملهم . وقد قدر عدد العمال الذين كانوا فى مصانع الإســكندرية حينذاك بما لا يقل عن 200.000 عامل .
وهكذا ازدهرت الصناعة فى الفترة الأولي من حكم البطالمة إلا ان تدهور الزراعة منذ أواخر عهد بطلميوس الثالث قد استتبعه تدهور الصناعة وفشلت الجهود التي بذلت لوقف التدهور فى الصناعة وحاولة النهوض بها من جديد .

التــجارة :ساعد النشاط الزراعي والصناعي علي رواج التجارة الخارجية والتي اهتم بها البطالمة اهتماماً كبيراً. وقد شجعهم على ذلك موقع مصر الجغرافي فى قلب العالم القديم وولع الإغريق بالنواحي التجارية فأنشأوا الموانىء على ساحلي البحر المتوسط والأحمر وأقامواالمصانع لبناء السفن وبنوا المنارات لإرشادها ونظموا شئون الجمارك وسكوا العملة لتسهيل التبادل التجاري . وقد وصل التبادل التجاري الي الهند والصين شرقاً والي اسبانيا غرباً والي أواسط افريقيا جنوباً والي بعض أجزاء اوروبا شمالاً . ولكن جشع البطالمة ومبالغتهم فى فرض الضرائب ثم فقدانهم الكثير من ممتلكاتهم الخارجية والتي كانت تمثل سوقاً رائجة لتصريف بضائعهم قد ادي فى النهاية الي تدهور التجارة واسوة بالزراعه والصناعة فى الفترة الأخيرة من حكمهم . والواقع ان الصراع بين البطالمة والسوليقيين الذي بدأ منذ قيام اسرتيهما فى مصر وسورية بعد وقاة الاسكندر لم يكن نزاعاً سياسياً فحسب بل كان نتيجة للمنافسة التجارية اذ حاول كل منهما السيطرة على الطرق التجارية الهامة التي كانت تربط بين الشرق من ناحية وبين البحر من ناحية اخري . وقد لعبت العملة دوراً هاماً فى اودهار التجارة البطلمية والتي استخدمها الاغريق والفرس كوسيلة للتبادل التجاري منذ بضعة قرون ويرجع الفضل الي الاسكندر وخلفائه البطالمة فى سك العملة التي بدأت تنتشر رويداً رويداً وان لم تقض على نظام المقايضة تماماً . وكانت العملة البطلمية ثلاثتة انواع واكثرها قيمة كانت العملة الذهبية تليها الفضية فالبرونزية وكانت تسك جميعاً فى الإسكندرية ويعرض متحفا القاهره والاسكندرية نماذج عديدة للعملة البطلمية .


منشــــآت مدينة الإسكندرية التي خلدها التاريخ :

زخرت الاسكندرية بالعديد من المنشآت الاقتصادية والثقافية التي خلدها التاريخ رغم ضياع معظم معالمها الآن . وقد اشتهرت مدينة الاسكندرية البطلمية بوجه خاص بثلاث منشآت : المنارة ودار البحث العلمي ( الجامعه) والمكتبة .

المنـــارة :




شيدت منارة الاسكندرية على مدخل الميناء الشرقي وفى الجزء الجنوبي من جزيرة فاروس حيث توجد قلعة قايتباي الآن . وكان الهدف من اقامتها هداية السفن القادمة الي الاسكندرية اذ كان نورها يري على بعد خمسين كيلومتراً من الشاطىء بواسطة مرآة كانت تستخدم فى عكس الضوء لماسافات بعيدة . وقد اعتبرت احدي عجائب العالم القديم .
وقد شيدت هذه المنارة فى عصر بطلميوس الثاني حوالي سنه 280 ق . م على شكل برج بلغ ارتفاعه حوالي 135 متراً واستخدم فى بنائها الحجر الجيري كما حليت بأعمدة من الجرانيت والرخام وبحليات من البرونز وكان المبني مكوناً من ثلاثة طوابق : الطابق الأول مربع الشكل والثاني مثمن الشكل اما الطابق الثالث فكان اسطوانياً يعلوه مصباح تغطيه قبة يبلغ ارتفاعها ثمانية امتار ، اقيم فوقها تمثال ضخم من البرونز بلغ ارتفاعه سبعة امتار ويرجح انه كان لإله البحار عند الإغريق .
وقد بقيت المنارة تؤدي وظيفتها فى ارشاد السفن حتي بعد فتح عمرو بن العاص لمصر عام 641 م . ثم توالت عليها الكوارث .
ففي 700م . تهدم الطابقان العلويان فقام احمد بن طولون عام 880م . بترميم المبني . ثم حلت كارثه اخري عام 1100 م . غثر زلزال عنيف ولم يبق منها سوي الطابق المربع الشكل الي ان حدث زلزال آخر فى القرن الرابع عشر اتي علي البقية من البناء ودمرها تدميراً تاماً

الذي بناها جعلها على كرسي من زجاج على هيئة السرطان في جوف البحر وعلى طرف اللسان الذي هو في داخل البحر وجعل على أعلاها تماثيل من النحاس وغيره، ومنها تمثال قد أشار بسبابته من يده اليمنى نحو الشمس، أينما كانت من الفلك، واذا كانت الشمس عالية أشار اليها وإذا انخفضت فإن يده تشير لأسفل وهناك تمثال آخر يشير بيده الى البحر إذا صار العدو على نحو ليلة من الاسكندرية فإذا اقترب العدو أصبح من الممكن رؤيته بالعين فإن هذا التمثال يصرخ بصوت هائل يمكن سماعه من على بعد ثلاثة أميال فيعلم أهل المدينة أن العدو قد اقترب منهم فيخرجوا للحرب.. وتمثال آخر بمثل هذه الغرابة كلما مضى من النهار أو الليل ساعة فإنه يصدر صوتا واضحا مختلفا عن صوت الساعة السابقة وصوته جميل وبه طرب


ومن الحوادث التي تذكر عن محاولات الروم التخلص من هذه المنارة التي تهدد دخولهم مصر واستيلاءهم عليها.. تلك القصة التي تدور عن أحد ملوك الروم حين أرسل أحد أتباعه الى »الوليد بن عبدالملك بن مروان«.. وجاء هذا التابع واستأمن »الوليد« وأخبره أن ملك الروم يريد قتله، ثم أنه يريد الاسلام على يد »الوليد«.. وبالطبع اقتنع »الوليد« وقربه من مجلسه وسمع نصائحه.. خاصة أن هذا الرجل قام باستخراج دفائن وكنوز عديدة من بلاد دمشق والشام وغيرها بكتب كانت معه فيها وصفات لاستخراج تلك الكنوز.. وقتها زاد طمع »الوليد« وشراهته حتى قال له الخادم يا أمير المؤمنين إن هاهنا أموالا وجواهر ودفائن للملوك مدفونة تحت منارة الاسكندرية وقد قام بدفنها الاسكندر بعد استيلائه عليها من شداد بن عاد وملوك مصر وبنى لها نفقا تحت الأرض به قناطر وسراديب وبنى فوق ذلك كله المنارة.. وكان طول المنارة وقتها ألف ذراع والمرآة الكبيرة في أعلاه.


فقام الوليد بإرسال جيش من جنوده وخلصائه ومعهم هذا »الخادم« الداهية وهدموا نصف المنارة من أعلاها وأزيلت المرآة.. فهاج الناس وقد علموا أنها مكيدة من الروم.. وبعد أن نفذ »الخادم« خطته قام بالهرب في البحر ليلا عن طريق مركب أعده لذلك من قبل.



ومن الحكايات الغريبة أيضا عن »المنارة« ما يذكره »المقريزي« في خططه. أن البحر من حولها كام مليئا بالجواهر وكان الناس يخرجون منه فصوصا للخواتم ويقال أن ذلك من آلات اتخذها الاسكندر للشراب فلما مات كسرتها أمه ورمت بها في تلك المواضع من البحر.


ومنهم من رأى أن الاسكندر اتخذ ذلك النوع من الجواهر وغرقه حول »المنارة« لكي لا تخلو من الناس حولها، لأن من شأن الجواهر أن تكون مطمعا للناس في كل مصر.


أما عن المرآة التي كانت في أعلى المنارة فيذكر »المقريزي« سببا لوجودها أن ملوك الروم بعد الاسكندر كانت تحارب ملوك مصر والاسكندرية فجعل من كان بالاسكندرية من الملوك تلك المرآة. والتي يمكن من خلالها أن ترى أي شئ في البحر، أو كما ذكر »عبدالله بن عمرو« أن من يجلس تحت المنارة وينظر في المرآة فيمكنه أن يرى من هو بالقسطنطينية.


ولم تكن المنارة بناءاً بسيط التركيب أو التصميم، بل يمكن إعتبارها متاهة حقيقية، فكان من يدخلها يضل فيها إلا أن يكون عارفاً بالدخول والخروج لكثرة بيوتها وطبقاتها ومرآتها، وقد ذكر أن المغاربة حين جاءوا في خلافة »المقتدر« في جيش كبير، ودخل جماعة منهم على خيولهم الى »المنارة« فتاهوا فيها في طرق تؤدي الى مهاو تهوي الى السرطان الزجاجي وفيه سراديب تؤدي الى البحر، فتهورت الخيول و فقد عدد كبير من المغاربة.

وحتى أيام المقريزي كان ثمة بقية للمنارة تتجاوز مائتي وثلاثين ذراعا وكان في المنارة مسجد يرابط فيه المتطوعون من المصريين.. غير أن الكوارث بدأت تحل بهذا البناء الأسطورة 777 هـ حين سقط رأس المنارة من زلزال قوي اجتاح السواحل كلها.


ويذكر أن »المنارة« كانت مبنية بالحجارة المنتظمة والمطلية بالرصاص على قناطر من الزجاج، وتلك القناطر على ظهر سرطان بحري.


وكان في المنارة 300 بيت بعضها فوق بعض وكانت الدابة تصعد بحملها الى سائر البيوت من داخل المنارة، ولهذه البيوت طاقات تشرف على البحر، وكان على الجانب الشرقي من المنارة كتابة تم تعريبها فاذا هي تقول (بنت هذه المنارة منذ فترة قريبة مرينوس اليونانية كرصد الكواكب).


وهناك من يرجع بفكرة بناء »المنارة« الى ما قبل الاسكندر واليونانيين فيقول »ابن وصيف شاه« أن أبناء »مصرايم بن حام بن نوح« هم الذين بنوا مدنا عديدة منها رقودة (التي هي مكان الاسكندرية) وجعلوا في وسطها قبة على أساطين من نحاس مذهب والقبة من ذهب خالص ونصبوا فوقها منارة عليها مرآة عجيبة قطرها خمسة أشبار وكان ارتفاع القبة مائة ( 100 ) ذراع فكانوا إذا قصدهم عدو من الأمم التي حولهم فانهم يقوموا بتوجيه المرآ ة ناحيته فتلقي عليه شعاعها فتحرقه، ومازالت على حالها حتى غلب عليها البحر ونسفها حتى جاء »الاسكندر« وعمل منارة مشابهة لها، عليها أيضا مرآة يرى فيها من يقصده من أعداء من بلاد الروم، فاحتال ملوك الروم ووجهوا من أزالها وكانت من زجاج.


ويتكلم »المقريزي« عن بناء »المنارة« فيقول أنه ثلاثة أشكال. فأكثر من الثلث مربع الشكل تم بناؤه بأحجار بيضاء وطوله حوالي 100 ذراع. ثم بعد ذلك جزء مثمن (ثماني) الشكل مبني بالحجر والجص أكثر من 60 ذراعا وحواليه فضاء يدور فيه الانسان وأعلاه دائري.


وكان أحمد بن طولون قد رمم شيئا من المنا رة وجعل في أعلاه قبة خشبية ليصعد اليها من داخلها.. وفي الجهة الشمالية من المنارة كتابة بالرصاص بقلم يوناني طول كل حرف ذراع في عرض شبر ومقدارها من الأرض نحو 100 ذراع وماء البحر قد بلغ أصلها وقد تهدم أحد أركانها الغربية مما يلي البحر. فقام ببنائه »أبو الجيشخ ماروية بن أحمد بن طولون« وبينها وبين الاسكندرية حوالي ميل وهي على طرف لسان من الأرض ومبنية على فم ميناء الاسكندرية.


ومما يروى عن طرائف هذه المنارة أنها كانت مجمعا لأهل الاسكندرية في يوم الاثنين ويسمي (خميس العدس) حيث يخرج سائر الأهالي من مساكنهم قاصدين »المنارة« ومعهم طعامهم ولابد أن يكون فيه »عدس« فيفتح باب المنارة ويدخل الناس، منهم من يذكر الله ومنهم من يصلي ومنهم من يلهو ولايزالون حتى ينتصف النهار ثم ينصرفون وفي ذلك اليوم يحترس على البحر من هجوم العدو.


وكان في »المنارة« وقود النار يشتعل طوال الليل فيقصد ركاب السفن تلك النار على بعد، فاذا رأى أهل المنار ما يريبهم أشعلوا النار من جهة المدينة ليراها الحراس فيضربوا الأبواق والأجراس فيتحرك الناس وقتها لمحاربة العدو.



ويشتد خلال المؤرخين العرب حول العبقري صاحب بناء »المنارة« فيقول »ابن عبدالحكم« أن الذي بناها لم يكن الاسكندر بل هي الملكة (كليوباترا) وهي التي حفرت الخليج في الاسكندرية وبلطت قاعه.


ولما استولى »أحمد بن طولون« على الاسكندرية بنى في أعلى »المنارة« قبة من الخشب فأخذتها الريح، وفي أيام »الظاهر بيبرس« تداعت بعض أركان المنارة فأمر ببناء ما هدم منها وبنى مكان هذه القبة الخشبية (أعلى المنارة) مسجدا يتبرك الناس بالصلاة فيه.. إلا أن المسجد قد هدم عام 702 هـ ثم أعيد بناؤه على يد الأمير »ركن الدين بيبرس«..


ويقال أن »المنارة« كانت بعيدة عن البحر فلما كان في أيام قسطنطين هاج البحر وغرق مواضع كثيرة وكنائس عديد ة بمدينة الاسكندرية ولم يزل يغلب عليها بعد ذلك ويأخذ منها شيئا فشيئا حتى اختفت تماما..


ولم يعد »للمنارة« أي وجود الآن.. ولا يتذكرها أحد إلا باعتبارها أحد أهم عجائب الدنيا.. وربما تكون بقاياها غارقة في البحر أو كما يدعي البعض أنها هدمت تماما وبنى مكانها قلعة قايتباي منذ مئات السنين. لكنها عموما ستظل إعجازا بشريا أقرب الى الأسطورة فاتحا أمامنا متاهة الأسئلة.



صور منارة الاسكندرية













دار البحث العلمي ( جامعة الإســكندرية )

ارتبطت شهرة الإسكندرية الثقافية والعلمية بدار البحث العلمي التي قام بإنشائها على ارجح بطلميوس الاول سنة 290 ق. م . والذي آمن بأن رعاية العلم سوف تؤدي الي تقوية دولته والي كسبه هو واسرته الخلود والتقدير وقد اعد لها مبني فخماً فى الحي الملكي بالاسكندرية كان بمثابة مركزاً للدراسات والبحث ومسكناً للدارسين والباحثين فى نفس الوقت . وكان العلماء يقومون بالداراسات والبحوث العلمية .
كما كانوا يشتغلون بتصحيح المؤلفات الاغريقيه القديمة على نحو ما كان يجري فى اثينا فى عصرها الذهبي . ولكن هؤلاء العلماء لم يكلفوا بألقاء المحاضرات على طلابهم اسوة بما هو قائم فى الجامعات حالياً .. بكل كانوا متفرغين تماماً للبحث العلمي ويعاونهم فى ذلك نخبة من تلاميذهم يتحاورون مع اساتذتهم العلماء فى شكل ندوات وحلقات بحث .
وقد تعهد البطالمة هذه الدار بالعناية وتباهوا برعايتها ودعوا اليها اعظم العلماء والادباء والفلاسفة والفنانين الاغريق وغيرهم ، وبذلك مكنهم ان يضموا الي تلك الدار نخبة من نوابغ العلماء من خير مفكرين العالم القديم نالوا اكبر تقدير من الحكومة ومنحوا مكافآت كبيرة وقد كانت دارسة الطب من اهم الدراسات بتلك الدار .. بل لن يبلغ فرع من فروع العلم ما بلغه الطب من تقدم وكان يكفي ان يذكر الطبيب انه درس الطب بالاسكندرية ليكون
موضع ثقة وتقدير وكذلك شجع الملوك البطالمة الترجمة من اللغات الاخري ونذكر فى هذا المقام ترجمة التوراة ( العهد القديم ) من اللغة العبرية الي اللغه الاغريقية بمعرفة لجنة من سبعين عالماص فى عهد بطلميوس الثاني .
ومن اشهر علماء تلك الدار الرياضي هو إقليجس الذي الف كتاب " الاصول فى الهندسة " والذي ترجم الي اللغة العربية فى القرن الثامن الميلادي ، وارشميدس عالم الطبيعة الذي لم يقم بالاسكندرية ولكنه كان دائم الاتصال بعلمائها وبطلميوس الجغرافي الذي رسم خريطة للعالم ، وابراتسنيس الفلكي والجغرافي الذي قدر محيط الكرة الارضية تقديرا يقرب جداً من التقدير الحقيقي .

ويدر بنا ايضاً ان نذكر المؤرخ المصري مانيتون وكان كاهناً نت سمنود ومن اصحاب الثقافات الممتازة ومن اشهر اهل زمانه علماص بتاريخ بلاده ولغتها القديمه وعقائدها الدينينه ، وقد كلقه بطلميوس الثاني حوالي عام 270 ق . م . بوضع كتاب عن تاريخ مصر الفرعونية باللغة الاغريقية التي كان ملماً بها الماماً تاماً فحاول الرجل جهد طاقته ان يضع الايدي والعيون على اصدق صور للأحداث فى مصر القديمه ، وقد اثبتت التقنيات والابحاث الاثرية الحديثه دقة وصدق ما دونة مانيتون الذي قام بتقسيم تاريخ مصر الفرعونية الي ثلاثين اسرة ، وهو تقسيم لا نزال نأخذ به حتي اليوم .



مكتبة الاسكندرية



اذا كان بطلميوس الاول وهو اول من انشأ دار البحث العلمي فيرجح انه هو ايضاً اليذ وضع نواة المكتبة الكبري بجوار دار الحكمة لييسر للعلماء والباحثين الاضطلاع بمهمتهم ، وقد تعهدها بطلميوس الثاني برعايته حتي غدت اعظم مكتبات العالن القديم . وكان يطلع عليها اسم المكتبة الأم تميزاً عن المكتبة التي الحقت بمعبد سرابيس .
جمع البطالمة فى تلك المكتبة كل ما وصلت اليه ايديهم من مؤلفات الامم القديمه بل فرض البطالمة على كل باحث او دارس بالاسكندرية ان يزودها بنسخة من كل ما الف او كتب او نسخ من مؤلفات .
وقد بقيت مكتبة الاسكندرية تؤدي مهمتها على اكمل وجه حتي اواخر العصر البطلمي حين احرق يوليوس قيصر اسطول مصر بالقرب من الاسكندرية سنه 47 ق . م . فأمتدت ألسنة النيران الي المكتبه وأحرقتها مما دعا القائد " انطونيوس " الي تقديم التعويض اللازم بعد بضع سنوات الي كليوباتره بإهدائها 200.000 مجلد من مكتبة " برجامون " بآسيا الصغري
وقد تم الحمد لله مشروع اعادة احياء مكتبة الاسكندرية الذي قامت ببه مصر بمساعدة من منظمة اليونوسكو .. ويهدف هذا المشروع العظيم الي احياء فكرة مكتبة الاسكندرية القديمه فى شكل مكتبه جديده تكون مثل سابقتها القديمه مكتبة عامة للبحث العلمي .

نهاية حكم البطالمة :

تدهورت الزراعه والصناعه والتجارة فى مصر وساءت احوال مصر الاقتصاديه نتيجة لجشع البطالمة وفرضهم الضرائب الباهظة مما اضعف قدرتهم على المحافظة على املاك مصر الخارجية وعلى الاستمرار فى تمويل مشروعاتهم الداخلية .
كما ادت الحروب المستمرة بين البطالمة والسليوقيين الي ضعف الدولتين وقد نجح السليوقيون فى هزيمة الجيش البطلمي فى عهد بطلميوس الثالث وطرده من سوريا ، وقد اضطر بطلميوس الرابع الي تجنيد المصريين فى جيش اشتبك مع الجيش السليوقي فى معركة رفح عام 217 ق. م . وقد تمكن الجيش المصري من احراز النصر وكانت هذه المرة الاولي منذ زمن طويل التي يشترك فيها جنود مصريون فى احدي المعارك وينتزعون النصر وتعد معركة رفح هي الحد الفاصل بين استكانة المصريين لحكم البطالمة وبين انبعاث الروح القومية بالبلاد واعتزاز المصريين بأنفسهم بعد ان انتزعوا فى رفح نصراً عز على الجنود الاغريق الحصول عليه . والواقع ان اصداء ونتائج هذه المعركة كانت بعيدة المدي وسرعان ما قامت الثورات الوطنية ضد حكم البطالمة والتي كانت بداية النهاية للحكم البطلمي فى مصر . وهكذا اصبحت الفرصه متاحة لتدخل روما فى شئون مصر . مستغله ضعف الملوك البطالمة الأواخر من ناحية والنزاع على الحكم بين افراد الاسرة المالكة من ناحية اخري ، كما شجعها على ذلك نجاحها فى القضاء على السليوقيين فى سورية عام 64 ق . م .
وقد اخذ نفوذ روما يزداد تدريجياص فى مصر بل اصبح مصير مصر معلقاً بمصير الصراع على السلطة فى روما ولكن بالرغم من كل ذلك ظل البطالمة يحتفظون بإستقلالهم الاسمي الي ان ارتقت كليوباتره السابعه عرش مصر سنه 51 ق . م . وهي فى السابعه عشر من عمرها والتي ارادت ان تلعب دورا فى الصراع على الخمن فى روما مما ادي فى النهاية الي هزيمة اسطولها واسطول حليفها انطونيوس الروماني على يد القائد اكتافيوس فى موقعه اكتيوم 31 ق . م . وهكذا انتهي حكم البطالمة لمصر واصبحت مصر منذ ذلك الوقت ولاية رومانية








  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-24-2009, 01:40 PM   #4

عضوية التميز
 

 رقم العضوية : 26236
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 العمر : 35
 المكان : بلد المليون و نصف مليون شهيد
 المشاركات : 2,327
 النقاط : حنونة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

حنونة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

ة فى القرن الثاني الميلادياعتبر المؤرخون الفتره الواقعه ما بين عام 98و عام 180 هو عصر الامبراطوريه الرومانيه الذهبى ، من حيث الإدارة الحازمة فى الدخل والتوسع الإقليمى الكبير وتوطيد النفوذ وتأمين الحدود والاهتمام بشئون الولايات والنزعه الاصلاحيه المستنيرة لدى الأباطرة . ويطلق هؤلاء المؤرخين على الباطره الخمسه الذين تعاقبوا على الحكم خلال هذه الفترة اسم"الأباطرة الصالحين"، وهم على التوالى نرفا وتراجان وهادريان وأنطونينوس بيوس(التقى) وأخيرا ماركوس أوريليوس. وعن هذه الفترة كتب المؤرخ الانجليزى الأشهر إدوارد جيبون E.Gibbon يقول : " لو أن إنسانا طلب إليه أن يعين تلك الفترة التى نعم فيها الجنس البشرىبأقصى درجات السعادة و الأزدهار لحددها دون تردد بالفترة الواقعة بين موت دوميتيان واعتلاء كومودوس العرش (أى الفترة من عام 98 الى عام 180)، إذ أن الامبراطورية الرومانية المترامية الأطراف خضعت(عندئذ) لحكم قوة مطلقة استهدت بالفضيلة و الحكمة . وكانت الجيوش مكبوحة الجماح بفضل قيادة حازمة ورحيمة فى الوقت نفسه لأربعة من الأباطرة تولوا متعاقبين هم ترفا و ترجان و هادريان و أنطونيوس ، وقد نالوا بأشخاصهم وسلطاتهم صادق الاحترام، وانضبطت بفضلهم الإدارة المدنية، وأسعدهم أن يتراءى لهم طيف الحرية وأن يكونوا هم رعاة القوانين..........." بيد أن هذه الصورة الجميلة التى يرسمها جيبون لهذه الفترة لم تكن كذلك بالنسبة إلى مصر . ذلك أن هذه الفترة شهدت هنا وعلى التوالى ثورة اليهود العارمة التى ألحقت بمصر دمارا هائلا على عهدى تراجان وهادريان، ثم شهدت ثورات المصريين الذين طفح بهم الكيل من المظالم على عهدى أنطونينوس بيوس و ماركوس أوريليوس . وشاء الحظ أن توافينا أوراق البردى بوثيقة من عهد تراجان تحمل صورة مخزية محزنة عن محاكمة أحد ولاة مصر فى ذلك العهد وهى تدمغ إدارة مصر الرومانية بالفساد. ولو أن جيبوس كان يولى الشئون الداخلية للولايات الرومانية الشرقية ذات الاهتمام الذى كان يوليه للولايات الغربية (الأوربية) التى عناها أساسا برأيهالجميل الذى ورد فى أكثر من موضع من كتابه القيم، وهو أن الحرية شرط أساسى لسعادة الانسان، ولو أنه كان على علم بما أظهرته وثائق البردى من بعده من ضروب الظلم و القهر التى عاناها المصريون و فداحة ما حل بساحتهم من أحداث، إذن لعدل من رآيه الذى أسلفناه عن فترة حكم الأباطرة الخمسة الصالحين.عهد تراجانفأما أول هؤلاء الأباطرة وهو نرفا فقد بلغ العرش وهو شيخ متقدم فى العمر،فلم يطل حكمه اكثر من عامين، ظلت الأحوال فى مصر فى خلالهما هادئة على وجه العموم . ثم تولى من بعده تراجان traianus الذى نشطت فى عهده الحياة السياسية نشاطا كبيرا وتصاعد المجهود الحربى الرومانى على مدار سنوات عهده التى بلغت نحو العشرين . أما مصر فإن ماوصل إلينا من أخبار أحداثها فى هذا العهد يمكن إجماله فى ثلاثة أمور هى : 1-المحاكمة التى جرت أمام الامبراطور فى روما لشخصية رومانية يغلب على الظن أنه جايوس فيبيوس ماكسيموس والى مصر فى الفترة مابين عام 103 وعام 107م بتهمة الفساد و الإفساد . 2-إنشاء حصن بابليون ليصبح مقر الجيش الرومانى فى مصر، وإنشاء فرقة رومانية جديدة عسكرت فيه . 3- اندلاع الثورة اليهودية الكبرى التى شهدت مصر فى خلالها أسوأ أحداث العنف والدمار.محاكمة مكسيموسفأما هذه المحاكمة فيمكن أن تتخذ شاهدا على ماكان يقع من بعض الولاة الرومان فى مصر من تجاوزات واستغلال للنفوذ الذى أتاحته لهم سلطاتهم المطلقة فىإدارة شئون الولاية . وقد انتهت المحاكمة بعزل هذا الوالى من منصبه فى إدارة شئون الولاية. وقد انتهت المحاكمة بعزل هذا الوالى من منصبه بعد أن لطخت سمعته أوحال الخزى والعار، حتى وجدنا اسمه وقد أزيل من ثلاثة نقوش تم العثور عليها، وهو ما يؤيد أنه عزل بالفعل بعد إدانته . وقد جاءت التهم التى وجهت إلى مكسيموس جزءا من عريضة دعوى تضمنتها بردية مهمة من برديات اوكسيرينخوس (البهنسا)، ومن هذه التهم الإبتزاز Repetundae ، وهو الدعوى الأساسية التى أقيمت عليه، ومزاولة الربا و التعسف فى تطبيق القانون و إستغلال السلطة فى التعيين فى منصب مدير معهد الجمنازيوم Gymnasiarchos بالاسكندرية، وهو كما نعلم أرفع المناصب "البلدية" جميعا، هذا فضلا عن اتهامه فى اسلوب فاضح تجاوز حدود الاحتشام بتهمة خلقية هى افساد شاب ثرى هام به الوالى حبا على رءوس الأشهاد. وقد حضر إلى روما لإقامة هذا الادعاء على الوالى ممثل عن وفد الاسكندريين . وتعتبر هذه البردية بالغة الأهمية من حيث زيادتها لمعرفتنا عن سلطات الوالى الرومانى فى مصر و صلاحياته ومظاهر الأبهة البادية فى ممارسة هذه السلطات فى قصر الحكم بالاسكندرية . بيد أن لهذه الوثيقة وجها أخر، وهو أنها دليل على حرص تراجان على إنصاف رعاياه من عسف الولاة وجورهم . فقد تم عزل الوالى كما سبق أن ذكرنا، وصدرت الأوامر بطمس اسمه فى النقوش، وهو إجراء كان يوقع على مرتكبى الجرائم فى حق الدولة . وفى سياق هذا الحديث عن اهتمام تراجان بأمور و أحوال سكانها، نورد ما يذكره الكاتب بلينى (الأصفر) Pl.Junior من إنه إزاء ماألم بمصر من مجاعة بسبب إنخفاض فيضان النيل، أمر الإمبراطور بأن يعاد إلى الاسكندرية أسطول محمل بالغلال التى كانت مخصصة لتموين روما تخفيفا للأزمة، فكان هذا تصرفا إنسانيا غير مسبوق لدى الاباطرة الرومان، وهو مؤشر على توجه نراه فى خلال فترة الأباطرة "الصالحين" ونعنى به مقاربة أحوال رعايا الإمبراطورية فى الولايات والاستماع إلى شكاواهم وتفهم آلامهم بعيدا عن نزاعات الصلف و الاستعلاء القديمة ، لولا أن ذلك لم يصل إلى درجة التيار القوى الذى يؤدى إلى خلاص الولايات من آلامها المزمنة .إنشاء حصن بابليون و فرقة تراجان الثانية:ويعزى الى تراجان إجراء تعديلات فى نظم الدفاع فى مصر ، ومن أبرزها إنشاء ذلك الحصن الذى عرف بحصن بابليون والذى كثر ورود ذكره فى كتبفتوح مصر الإسلامية. وقد أنشئ هذا الحصن على ضفة النيل الشرقية بديلا للتكنات العسكرية القديمة التى كانت قائمة منذ أيام أوغسطس، وليكون وسيلة لإحكام سيطرة القوات على مدخل الدلتا و على القناة التى أمر تراجان بشقها بين النيل والبحر الأحمر، وتيسير عمليات تزويد القوات بالمئونة والمياه. وظل هذا الحصن منذ ذلك الوقت مقر الجيش الرومانى فى مصر ، وكان هو مركز القوة البيزنطية الفعلية فى البلاد حين قدم العرب الى مصر فاتحين بعد أكثر من خمسة قرون ، وأما فرقة تراجان الثانية المعروفة بالباسلة Legio II Triana Fortis فمن المرجح أنها فرقة جديدة أقيمت فى مصر خدمة لمجهود تراجان الحربى الكبير الذى كان يزمع القيام به فى الشرق و خاصة ضد البارثيين ، بمعنى أنها كانت تنزل فى مصر بصفة غير دائمة ، لكنها فى الواقع بقيت مرابطة هناك ولم تسحب منها إلا للاشتراك فى حرب الدانوب (167-175) ضد قبائل الجرمان فى عهد الامبراطور ماركوس أوريليوس .

ثورة اليهود الثانية (الكبرى)

أما أهم حدث تأثرت به مصر فى عهد تراجان فهو تلك الثورة العارمة التى أشعلها يهود الامبراطورية وشملت مصر برقة و قبرص، ولكن دون أن تشمل فلسطين، فكان فى الأمر على ما يظهر قدر من تنسيق الحركة بين زعمائهم فى مختلف ولايات الامبراطورية ، وقد تحولت هذه الثورة إلى صدام مسلح وجرت معارك حقيقية بين القوات الرومانية واليهود، بحيث وصفتها الوثائق البردية اليونانية بأنها (حرب) Polemos ، وأضاف إليها مؤرخ الكنيسة يوسيبيوس بعد ذلك صغة الحرب "غير الهينة" .

وقد مربنا كيف توالت ضربات الرومان على اليهود بعد تحطيم الهيكل فى القدس على يد تيتوس فى عام 70 م. فقد فرض فسبسيان على يهود الإمبراطورية تلك الضريبة الخاصة التى كان عليهم أن يدفعةها لمعبد الإله جوبيتر الكابتولينى فى روما بعد أن كانوا يؤدونها للهيكل بالقدس، ولاريب فى أن ذلك أورثهم شعوراً بالحطة والمهانة أضيف إلى شعورهم القديم بالمرارة لدفعهم ضريبة الرأس. ثم أعقب ذلك إغلاق المعبد اليهودى فى ليونتوبوليس بالدلتا ونهب كنوزه و مصادرة جميع أملاكه. وهكذا مالت سياسة الأباطرة إلى أخذ اليهود بالشدة بصفة كونهم جماعات مثيرة للشغب ، وكان طبيعياً أن يضمر اليهود للرومان عندئذ حقداً دفيناً وأن تنمو بينهم فكرة "الخلاص" من حكمهم بعون من الإله يهوه لشعبه المختار !!

ونعلم أن النزاع تجدد بين اليهود و الاسكندريين فى عهد الامبراطور تراجان فى عام 110
(أو عام 113)، وأن الفريقين احتكما كالعادة إلى الإمبراطور الذى لام الاسكندريين على عنقهم وهدأت الأمور على نحو ما . لكن اليهود ثاروا مرة أخرى فى عام 114 ، وفى العام الذى يليه انتهزوا فرصة المصاعب التى تعرض لها تراجان فى حملته الشرقية ضد البارثيين واضطراره إلى سحب بعض القوات من مصر و أشعلوها ثورة عارمة فى برقة (قورينايئة) وقبرص و مصر . ولم تلبث هذه الثورة أن تحولت إلى حرب دامية خلضها اليهود بكل ضراوة و شراسة و ذهب ضحيتها خلق كثير من اليونان و الرومان و السكان الوطنيين فى تلك البلاد. وفيما يخص مصر اتحد اليهود الزاحفون عليها من برقة مع بنى جلدتهم المقيمين فى أقاليم البلاد المختلفة و سيطروا على بعض البقاع و ارتكبوا من السلب و القتل و التخريب مارددت الوثائق البردية مدى بشاعته .

وأمام ضراوة اليهود اضطرت السلطات الرومانية إلى تجنيد فرق من الأهالى المصريين. وليس أدل على ماخلفته هذه الصراعات فى نفوس هؤلاء الأهالى من أثر عميق من أن بردية يرجع تاريخها إلى عام 202 ميلادية تذكر أن سكان بلدة أوكسيرينخوس كانوا لا يزالون حتى ذلك العام يحتفلون بذكرى نصر أحرزوه على اليهود مقاتلين فى صفوف الرومان، أى بعد نهاية هذه الثورة بأكثر من ثمانين عاماً . وثمة قرائن على أن الحرب ظلت مستمرة حتى وفاة تراجان فى عام 117 م.


الإمبراطور هادريان (117-138)


وحين تولى هادريان العرش، كانت أصداء ثورة اليهود الكبرى لا تزال تتردد فى أرجاء العالم الرومانى، وهى ثورة ذكرنا مدى التخريب و الخسائر الاقتصادية التى ألحقتها بمدينة الاسكندرية و بسائر المدن والأقاليم فى مصر. فقد دمرت مساحات هائلة من الأراضى الزراعية، وأدى التجاء السلطات إلى تجنيد الفلاحين لمواجهة هذه الثورة إلى تدهور أحوال الرزاعة، وفى الوقت نفسه كسدت التجارة المصرية الخارجية. وإزاء سوء الأحوال الاقتصادية المترتبة على ذلك ، أصدر هادريان فى مطلع عهده (فى عام118) مرسوماً بتخفيض إيجارات الأراضى الزراعية المملوكة للدولة و المؤجرة للمزارعين تخفيضاً كبيراً . غير أن الإمبراطور سرعان ماواجه فى عام 122\123 تجدد الاضطرابات والقلاقل فى مدينة الاسكندرية . وكانت ظروف قيام العنف هذه المرة مرتبطة باحتفالات دينية أقامها المصريون فى الاسكندرية بمناسبة تكريس عجل أبيس عثر عليه بالمدينة . ولا ندرى إن كان العنصر الذى بدأالشغب هم المصريين بتحريض من اليونان بسبب ماأظهره اليهود من احتقار لتلك الشعائر الدينية الوثنية أم كان اليهود هم البادئين. وقد أثارت الفتنة الجديدة حنق الإمبراطور الذى أرسل إلى الاسكندريه رساله تهديد وتعنيف شديده أمر فيها جميع الأطراف بالتزام الهدوء. لكن يبدو أن خطر هذه الفتنه كان محدودا لأن الرومان استطاعوا إخمادها فى وقت قصير. وقد نشط هادريان لاصلاح وترميم ما دمرته الفتن السابقة واللاحقة من مبانى الاسكندريه، مدينه الاسكندر العظيمة وحاضرة الثقافة اليونانية الكبرى فى شرقى البحر المتوسط. وانتهز الفرصة لممارسة ميوله فى إقامه المنشآت الجديدة، فكان من أهمها معبد السيرابيوم الجديد ، والمكتبة الجديدة التي عرفت بأسم الامبراطور نفسه (Hadrianeion) ، وكانت في الاصل دارا جديدة لحفظ السجلات والوثائق وورد ذكرها في مرسوم لوالي مصر فلافيوس تيتيانوس مؤرخ في عام 127 ، وقد استمرت أعمال الترميم و الانشاء فترة طويلة امتدت الى ما بعد عام 130 وهو تاريخ قيام الامبراطور بزيارته المهمة الى مصر .



هادريان في مصر

وقد وصل هادريان إلى مصر في صيف ذلك العام تصحبه زوجة سابينا ورهط من الحاشية الإمبراطورية، كما كان في مغيتة فتاه الأثير لديه وهو أنطينوس Antinoos ذو الجمال البارع. ولبث الإمبراطور في الإسكندرية أكثر من شهر ريثما تنحسر مياه فيضان النيل، إذ أنه بوصفه "فرعونًا" للبلاد، كان محرمًا عليه أن يبحر في النيل أثناء الفيضان وفقًا للتقاليد المصرية القديمة. وقد أبحر الإمبراطور مع حاشيته في رحلة نيلية صوب الجنوب قاصدين طيبة مدينة المدائن ذائعة الصيت حيث شاهدوا مروجها وآثارها العظيمة، وكعادة كل الرومان الذين زاروا المدينة العريقة قبل هادريان أو بعدها بقصد السياحة، توقف الركب الإمبراطوري طويلاً أمام تمثالي ممنون الشهيرين اللذين كان يخرج منهما عند شروق الشمس صوت موسيقى جميل بفعل تبخر قطرات ندى الصباح عند سقوط الأشعة على التمثالين، وهي ظاهرة طبيعية كانت مادة لعديدة من الأساطير في ذلك الزمان. ولم يفت أفراد الحاشية الإمبراطورية أن يسجلوا توقيعاتهم على التمثالين تذكارًا للزيارة كما فعل الكثيرون من قبلهم ومن بعدهم، لكن ما استلفت النظر من هذه التذكارات أبيات من الشعر نقشتها إحدى سيدات الحاشية وهي جوليا بالبيلا Julia Balbilla ويبدو أن مشاهدتها للتمثالين أهاجت ذكريات لها عن أخر لها في روما، لولا أن شعرها هذا لم ينطو على قيمة أدبية بأي حال.


غير أن أهم ما يلفت النظر في هذه الزيارة الإمبراطورية لمصر هو ما صاحبها من أعمال تشير إلى حب هادريان الشديد للثقافة اليونانية وانجذابه القوى إلى مظاهرها، وحرصه على تقوية ما ضعف من تيارها، ففي الإسكندرية أظهر الإمبراطور رعاية فائقة لتلك المؤسسة العلمية الجليلة التي ترجع إلى أيام البطالمة ونعني بها الموسيون Mouseion أو "دار العلم"، حيث كان العلماء والأدباء من أنحاء شتى من العالم اليوناني ينقطعون للبحث والتأليف تحت رعاية هؤلاء الملوك، ومعلوم أن هذا الدار كانت وثيقة الصلة بمكتبة الإسكندرية الكبرى التي طبقت شهرتها أفاق العالم القديم. والواقع أن أسلاف هادريان من الأباطرة الرومان واصلوا سياسة البطالمة في رعاية الموسيون إلى حد ما، لكنهم لم يغدقوا عليها إغداق البطالمة خاصة في مجال تزويد المكتبة بالكتب، أما هادريان فقد زار الموسيون حيث أعلن رعايته وحمايته لها، وشهد بعض الندوات التي عقدها علماؤها وفلاسفتها وشارك في المناقشة، وضم إلى عضوية هذه المؤسسة عددًا من مشاهير الفلاسفة في ذلك الوقت مثل بوليمون من مدينة اللاذقية وديونيسيوس من مدينة ميليتوس. وأعلن استعداده لدفع رواتب ثابتة للعلماء والفلاسفة المتجولين حثًا لهم على الاستقرار في الموسيون والانقطاع للدراسة والبحث.


كذلك أشار هادريان بإنشاء معبد جديد لعبادة سيرابيس إلى جانب ترميم المعبد القديم الذي قد لحقه التدمير إبان ثورة اليهود العارمة في عهد سالفه تراجان وقد عثر بين أطلال المعبد الجديد على ذلك التمثال الرائع الجمال للعجل أبيس بحجمه الطبيعي والمحفوظ الآن بالمتحف اليوناني والروماني بالإسكندرية وكان هادريان هو الذي أهداه إلى السيرابيوم الجديد. وليس من شك في أن محصلة هذه الرعاية للثقافة اليوانية بكافة وجوه هذه الرعاية قد انعكست أخر الأمر في انبعاث أساليب فنية يونانية كانت قد ضعفت في مصر، وقد تجلى ذلك في طرز العملة التي ضربت في مصر في عهد هادريان وفي أسلوب رسم الأقنعة على المومياوات على الطراز الهلينسي في التصوير، وكان هذا الأسلوب قد بدأ في القرن الأول الميلادي في مصر وبلغ الآن غاية الرقة والإتقان على أيام هادريان.


تأسيس مدينة أنطينوبوليس:

غير أن أعظم تعبير عن اهتمام هادريان بتقوية تيار الثقافة اليونانية في مصر هو إنشاؤه في مصر الوسطى لمدينة يوانية جديدة أرادها أن تكون مركز إشعاع لهذه الحضارة في تلك المنطقة، واختار لها موقعًا على الضفة اليمنى للنيل قريبًا من هرموبوليس ماجنًا (الأشمونين). والواقع أن تأسيس المدن اليونانية في مواقع يجرى اختيارها بعناية أصبحت منذ أيام الإسكندرية الأكبر سياسة ناجحة لنشر الحضارة اليونانية في ربوع الشرق. ونحن نتصور أن المدن اليونانية الثلاث في مصر وهي نقراطيس في الطرف الشمالي الغربي من مصر، وبطوليميس في أعالي الصعيد إلى جانب الإسكندرية التي لم تكن تعتبر من مصر بل، "قريبًا منه"، لم تكن قادرة على القيام بهذا الدور على امتداد الدلتا ووادي النيل، خاصة وأن تيار الهجرة اليونانية الذي بدأ قويًا في أوائل أيام البطالمة قد أخذ يضعف بمرور الوقت ضعفًا مطردًا. ولابد من أن الإمبراطور هادريان كان على علم بضعف العنصر اليوناني في مصر فتراءى له أن تأسيس مدينة يونانية في مصر الوسطى من شأنه أن يقوى هذا العنصر أو يوازن على الأقل بين تيار الثقافة اليونانية وتيار الثقافة المصرية الوطنية التي كان اليونان في أقاليم مصر خارج المدن قد أوشكوا على الذوبان فيها. وهذا هو الإطار الذي ينبغي أن نضع فيه قرار الإمبراطور بإنشاء مدينة يونانية، خاصة وأننا نعلم سابقة واحدة على الأقل لتأسيس هادريان للمدن اليونانية قبل زيارته لمصر، ونعني مدينة هادريانوبوليس كما سبق أن ذكرنا.


غير أن هناك إطاراً أخر من الروايات دارت فيه أقوال المؤرخين عن تأسيس المدينة ومؤداه أنه أقيمت تخليدًا لذكرى أنطينوس غلام هادريان البارع الجمال الذي غرق في النيل قرب الموقع الذي قامت فيه المدينة، أو أغرق نفسه فيه عامدًا مضحيًا بحياته كما قيل، افتداء لحياة سيدة الإمبراطور الذي ذهبت نبوءة بعض العرافين إلى أن حياته معرضة لخطر داهم. ومهما يكن من اختلاف الأقوال فإن ميتة الفتى على هذا النحو غريقًا في النيل كان يرفعه إلى مرتبة القداسة في نظر اليونان والمصريين على السواء. ولقد قيل إن الإمبراطور الملتاع حزنًا على فتاه أعلن أنه رأى روحه تصعد إلى السماء لتستقر في صورة نجم مضيء. على أننا لا نميل إلى القول بأن حزن الإمبراطور على الفتى كان وحده الدافع إلى تأسيس المدينة،ونتصور أن هادريان كان قد عقد العزم على تأسيس مدينة ما في مصر، سواء غرق أنطينوس في النيل أم بقى حيًا يرزق.


ولما كان هادريان يريد لمدينته أن تكون مركزًا يونانيًا قويًا فقد جلب لها مواطنيها من يونان مصر وذلك من مصدرين رئيسيين هما مواطنو مدينة بطوليميس بأعلى الصعيد، ومن جالية يونانية كانت تقيم في إقليم الفيوم ويرد اسمها في الوثائق بتعبير يوحي بأنها هيئة مغلقة محددة العدد وهذا الاسم هو "هيئة الـ4675 هيلني (يوناني) المستوطنين بإقليم الفيوم (أرسنوي). وقد تمتع هؤلاء المواطنون الجدد بامتيازات لم يتمتع بها سائر مواطني المدن اليوانية الأخرى ومنها حق الزواج من مصريات، والإعفاء من الخدمات الإلزامية Leitourgiai.ك يسر هادريان لمدينته سبل الازدهار الاقتصادي فمد طريقًا صحراويًا منها إلى ميناء بيرنيقي" على البحر الأحمر وزود هذا الطريق بمحطات الحراسة والمياه، ولما كانت تجارة مصر الخارجية في ذلك الوقت قد بلغت أوج نشاطها مع الأقاليم الشرقية حتى الهند، وكانت ميناء فقط Coptos تلعب دورًا هامًا في تجارة البحر الأحمر شرقًا فإنه لا يستبعد أن يكون هادريان قد قصد اجتذاب جزء كبير من تجارة فقط إلى أنطينوبوليس شمالاً إضعافًا لشأن المدينة الأولى وتقوية للرابطة بين مدينته الجديدة والاقتصاد المصري.


ويتضح أن هادريان منح أنطينوبوليس دستورًا على غرار دساتير المدن اليونانية القديمة وأن هذا الدستور كان على نمط دستور مدينة نقراطيس أقدم المدن اليونانية في مصر، فكان للمدينة موظفوها المدنيون المنتخبون، ومجلسها التشريعي Boule، وهو ما كانت مدينة الإسكندرية قد حرمت منه حتى نهاية القرن الثاني كما نعلم. كذلك قُسم المواطنون إلى قبائلPhylac وأحياء Demes على نحو ما كان متبعًا في الإسكندرية وأثينا. وفي وقت لاحق انضم إلى هيئة مواطني المدينة الجديدة عدد من الجنود المسرحيين من الجيش الروماني.




ثورة الفلاحين في عهد ماركوس أورينيوس :

خلف هادريان على العرش أنطونيوس الملفب بـ"بيس" Pius (ومعناها التقي) وقد دام حكمه أكثر من عشرين عامًا تميزت بالهدوء واقترنت في مصر بالتعبير عن الأمل في اجتلاب الخبرات، وتجلي ذلك فيما خلعه المصريون في سجلاتهم من ألقاب عبروا بها عن تيمنهم به. وترددت في وثائق البردي أصداء حرص الإمبراطور على إنزال العقوبات ببعض الموظفين الذين كانوا يستغلون الأهالي. بيد أن أعمال الشغب بين الإسكندريين واليهود التي لم تنقطع حتى أواخر عهد هادريان استمرت في عهد أنطونيوس فعكرت صفو السلام. وفي واحد من هذه الصدامات المسلحة (عام 153) سقط الوالي الروماني صريعًا في الإسكندرية وقدم الإمبراطور بنفسه إلى مصر لتفقد أحوال الأمن بالمدينة، وانتهز الفرصة فأقام بها بعض المنشآت.


وفي عام 161 ارتقى العرش ماركوس أوريليوس الذي كان بطبعه فيلسوفًا يعتنق المذهب الرواقي Stoicism الذي درس مبادءه في شبابه وأخذ يطبق أفكاره على نفسه وعلى الآخرين، فكان أمرًا طبيعيًا أن تنعكس هذه المبادئ على أسلوب حكمه وسلوكه وبالرغم من زهد ماركوس أوريليوس في السلطة وعزوفه عن مظاهر المجد والسلطان مصداقًا لمبادئه فإنه لم يترك أمور الإمبراطورية تجري على أعنتها وإنما تولاها بقدر كبير من الكفاءة من منطلق مبدأ إحساس الإنسان العميق بالواجب. بيد أن المفارقة هي أن هذا الإمبراطور العاشق للإنسانية المبشر بمبدأ السلام والإخاء بين البشر كان مقدرًا له أن يخوض عدة حروب طويلة من أجل وحدة الإمبراطورية وسلامتها، وكان هذا هو المقدر له كذلك في مصر التي شهد عهده فيها أحداثًا ثورية وانقلابية خطيرة.


ففي عام 173 قام الفلاحون المصريون في شمال الدلتا بثورة عنيفة اتخذت شكل حرب العصابات وعرفت في المصادر الرومانية باسم ثورة "الرعاة" Bucolic، فكانت أول ثورة عنيفة للمصريين نسمع عنها منذ ثورات إقليم طيبة في مطلع العصر الروماني وهي الثورات التي أخضعها أولا الولاة الرومان على مصر وهو كورنيليوس جالوس. وقد تزعم ثورة الفلاحين أحمد الكهنة فيما يبدو واسمه "إيزودور" ويعني ذلك أن الكهنة المصريين كانوا لا يزالون حتى ذلك الوقت يشكلون القيادات الوطنية.


والحقيقة هي أن أحوال الفلاحين المصريين كانت تزداد سواءً على مر الأيام حتى بلغت منذ منتصف القرن الثاني الميلادي حدًا لا يحتمل تحت وطأة نظام ضرائب رأينا أنه كان بالغ الإرهاق لهم، وخدمات إلزامية Leitourgiae لم تكن موزعة توزيعًا عادلاً متكافئًا مع القدرة المالية بين الأغنياء والفقراء وأعمال سخرة أكره عليها الفلاحون وشملت أشخاصهم ودوايهم. وفضلاً ذلك فقد ترتب على ثورة اليهود المدمرة في عهد تراجان تخريب الأراضي الزراعية وإهمال نظام الري، فساءت أحوال الزراعة وهجر الفلاحون أراضيهم عندما رأوا ألا جدوى من فلاحتها وإحيائها ما دام لا يبقى لهم من ثمرة جهدهم فيها إلا النزر اليسير. ومما يدل على سوء الأحوال نفشي ظاهرة قرار المزارعين من الأرض وهجر الأهالي للمواطن (محل الإقامة Idia)، وهو ما عرف في لغة الوثائق "بالتسحّب" Anachoresis، إما للعجز عن أداء الضرائب أو قرار من خدمة إلزامية، فكان "المتسحب" يلجأ إلى المدن الكبيرة وخاصة الإسكندرية على أمل أن يجد فيها عملاً يرتزق منه، أو يتوارى على الأقل عن أعين السلطات التي كانت تجد في طلبه لإعادته إلى موطنه Idia، فإن لم يجد المتسحب إلى ذلك سبيلاً لاذ بأحراش الدلتا وربما التحق بعصابات قطاع الطرق.


هكذا بدأ الرومان يحصدون الثمار المرة لسياستهم الاقتصادية الخرفاء في ابتزاز ثروة مصر وامتصاص الطاقة الإنتاجية لأراضيها وأهليها. ويبدو أن المصريين انتهزوا فرصة سحب بعض القوات من مصر للمشاركة في الحروب التي خاضتها الإمبراطورية ضد قبائل الجرمان في منطقة الدانوب، فثاروا ثورتهم تلك التي بلغ عن عنفها أن عجزت القوات الرومانية عن مواجهتها، بل كادت مدينة الإسكندرية أن تسقط في يد الثوار. ولم يتدرك الأمر سوى وصول نجدة من سوريا تحت إمرة فيديوس كاسيوس قائد القوات هناك، وقد لجأ هذا إلى أسلوب المكيدة والخداع مع الثوار لكي يوقع بينهم، وعندما نجح في استمالة بعضهم، تحول الباقون إلى شراذم فتمكن من تعقبهم حتى قضى عليهم، ثم عاد إلى سوريا منتصرًا بعد أن ترك فيها نائبًا عنه.




حركة تمرد أفيديوس كاسيوس:


غير أن روما لم تفرغ من ثورة المصريين إلا لتواجه خطرًا أشد. ذلك أن القائد أفيديوس كاسيوس طمع في عرش الإمبراطورية، ولعل نجاحه في القضاء على الثورة المصرية حرك في نفسه هذه المطامع. وجدير بالذكر أن أباه كان قد شغل منصب وإلى مصر مرتين الأولى في عهد هادريان والأخرى في عهد أنطونينوس بيوس، وقد يكون ذلك قد غذى أمانيه، بل قيل إنه كان يتأمر ضد الإمبراطورية الفيلسوف المتسامح مع زوجته الإمبراطورة فاوستينا Faustina لاغتصاب الحكم بعد وفاة زوجها. وعندما راجت شائعة بأن الإمبراطور سقط صريعًا أثناء حروب الدانوب أسرع كاسيوس في تنفيذ خطته فحضر إلى مصر وأخذ البيعة من الجنود في عام 175، وسارع الإسكندريون إلى تأييده وتابعهم في ذلك السوريون وعناصر من الولايات الشرقية الأخرى. بيد أن حركة كاسيوس لم تلبث أن فشلت بعد شهور معدودة إذ أن أحد ضباطه قام بقتله.


ويستوقف النظر هنا تأييد الإسكندريين لكاسيوس، ليس حبًا فيه بالطبع وإنما تأييدًا لأي حركة انشقاق على السلطة المركزية في روما مما يؤدي إلى زعزعة الحكم الروماني في مصر، وهو ما سبق أن لاحظناه في أحداث سابقة، وهذا دليل على أن شعور العداء الذي أضمره الإسكندريون للرومان منذ البداية كان لا يزال حبًا في نفوسهم بالرغم من انقضاء ما يقرب من القرنين.


وفي العام التالي (176) زار الإمبراطور ماركوس أوريليوس الإسكندرية ضمن جولة تفقدية في الولايات الشرقية، وبدلاً من أن ينتقم من الإسكندريين ويبطش بهم عقابًا لهم على مناصرة المتمرد المنشق كاسيوس، عفا عنهم بل أظهر نحوهم من الرفق ما هو خليق بحاكم فيلسوف حكيم، وكذلك كان سلوكه حتى مع أسرة كاسيوس نفسه، فلم يقض بأعدامهم كما كان متوقعًا وإنما اكتفى بنفيهم وقد احتفظ الإسكندريون بذكرى طيبة لهذا الإمبراطور، حتى أن بردية متأخرة من مجموعة البرديات المعروفة بأعمال الشهداء الإسكندريين، تصفه بالفلسفة والزهد والخير وهو ما لم يصف الإسكندريون به أي إمبراطور روماني آخر.



تصاعد أحقاد الإسكندريين في عهد الإمبراطور كومودوس

كان مراكوس أوريليوس أخر حلقة في سلسلة الأباطرة "الصالحين" لأن ابنه وخليفته كومودوس (176-192) كان على النقيض من أبيه تمامًا. فقد اتبع في سياسة الحكم أساليب بالغة العنف، واستبدت به شهوة الانتقام فتعقب أفراد أسرة أفيديوس كاسيوس حتى استأصل شأفتهم، ومضى في محاكمة زعماء الإسكنرديين وأعدم الكثير منهم. وقد بينت تلك البردية التي ذكرناها منذ قليل (وتعرف باسم أعمال أبيانوس Acta Appiana) أن صراع الإسكندريين مع الأباطرة الرومان أصبح سافرًا. فالبردية تضم أجزاء من محاضر محاكمة أبيانوس أحد زعماء الإسكندريين الذين تم إعدامهم على يد كومودوس، وهي تتصنح بالكراهية والحقد على الرومان وتتهمهم بممارسة أسوأ أنواع الابتزاز وهو أخذ القمح من مصر وبيعه في الخارج بأربعة أضعاف ثمنه. وقد ازدادت أحوال مصر سوءًا في عهد كومودوس بحيث لم تعد تبعث على اطمئنان روما إلى ولاية مصر، ولعل من الأمور ذات الدلالة في هذا الصدد ما قام به كومودوس من بناء أسطول جديد لنقل القمح من شمال إفريقيا إلى روما لمواجهة الموقف إذا ما تأخر وصول القمح من مصر.

المحاولات الإصلاحية في عهدي سفيروس وكاراكالا

اعقبت موت كومودوس فترة من النزاع على السلطة من جانب أدعياء العرش استغرقت أقل من عامين، ليبرز من معمعة الصراع ظافرًا آخر الأمر قائد قوات بانونيا Pannonia العليا (بمنطقة الدانوب) وهو سبتيميوس سفيروس الذي استطاع أن يقضي على منافسيه الواحد تلو الآخر ليخلص له حكم الإمبراطورية اعتباراً من خريف عام 193.


وفي العام الثامن من حكمه (199/200م) قام الإمبراطور سبتيميروس سفيروس بزيارة مصر، حيث قام بالرحلة الترويحية التقليدية لمشاهدة الآثار العصرية على طول الوادي، لكن هذه الزيارة لم تكن لمجرد السياحة وإنما لتدارك الوضع المتفاقم في مصر بعد أن وصل جهاز الحكم إلى حالة من العجز ينذر بانهياره جملة، وكان من أبرز مظاهر هذا العجز أن الحكومة لم تعد تجد عددًا كافيًا من الأشخاص القادرين على تحمل أعباء وظائف الإدارة المحلية في عواصم الأقاليم Metropoleis لتدهور الأحوال الاقتصادية لأفراد الطبقة الوسطى التي وقع على ك أهلها هذا العبء الثقيل منذ بدايات الحكم الروماني. وقد قام الإمبراطور بعدة إصلاحات إدارية تعتبر أول تغيير جذري في نظم الحكم والإدارة التي وضعها الإمبراطور أوغسطس لمصر منذ أكثر من قرنين من الزمان.




إنشاء مجالس الشورى Boulai في عواصم الأقاليم :

وكان أهم تعديل أدخله سفيروس هو منح الإسكندرية وجميع عواصم الأقاليم حق إنشاء مجالس الشورى فأما الإسكندرية فقد حصلت أخيرًا بعد ما يزيد على القرنين على مطلبها العزيز الذي أباه عليها الرومان منذ البداية. لكن لم يكن لتحقيق هذا الأمل القديم عندئذ زهوة الفرح عند الإسكندريين لأن إصلاح سفيروس قد ساوى بين مدينتهم وبين أي عاصمة إقليم عادية أخرى. وأما عواصم الأقاليم فقد أعلى هذا الإصلاح من قدرها. ولقد يبدو من ظاهر هنا الإصلاح أن الغاية منه كانت إعطاء مزيد من الحرية للمدن وعواصم الأقاليم في تصريف شئونها بما يقترب بها من وضع البلدية الرومانية Municipia، لكن الهدف الحقيقي كان إلقاء المسئولية في ملء الوظائف الإدارية في الأقاليم على هذه المجالس، إذ أصبح أصحاب الأملاك في عاصمة كل إقليم (متروبوليس) مسئولين مسئولية جماعية، في هيئة مجلس الشورى، عن شغل الوظائف العامة والإنفاق عليها من حسابهم الخاص. ولم يكن ذلك إلى تطويرًا محكمًا لهيئة كان يرد ذكرها في وثائق البردي من قبل تحت اسم archontov Koinon ton ومعناها هيئة الحكام البلديين. لكن شاغل كل منصب من هذه المناصب البلدية كان مسئولاً عندئذ عن اختصاصات منصبه فقط، أما الآن فقد أصبحت المسئولية جماعية، وأصبح رئيس المجلس الذي حمل اسم بريتانيس Prytanis مسئولاً أمام ممثل السلطة المركزية في الإقليم وهو الاستراتيجوس، عن كافة الشئون المالية وفي مقدمتها جباية الضرائب وضمان وجود الأشخاص الأكفاء لتولي مهام السلطة المحلية في عاصمة الإقليم، ولا يعني ذلك سوى أن السلطة المركزية أرادت أن تتخفف من أعباء الحكم بإلقائها كاملة على كاهل الأهالي.


ولعل من الأمر التي ترتبت على هذا الاتجاه من جانب الحكومة أن أعضاء طبقة المواطنين الرومان Cives Romani وطبقة المواطنين الإسكندريين ممن كانوا يقيمون في "ريف" مصر Chora قريبًا من أملاكهم الزراعية، لم يعد من اليسير عليهم أن يتهربوا من الخدمات الإلزامية المفروضة على السكان هناك، وكان هذا هو دأبهم في الماضي حيث كانوا يعتمدون على الادعاء أمام السلطات بأن موطن إقامتهم (Idia) ليس هذا الريف وإنما دائمًا في مدينة الإسكندرية. وهكذا أصبحت المسئولية الجماعية في المجالس الجديدة تشمل جميع المقيمين في عاصمة الإقليم دون تمييز.
وقد أتضح من الوثائق التي أمكن تأريخها في وقت لاحق لقيام المجالس أن تعديلات كثيرة قد أجريت في نظام جباية الضرائب، كما أن الأمر اقتضى إنشاء عدد من الوظائف الجديدة كوظيفة نائب المجلس (البريتانس) المشار إليها أنفًا، ووظيفة أمين شئون المدينة ومستشار المجلس، وكذلك إحياء وظائف قديمة كانت قد اختفت منذ أوائل الحكم الروماني كوظيفة حاكم القرية (الكومارخ) التي أسندت إليها بالتدريج مهام وظيفة كاتب القرية.

دستور الإمبراطور كاراكالا :

مات سفيروس في عام 211 ليخلفه أبناه كاركالا وجيتا. وقد نشب بينهما على الفور صراع مرير على العرش انتهى بمصرع الثاني إثر مؤامرة دبرها لاغتياله أخوه كاراكالا الذي انفرد بالسلطة منذ عام 212م. وأشهر عمل يقترن باسم هذا الإمبراطور وانعكست آثاره على نظم مصر وأوضاعها الإدارية هو ذلك القانون الذي أصدره في عام 212 (أو عام 214 في رأي بعض الباحثين) والذي اشتهر باسم دستور أنطونينوس Constitutio Antoniniana. وبمقتضى هذا القانون تم منح حق المواطن (الجنسية الرومانية Civitas Romana) لجميع رعايا الإمبراطورية الأحرار فيما عد "المستسلمين" dediticii. وقد ثار جدل بين الباحثين حول دوافع كاركالا لإصدار هذا القرار العادل وهو الذي كانت أفعاله بعيدة عن كل عدالة أو رحمة، فأحسن فريق منهم الظن به فقال إن الإمبراطور استلهمه من الأفكار المثالية التي كان الإسكندري الأكبر المقدوني قد نادى بها قبل خمسة قرون عن أخوة البشر في الإنسانية، وأنه كان في الوقت نفسه متأثرًا بالسياسة التي عمل بها الأباطرة "الصالحون" مستهدفين جمع كل شعوب الإمبراطورية تحت مظلة القانون الروماني دون تفرقة في الحقوق والواجبات. ولكن فريقًا أخر يرى أن القرار كان ينطوي على رغبة خبيثة لدى كاركالا في مضاعفة دخله من الضرائب، لأن كل سكان الإمبراطورية بحكم تمتعهم بحقوق المواطنة الرومانية سيلتزمون بدفع ضرائب عن الممتلكات الثابتة والتعامل التجاري وعلى أيلولة الأملاك بالإرث ... إلخ.


كذلك ثار الجدل بين الباحثين عن المقصود بكلمة مستسلمين Dediticii الواردة في القانون، وهل كانت تشمل المصريين أم لا. لكن الرأي الراجح أن المصريين قد شملهم القرار، وأنه ترتب على تطبيقه أن كل سكان مصر أصبحوا مواطنين رومانًا، وأبسط دليل على ذلك أن المصريين حملوا منذ ذلك الوقت في الوثائق الاسم الروماني الثلاثي وهو الدليل على الهوية أو الجنسية الرومانية.

وبعد ثلاثة أعوام من صدور القانون (في عام 215)، قدم كالاكالا إلى الإسكندرية في زيارة كانت شؤمًا وبالاً على المدينة. ولعل الإمبراطور توقع أن يستقبله الإسكندريون بالحفاوة اللائقة إظهارًا لا متنانهم للقانون. غير أن هؤلاء كانوا أقل الناس سعادة بصدوره لأنه أزال كل امتياز كان لهم على سائر سكان مصر فلم يحتفلوا بالزيارة، بل إنهم بالعكس أطلقوا ألسنتهم بالسخرية من الإمبراطور خاصة فيما يتعلق بإصراره على التشابه بالإسكندر الأكبر وأخيليوس بطل الإلياذة، كما ألمحوا له ضمنًا إلى أنه هو قاتل أخيه "جيتا" شريكه في العردن واستشاط كراكالا غضبًا من هذه السخريات والتلميحات وانتقم من الإسكندريين شر انتقام بقتل عدد كبير من شباب الجمنازيوم وإباحة المدينة ثلاثة أيام لجنوده حيث عاثوا فيها فسادًا ومر جانب كبير من مبانيها العظيمة، ومن ناحية أخرى أمر بإخراج جميع المصريين من المدينة وإعادتهم إلى موطن إقامتهم الأصلية، ولم يتثن من ذلك سوى الحمالين والباعة والتجار وغيرهم ممن كان لهم عمل أساسي في المدينة.



مصر فى العصر القبطى





نبذة

دخلت المسيحية مصر فى منتصف القرن الأول الميلادى ، ومع دخول القديس مرقس الإسكندرية عام 65 م تأسست أول كنيسة قبطية فى مصر .
وقد لاقى المسيحيون فى أواخر القرن الثالث الميلادى الإضطهاد على يد الإمبراطور دقلديانوس وقد اطلق على هذه الفترة عصر الشهداء لكثرة من استشهد فيها من الأقباط . واتخذ القبط من السنة التى اعتلى فيها دقلديانوس العرش ( عام 284 م) بداية للتقويم القبطى .

ومن أبرز مظاهر هذا العصر انتشار نزعة الزهد بين المسيحيين والتى نتج عنها قيام الرهبنة وإنشاء الأديرة العديدة فى جميع أنحاء مصر .
نهضت العمارة القبطية بروح الفن الفرعونى القديم وأكملت حلقة من حلقات الفن المتصلة منذ الحضارة الفرعونية والحضارة اليونانية والرومانية بمصر، وتُعد الكنائس التى شيدت فى القرن الخامس الميلادى نموذجاً للعمارة والفن القبطى .

وكان التصوير السائد فى العصر القبطى امتداداً للطريقة التى تواترت من العصور السابقة فى مصر وهى التصوير بألوان الاكاسيد "الفرسك" على الحوائط المغطاة بطبقة من الجبس .
ومثلما عرف المصريون القدماء الموسيقى نشأ فى العصر القبطى فى مصر فن موسيقى كنسى ليساير النزعة الفنية الموسيقية للأنغام المصرية القديمة وما زالت الألحان التى تعزف فى الكنيسة القبطية حالياً تحمل أسماء فرعونية مثل "اللحن السنجارى" وكذلك " اللحن الاتربينى" .
الرهبانية



الرهبنة في مصر كانت ذات تأثير هام في تكوين شخصية الكنيسة القبطية في الإتضاع والطاعة، والشكر كله لتعاليم وكِتابات آباء برية مِصر العِظام (في بستان الرهبان، وغيره)، وقد بدأت الرهبنة في أواخر القرن الثالث وإزدهرت في القرن الرابع. ومن الجدير بالذِّكر أن الأنبا أنطونيوس وهو أول راهب مسيحي في العالم، كان قبطياً من صعيد مصر.

في زمن الإمبراطورية الرومانية

قد لعب بطارِكة وباباوات الإسكندرية دوراً قياديّاً في اللاهوت المسيحي، تحت سلطة الإمبراطورية الرومانية الشرقية بالقسطنطينية (ضد الإمبراطورية الغربية بروما). وكان يتم دعوتهم إلى كل مكان ليتحدَّثوا عن الإيمان المسيحي.
دور الكنيسة في مجمع خلقيدونية.
الإضطهاد الذي بدأ ربما من يوم الإثنين الموافق 8 مايو 68م. (بعد عيد القيامة)، عندما إسْتُشْهِد القديس مارمرقس الرسول، بعد جَرّه من قدميه عن طريق الجنود الرومان وجابوا به كل شوارع الإسكندرية وزِقاقها.







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-24-2009, 01:41 PM   #5

عضوية التميز
 

 رقم العضوية : 26236
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 العمر : 35
 المكان : بلد المليون و نصف مليون شهيد
 المشاركات : 2,327
 النقاط : حنونة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

حنونة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

دقليديانوس والمسيحية فى مصر



ولد دقلديانوس (بالإنجليزية: Diocletian) عام 245 م في مدينة سالونا salona بولاية دالماشيا باقليم ايلليريا المطل على البحر الادرياتى شرق ايطاليا ، و كان ابواه فقيرين, انضم إلى طبقة الفرسان ووصل إلى رتبة دوق (اى قائد الفرسان ) في ولاية ميسيا ، ثم اصبح قائد قوات الحرس الامبراطورى الخاص و هى من الوظائف الخطيرة ، و تجلت كفاءته العسكرية في حرب فارس, و بعد موت الامبراطور نوريانوس ( 283 – 284 م ) اعترف به بانه اجدر شخص بعرش الامبراطورية.


كان اسم دقلديانوس الحقيقى (ديوقليز ) و قد اختار اسم دقلديانوس بعد ان اعتلى العرش و اتخذ دقلديانوس لنفسه تاجا (عصابة عريضة مرصعة بالآلئ ) و اثوابا من الحرير و الذهب ، و احذية مرصعة بالحجارة الكريمة . و ابتعد عن اعين الناس في قصره ، و حتى على زائره ان يمروا بين صفين من الخصيان و الحجاب و امناء القصر ذوى الالقاب و الرتب ، و ان يركعوا و يقبلوا اطراف ثيابه.

وكان عصر " دقلديانوس" نقطة تحول في التاريخ القديم من عصر الامبراطورية الرومانية إلى العصرالبيزنطي عندما أعتلى "' دقلديانوس "' عرش الأمبراطورية الرومانية في سنة 284 ميلادية حاول إدخال بعض الأصلاحات بإدماج ولايات وتقسيم ولايات أخرى .. وقسمت مصر التى كانت حتى ذلك الوقت ولاية واحده إلى ثلاثة أقسام يحكم كل قسم حاكم مدنى أما السلطة العسكرية فقد وضعت في يد قائد يسمي دوق مصر


موقف دقلديانوس من المسيحية و المسيحيين
حرص دقلديانوس معظم سنوات حكمه على اتباع سياسة تسامح دينى مع المسيحيين ، ثم تحولت سياسته ضد المسيحيين في اواخر حكمه ، فاصدر دقلديانوس اربعة مراسيم فيما بين سنتى 302-305 م تحث على اضهاد المسيحيين ، و قد شهدت هذه المراسيم حرق الاناجيل و الكتب الدينية و منع المسيحيين من التجمع و تحريم القيام باى صلوات او طقوس دينية ، و قتل كل الرجال و النساء و الاولاد الذين يرفضون تقديم القرابين للالة الوثنية .



أصدر الإمبراطور دقلديانوس منشورًا جاء فيه:
1- يجب هدم الكنائس وإزالتهما من الوجود.

2- يجب حرق جميع الكتب المقدسة التي للمسيحيين.

3- يُطرد فورًا جميع المسيحيين الموظفين بالدولة.

4- حرمان العبيد من الحرية إن ظلوا مسيحيين.

5- يجب على الجميع تقديم الذبائح والبخور للآلهة ومعاقبة كل من يخالف أوامر الإمبراطورية ويعرض نفسه لأشد أنواع العقاب والعذاب حتى الموت.

وبالفعل فور صدور هذا المنشور، سرت موجة من الاضطهادات في كل ربوع الإمبراطورية. وأمام هذه الاضطهادات وإعادة بناء هياكل للأوثان وسجن رؤساء الكنائس استشهد الكثيرين

وقد لاقى المسيحيون فى أواخر القرن الثالث الميلادى العذاب والاضطهاد على يد الأمبراطور دقلديانوس وقد أطلق على هذه الفترة عصر الشهداء لكثرة من استشهد فيها من الأقباط واتخذ القبط من السنه التى اعتلى فيها دقلديانوس العرش (عام 284م) بداية للتقويم القبطى. ومن ابرز مظاهر هذا العصر انتشار النزعة التصوفية بين المسيحيين والتى نتج عنها قيام الرهبنه وانشاء الأديرة العديدة فى جميع انحاء مصر كما ان لهذا العصر أهمية تاريخية حيث يعتبر حلقة الوصل بين العصر اليونانى الرومانى والعصر الأسلامى.




عمود السوارى ( بومباى)


طلق هذا الاسم عليه فى القرون الوسطى وهو من الجرانيت الذى يبلغ ارتفاعه من 25 متر

و اقيم وسط اثار السيرابيوم عام 297 م تخليدا لذكرى الامبراطور دقلديانوس



-

هرقل والمذهب الملكاني


عندما تولى " قسطنطين " الحكم وأصبح أمبرواطورا0 وقد شيد " قسطنطين " على أطلال مدنية " بيزنطة " القديمة مدينة جديدة استمدت أسمها من أسمه وعرفت باسم " القسطنطينية " وأصبحت عاصمة الامبراطورية الرومانية الشرقية ، وكان قسطنطين أول أمبراطور مسيحى للامبراطورية الرومانية وفى ذلك الوقت كانت المسيحية تزداد انتشاراً فى مصر وكان المسيحيون يتعرضون لاضطهاد الحكام الرومان وتعذيبهم ، ولكن مع اعتلاء الامبراطور قسطنطين العرش والاعتراف الرسمى بالمسيحية بدأ اطمئنان المسيحيين إلى أنفسهم وبدأوا يعملون فى حرية ، ولكن هذه الحرية أدت إلى ظهور انقسامات وخلافات فى الرأى مما أدى إلى نشوء خلاف عنيف بين كنيسة الاسكندرية والقصر الامبراطورى فى " القسطنطينية " وكانت هذه المنازعات الدينية سبباً فى ازدياد الكراهية والعداء الشديد بل والمقاومة العنيفة للحكومة الامبراطورية فى " القسطنطينية " وزاد من أسباب كراهية أهالى مصر للحكومة الامبراطورية زيادة الضرائب وفساد الإدارة وظلمها مما أدى إلى فقر داخلى .
وأدت هذه العوامل مجتمعة إلى أزمة اقتصادية وأزمة اجتماعية أدت إلى فساد مالى وإدارى واقتصادى وضرائبى ومنازعات دينية وإلى أثارة الفوضى والنزعات الانفصالية أحيانا . وفى السنوات الأخيرة من الحكم البيزنطى زاد الخلاف المذهبى واشتد الخلاف فى السنوات الأخيرة من الحكم البيزنطى بين " الأرثوذكس " أنصار المذهب " الخلقدونى " وبين المونوفيزيتيين وحاول " هرقل " بعد أن أصبح امبراطوراً أن يحتوى هذه الخلافات ولكن المصريين ضاقوا بأساقفته " الملكانيين " رغم محاولته الوصول إلى سبيل التفاهم مع الأقباط المصريين . وفى السنة الخامسة من حكم هرقل زحف " الفرس " على الامبراطورية واستولوا على " أرمينيا " ثم على " دمشق " و" القدس " وتمكنوا من إسقاط " الاسكندرية " سنة 618 واحتل " الفرس " مصر لمدة عشر سنوات وسط سخط المصريين وعادت مصر إلى الامبرراطورية البيزنطية بعد انتصار " هرقل " على " الفرس " فى معركة " نينوى " فى سنة 627 ووقع معهم معاهدة للصلح بمقتضاها تم جلاء الفرس عن مصر . واتخذ المصريون موقفاً سلبياً إزاء عودة البيزنطيين لحكم بلادهم وزاد الاضطهاد وزادت كراهية المصريين للحكم الرومانى . وهنا تظهر على مسرح الأحداث العالمية دولة جديدة فى الشرق وهى الدولة العربية التى حملت ديناً جديداً هو الرسلام ، وبعد أن مدت هذه الدولة سيادتها على الجزيرة العربية بدأت تتطلع إلى خارج الجزيرة فوجدت امبراطوريتين طحنتهما الحروب هما إمبراطورية فارس ( الفرس ) وامبراطورية الروم ( الرومانية أو البيزنطية ) فتمكنت الدولة العربية من الاطاحة بهما وكان دخول مصر فى الدولة العربية على يد عمرو بن العاص سنة 640 ميلادية .



-
مصر المسيحية

إن الكنيسة القبطية مبنية على تعاليم القديس مار مرقس، الذي بشَّر بالمسيحية في مصر، خلال فترة حكم الحاكم الروماني "نيرون" في القرن الأول، بعد حوالي عشرون عاماً من صعود السيد المسيح. ومارمرقس هو أحد الإنجيليين وكتب أول إنجيل. وإنتشرت المسيحية في كل أنحاء مصر خلال نصف قرن من وصول مار مرقس إلى الإسكندرية (كما هو واضح من نصوص العهد الجديد التي إكتُشِفَت في البهنسا، بمصر الوسطى، وتؤرَّخ بحوالي 200م.، وجزء بسيط من إنجيل القديس يوحنا، مكتوب بالغة القبطية؛ الذي وُجِدَ في صعيد مصر ويُؤرََّخ في النصف الأول من القرن الثاني).

و في سنة 200 كانت الاسكندرية من اهم المراكز المسيحية و مع مرسوم ميلان سنة 312 ، قام قسطنطين بأنهاء اضطهاد المسيحيين ، وفي سنة 324 ، جعل قسطنطين الديانة المسيحية هي ديانة الامبراطورية الرومانية حيث اصبح الكثير من اليهود المصريين مسيحيين ، لكن البعض لم يقم بذلك .

وقد ازدهرت ارض مصر بالرهبنة بشكل عظيم وفكرة الرهبنة رفض الحياة المادية والتكريس للكنيسة وقد استقبل المسيحيين المصريين فكرة التصومع بحماس شديد ونقلوه إلى بقية العالم ومن الامور التي تطورت ايضاً هو مبدأ "الاقباط" . قد تم تبني اللغة القبطية من المسيحيين الاولين لنشر الانجيل في المصريين الاصليين واصبحت لغة الليتورجيا لدى الديانة المسيحية في مصر وبقيت حتى يومنا هذا.





-

التقويم القبطي



ي يوم 11 سبتمبر من كل عام يحتفل الأقباط ببداية العام القبطي الجديد ، ويدعونه عيد النيروز، والسنة القبطية هي السنة
المصرية القديمة التي أستخدمها قدماء المصريون، وحددوا بها مواسم الزرع والحصاد وفيضان نهر النيل ، وقد أتخذ الأقباط عام 284م بداية لهذا التقويم ( عام 2007 هو عام 1724 قبطية ) وهو العام الذي بدء فيه حكم الإمبراطور الروماني دقلديانوس أكثر من أضهد الكنيسة المسيحية خاصة في مصر إذ بلغ عدد الذين قتلهم 800,000 مسيحي مصري، ولهذا قد أعتاد المؤرخون أن يلقبوا كنيستنا " كنيسة الشهداء " ليس فقط بسبب الأعداد التي لا تحصى من الشهداء ولكن أيضا من أجل الشوق الصادق لأعضائها للتمتع بالاستشهاد حتى أنهم كانوا ينتقلون من موضع إلى أخر يطلبون إكليل الاستشهاد .


أمثلة من شهداء الاقباط:

الكتيبة الطيبية نسبة إلى طيبة ( الأقصر ) في جنوب مصر كانت هذه الكتيبة تتكون من 6600 جندي وقائدهم القديس موريس ST . MAURTICE وقد أرسلت هذه الكتيبة لصد هجمات القبائل على الحدود الغربية للإمبراطورية الرومانية حسب طلب الإمبراطور مكسيميانوس، وقد تركزت هذه الكتيبة قرب لوزان بسويسرا .


قبل الدخول في المعركة أمرهم الإمبراطور أن يقدموا الذبائح للأوثان ولكنهم رفضوا وأرسل
القائد موريس خطاباً إلى الإمبراطور يعلن فيه بأسم جميع أفراد الكتيبة إيمانهم ، غضب الإمبراطور
من هذا الخطاب وأمر بتعذيب ( عُشر ) الكتيبة لكي يرهب الباقي وإذا لم يتأثر باقي الكتيبة أمر الإمبراطور بقتل ( عُشر ) أخر وهكذا حتى استشهدت كل الكتيبة .
والقديسة فيرينا ST . VEREN: صاحبت الكتيبة للرعاية والاهتمام بالجرحى، وبعد استشهاد القديس موريس والكتيبة عاشت حياة الوحدة والنسك، فكانت تصوم وتصلى وتخدم الفتيات روحياً وصحياً وتعلمهم مبادئ الإيمان والصحة العامة، عندما قبض عليها ووضعت في السجن ظهر لها القديس موريس يعزيها ، وبعد خروجها من السجن اهتمت بخدمة الفقراء وخدمة مرضى الجذام .. وعند نياحتها ظهرت لها القديسة السيدة العذراء تعزيها وتقويها .







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-25-2009, 02:16 AM   #6

عضو ذهبي

 

 رقم العضوية : 23107
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 العمر : 37
 المشاركات : 1,265
 النقاط : سلمى سام will become famous soon enough
 درجة التقييم : 51
 قوة التقييم : 0

سلمى سام غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

شكرا بجد على المجهود الجميل

تقبلي مروري







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-25-2009, 11:24 AM   #7

عضوية التميز
 

 رقم العضوية : 26236
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 العمر : 35
 المكان : بلد المليون و نصف مليون شهيد
 المشاركات : 2,327
 النقاط : حنونة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

حنونة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمى سام





السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

شكرا بجد على المجهود الجميل

تقبلي مروري


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لمرورك على موضوعي







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-26-2009, 09:41 AM   #8

اخفيت حبك لكن الحب فضاح

 

 رقم العضوية : 691
 تاريخ التسجيل : Mar 2008
 المكان : ديـار ال سـعـود
 المشاركات : 12,393
 النقاط : فتى المدينة المنورة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 68
 قوة التقييم : 1

فتى المدينة المنورة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

الله يعطيك العافيه اختي حنونه على هالموضوع

صور جميله ومعلومات قيمه عن مصر

مجهود رائع تشكرين عليه







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-26-2009, 10:24 AM   #9

إداري سابق

 

 رقم العضوية : 9097
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 الجنس : ~ رجل
 المكان : EGYPT
 المشاركات : 13,159
 الحكمة المفضلة : قوة السلسلة تقاس بقوة اضعف حلقاتها
 النقاط : ARAGON is just really niceARAGON is just really niceARAGON is just really niceARAGON is just really niceARAGON is just really nice
 درجة التقييم : 445
 قوة التقييم : 1

ARAGON غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ARAGON

أوسمة العضو

16 160 16 

افتراضي

معلومات قيمة وصور أكثر من رائعة سلمت يداك على الموضوع الجميل
مصر أم الدنيا وتحتاج منا الكثير (شكر خاص لـ حنونة)
MIDORَOَOKIE = Wa7eDMeNElNaS







  رد مع اقتباس
قديم منذ /08-26-2009, 12:16 PM   #10

عضوية التميز
 

 رقم العضوية : 26236
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 العمر : 35
 المكان : بلد المليون و نصف مليون شهيد
 المشاركات : 2,327
 النقاط : حنونة will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

حنونة غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

وانا اقول موضوعي منور ليه
دول الحبايب عندنا
نورتوني
وشكرا على مروركم







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« صور من مصر اعجبتني | اكبر واجمل سفينة سياحية »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عـــاجـــل مـــصـــر مبارك على القنوات المصرية مباشرة في كلمة هامة للش laroz قسم مناقشة المواضيع المتداوله والمنقوله 4 01-23-2012 12:44 PM
مـــصـــر هـــتـــخـــتـــار طـــعـــمـــهـــا .... انت اخترت ايه Loyalty قسم مناقشة المواضيع المتداوله والمنقوله 24 07-09-2010 12:10 PM
انمي جديد وحصري علي منتدي "بنات مـــصـــر" Hamsa Sense أفلام الانمى - مسلسلات الأنمي - تحميل أفلام كرتون 12 01-25-2010 12:15 PM
اوصفـ مـــصـــر بكلـمـة واحـــدة ملڪّـہۧ بـگَََـلـِمتـﮯ « قسم مناقشة المواضيع المتداوله والمنقوله 43 10-14-2009 12:31 PM


الساعة الآن 10:29 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩