..{ فع‘ــآآليـآآت المنتــدى }..



آخر 12 مواضيع
توقع من يفوز بكأس السوبر الافريقي الاهلي ام الزمالك
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : العاشق الذى لم يتب - مشاركات : 3 -
متستغربش
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 2 -
الحب خالد والعمر فاني
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 8 -
بدور في الماضي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 2 -
تخفي الجمال بنقابها
الكاتـب : gntlsoll - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 2 -
الحب والأقدار
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
خريف هذا العام
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
مقهوره من القهره
الكاتـب : ~♥ Queen sozan♥~ - آخر مشاركة : ساحر الأحزان - مشاركات : 4 -
هذا عالمي
الكاتـب : شاعر الحب الحزين - مشاركات : 6 -
هل يرد حزب الله نيابه عن ايران ضد إسرائيل
الكاتـب : ساحر الأحزان - آخر مشاركة : فــــــــــرح - مشاركات : 10 -
إسم الله الأعظم ... قلم مهيب
الكاتـب : مهيب الركن . - آخر مشاركة : Lamees - مشاركات : 5 -
كثر الهرج
الكاتـب : يحيى الفضلي السودان - آخر مشاركة : امحمد خوجة - مشاركات : 5 -

الإهداءات


جواسيس فى سطور

منتدى الشخصيات التاريخيه


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /11-22-2009, 01:06 PM   #1

مميزة للنشاط التفاعلي

 

 رقم العضوية : 35577
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 المكان : قلب لح ـظات حنينى
 المشاركات : 1,352
 النقاط : لحظة حنين will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

لحظة حنين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
جواسيس فى سطور


بعد التحيه




قبل الدخول فى مضمون الموضوع يجب اعطاء نبذه عن الجاسوسيه

تاريخ الجاسوسية


تُعدّ الجاسوسية مهنة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان داخل مجتمعات البشرية المنظمة منذ فجر الخليقة .. وقد مثلت ممارستها بالنسبة له ضرورة ملحة تدفعه إليها غريزته الفطرية للحصول على المعرفة ومحاولة استقراء المجهول وكشف أسراره التي قد تشكل خطراً يترصد به في المستقبل .. ولذلك تنوعت طرق التجسس ووسائله بدءاً من الاعتماد على الحواس المجردة ، والحيل البدائية ، والتقديرات التخمينية ، والانتهاء بالثورة التكنولوجية في ميدان الاتصالات والمعلومات .. وعلى مر العصور ظهر ملايين من الجواسيس ، لكن قلة منهم هم الذين استطاعوا أن يحفروا أسماءهم في ذاكرة التاريخ ، بما تمتعوا من سمات شخصية فريدة أهلتهم لأن يلعبوا أدواراً بالغة التأثير في حياة العديد من الأمم والشعوب .. وهنا في هذا القسم سنستعرض لكم أحداث لم يعرفها أكثركم من قبل .. والتي ستمضون في مغامراتها المثيرة والممتعة عبر دهاليزها الغامضة ، لتتعرفوا على أدق التفاصيل والاسرار في حياة أشهر الجواسيس والخونة من خلال العمليات التي قاموا بها ..


أول عملية تجسس في التاريخ - مخابرات الفراعنة


مارس الإنسان التجسس منذ فجر الخليقة .. استخدمه في الاستدلال على أماكن الصيد الوفير، والثمر الكثير ، والماء الغزير ، والمأوى الأمين ، الذي يحميه من عوادي الطبيعة والوحوش والبشر ، وتختلف شدة ممارسة التجسس بين مجتمع وآخر حسب نوع الأعراف والتقاليد ، والعادات السائدة ، فنراه على سبيل المثال سمة ثابتة عند اليابانيين ، حتى أن الجار يتجسس على جاره بلا حرج ، فالتجسس جزء من حياتهم العادية داخل وخارج بلادهم ، كما أن الشعب الياباني يؤمن بأن العمل في مجال المخابرات خدمة نبيلة ، في حين أن معظم شعوب العالم تعاف هذه المهنة ، التي لا غنى عنها في الدولة المعاصرة ، حتى تقوم بمسئولياتها . فلا يكفي أن تكون الدولة كاملة الاستعداد للحرب في وقت السلم ، بل لابد لها من معلومات سريعة كافية لتحمي نفسها ، وتحقق أهدافها في المعترك الدولي .
لقد أصبح جهاز المخابرات هو الضمان الأساسي للاستقلال الوطني ، كما أن غياب جهاز مخابرات قوي يمنى القوات العسكرية بالفشل في الحصول على إنذار سريع ، كما أن اختراق الجواسيس لصفوف العدو يسهل هزيمته .

ولعل هذه الغاية هي التي أوعزت إلى الملك ( تحتمس الثالث ) فرعون مصر بتنظيم أول جهاز منظم للمخابرات عرفه العالم .

طال حصار جيش ( تحتمس الثالث ) لمدينة ( يافا ) ولم تستسلم ! عبثا حاول فتح ثغرة في الأسوار .. وخطرت له فكرة إدخال فرقة من جنده إلى المدينة المحاصرة ، يشيعون فيها الفوضى والارتباك ، ويفتحون ما يمكنهم من أبواب .. لكن كيف يدخل جنده ؟؟.

إهتدى إلى فكرة عجيبة ، شرحها لأحد ضباطه واسمه ( توت ) ، فأعد 200 جندي داخل أكياس الدقيق ، وشحنها على ظهر سفينة اتجهت بالجند وقائدهم إلى ميناء ( يافا ) التي حاصرتها الجيوش المصرية ، وهناك تمكنوا من دخول المدينة وتسليمها إلى المحاصرين .. وبدأ منذ ذلك الوقت تنظيم إدارات المخابرات في مصر والعالم كله .

ويذكر المؤرخون أن سجلات قدماء المصريين تشير إلى قيامهم بأعمال عظيمة في مجال المخابرات ، لكنها تعرضت للضعف في بعض العهود ، كما حدث في عهد ( منفتاح ) وإلا لما حدث رحيل اليهود من مصر في غفلة من فرعون .

وتجدر الإشارة إلى أن ( تحتمس الثالث ) غير فخور بأنه رائد الجاسوسية ، فكان يشعر دائماً بقدر من الضعة في التجسس والتلصص ولو على الأعداء ، وكأنه كان يعتبره ترصداً في الظلام أو طعناً في الظهر ، ولو كان ضد الأعداء ، مما جعله يسجل بخط هيروغليفي واضح على جدران المعابد والآثار التي تركها – كل أعماله ، من بناء المدن ، ومخازن الغلال للشعب ،

وحروبه ، أما إنشاء المخابرات فقد أمر بكتابته بخط ثانوي ، وأخفاه تحت اسم ( العلم السري ) مفضلاً أن يذكره التاريخ بمنجزاته العمرانية والحربية والإدارية ، وما أداه من أجل رفاهية شعبه ، دون الإشارة إلى براعته في وضع أسس الجاسوسية.

ما هي الجاسوسية


مثيرة جداً ...قصص الجواسيس والخونة ... فهي تستهوي العقول على اختلاف مداركها ... وثقافاتها .... وتقتحم معها عوالم غريبة ... غامضة ... تضج بعجائب الخلق ... وشذوذ النفوس.


إنه عالم المخابرات والجاسوسية ... ذلك العالم المتوحش الأذرع ... غريم الصفاء ... والعواطف ... الذي لا يقر العلاقات أو الأعراف ... أو يضع وزناً للمشاعر ... تُسيّجه دائماً قوانين لا تعرف الرحمة ... أساسها الكتمان والسرية والجرأة ... ووقوده المال والنساء منذ الأزل. وحتى اليوم ... وإلى الأبد... فهو عالم التناقضات بشتى جوانبها ... الذي يطوي بين أجنحته الأخطبوطية إمبراطوريات وممالك .. ويقيم نظماً ... ويدحر جيوشاً وأمماً ... ويرسم خرائط سياسية للأطماع والمصالح والنفوذ.


والتجسس فن قديم ... لا يمكن لباحث أن يتكهن بتاريخ ظهوره وبايته على وجه الدقة ... فقد تواجد منذ خلق الإنسان على وجه الأرض ... حيث بدأ صراع الاستحواذ والهيمنة .. وفرض قانون القوة ... باستخدام شتى الأساليب المتاحة ... وأهمها الجاسوس الذي يرى ويسمع وينقل ويصف ... فقد كان هو الأداة الأولى بلا منازع.



وفي القرن العشرين حدثت طفرة هائلة في فن التجسس ... قلبت كل النظم القديمة رأساً على عقب ... فبظهور التليفون والتلغراف ووسائل المواصلات السريعة... تطورت أجهزة الاستخبارات بما يتناسب وتكنولوجيا التطور التي أذهلت الأدمغة ... للسرعة الفائقة في نقل الصور والأخبار والمعلومات خلال لحظات.


ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) نشطت أجهزة الاستخبارات بعدما تزودت بالخبرة والحنكة ... وشرعت في تنظيم أقسامها الداخلية للوصول إلى أعلى مرتبة من الكفاءة والإجادة ... ورصدت لذلك ميزانيات ضخمة ... للإنفاق على جيوش من الجواسيس المدربين ... الذين انتشروا في كل بقاع الأرض ... ولشراء ضعاف النفوس والضمائر ... كل هؤلاء يحركهم طابور طويل من الخبراء والعلماء ... تفننوا في ابتكار وإنتاج أغرب الوسائل للتغلغل ... والتنصت ... وتلقط الأخبار ... ومغافلة الأجهزة المضادة.






ففي تطور لم يسبق له مثيل ... ظهرت آلات التصوير الدقيقة التي بحجم الخاتم... وكذلك أجهزة اللاسلكي ذات المدى البعيد والفاعلية العالية ... وأجهزة التنصت المعقدة ... وأدوات التمويه والتخفي السرية التي تستحدث أولاً بأول لتخدم أجهزة الاستخبارات ... وتعمل على تفوقها وسلامة عملائها.


تغيرت أيضاً نظريات التجسس ... التي اهتمت قديماً بالشؤون العسكرية في المقام الأول ... إذ اتسعت دائرة التحليل الاستراتيجي والتسلح ... وشملت الأمور الاقتصادية والاجتماعية والفنية والعلمية والزراعية ... الخ... فكلها تشكل قاعدة هامة ... وتصب في النهاية كماً هائلاً من المعلومات الحيوية... تتضح بتحليلها أسرار شائكة تمثل منظومة معلوماتية متكاملة.


وفي النصف الأخير من القرن العشرين ... طورت أجهزة الاستخبارات في سباق محموم للتمييز والتفوق ... وظهرت طائرات التجسس ... وسفن التجسس... ثم أقمار التجسس التي أحدثت نقلة أسطورية في عالم الجاسوسية لدى الدول الكبرى ... استلزمت بالتالي دقة متناهية في التمويه اتبعتها الدول الأقل تطوراً ... التي لجأت إلى أساليب تمويهية وخداعية تصل إلى حد الإعجاز... كما حدث في حرب أكتوبر 1973 على سبيل المثال.


بيد أنه بالرغم من كل تلك الوسائل التكنولوجية المعقدة ... يقول خبراء الاستخبارات إنه لا يمكن الاستغناء عن الجاسوس ... فأجهزة الاستخبارات تتحصل على 90% من المعلومات بواسطة التنصت وأقمار التجسس ... وشتى الأجهزة المزروعة، و 5% عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ... بقيت إذن 5% من المعلومات السرية التي لا يمكن الحصول عليها ...لك ... يجند الجواسيس لأجل تلك النسبة المجهولة ث تكمن أدق المعلومات وأخطرها .






وبينما كان الصراع على أشده بين الشرق والغرب ... بين حلف وارسو وحلف شمال الأطلسي ... كان في الشرق الأوسط أيضاً صراع أشد قوة وحدة وعدائية بين العرب وإسرائيل... العرب يريدون دجر إسرائيل التي زرعها الاستعمار في قلب الوطن العربي ... تشبثت بالأرض... وتنتهج سياسة المجازر والعدوان ... وتنتهك كل القوانين والأعراف الدولية في وقاحة .



العرب كانوا يتسلحون بأسلحة الكتلة الشرقية ... ويزود الغرب إسرائيل بالسلاح ويساندها في المحافل الدولية.

فاشتعل الصراع ... وتأججت الحروب السرية بين المخابرات العربية والإسرائيلية ... وكانت بلا شك حروب شديدة الدهاء ... موجعة الضربات ... تقودها أدمغة ذكية تخطط ... وتدفع بمئات الجواسيس إلى أتون المعركة ... يتحسسون نقاط الضعف والقوة ... ويحصدون المعلومات حصداً ... .
ونظراً لظروف الاحتلال الأجنبي والاستعمار الطويل ... نشأت المخابرات العربية حديثاً في منتصف الخمسينيات ... وفي غضون سنوات لا تذكر ... استطاعت أن تبني قواعد عملها منذ اللبنة الأولى ... ودربت كوادرها المنتقاة بعناية ومن أكفأ رجالاتها ... وانخرطت في حرب ضروس مع مخابرات العدو الغاصب .



يتبع ..................







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-22-2009, 01:08 PM   #2

عضو برونزي

 

 رقم العضوية : 34934
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 المكان : الدمووووعـــــ
 المشاركات : 573
 النقاط : دايخـ فيـ عالمـ بايخـ will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 0

دايخـ فيـ عالمـ بايخـ غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

ميرسي علي المعلومات..........وموضوع رئع







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-22-2009, 01:12 PM   #3

مميزة للنشاط التفاعلي

 

 رقم العضوية : 35577
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 المكان : قلب لح ـظات حنينى
 المشاركات : 1,352
 النقاط : لحظة حنين will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

لحظة حنين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

رأفت الهجان




رأفت الهجان هو الاسم الفني البديل للمواطن المصري رفعت علي سليمان الجمال (1 يوليو 1927 - 30 يناير 1982) الذي وحسب المخابرات العامة المصرية رحل إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في يونيو عام 1956 م وتمكن من إقامة مصالح تجارية واسعة وناجحة في تل أبيب وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي وحسب الرواية المصرية فإن الهجان قام ولسنوات طويلة بالتجسس وإمداد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل حيث زود بلاده بمعلومات خطيرة منها موعد حرب يونيو 1967 وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر 1973 بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط برليف. أحدثت هذه الرواية والعملية هزة عنيفة لأسطورة تألق الموساد وصعوبة اختراقه، وتم اعتبار الهجان بطلًا قوميًا في مصر عمل داخل إسرائيل بنجاح باهر لمدة 17 سنة وتم بث مسلسل تلفزيوني ناجح عن حياة الهجان الذي شد الملايين وقام بتمثيل دوره بنجاح الممثل المصري محمود عبد العزيز.

من جهة أخرى كان الرد الرسمي من جانب المخابرات الإسرائيلية في البداية «إن هذه المعلومات التى أعلنت عنها المخابرات المصرية ما هي إلا نسج خيال ورواية بالغة التعقيد وإن على المصريين أن يفخروا بنجاحهم في خلق هذه الرواية». لكن وتحت ضغوط الصحافة الإسرائيلية صرح رئيس الموساد الأسبق إيسر هاريل «أن السلطات كانت تشعر باختراق قوي في قمة جهاز الأمن الإسرائيلي ولكننا لم نشك مطلقا في جاك بيتون وهو الاسم الإسرائيلي للهجان». وبدأت الصحافة الإسرائيلية ومنذ عام 1988 م تحاول التوصل إلى حقيقة الهجان أو بيتون أو الجمال فقامت صحيفة الجيروزليم بوست الإسرائيلية بنشر خبر تؤكد فيه أن جاك بيتون أو رفعت الجمال يهودي مصري من مواليد المنصورة عام 1919 م وصل إلى إسرائيل عام 1955 وغادرها للمرة الأخيرة عام 1973. واستطاع أن ينشئ علاقات صداقة مع عديد من القيادات في إسرائيل، منها جولدا مائير رئيسة الوزراء السابقة، وموشي ديان وزير الدفاع. وبعد سنوات قام صحفيان إسرائيليان وهما إيتان هابر ويوسي ملمن بإصدار كتاب بعنوان "الجواسيس" وفيه قالوا أن العديد من التفاصيل التي نشرت في مصر عن شخصية الهجان صحيحة ودقيقة لكن ما ينقصها هو الحديث عن الجانب الآخر في شخصيته، ألا وهو خدمته لإسرائيل حيث أن الهجان أو بيتون ما كان إلا جاسوسا خدم مصر حسب رأي الكاتبين.


البدايه

ولد رفعت على سليمان الجمال في مدينه "دمياط" في "جمهورية مصر العربية" في 1 يوليو 1927،حيث كان والده يعمل في تجارة الفحم أما والدته فكانت ربة منزل تحدرت من أسرة مرموقة وكانت والدته تجيد اللغتين الإنجليزية والفرنسية ، وكان له شقيقان هما لبيب ونزيهه إضافة إلى أخ غير شقيق هو سامي وبعد ذلك بسنوات تحديدا في 1936 توفي "علي سليمان الجمال" والد رفعت الجمال وأصبح "سامي" الأخ غير الشقيق لـ"رأفت" هو المسئول الوحيد عن المنزل ، وكانت مكانة "سامي" الرفيعة ، وعمله كمدرس لغة إنجليزية لأخ الملكة "فريدة" تؤهله ليكون هو المسئول عن المنزل وعن إخوته بعد وفاة والده ، وبعد ذلك انتقلت الأسرة بالكامل إلى القاهرة ، ليبدأ فصل جديد من حياة هذا الرجل الذي عاش في الظل ومات في الظل.

شخصية "رفعت" لم تكن شخصية مسئولة ، كان طالبا مستهترا لا يهتم كثيرا بدراسته ، وبرغم محاولات أخيه سامي أن يخلق من رفعت رجلا منضبطا ومستقيما إلا أن رفعت كان على النقيض من أخيه سامى فقد كان يهوى اللهو والمسرح والسينما بل انه استطاع ان يقنع الممثل الكبير بشارة واكيم بموهبته ومثل معه بالفعل في ثلاثة أفلام، لذا رأى إخوته ضرورة دخوله لمدرسه التجارة المتوسطة رغم اعتراض "رفعت" على إلحاقه بمثل هذه النوعية من المدارس . في المدرسة بدأت عيناه تتفتحان على البريطانيين وانبهر بطرق كفاحهم المستميت ضد الزحف النازي ، تعلم الإنجليزية بجدارة ، ليس هذا فقط بل أيضا تعلم أن يتكلم الإنجليزية باللكنة البريطانية . ومثلما تعلم "رفعت" الإنجليزية بلكنة بريطانية تعلم الفرنسية بلكنة أهل باريس.

تخرج في عام 1946 و تقدم بطلب لشركة بترول أجنبية تعمل بالبحر الأحمر للعمل كمحاسب واختارته الشركة برغم العدد الكبير للمتقدمين ربما نظرا لإتقانه الإنجليزية والفرنسية ثم طرد من تلك الوظيفة بتهمة اختلاس أموال. تنقل رفعت من عمل لعمل وعمل كمساعد لضابط الحسابات على سفينة الشحن "حورس" وبعد أسبوعين من العمل غادر مصر لأول مرة في حياته على متن السفينة وطافت "حورس" طويلا بين الموانئ ، نابولي، جنوة، مارسيليا، برشلونة، جبل طارق ، طنجة وفي النهاية رست السفينة في ميناء ليفربول الإنجليزي لعمل بعض الإصلاحات وكان مقررا أن تتجه بعد ذلك إلى بومباي الهندية.


هناك في ليفربول وجد عرضا مغريا للعمل في شركة سياحية تدعى سلتيك تورز وبعد عمله لفترة مع تلك الشركة غادر إلى الولايات المتحدة دون تأشيرة دخول أو بطاقه خضراء وبدأت إدارة الهجرة تطارده مما اضطره لمغادرة أمريكا إلى كندا ومنها إلى ألمانيا وفي ألمانيا اتهمه القنصل المصري ببيع جواز سفره ورفض اعطائه وثيقة سفر بدلا عن جواز سفره والقت الشرطة الالمانيه القبض عليه وحبسه ومن ثم رحل قسرًا لمصر . مع عودة "رفعت" إلى "مصر"، بدون وظيفة، أو جواز سفر، وقد سبقه تقرير عما حدث له في "فرانكفورت"، وشكوك حول ما فعله بجواز سفره، بدت الصورة أمامه قاتمة إلى حد محبط، مما دفعه إلى حالة من اليأس والإحباط، لم تنته إلا مع ظهور فرصة جديدة، للعمل في شركة قناة السويس، تتناسب مع إتقانه للغات. ولكن الفرصة الجديدة كانت تحتاج إلى وثائق، وأوراق، وهوية. هنا، بدأ "رفعت" يقتحم العالم السفلي، وتعرَّف على مزوِّر بارع، منحه جواز سفر باسم "علي مصطفى"، يحوي صورته، بدلا من صورة صاحبه الأصلي. وبهذا الاسم الجديد، عمل "رفعت" في شركة قناة "السويس"، وبدا له وكأن حالة الاستقرار قد بدأت.

قامت ثورة يوليو 1952، وشعر البريطانيون بالقلق، بشأن المرحلة القادمة، وأدركوا أن المصريين يتعاطفون مع النظام الجديد، فشرعوا في مراجعة أوراقهم، ووثائق هوياتهم، مما استشعر معه "رفعت" الخطر، فقرَّر ترك العمل، في شركة قناة "السويس"، وحصل من ذلك المزوِّر على جواز سفر جديد، لصحفي سويسري، يُدعى "تشارلز دينون".وهكذا أصبح الحال معه من اسم لاسم ومن شخصية مزورة لشخصية أخرى إلى أن ألقي القبض عليه من قبل ضابط بريطاني أثناء سفره إلى ليبيا بعد التطورات السياسية والتتغيرات في 1953 واعادوه لمصر واللافت في الموضوع انه عند إلقاء القبض عليه كان يحمل جواز سفر بريطاني إلا أن الضابط البريطاني شك أنه يهودي وتم تسليمه إلى المخابرات المصرية التي بدأت في التحقيق معه على انه شخصيه يهوديه.

بالنسبة لـ"رفعت" فيقول في مذكراته عن هذه المرحلة في حياته:

رأفت الهجان وبعد أن قضيت زمنًا طويلًا وحدي مع أكاذيبي، أجدني مسرورًا الآن إذ أبوح بالحقيقة إلى شخص ما. وهكذا شرعت أحكي لـ"حسن حسنى" كل شيء عني منذ البداية. كيف قابلت كثيرين من اليهود في استوديوهات السينما، وكيف تمثلت سلوكهم وعاداتهم من منطلق الاهتمام بأن أصبح ممثلا . وحكيت له عن الفترة التي قضيتها في "إنجلترا" و"فرنسا" و"أمريكا"، ثم أخيرًا في "مصر". بسطت له كل شيء في صدق. إنني مجرد مهرج، ومشخصاتي عاش في التظاهر ومثل كل الأدوار التي دفعته إليها الضرورة ليبلغ ما يريد في حياته.

مع المخابرات المصريه

استنادًا إلى المخابرات المصرية كانت التهمة الرئيسية للهجان عند إرجاعه إلى مصر قسرا هو الاعتقاد ان الهجان هو ضابط يهودي وإسمه ديفيد ارنسون حيث كان الهجان يحمل جواز سفر بريطاني باسم دانيال كالدويل وفي نفس الوقت تم العثور بحوزته على شيكات موقع باسم رفعت الجمال وكان يتكلم اللغه العربية بطلاقه. كان الضابط حسن حسني من البوليس السري المصري هو المسؤول عن استجواب الهجان ، وبعد استجواب مطول، اعترف رفعت الجمال بهويته الحقيقيه وكشف كل ما مرت عليه من أحداث واندماجه مع الجاليات اليهوديه حتى أصبح جزءا منهم واندماجه في المجتمع البريطاني والفرنسي. وقام حسن حسني بدس مخبرين في سجنه ليتعرفوا على مدى اندماجه مع اليهود في معتقله وتبين ان اليهود لا يشكون ولو للحظه بأنه ليس يهوديا مثلهم وتم في تلك الأثناء وإستنادا إلى المخابرات المصرية التأكد من هوية الهجان الحقيقية.

بعد محاولات عديدة إتسمت بالشد و الرخي من قبل ضابط البوليس السري حسن حسني عرض خياران للهجان اما السجن واما محو الماضي بشخصيته بما فيه رفعت الجمال وبداية مرحله جديده وبهوية جديدة ودين جديد ودور قمة في الأهميه والخطورة والعمل لصالح المخابرات المصرية الحديثة النشوء و بعد أن وافق رفعت الجمال على هذا الدور بدأت عمليات تدريب طويله وشرحوا له أهداف الثورة وعلم الاقتصاد وسر نجاح الشركات متعددة القوميات واساليب اخفاء الحقائق لمستحقي الضرائب ووسائل تهريب الأموال بالإضافة إلى عادات وسلوكيات وتاريخ وديانة اليهود وتعلم كيف يميز بين اليهود الاشكناز واليهود السفارد وغيرهم من اليهود وأعقب هذا تدريب على القتال في حالات الاشتباك المتلاحم والكر والفر، والتصوير بآلات تصوير دقيقة جدًا، وتحميض الأفلام وحل شفرات رسائل أجهزة الاستخبارات والكتابة بالحبر السري، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو، وفروع وأنماط أجهزة المخابرات والرتب والشارات العسكرية. وكذلك الأسلحة الصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة وهكذا انتهى رفعت الجمال وولد جاك بيتون في 23 اغسطس 1919 من أب فرنسي وام إيطالية وديانته يهودي اشكنازي وانتقل للعيش في حي في الإسكندرية يسكنه الطائفة اليهودية وحصل على وظيفة مرموقة في إحدى شركات التامين وانخرط في هذا الوسط وتعايش معهم حتى أصبح واحدا منهم.


ويقول فى مذكراته

رأفت الهجان مرة أخرى وجدت نفسي أقف عند نقطة تحول خطيرة في حياتي. لم أكن أتصور أنني ما أزال مدينًا لهم، ولكن الأمر كان شديد الحساسية عندما يتعلق بجهاز المخابرات. فمن ناحية روعتني فكرة الذهاب إلى قلب عرين الأسد. فليس ثمة مكان للاختباء في (إسرائيل)، وإذا قبض عليَّ هناك فسوف يسدل الستار عليَّ نهائيًا والمعروف أن (إسرائيل) لا تضيع وقتًا مع العملاء الأجانب. يستجوبونهم ثم يقتلونهم. ولست مشوقًا إلى ذلك. ولكني كنت أصبحت راسخ القدمين في الدور الذي تقمصته، كما لو كنت أمثل دورًا في السينما، وكنت قد أحببت قيامي بدور (جاك بيتون). أحببت اللعبة، والفارق الوحيد هذه المرة هو أن المسرح الذي سأؤدي عليه دوري هو العالم باتساعه، وموضوع الرواية هو الجاسوسية الدولية. وقلت في نفسي أي عرض مسرحي مذهل هذا؟... لقد اعتدت دائمًا وبصورة ما أن أكون مغامرًا مقامرًا، وأحببت مذاق المخاطرة. وتدبرت أمري في إطار هذه الأفكار، وتبين لي أن لا خيار أمامي. سوف أؤدي أفضل أدوار حياتي لأواجه خيارين في نهاية المطاف: إما أن يقبض عليَّ وأستجوب وأشنق، أو أن أنجح في أداء الدور وأستحق عليه جائزة الأوسكار.

تسلم الجمال مبلغ 3000 دولار أمريكي من المخابرات المصرية ليبدأ عمله وحياته في إسرائيل. وفي يونيو 1956 استقل سفينة متجهة إلى نابولي قاصدًا أرض الميعاد.

في عام 2002 صدر في إسرائيل كتاب الجواسيس من تأليف الصحفيين ايتان هابر (الذي عمل سنوات طويلة إلى جانب رئيس الحكومة الراحل اسحق رابين، وتولى مسؤولية مدير ديوانه ويوسي ملمن ويحكي الكتاب قصة أكثر من 20 جاسوسًا ومن بينهم رفعت الجمال ولكن القصة في ذلك الكتاب مغايرة تماما لما ورد في نسخة المخابرات المصرية والتي تم توثيقها في المسلسل التلفزيوني رأفت الهجان وفي القصة إدعاء بان الإسرائيليين عرفوا هوية الجمال منذ البداية، وجندوه كعميل وجاسوس لهم علي مصر، وأن المعلومات التي نقلها إليهم، ساهمت في القبض علي شبكات تجسس مصرية عديدة مزروعة في إسرائيل من قبل المصريين، وأنه نقل للمصريين معلومات أدت إلي تدمير طائرات لسلاح الجو المصري وإلي هزيمة حرب 1967. وكل هذا تدحضه الرواية المصرية التي تؤكد أن الجمال (الهجان) كان مواطنا مصريا خالصا أعطى وطنه الكثير . ولو كان الاسرائليون قد استطاعوا كشف هذا الجاسوس كما يزعمون وان المصريين لم يعلموا بخيانته كما يزعم الاسرائليون كذلك لكان الاسرائليون عرفوا بالاستعدادات المصرية للهجوم، فالمصريون إذا صدقنا الرواية الاسرائلية كانوا سيطلبون من جاسوسهم مجموعة من الحاجيات والمهام تكشف عن استعدادهم للهجوم.

إستنادا إلى كتاب الجواسيس وكما اوردها صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية فإن المخابرات المصرية جندت في مطلع الخمسينيات مواطنًا مصريًا اسمه رفعت علي الجمال، بعد تورطه مع القانون ومقابل عدم تقديمه للمحاكمة عرض عليه العمل جاسوسا وأعطيت إليه هوية يهودية واسم جاك بيتون. وجري إدخاله إلي إسرائيل بين مئات المهاجرين الذين وصلوا من مصر في تلك الفترة، وكان الهدف من إدخاله استقراره في إسرائيل وإقامة مصلحة تجارية تستخدم تمويها جيدا لنشاطاته التجسسية، ولكن الشاباك وهو جهاز الاستخبارات الداخلي لإسرائيل عكس الموساد مهمته مكافحة التجسس و تدقيق ماضي المهاجرين الجدد المشكوك في ولائهم لمعرفة إذا كانوا جواسيس وإسترعى انتباه الشاباك إن الهجان كان يتحدث الفرنسية بطلاقة لا يمكن أن يتحدث بها يهودي من مواليد مصر وقرر الموساد وضعه تحت المراقبة وقاموا بتفتيش منزله وعثروا على حبر سري وكتاب شيفرات لالتقاط بث إذاعي، وإستنادا إلى نفس الكتاب فإن شموئيل موريه رئيس قسم إحباط التجسس العربي و ضباط في الاستخبارات العسكرية والموساد و عاموس منور ورئيس الاستخبارات العسكرية يهوشفاط هيركابي قرروا محاولة القيام بعملية خطيرة وهي تحويل العميل المصري إلي عميل مزدوج.

يستمر الكتاب بسرد القصة قائلا بان الهجان أقام عام 1956 شركة سفر صغيرة باسم (سيتور) في شارع برنر بتل أبيب وهكذا وجد من الناحية العملية تعاونًا تجاريًا سريًا بين المخابرات المصرية التي مولت جزءا من تكلفة إقامة الشركة والشاباك التي ساهمت أيضا في تمويل الشركة وكان الهجان مشهورا بمغامراته النسائية، ليس فقط في إسرائيل بل وفي أوروبا أيضا حيث تعرف بيتون في إحدي جولاته بأوروبا في أكتوبر عام 1963 آلي فالفرود وهي امرأة ألمانية مطلقة لديها طفلة اسمها أندريه عمرها أربع سنوات وتزوجها بعد عشرة أيام في كنيسة بطقوس دينية كاملة.


انجازاته


* تزويد مصر بميعاد العدوان الثلاثي على مصر قبله بفترة مناسبة إلا أن السلطات لم تأخذ الأمر بمأخذ الجد .
* تزويد مصر بميعاد الهجوم عليها في 1967 إلا أن المعلومات لم تأخذ مأخذ الجد لوجود معلومات أخرى تشير بأن الهجوم سيكون منصبا على سوريا .
* إبلاغ مصر باعتزام إسرائيل إجراء تجارب نووية، واختبار بعض الأسلحة التكنولوجية الحديثة، أثناء لقائه برئيسه علي غالي في ميلانو
* زود مصر بالعديد من المعلومات التي ساعدت مصر على الانتصار في حرب أكتوبر .
* كانت له علاقة صداقة وطيدة بينه وبين موشي ديان و عيزر وايزمان و شواب و بن غوريون



مذكراته

قرر الهجان أن يكتب مذكراته ، وأودعها لدى محاميه ، على أن يتم تسليمها لزوجته بعد وفاته بثلاث سنوات حتى تكون قد استعادت رباط جأشها ولديها القدرة على أن تتماسك وتتفهم حقيقة زوجها الذي عاش معها طوال هذه السنوات الطوال ويروي في مذكراته كيف حصل على امتياز التنقيب عن البترول المصري، في عام 1977 ، ليعود أخيرًا إلى مصر وفي نهاية مذكراته، يتحدَّث رفعت الجمَّال عن إصابته بمرض خبيث، وتلقيه العلاج الكيمائي، في أكتوبر ، وقد كتب "الجمال" وصية تفتح في حال وفاته ، وكان نصها كالتالي :

رأفت الهجان وصيتي. أضعها أمانة في أيديكم الكريمة السلام على من اتبع الهدى بسم الله الرحمن الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون لقد سبق وتركت معكم ما يشبه وصية، وأرجو التكرم باعتبارها لاغية، وهاأنذا أقدم لسيادتكم وصيتي بعد تعديلها إلى ما هو آت: في حالة عدم عودتي حيا أرزق إلى أرض الوطن الحبيب مصر أي أن تكتشف حقيقة أمري في إسرائيل، وينتهي بي الأمر إلى المصير المحتوم الوحيد في هذه الحال، وهو الإعدام، فإنني أرجو صرف المبالغ الآتية:

لأخي من أبى سالم على الجمال، القاطن.. برقم.. شارع الإمام على مبلغ.. جنيه. أعتقد أنه يساوى إن لم يكن يزيد على المبالغ التي صرفها على منذ وفاة المرحوم والدي عام 1935، وبذلك أصبح غير مدين له بشيء.

لأخي حبيب على الهجان، ومكتبه بشارع عماد الدين رقم...، مبلغ... كان يدعى أنى مدين له به، وليترحم على إن أراد

مبلغ... لشقيقتي العزيزة شريفة حرم الصاغ محمد رفيق والمقيمة بشارع الفيوم رقم .. بمصر الجديدة بصفة هدية رمزية متواضعة مني لها، وأسألها الدعاء لي دائما بالرحمة.

المبلغ المتبقي من مستحقاتي يقسم كالآتي: نصف المبلغ لطارق محمد رفيق نجل الصاغ محمد رفيق وشقيقتي شريفة، وليعلم أنني كنت أكن له محبة كبيرة. النصف الثاني يصرف لملاجئ الأيتام بذلك أكون قد أبرأت ذمتي أمام الله، بعد أن بذلت كل ما في وسعى لخدمة الوطن العزيز، والله أكبر والعزة لمصر الحبيبة إنا لله وإنا إليه راجعون

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله

العوده لمصر

بعد أن أتم رفعت الجمال عمليته الجاسوسية في مجال البترول. وأسس شركة آجيبتكو . وأعطى أنور السادات تعليماته لوزير البترول بأن يهتم بهذا "الرجل" العائد في شخصية جاك بيتون، دون أن يفصح عن شخصيته. وشدد علي أهمية مساعدته وتقديم كل العون له ، فلم تجد وزارة النفط سوي بئر مليحة المهجور لتقدمه له بعد أن تركته شركة فيليبس، لعدم جدواه. ورفضت هيئة البترول السماح له بنقل البترول من البئر في الصحراء الغربية إلى داخل البلاد بالتنكات. وأصرت علي نقله بأنابيب النفط ، وهو ما لم يتمكن رفعت الجمال من توفيره ماديا ، فلجأ مرة أخرى إلي السادات الذي كرر أن المخابرات المصرية وفي إطار الإعداد للعملية قد قامت بإزالة كل الأوراق التي قد تثبت وجود رفعت الجمال من كل الأجهزة الحكومية بحث صار رفعت الجمال رسميا لا وجود له ، وبالتالي لا يستطيع ابنه الحصول على جواز السفر المصري الأمر الذي أدى بزوجته وابنه أن يقدموا التماس لرئيس الجمهورية محمد حسني مبارك لاستغلال صلاحياته في إعطاءه الجنسية ، إلا أن طلبها قوبل بعدم اهتمام.

وفاته

توفي الجمال بعد معاناته بمرض سرطان الرئة عام 1982 في مدينة دارمشتات القريبة من فرانكفورت بألمانيا ودفن فيها.

الهجان في أدب الجاسوسية


في 4 فبراير عام 1987، روى الكاتب الراحل صالح مرسى كيف ظهرت إلى الوجود قصته عن عميل المخابرات رأفت الهجان. كان الكاتب حسبما يقول قد قرر وقتها أن يتوقف عن كتابة هذا النوع من الأدب، لولا لقاء بالمصادفة جمعه بشاب من ضباط المخابرات المصرية أخذ يلح عليه وبشدة أن يقرأ ملخصا لعملية من عمليات المخابرات. ذات ليلة حمل الملف الذي يحوي تفاصيلها إلى غرفة نومه وشرع في القراءة وتمالكه إعجاب وتقدير كبير لشخصية رأفت الهجان وقرر ان يلتقي مع محسن ممتاز (عبد المحسن فايق أحد الضباط الذين جندوا الهجان) للحصول على تفاصيل إضافية تساعده في الكتابة عن الهجان لكن محسن ممتاز رفض أن يعطيه معلومات حول شخصية الهجان الحقيقية و إلتقى صالح مرسي بعدها أيضا مع عبد العزيز الطودي المتخفي باسم عزيز الجبالى الذي راح يروي على مدى عشرة فصول مخطوطة وعلى 208 ورقات فلوسكاب ما حدث على مدى ما يقرب من عشرين عامًا. منذ ظهور قصة (رفعت الجمَّال) إلى الوجود، كرواية مسلسلة، حملت اسم رأفت الهجَّان، في 3 يناير 1986، في العدد رقم 3195 من مجلة المصوِّر المصرية، جذب الأمر انتباه الملايين، الذين طالعوا الأحداث في شغف مدهش، لم يسبق له مثيل، وتعلَّقوا بالشخصية إلى حد الهوس، وأدركوا جميعًا، سواء المتخصصين أو غيرهم، أنهم أمام ميلاد جديد، لروايات عالم المخابرات، وأدب الجاسوسية، وتحوَّلت القصة إلى مسلسل تليفزيوني، سيطر على عقل الملايين، في العالم العربي كله، وأثار جدلًا طويلًا لدرجة أنه كان وقت عرض المسلسل تصبح الشوارع خالية تماما من الناس، ولأن الأمر قد تحوَّل، من مجرَّد رواية في أدب الجاسوسية، تفتح بعض ملفات المخابرات المصرية، إلى صرعة لا مثيل لها، ولهفة لم تحدث من قبل، وتحمل اسم (رأفت الهجان)، فقد تداعت الأحداث وراحت عشرات الصحف تنشر معلومات جديدة في كل يوم، عن حقيقة ذلك الجاسوس وأيضا فإن المسلسل الشهير برأفت الهجان لم تكن نهايته صحيحة بشكل كامل فإنها مختلفة عما تم عرضه في المسلسل وكما ان بعض الفقرات في حياته كانت خاطئة.



يتبع...........







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-22-2009, 01:14 PM   #4

مميزة للنشاط التفاعلي

 

 رقم العضوية : 35577
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 المكان : قلب لح ـظات حنينى
 المشاركات : 1,352
 النقاط : لحظة حنين will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

لحظة حنين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

جمعه الشوان

أحمد محمد عبد الرحمن الهوان أو جمعة الشوان من مواليد مدينة السويس بمصر. يعتبر من أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الاسرائلي.برز دوره من خلال مسلسل دموع فى عيون وقحه باسم جمعة الشوان من إنتاج التلفزيون المصري و من بطولة النجم عادل امام ، أحد الشبان المصريين الذين عانوا من نكسة يونيو 1967م .

نشأته

ولد وتربي ونشأ بمدينة السويس والتي اضطر إلى الهجرة منها هو وعائلته امه واخوه وزوجته بعد نكسة يونيو 1967 وهناك فقدت زوجته نظرها نتيجة للقصف الإسرائيلي وتدمير لنش صغير ملكا للهوان.


اليونان والموساد


حاول العمل في القاهرة في السوق السوداء عن طريق بيع المواد التموينية والتي كان محظور التجارة فيها لظروف البلد الاقتصادية السيئة حتى انغلقت كل الأبواب في وجه فاضطر إلى السفر إلى اليونان لمقابلة رجل أعمال هناك ذكر في المسلسل باسم باندانيدس وهو يملك العديد من سفن الشحن ويدين للهوان بحوال 2000 جنيه ولكنه لم يكن موجود في اليونان كخطة من الموساد كي يعاني الهوان ويوافق على أي شيء وفي اليونان قابل الهوان الريس زكريا وهو الضابط مدحت بالمخابرات العامة وحاول اقناعه بالعودة ولكن الهوان لم يستمع له. وبعد مرور الوقت قرر الهوان العودة إلى مصر لولا انه عرف ان باندانيدس قد عاد وذهب لزيارته وهناك قام بندانيدس باعطائه عمل على إحدى سفنه والذاهبة إلى بريستون بانجلترا.


وهناك تعرف على جوجو الفتاة اليهودية والتي احبها واغرته للعمل معها وطبعا كان ذلك تخطيطا من الموساد ، بعد سفر السفينة التي كان يعمل عليها لم يكن امامه سوى العمل بالشركة التي يملكها والد جوجو وبها قابله أحد رجال الموساد على أنه سوري يعمل بالشركة وطلب منه ان يعود إلى مصر ويجمع بعض المعلومات عن السفن الموجودة بالقناة.
وعندما عاد الهوان إلى مصر قام بفتح محل بقالة لبيع المواد الغذائية واخذ يجمع المعلومات التي طلبت منه ولكن الشك في قلبه اخذ في التزايد فذهب إلى مقر المخابرات العامه المصريه وهناك التقى بالضابط مدحت والذي عرفه بالريس زكريا وحكى له بكل ما لقاه وهنا قرر التعاون مع المخابرات المصرية لتلقين الموساد درسا.

عمله مع المخابرات


وبدأ تعاون الهوان مع الإسرائيليين ومعرفة ما يريدونه واخبارهم بما يريده المصريين مما جعله جاسوسا هاما بالنسبة للإسرائيليين ، وبعد حرب أكتوبر المجيدة زادت حاجتهم إلى الهوان وسرعة إرسال المعلومات ولذلك قرروا اعطائه أحدث أجهزة الارسال في العالم والذي كان أحدها بالفعل موجود بمصر ولم تستطع المخابرات في القبض على حامله وهنا قرر الهوان الذهاب إلى إسرائيل للحصول على الجهاز وهناك قاموا بعرضه على جهاز كشف الكذب والذي تدرب عليه جيدا مما جعله ينجح في خداعهم جميعا ليحصل على اصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت ليكون جاسوسا دائما في مصر. وبمجرد وصوله إلى أرض مصر وفي الميعاد المحدد للارسال قام بارسال رسالة موجهه من المخابرات المصرية إلى الموساد يشكرهم فيها على الحصول على جهاز الارسال. وهنا انتهت مهمة أحمد الهوان...

بعد انتهاء المهمة


وقد قام الموساد محاولة القضاء على جوجو التي وقعت في حب الهوان بالفعل بجرعة زائدة من المخدرات ولكنها لم تمت ومن هنا قررت الانتقام فساعدت المخابرات المصرية على تأمين الهوان بإسرائيل والاتصال به في الوقت المناسب وغني عن الذكر ان المخابرات المصرية قامت بتمويل عملية زوجة الهوان في مصر على يد طبيب أجنبي متخصص كان في زيارة لمصر للقيام بعدد من العمليات الجراحية وقد نجحت العملية يوم العبور الكبير في السادس من أكتوبر عام 1973 و يعش الهوان حاليا في منطق المنيرة بالقاهرة امام مدرسة المنيرة الاعادية بنين



يتبع..............







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-22-2009, 01:19 PM   #5

مميزة للنشاط التفاعلي

 

 رقم العضوية : 35577
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 المكان : قلب لح ـظات حنينى
 المشاركات : 1,352
 النقاط : لحظة حنين will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

لحظة حنين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
إبراهيم سعيد شاهين
وإنشراح موسي


قصة حقيقية لاثنين من الجواسيس هو إبراهيم سعيد شاهين و إنشراح موسى، وبدأت وقائعها في العريش عقب الاحتلال الإسرائيلي لسيناء في يونيو (حزيران) 1967.تأتي القصة في مقدمة قصص الجاسوسية من حيث الطرافة، وقد تكون حالة نادرة، لأن بطلها ليس شخصا يعمل بمفرده ويبذل قصارى جهده في التخفي عن الأعين، بل نحن أمام أسرة كاملة اتخذت التجسس مهنة، أسرة كاملة من أب وأم وثلاثة أولاد عاشوا على أرض مصر يكرسون جهدهم لخدمة إسرائيل، في وقت كانت فيه الأخيرة تحتل سيناء وتقتل الأسرى ويدمّر طيرانها المدارس فوق رؤوس الأطفال. تجردت الزوجة من المشاعر الإنسانية .وفرّطت في وطنها وشرفها، ثم تخلت عن دينها الإسلامي واعتنقت اليهودية. كانت قصة تلك العائلة واحدة من أقبح قصص التجسّس الإسرائيلي في مصر، وعرض مسلسل بإسم السقوط فى بئر سبع جانبًا كبيرًا منها.

البداية


في مدينة المنيا في صعيد مصر، ولدت انشراح علي موسى عام 1937، لأسرة متوسطة الحال. واصلت تعليمها حتى حصلت على الشهادة الإعدادية عام 1951، فأضحت محط أنظار كل شباب المنيا، لكن قدرها اتجه بها إلى القاهرة، فعقب نجاحها أراد والدها أن يكافئها فصحبها معه إلى القاهرة لحضور زفاف أحد أقاربهم، حيث كان ينتظرها نصيبها، إنه شاب من مدينة العريش من مواليد عام 1929 يدعى إبراهيم سعيد شاهين، لم يغادر الحفلة قبل أن يعرف عنها كل شيء، وبعد أيام قليلة كان يقف على باب منزلها في المنيا، وعلى رغم معارضة والدتها لبعد المسافة بين المنيا والعريش، إلا أن انشراح تمسكت به ورأت فيه فتى أحلامها، وخلال مدة قصيرة كانت زفت إليه وانتقلت للعيش معه في مدينة العريش.



كان إبراهيم موظف حسابات في مديرية العريش، ولم يكن يحمل من مؤهلات سوى الشهادة الإعدادية مثل انشراح، ومرت بهما الأيام بحلوها ومرها، ثم رزقا بمولودهما الأول نبيل عام 1955، ومن بعده محمد عام 1956، ثم عادل عام 1958، فملأوا البيت ضجيجًا وصخبًا. عام 1963 اتفقا على إرسال الأولاد إلى عمهم في القاهرة، ليواصلوا دراستهم هناك، ويبتعدوا عن حياة البداوة التي يتسم بها المجتمع العريشي، وبعد ثلاث سنوات وتحديدا عام 1966 ضُبط إبراهيم يتلقى رشوة، فأحيل إلى المحاكمة وسجن ثلاثة أشهر، ولما خرج واجهته الحياة بوجهها القبيح والقاسي، وعاش أيامًا عجافا.


النكسة


جاءت نكسة يونيو 1967، واحتلت إسرائيل سيناء وسدت الطرق أمام سفر إبراهيم وزوجته إلى القاهرة، وانقطع الأمل في رؤية أولادهما، وراحت انشراح تبكي قسوة الأيام وبعد الأولاد، وأضحى إبراهيم عاجزا عن شراء أبسط الأمور الضرورية للمعيشة، فعجز مثلا عن شراء الشاي وهو من الضروريات المهمة عند البدوي، واستعاض عنه بعشب بربري يعرف باسم المرمرية، واستسلما لواقعهما الجديد والمرير.


وسط ذلك المناخ، كانت المخابرات الإسرائيلية تعمل بنشاط زائد في مناطق سيناء المأهولة بالسكان، وتسعى لاصطياد العملاء الذين يقعون في شباكها بسبب حالة الحصار والجوع التي يعاني منها الكل. ضاقت أرض سيناء الرحبة على سكانها، فقد وضعت سلطات الاحتلال قيودًا على حركتهم، ومنعت الانتقال من مدينة إلى أخرى إلا بتصريح من الحاكم العسكري الإسرائيلي لسيناء، وبدأت أسر كثيرة تعاني الجوع والحاجة، وسادت حالة من المرارة تجرّعها الجميع، لكنهم تحلوا بالصبر وأيقنوا أن ما تم هو حالة موقتة وحتمًا ستزول.


ازدادت حالة إبراهيم سوءاً، وخيّم على البيت شبح الموت جوعًا، وما زالت زوجته تبكي لرؤية أولادها، فلم يتمالك إبراهيم نفسه واندفع تجاه مكتب الحاكم العسكري الإسرائيلي يطلب منه تصريحا له ولزوجته بالسفر إلى القاهرة. ظل أيامًا عدة يتردد على مكتب الحاكم العسكري وهم يماطلونه في استخراج تصريح السفر إلى القاهرة، إلى أن صرخ في وجه أحد الضباط بأنه فقد عمله ودخله ولا يوجد في منزله رغيف خبز، فطمأنه الضابط وكان يكنّى «أبو نعيم»، ووعده بالنظر في أمر التصريح في أقرب وقت، ودار بينهما حديث غير قصير، انتهى بأن عطف أبو نعيم على إبراهيم وأعطاه كيس دقيق وبعض أكياس الشاي والسكر، فحملها فرحا إلى زوجته وهو يزف إليها قرب انتهاء التصريح بالسفر إلى القاهرة.


مرت أيام وإبراهيم يذهب كل يوم إلى أبو نعيم كي يفي بوعده، لكن لم ير أية بادرة أمل في إمكان سفرهما إلى القاهرة، ولولا كيس الدقيق الذي أخذه لمات جوعًا هو وزوجته. وفقد إبراهيم تقريبًا الأمل في السفر.
ذات صباح فوجئ إبراهيم بمن يستدعيه إلى مكتب أبو نعيم، ولما ذهب إليه أخبره بأن الحاكم العسكري وافق على منحه تصريح السفر هو وزوجته، فتهلل وجه إبراهيم فرحا وسرورا، لكن الضابط أكمل كلامه قائلا: «جاءت موافقة الحاكم العسكري مشروطة، والشرط هو أن تأتيه بأسعار الفاكهة والخضار في القاهرة، والحالة الاقتصادية للبلد بواسطة أخيك الذي يعمل بالاستيراد والتصدير.


علّق إبراهيم على ذلك بأنه شرط بسيط للغاية، وبإمكانه القيام بذلك على خير وجه، وقال إنه سيأتيهم بأسعار الخضار والفاكهة والسلع الاستهلاكية كلها والسمك أيضا، ولو طلبوا أكثر من ذلك لفعل، وكانت استجابة إبراهيم السريعة بمثابة اجتياز للاختبار الأول من قبل أبو نعيم، وكان عليه، أن يحيله إلى الضابط المختص لإكمال المهمة، فدوره ينحصر في الفرز والترشيح.


السقوط في بئر سبع


في اليوم التالي توقفت سيارة جيب عسكرية أمام منزل إبراهيم، وطلب منه جندي مرافقته إلى مكتب الأمن، حيث كان ينتظره ضابط يدعى أبو يعقوب، بالغ في الترحيب به بدعوى أن أبو نعيم أوصاه به، فشكره إبراهيم وأثنى كثيرا على أبو نعيم، وامتد الحوار بينهما وقتا طويلا، استشف أبو يعقوب من خلاله حاسته المخابراتية أن إبراهيم يدرك ما يبتغيه منه، فطلب منه أن يذهب إلى بئر سبع، حيث مكتب الأمن الرئيس المختص بالتعامل مع أبناء سيناء.


هناك استضافه الإسرائيليون وأكرموه، ولوحوا له بإغراءات ما كان يحلم بها، نظير تعاونه معهم في جمع معلومات عن مصر، وسلموه دفعة أولى مبلغ ألف دولار وهو الذي لم يكن يملك ثمن علبة سجائر، ووعدوه بتأمين حياته هو وذويه في العريش. هكذا تحوّل إبراهيم في بئر سبع من مواطن ذهب للحصول على تصريح بالسفر، إلى جاسوس وقّع صك الخيانة ضد بلده وباع نفسه للشيطان.


خضع الجاسوس الجديد، مثلما هو متّبع، لدورة تدريبية مكثفة، تعلم فيها الكتابة بالحبر السري وتظهير الرسائل ووسائل جمع المعلومات من الأهل والأصدقاء، وتدرب أيضا على كيفية التفريق بين الطائرات والأسلحة المختلفة، واجتاز الدورة بنجاح أذهل مدرّبيه، ويبدو أن نجاحه يعود لاستعداده الفطري للخيانة وتقبّل كل مفرداتها، ووعدوه بحمايته في كل مكان حتى وهو بين أهله في القاهرة، لأن لهم عيوناً في كل مكان.


تدرب إبراهيم أيضا على كيفية بث الشائعات وإطلاق النكات الساخرة من الجيش والقادة، إلى جانب الاحتراز وامتلاك الحس الأمني ، ولقّنوه شكل الاستجواب الذي سيتعرض له من قبل الأمن المصري حين وصوله إلى القاهرة، وكيف ستكون إجاباته التي لا تثير أية شكوك.


العودة


عاد إبراهيم إلى منزله محملا بالهدايا وجيبه عامر بالنقود، ولما سألته زوجته عن مصدرها قال لها بكل جرأة إنه أرشد عن مخبأ فدائي مصري فكافأه الإسرائيليون بألف دولار، ووعدوه بمنحه التصريح خلال أيام، فعانقته بكل سرور، وقالت له: «كانوا سيمسكونه عاجلا أم آجلا»، ولما سألها: «ألا يعد ذلك خيانة؟»، قالت بلهجة استنكارية: «لا لا مستحيل تكون خيانة، كان غيرك سيبلغ ويأخذ الألف دولار، أنت فعلت الصح»، ثم قال لها إبراهيم: «لقد عاملوني بمنتهى الكرم، ووعدوني بالكثير بسبب إخلاصي، وتعهدوا بحماية أهلي وأقاربي إذا ما تعاونت معهم في القاهرة»، ولما سألته عن كيفية التعاون معهم ونوعه وهو في القاهرة قال لها: «طلبوا مني موافاتهم بأسعار الخضار والفاكهة في مصر نظير 200 دولار لكل خطاب»، ففرحت بالمقابل وسرحت بخيالها بعيدًا.
كان تعليق انشراح أنها كي لا تكون خائفة عليه يجب أن يطلعها على رسائله أولا بأول، وأن تشطب هي أية معلومات ترى أنه لا داعي لإرسالها، فاتفقا على ذلك، وكان ذلك تعبيرا عن رغبتها في أن تكون شريكته.


السفر إلى تل أبيب


في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 1967 وصل إبراهيم وانشراح إلى القاهرة بواسطة الصليب الأحمر الدولي، فمنحته الحكومة سكنا مجانيا موقتا بحي المطرية، ثم أعيد إلى وظيفته بعدما نقلت محافظة سيناء مكاتبها من العريش إلى القاهرة، وبعدما استقرت الأمور به قليلا، انتقل إلى حي الأميرية، ومن خلال المحيطين به في السكن والعمل بدأ إبراهيم في جمع المعلومات وتصنيفها، وكانت زوجته تساعده في كتابة رسائله بالحبر السري، وتكتب بالخطابات أنها شريكته في كل صغيرة وكبيرة، وكان بدوره يختم كل رسائله بعبارة «تحيا إسرائيل العظمى»!


بدأ إبراهيم يبحث عن غطاء للرخاء الذي ينعم به، فاتجه إلى تجارة الملابس والأدوات الكهربائية، وبواسطة المال والهدايا كان يتغيب كثيرا عن عمله من دون لومة لائم، وكانت رسائله لمكتب الموساد في روما لا تنقطع، مما حدا رجال الموساد على دعوته وزوجته إلى روما لاستثمارهما في مهام أكثر أهمية.


في أغسطس (آب) 1968، وتحت ستار التجارة، أبحر إبراهيم وزوجته على لبنان، ومنها طارا إلى روما حيث التقيا بمندوب الموساد، الذي سلمهما وثيقتي سفر إسرائيليتين باسم «موسى عمر» و{دينا عمر»، وعلى طائرة العال الإسرائيلية طار الخائن وزوجته إلى تل أبيب حيث كان وفد من ضباط الموساد في استقبالهما بمطار اللد.


استُقبل الاثنان بحفاوة بالغة، شأن استقبال الموساد لعملائهم كلهم، وعوملا معاملة كبار الزوار، ونزلا في فيلا رائعة في تل أبيب لمدة ثمانية أيام، حصلا خلالها على دورة مكثفة في تحديد أنواع الطائرات والأسلحة والتصوير الضوئي وجمع المعلومات، ومنح إبراهيم رتبة عقيد في الجيش الإسرائيلي باسم «موسى»، أما انشراح فقد منحت رتبة ملازم أول باسم «دينا».


في مقابلة مع أحد القيادات العليا في الموساد، طلبت انشراح زيادة مخصصاتهما وأكدت صعوبة الدور الذي يقومان به في سبيل جمع المعلومات وتصنيفها، ونظرا إلى أهمية المعلومات التي حصل الموساد عليها منهما، تقرر لهما مكافأة سخية. عادا من رحلتهما بآلاف الدولارات، وزاد نشاطهما في عمل العلاقات وجمع المعلومات، وإرسال كل جديد أولا بأول للموساد، وكانت مصر وقتها تخوض حرب الاستنزاف، والطيران الإسرائيلي يصل إلى عمق البلاد ويضرب الأهداف والمنشآت المدنية، فكان إبراهيم وزوجته يدوران ويصوّران المنشآت والمصانع ويرسلان الصور مع خريطة تفصيلية للمكان بمساعدة السيارة الجديدة التي اشتراها بأموال الموساد.


عام 1997 نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية حوارا مع عادل ابنهما الأصغر، قال فيه: لن أنسى ذلك اليوم الملعون من صيف عام 1969 طيلة حياتي، فقد استيقظت مبكرا على صوت همسات تنبعث من حجرة نوم والدي، كان أبي وأمي مستغرقين في نقاش غريب، وكانت أمي تمسك في يدها حقيبة جلدية، بينما كان أبي يحاول إدخال آلة تصوير إلى داخلها، لم أر مثلها من قبل في ذلك الحين، وكانت أمي في غاية العصبية، وتقول له: لا ليس كذلك... سيرون الكاميرا، فأخرج أبي الكاميرا وأدخلها مرات ومرات في الحقيبة، فجلست أنظر إليهما وهما يتناقشان، ثم قال لي أبي: «نحن ذاهبون في رحلة إلى الإسكندرية»، وكان الوالد والوالدة في غاية القلق، ولم أرهما سابقا متوترين هكذا، وبدأنا رحلتنا بالسيارة، وكان أبي يتصبب عرقا كلما ابتعدنا عن القاهرة، إلى أن بلل العرق قميصه تماما، وكان يتبادل الكلمات مع أمي بصعوبة، وصمتنا نحن أيضا لشعورنا بأن تلك الرحلة ليست ككل رحلة.


في تلك الفترة كانت هناك قواعد عسكرية ومصانع حربية منتشرة حول الطرق الرئيسة في مصر، فلم تخف الدولة شيئا ربما كنوع من استعراض القوة، وعندما بدأنا في الاقتراب من إحدى القواعد العسكرية أخرجت أمي آلة التصوير وأمرها أبي قائلا: «صوري، يللا صوري بسرعة»، فقالت له وأصابعها ترتعش «سنذهب إلى الجحيم بسببك». حركت أمي السترة المعلقة على النافذة وبدأت التصوير، وامتلأت السيارة الصغيرة بصرخاتها الممزوجة بالخوف، فأجابها أبي باللهجة نفسها: «إنها نهايتنا...»، واستمرت أمي في احتجاجاتها قائلة: «سنذهب إلى السجن»، وفي النهاية نظر اليها أبي بعيون متوسلة: «صور عدة أخرى... صور عدة أخرى فحسب».


حاول شقيقي محمد أن يسأل: «ما الذي يحدث؟»، لكن الرد الذي تلقاه كان «أسكت»، فلم نسأل أية أسئلة أخرى بعد ذلك، وعدنا إلى البيت في ذلك اليوم، وفورا أغلق أبي باب حجرته على نفسه، وبعد فترة طويلة خرج وعانق أمي وقال لها: «يا حبيبتي لقد التقطت صوراً رائعة للغاية»، وقالت أمي: «إلى هنا يجب أن نشرح الأمر للأولاد»، وكنا ما زلنا في صدمة وغير مدركين لما يحدث.


تحولت الرحلات الأسرية في أنحاء مصر إلى روتين، فكنا نخرج في نهاية كل أسبوع إلى مدينة جديدة... وكنا نسافر إلى الأقصر وأسوان.. ليس من مكان لم نذهب إليه، وأحيانا كان أبي يحصل على إجازة وسط الأسبوع ونسافر لأيام معدة، وكان يصوّر قواعد ومنشآت عسكرية في مصر، ويسجل عدد الكيلومترات في الطريق، وبذلك يحدد موقع المصانع والقواعد العسكرية... وكنا نحن الأولاد أفضل تغطية.


بداية النهاية


وتصادف أن سافرت انشراح وحدها إلى روما يوم 5 أكتوبر وقابلها أبو يعقوب يوم 7 أكتوبر وأمطرها بسيل من الأسئلة عن الحرب وأتضح أنها لا تعرف شيئا.
واخبرها أبو يعقوب إن الجيش المصري والسوري هجما على إسرائيل وان المصريين عبروا القناة وحطموا خط بارليف ، وأمرها بالعودة فورا إلى مصر .
وفى بداية عام 1974 سافر إبراهيم إلى تركيا ومنها إلى اليونان ثم إلى تل أبيب وحضر اجتماعا خاصا على مستوى عال مع قيادات المخابرات الإسرائيلية الجديدة بعد أن أطاحت حرب أكتوبر بالقيادات السابقة.


وخضع إبراهيم للاستجواب حول عدم تمكنه من معرفة ميعاد الحرب وأجاب إبراهيم انه لم يلحظ شيئا غير عادي بل أن قريبا له بالجيش المصري كان يستعد للسفر للحج ، وانه حتى لو كان يعلم بالميعاد فليس لدية أجهزة حديثة لإرسال مثل تلك المعلومات الهامة.
واستضاف نائب مدير المخابرات الإسرائيلية إبراهيم وابلغه بأنه سيتم منحه جهاز إرسال متطور ثمنه 200 ألف دولار وهو أحدث جهاز إرسال في العالم ملحق به حاسوب صغير في حجم اليد له أزرار إرسال على موجه محددة واخبره كذلك أن راتبه الشهري قد تم رفعة إلى ألف دولار إضافة إلى مكافأة مليون دولار في حالة أخبارهم عن موعد الحرب القادمة التي ستشنها مصر بواسطة الفريق سعد الشاذلي!.


وقامت المخابرات الإسرائيلية بتوصيل الجهاز المتطور بنفسها إلى مصر خشية تعرض إبراهيم للتفتيش، وقامت زوجته بالحصول على الجهاز من المكان المتفق علية عند الكيلو 108 طريق السويس وهى المنطقة التي تعرضت لثغرة الدفرسوار.
وبمجرد وصول انشراح للقاهرة اعدوا رسالة تجريبية ولكنهم اكتشفوا عطلا في مفتاح الجهاز وبعد فشل إبراهيم في إصلاحه توجهت انشراح إلى تل أبيب للحصول على مفتاح جديد. لم يدر بخلد انشراح أن المخابرات المصرية التقطت رسالة لها عبر جهاز روسي حديث يسمى "صائد الموجات" وذلك أثناء تدريبها وتجربتها للجهاز الجديد.


وأيقن رجال المخابرات المصرية أنهم بصدد الإمساك بصيد جديد ، ووضع منزل إبراهيم تحت المراقبة وتم اعتقاله صباح 5 أغسطس 1974 مع ولديه وانتظارا لوصول انشراح من تل أبيب أقام رجال المخابرات المصرية بمنزل إبراهيم لثلاثة أسابيع كاملة ، وبمجرد وصولها استقبلها رجال المخابرات المصرية وزج بهم جميعا إلى السجن.
وكانت المخابرات الإسرائيلية قد بثت رسائل بعد عودة انشراح من إسرائيل واستقبلها رجال المخابرات المصرية على الجهاز الإسرائيلي بعد أن ركبوا المفاتيح ، ووصل الرد من مصر.
" أن المقدم إبراهيم شاهين والملازم أول انشراح سقطا بين أيدينا .. ونشكركم على إرسال المفاتيح الخاصة بالجهاز .. كنا في انتظار وصولها منذ تسلم إبراهيم جهازكم المتطور. تحياتنا إلى السيد إيلي زئيرا مدير مخابراتكم "


وتمت محاكمة الخونة بتهمة التجسس لصالح إسرائيل وأصدرت المحكمة حكمها بإعدام إبراهيم وانشراح بينما حكم على ابنهما الأكبر نبيل بالأشغال الشاقة وأودع الولدان محمد وعادل بإصلاحية الأحداث نظرا لصغر سنهما، ونفذ حكم الإعدام في إبراهيم شاهين شنقا، بينما تم الإفراج عن انشراح وابنها بعد ثلاث سنوات من السجن في عملية تبادل للأسرى مع بعض أبطال حرب أكتوبر.
وقد نشرت صحيفة يدعوت احرونوت عام 1989موضوعا عن انشراح وأولادها قالت فيه : أن انشراح شاهين (دينا بن دافيد) تقيم الآن مع اثنين من أبنائها بوسط إسرائيل وهما محمد وعادل بعد أن اتخذت لهما أسماء عبرية هي حاييم ورافي أما الابن الأكبر نبيل فقد غير اسمه إلى يوشي.


وتقول الصحيفة أن دينا بن دافيد تعمل عاملة في دورة مياه للسيدات في مدينة حيفا وفى أوقات الفراغ تحلم بالعودة للعمل كجاسوسة لإسرائيل في مصر !، بينما يعمل ابنها حاييم كحارس ليلي بأحد المصانع ، أما الابن الأكبر فلم يحتمل الحياة في إسرائيل وهاجر هو وزوجته اليهودية إلى كندا حيث يعمل هو وزوجته بمحل لغسل وتنظيف الملابس.




اتمنى ان ينال رضاكم واستحسانكم










  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-22-2009, 01:23 PM   #6

مميزة للنشاط التفاعلي

 

 رقم العضوية : 35577
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 المكان : قلب لح ـظات حنينى
 المشاركات : 1,352
 النقاط : لحظة حنين will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

لحظة حنين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة ana zh2tميرسي علي المعلومات..........وموضوع رئع
تسلميلى على مرورك وتواجدك

متحرمش من طلتك الغالية

نورتينى حبيبتى







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-22-2009, 01:26 PM   #7

مشــرفة الشخصيات التاريخية سابقا

 

 رقم العضوية : 12404
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 الجنس : ~ بنوتة
 المكان : مصريه وافتخر والى مش عاجبه ينتحر
 المشاركات : 4,383
 النقاط : اميره الورد will become famous soon enough
 درجة التقييم : 68
 قوة التقييم : 1

اميره الورد غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

موضوع رائع تسلم ايدك ونتمنى المزيد







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-22-2009, 04:59 PM   #8

مميزة للنشاط التفاعلي

 

 رقم العضوية : 35577
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 المكان : قلب لح ـظات حنينى
 المشاركات : 1,352
 النقاط : لحظة حنين will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

لحظة حنين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميره الوردموضوع رائع تسلم ايدك ونتمنى المزيد

تسلميلى يارب حبيبتى

متحرمش من طلتك الغالية

نورتينى







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-27-2009, 06:52 AM   #9

أحمـــــد الألمـــــــــانى

 

 رقم العضوية : 33853
 تاريخ التسجيل : Oct 2009
 الجنس : ~ رجل
 المكان : مصر
 المشاركات : 29,419
 الحكمة المفضلة : كما تدين تدان
 النقاط : ماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond reputeماتركس has a reputation beyond repute
 درجة التقييم : 213873
 قوة التقييم : 107

ماتركس غير متواجد حالياً

 

 

 

 

 

أوسمة العضو

436 420 403 290 184 165 73 

افتراضي

يسلمووووووووووووووو علي الموضوع القيم







  رد مع اقتباس
قديم منذ /11-27-2009, 01:35 PM   #10

مميزة للنشاط التفاعلي

 

 رقم العضوية : 35577
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 المكان : قلب لح ـظات حنينى
 المشاركات : 1,352
 النقاط : لحظة حنين will become famous soon enough
 درجة التقييم : 50
 قوة التقييم : 1

لحظة حنين غير متواجد حالياً

أوسمة العضو
افتراضي

اقتباسالمشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميره الوردموضوع رائع تسلم ايدك ونتمنى المزيد

تسلميلى حبيبتى على مرورك وتواجدك اللى دايما بيسعدنى

نورتينى







  رد مع اقتباس
إضافة رد

« الكعبه وما فيها من اسرار وتاريخ | تاريخ البترول السعودى »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

Posting Rules
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احلامنا في سطور الماجيك magic مواضيع عامة - ثقافة عامة 5 11-02-2012 10:25 PM
ادم في سطور نورا ❤ عالم الرجل - ازياء - موضه - ماركات 24 09-15-2011 07:39 AM
جواسيس امسك يا شويش!!!! P R ! M O نكت - طرائف - وناسة - فرفشة 2 02-06-2011 10:06 PM
خطورة جواسيس اليهود فى الدول العربية ... ؟؟؟ mariamo مواضيع عامة - ثقافة عامة 1 12-14-2010 09:01 AM
انت في سطور big bốss منتدى يوميات الاعضاء 22 10-04-2010 08:40 AM


الساعة الآن 01:25 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 RC 1
منتديات بنات مصر . منتدى كل العرب

a.d - i.s.s.w


elMagic Style.Design By:۩۩ elMagic ۩۩