رأيتهم خضع الرقاب نواكس الابصار

[S h α h y]

رأيتهم خضع الرقاب نواكسِ الأبصار
القائد يزيد بن المهلب
53ه/102ه
لقد كان المهلب بن أبي صفرة الازدّي بطل من أبطال العرب المسلمين من قبيلة الأزدّ العربية وهو فارسا مقداما ترك أثرا بارزا في خارطة حراك الفتح الإسلامي وتثبيت عرى الإيمان بالدين لدوره الكبير بمقاتلة أهل الردة أينما تواجدوا وهم الذين كتب الله لمن يقاتلهم عظيم الأجر وان الله قد كتب لهذا الرجل أن يُشد عضده بأولاد شجعان كثر وهم أبطال يقاتلون جواره بل حتى أصبحوا كلهم قادة حرب كبار وأبرزهم هو القائد الشجاع يزيد بن المهلب المكنى بابي خالد وهو الذي قال فيه الفرزدق:
وإذا الرجال رأوا يزيد رايتهم ****خضع الرقاب نواكسِ الأبصار

وقد تولى ولاية خراسان بعد وفاة والده المهلب في عام 83ه وقد بقي واليا عليها لمدة ستة أعوام حتى عزله الخليفة عبد الملك بن مروان وقيل إن ذلك حدث بسبب الحجاج ابن يوسف الثقفي والي العراق وانه هو من أوغر صدر الخليفة على يزيد حين أوحى إليه إن ليزيد طموحا كبيرا وانه يمثل خطرا على الدولة مما جعل يزيد حتى بعد عزله يتوارى عن الأنظار ويختفي وبقي الأمر على هذه الحال حتى جلس للحكم سليمان بن عبد الملك الذي بادر إلى تولية يزيد بن المهلب ولاية العراق ثم خراسان وعن دوره بالفتوحات فقد افتتح جرجان وطبرستان (وانه فاتح الشيشان وهنالك قول بأنه يوجد في الشيشان قبر موجود ويزار من قبل المسلمين حد اليوم ويرمز له بقبر يزيد بن المهلب) غير إن المتواتر انه قتل ودفن بالعراق حيث انه لما شغل منصب إمارة البصرة وأقام بها حتى صدر أمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بعزله وحبسه في حلب ولم يعرف السبب لكن بوفاة عمر اقتحم أصحاب يزيد وغلمانه على السجن وتمكنوا من إخراجه منه وعادوا به إلى البصرة ودخلوها في 101ه ثم تفاقم الأمر إذ تطور الخلاف في آخر المطاف مع أمير العراقين البصرة والكوفة الأمير مسلمة بن عبد الملك وهو بطل كبير لم يشق له غبار فنشبت معركة كبيرة بين الفريقين انتهت بمقتل يزيد بن المهلب وكانت الواقعة بين بغداد وواسط بمنطقة يقال لها (العقر),,

وبعد هذا إليكم هذه الاستفاضة,,,

لصاحب الفضيلة الشيخ محمد الطنطاوي الأستاذ في كلية اللغة العربية

يزيد بن المهلب:

لقد كانت ولاية يزيد بن المهلب العراق حدثا كبيراً إذ أنه أول يمان اضطلع بهذه الولاية ذات الشأن حينذاك، وما عهد الشعب الإسلامي بها منذ عقد لواءها معاوية لزياد إلا أن يحمل لواءها مضري مهوب من: عبيد الله بن زياد ثم الحجاج ثم قتيبة بن مسلم فساورت النفوس أن استوى يزيد على العراق هواجس ترددت في جنباتها أن يلي شؤونهم من ليس مضرياً؟ لكنهم كظموا غيظهم وكتموا ما في نفوسهم ذعراً من سلطان القوة وسوط الحكم وتربصوا بيزيد الدوائر حتى يبدوا ما في دخائلهم وينفثوا ما في صدورهم فلا مرية أن ولاية يزيد هي التي لفتت المضريين إلى الاستصراخ بالخلفاء في إقصاء اليمنيين وإدناء المضريين: قيسيين وخندفيين، حتى ملأت الخندفية الأفواه وتحركت بها ألسن العامة والخاصة وما كان لها كثير ذكر من قبل فسترى بعد قتل يزيد ودولان دولته كثيرة المناداة بهذه العصبية التي صارحوا بها بعد كبتهم أمداً بعيداً.

على أنه من الإنصاف أن يزيد لم يسند إليه الخليفة سليمان بن عبد الملك هذه الولاية عفواً بل منحه إياها بعد بلاء حسن في الدولة المروانية قدمه المهلب وبنوه فشارك يزيد في مظاهرتها مشاركة تستوجب المجازاة بهذه الولاية الجدير بها مثله.

وإنه ليجمل أن نذكر كلمة مجملة عن المهلب وبنيه تتعرف منها كفاية المهالبة وأنهم خليقون أن تضاف إليهم المهام من الشئون وأن يزيد جدير بالعراق.