منتديات بنات مصر - في مهب الريح

في مهب الريــــح
----------------------
**كان الجو ربيعيا ،أوكما كان،،والإنسان هو الإنسان ، تائه على قارعة الطريق ،مع رفيق له في بعض أوقاته ،كانا متحابين ، أشبه بالعشاق ،أنستهما السعادة عناء الأيام ،وغدر الزمان ،كانا في أحلام مستقبلية بلا حدود .
...فجأة وفي زحمة السنين ،وتسارع الوقت القادم ،هبت نسمة مجنونة فيها رائحة غريبة، مستقبلها مقفول ،اخترقت أسراب المتاهات في عرض المد الزاحف .
..نظرة ٌفيها غرابة العصر واحمرار الشمس في لحظات المغيب ،بدائرتها الذهبية ،غابت شمس الموعد في أحضان الماضي ،وغابت الأشياء ،،وغاب كل شيء .
ومرت الأيام ،وتراءت أحلام مزيفة أمام الشاهد الأول ،حينما ظهرت علامات معكوسة .
أساءت نفسه غريب الديار .أجابت الحقيقة الموجودة ،سافر الحبيب بلا رجعة للحبيب ،وترك الدمع الساخن يرشح على عتبات الحاضر المستقبل ،،كانت لذة أمل حلوة ،بعدها تفجر صمت قاتل زلزل الأركان ،،أودى بأمل الحاضر الحر،،والمستقبل المضلل .وذهب كل شيء ،وباتت السماء ليلتها حزينة باردة ، والحياة وطن بلا حدود ، وفقدت الإنسانية حلاوتها ،وتداعت دعامات الزمن المر ،وسافرت الأيام بلا رجعة وذهب كل شيء .
...أيهـــا الزمن الواقعي....حسدوك فحبسوك ،،اتهموك فحاكموك ،،رموك بالكبائر والإعدام بلا استئناف ،،نفذوا الأحكام القاسية ،وقتلوا الحب والأمل المنتظر والمستقبل والحياة المبكرة .لا يعلمون من اليوم غير غد منتظر مجهول الهوية بلا توكل أوتواكل ...........،،وتستمر الحياة ،، وتقرع نواقيس الذكريات =ومن في حياته غير الذكريات= وتضاء شمعدانات الأمل،،لتعود الحياة كما يجب أن تعود ،/....عادت بلون لا ككل الألوان /، وطعم لا ككل الأطعمة ،/ والحياة هي الحياة في نظر الواقع المجرد من الزيف. آمال وأحلام في مهب الريح تتأرجح ،وهو وحيد يحملق في أفقه البعيد بلا حدود ، يرمي بنظرات حيرى تحمل في خصوصياتها طريقا مجهولا ،مجمدة في حلق الواقع./ صرخة غريب غريق ،،هارب من الجحيم الى الجحيم ،،تتقاذفه أمواج الموت العاتي في مهب الريح الغاضب ،خلف أمل يتقاذفه التيار ، كان يذهب الى حاله متثاقل الأطراف بائس المحيـّا ،، يحمل هموم الدنيا بتناقضات البشر في حضرة الواقع المفروض ،، بذكريات قديمة متوارثة ،،مهملة وَرَثـَّة ....يسأل نفسه عن واقع أتى ،،يلملم شفتيه ،،يتمتم بلا فائدة ممكنة ،،يبكي مع نفسه وعليها ،،يضحك ...يصرخ بصمت الليل ،،يناجي ربه ويدعو ،،يحلم بأمل ضائع من زمن الأحلام ،،يفكر بضاربة الودع بماذا تـُبَـشّـر ....وماذا تدع ،،والقلائد المفقودة في أعناق السراب ./..يلاحقه زمن قاسي يمنعه الألعاب ،،والدلال في حضن الأمهات الريفيات ،،تحلو حبات الحلوى زمن الأعراس والأعياد ،ولبس الملابس الجديدة ،،وركوب الأراجيح مع الصبية = ودمعة على خد الزمن تذكـّره بالغالي المسافر بلا وداع= نسيه الضباب الساري أول الضحى والناس يغطون في نومهم العميق ،،أو في الطريق لصلاة الصبح جماعة في مسجد القرية الوديعة الهادئة النظيفة ..
..أسمع وأرى تلاطم الأمواج في بحر العينين ،،خلف شط قريب من واحة الأمل ،،تتسابق الأسماك والحيتان الى سفينة مهاجرة بركابها الساهرين .
ما أحلى الأشياء على طبيعتها .اوما أجمل الأحلام في مواقعها ...كل شيء هادئ يحلم ،،يرفض الألم والتشاؤم ....،،وهو في ذاكرته بعيدا....بعيدا .....لا أعلم ما يعلم .
يسبح في بحر أسود ،لا يدري من موقعه الحاضر غير الحاضر،،لا يعلم حقيقة للمستقبل
....في حاضره صمت الأشباح في غيبوبة المنازع ...وأنا هناك أتسمر كالمسمار في لوح الخشب /لا أعلم وجهي من قفاي / أسأل نفسي ما فائدتنا على هذه الأرض؟ إن كانت مساوؤنا أكثر من حسناتنا فلماذا نحن موجودون ؟ وإذ بغلام ينادي هي يا اخ ماذا تفعل عندك ؟ اجبته تعال يا صاحبي الصغير وكل معي هذه القطعة من الخبز =قال على الفور =كلها وحدك=
آه عليك يا زمن / وآه من الزمن المر الذي وصلنا إليه = صار به الإنسان أرخص من الترمس = مع تحيات الأمل في المجهول
مع تحيات سلامه