قصة عراقية محزنة تتناول سقوط رمز العرب

[زهراء 26]

هذيان




مهند التكريتي



بعدعودته من صلاة العيد ، ألقى كوفيته فوق الطاولة القريبة من شرفة شقته المطلة على نهر السين وأمسك بالريموت كنترول وأخذ يقلب القنوات الفضائية برتابة ٍ بالغة بعد برهة وجيزة توقفت أصابعه عن العزف على أزرار الريموت كنترول وأخذ يشاهد الموقف بصمت
تذكر شوارع بغداد التي تركها هربا ً من إنشوطة خيط العنكبوت القابع خلف كل من يتخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية وشوارع الرشيد والمنصور وأبي نؤاس المتخفية بصمتها خلف الصور واللافتات المبتورة ، ألقى بمنفضته نحو التلفاز ثم شرع يركله تارة تلو أخرى عله ينفض من سلة عقله ماعلق بها من قمامات الأمس الدامي ، والتي باتت تسكنه حتى بعد مرور كل هذه الفترة .
بعد انتهائه من طقسه الهذياني التفت الى جهة باب الغرفة فاذا بأشخاص قد اجترحوا عليه خلوته ، كانوا يلبسون نفس الملابس السوداء الملوثة بغبار الحروب وتراب المقابر سحبوا كوفيته من على طاولته القريبة من شرفته ولفوها حول عنقه .. وتقدم الواحد منهم تلو الآخر ليشنق فيها نفسه

[زهراء 26]

هذه قصة غريبة كتبها قاص وشاعر ساخر طالما طالعتكم بأهم نتاجاته من على متصفحات منتدانا الرائع ، نرى فيها الشخص الجبان المتخلف عن نصرة بلده في حقبة كان العراق الشقيق ينزف دما ً في معركته مع ايران وهو يحاول أن يعبر عن مكنوناته في لحظة غريبة وعجيبة يختلط فيها الفنتازي وغير الواقعي بالغرائبي المحزن وفي النهاية يحس بطل هذه القصة بسقوط اصنامه التي شجعته على فعلته الهذيانية وهم يشنقون أنفسهم بعد تطاولهم وشنقهم لهذه الشخصية العربية الشريفة ...
تحياتي
الناقدة
زهراء

[.. בٓـيــًـًـًآءْ . .]

تسلمين زهراء
على ما سردتى
فى انتظار جديدكـ
تقبلى مرورى .

[زهراء 26]

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SAMA2008 تسلمين زهراء على ما سردتى فى انتظار جديدكـ تقبلى مرورى .