من الذاكرة.. يارب
 

من الذاكرة.. يارب

ثلاثة وعشرون عاما مضت على هذا اليوم لكنه لم يفارق مخيلتنا أبدا بكل تفاصيله.. صيف 1987.. الأهلي على موعد مع لقاء الإياب في دور الثمانية لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري (الاسم القديم لدوري أبطال أفريقيا) أمام أفريكا سبور الإيفواري أحد عمالقة القارة السمراء في هذا التوقيت.. لقاء الذهاب في أبيدجان كان قد انتهى بفوز أفريكا سبور بهدفين دون مقابل.. والأمل كان ضعيفا إلى حد كبير في تجاوز الأهلي لهذه العقبة الصعبة للغاية في ظل ظروف المباراة خاصة مع إصابة نجمه الأول محمود الخطيب وعدم قدرته على اللحاق باللقاء

وكان فى استاد القاهرة الدولي.. زحام غير عادي.. نظرة يمتزج فيها القلق بعدم الثقة بالرجاء بالأمل بالدعاء في أعين الجميع.. وكلمة واحدة على ألسنة الجميع.. يارب

بدأ اللقاء بضغط قوي من الأهلي وثقة زائدة وتكتل دفاعي من أفريكا سبور.. الوقت يمضي والأمل يبدأ في التلاشي شيئا فشيئا.. الأخبار الواردة عبر الراديو من كوماسي تقول أن الزمالك خسر من كوتوكو الغاني 1/5 وودع البطولة.. ويبدو أن الأهلي في طريقه للحاق به.. وينتهي الشوط الأول سلبيا ومع بداية الثاني تنتفض الجماهير بصورة غير طبيعية.. الكل يبدو وكأنه يلعب مع الفريق في الملعب.. هي 45 دقيقة نكون أو لا نكون.. يسجل حسام حسن للأهلي وتشتعل المدرجات فقد تقلص الفارق.. لكن الوقت يمضي سريعا للغاية وتكتل لاعبي أفريكا سبور يزداد أمام مرماهم مدافعين عن النتيجة.. الساعة تشير إلى الدقائق الأخيرة لكن أحدا لم يخفض صوته.. لا أحد يغادر الملعب.. لا أحد يزوم أو يقول "مفيش فايدة".. الوقت يكاد ينقضي وإذا بعلاء ميهوب يحرز الهدف الثاني وسط أمواج عاتية من الفرحة.. ومباشرة ينهي الحكم المباراة ويحتكم الفريقان لركلات الترجيح.. و...... يفوز الأهلي.. يفوز ويكمل المسيرة.. يهزم كوتوكو الغاني ثم الهلال السوداني ويرفع الكأس في نهاية المشوار

ما أشبه الليلة بالبارحة (مع اختلاف الظروف).. يــــارب