عقوق الوالدين

[smsma666]

كل يوم واثناء مرورى بجوارها جالسه لا تحرك ساكنا طوال ثلاث سنوات كلما

مررت بجوارها نظرى يتجه اليها دائما وشعورى بالآسى تجاهها يزداد يوما

بعد يوم وهى لا تفعل شئ سوى تحريك عيناها لترى مايدور حولها .اغلب

اوقاتها صامته ولكن حركة عيناها كانت تعنى لى الكثير فكانت نظراتها تحكى

ما تشعر به من آلم ومعانآه فى حياتها ولكن لسانها دائما يابى التكلم هذا هو

حالها فى كل الاوقات حتى ليالى الشتاء الصعبه والقارسه البروده لا اجدها

منها سوى نظرات ولا استطيع ان امنع نفسى بان انظر اليها كلما سمحت لى

الفرصه وكلما وقع نظرى علي نظرها اسرعت فى ابعاد نظرى عنها

كان هذا هو الحال الدائم لنا الصمت دائما يخيم الاجواء لم اكن امتلك اى

معلومه عنها سوى انها أمراءه عجوز اشعر تجاها بالاسف على حالها وعلى

ماوصلت له وفى يوما وجدت رجلين مرا بجوارى يتحدثان بصوت ليس بالعالى وانما بالمسموع

قال الاول : لماذا هذه العجوز جالسه طوال الوقت هنا اليس لديها احد من اهلها

رد الاخر قائلا:لا احد يعلم سوى ان زوجها توفى وابنها عاق بها وتركها ولم يفكر يوما فى السؤال عنها فاضطرت ان تجلس هنا ولم تبارح مكانها

عقب الأول قائلا : لا حول ولا قوة الا بالله وضرب يدا على يدا وتابعا مسيرتهم

بعد سماعى كلامهم ازداد حبها دون حتى العلم باسمها اردت ان احدثها اسمع

صوتها اخرجها من الصمت الرهيب الذى كانت فيه فاهتديت الى ان اسالها

على اى شئ وان كان مكان معين ولكنى لم اقوى على ذلك ونفس النظرات تعاد

يوما بعد يوم ولكن اتى يوما وجدتها بارحت مكانها واختفت من المكان لمعتاد

لها نظرت الى المكان كالمجنونه نظرى يذهب يمين وشمال علّنى اجد اين

ذهبت ولا افكر الا فى ماذا حل بها هل عمرها انتهى عند هذا اليوم هل مكانها

سيبقى هكذا فارغا افكار وافكار تاتى فى بالى تتوقع الاسوء دائما اهتديت الى

ان اسير متابعه لطريقى الى المنزل وقلت فى نفسى وان غدا لناظره قريب

فذهبت لى اركب مواصلتى المعتاده فاذا بى اراها تسير امامى تسير خطوه

تلوها خطوه فى بطئ وقد كانت حركتى اسرع من حركتها الى ان اصبحت

بجانبها ثم سبقتها ونظرى يعاود اليها مره تليها مره فى فرح وسعاده ليس

لهما مثيل الى ان وصلت الى ما ساستقله فصعدت وجلست فى مكانى وحين

كان الناس يصعدون كان نظرى يلاحقها بخطواتها القليله وفجاءه توقفت

فى مكانها الا ان رات سياره مسرعه فالقت بنفسها امامها اسرع الجميع عليها

بما فيهم انا وكانت اخر كلماتها ((ربنا يسامحك ياابنى )) وصعدت الروح الى

خالقها لترتاح اخيرا بعد ما رآته فى حياتها بسبب من يدعون انفسهم ابنائها

اضطررت بعد ان رايتها ممده امامى فى غير حراك ولا حتى عيناها ان اترك

المكان واتابع طريقى والصمت كان عنوانى فلا اريد التحدث ولا استطيع البكاء

الى صباح يوم جديد تهربت من خروجى من المنزل مرّ يوم يليه يوم وكان لابد

من الخروج مررت على هذا المكان فبطبيعة الحال لم اجدها لكن للمره الاولى

لم استطع المرور دون كلام ذهبت الى مكانها وحينها فقط استطعت البكاء

واردت شئ واحد فقط هو ان اجد اجابه على سؤالى من ابنها

اى ذنب فعلته هى لا يغتفر من رايك ؟! ماهو ذنبها بعد ان تعبت اشد التعب اثناء طفولتك

هل هذا رد معروفها ؟ العقوق بها بهذه الطريقه ما اصعبه واقساه رد لهذا الجميل