..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
واجب عزاء لأختنا لميـس في وفاه والدتها
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 3 -
أمل
الكاتـب : د/ عبد الله - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 1 -
حقائق لن يخبرك عنها احد ...يمكنك نشرها
الكاتـب : out off box - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 2 -
خطيئتي الكبرى .. قلم مهيب
الكاتـب : مهيب الركن . - آخر مشاركة : ناطق العبيدي - مشاركات : 3 -
ساحر الأحزان مع أعضاء بنات مصر في رمضان مع مـريم
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 4 -
تفرق معاه
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - آخر مشاركة : ☆ شهـــاب ☆ - مشاركات : 7 -
بنفهم متأخر
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
ساحر الأحزان مع أعضاء بنات مصر في رمضان مع الملـكله كيلوباترا
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : واد حبيب - مشاركات : 2 -
الـيوم لك وغـدا عليك
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : مهيب الركن . - مشاركات : 5 -
يعز عليا
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -
ساحر الأحزان مع أعضاء بنات مصر في رمضان مع حـياه
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : د/ عبد الله - مشاركات : 2 -
قفلنا الباب
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 4 -

الإهداءات


سعيد بن زيد رضي الله عنه.

السيرة النبوية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /09-26-2009, 10:03 AM   #1

 

 رقم العضوية : 25674
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 المكان : المملكه
 المشاركات : 39
 النقاط : عبادي الحويطي will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

عبادي الحويطي غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
سعيد بن زيد رضي الله عنه.

بسم الله الرحمن الرحيم
كلامنا هذا اليوم عن الصحابي الجليل:
سعيد بن زيد
سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدويالقرشي ، أبو الأعور ، من خيار الصحابة
ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته ، ولدبمكة عام ( 22 قبل الهجرة ) وهاجر الى
المدينـة ، شهد المشاهد كلها إلا بدرالقيامه مع طلحة بتجسس خبر العير ، وهو أحد
العشرة المبشرين بالجنة ، كان منالسابقين الى الإسلام هو وزوجته أم جميل ( فاطمة بنت الخطـاب )
حتى يجيءسعيد بن زيد فيُبايع فإنه سيد أهل البلد
إذا بايع بايع الناس ?)
مروان
والده
وأبوه -رضي الله عنه- ( زيـد بن عمرو ) اعتزل الجاهليـةوحالاتها ووحّـد اللـه تعالى بغيـر واسطـة حنيفيـاً ، وقد سأل سعيـد بن زيـد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال : ( يا رسـول الله ، إن أبـي زيـد بن عمرو بن نفيل كانكما رأيت وكما بَلَغَك ، ولو أدركك آمن بـك ، فاستغفر له ؟) قال : ( نعم ) واستغفرله وقال : ( إنه يجيءَ يوم القيامة أمّةً وحدَهُ )
المبشرين بالجنة
روي عن سعيد بن زيد أنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( عشرةمن قريش في الجنة ، أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ ، وطلحة ، والزبير ، وعبدالرحمن بن عوف ، وسعد بن مالك ( بن أبي وقاص ) ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيل ،و أبو عبيدة بن الجراح ) رضي الله عنهم أجمعين
الدعوة المجابة
كان -رضي الله عنه- مُجاب الدعوة ، وقصته مشهورة مع أروى بنت أوس ، فقدشكته الى مروان بن الحكم ، وادَّعت عليه أنّه غصب شيئاً من دارها ، فقال : ( اللهمإن كانت كاذبة فاعْمِ بصرها ، واقتلها في دارها ) فعميت ثم تردّت في بئر دارها ،فكانت منيّتُها
الولاية
كان سعيد بن زيد موصوفاً بالزهدمحترماً عند الوُلاة ، ولمّا فتح أبو عبيدة بن الجراح دمشق ولاّه إيّاها ، ثم نهضمع مَنْ معه للجهاد ، فكتب إليه سعيد : ( أما بعد ، فإني ما كنت لأُوثرَك وأصحابكبالجهاد على نفسي وعلى ما يُدْنيني من مرضاة ربّي ، وإذا جاءك كتابي فابعث إلىعملِكَ مَنْ هو أرغب إليه مني ، فإني قادم عليك وشيكاً إن شاء الله والسلام )
البيعة
كتب معاوية إلى مروان بالمدينة يبايع لإبنه يزيد ،فقال رجل من أهل الشام لمروان : ( ما يحبسُك ؟) قال مروان : ( حتى يجيء سعيد بن زيديبايع ، فإنه سيـد أهل البلد ، إذا بايع بايع الناس ) قال : ( أفلا أذهب فآتيك به؟) وجاء الشامـي وسعيد مع أُبيّ في الدار ، قال : ( انطلق فبايع ) قال : ( انطلقفسأجيء فأبايع ) فقال : ( لتنطلقنَّ أو لأضربنّ عنقك ) قال : ( تضرب عنقي ؟ فواللهإنك لتدعوني إلى قوم وأنا قاتلتهم على الإسلام )
فرجع إلى مروان فأخبره ، فقالله مروان : ( اسكت ) وماتت أم المؤمنين ( أظنّها زينب ) فأوصت أن يصلي عليها سعيدبن زيد ، فقال الشامي لمروان : ( ما يحبسُك أن تصلي على أم المؤمنيـن ؟) قال مروان : ( أنتظر الذي أردت أن تضرب عنقـه ، فإنها أوصت أن يُصلي عليها ) فقال الشامي : ( أستغفر الله )
وفاته
توفي بالمدينة سنة ( 51 هـ ) ودخلقبره سعد بن أبي الوقاص وعبد الله بن عمر -رضي الله عنهم أجمعين-
اللهمارحمهم اجمعين ووالدي وجميع المسلمين والمظلومين ويسر شؤونهم و حياتهم وعملهم فيعبادتك
وطاعتك و مرضاك يا رب العالمين واغفر لهم وادخلهم فسيح جناتك يا صاحب الملكيا الله















**طلحة بن عبيد اللهرضي الله عنه**
شهيد يمشي علىالأرضطلحة بن عبيد الله

إنه الصحابي الجليل طلحة بن عبيدالله،قال عنه الرسول (: "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض؛فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" [الترمذي].

وهو أحد العشرة الذين بشرهم الرسول ( بالجنة، وأحد الثمانية الذينسبقوا إلى الإسلام، وأحد الستة الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليكون منهم خليفةالمسلمين.
وكان طلحة قد سافر إلى أرض بصرى بالشام في تجارة له، وبينما هو فيالسوق سمع راهبًا في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟فذهب إليه طلحة، وقال له: نعم أنا، فقال الراهب: هل ظهر أحمد؟ قال طلحة: من أحمد؟قال الراهب: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو آخرالأنبياء، ومخرجه من الحرم، ومهاجره إلى نخل وحرة ويباخ (يقصد المدينة المنورة)،فإياك أن تسبق إليه.

فوقع كلام الراهبفي قلب طلحة،ورجع سريعًا إلى مكة وسأل أهلها: هل كان من حدث؟ قالوا نعم،محمد الأمين تنبأ، وقد تبعه ابن أبي قحافة، فذهب طلحة إلى أبي بكر، وأسلم على يده،وأخبره بقصة الراهب.[ابن سعد]، فكان من السابقين إلى الإسلام، وأحد الخمسة الذينأسلموا
على يد أبي بكر.

ورغم ما كانلطلحة من ثراءومال كثير ومكانة في قريش فقد تعرض لأذى المشركين واضطهادهممما جعله يهاجر المدينة حين أذن النبي ( للمسلمين بالهجرة، وجاءت غزوة لكنه لميشهدها، وقيل إن الرسول ( أرسله في مهمة خارج المدينة وحينما عاد ووجد المسلمين قدعادوا من غزوة بدر، حزن طلحة حزنًا شديدًا لما فاته من الأجر والثواب، لكن الرسول ( أخبره أن له من الأجر مثل من جاهد في المعركة، وأعطاه النبي ( سهمًا ونصيبًا منالغنائم مثل المقاتلين تمامًا.

ثم شهدطلحة غزوة أحد وما بعدها منالغزوات، وكان يوم أحد يومًا مشهودًا، أبلى فيهطلحة بلاء حسنًا حتى قال عنه النبي (: "طلحة شهيد يمشي على وجه الأرض" [ابنعساكر].

وحينما نزل قول اللهتعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبهومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) [الأحزاب: 23]، قال النبي (: "طلحة ممن قضى نحبه" [الترمذي].

وحينما حدث اضطراب في صفوفالمسلمين،وتجمع المشركون حول رسول الله ( كل منهم يريد قتله، وكل منهم يوجهالسيوف والسهام والرماح تجاه الرسول ( إذا بطلحة البطل الشجاع يشق صفوف المشركينحتى وصل إلى رسول الله (، وجعل من نفسه حصنًا منيعًا للنبي (، وقد أحزنه ما حدثلرسول الله ( من كسر رباعيته (أي مقدمة أسنانه)، وشج رأسه، فكان يتحمل بجسمه السهامعن رسول الله، ويتقي النبل عنه بيده حتى شلت يده، وشج رأسه، وحمل رسول الله ( علىظهره حتى صعد على صخرة، وأتاه أبو بكر وأبو عبيدة، فقال لهما الرسول: اليوم أوجبطلحة يا أبا بكر"، ثم قال لهما: "عليكما صاحبكما"، فأتيا إلى طلحة فوجداه في حفرة،وبه بضع وسبعون طعنة ورمية وضربة، وقد قطعت إصبعه" [ابن سعد].

وكان أبو بكر الصديق إذا ذكريوم أحد قال: ذاك يومكله لطلحة، وقد بشره الرسول ( بالجنة.
وقد بلغ طلحة مبلغًا عظيمًا في الجود والكرمحتى سمى بطلحة الخير،وطلحة الجواد، وطلحة الفياض، ويحكى أن طلحة اشترى بئر ماء في غزوة ذي قرد، ثم تصدقبها، فقال رسول الله (: "أنت طلحة الفياض" [الطبراني]، ومن يومها قيل له طلحةالفياض.
وقد أتاه مال من حضرموت بلغسبعمائةألف، فبات ليلته يتململ، فقالتله زوجته: مالك؟ فقال: تفكرت منذالليلة، فقلت: ما ظن رجل بربه يبيت وهذا المال في بيته، فأشارت عليه أن يقسم هذاالمال على أصحابه وإخوانه، فسرَّ من رأيها وأعجب به، وفي الصباح، قسم كل ما عندهبين المهاجرين والأنصار، وهكذا عاش حياته كلها كريمًا سخيًّاشجاعًا.
واشترك في باقي الغزوات معالنبي ( ومع أبي بكر وعمر وعثمان، وحزن حزنًا شديدًا حينما رأى مقتل عثمانبن عفان رضي الله واستشهاده، واشترك في موقعة الجمل مطالبًا بدم عثمان وبالقصاص ممنقتله، وعلم أن الحق في جانب علي، فترك قتاله وانسحب من ساحة المعركة وفي أثناء ذلكأصيب بسم فمات.
وقد روي عن علي -رضيالله عنه- أنه قال: والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممنقال الله تعالى: (ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانًا على سرر متقابلين) [الحجر: 47].
وتزوج طلحة -رضي الله عنه- أربع نسوة، كل واحدة منهن أخت لزوجة من زوجات النبي (، وهن: أم كلثوم بنت أبي بكر،أخت عائشة، وحمنة بنت جحش أخت زينب، والفارعة بنت أبي سفيان أخت أم حبيبة، ورقيةبنت أبي أمية أخت أم سلمة.
وقد ترك طلحة تسعة أولاد ذكور وبنتًا واحدة، وروي عنالنبي ( أكثر من ثلاثين حديثًا.


**
الزبير بن العوام رضي الله عنه**
حواريالرسولالزبير بن العوام
إنه الزبير بن العوام -رضيالله عنه- الذي يتلقى في نسبه مع النبي (، فأمه صفية بنت عبد المطلب عمةالرسول (،وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة،وهو أحد الستةأهل الشورى الذين اختارهم عمر؛ ليكون منهم الخليفة بعد موته، وزوج أسماء بنت أبيبكر الصديق -رضي الله عنه-.
وقد أسلم الزبـيرمبكرًا،فكان واحدًا من السبعة الأوائل الذين سارعوا إلى الإسلام، ولما علمعمه نوفل بن خويلد بإسلامه غضب غضبًا شديدًا، وتولى تعذيبه بنفسه، فكان يلفُّه فيحصير، ويدخن عليه بالنار، ويقول له: اكفر برب محمد، أدرأ (أكف) عنك هذا العذاب. فيرد عليه الزبير قائلاً: لا، والله لا أعود للكفر أبدًا. [الطبراني وأبونعيم].
وسمع الزبير يومًاإشاعةكاذبة تقول: إن محمدًا ( قد قتل، فخرج إلى شوارع مكة شاهرًا سيفه، يشقصفوف الناس، وراح يتأكد من هذه الشائعة معتزمًا إن كان الخبر صحيحًا أن يقتل من قتلرسول الله (، فلقي النبي ( بشمال مكة، فقال له النبي ( "مالك؟" فقال: أخبرت أنكأخذت (قُتلت). فقال له النبي ( "فكنت صانعًا ماذا؟" فقال: كنت أضرب به من أخذك. ففرح النبي ( لما سمع هذا، ودعا له بالخير ولسيفه بالنصر.[أبو نعيم]. فكان -رضيالله عنه- أول من سل سيفه في سبيل الله.
وقد هاجر الزبير إلىالحبشةمع من هاجر من المسلمين، وبقي بها حتى أذن لهم الرسول ( بالعودة إلىالمدينة.

وقد شهد مع رسول الله ( الغزوات كلها، وفي غزوة أحد بعد أن عاد جيش قريش إلى مكة أرسل الرسول ( سبعين رجلامن المسلمين في أثرهم، كان منهم أبو بكر والزبير. [البخاري].

ويوم اليرموك، ظل الزبير -رضي الله عنه- يقاتل جيش الروم وكاد جيش المسلمين أن يتقهقر، فصاح فيهممكبرًا: الله أكبر.
ثم اخترقصفوف العدو ضاربًابسيفه يمينًا ويسارًا، يقول عنه عروة: كان في الزبير ثلاثضربات بالسيف، كنت أدخل أصابعي فيها، ثنتين (اثنتين) يوم بدر، وواحدة يوماليرموك.
وقال عنه أحد الصحابة: صحبتالزبير بن العوام في بعض أسفاره، ورأيت جسده، فقلت له: والله لقد شهدتبجسمك لم أره بأحد قط، فقال لي: أما والله ما فيها جراحة إلا مع رسول الله (، وفيسبيل الله.
وقيلعنه: إنه ما ولى إمارة قط،ولا جباية، ولا خراجا، ولا شيئًا إلا أن يكون فيغزوة مع النبي ( أو مع أبي بكر أو عمر أوعثمان.
وحين طال حصار بنيقريظةدون أن يستسلموا أرسله رسول الله ( مع
علي بن أبي طالب، فوقفا أمامالحصن يرددان قولهما: والله لنذوقن ما ذاق حمزة، أو لنفتحن عليهمالحصن.
وقال عنه النبي (: "إن لكل نبي حواريًا وحواريالزبير" [متفق عليه].
وكان يتفاخر بأنالنبي ( قال له يوم أحد، ويوم قريظة: "ارم فداك أبيوأمي".
وتقول السيدة عائشة رضيالله عنها لعروة بن الزبير: كان أبواك من الذين استجابوا لله وللرسول من بعدماأصابهم القرح (تريد أبا بكر والزبير)
[
ابنماجة].
وكان الزبير بن العوام منأجودالناس وأكرمهم، ينفق كل أموال تجارته في سبيل الله، يقول عنه كعب: كانللزبير ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فما كان يدخل بيته منها درهمًا واحدًا (يعنيأنه يتصدق بها كلها)، لقد تصدق بماله كله حتى مات مديونًا، ووصى ابنه عبد اللهبقضاء دينه، وقال له: إذا أعجزك دين، فاستعن بمولاي. فسأله عبد الله: أي مولى تقصد؟فأجابه: الله، نعم المولى ونعم النصير. يقول عبد الله فيما بعد: فوالله ما وقعت فيكربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض دينه فيقضيه. [البخاري].
وعلى الرغم من طول صحبتهللنبي ( فإنه لم يرو عنه إلا أحاديث قليلة، وقد سأله ابنه عبد الله عن سببذلك، فقال: لقد علمت ما كان بيني وبين رسول الله ( من الرحم والقرابة إلا أني سمعتهيقول: "من كذب عليَّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار" [البخاري].
فكان -رضي الله عنه -يخافأن يتحدث عن رسول الله ( بشيء لم يقله، فيزل بذلك فيالنار.
وخرج الزبير من معركة الجمل،فتعقبهرجل من بني تميم يسمى عمرو بن جرموز وقتله غدرًا بمكان يسمى واديالسباع، وذهب القاتل إلى الإمام عليّ يظن أنه يحمل إليه بشرى، فصاح عليٌّ حين علمبذلك قائلاً لخادمه: بشر قاتل ابن صفية بالنار.
حدثني رسولالله ( أن قاتل الزبير في النار. [أحمد وابن حبان والحاكموالطبراني].
ومات الزبير -رضي اللهعنه- يوم الخميس من شهر جمادى الأولى سنة (36هـ)، وكان عمره يوم قتل (67 هـ) سنةوقيل (66) سنة.

**سعد بن أبي وقاص - الأسدفي براثنه**
أقلقت الأنباء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، عندما جاءتهتترى بالهجمات الغادرة التي تشنها قوات الفرس على المسلمين.. وبمعركة الجسر التيذهب ضحيتها في يوم واحد أربعة آلاف شهيد.. وبنقض أهل العراق عهودهم، والمواثيق التيكانت عليهم.. فقرر أن يذهب بنفسه لبقود جيوش المسلمين، في معركة فاصلة ضدالفرس.
وركب في نفر منأصحابه مستخلفا على المدينة علي ابن أبي طالب رضي اللهعنه..
ولكنه لم يكد يمضيعن المدينة حتى رأى بعض أصحابه أن يعود، وينتدب لهذه الهمة واحدا غيره من أصحابه..
وتبنّى هذا الرأي عبد الرحمن بنعوف، معلنا أن المخاطرة بحياة أمير المؤمنين على هذا النحو والاسلام يعيش أيامهالفاصلة، عمل غير سديد..
وأمر عمر أن يجتمع المسلمون للشورى ونودي:_الصلاة جامعة_ واستدعي عليابن أبي طالب، فانتقل مع بعض أهل المدينة الى حيث كان أمير المؤمنين وأصحابه.. وانتهى الرأي الى ما نادى به عبد الرحمن بن عوف، وقرر المجتمعون أن يعود عمر الىالمدينة، وأن يختار للقاء الفرس قائدا آخر منالمسلمين..
ونزل أميرالمؤمنين على هذا الرأي، وعاد يسأل أصحابه:
فمن ترون أن نبعث الىالعراق..؟؟
وصمتوا قليلايفكرون..
ثم صاح عبدالرحمن بن عوف: وجدته..!!
قال عمر: فمن هو..؟
قال عبد الرحمن: "الأسد في براثنه.. سعد بن مالكالزهري.."
وأيّد المسلمونهذا الاختيار، وأرسل أمير المؤمنين الى سعد بن مالك الزهري "سعد بن أبي وقاص" وولاهامارة العراق، وقيادة الجيش..
فمن هو الأسد في براثنه..؟
من هذا الذي كان اذا قدم على الرسول وهو بين أصحابه حياه وداعبهقائلا:
''
هذا خالي.. فليرنيامرؤ خاله"..!!
انه سعد بنأبي وقاص.. جده أهيب بن مناف، عم السيدة آمنة أم رسول الله صلى الله عليهوسلم..
لقد عانق الاسلاموهو ابن سبع عشرة سنة، وكان اسلامه مبكرا، وانه ليتحدث عن نفسهفيقول:
"..ولقد أتى عليّيوم، واني لثلث الاسلام"..!!


يعني أنه كان ثالث أول ثلاثة سارعوا الىالاسلام..
ففي الأيامالأولى التي بدأ الرسول يتحدث فيها عن الله الأحد، وعن الدين الجديد الذي يزفالرسول بشراه، وقبل أن يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم من دار الأرقم ملاذا لهولأصحابه الذين بدءوا يؤمنون به.. كان سعد ابن أبي وقاص قد بسط يمينه الى رسول اللهمبايعا..
وانّ كتب التاريخوالسّير لتحدثنا بأنه كان أحد الذين أسلموا باسلام أبي بكر وعلىيديه..
ولعله يومئذ أعلناسلامه مع الذين أعلنوه باقناع أبي بكر ايّاهم، وهم عثمان ابن عفان، والزبير ابنالعوّام، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله.
ومع هذا لا يمنع سبقه بالاسلامسرا..
وان لسعد بن أبيوقاص لأمجاد كثيرة يستطيع أن يباهي بها ويفخر..
بيد أنه لم يتغنّ من مزاياه تلك، الا بشيئينعظيمين..
أولهما: أنه أولمن رمى بسهم في سبيل الله، وأول من رمي أيضا..
وثانيهما: أنه الوحيد الذي افتداه الرسول بأبويه فقال لهيوم أحد:
,,''
ارم سعد فداكأبي وأمي"..
أجل كان دائمايتغنى بهاتين النعمتين الجزيلتين، ويلهج يشكر الله عليهمافيقول:

"
والله اني لأوّلرجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله".
ويقول علي ابن أبي طالب:
"
ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه الا سعدا،فاني سمعته يوم أحد يقول: ارم سعد.. فداك أبيوأمي"..
كان سعد يعدّ منأشجع فرسان العرب والمسلمين، وكان له سلاحان رمحهودعاؤه..
اذا رمى في الحربعدوّا أصابه.. واذا دعا الله دعاء أجابه..!!
وكان، وأصحابه معه، يردّون ذلك الى دعاء الرسول له.. فذاتيوم وقد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم منه ما سرّه وقرّ عينه، دعا له هذه الدعوةالمأثورة..
".اللهم سددرميته.. وأجب دعوته".
وهكذا عرف بين اخوانه وأصحابه بأن دعوته كالسيف القاطع، وعرف هو ذلكنفسه وأمره، فلم يكن يدعو على أحد الا مفوّضا الى اللهأمره.
من ذلك ما يرويهعامر بن سعد فيقول:
"
رأىسعد رجلا يسب عليا، وطلحة والزبير فنهاه، فلم ينته، فقال له: اذن أدعو عليك، فقالارجل: أراك تتهددني كأنك نبي..!!
فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين، ثم رفع يديه وقال: اللهم ان كنت تعلم أنهذا الرجل قد سبّ أقواما سبقت لهم منك الحسنى، وأنه قد أسخطك سبّه ايّاهم، فاجعلهآية وعبرة..
فلم يمض غيروقت قصير، حتى خرجت من احدى الدور ناقة نادّة لا يردّها شيء حتى دخلت في زحامالناس، كأنها تبحث عن شيء، ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها.. وما زالت تتخبطهحتى مات"..
ان هذهالظاهرة، تنبىء أوّل ما تنبىء عن شفافية روحه، وصدق يقينه، وعمقاخلاصه.
وكذلكم كان سعد،روحه حر.. ويقينه صلب.. واخلاصه عميق.. وكان دائب الاستعانة على دعم تقواه باللقمةالحلال، فهو يرفض في اصرار عظيم كل درهم فيه اثارة منشبهة..
ولقد عاش سعد حتىصار من أغنياء المسلمين وأثريائهم، ويوم مات خلف وراءه ثروة غير قليلة.. ومع هذافاذا كانت وفرة المال وحلاله قلما يجتمعان، فقد اجتمعا بين يدي سعد.. اذ آتاه اللهالكثير، الحلال، الطيب..


وقدرته على جمع المال من الحلال الخالص، يضاهيها، قدرته في انفاقه فيسبيل الله..
في حجةالوداع، كان هناك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصابه المرض، وذهب الرسوليعوده، فساله سعد قائلا:
"
يا رسول الله، اني ذو مال ولا يرثني الا ابنة، أفأتصدّق بثلثيمالي..؟
قال النبي: لا.
قلت: فبنصفه؟
قال النبي: لا.
قلت: فبثلثه..؟
قال النبي: نعم،والثلث كثير.. انك ان تذر ورثتك أغنياء، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وانكلن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله الا أجرت بها، حتى اللقمة تضعها في فمامرأتك"..
ولم يظل سعد أبالبنت واحدة.. فقد رزق بعد هذا أبناء آخرين..
وكان سعد كثير البكاء من خشيةالله.
وكان اذا استمعللرسول يعظهم، ويخطبهم، فاضت عيناه من الدمع حتى تكاد دموعه تملؤحجره..
وكان رجلا أوتينعمة التوفيق والقبول..
ذات يوم والنبي جالس مع أصحابه، رنا بصره الى الأفق في اصغاء من يتلقىهمسا وسرا.. ثم نظر في وجوه أصحابه وقال لهم:
"
يطلع علينا الآن رجل من أهلالجنة"..
وأخذ الأصحابيتلفتون صوب كل اتجاه يستشرفون هذا السعيد الموفقالمحظوظ..
وبعد حين قريب،طلع عليهم سعد بن أبي وقاص.
ولقد لاذ به فيما بعد عبد الله بن عمرو بن العاص سائلا اياه في الحاح أنيدله على ما يتقرّب الى الله من عمل وعبادة، جعله أهل لهذه المثوبة، وهذه البشرى.. فقال له سعد:
"
لا شيءأكثر مما نعمل جميعا ونعبد..
غير أني لا أحمل لأحد من المسلمين ضغنا ولاسوءا".
هذا هو الأسد فيبراثنه، كما وصفه عبد الرحمن بن عوف..
وهذا هو الرجل الذي اختاره عمر ليوم القادسيةالعظيم..
كانت كل مزاياهتتألق أما بصيرة أمير المؤمنين وهو يختاره لأصعب مهمة تواجه الاسلاموالمسلمين..
انه مستجابالدعوة.. اذا سأل الله النصر أعطاه اياه..
زانه عفّ الطعمة.. عف اللسان.. عفالضمير..
وانه واحد من أهلالجنة.. كما تنبأ له الرسول..
وانه الفارس يوم بدر. والفارس يوم أحد.. والفارس في كل مشهد شهده معرسول الله صلى الله عليه وسلم..
وأخرى، لا ينساها عمر ولا يغفل عن أهميتها وقيمتها وقدرها بين لخصائصالتي يجب أن تتوفر لكل من يتصدى لعظائم الأمور، تلك هي صلابةالايمان..
ان عمر لا ينسىنبأ سعد مع أمه يوم أسلم واتبع الرسول..
يومئذ أخفقت جميع محاولات رده وصده عن سبيل الله.. فلجأتأمه الى وسيلة لم يكن أحد يشك في أنها ستهزم روح سعد وترد عزمه الى وثنية أهلهوذويه..
لقد أعلنت أمهصومها عن الطعام والشراب، حتى يعود سعد الى دين آبائه وقومه، ومضت في تصميم مستميتتواصل اضرابها عن الطعام والسراب حتى أوشكت علىالهلاك..


كل ذلك وسعد لايبالي، ولا يبيع ايمانه ودينه بشيء، حتى ولو يكون هذا الشيءحياةأمه..
وحين كانت تشرفعلى الموت، أخذه بعض أهله اليها ليلقي عليها نظرة وداع مؤملين أن يرق قلبه حينيراها في سكرة الموت..
وذهب سعد ورأى مشهد يذيب الصخر..
بيد أن ايمانه بالله ورسوله كان قد تفوّق على كل صخر، وعلىكل لاذ، فاقترب بوجهه من وجه أمه، وصاح بها لتسمعه:
"
تعلمين والله يا أمّه.. لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسانفسا ما تركت ديني هذا لشيء..
فكلي ان شئت أو لا تأكلي"..!!
وعدلت أمه عن عزمهت\ا.. ونزل الوحي يحيي موقف سعد، ويؤيدهفيقول:
وان جاهداك علىأن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما)..
أليس هو الأسد في براثنهحقا..؟؟
اذن فليغرس أميرالمؤمنين لواء القادسية في يمينه. وليرم به الفرس المجتمعين في أكثر من مائةألف منالمقاتلين المدربين. المدججين بأخطر ما كانت تعرفه الأرض يومئذ من عتاد وسلاح.. تقودهم أذكى عقول الحرب يومئذ، وأدهى دهاتها..
أجل الى هؤلاء في فيالقهم الرهيبة..خرج سعد في ثلاثين ألفمقاتل لا غير.. في أيديهم رماح.. ولكن في قلوبهم ارادة الدين الجديد بكل ما تمثلهمن ايمان وعنفوان، وشوق نادر وباهر الى الموت و الىالشهادة..!!
والتقىالجمعان.
ولكن لا.. لميلتق الجمعان بعد..
وأنسعدا هناك ينتظر نصائح أمير المؤمنين عمر وتوجيهاته.. وها هو ذا كتاب عمر اليهيأمره فيه بالمبادرة الى القادسية، فانها باب فارس ويلقي على قلبه كلمات نوروهدى:
"
يا سعد بنوهيب..
لا يغرّنّك منالله، أن قيل: خال رسول الله وصاحبه، فان الله ليس بينه وبين أحد نسب الا بطاعته.. والناس شريفهم ووضيعهم في ذات الله سوء.. الله ربهم، وهم عباده.. يتفاضلونبالعافية، ويدركون ما عند الله بالطاعة. فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى اللهعليه وسلم منذ بعث الى أن فارقنا عليه، فالزمه، فانهالأمر."
ثم يقولله:
"
اكتب اليّ بجميعأحوالكم.. وكيف تنزلون..؟
وأين يكون عدوّكم منكم..
واجعلني بكتبك اليّ كأني أنظراليكم"..!!
ويكتب سعد الىأمير المؤمنين فيصف له كل شيء حتى انه ليكاد يحدد له موقف كل جنديومكانه.
وينزل سعدالقادسية، ويتجمّع الفرس جيشا وشعبا، كما لم يتجمعوا من قبل، ويتولى قيادة الفرسأشهر وأخطر قوّادهم "رستم"..
ويكتب سعد الى عمر، فيكتب اليه أميرالمؤمنين:
"
لا يكربنّك ماتسمع منهم، ولا ما يأتونك به، واستعن بالله، وتوكل عليه، وابعث اليه رجالا من أهللنظر والرأي والجلد، يدعونه الى الله.. واكتب اليّ في كليوم.."
ويعود سعد فيكتبلأمير المؤمنين قائلا:
"
ان رستم قد عسكر ب ساباط وجرّ الخيول والفيلة وزحفعلينا".
ويجيبه عمر مطمئنامشيرا..


ان سعد الفارسالذكي المقدام، خال رسول الله، والسابق الى الاسلام، بطل المعارك والغزوات، والذيلا ينبو له سيف، ولا يزيغ منه رمح.. يقف على رأس جيشه في احدى معارك التاريخالكبرى، ويقف وكأنه جندي عادي.. لا غرور القوة، ولا صلف الزعامة، يحملانه علىالركون المفرط لثقته بنفسه.. بل هو يلجأ الى أمير المؤمنين في المدينة وبينهماأبعاد وأبعاد، فيرسل له كل يوم كتابا، ويتبادل معه والمعركة الكبرى على وشك النشوب،المشورة والرأي...
ذلك أنسعدا يعلم أن عمر في المدينة لا يفتي وحده، ولا يقرر وحجه.. بل يستشير الذين حولهمن المسلمين ومن خيار أصحاب رسول الله.. وسعد لا يريد برغم كل ظروف الحرب، أن يحرمنفسه، ولا أن يحرم جيشه، من بركة الشورى وجدواها، لا سيّما حين يكون بين أقطابهاعمر الملهم العظيم..
وينفذسعد وصية عمر، فيرسل الى رستم قائد الفرس نفرا من صحابه يدعونه الى الله والىالاسلام..
ويطول الحواربينهم وبين قائد الفرس، وأخيرا ينهون الحديث معه اذ يقولقائلهم:
"
ان الله اختارناليخرج بنا من يشاء من خلقه من الوثنية الى التوحيد... ومن ضيق الدنيا
فمن قبل ذلك منا، قبلنا منه، ورجعنا عنه، ومن قاتلنا قاتلناه حتى نفضيالى وعد الله.."
ويسألرستم: وما وعد الله الذي وعدكم اياه..؟؟
فيجيبه الصحابي:
الجنة لشهدائنا، والظفرلأحيائنا".
ويعود لبوفدالى قائد المسلمين سعد، ليخبروه أنها الحرب..
وتمتلىء عينا سعدبالدموع..
لقد كان يود لوتأخرت المعركة قليلا، أو تقدمت قليلا.. فيومئذ كان مرضه قد اشتد عليه وثقلت وطأته.. وملأت الدمامل جسده حتى ما كان يستطيع أن يجلس، فضلا أن يعلو صهوة جواده ويخوض عليهمعركة بالغة الضراوة والقسوة..!!
فلو أن المعركة جاءت قبل أن يمرض ويسقم، أولوأنها استأخرت حتى يبلويشفى، اذن لأبلى فيها بلاءه العظيم.. أما الآن.. ولكن، لا، فرسول الله صلى اللهعليه وسلم علمهم ألا يقول أحدهم: لو. لأن لو هذه تعني العجز، والمؤمن القوي لا يعدمالحيلة، ولا يعجز أبدا..
عنئذ هب الأسد في براثنه ووقف في جيشه خطيبا، مستهلا خطابه بالآيةالكريمة:
بسم الله الرحمنالرحيم..
ولقد كتبنا فيالزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عباديالصالحون)..
وبعد فراغه منخطبته، صلى بالجيش صلاة الظهر، ثم استقبل جنوده مكبّرا أربعا: الله أكبر.. اللهأكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
ودوّى الكن وأوّب مع المكبرين، ومد ذراعه كالسهم النافذ مشيرا الىالعدو، وصاح في جنوده: هيا على بركة الله..
وصعد وهو متحاملا على نفسه وآلامه الى شرفة الدار التي كانينزل بها ويتخذها مركزا لقيادته..وفي الشرفة جلس متكئا على صدره فوق وسادة. بابداره مفتوح.. وأقل هجوم من الفرس على الدار يسقطه في أيديهم حيا أو ميتا.. ولكنه لايرهب ولا يخاف..
دماملهتنبح وتنزف، ولكنه عنها في شغل، فهو من الشرفة يكبر ويصيح.. ويصدر أوامره لهؤلاء: أن تقدّموا صوب الميمنة.. ولألئك: أن سدوا ثغرات الميسرة.. أمامك يا مغيرة.. وراءهميا جرير.. اضرب يا نعمان.. اهجم يا أشعث.. وأنت يا قعقاع.. تقدموا يا أصحابمحمد..!!
وكان صوته المفعمبقوة العزم والأمل، يجعل من كل جندي فردا، جيشابأسره..


وتهاوى جنود الفرسكالذباب المترنّح.ز وتهاوت معهم الوثنية وعبادةالنار..!!
وطارت فلولهمالمهزومة بعد أن رأوا مصرع قائدهم وخيرة جنودهم، وطاردهم كالجيش المسلم عتىنهاوند.. ثم المدائن فدخلوها ليحملوا ايوان كسرى وتاجه، غنيمةوفيئا..!!
وفي موقعةالمدائن أبلى سعد بلاء عظيما..
وكانت موقعة المدائن، بعد موقعة القادسية بقرابة عامين، جرت خلالهمامناوشات مستمرة بين الفرس والمسلمين، حتى تجمعن كل فلول الجيش الفارسي ويقاياه فيالمدائن نفسها، متأهبة لموقف أخير وفاصل..
وأدرك سعد أن الوقت سيكون بجانب أعدائه. فقرر أن يسلبهمهذه المزية.. ولكن أنّى له ذلك وبينه وبين المدائن نهر دجلة في موسم فيضانهوجيشانه..
هنا موقف يثبتفيه سعد حقا كما وصفه عبد الرحمن بن عوف الأسد فيبراثنه..!!
ان ايمان سعدوتصميمه ليتألقان في وجه الخطر، ويتسوّران المستحيل في استبسالعظيم..!!
وهكذا أصدر سعدأمره الى جيشه بعبور نهر دجلة.. وأمر بالبحث عن مخاضة في النهر تمكّن من عبور هذاالنهر.. وأخيرا عثروا على مكان لا يخلو عبوره من المخاطرالبالغة..
وقبل أن يبدأالجيش الجيش عملية المرور فطن القائد سعد الى وجوب تأمين مكان الوصول على الضفةالأخرى التي يرابط العطو حولها.. وعندئذ جهزكتيبتين..
الأولى: واسمهاكتيبة الأهوال وأمّر سعد عليها عاصم ابنعمرو والثانية: اسمها الكتيبة الخرساء وأمّرعليها القعقاع ابن عمرو..
وكان على جنود هاتين الكتيبتين أن يخوضوا الأهوال لكي يفسحوا على الضفةالأخرى مكانا آمنا للجيش العابر على أثرهم.. ولقد أدوا العمل بمهارةمذهلة..
ونجحت خطة سعديومئذ نجاحا يذهل له المؤرخون..
نجاحا أذهل سعد بن أبي وقاص نفسه..
وأذهل صاحبه ورفيقه في المعركة سلمان الفارسي الذي أخذيضرب كفا بكف دهشة وغبطة، ويقول:
ان الاسلام جديد..
ذلّلت والله لهم البحار، كما ذلّل لهمالبرّ..
والذي نفس سلمانبيده ليخرجنّ منه أفواجا، كما دخلوه أفواحا"..!!
ولقد كان .. وكما اقتحموا نهر دجلة أفواجا، خرجوا منهأفواجا لم يخسروا جنديا واحدا، بل لم تضع منهم شكيمةفرس..
ولقد سقط من أحدالمقاتلين قدحه، فعز عليه أن يكون الوحيد بين رفاقه الذي يضيع منه شيء، فنادى فيأصحابه ليعاونوه على انتشاله، ودفعته موجة عالية الى حيث استطاع بعض العابرينالتقاطه..!!
وتصف لنا احدىالروايات التاريخية، روعة المشهد وهم يعبرون دجلة،فتقول:
أمر سعد المسلمينأن يقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.. ثم اقتحم بفرسه دجلة، واقتحم الناس وراءه، لميتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون على وجه الأرض حتى ملؤا ما بين الجانبين،ولم يعد وجه الماء يرى من أفواج الفرسان والمشاة، وجعل الناس يتحدثون وهم يسيرونعلى وجه الماء كأنهم يتحدون على وجه الأرض؛ وذلك بسبب ما شعروا به من الطمأنينةوالأمن، والوثوق بأمر الله ونصره ووعيدهوتأييده]..!!
ويوم ولى عمرسعدا امارة العراق، راح يبني للناس ويعمّر.. كوّف الكوفة، وأرسى قواعد الاسلام فيالبلاد العريضة الواسعة..
وذات يوم شكاه أهل الكوفة لأمير المؤمنين.. لقد غلبهم طبعهم المتمرّد،فزعموا زعمهم الضاحك، قالوا:" ان سعدا لا يحسنيصلي"..!!


ويضحك سعد منملء فاه، ويقول:
واللهاني لأصلي بهم صلاة رسول الله.. أطيل في الركعتين الأوليين، وأقصر فيالأخريين"..
ويستدعيه عمرالى المدينة، فلا يغضب، بل يلبي نداءه من فوره..
وبعد حين يعتزم عمر ارجاعه الى الكوفة، فيجيب سعدضاحكا:
اأتمرني أن أعودالى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة"..؟؟
ويؤثر البقاء فيالمدينة..
وحين اعتديعلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه، اختار من بين أصحاب الرسول عليه الصلاةوالسلام، ستة رجال، ليكون اليهم أمر الخليفة الجديد قائلا انه اختار ستة مات رسولالله وهو عنهم راض.. وكان من بينهم سعد بن أبيوقاص.
بل يبدو من كلماتعمر الأخيرة، أنه لو كان مختارا لخلافة واحدا من الصحابة لاختارسعدا..
فقد قال لأصحابهوهو يودعهم ويوصيهم:
انوليها سعد فذاك..
وان وليهغيره فليستعن بسعد".
ويمتد العمر بسعج.. وتجيء الفتنة الكبرى، فيعتزلها بل ويأمر أهلهوأولاده ألا ينقلوا اليه شيئا من أخبارها..
وذات يوم تشرئب الأعناق نحوه، ويذهب اليه ابن أخيه هاشم بنعتبة بن أبي وقاص، ويقول له:
يا عم، ها هنا مائة ألف سيف يروك أحق الناس بهذاالأمر.
فيجيبه سعد:
أريد من مائة ألف سيف،سيفا واحدا.. اذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا، واذا ضربت به الكافرقطع"..!!
ويدرك ابن أخيهغرضه، ويتركه في عزلته وسلامه..
وحين انتهى الأمر لمعاوية، واستقرت بيده مقاليد الحكم سألسعدا:
مالك لم تقاتلمعنا..؟؟
فأجابه:
انيمررت بريح مظلمة، فقلت: أخ .. أخ..
واتخذت من راحلتي حتى انجلت عني.."
فقل معاوية: ليس في كتاب الله أخ.. أخ.. ولكن قال اللهتعالى:
وان طائفتان منالمؤمنين اقتتلوا، فأصلحوا بينهما، فان بغت احداهما على الأخرى، فقاتلوا التي تبغيحتى تفيء الى أمر الله).
وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة، ولا مع العادلة علىالباغية.
أجابه سعدقائلا:
ما كنت لأقاتلرجلا قال له رسول الله: أنت مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبيبعدي".
وذات يوممن أيام الرابع والخمسين للهجرة، وقد جاوز سعد الثمانين، كان هناك في داره بالعقيقيتهيأ لقاء الله.
ويرويلنا ولده لحظاته الأخيرة فيقول:
كان رأس أبي في حجري، وهو يقضي، فبكيت وقال: مايبكيك يا بنيّ..؟؟انالله لا يعذبني أبدا وأني من أهل الجنة]..!!
ان صلابة ايمانه لا يوهنها حتى رهبةالمةت وزلزاله.
ولقد بشره الرسول عليه الصلاةوالسلام، وهو مؤمن بصدق الرسول عليه الصلاة والسلام أوثق ايمان..ز واذن ففيمالخوف..؟


[
ان الله لا يعذبتيأبدا، واني من أهل الجنة].
بيد أنه يريد أنيلقى الله وهو يحمل أروع وأجمل تذكار جمعه بدينه ووصله برسوله.. ومن ثمّ فقد أشارالى خزانته ففتوحها، ثم أخرجوا منها رداء قديما قي بلي وأخلق، ثم أمر أهله أنيكفنوه فيه قائلا:
لقد لقيتالمشركين فيه يوم بدر، ولقد ادخرته لهذا اليوم]..!!
اجل، ان ذلك الثوب لم يعد مجرّد ثوب.. انه العلم الذي يخفق فوق حياة مديدةشامخة عاشها صاحبها مؤمنا، صادقا شجاعا!!
وفوقأعناق الرجال حمل الى المدينة جثمان آخر المهاجرين وفاة، ليأخذ مكانه في سلام الىجوار ثلة طاهرة عظيمة من رفاقه الذين سبقوه الى الله، ووجدت أجسامهم الكادحة مرفألها في تراب البقيع وثراه.
وداعا ياسعد..!!
وداعا يا بطلالقادسية، وفاتح المدائن، ومطفىء النار المعبودة في فارس الىالأبد..!!







  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-28-2009, 10:32 PM   #2

مراقب النقاش الجاد

 

 رقم العضوية : 18275
 تاريخ التسجيل : May 2009
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : مصر
 المشاركات : 5,882
 الحكمة المفضلة : ربى لا أسألك رد القضاء لكنى أسألك اللطف فيه
 النقاط : محمد الشريف will become famous soon enoughمحمد الشريف will become famous soon enough
 درجة التقييم : 129
 قوة التقييم : 1

محمد الشريف غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

35 

افتراضي

سلمت يمينك وبارك الله جهودك الطيبة وجعله الله فى ميزان حسناتك







  رد مع اقتباس
قديم منذ /09-29-2009, 06:15 AM   #3

مشرفة قسم الألعاب و السويش ماكس سابقا

¥э๓๓

 

 رقم العضوية : 21298
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : Egypt .. Ciro
 المشاركات : 9,379
 الحكمة المفضلة : صعب أن ينتهي الحب الصادق نتيجه لأمر تافه
 النقاط : ~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute~..a7la smile..~ has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 41642
 قوة التقييم : 21

~..a7la smile..~ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو

افضل تصميم جرافيك حلم الشيطان 

افتراضي

تسلم الايادي
جزاك الله خيرا
علي مجهودك الرائع والمتميز
ارجوا ان تتقبل مروري
تحياتي







  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-01-2009, 01:30 PM   #4

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 25724
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 المكان : العراق
 المشاركات : 130
 النقاط : رشا العراقيه will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

رشا العراقيه غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

جزاك الله خيرا







  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-01-2009, 01:38 PM   #5

عضو جديد

 

 رقم العضوية : 25724
 تاريخ التسجيل : Jul 2009
 المكان : العراق
 المشاركات : 130
 النقاط : رشا العراقيه will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

رشا العراقيه غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

جزاك الله خير جزاء المحسنين







  رد مع اقتباس
قديم منذ /10-02-2009, 04:23 AM   #6

مشرف الشخصيات التاريخية سابقا

 

 رقم العضوية : 30214
 تاريخ التسجيل : Sep 2009
 العمر : 27
 الجنس : ~ ذكر
 المكان : Ķįŋģ Ǿƒ ΜàŋŝŏũЯą
 المشاركات : 11,732
 الحكمة المفضلة : الثائر بحق هو من يثور ليهدم الفساد ثم يهداء ليبنى الامجاد
 النقاط : mīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond reputemīĐŏ ǺĻ ƒâηâη has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 50736
 قوة التقييم : 26

mīĐŏ ǺĻ ƒâηâη غير متواجد حالياً

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى mīĐŏ ǺĻ ƒâηâη

أوسمة العضو

ثاني اكثر المشرفين السابقين مشاركة وسام القراصنه 228 210 196 191 168 157 154 153 

افتراضي

جزاك الله الف خير


مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« بطاقة سيد المرسلين محمد بن عبدالله | كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع الفقراء؟؟؟ »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سعيد بن الجبير - رضي الله عنه - A7la banota منتدى الشخصيات التاريخيه 12 09-11-2014 01:44 AM
سعيد بن زيد رضى الله عنه (مستجاب الدعوه ) . mishoo الخلفاء و قصص الأنبياء 10 02-09-2014 04:18 PM
قصة الصحابي الجليل سعيد بن عامر الحجمي رضي الله عنه NOURALDEAN السيرة النبوية 2 11-05-2011 12:30 AM
عام سعيد إن شاء الله mariamo مواضيع عامة - ثقافة عامة 0 12-25-2010 03:56 PM
حول الساعات الأخيرة من حياة الشيخ سعيد الزياني رحمه الله غايتي الجنة منتدى الاسلاميات والقرأن الكريم 0 11-02-2009 12:18 PM

مجلة الحلوة / مذهلة

الساعة الآن 06:22 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩