منتديات بنات مصر - من الشيوخ الي الشبان

من الشيوخ الى الشباب...

لا نستطيع ان ننكر عليكم معشر الابناء ان شبابكم اعظم قوة ونشاطا وابعد همه واقوى عزيمه من شيخوختنا وان ايدينا الشاحبه المعروفة لا تستطيع ان تصل الى ما تصل اليه ايديكم الفتية المقتدرة وان آراءكم وافكاركم وجميع تصوراتكم وآمالكم الت تتلون بها شبوبيتكم اكثر حده وحراره وابعد غورا وعمقا ومن آرائنا وتصوراتنا ولكنالذي ننكره عليكم ونعتب عليكم فيه اشد العتب هو زرايتكم علينا واحتقاركم لنا ورميكم ايانا بالجمود مرة والخرف اخرى, كما اختلفنا معكم في شان من الشؤون كما اننا ننعي عليكم كبرياءكم وخيلاءكم واعتدادكم بانفسكم هذا الاعتداد العظيم الذي يخيل اليكم معه ان هذه الالوان الجميلة التي تتلون بها حياتكم الحاضرة إنما هي خاصة بكم ووقف عليكم لم تمر بعصر غير عصركم ولم يزه بها شباب غير شبابكم وانكم انتم اصحاب الفضل الاول في ابتكار وافتراع عذرتها.

فقد كان لنا شباب مثل شبابكم نتصور فيه كما تتصرون ونفكر كما تفكرون ونردد في انفسنا واحاديثنا جميع هذه الافكار التي ترددونها اليوم حتى انطوى ذلك العهد وزالت معاله وهذأت على أثره تلك الثورة النفسيه الهادئه التي كانت تعترك بين جوانحنا ودخلنا غمار الحياة الحقيقية حياة الجد والعمل والنظر والتأمل والخبرة والتجربة فاستطعنا ان نرجع ال نفوسنا ونثوب الى رشدنا وان نهبط بهدوء وسكون الى اعماق قلوبنا ونستعرض تلك الاراء والافكار والاحلام والآمال بامعان وتدقيق فاستطعنا ان نميز صالحها من فاسدها وصادقها من كاذبها ومعقولها من موهمها ..
وللشباب خصائص كثيرة وصفات كثيرة ومتعددة واخص صفاته قصر النظر وسرعة الحكم والعجز عن احكام لصلة بين ادوار الزمان الثلاثة ,ماضيه,حاضره, ومستقبلة , فهو لا يستطيع ان يتصور ان الماضي اساس الحاضر ومنبع وجوده لا يشرق الا من مطلعه ولا ينبت الا في تربيتة , وان المستقبل بيد الطبيعه القاسية وقوانينها الصارمة وليس اقرب اليه من ان يتصور ان في استطاعته ان يمجو بيده في لحظة واحده وجه الكون بارضه وسمائه ثم يخلقة خلقا جديدا على الصورة التي يريدها ويتصورها ..

كنا نفكر كثيرا في شأن المراة كما تفكرون اليوم ولا نجد حديثا الذ واطرب من الحديث عنها وكنا لشدة اعجابنا بها واهتمامنا العظيم بترفيهها وتدليلها والوقوع من نفسها موقعا جميلا ندافع عنها ضد انفسنا ونطلب لها من النفوذ والسيطرة علينا اكثر مما تطلبه لنفسها ونتمنى بجدع الانف لو اننا رأيناها متمتعة بالحرية الى اقصى حدودها ..

وكنا نبتهج بكل جديد وننفر من كل قديم كما تفعلون وكنا مولعين بالتقليد ولعلكم به لا نكاد نعرف صورة لانفسنا صورة خاصة ترتكز عليها اعمالنا في الحياة ...

وكان العارف منا بلغة اجنبية لا يلبث ان يفتتن بها وباصحابها افتتانا شديدا ربما حمله على احتقار لغته وتاريخها فيترفع عن ذكر رجالها وعظمائها وتاريخها في احاديثه واستشهاداته ويسخر منهم كلما جرى ذكرهم على لسان احد غير لا لانه لا يفهمهم او يفهم غيرهم , بل لانه كان بسيطا غريرا يحتقر كل ما في يده ويستعظم كل ما في يد غيره.
ولم نعرف الا بعد زوال ذالك العهد اننا كنا مخطئين في جميع هذه التصورات والافكار وانها لم تكن عقائد راسخخه في نفوسنا بل اشباحا وصور تتراءى في حياتنا فنعجب بها ونستطير فرحا وسرور بجمال منظرها وبهجة الوانها فأصبحنا معتدلين في أرائنا متئدين في احكامنا نحب حرية المرأه ولكن نكره فسقها وفجورها ونأخذ مواد المدينة والحضارة من الامم المتمدينة ولكننا لا نقلدها ونحن نحب أدب الالغربين ونعجب بأدبهم وعلمائهم ولكننا لا نحتقر من اجل ذك رجالنا وتاريخنا .
نحن لا نطلب منكم معشر الابناء وانتم في ثورة الشباب ونشوته ان تكونوا معتدلين متئدين في احكامكم وتصوراتكم او هادئين في مطامعكم وآمالكم فليس من الرأي ان نطب منكم مالم نكن نطلبه من انفسنا ولكن امرا واحدا كنا نحرص عليه في عهدنا اشد الحرص هو الذي اليكم تحرصوا عليه مثلنا وتضنوا به ضننا .
كنا نعتقد مثلكم اننا خيرا من آبائنا واجدادنا واوسع منهم علما واقوى ادراكا وربما اعتقادنا في الكثير منهم كما تعتقدون فينا اليوم انهم جاهلون او مخرفون او متأخرون و جامدون الا ان ذلك لم يكن يمنعنا من ان نحفظ لهم منزلة الابوة وكرامتها فل نلقبهم بلقب من هذه الألقاب التي تلقبونا بها ولا نذكرهم بحضورهم او غيبتهم في كلمة سوء تنغص عليهم ما قدر لهم ان يقضوه بيننا من ايام حياتهم وكن شأننا معهم في برهم واكرامهم واحترام عقائدهم ومذاهبهم ..
ذلك ما نضرع اليكم ن تحفضوه لنا كما حفضناه من قبلكم لآبائنا واجدادا واذكروا ان سياتي عليكم ذلك اليوم الذ اتى علينا وانكم ستكرهون ان يعاملكم ابنائكم واحفادكم بما تعاملوننا به اليوم فاتقوا الله فينا وفي شيخوختنا فنحن آباؤكم الذين ولدناكم ــ واساتذتكم آباؤكم ان ترموهم في وجوههم بالجهل والجمودوما هم بجاهلين ولا جامدين ولكنهم شيوخ عاجزون.